حلقة 369: حكم الذهاب إلى القبور للتبر بها - حكم الذهاب إلى الأولياء وطلب الغوث منهم - علامة حب الله للعبد - تفسير قوله ويكتب شقي - حكم الوقف على الذكور دون الإناث - حكم تمني الموت - هل في مال المتوفى زكاة؟ - حكم صلاة المرأة بالحلي

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

19 / 50 محاضرة

حلقة 369: حكم الذهاب إلى القبور للتبر بها - حكم الذهاب إلى الأولياء وطلب الغوث منهم - علامة حب الله للعبد - تفسير قوله ويكتب شقي - حكم الوقف على الذكور دون الإناث - حكم تمني الموت - هل في مال المتوفى زكاة؟ - حكم صلاة المرأة بالحلي

1- والدي رجل طيب, يؤدي الصلاة في أوقاتها, وأنا أحد أولاده حيث تعلمت أصول الدين, وقرأت عن العقيدة, ورسخت العقيدة في قلبي والحمد لله, ولكن والدي متعلق بالقبور, يذهب إليها في الأسبوع ما يقارب من مرتين, وقد حدث خلاف بيني وبينه بأن هذا شرك أكبر, وهذا لا يجوز, فقال لي والدي: بإن هؤلاء رجال صالحون لا بد من زيارتهم, والدعاء عندهم, وأخيراً عندما علمت أنه لا فائدة من ذلك خرجت من بيت أبي وقاطعت والدي أكثر من خمس سنوات, ولا أكلمه، ولا أقوم بزيارته، ماذا أفعل يا سماحة الشيخ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: الحمد لله الذي وفقك ويسر لك معرفة العقيدة الصحيحة السلفية، فاشكر الله على ذلك، واسأله التوفيق والثبات، أما ما ذكرت عن والدك وعن مقاطعتك له، فقد أخطأت في المقاطعة، ولا ينبغي لك، ولا يجوز لك مقاطعته، بل يجب عليك أن تنصح له، وأن تصاحبه بالمعروف كما قال الله -جل وعلا- في كتابه الكريم: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ[لقمان: 14-15]، هذا الرب -جل وعلا- يأمر الولد أن يصاحب والديه بالمعروف، وهما يأمرناه بالشرك ويجاهدانه على الشرك، وأنت ما أمرك بالشرك، إنما خالفك وعصاك في الذهاب إلى القبور، فالواجب عليك الصبر والنصيحة والكلام الطيب مع والدك؛ كما قال ربنا -عز وجل-: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً، وهما كافران، فعليك الصبر، وأن تنصح له بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وتأتي له بالكتب المفيدة، أو بعض المشايخ الطيبين حتى يسمع منهم ويساعدوك، يسمع منك ومن غيرك حتى يتأكد عنده صحة ما تقول له، تتصل ببعض الناس الطيبين من أهل العلم يحضر عندهم ويسمع منهم، أو يحضروا عنده ويسمعونه وينصحونه، حتى يكون التعاون منك ومنهم في هدايته. ثم التفصيل: إذا زار القبور للدعاء عندها فقط هذا مو بشرك هذا بدعة، إذا كان الدعاء عندها أو الصلاة عندها، هذه بدعة يعلم أن هذا ما يجوز، وإنما الشرك إذا دعاها قال: يا فلان انصرني، أو اشفع لي أو أغثني، أو أنا بجوارك، هذا شرك، أو كونه يصلي عندها أو يدعو عندها هذا بدعة، من وسائل الشرك، فالواجب نصيحته في الأمرين في البدعة وفي الشرك. الذي يدعوها، يستغيث بأهل القبور، ينذر لهم، يذبح لهم، هذا الشرك الأكبر. أما لو صلى عندهم يحسب أن هذا مستحب أو يحسب أن الصلاة عندهم فيها فائدة أو يقرأ عندهم يحسب أن هذا طيب، هذا بدعة يعلم أن هذا لا يجوز، نسأل الله للجميع الهداية. 
 
2- كثرت في الآونة الأخيرة من خلال الرسائل التي تصلنا سؤال عن زيارة الأولياء والطلب منهم تفريج الكربات وقضاء الحاجات, العلماء مطالبون بنشر العلم الشرعي, فما واجب العلماء وطلبة العلم في هذا البيان في العقيدة الإسلامية
الواجب على أهل العلم في كل مكان أن يبينوا للناس ما شرع الله لهم وما حرم عليهم، كما قال -جل وعلا-: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ[آل عمران: 187]، فأخذ الله على أهل الكتاب وهو علينا أيضا عندما أخبرنا لنحذر ونقوم بالواجب، وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ[البقرة: 159]، ثم قال سبحانه: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[البقرة: 160]، فأخبر -سبحانه- أنه لا يتوب إلا على من بين، تاب وأصلح وبين، فالواجب على جميع أهل العلم في كل مكان أن يبينوا للناس دينهم، وأن يحذورهم من الشرك والبدع والمعاصي، في الدروس في المحاضرات في النصائح في المساجد في الاجتماعات إلى غير هذا، في أي مكان يناسب في المسجد في الاجتماع في مناسبة زواج، أو وليمة أو غير ذلك، عندما يتيسر له البيان يوجه في أي مكان يتحرى الأماكن التي فيها الاجتماع حتى يبين للناس الحق، بالأدلة قال الله قال رسوله، قال الله كذا، قال الرسول كذا، ولا بأس أن يقول لهم كلام أهل العلم المعروفين حتى يكون ذلك أقرب إلى النجاح. فدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات هذا من الشرك الأكبر، أو بالأصنام أو بالملائكة أو بالجن، هذا شرك أكبر. فالذي يأتي البدوي أو الحسين أو الشيخ عبد القادر الجيلاني في العراق أو يأتي أبا حنيفة أو مالك أو يأتي أي قبر يسأله يقول: انصرني أو اشفع لي، أو ارزقني أو أنا في جوارك أو بحسبك أو أغثني من هذا الظالم، أو ما أشبه ذلك هذا الشرك الأكبر، هذا فعل المشركين الأولين، وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[يونس: 18]، هذا فعلهم، قال تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[الزمر: 3]، ما قالوا ليخلقونا أو يرزقونا أو ينفعوننا، لا، يقولون: يشفعون لنا، يقربونا عند الله، هم يعرفون أن الله هو النافع الضار، ولكن يتقربون بهم ليشفعوا لهم عند الله، والله جعله شرك، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[يونس: 18]، وقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ[الزمر: 3]، سماهم كذبة كفرة، فالواجب على كل إنسان أن يتقي الله وأن يراقب الله، فلا يزور القبور للشرك، أما إذا زارها ليسلم عليهم وهم مسلمون، يزورهم يسلم عليهم ويدعو لهم لا بأس، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: (زورا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، فإذا زارهم للذكرى، ذكرى الموت ويدعو لهم فلا بأس، يسلم عليهم ويدعو لهم ويترحم عليهم هذا مشروع. أما أن يدعوهم من دون الله: يا سيدي فلان أغثني انصرني أنا في جوارك أنا في حسبك هذا شرك أكبر، أو قال هذا للملك: يا جبريل! يا إسرافيل! يا جني الظهيرة، يا جن محل كذا! يا جن محل كذا! هذا هو الشرك الأكبر، أو صنم معظم، أو صورة معظمة أو شجرة معظمة، يدعوه ويستغيث به هذا شرك المشركين قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى[النجم:19-20]، هذه آلهتهم، كانوا يدعون اللات: وهو رجل كان يلت السويق للحاج، فغلوا فيه لأنه رجل صالح، صاروا يدعونه، وبعضهم عبد الحجر التي كان يلتها عليها. والعزى: شجرة كانوا يدعونها ويستغيثون بها. ومناة: صخرة بين مكة والمدينة، فهذه آلة المشركين، وأصنام عند الكعبة كانت ثلاثمائة وستين صنما عند الكعبة يدعونها ويستغيثون بها ويتمسحون بها، حتى كسرها النبي يوم الفتح، وأزالها -عليه الصلاة والسلام-. فالمقصود أن الواجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء والعرب والعجم: توحيد الله، والإخلاص له، وتخصيصه بالعبادة، ولا يجوز لأحد أن يدعو الجن أو الملائكة أو الأولياء أو أصحاب القبور أو الأصنام أو الشجر أو الملك، كل ذلك شرك أكبر، لا يسأله لا يستغيث به لا ينذر له لا يذبح له. فلو قال: يا جبرائيل انصرني، أو يا إسرافيل، أو يا مالك خازن النار، أو يا نبي الله محمد، أو يا جبريل أو يا نوح أو يا عيسى كل هذا شرك أكبر، أو يا شيخ عبد القادر أو يا حسن أو يا أيها الصديق أو يا عمر أو يا عثمان كل هذا من الشرك الأكبر.  
 
3- هل حب الناس للعبد دليل على حب الله تعالى له؟
هذا يختلف: إذا أحبه المؤمنون هذا علامة خير، أما إذا أحبه الناس الفساق أو الكفار بأنه يعطيهم فلوس أو يعطيهم كذا وكذا فهذا مو دليل على الخير، أما إذا أحبوه لله للعبادة وطاعته لله وهم أهل بصيرة أهل توحيد أهل إخلاص يعرفون هذا حبهم يرجى فيه الخير. 
 
4- ورد في الحديث الذي ما معناه: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه) إلى أن قال: ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، والسؤال يبقى سماحة الشيخ: هل الشقاوة والسعادة هي شقاوة الآخرة أم شقاوة الدنيا, أعني هل يكتب الإنسان من أهل الجنة أو من أهل النار؟
نعم هذا جاء في الحديث الصحيح، في الصحيح عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يجمع خلق ابن آدم، النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول المخلوق قال: (إنه يكون أولا في الأربعين الأولى نطفة، ثم الأربعين الثانية علقة -وهي قطعة الدم-، ثم في الأربعين الثالثة يكون مضغفة -قطعة اللحم-، وبعد كمال مائة وعشرين ينفخ فيه الروح، ويكتب عمله وأجله ورزقه وشقاوته وسعادته، هكذا جاء في الصحيحين: يُكتب رزقه وعمله شقي أو سعيد، رزقه مكتوب، عمله مكتوب، شقاوته سعادته كل هذا مكتوب، وليس للعبد إلا ما كتب الله له، في هذه الدنيا وفي الآخرة كذلك، فالسعيد يوفق لعمل أهل السعادة، والشقي يوفق لعمل أهل الشقاوة. مثلما سألوا قالوا: يا رسول الله: إذا كانت مقاعدنا معلومة من الجنة والنار ففيما العمل؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا قوله -سبحانه-: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى[الليل: 5- 10]، فالإنسان على ما كتب الله له ييسر،كتب سعيداً يسره الله لعمل أهل السعادة، وإن كتب شقياً يسره الله لعمل أهل الشقاوة، أعطاه الله العقل، أعطاه البصيرة، أعطاه السمع والبصر، وكل ميسر لما خلق له، كما قال الله -جل وعلا-: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[النحل: 78]، فهم قد أعطوا الآلات: السمع، والبصر، والعقل، وأرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، فمن سبقت له السعادة يسر الله له القبول إلى العمل الطيب، وسار في طريق السعادة، ومن كان شقياً سار في طريق الشقاوة، نسأل الله العافية.    
 
5- هل صحيح أن أموال الوقف إذا كانت من الوالد لا تكون إلا للرجال دون النساء؟
هذا ليس بصحيح، الوقف وغيره لا يجوز له الجور فيه، إذا وقف يكون على الذكور والإناث، لا يجوز يخص الذكور ولا الإناث، يكون هذا الوقف على المحتاج من أولاد ذكورهم وإناثهم ما تناسلوا، الأقرب فالأقرب، فلا ينبغي أن يوقف عليهم بأعيانهم، لا، للمحتاج للفقراء منهم كما فعل الزبير بن العوام الصحابي الجليل وابن عمر يقف على المحتاج من ذريته، ما تناسلوا فإن أغناهم الله تصرف غلة الأوقاف في وجوه البر وأعمال الخير في الفقراء في تعمير المساجد في الجهاد في سبيل الله، أما أن يقول: هذا مال وقف أبائي وبس، لا، ما ينبغي هذا، لأن الله أعطاهم إياه بورث، لا يحل لهم إياه بالوقفية، أعطاهم الله ورث إذا ماتوا ورثوه وانتفعوا به، لكن إذا أراد ...... البر والخير يقول: وقف على المحتاج خاصة، الفقير منهم ومن أغناهم ما له شيء، إذا أغناهم الله تصرف الغلة في تعمير المساجد في الفقراء والمساكين في تعليم القرآن وتحفيظ القرآن في طلبة العلم الفقراء في الجهاد في سبيل الله وهكذا، لا يوقف على الورثة، سواء كانوا أغنياء ولا فقراء، معنى هذا حرمانهم مما أعطاهم الله من الإرث، ولكن يقول: وقف على المحتاج من ذريته، المحتاج من أقاربي، صلة الرحم من أقارب الورثة ما فيه بأس. سماحة الشيخ هل هناك شروط للوقف؟ شرطه أن يكون على بر، مو على معصية، على بر، على أقاربه، على المحتاج من ذريته، على الفقراء والمساكين، في تعمير المساجد، في الجهاد في سبيل الله، في شراء الكتب النافعة التي توزع على الفقراء، وما أشبه ذلك.   
 
6- أشعر بالإحباط في بعض الأحيان, وأكره الحياة, وأتمنى الموت, مع العلم بأني أداوم على الصلاة وأذكر الله كثيراً, وأقرأ القرآن, هل عليّ إثم عندما أتمنى الموت، وبماذا توجهونني يا سماحة الشيخ؟
الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تمني الموت، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يتمنين أحد الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد فليقل: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي)، وفي الحديث الآخر: (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي)، أما أن يقول: اللهم ليتني أموت، لا، لا يجوز هذا، ولكن يقول: (اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي)، إذا أحد يدعو بهذا لا حرج، يسأل ربه التوفيق والهداية، ويسأل ربه أن الله يهديه للحق، وأن الله يغني فقره، وأن الله يزيل ما حصل من الكآبة، إن كان من ذرية يقول: اللهم اهدهم اللهم اصلحهم، إن كان من دين عليه يقول: اللهم اقض ديني، اللهم يسر أمري، إن كان من جار سيء: اللهم اهدي هذا الجار، أو أبعده عني أو أبعدني عنه، يعني يسأل ربه العافية مما كدر حياته.   
 
7- هل في مال المتوفى زكاة؟
نعم على الورثة، إذا مات على الورثة أن يزكوا إذا كان عنده نقود يزكوه الورثة، كل واحد يزكي حقه، إذا بلغ النصاب، إذا مات وعنده مائة ألف ريال، وعنده ولدين كل واحد يزكي خمسين، يبتدي الحول من موت ولدهم، من موت أبيهم إذا تمت السنة بعد الموت لزم كل واحد زكاة الخمسين، وإذا كانوا عشرة كل واحد يزكي عشرة آلاف من المائة الألف، حسب حصته، وهكذا يعني عليهم يزكون حصصهم، كل واحد يزكي حصته، إذا حال عليها الحول من النقود وإذا مات عن إبل أو غنم أو بقر يزكوها أيضا إذا كان ترعى سائمة يزكونها زكاة السائمة، كل واحد يزكي نصيبه، وإذا كانت ترعى جميعا يزكون زكاة الجميع، عليهم ...... زكاة للجميع، إذا كانت مختلط.  
 
8- ما هي الأعضاء السبعة التي أمر الإنسان بالسجود عليها؟
فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار إلى أنفه، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين)، هذه السبعة، جبهته وأنفه هذه واحد، كفيه هذه ثلاثة، ركبتيه هذه خمسة، قدميه هذه سبعة. سماحة الشيخ المصلي إذا لم يسجد على هذه الأعضاء السبعة هل في ذلك حرج؟ لا تصح صلاته إذا نقص واحد ما صحت صلاته، إذا تعمد ما تصح صلاته، أما إذا نسي بأن سها ولم يسجد على بعض الأعضاء ثم تذكر في الحال يسجد يكمل سجوده، وإن كان ما ذكر إلا بعدما قام في الركعة الثانية تبطل الركعة التي تركه منها، وتقوم الأخرى مقامها، ويأتي بركعة بدالها، قبل أن يسلم إذا كان ساهي، وهكذا لو سجد على يد دون يد، أو رجل دون رجل.  
 
9-  هل يجوز للمرأة المسلمة أن تصلي في الحلي، بمعنى: الذهب الذي يحمل صوراً لذوات الأرواح؟
لا يجوز هذا في .......... حتى لو ما صلت فيها، ليس لها لبس الحلي التي فيها الصور يجب عليها أن تعمل ما يزيلها، يزيل الرأس، إما بحك أو بشيء يجعل عليه من جهة الصواغ يعرفونه، يعني .......... تزيل رأس الرأس أو ما أشبه ذلك، المقصود لا بد من إزالة الرأس أو الصورة كلها، ولا يجوز لها أن تلبس ما فيه صور، لا من الملابس ولا من الحلي، ولكن الصلاة صحيحة، لو صلت فيها صحت صلاتها مع الإثم، الصلاة صحيحة مع الإثم.  
 
10- إذا كانت بعض هذه الصور تحمل شكل صليب؟
كذلك ما يجوز لها لبس الصليب، الرسول كان إذا وجد صليبا نقضه وأزاله؛ لأن فيه تشبه بالنصارى، فليس لها أن تصلي في الصليب ولا في غير الصليب من الصور، والصلاة صحيحة لكن تأثم، مثلما يأثم الرجل تأثم المرأة إذا صلوا في ثياب فيها الصليب أو خمار أو عمامة فيها الصليب.  
 
11- نسمع في كثير من الأحيان هذه الألفاظ, هل يجوز أن يقولها المسلم، وهي: (بحق السماء!) (ترعاك عين السماء!).
هذه الكلمات ما تصلح، بحق السماء، وترعاك عين السماء ما يصلح، يرعاك الله، يصرح يرعاك الله، رعاك الله، وفقك الله، أو يقول: بالله، أو بصفات الله مو بحق السماء، أسأل الله بصفاته العليا، أسأل الله بعمله، وما أشبه ذلك، أسألك بالله أن تفعل كذا. العبارة الثانية: (فال الله ولا فالك)، و(دفن في مثواه الأخير). فال الله ولا فالك هذه كلمة عامية تركها أحسن، هذه كلمة عامية تعني قل الخير تكلم بخير لا تكلم بالشيء الذي مو بزين. (مثواه الأخير) بالنسبة إلى الدنيا يعني، آخر ما له في الدنيا القبر، ولكن مو بالأخير كليا لأنه سوف يبعث ويجازى، يسمونه الأخير لأنه الأخير من الدنيا من مجالس الدنيا ومساكن الدنيا، هو مسكنه الأخير ثم يبعث.  
 
12- تسأل عن معنى الحديث والذي ذكر بأن سبعين ألفاً من أمته يدخلون الجنة بغير حساب, وذكر من صفاتهم بأنهم لا يكتوون, ولا يسترقون, ولا يتطيرون, وعلى ربهم يتوكلون, تقول السائلة: أنا لم أخل بالشرط, ولا أزكي نفسي, ولكن أحياناً عند مرضي قد يتطوع أحد من إخوتي أو والدتي بالقراءة عليّ, مع العلم بأني لم أطلب منهم ذلك, فهل في ذلك بأس؟
السبعون ألف هم الذين استقاموا على دين الله، وحافظوا على ما أوجب الله وعلى ترك محارم الله، أهل التقوى والإيمان، ومن صفاتهم: لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون، ولكن مع هذا هم أهل استقامة، قد استقاموا على طاعة الله ورسوله وتركوا ما نهى الله عنه ورسوله، فهم متقون وعلاوة على هذا لا يسترقون. والاسترقاء طلب الرقية، تقول: أقرأ علي، وهذا جائز إذا دعت الحاجة إليه، لكن تركه أفضل، وإذا دعت الحاجة إليه فلا بأس، النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر عائشة أن تسترقي، لما أصابتها العين، وأمر أم أولاد جعفر بن أبي طالب أن تسترقي لأولاد جعفر، فلا بأس إذا دعت الحاجة إليه، ولا يخرجه ذلك عن كونه من السبعين، السبعون هم المتقون المستقيمون على طاعة الله ورسوله ولو استرقوا، مو معناه أنهم ليسوا منهم، لكن هذا من عملهم، مثل أن من عمل السبعين يصلون الضحى، يتهجدون بالليل وكان لو ما صلوا الضحى ما عليه شيء، هو مؤمن متقي، ولو ما صلى الضحى لأنها نافلة الضحى، ولو ما تهجد بالليل نافلة، لكن هذا من أعمالهم العظيمة من زيادة الخير، من زيادة الخير والسبق إلى الخير. وهذا الكي المؤمن قد يكوي يحتاج، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما أحب أن أكتوي)، وقال مع هذا الشفاء في ثلاث: (شرطة محجم، وكية نار، وشربة عسل)، فجعل كية النار من أسباب الشفاء، فإذا كوى للحاجة فلا بأس، وقد كوى بعض الصحابة وكوى هو -صلى الله عليه وسلم- بعض الصحابة فلا بأس بالكي إذا دعت إليه الحاجة، ولا بأس بالاسترقاء إذا دعت إليه الحاجة. أما التطير لا، التطير شرك لا يجوز، التطير بالمرئي أو المسموعات إذا رده عن حاجته هذا يكون شرك لا يجوز، مثل إنسان خرج يسافر فصادف إنسان مو بيحبه، أو صادفه كلب أو حمار فتشاءم وقال: ما أنا مسافر، هذا تطير ما يجوز، أو إنسان كان يبي يزور واحد من إخوانه فوافقه كلب أو حمار في الطريق أو إنسان ما يحبه فتشاءم ورجع هذه الطيرة ما يجوز.   
 
13- عندما أنصح بعض الأخوات –هدانا الله وإياهن- يكون ردها: لكم دينكم ولي دين!! هل قولها هذا جائز، وبماذا ننصحهن؟
هذا لا يجوز، هذا نوع استكبار عن قبول النصيحة، يعني ما عليكم مني، هذا معنى الكلام، هذا غلط، وهذا قالها النبي للكفار، لكم دينكم ولي دين، هذا يقال للكفار، أما المسلم والمسلمة دينهم واحد، توحيد الله وطاعة الله، فلا يقال: لكم دينكم ولي دين إلا للكفرة، كما قالها النبي لهم، لقريش وعباد الأوثان، لكم دينكم ولي دين، مثلما جاء في أول السورة: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ[الكافرون:1-2]، هم يعبدون الأصنام والنبي يعبد الله، فلا يقول لأخيه: لك دينك ولي ديني، دينا واحد، هذا غلط، ولكن إذا نصحه يقول: جزاك الله خيرا، الله يوفقني، الله يعينني، جزاك الله خير، ادعو الله أن الله يهديني، إذا قال له يا أخي: حافظ على الصلاة في جماعة، يا أخي بر والديك، يا أخي احذر الغيبة والنميمة، يقول: جزاك الله خير، الله يعينني ادع الله لي، ما يقول: لك دينك ولي ديني، هذا غلط، هذا تكبر، نسأل الله العافية.  
 
14- إنني في بعض الأحيان توسوس نفسي بأمور تخص العقيدة, فأجاهد الشيطان, فتحدثني نفسي بأن هذه الأمور نابعة من نفسي وليست من الشيطان, وإنني آثمة، وسينالني عذاب الله, والسؤال: هل أنا آثمة، وهل هذا ابتلاء من الله، وإن صبرت وجاهدت هل ينالني الأجر؟
كل ما يقع من الوساوس كلها من الشيطان، من شر الوسواس الخناس، ويقول -جل وعلا-: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ[الأعراف: 200]، فالشيطان هو الذي ينـزع في الدعوة إلى الباطل، فيقول للرجل أو المرأة أنت ؟؟؟؟ أنت مرائي، أنت كذا أنت كذا، أو يقول له أين الله؟ الله كذا الله كذا؟ والجنة ما هي حقيقة، والنار ما هي حقيقة، فيأتيه بمشاكل، والرسول صلى الله عليه وسلم لما قال له الصحابة هذا، قالوا: (يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه لأن يخر من السماء أحب إليه من أن ينطق بما يقع في نفسه - أو كما قالوا - قال عليه الصلاة والسلام: تلك الوسوسة) وقال: (الحمد لله الذي ردك عن الوسوسة، إذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله رباً، آمنت بالله ورسوله، وليستعيذ بالله ولينتهي) هكذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجدوا الوساوس التي تشككهم في الله أو في الجنة أو في النار أو ما أشبه ذلك في الدين، فيقول: آمنت بالله ورسوله، يكررها، آمنت بالله ورسوله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وينتهي، إرغاماً للشيطان، وبهذا يسلم له دينه. هكذا أفتى النبي للصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، عما سألوه عما يقع لهم حتى يقول له معنى رب معنى جنة معنى نار، وأشباه ذلك، ثم يقول الشيطان للناس، فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، آمنت بالله ورسوله وينتهي والحمد لله، ويسلم. أحسن الله إليكم سماحة الشيخ أيها الإخوة والأخوات.... 

505 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply