حلقة 367: عدة المرأة المطلقة - حكم من قال لزوجته أسكتي أو أطلقك - حكم أفطر رمضان بحجة حرارة الجو - حكم التبرك بالتراب الموجود على قبر الولي - مدة غياب الرجل عن زوجته - حكم تعليق السور القرآنية على الحائط - أضرار الغياب عن الزوجة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

17 / 50 محاضرة

حلقة 367: عدة المرأة المطلقة - حكم من قال لزوجته أسكتي أو أطلقك - حكم أفطر رمضان بحجة حرارة الجو - حكم التبرك بالتراب الموجود على قبر الولي - مدة غياب الرجل عن زوجته - حكم تعليق السور القرآنية على الحائط - أضرار الغياب عن الزوجة

1- كم عدة المطلقة؟ وإذا طلقت المرأة وبعد طلاقها بعدة شهور توفي زوجها، فهل لها نصيبٌ في الميراث، علماً بأن المرأة حامل وزوجها قد توفي كما ذكرت؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فعدة المطلقة قد أوضحها الله في كتابه حيث قال سبحانه: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ.. (228) سورة البقرة، والصحيح أن القروء هي الحِيَض، هذه عدتها: ثلاث حيضات بعد الطلاق، فإذا حاضت ثلاث مرات بانت منه وخرجت من عصمته، وإذا مات بعد ذلك لا ترثه، إذا مات بعد العدة لا ترثه، سواء كانت طلقة واحدة أو طلقتين أو ثلاثاً، متى صار الموت بعد العدة فإنها لا ترثه. أما إن كانت حاملاً -كما ذكر السائل- فعدتها وضع الحمل، كما قال سبحانه: ..وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ.. (4) سورة الطلاق، فإذا مات وهي حامل ففيه تفصيل: إن كان الطلاق طلقة أو طلقتين رجعية فلها الميراث، وإن كان الطلاق الطلقة الأخيرة الثالثة أو الطلاق على عوض فإنها لا ترثه، فإذا كان طلقها عوضاً دفعته إليه وهو الخلع فإنها تكن بائنة ولا ترثه، ولو أنها حامل، أو كانت الطلقة الأخيرة الثالثة قد طلقها طلقتين وهذه الثالثة التي طلقها الأخيرة فإنها لا ترثه أيضاً؛ لأنه مات وهي أجنبية.  
 
2- أتيت من عملي وأنا غضبان، فقابلتني زوجتي وهي تصرخ، فقلت لها: أسكتي أو أطلقك! فقالت لي: طلقني! فطلقتها ثلاثاً، وبعد ذلك أريد استرجاعها، فماذا أعمل؟
نرى حضورك معها ووليها عند المحكمة للنظر في أمركم وإفتائكم، أو إثبات الواقعة وإحالتها إلي وأنا أنظر في الأمر، إن شاء الله.  
 
3- لقد حل علي شهر رمضان، وصمت منه اثنين وعشرين يوماً وأفطرت الأيام الباقية؛ وذلك لسخونة الجو وللعمل الشاق، فكيف أقضي ما فاتني؟
عليك التوبة والاستغفار وعليك القضاء، سواء جمعت أو فرقت، الأيام الباقية عليك أن تقضيها مجتمعة أو مفرقة لا بأس. وأما العمل وسخونة الجو لا يبيح لك الإفطار، تستريح وتصوم ، تستريح من العمل وتصوم، والحمد لله. - الذين يفتون سماحة الشيخ بأن العمل الشاق أو أن سخونة الجو تبيح الإفطار؟!! ج/ ليس بعذر، ليس بعذر، كل هذه لها علاج، يجلس في المحل الذي يرى أنه مناسب ويستريح، وبقية المدة تكد على بقية الأيام هذه، لا تتعلق بالعمل، العمل يستريح منه أو يؤجل أو يستقيل أو يكون في وقت خاص قليل لا يضره أو ينقله إلى الليل، كله طيب.  
 
4- هل يجوز التبرك بالتراب الموجود على ضريح الولي المتوفى، وهل هذا التراب يفيد شيئاً، وما هو رأي سماحتكم في هذا؟
التبرك بتراب القبور منكر، وهو من المحرمات الشركية، لا يتبرك بتراب الولي ولا غير الولي، البركة من الله، إنما التبرك بالشيء الذي شرعه الله، مثل التبرك بماء زمزم .....! منه لأن الله جعل فيه بركة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه مبارك، أو كونه مثلا يسأل ربه أن الله يجعل هذا المال مبارك يدعو ربه أن الله يبارك له فيه أو أن الله يبارك له في الولد، فالبركة من الله عز وجل، ولم يكن الصحابة يتبركون لا بالصديق ولا بعمر ولا بعثمان ولا بعلي، إنما هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتبركون بعرقه وريقه عليه الصلاة والسلام، أما بعده فلا، جميع الأولياء لا يتبرك بهم، إنما هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام، فالتبرك بالأشخاص أو بالتراب ترابهم أو آثارهم كله منكر، لا يجوز بل من وسائل الشرك الأكبر. - إذا تنصحون المسلمين بالإقلاع عن هذا سماحة الشيخ؟ ج/ يجب الحذر من هذا، يجب الحذر، أما دعاؤهم والاستغاثة بهم فهذا شرك أكبر، نسأل الله العافية.  
5- ما هو الشيء الذي يترتب على الرجل الذي سافر طلباً للعمل وترك زوجته لمدة سنة؟
ننصحه بأن يقصر مدته تكون المدة قليلة حتى لا تقع عائلته في الخطر، أو يسافر معها إذا أمكن، تكون معه في السفر إذا أمكن، لأن الوقت خطير والفتن كثيرة، فالواجب على الزوج أن يحذر ما يضر زوجته أو يعرضها للشر والفساد، ولا شك أن المدة الطويلة قد تفضي إلى خطر على الزوجة، ثم أيضاً هي محتاجة إلى زوجها كما أنه محتاج إليها، فقد يقع في الخطر هو لطول المدة وقد تقع هي في الخطر، فالنصيحة ألا يطوِّل بل يتردد بين عمله وبين زوجته، ثلاثة أشهر شهرين أربعة أشهر، وكان عمر رضي الله عنه قد وقت للمجاهدين ستة أشهر، للمرابطين، ولكن في الوقت الحاضر الوقت أخطر والستة طويلة، فينبغي للعاقل أن يحذر أسباب الفتنة على نفسه وعلى زوجته، وأن تكون المدة قصيرة حذراً من أسباب الفتنة.  
 
6- ما هو رأي سماحتكم في تعليق السور القرآنية على الحائط؟
إذا علقها للفائدة يقرأها الإنسان ويتذكر بها القراءة أو علق أحاديث أو كلاماً طيباً لا بأس، أما أن يعلقها كحرز هذا لا يجوز.  
 
7-   شخصٌ يقصر في صلاته، هل يجوز أن يكون إماماً للمقيمين؟ جزاكم الله خيراً. وإذا حصل هذا فهل له أن يقول: أتموا صلاتكم فإني أقصر الصلاة؟
لا حرج في ذلك إذا صلى بهم وهو مسافر يصلي اثنتين ويقول لهم عند الإحرام: أتموا، أو إذا سلم يقول: أتموا؛ كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك عام الفتح، وإن أتم بهم فلا حرج، إن صلى بهم أربعاً ولو كان مسافراً فلا حرج، فقد أتم عثمان بالناس في آخر خلافته في حجاته الأخيرة، رضي الله عنه وأرضاه. فالمقصود أنه إن أتم بهم فلا بأس، وإن صلى بهم اثنتين وقال: أتموا، كله طيب، كله حسن.  
 
8- أميت جماعة في رمضان، فهل يجوز أن آخذ منهم أجرة مقابل ذلك، إذ أنهم أصروا على أن آخذ تلك الأجرة، وقلت: هذا عمل أتقرب به إلى الله! لكنهم أصروا، فما هو رأي سماحتكم؟
إن أخذته فلا بأس وإن تركته فلا بأس، الأمر واسع، الأمر واسع، إن تركته فهو أفضل، ما دمت ما أردت شيئاً إن تركته فهو أفضل، وإن أخذته فلا حرج، إن شاء الله.  
 
9-   أنا بلغت من العمر السادسة والعشرين وكنت تاركاً للصلاة، أقوم أحياناً وأترك أحياناً، ولما سافرت إلى المملكة هنا وسمعت برنامج (نور على الدرب)، وسمعت فيه بأن تارك الصلاة كافر عدت والحمد لله أقوم بالصلاة المفروضة في أوقاتها، لكني أسأل عما فات من عمري، كيف يكون حالي؟ -جزاكم الله خيراً- هل يلزمني القضاء، أم تكفي التوبة؟
الحمد لله الذي هداك ووفقك للعودة إلى الخير والمحافظة على الصلاة، نسأل الله لنا ولك الثبات على الحق، أما الماضي فتكفي التوبة، والحمد لله، الماضي تكفي التوبة؛ لأن الله سبحانه يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) سورة طـه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (التوبة تهدم ما كان قبلها)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، نسأل الله أن يمن على الجميع بالتوبة الصادقة النصوح.  
 
10-   إني أعمل في المزرعة، وأقوم بجميع الصلوات الخمس في مواعيدها إلا المغرب، فبعض الأيام تفوتني صلاة المغرب مع الجماعة بسبب ظرف عملي؛ لأنه لم ينته إلا قبل العشاء بنصف ساعة، يعني: بعدما أنتهي من صلاة المغرب يحين موعد أذان العشاء، فهل علي إثم في ذلك؟
نعم إذا كنت في قربك جماعة يلزمك أن تصلي مع الجماعة، أما إذا كنت وحدك ما عندك أحد فلا إثم عليك، لكن فاتك الأفضل، الأفضل أن تؤديها في أول الوقت، الأفضل أن تؤديها في أول الوقت، وإذا أديتها في آخر الوقت قبل غروب الشفق فلا شيء عليك، والحمد لله، أما إذا وجدت الجماعة مسجد حولك أو جماعة فإنه يجب عليك أن تصلي معهم.  
 
11- سمعت من بعض الناس أن العمرة لا تجوز لمن هو متوفى، فهل ما قيل صحيح؟
ليس بصحيح، إذا كان المتوفى مسلماً فإن العمرة مشروعة عنه، كالحج إذا اعتمرت عن أخيك الميت أو أبيك أو حججت عنه فأنت مأجور، إن شاء الله.  
 
12- إذا كان لدي مال فهل يجوز أن أصرف زكاته في بناء مسجد، أو لا بد من صرفها على الفقراء؟
الزكاة لا تصرف في عمارة المساجد والمدارس، ولكن تصرف في الأصناف الثمانية المذكورة في قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) سورة التوبة، فأنت يا أخي أصرفها في الفقراء والمساكين، والحمد لله. 
 
13- سمعت من بعض الناس أن الذي يغيب عن زوجته لمدة سنة تكون زوجته طالق، وأن هذا غير جائز، فما هو توجيه سماحتكم؟
لا تطلق بغيبته، لا تطلق زوجته بغيبته، ولكن يشرع له أن يراعي الأوقات المناسبة وألا يطول الغيبة، لأن طول الغيبة قد تسبب مشاكل كثيرة عليه وعليها، والإنسان عرضة للفتنة الرجل والمرأة. فالمشروع لك يا أخي ألا تطول الغيبة وأن تحرص على أن تكون الغيبة قليلة شهرين ثلاثة، أو تكون معك إذا أمكن، حرصاً على سلامة عرضها وعرضك، أما الطلاق فلا تكون مطلقة لو تأخرت عنها سنة أو أقل أو أكثر ولم تطلقها فهي باقية في عصمتك، إلا إذا كان هناك خصومة بينك وبينها عند الحاكم أو المحكمة ورأت المحكمة الفراق بينك وبينها هذا شيء إلى المحكمة، هذا شيء يرجع إلى المحكمة؛ لتنظر إلى الأمر وتعمل بما يقتضيه الشرع المطهر، أما مجرد غيبتك عنها فلا يجعلها مطلقة.  
 
14- إنني أعمل في مزرعة، وإذا ما صادف أن اغتسلت في بركة المكينة، أو اغتسلت في الدش، هل يجزئ ذلكم عن الوضوء؟
إذا رتبت لما غمست في الماء رتبت أخرجت وجهك ناوياًَ بذلك الوضوء، ثم أخرجت ذراعك الأيمن ثم الأيسر ناوياً الوضوء، ثم أخرجت رأسك ناوياً الوضوء، ثم أخرجت رجليك ناوياً الوضوء فأنت على نيتك، بالترتيب، وإلا فإنه لا يجزئك، إلا إذا كان عن جنابة، غسل الجنابة ونويت غسل الحدثين نويت غسل الجنابة ونويت الوضوء بهذا الغسل أجزأ على الصحيح، دخل الأصغر تحت الأكبر. - أما إذا كانت للتبرد أو للنظافة؟ ج/ لا بد أن يرتب، رأسه أولاً بنية الوضوء، ثم يديه بنية الوضوء، ثم رأسه بنية الوضوء، ثم رجليه بنية الوضوء.   
 
15- إنني ألبس حذاءً –أجل كم الله- طويلاً يصل إلى الركبة، وهو مصنوع من البلاستيك، هل يجوز أن أصلي به صلاة الفجر إذا أدخلت رجلي طاهرة؟
نعم، إذا لبسته على طهارة لك يوم وليلة إذا كنت مقيماً، مدة يوم وليلة، وإذا كنت مسافراً ثلاثة أيام بلياليها، إذا كان هذا ساتراً للقدم مع الكعبين، فالحمد لله.  
 
16- يسأل سماحتكم عن صلاة الضحى: كم ركعة؟ وماذا يقول الإنسان عندما ينوي، هل يقول: نويت أصلي صلاة الضحى؟ أم يقول قبل تكبيرة الإحرام أي شيء آخر؟
صلاة الضحى سنة مؤكدة، رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليها وأوصى بها جماعة من أصحابه رضي الله عنهم، وأقلها ركعتان، تسليمة واحدة، وإن صلى أربعاً أو ستاً أو ثماناً أو أكثر كله خير، لكن أقلها ركعتان.  
 
17- ماذا على الذي يصوم شهر رجب كاملاً كما يصوم رمضان؟
صيام رجب مكروه لأنه من سنة الجاهلية لا يصومه، صرح كثير من أهل العلم بكراهته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب، المقصود أنه سنة في الجاهلية، لكن لو صام بعض الأيام يوم الاثنين يوم الخميس لا يضر، أو ثلاثة أيام من كل شهر لا بأس، أما إذا تعمد صيامه فهذا مكروه.  
 
18- هل تجوز كتابة شعر الغزل، أو هل تجوز قراءته، وما هو ميزان العفة في الشرع؟
كل شعر يدعو إلى الفواحش والمنكر سمي غزلاً أو غير غزل أو يدعو إلى شيء من المحرمات لا تجوز كتابته ولا قراءته على الناس ولا الاشتغال به؛ لأنه مما يصد عن سبيل الله، ومما يشجع على الفاحشة، ومن لهو الحديث المنكر الذي ذمه الله وعابه في قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.. (6) سورة لقمان، ذهب أكثر المفسرين إلى أن لهو الحديث هو الغناء المحرم وما يتبعه من آلات الملاهي.   
 
19- يسأل عن ميزان العفة في الشرع؟
العفة ميزانها الوجوب، يجب على المؤمن أن يعف عما حرم الله عليه وجوباً، عن الزنا، والخمر وجميع المعاصي، هذا ميزانه في الشرع الوجوب، وجوب الكف عما حرم الله، فالله جل وعلا أوجب على عباده أن يكفوا عن محارم الله وأن يؤدوا فرائض الله سبحانه وتعالى، فعلى العبد أن يؤدي الفرائض ويجتنب المحارم، يقول الله جل وعلا: ..وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا.. (7) سورة الحشر، ويقول سبحانه: ..وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.. (151) سورة الأنعام، يعني المعاصي.  
 
20- هل يجوز التكسب من الشعر؟
إذا كان الشعر مباحاً طيباً في مصالح المسلمين مؤلف يبيعه ويكتسب مثل: شعر في الآداب الشرعية شعر في الأحكام شعر في الصناعة المباحة، ويبيعها فلا بأس، مثلما تباع الكتب المؤلفة.  
 
21- كيف يحاسب الإنسان على أمور لا يملكها مثل: الكره، والحب، والحسد وما إلى ذلك؟
لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا.. (286) سورة البقرة، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.. (16) سورة التغابن، فالشيء الذي فعله مكرهاً إكراهاً شرعياً، يعني أكره بالقوة مع طمأنينة قلبه بالإيمان أكره على شرب الخمر أكره على الكفر بالضرب والوعيد من قادر على فعله أنه يغلب على ظنه أنه يفعل لا يضره ذلك، إذا كان قلبه مطمئناً بالإيمان ثابت على الحق، لقول الله سبحانه: مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ.. (106) سورة النحل، فلو أكره على أن يسب الدين أو يسب الرسول بالضرب أو بالوعيد بالقتل يظن أن المكره يفعل فإنه عذر أن يتكلم، ولكن مع ثبات القلب على الإيمان، مع إيمانه بقلبه أنه على الحق وأن هذا الإكراه هو الذي حمله على ما كان، فهو قاله باللسان دون القلب، وهكذا لو أكره على شرب الخمر، صب في فمه، أو أعطي إياه ويقال: إما أن تشرب وإلا ضربناك أو قتلناك يكون الإثم عليهم ولا عليه إذا كان قلبه مطمئناً لتحريمه، وأنه إنما فعله من أجل دفع الشر.  
 
22- إذا كان الشخص سوف يسافر في التاسعة صباحاً في رمضان، فهل يجوز أن يفطر ذلك اليوم من الصباح الباكر؟
ثبت عن أنس رضي الله عنه أنه كان عزم على السفر واستعد للسفر ولبس ثياب السفر فأكل قبل أن يسافر فسأله بعض أصحابه: هل هذا سنة؟ فقال: نعم سنة، وجاء عن أبي بصرة الغفاري نحو ذلك فلا حرج في ذلك، وإن صبر حتى يخرج فهو أحوط، إن صبر حتى يخرج فهو أحوط، وإن تهون عن السفر لزمه الإتمام وقضاء اليوم، إن هون لزمه الإتمام، لازم أن يتم الصيام ويقضي اليوم الذي أفطر فيه.  
 
23- إذا سافر الشخص في الليل، وسوف يصل إلى مكان إقامته بعد السحور، فهل يمسك ويبقى صائماً، أم كيف توجهونه؟
هو بالخيار: إن شاء صام وإن شاء أفطر، إذا كان يمر عليه بعض اليوم وهو صائم في سفره فهو مخير: إن شاء نوى الإفطار وإن شاء صام، الصوم في السفر جائز وتركه جائز، والحمد لله. - ما هو الأفضل سماحة الشيخ؟ ج/ الأفضل عدم الصوم، إلا إذا كان يصل البلد الفجر فالأفضل نية الصوم؛ لأنه ما عنده شيء من الوقت في السفر إلا قليل، لكن قد يتأخر إذا نوى الفطر قد يتأخر في السفر وقد يعرض عارض لا يضر، لكن الأفضل له في مثل هذه الحال إذا كان في أول النهار يصل البلد أو سافر في أثناء النهار ويصل العصر فالأفضل له بقاؤه على الصوم لأنه حينئذ إفطاره يكلفه القضاء والمدة قليلة.  
 
24- إذا بقي المسافر في مدينة ما لمدة أربعة أيام فأقل، فهل له أن يفطر؟
نعم ما دام المدة أربعة أيام فأقل له أن يفطر، وله أن يصوم، أما إن عزم على أكثر من أربعة أيام فإنه يلزمه الصوم.  
 
25- إذا كان الصوم نفلاً فهل يجوز للصائم أن يفطر لأدنى سبب، أو لا يجوز ذلك إلا لأسباب هامة، ومثلوا لنا؟
إذا كان الصوم نافلة فله أن يفطر، ليس بلازم، له الفطر مطلقاً، لكن الأفضل ألا يفطر إلا لأسباب شرعية: مثل شدة الحر، مثل ضيف نزل به، مثل جماعة لزَّموا عليه أن يحضر زواج أو غيره يجبرهم بذلك فلا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم أتى بيت عائشة ذات يوم فقال: (هل عندكم شيء؟) قالوا: لا، قال: (فإني إذن صائم)، ثم أتى في يوم آخر فقال: (هل عندكم شيء؟)، قالوا: نعم، فقربوا إليه فأكل، وقال: (قد أصبحت صائماً)، فأكل عليه الصلاة والسلام، فالأمر فيه سعة، لكن الأفضل له أن يتم الصوم إذا كان ما هناك سبب واضح، هذا الأفضل.  
 
26- رجل في حالة غضب شديد طلق زوجته، وقال: أنت علي مثل الوالدة! وبعد فترة استرجعها، فهل ما فعله صحيح؟
يراجع المحكمة وتنظر المحكمة في موضوعه، أو يراجعنا وننظر في الأمر إن شاء الله، يعني يحتاج إلى معرفة حال ما لدى المرأة وما لدى وليها وكيفية الواقع، يحتاج إلى نظر.  
 
27- فسروا لنا قول الحق تبارك وتعالى: ((عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى*وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى))[عبس:1-3]؟
هذه الآية تفسيرها ظاهر واضح، لها سبب وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مشغولاً ببعض كبراء قريش في مكة قبل الهجرة لرجاء أن يسلموا ويهديهم الله، لينتفع بهم المسلمون، وكان لديه ابن أم مكتوم، فحصل من النبي صلى الله عليه وسلم بعض الإعراض عنه، مشغولاً بهذه الجماعة، فعاتبه الله في ذلك، والأمر واضح لا يحتاج إلى تفسير. بارك الله فيكم 
 
28- يسأل تفسير قول الله تعالى: (( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ))[المدثر:11] * (( وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ))[المدثر:12] * (( وَبَنِينَ شُهُودًا ))[المدثر:13] * (( وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ))[المدثر:14] * (( ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ))[المدثر:15] * (( كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ))[المدثر:16]؟
المشهور عند المفسرين أن هذه الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة، وكان من كبار الكفار، ومن صناديدهم، وهذا وعيدٌ من الله لهذا الرجل إذا استمر على كفره وضلاله نعوذ بالله. جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم سماحة الشيخ في ختام... 

569 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply