حلقة 380: حكم عقوق الوالدين - ما حكم من ترك طواف الإفاضة - ما حكم الشرع فيما يسمى بعشاء الميت - ما حكم التصدق على الوالدين بما يسمى عشى الوالدين في رمضان - التوسل وأنواعه - التوسل ببركة رمضان - حكم الدعوة إلى الوليمة من على المنبر يوم الجمعة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

30 / 50 محاضرة

حلقة 380: حكم عقوق الوالدين - ما حكم من ترك طواف الإفاضة - ما حكم الشرع فيما يسمى بعشاء الميت - ما حكم التصدق على الوالدين بما يسمى عشى الوالدين في رمضان - التوسل وأنواعه - التوسل ببركة رمضان - حكم الدعوة إلى الوليمة من على المنبر يوم الجمعة

1- لقد كثر العقوق في هذه الأيام بشكل مرعب ومخيف, حيث أن بعضاً منهم من يضرب والديه, والبعض منهم من يذهب عنهم ويتركهم, وتكون الزوجة أيضاً عوناً لهذا الزوج على هذا العقوق, نرجو من سماحة الشيخ التوجيه للأولاد وللزوجات حول هذا الموضوع؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد بين الله-سبحانه- في كتابه الكريم, وهكذا رسوله-عليه الصلاة والسلام-حق الوالدين, وأوجب برهما, والإحسان إليهما, وحرم عقوقهما, فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة بر الوالدين، والإحسان إليهما، والحرص على رضاهما, والحذر من عقوقهما، قال الله-جل وعلا-: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (الإسراء:24)، وقال-سبحانه-: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً(النساء: من الآية36)، وقال-جل وعلا-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(لقمان: من الآية14)، فشكر الوالدين والإحسان إليهما أمر لازم، وقال: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً(الأحقاف: من الآية15)، فالله-جل وعلا- أوصى بهما والإحسان إليهما، فالواجب على كل مسلم وكل مسلمة برهما والإحسان إليهما, والحذر من عقوقهما, وقد ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها، قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)، فبين رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أن بر الوالدين من أهم الواجبات، وقال-صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح قال: (هل أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور)، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين، فهذا يبين لنا عظم كبيرة عقوق الوالدين, وأن عقوقهما من أكبر الكبائر، قرنه الله بالشرك، وقرنه الرسول-صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بالشرك، وفي الحديث الصحيح يقول- صلى الله عليه وسلم-: (من الكبائر شتم الرجل والديه ، قيل: يا رسول الله وهل يسب الرجل والديه؟!- استنكر الصحابة ذلك-، قال: نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)، فالواجب على جميع المسلمين من رجال ونساء العناية ببر الوالدين، والإحسان إليهما, والحذر كل الحذر من عقوقهما، بالقول أو الفعل، نسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق وصلاح القول والعمل. قد يتساءل الشاب أو الشابة كيف يكون البر في الحياة والممات؟ معروف الإحسان إليهما بالنفقة عليهما إن كانا فقيرين, وبالسمع والطاعة لهما بالمعروف، إذا طلبا منه يذهب كذا، أو يأتي بكذا، يطعمها في المعروف، والإتيان بحاجتهما إذا طلباه في حاجة لهما في تنفيذ أوامرهما التي ليست معصية لله، هذا من برهما، وإذا كانا فقيرين من برهما الإنفاق عليهما إذا كان يقدر، ومن برهما السمع والطاعة لهما في المعروف، إذا قالا له: اذهب هات كذا، أو اذهب بكذا، أو ادع لنا فلان، أو ما أشبه ذلك، يعني معناها السمع والطاعة لهما في المعروف، وبرهما بالمال والكلام الطيب, والأسلوب الحسن، حسب الطاقة.  
 
2- ما حكم من ترك طواف الإفاضة في الحج وهو ليس متذكر أنه طاف أو لم يطف؟
الواجب أن يطوف طواف في وقته لا بد منه، من أركان الحج الطواف بالبيت، فلا بد أن يتيقن أنه طاف، و إلا لا بد يطوف، ووقته بعد الانصراف من عرفات ومن مزدلفة، يطوف يوم العيد, أو في آخر الليل ليلة, أو ثاني العيد, أو ثالث العيد أو بعد ذلك، لكن في أيام العيد، أفضل، في يوم العيد وبعد أفضل، وإن طاف بعد أيام العيد فلا بأس، لكن لا بد من طواف، قال-جل وعلا-: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (الحج:29)، هذا طواف الإفاضة لا بد منه ركن لا يتم الحج إلا به، ولو بعد شهر, أو شهرين متى ذكر يطوف, ولو في محرم, ولو في صفر، ولو كان خارج مكة، يلزمه العود، يرجع إلى مكة ويطوف بنية الحج.  
 
3- ما حكم الشرع فيما يسمى بعشاء الميت -يا شيخ-؟
إذا عشوا الميت سنة، إذا مات إنسان شرع لجيرانه وأقاربه أن يعشوهم، أن يبعثوا لهم عشاءً؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة، ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه لما جاء خبر جعفر- رضي الله عنه-، جعفر بن أبي طالب لما قتل في غزوة مؤتة، قال لأهله- صلى الله عليه وسلم-: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم)، فإذا مات قريب الإنسان, أو جاره استحب لأهله أن يصنعوا لهم طعاماً؛ لأنهم شغلوا بالموت, أما أهل الميت فلا يصنعوا شيء بدعة، كونهم يصنعون للناس ويجمعون الناس هذا يسمى مأتم ما يصلح، يقول جرير بن عبد الله البجلي-رضي الله عنه-: "كنا نعد الاجتماع لأهل الميت وصالة الطعام بعد الموت من النياحة"، يجتمعون لينوحوا عليه, أو ليصنعوا للناس يدعونهم لا يصلح، أما يأتوا للتعزية، يأتي الجيران أو غيرهم يعزونهم, أو يبعثون لهم طعاماً؛ لأنهم مشغولون فلا بأس.
 
4- في رمضان عادة ما تخرج بعض الأسر بما يسمى عشاء الوالدين؟
لا بأس، صدقة عن الوالدين، يسمونه عشاء أو يسمونه غيره إذا تصدق الولد عن والديه بطعام يصنعونه في الليل في رمضان يعطيه الفقراء, أو يدعو إليه الأقارب أو يدعو إليه الفقراء كله طيب لا بأس ولو سمي عشاء، لا عبرة بالأسماء، المقصود أن الصدقة عن الوالدين أمر مطلوب من البر، فالصدقة عنهما والإحسان إليهما، قال رجل: يا رسول الله، هل بقي شيء من بر أبوي أبرهما بعد الموت؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقيهما, وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وفي الصحيحين أن رجلاً قال يا رسول الله: إني أمي افتلتت نفسها ولم توص، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال النبي: نعم)، وفي الحديث الصحيح الآخر: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، الدعاء ينفعه من الولد الصالح، والصدقة تنفعه. وهكذا كونه يحج عنه, أو يعتمر عنه ينفعه ذلك. 
 
5- ما هو التوسل، وأيهما الجائز، وأيهما الممنوع، وما حكم الشرع -في نظركم سماحة الشيخ- في التوسل ببركة رمضان؟
التوسل أقسام: توسل كفري، وهو أن يتوسل بدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، يقول للميت يسأله: أن يغيثه, أو أن ينصره, أو أن يقضي حاجته، أو يفرج كربته، هذا شرك ويسميه بعض الناس توسل، يسمون شركهم توسل, هذا شرك أكبر، إذا دعا الأموات, أو استغاث بالجن, أو بالأموات, أو بالغائبين يطلبهم الغوث, أو العون, أو النصر على الأعداء، هذا شرك أكبر، والتوسل الثاني: التوسل بجاههم وحقهم يقول اللهم إني أسألك بجاه فلان, أو بحق فلان، أو بفلان هذه بدعة من وسائل الشرك لا يجوز، التوسل الثالث: التوسل بالإيمان, أو بالعمل الصالح، أو بالأسماء والصفات، هذه سنة مطلوب، اللهم إني أسألك بأنك الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أن تغفر لي، اللهم إني أسألك بإيماني بك ومحبتي لك أن تغفر لي، اللهم إني أسألك ببر والدي وصلة رحمي أن تغفر لي لا بأس كل هذا وسيلة شرعية، هذه توسل بالإيمان والتوحيد أو بالأعمال الصالحات كله طيب، كلها مشروع، ومن هذا الحديث: اللهم إني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت توسل شرعي، ومن هذا توسل أصحاب الغار لما انطبقت عليهم الصخرة، توسلوا إلى الله بأعمالهم الطيبة، أحدهم توسل ببره لوالديه، والثاني توسل بعفته عن الزنا، والثالث توسل بأدائه الأمانة ففرج الله عنهم الصخرة.  
 
6- التوسل بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
التوسل بجاه النبي-صلى الله عليه وسلم-بدعة، بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - من البدع لا يتوسل، يقول اللهم إني أتوسل إليك بإيماني بنبيك ومحبتي له هذا طيب هذه وسيلة شرعية، اللهم إني أسألك باتباعي نبيك- صلى الله عليه وسلم- بمحبتي له هذا توسل شرعي, أما بجاهه ما هو شرعي، ولكن يتوسل بمحبة يعني النبي-صلى الله عليه وسلم- بمتابعة النبي- صلى الله عليه وسلم-, بإيمانه بالنبي- صلى الله عليه وسلم-، هذا كله طيب، كله وسيلة شرعية، أما بجاه نبيك، أو بحق نبيك، هذا مو بوسيلة شرعية.
 
7- التوسل ببركة رمضان؟
لا ما يتوسل به، بصيام رمضان، يتوسل بصيامه لرمضان، هذا العمل، أما ببركة رمضان لا، ما هو بعمل لله، بركة الله شيء جعله الله في رمضان لكن يقول: اللهم إني أسألك بصيامي وبقيامي أن تغفر لي، أو بحجي لبيتك، أو بطاعتي لك، أو باتباعي لشريعتك، يتوسل بأعماله الطيبة.   
 
8- هل يجوز للإمام في يوم الجمعة أن يدعو لوليمة زواج على المنبر قبل أسبوع من تاريخ الزواج؟
الأظهر لي والأقرب عندي أنه لا يفعل ذلك، ليست المنابر محلاً للدعوة للولائم، المنابر محل دعوة لطاعة الله واتباع شريعته وتعظيم أمره ونهيه، أما دعوة الولائم تكون في وقت آخر، فالذي يظهر لي أنه لا ينبغي للأئمة والخطباء أن يدعوا للولائم في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد، دعوة الولائم تكون بالمكاتبة, أو بالتلفون, أو بإرسال رسول له، وما أشبه ذلك.  
 
9- طلقت زوجتي وبيني وبينها بنت, ويوجد في بيت أهل زوجتي بعض المنكرات, ماذا أفعل تجاه ذلك؟ مأجورين.
إذا كانت منكرات ظاهرة لا تزورهم واطلب بنتك تأتي إليك، اطلب منهم أن يرسلوها إليك وتشوفها, أما إذا كانت منكرات مستورة تزورهم وترى بنتك وتسلم عليهم والمستور لا حكم له، أما إذا كنت تعلم أنها منكرات ظاهرة، إذا جئتهم ترى منكرات ظاهرة نساؤهم يكشفون عندك، المزامير وآلات الملاهي عندك، أو شرب الخمر لا، لا تذهب إليهم، لكن تطلب البنت، ترسل لهم، تقول: أرسلوا لي بنتي، أو ترسل ولدك، أو أخاك أو غيرهما ممن يأتي بها لك.   
 
10- هل تجب النية في الصوم في رمضان في كل يوم, أم يكتفي الإنسان بنية واحدة في أول الشهر؟
الواجب في كل يوم، كل يوم عبادة مستقلة، فينوي في أول الليل أو في آخره أنه يصوم، ولو في آخره عند السحر، أما النافلة فلا بأس ولو من أثناء النهار لا حرج، إذا كان ما أكل أصبح غير مفطر، يعني ما تعاطى شيء من المفطرات له أن يصوم من أثناء النهار، كما ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ذلك، أما الفريضة فلا بد أن ينويها قبل الفجر، كل يوم له نيته سواء رمضان أو غيره، أو كفارة, أو نذر له بد من نية قبل الفجر.
 
11- كثر في هذه الأيام التحدث عن السحر -أعاذنا الله منه وإياكم- فما هي الوقاية الصحيحة من القرآن والسنة حول هذا الأمر؟
السحر يقع معروف، لا شك أنه قد يقع من بعض الناس، والساحر مشرك يجب قتله إذا عرف نسأل الله العافية، وقد أمر عمر- رضي الله عنه- أمراءه أن يقتلوا السحرة، يروى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (حد الساحر ضربه بالسيف)؛ لأنه كافر يدعو إلى الكفر، وأما التوقي فالتوقي بالتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، يتعوذ صباح ومساء بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباح ومساء، كما جاءت الأحاديث في ذلك, من أتى بهذا كفاه الله شر كل شيء، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات صباح ومساء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، كذلك قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين صباح ومساء ثلاث مرات، من أسباب السلامة من السحر وغيره، ثلاث مرات قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس، صباح ومساء، وهكذا عند النوم يقرأ ثلاث مرات، آية الكرسي عند النوم، من أسباب السلامة من السحر والشيطان قراءتها بعد كل صلاة كل هذا من أسباب العافية والسلامة، نسأل الله السلامة والعافية.
 
12- من هم أهل الفترة، وهل صحيح أنه يوجد منهم أحد الآن, علماً بأن البعض يقول بأنهم في مناطق في العالم يعيشون بمعزل عن العالم الخارجي، مثل: أدغال إفريقيا وغابات الصين وغير ذلك؟
أهل الفترة هم الذين لم تبلغهم الرسالة، هؤلاء هم أهل الفترة، لا سمعوا بالقرآن ولا بالرسول-صلى الله عليه وسلم-، هؤلاء يقال لهم أهل الفترة، أما من بلغه القرآن أو بلغه خبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن الله بعثه إلى الناس يدعوهم ولم يبال ليس من أهل الفترة، لكن من لم يبلغه ذلك يقال له من أهل الفترة، والصواب فيهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، يمتحنهم الله يوم القيامة فمن أجاب دخل الجنة ومن عصا دخل النار، نسأل الله العافية.  
 
13- نرجو تفسير الآية الكريمة في قوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[القصص:88]؟
على ظاهرها كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[القصص:88]كل الناس يموتون، كل الناس يموتون، إلا الرب-جل وعلا-فإنه الحي الذي لا يموت، كما قال-سبحانه-: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ(الفرقان: من الآية58)، فهو-سبحانه-الباقي الدائم الذي لا يموت-جل وعلا-، أما بنوا آدم, والملائكة كلهم يموتون، ثم يحييهم الله-جل وعلا-يوم القيامة ويجازيهم بأعمالهم –سبحانه وتعالى-، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ(العنكبوت: من الآية57)، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[القصص:88]، ويقول-جل وعلا-: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ (الرحمن:27)، كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (الرحمن:26), ، فهو-سبحانه- الحي الذي لا يموت.   
 
14- هل صحيح بأن نقل ماء زمزم من مكانه إلى مكان آخر يذهب بذلك أثر هذا الماء, وتنقص قيمته؟
ليس بصحيح، ماء زمزم على بركته وعلى ما فيه من الخير ولو نقل إلى الشام أو اليمن أو أمريكا فهو ماء زمزم ماء مبارك سواء شرب في مكة, أو نقل إلى أمريكا, أو إلى نجد, أو إلى الشام, أو إلى أي مكان، فضله وما فيه من نفع الذي فيه موجود ولو نقل.  
 
15- هل يجوز إمامة المعذور -كمن به سلس البول- للقوم الجهال, مع العلم بأنه لا يوجد في القوم من يقوم بأداء الواجب للصلاة أحسن من المعذور, حيث أنه أقرؤهم لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, وأعلمهم أيضاً بالأمور الشرعية؟
الأحوط ألا يصلي بهم ما دام معه السلس الدائم، الأحوط ألا يصلي بهم؛ لأن جمعاً من أهل العلم يرونه لا تصح إمامته، فالأحوط ألا يصلي بهم، يصلي بهم غيره، ولو كان أقل منه قراءة، يصلي بهم من هو صالح للإمامة وإن كان أقل منه علماً وأقل قراءة.  
 
16- لمن به سلس بول -سماحة الشيخ- هل يجوز أن يصلي العشاء ثم يصلي التراويح بدون إعادة للوضوء؟
نعم إذا توضأ في الوقت، في وقت العشاء كفى، يصلي به التراويح وقيام الليل، بوضوء واحد.  
 
17- هل يجوز أن يقوم بتلاوة القرآن الكريم من المصحف بعد أداء صلاة الفريضة مباشرة بدون إعادة الوضوء؟
نعم إذا توضأ في الوقت يصلي ويمس المصحف حتى ينتهي الوقت، يتنفل فإذا توضأ للظهر يصلي الظهر ويصلي بعد المغرب ما شاء، وإذا توضأ للمغرب يصلي بين المغرب والعشاء ما شاء، وإذا توضأ للعشاء يصلي ما شاء إلى نصف الليل إلى انتهاء الوقت.  
 
18- قالت لي إحدى الأخوات بأن قول أعوذ بالله من الشيطان بعد التثاؤب بدعة؛ لأنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم, وهل إذا قالها الإنسان هل يأثم؟
لا حرج في ذلك؛ لأن هذا مأخوذ من قوله- جل وعلا-: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ(فصلت: من الآية36)، والرسول-صلى الله عليه وسلم-يقول:( التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليتكم ما استطاع)، فالناس إذا قالوا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا بأس؛ لأنه من الشيطان، لكن لا يقال لها مستحبة من فعلها فلا بأس؛ لأن الرسول أخبر أن التثاؤب من الشيطان، والله يقول-سبحانه-: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ(فصلت: من الآية36)، فالتعوذ بالله من الشيطان عند التثاؤب لا حرج فيه، لا يقال: إنه سنة لعدم وروده، ولكن لا حرج فيه، مثلما يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم دائماً، عند قيامه, أو قعوده, أو عثرته أو ما أشبه ذلك.  
 
19- والدتي كبيرة في السن تبلغ أكثر من الستين, وقد صعب عليها الأمر في أداء فريضة الحج, ولا تملك القدرة الكافية لمصاريف الحج, وهناك عقبات أخرى, تقول: أريد الحج عنها, حيث أنني هنا أعمل في المملكة, فهل يجوز لي أن أؤدي عنها فريضة الحج؟
إذا كانت لا تستطيع لكبر سنها وعجزها فلا بأس، أما لقلة المال لا، النبي- صلى الله عليه وسلم- جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله! إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة، أفحج عنه؟ قال: (حجي عن أبيك)، وجاءه رجل فقال: إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة، أفحج عنه وأعتمر، قال: (حج عن أبيك واعتمر)، أما إن كانت تستطيع أن تذهب وأن تطوف وتسعى ولكن ما عندها مال لا تحجي عنها وإذا قدرت تحج، وإن لم تقدر فهي معذورة والحمد لله؛ لأن الله يقول- سبحانه-:وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً(آل عمران: من الآية97)، فالحج إنما يجب مع الاستطاعة, فإذا كانت عاجزة ما عندها مال، فلا حج عليها، وإذا عجزت من جهة السن، ولم تستطع من جهة السن لضعف بدنها وقلة قوتها وعجزها تحجي عنها, أو ماتت كذلك.
 
20- إذا أخطأت في آية من آيات القرآن الكريم، وأنا أصلي مثلاً لو قلت: ( ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى) (للمؤمنين) بدلاً من (المتقين), فما الحكم في ذلك, هل أعيد الصلاة أم أسجد للسهو؟
لا حرج في ذلك لا يضر إن شاء الله، لا تعيدي الصلاة والصلاة صحيحة ولا يجب سجود السهو، والحمد لله لأن هذا غلط في اللفظ والمعنى صحيح.  

366 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply