حلقة 391: تفسير قوله تعالى أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ - حكم الجلوس للعزاء - هل لبس المرأة للسواد جائز من أجل الحداد؟ - حكم كشف الوجه لغير المحارم - العطور التي يوجد بها كحولات
41 / 50 محاضرة
1- سماحة الشيخ: ما هو تفسير هذه الآية الكريمة: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:63]؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الآية الكريمة فيها بيان حال أولياء الله، وأنهم لا خوف عليهم ولا حزن عليهم لإيمانهم وتقواهم يقول-جل وعلا-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]، ثم فسرهم فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:63]،فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، هم الذين أخلصوا لله العبادة، واستقاموا على دينه واتقوه-جل وعلا-, فأدوا فرائضه وتركوا محارمه ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، أهل الإيمان والتقوى، أهل البصيرة، أهل الصدق، الذين أخلصوا لله العبادة, ولم يشركوا به شيئا، ثم أدوا فرائضه، وابتعدوا عن محارمه, ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، ليس عليهم خوف ولا حزن بل لهم الجنة والكرامة والسعادة، في هذه الآية الكريمة أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:62-63]،لا خوف عليهم في المستقبل ولا يحزنون على ما خلفوا في الدنيا، وهم المذكورون في قوله- جل وعلا-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ*جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (البينة:8)، وفي قوله-سبحانه-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً*خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (الكهف:107-108)، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
2- سماحة الشيخ: هل هذه الأحاديث صحيحة: (لا جلوس للعزاء), (لا عزاء بعد ثلاث), نرجو التوضيح، حيث أن من عادتنا بأنه إذا حدثت وفاة فإن جميع الأهل يجتمعون في بيت المتوفى لتلقي العزاء؟ جزاكم الله خيراً.
ليس هذا الكلام بحديث، ولكنه من كلام بعض العلماء وليس بحديث، "لا جلوس للعزاء" "ولا عزاء بعد ثلاث" هذا ليس بحديث، ليس عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، لكن جاء في الحديث الصحيح، (لا تحد امرأة على ميت فوق ثلاث) يعني المرأة لا تحد على أخيها, أو أبيها فوق ثلاث، أما الثلاث فلا بأس أن تلبس لباساً خلاف لباس العادة، ألا تتطيب لا بأس في ثلاث، وبعد الثلاث تبقى على حالها الأولى ولا تغير شيء، وأما الزوجة فتحد أربعة أشهر وعشرا على زوجها، فإنها تحد أربعة أشهر وعشرا، وأما الجلوس للعزاء، فلا أصل له في الشرع، لكن إذا جلس جلوس العادة في بيته وجاءه إخوانه يعزونه في الجلوس المعتاد بعد المغرب, بعد الظهر, في الضحى الجلوس المعتاد لا بأس من غير أن يصنع وليمة، ولكن يجلس جلوس العادة, فيأتي إخوانه يسلمون عليه ويعزونه لا حرج في هذا، ولو بعد ثلاث، ولو عزوه بعد شهر، أو بعد عشر، إذا بلغهم الخبر متأخرا وعزوه لا بأس ولو بعد ثلاث لا حرج في ذلك، والحمد لله. يكفي التلفون في العزاء؟ يكفي التلفون في العزاء من طريق الهاتف، لا بأس، أو من طريق المكاتبة، والحمد لله.
3- هل لبس المرأة للسواد جائز من أجل الحداد؟
المرأة تلبس لباسا لا جمال فيه، ولا يتعين أسود، أسود أو, أحمر أو, أصفر، أو أخضر، لكن ما يكون فيه زينة، لباس عادي، هذا هو السنة في حقها، أن تلبس لباساً عادياً ليس فيه زينة.
4- هل يجوز لها أن تحد على أقاربها ثلاثة أيام كالأب والأم وغيرهم؟
لها ذلك ثلاثة أيام لا بأس، يعني تترك الزينة، تترك الطيب، مثلما جاء في الحديث: (لا تحد المرأة على ميت فوق ثلاث) دل على أن الثلاث جائزة، على أخيها, على أخي أبيها، على عمها, وعلى ولدها لا بأس.
5- أعلم بأنه من نسي فأكل أو شرب في رمضان فإن صومه صحيح, فهل الحال كذلك إذا كان هذا الصيام في النفل؟
نعم، في الفرض والنفل، يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-:(من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) هذا يعم الفرض والنفل، وهذا من رحمة الله، كما قال-جل وعلا-: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا(البقرة: من الآية286), وصح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه يقول الله: قد فعلت، والحمد لله.
6- ما حكم قراءة القرآن من المصحف دون وضوء، وهل هذا واجب؟
لا يجوز لأحد أن يقرأ القرآن من المصحف إلا على طهارة؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- أ مر بذلك، فلا يجوز أن يمس القرآن إلا طاهر، فلا تمسه الحائض, ولا المحدث، أما القراءة عن ظهر قلب كونه يقرأ عن ظهر قلب لا بأس إذا كان محدثاً، أما الجنب فلا، إذا كان حدثاً أصغر، أما الجنب فلا يقرأ لا من المصحف ولا عن ظهر قلب، حتى يغتسل, وأما الحائض ففيها تفصيل، كونها تقرأ عن ظهر قلب لا حرج في ذلك لئلا تنساه على هذا هو الصحيح، أما مس المصحف فلا تمس المصحف وهي في حال الحيض أو النفاس؛ لكن إذا قرأت لا حرج إن شاء الله على الصحيح؛ لأن مدتها تطول ليست مثل الجنب.
7- بالنسبة للمرأة وهي تقرأ من المصحف إذا كانت متخففة من ملابسها، أو كاشفة لرأسها، هل يجوز لها ذلك؟
لا حرج في ذلك، أن تقرأ القرآن وهي مكشوفة الرأس، إذا كان ما عندها أجنبي، ما عندها إلا النساء أو وحدها، أو ما عندها إلا زوجها لا بأس بذلك، ليس من شرط القراءة أن تغطي رأسها.
8- بالنسبة لمسك المصحف للقراءة منه في صلاة القيام, هل هذا جائز -يا شيخ-؟
لا حرج أن يقرأ من المصحف في صلاة القيام، التراويح، في القيام، أو في غيرهما لا بأس، إذا احتاج إلى ذلك، كان مولى عائشة- رضي الله عنها يصلي- بها في رمضان من المصحف.
9- هل يجوز أن تجلس المرأة وهي كاشفة لوجهها أمام كل من زوج الخالة، وخال الأم، وزوج الأخت؟
ليس لها أن تكشف عند زوج الأخت, ولا عند زوج الخالة، ولكن عند زوج الأم لا بأس، زوج الجدة لا بأس؛ لأنها محرم لزوج الأم وزوج الجدة من الربائب إذا كان قد دخل بها، أما خال الأم فهو خال لها، خال أمك خال لك، خال أمها أو خال جدتها، أو خال أبيها خال لها، محرم لها، وهكذا عم أمها, وعم أبيها عم لها.
10- هل يجوز لي أن أذكر أذكار النوم بعد الاستيقاظ مباشرة من النوم قبل غسل الوجه والوضوء, أم بعد غسل الوجه والوضوء؟
إذا استيقظ الإنسان يأتي بالأذكار المشروعة، يذكر الله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور، حين يستيقظ قبل أن يقوم، حين يستيقظ يأتي بأذكار النوم، كما كان النبي يفعل-عليه الصلاة والسلام-، وهكذا الآيات من آخر سورة آل عمران يقرؤها، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)(آل عمران:190) إلى آخرة السورة، كان النبي إذا استيقظ يقرؤها- عليه الصلاة والسلام- قبل أن يقوم من مقامه- عليه الصلاة والسلام- هذا هو السنة.
11- سماحة الشيخ: العطور التي يوجد بها كحولات ما حكم استعمالها بالنسبة للرجال، والصلاة فيها، وما حكم استعمال المرأة لهذه العطورات تزيناً لزوجها, مع العلم بأنها حريصة على عدم الخروج بها, والزوج يرغب في استعمالها، وهذه المرأة لا تصلي بالملابس التي تصيبها هذه العطور, وتقوم بغسل ما أصاب الجسم منها قبل الصلاة, هل تجوز الصلاة في ملابس بها هذه العطور؟
إذا كانت العطور فيها مادة مسكرة لا يجوز استعمالها، إذا كان العطر فيه مادة مسكرة ليس للمرأة ولا للرجل استعماله، بل يحرم استعمال ذلك، أما إذا كان العطر سليم من المسكر فلا بأس، لكن لا تخرج به المرأة في الأسواق بل في بيتها عند زوجها، وإذا خرجت تبتعد عن الطيب، أ ما إذا كانت فيها مسكر، إذا كانت المادة مسكرة فيها مسكر فإنه لا يجوز استعمالها، ولا يحل للمؤمن استعمال ما فيه مسكر؛ لأن الله- جل وعلا- قال في كتابه الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(المائدة:90)، فالواجب على كل مسلم، وكل مسلمة، الابتعاد عن كل ما يسكر.
12- ما حكم من يؤدي ما عليه من الواجبات التي فرضها الله عليه ولكنه يستمع إلى بعض المحرمات, ويقوم ببعض الغيبة, والنميمة, ما صحة هذا؟ مأجورين.
الواجب على كل مسلم ومسلمة تقوى الله، وأن يستقيم على دين الله، وأن يؤدي فرائض الله، وأن يدع محارم الله، وأن يجتنب كل ما حرم الله، وإذا وقع في زلة فعليه التوبة، هذا نقص في إيمانه، كالغيبة, والنميمة، أو الاستماع لآلات الملاهي، أو الغناء المحرم، هذا نقص في الإيمان، وضعف في الإيمان، فعلى من أصاب ذلك التوبة والاستغفار؛ لأنه ينقص إيمانه بذلك، فالمؤمن يجتنب ما حرم الله، ويحذر السيئات، ويجتهد في أداء ما فرض الله هذا الواجب على كل مؤمن، وإذا فعل سيئة معصية بادر بالتوبة، والتوبة الندم على الماضي والإقلاع من الذنب, والعزم ألا يعود فيه، وإذا كانت المعصية تتعلق بالآدمي فعليه أن يستحل الآدمي، إن كان مال يعطيه حقه، أو يستبيحه حتى يسامحه, وإن كان غيبة أو نميمة يستبيحه كذلك, فإن لم يستطع استباحته ذكره بالخير في المواضع التي اغتابه فيها، وتاب إلى الله وندم، فالمقصود لا بد من توبة من المعاصي, وعليه أن يحذرها دائماً في جميع الأوقات, فالمعاصي تنقص الإيمان وتضعف الإيمان، فالإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي عند أهل السنة والجماعة، ولا يحبط الإيمان إلا بالكفر والشرك، قال تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ(المائدة: من الآية5)، وقال-تعالى-: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (الأنعام:88)، فإذا أتى العبد الشرك بأن دعاء غير الله كدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات, أو بالجن، أو دعاء الأصنام بطل عمله، أو أتى بمكفر، كأن يسب الله, أو يسب رسوله- عليه الصلاة والسلام-, أو يستهزأ بالله ورسوله، أو يستنقص بالقرآن ويستهزأ بالقرآن, أو يحتقر القرآن, أو يهين القرآن, أو يجحد وجوب الصلاة, أو يجحد وجوب الزكاة, أو يجحد تحريم الزنا, أو تحريم الخمر يكون كافراً بذلك نسأل الله العافية تبطل أعماله، فالواجب الحذر من جميع المكفرات، وقد أوضح العلماء ذلك في باب حكم المرتد, فيجب على كل مسلم أن يحفظ أسباب الكفر، وأعمال الكفر، وأقوال الكفر، ويسأل ربه العافية، أما المعاصي كالزنا إذا لم يستحله، والخمر إذا لم يستحلها تنقص الإيمان وتضعف الإيمان، وهكذا الغيبة, أو النميمة, وعقوق الوالدين, وقطيعة الرحم, والربا، كل هذه مضعفة للإيمان وتنقص الإيمان إذا لم يستحلها العبد، تنقص الإيمان, وتضعف الإيمان، فعليه التوبة إلى الله من ذلك.
13- كنا في مجلس نتحدث عن أمور الدين وخطر لنا سؤال وهو: لماذا يعتبر يوم عرفة هو أهم ركن في الحج, جزاكم الله خيراً.
لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-قال في ذلك: (الحج عرفة) بين رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أن الحج هو عرفة، هو الركن الأعظم، من فاته الوقوف بعرفة فاته الحج؛لأن الرسول بين ذلك، قال: (الحج عرفة فمن أدرك عرفة بليل فقد أدرك الحج), فدل ذلك على من لم يدرك عرفة فقد فاته الحج.
14- سماحة الشيخ: حالياً أعمل هنا في المملكة، حيث كنت لا أصلي في جميع الأوقات, والآن -ولله الحمد- التزمت وأصوم أيام (13، 14، 15) من كل شهر والحمد لله, كما أداوم على قراءة القرآن الكريم في أكثر الأوقات, والسؤال: كنت في السابق لا أصلي إلا ما ندر، ولا أصوم في رمضان، وهجرت القرآن, هل عليّ إعادة لتلك الأيام -سماحة الشيخ؟
ليس عليك إعادة، التوبة تجب ما قبلها، والإسلام يهدم ما كان قبله، والحمد لله، ما دمت رجعت إلى دين الله، وأسلمت وتبت, فالذي مضى ليس عليك قضاء، ولكن عليك لزوم التوبة, والاستقامة, وكثرة العمل الصالح، والاستغفار، وأبشر بالخير، أبشر بالخير، التوبة تجب ما قبلها، الإسلام يهدم ما كان قبله و الحمد لله.
15- بعض الشباب سماحة الشيخ يتذكر تلك الأيام ويوسوس له الشيطان عن تلك الأيام التي لم يصلها أو لم يصم فيها, هل من توجيه لأولئك؟
عليه أن تعوذ بالله من الشيطان، إذا خطر له هذه الوساوس عليه أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويحسن ظنه بربه، ويكثر من الاستغفار، ويكثر من التعوذ بالله من الشيطان ولا يضره ذلك، الشيطان يوسوس ويؤذي المؤمن, ولكن عليه أن يكون قوياً ضد عدو الله, وأن يستعيذ بالله من الشيطان، وأن يحذر الوساوس, ويحمد ربه على ما من عليه من التوبة.
16- ما هو الفرق بين حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه), وبين حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده...) إلى آخر الحديث؟
ليس بينهما تعارض، هذا معناه شيء وهذا معناه شيء (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) شيء ما يعنيه ولا له فيه دخل ولا يهمه لا يتعرض له ولا يدخل نفسه في شيء ما له فيه لزوم، إنسان يشاور أخاه، يقول: أيش تقولون؟ ويش عليه منهم، وش يضره، إنسان ذهب يزور أخاه، يقول له: ليش تزوره؟ ويش تبي تزورة، يعني لا يسأل عما لا يعنيه ما لا يهمه الشيء ما له فيه لزوم لا يسأل عنه، لا يتدخل فيما لا يعنيه، أما المنكر فهو يعنيه، الرسول أمر بإنكار المنكر، بل الله أمر بذلك، قال- جل وعلا-: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(آل عمران:104), فالمؤمن مأمور بهذا، وقال- سبحانه وتعالى-: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ(آل عمران: من الآية110)، ويقول- جل وعلا-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، هذا يعني المؤمن، يعني كل مؤمن, وكل مؤمنة، بل واجب على الجميع إنكار المنكر، ليس داخل في حديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)هذا شيء وهذا شيء.
17- أستفسر في سؤال عن الآتي: هل يجوز للمؤمن أن يذهب إلى عرّاف من أجل مشكلة ما اشتكى منها, علماً بأن هذا العراف يفتتح بالقرآن الكريم؟ فأريد منكم التوجيه، مأجورين.
العرافون: هم الذين يدعون علم المغيبات, وعلم الحوادث بطرق غير شرعية، هؤلاء لا يؤتون، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)، رواه مسلم في الصحيح، ويقول- صلى الله عليه وسلم-: (من أتى عرافاً أو كاهناً، فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد- عليه الصلاة والسلام-)، فلا يجوز إتيان العرافين, ولا الكهنة, ولا المنجمين, ولا السحرة, ولا يجوز سؤالهم, ولا تصديقهم, بل يجب الحذر منهم، و الإنكار عليهم, ويرفع بهم إلى الجهات المسئولة حتى يعاقبوا بما يستحقون.
18- من هم الأشخاص الذين لا يحق لهم الأكل من النذر؛ لأننا سمعنا بأن الأصول والفروع لا يحق لهم الأكل من النذر؟ أفتونا مأجورين.
إذا نذر نذراً صدقة يعطيه الفقراء، إذا قال: لله علي أن أتصدق بكذا يعطيها الفقراء، من إخوانه, من أقاربه ومن غيرهم، أما أبوه, وأمه, وأصوله وفروعه لا يعطيهم, إنما يعطي النذر للفقراء من أقاربه، الحواشي، الأخوة, وبنيهم, والأعمام, والأجانب من الفقراء، إذا كانوا فقراء والنذر للفقراء، كأن يقول: لله علي إن عافني الله أن أتصدق بمائة درهم، أو بألف درهم، فعافه الله يتصدق على الفقراء، وإذا كان في إخوته أو أعمامه فقراء يعطيهم منه، وهكذا لو قال: لله علي أتصدق بمائة ألف, أو بمائة صاع رز أو كذا أو كذا، يعطي الفقراء، لكن لا يعطي أصوله وفروعه؛ لأن عليه نفقتهم، فلا يعطي آبائه, ولا أمه, ولا جده, ولا جدته, ولا أولاده, ولا أولاد أولاده، ولكن يعطي الحواشي كالأخوة, والأعمام, وبنيهم إذا كانوا فقراء.
19- هل يجوز مبادلة حنطة بحنطة على سبيل الاستقراض, علماً بأن الوزن معلوم؟
إذا كان على سبيل القرض يرد به ما أخذ، إذا استقرض مائة صاع أو مائة كيلو من الحنطة يرد مثلها، وإن رد أزيد من دون شرط فلا بأس، (إن خيار الناس أحسنهم قضاء)، أما أن يأخذ القرض بزيادة فلا يجوز، هذا ربا، كونه يأخذ مائة صاع حنطة، بمائة وعشرة صاع حنطة، أو مائة صاع رز، بمائة وعشرة رز لا يجوز، أما إذا أخذ قرضاً، اقترض من أخيه مائة صاع رز، أو حنطة ثم رد مثل ذلك لا حرج والحمد لله، وإن رد أزيد من دون شرط بل مجرد تبرع وإحسان فلا بأس، لقوله- صلى الله عليه وسلم-: (إن خيار الناس أحسنهم قضاء)، وكان-صلى الله عليه وسلم-ربما اقترض ورد أكثر-عليه الصلاة والسلام-.
20- لعلكم تبينون أنواع الربا المحرم؟ جزاكم الله خيراً.
الربا معروف وواضح في كتب أهل العلم، في كتب الحديث, وكتب الفقه في باب الربا، وقد ورد فيه أحاديث كثيرة، فالواجب على المؤمن أن يتفقه في ذلك ويسأل أهل العلم، وإن كان طالب علم يراجع كتب أهل العلم، حتى يعرف حقيقة الربا، وما يجري فيه الربا وما لا يجري فيه الربا؛ لأن هذا يحتاج إلى بحث فيه طول، ولكن المؤمن يعتني بهذا بسؤال أهل العلم، ومما ورد في ذلك قوله- صلى الله عليه وسلم-: (الذهب بالذهب، مثلاً بمثل، والفضة بالفضة مثلاً بمثل، والبر بالبر مثلاً بمثل، والتمر بالتمر مثلاً بمثل، والشعير بالشعير مثلاً بمثل، والملح بالملح مثلاً بمثل، فمن زاد أو استزاد فقد أربى) هذا من أنواع الربا، كونه يأخذ جنيه بجنيهين، درهم بدرهمين، هذا ربا صريح، كالذي يأخذ صاع بر بصاعين، أو صاع رز بصاعين، أو صاع تمر بصاعين، أو صاع ملح بصاعين، أو نحو ذلك، يعني بأكثر، هذا كله لا يجوز، لا نقداً ولا نسيئة, أما إذا أراد أن يشتري ذهباً بفضة فلا بأس يداً بيد، الجنية بعشرين ريال، بمائة ريال، يداً بيد لا بأس؛ لأنهما جنسان، أو يشتري صاع رز بصاعين حنطة, أو صاعين رز بصاع حنطة, أو ما أشبه ذلك؛ لأن الجنس مختلف، إذا اختلفت هذه الأجناس فلا بأس يداً بيد أو يشتري صاع ملح بصاعٍ رز، أو بنصف صاع حنطة أو بأشبه من ذلك لا بأس إذا اختلف الجنس، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا اختلفت هذه الأجناس فبيعوا كيف شئتم) إذا كان يداً بيد، يعني يقبض في الحال، فإذا كان صاع رز بصاع ونصف من الحنطة أو صاع حنطة بصاعين من الشعير يداً بيد، أو صاع ملح بنصف صاح من الحنطة يداً بيد لا بأس، أو جنيه من الذهب بمائة ريال من الفضة يداً بيد أو بمائة دولار أو بأقل أو بأكثر التقابض في المجلس فلا بأس.
21- ما هو ربا النسيئة يا سماحة الشيخ؟
بيع الربوي بالربوي نسيئة، هذا النسيئة، يبيع الذهب بفضة نسيئة، يبيع تمر بشعير نسيئة، يبيع تمر بحنطة نسيئة، هذا ربا نسيئة، يعني عدم التقابض في المجلس. وربا الفضل؟ ربا الفضل الريال بريالين الجنيه بجنيهين هذا ربا الفضل، صاع حنطة بصاعين، صاع رز بصاعين، صاع تمر بصاعين من جنس واحد، يصير هذا أكثر من هذا. هذا رب الفضل.
608 مشاهدة
-
26 حلقة 376: حكم القراءة في كتب أهل الكتاب - الفرق بين السنة والنافلة - إحداث البدع عند الجنائز - أهوال يوم القيامة - حكم قتل البعوض - حكم التواشيح التي تقال في مدح النبي - أحكام الغسل من الجنابة - هل التربية تحل محل الرضاع من حيث المحرم
-
27 حلقة 377: كيف يمكن علاج السحر - صلى العشاء قبل الوقت المحدد لها - حكم اللقطة إذا لم يوجد صاحبها - ما هي شروط صلاة السنة - أيهما أفضل الاستماع إلى القرآن أم القراءة - لماذا حرم على الرجال لبس الذهب؟ - حكم صلاة التراويح في البيت
-
28 حلقة 378: هل تجوز الاستراحة بين أشواط الطواف في الحج - هل يجوز استخدام الصابون الذي له رائحة أثناء الإحرام - حكم مؤاذاة الجيران - حكم الزوج الذي لا يصلي - مسح الرأس بالنسبة للمرأة - حكم تعلم العلوم الشرعية - فضل قراءة سورة الإخلاص
-
29 حلقة 379: ما الفرق بين الروح والنفس - ما تفسير قول الله إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
-
30 حلقة 380: حكم عقوق الوالدين - ما حكم من ترك طواف الإفاضة - ما حكم الشرع فيما يسمى بعشاء الميت - ما حكم التصدق على الوالدين بما يسمى عشى الوالدين في رمضان - التوسل وأنواعه - التوسل ببركة رمضان - حكم الدعوة إلى الوليمة من على المنبر يوم الجمعة
-
31 حلقة 381: حكم الغش في الامتحانات - حكم أخذ أجرة الأجير من المال المخلوط بالحلال والحرام - ما هي صفة الحجاب الشرعي - أركان العمرة - حكم إهداء ثواب الأعمال للميت - هل صلاة الصبح فرضاً أم نفلاً - حكم الصلاة في مسجد أمامه قبور
-
32 حلقة 382: حكم خروج أكثر من امرأة بدون محرم - ما حكم التسبيح والتهليل بالسبحة - حكم قراءة القرآن عند سماع الأذان - الكلام داخل الحمام - ما هو تفسير قوله تعالى يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ - حكم من حكم لشخص بالجنة
-
33 حلقة 383: حكم مرور الكلب الأسود والمرأة من أمام المصلي - حكم خروج البنت من بيت أبيها من غير إذنه - حكم أكل القات - ما حكم من أفطر في نهار رمضان متعمدا - كيفية غسل الميت و الصلاة عليه؟ - حكم القيام للضيف
-
34 حلقة 384: ما حكم تكفير الشخص بعينه - أداب قراءة القرآن - ما حكم دعاء الأخ على أخيه - أفضل نسك الحج - صفة الحج باختصار - توجيه للحجاج الذين يقعون في بعض الأخطاء - الأب من الرضاعة محرم لزوجة الأبن - ما حكم الزواج من زوجة العم
-
35 حلقة 385: معنى الحديث (إن أناساً من أمتي يقادون إلى الجنة بالسلاسل) - تفسير قوله الله وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا - كيف يقوم الناس من قبورهم يوم القيامة - حقيقة التوكل على الله - مامعنى قول الرسول كلهم في النار إلا واحدة
-
36 حلقة 386: حكم تسمية المصيبة عن قول اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها - السهو في الصلاة - الصلاة بين الأعمدة - كيفية السلام على الميت - ما حكم الوعظ عند القبور؟ - من أين يحرم سكان مكة - حكم تغسيل المرأة صاحبة العذر للميت
-
37 حلقة 387: ما هي حدود الزهد في الدنيا - حكم من جاء وفي المسجد أكثر من جماعة يصلون - حكم البيع بالتقسيط مع زيادة في الثمن - هل تجوز الاستخارة بدون صلاة ركعتين - هل يجوز للأخوين أن يتزوجا من أختين؟
-
38 حلقة 388: حكم الشك في الزوجة - أيهما أولى تزويج الإخوة أم الحج للوالدين - حكم من صلى ثلاث ركعات في صلاة التراويح سهوا - مدى صحة حديث: ليس للنساء نصيب في الجنازة - حكم البقاء مع مرأة لا تصلي
-
39 حلقة 389: حكم إخراج زكاة الفطر بعد الصلاة لمن نسي إخراجها قبل الصلاة - حكم زواج الشغار - حكم شهادة الزور - حكم المجاملة وعدم قول الحقيقة - حكم جمع صلاة الظهر مع العصر - هل صحيح أن المرأة الحائض لا تصوم في شهر رمضان
-
40 حلقة 390: فضل صيام الست من شوال - هل تحرم الرضعة الواحدة - من هو الذي كتب القرآن ورقم آياته - مسألة فيها خصومة - حكم المحكمة هل يجب شرعا تنفيذه - توجيه لمعرفة كيفية شراء الكتب - أفضل الكتب في التفسير - هل هناك سنة للجمعة
-
41 حلقة 391: تفسير قوله تعالى أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ - حكم الجلوس للعزاء - هل لبس المرأة للسواد جائز من أجل الحداد؟ - حكم كشف الوجه لغير المحارم - العطور التي يوجد بها كحولات
-
42 حلقة 392: مصير االأطفال في الآخرة - حكم سماع الأنشيد المصحوبة بالموسيقى - حكم متابعة المأمومين للإمام إذا زاد ركعة خامسة - حكم القنوت في صلاة الفجر - ما حكم من أفطر سهواً في نهار رمضان
-
43 حلقة 393: ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعية - حكم توكيل البنت غير وليها ليعقد لها - حكم قراءة سورة إن أنزلنا في ليلة القدر عشر مرات بعد الوضوء - معنى حديث ويل للعرب من شر قد اقترب - حكم قراء الأذكار بعدد معين
-
44 حلقة 394: ما معنى أن عمرة في رمضان تعدل حجة معي - هل يجوز شراء ألعاب الأطفال التي تأتي على شكل حيوان أو إنسان؟ - معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى - حكم التشاؤم من شهر صفر - حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة
-
45 حلقة 395: حكم الطلاق بالكتابة - حكم استخدام السبحة في التسبيح - حكم الاستغفار لرجل يقدس الأولياء - حكم من عنده الخوف أكثر من الرجاء - حكم غياب الزوج عن زوجته لمدة أربع سنوات - حكم تزويج البنت الصغيرة قبل الكبيرة - حكم رؤية المخطوبة
-
46 حلقة 396: حكم ترك الصلاة - هل ورد عندما يقول المؤذن (الصلاة خير من النوم) صدقت وبررت وبالحق نطقت - كم قدر الصاع النبوي بالوزن الجديد - هل من السنة الصحيحة أن يرفع المصلي يديه عند التكبيرات الزوائد في العيدين
-
47 حلقة 397: هل هناك دعاء يذهب الخوف والوسواس - علاج الوسواس في الطهار والصلاة - حكم كشف الخادمة وجهها لمن تخدم في بيته - حكم خصم راتب الخادمة إذا لم تتحجب - حكم شراء الكماليات - حكم البكاء المرتفع في الصلاة
-
48 حلقة 398: ما معنى الآية (وإن أردتم استبدال زوج) - هل الصدقة تصل المتوفى - عندما أقسم بآيات الله هل يجوز - حكم البحث عن علاج للإنجاب - أيهما أفضل الإقامة في مكة أم المدينة - حكم أداء الصلاة واقفا وتكميلها جالسا - المريض كيف يصلي
-
49 حلقة 399: هل الحديد والقماش يسبح لله - رجل اشترى سلعة ثم أرجعها للبائع فأعطاه نصف قيمتها فما الحكم - حكم قول آمين لمن قرأ الفاتحة خارج الصلاة - ما معنى كلمة مولى رسول الله - من رأى شيئا يعجبة يقول ما شاء الله
-
50 حلقة 400: مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات - التوسل المشروع والممنوع - حكم عمل المرأة في تجميل النساء - حكم رمي الطعام المتبقي - حكم نقض رأس المرأة للغسل من الجنابة - حكم تحريك السبابة في التشهد - حكم صلاة الجماعة في المسجد
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد