حلقة 400: مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات - التوسل المشروع والممنوع - حكم عمل المرأة في تجميل النساء - حكم رمي الطعام المتبقي - حكم نقض رأس المرأة للغسل من الجنابة - حكم تحريك السبابة في التشهد - حكم صلاة الجماعة في المسجد

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

50 / 50 محاضرة

حلقة 400: مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات - التوسل المشروع والممنوع - حكم عمل المرأة في تجميل النساء - حكم رمي الطعام المتبقي - حكم نقض رأس المرأة للغسل من الجنابة - حكم تحريك السبابة في التشهد - حكم صلاة الجماعة في المسجد

1- ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، وما الفرق -يا سماحة الشيخ- بين الأسماء والصفات؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فمذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو إثباتها وإمرارها كما جاءت، وعلى الوجه اللائق بالله -سبحانه وتعالى- من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، عملاً بقوله -سبحانه-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشورى: 11]. وقوله -سبحانه-: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180]. فقد سمى نفسه بأسماء ووصف نفسه بصفات فالواجب إثباتها، وإمرارها كما جاءت، الرحيم، والعزيز، والقدير، والسميع، والبصير، والرؤوف، والغفور، والعليم إلى غير ذلك، يجب إثباتها لله على الوجه اللائق لله، من غير تحريف للفظها، ولا تعطيل لمعناها، ولا تكييف ما يقول .........، ولا أنه مثل كذا مثل كذا، قال الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشورى: 11]. وقال رجل لمالك -رحمه الله-، الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- قال له رجل: يا أبا عبد الله: الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ فقال له رحمه الله: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن ذلك بدعة"، وهكذا جاء هذا المعنى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك، وجاء معناه عن أم سلمة -رضي الله عنها-، معنى الاستواء معلوم يعني معروف معناه أنه العلو فوق العرش، هذا الاستواء، كما قال تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[طـه: 5]، وقال -سبحانه-: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ[الأعراف: 54]، في سبعة مواضع في القرآن، صرح فيها –سبحانه- بأنه استوي على العرش، يعني ارتفع عليهم وعلا عليه -جل وعلا-، استواءً يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في استوائهم، ولا يكيف، ما يقال: كيفيته كذا كيفيته كذا، بل يقال: الله أعلم بالكيفية، الاستواء حق ومعلوم وهو العلو فوق العرش، أما الكيفية فلا يعلمها إلا هو -سبحانه وتعالى-، وهكذا قال جميع أهل السنة من الصحابة ومن بعدهم، كلهم يقولون هذا المعنى، الاستواء، الرحمة، العلم، القدرة، كلها معلومة، أما الكيف غير معلوم، والإيمان بهذا واجب، نؤمن بأن الله سميع، عليم، حكيم، رؤوف، رحيم، قدير، سميع، بصير، لطيف، إلى غير ذلك من أسمائه، ولكن لا نكيفها، بل نقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشورى: 11]. معناها حق، فالرحمن هذا اسم، والرحيم صفة، العليم اسم، والعلم صفة، القدير اسم والقدرة صفة، هذا الفرق بينهما، فتقول: اللهم إني أسألك بقدرتك، أسألك بعلمك كذا وكذا، هذه صفة، اللهم إني أشهد بأنك العليم بأنك الرحمن توسلاً باسماء كما قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180]. فالصفة هي المعنى، والاسم هو اللفظ المشتمل على الذات والمعنى، يقال له: اسم، أما المعنى فقط يقال له: وصف، الرحمن، هذا يسمى علم، اسم؛ لأنه دال على الذات وعلى الصفة وهي الرحمة، العليم اسم؛ لأنه دال على الذات وعلى العلم، السميع اسم؛ لأنه دال على الذات وعلى السمع، البصير اسم دال على الذات والبصر، هذه يقال لها: أسماء، أما الصفات فالعلم صفة، الرحمة صفة، القدرة صفة، السمع صفة، وهكذا، يجب إمرار الجميع كما جاءت، وإثباتها لله كما قال أهل السنة والجماعة، وعلى الوجه اللائق لله –سبحانه-، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. صفات الله تليق به، لا يشابه خلقه في شيءٍ من صفاته جل وعلا، كما قال -سبحانه-: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص: 4]، فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ[النحل: 74]، وقال -سبحانه-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشورى: 11] -سبحانه وتعالى-.  
 
2- اختلط على كثير من الناس مفهوم التوسل الجائز والتوسل الممنوع, نرجو من سماحة الشيخ أن يبيِّن لنا ما هو التوسل، وما هو الجائز منه وما هو الممنوع، وأمثلة على ذلك؟
التوسل كما ذكره ابن القيم وغيره -رحمة الله عليه-، التوسل أقسام ثلاث: توسل والشرك الأكبر، كدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، والذبح لهم والنذر لهم، هذا هو الشرك الأكبر، يقول المشركون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[الزمر: 3]، هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[يونس: 18]، يتوسلون بدعائهم واستغاثتهم بهم، وهذا هو الشرك الأكبر. التوسل الثاني: التوسل بذواتهم، تقول: اللهم إني أسألك بذات فلان، بنبيك فلان، اللهم إني أسأل بعبادك الصالحين، اللهم إني أسألك بمحمد، بموسى، هذا توسل ممنوع، بدعة، لأنه وسيلة للغلو والشرك. التوسل الثالث الجائز المشروع: وهو التوسل بأسماء الله وصفاته، التوسل بأعمالك الصالحة، بإيمانك، هذا التوسل المشروع، مثل ما قال الله -جل وعلا-: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180]، ومثل ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله بأسمائه وصفاته، هذا يقال له: التوسل المشروع، وقد جاء في حديث: أعوذ بعزتك أن تذلني، فالتوسل بصفات الله أمر مشروع، أسألك برحمتك، أسألك بعلمك، أسألك بإحسانك، أسألك بقدرتك أن تغفر لي،.... دعاء الذي سأله....عثمان بن أبي العاص، واشتكى إليه ضرباً، قال: ضع يدك على ما تشتكي وقل: (أعوذ بالله بعزته وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)، فتوسل بعزة الله وقدرته، من شر ما يجد ويحاذر، واستعاذ بذلك، (اللهم إني برضاك من سخطك، وبعفوك عن عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناءً عليك). أما التوسل بالإيمان والأعمال الصالحة والتقوى لله، فهذا هو التوسل الشرعي، فالتوسل بصفات الله وبأسماء الله وبإيمانك وتقواك هذا توسل شرعي، أما التوسل بالذوات، ذوات فلان وفلان، أو جاه فلان، أو حق فلان فهذا توسل بدعي، فلا يتوسل بجاه فلان، ولا بحق فلان، ولا بالنبي فلان، ولا بذات فلان، فهذا توسل بدعي. أما التوسل ....... الله، بطاعة الله، باتباعك لشرع الله، هذا كله لا بأس به، توسل بصفات الله، وتوسل بأسماء الله وصفاته، وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180]، ومنه التوسل بالأعمال الصالحة، كأن تقول: اللهم أني أسأل بإيماني بك، بتوكلي عليك، بثقتي بك، ببري لوالدي، بأدائي الأمانة، وما أشبه ذلك، هذا كله توسل شرعي ومن حديث أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة، فقالوا فيما بينهم: لا ينجيكم من هذا الباب إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم، فسألوا الله بصالح أعمالهم فقال أحدهم: اللهم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالا، فنأى بي طلب ...... ذات ليلة فلم أرح عليهما إلا وقد ناما، فوقفت على رؤوسهما والقدح في يدي، انتظر استيقاظهما، ولم استحسن استيقاظهما حتى برق الصبح، فلما استيقظا شربا غبوقهما، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة شيئاً لا يستطيعون الخروج منه، وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني راودتها عن نفسها فأبت، فألمت بها سنة، يعني حاجة شديدة، فجاءت إليّ تقول: يا ابن عم أعني، فقال: لا حتى تمكني من نفسك، فطاوعته من أجل حاجتها، فلما جلس بين رجليها قالت له: يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، قال: فقمت عنها خوفاً منك، وهي أحب الناس إليّ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، لكنهم لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيت كل أجيرٍ حقه إلا واحداً ترك أجره فلميته له، وثمرته له، حتى صار منه إبل وبقر وغنم وعبيد، فجاء إليّ بعد ذلك، وقال: يا عبد الله اعطني أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك، -من الإبل والبقر والغنم والعبيد- قال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، قلت: لا إني لا استهزئ بك إنه من أجرك نميته لك فخذه، فاستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة حتى خرجوا)، هذا التوسل من هؤلاء الثلاثة بأعمالهم الطيبة التي فعلوها لله -عز وجل-، فنفعهم الله بها عند الشدة.  
 
3- هل يجوز أن تعمل زوجتي داخل بيت لتجميل السيدات؟
ما فيه مانع التجميل الجائز، تمشط رؤوسهن، تعلمهم كيف يمشطون، كيف يغتسلون، لا بأس، تعلمهم الأشياء المباحة، الأشياء الطيبة، لا بأس.
 
4- هل يجوز أن نرمي الطعام المتبقي منذ فترة يومين مثلاً، أم نأكله كرهاً؟
لك....... الخيار، إن أكلتموه فلا بأس، وإن رميتموه في محلٍ طيب تأكله الدواب والطيور فلا بأس، إن جاء في مكانٍ طيب، في محلٍ طيب نظيف حتى تأكله الطيور، أو القطط، أو في الخارج تأكله الكلاب وغيرها، في محلٍ طيب.
 
5- في حديث عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: (قلت: يا رسول الله! إني امرأة أشد شعر رأسي، أفأنقضه لغسل الجنابة؟ -وفي رواية: والحيضة- فقال: لا. إنما يكفيكِ أن تحثي على رأسكِ ثلاث حثيات) رواه مسلم, هل هذا يعني أن غسل مقدمة الرأس ثلاث حثيات دون غسل باقي الشعر من الخلف -سماحة الشيخ-؟
المعنى أنها لا تنقضه، لا يلزمها النقض، تحثي على رأسها ثلاث حثيات وترسله من على الجدايل، تعمها بالماء، الجدايل، ولا يلزمها النقض، إذا عمته بثلاث حثيات فإن الغالب أن هذا ما يصل إلى الجوف، جوف الشعر، ثم تفيض الماء على بقية جسدها، فتطهر بإذن الله، والحمد لله، ولكن نقضه في الحيض كما جاء في روايةٍ أخرى أنه أمر بعض الحيض أن ينقض شعرهن، نقضه أولى في الحيض، وأكمل، وإن لم تنقض فلا بأس، كما في حديث أم سلمة، أما في الجنابة فلا حاجة إلى النقض، تفيض الماء على رأسها وعلى بدنها والحمد لله، الرجل والمرأة.
 
6- عند الجلوس للتشهد أريد توضيح تحريك السبابة, هل هو عند بداية التشهد، أم بعد نهاية التشهد عند الدعاء فقط؟
السنة أن تشير بالسبابة، يقيم السبابة من أول الجلوس في التحيات، التشهد الأول والأخير، أما التحريك فالسنة أن يكون عند الدعاء، عند: اللهم صلي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، عند الدعاء، يحركها قليلاً عند الدعاء، أما كونها قائمة هذا من حين يجلس، تكون قائمة إشارة إلى التوحيد، ويعقد إبهامه مع الوسطى ويقبض الخنصر والبنصر، أو يقبض أصابعه كلها ويشير بالسبابة هذا سنة، لكن التحريك يكون عند الدعاء.
 
7- بالنسبة لصلاة الجماعة في المسجد, إذا كان الشخص يسمع النداء ولا يذهب للصلاة في المسجد؛ وذلك لأن أصحاب العمل لا يعطونه إذن بالذهاب، فهل عليه إثم، وهل يواصل معهم هذا العمل بالرغم من ذلك؟
ليس له أن يوافقهم، وعليه أن يشترط ذهابه إلى الصلاة في المسجد، ولا يجوز له طاعتهم، لأن الرسول يقول: (إنما الطاعة بالمعروف)، هكذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة بالمعروف)، فعليه أن يبين لهم أنه لا بد من الذهاب إلى المسجد، والصلاة مع الجماعة، سواء كان العمل حكومياً أو غير ذلك، يعلم أن الصلاة لا بد منها في الجماعة.
 
8- عندنا عادة وهي: عند وفاة شخص يحضر الناس للمأتم, وعند حضور أي شخص يرفع يديه ويقول: الفاتحة للمرحوم فلان! ويرفع بقية الجالسين أيديهم أيضاً ويقرؤون عند رفعها سورة الفاتحة والإخلاص, فما حكم الشرع -في نظركم سماحة الشيخ-؟
هذه القراءة وهذا الرفع بدعة، لا أصل لها، ولا يجوز فعل ذلك لعدم الدليل، الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهود رد). ويقول: (كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة)، ولم يكن يفعل هذا هو ولا أصحابه -رضي الله عنهم-. أما المأتم ففيه تفصيل: إن كان مجيئهم للتعزية فقط فلا بأس، أما كونه للطعام، يصنعون لهم طعام ويجتمعون عنده هذا لا يجوز، يقول جرير -رضي الله عنه- بن عبد الله البجلي: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة. أما إذا زاروهم للتعزية فقط، سلموا عليهم وعزوهم فقط، ولو شربوا قهوة أو شاي ما يخالف، أما كونه يحط مأتم أهل الميت، يصنعون طعام للناس، هذا لا يجوز.  
 
9- بالنسبة للمسافر إذا قصر وجمع، وأتى المسجد في وقت الصلاة فوجد من كان قبله قد أقاموا الصلاة وصلوا وهم مقيمون، ماذا يفعل، هل يصلي معهم أم ينتظر جماعة أخرى؟
عليك أن تصلي معهم وتتم، تصلي معهم وتكمل الصلاة أربع إذا كان ظهر أو عصر أو عشاء ولا تنتظر، تصلي مع الجماعة والحمد لله.
 
10- منذ سنتين وأنا أعتمر في رمضان -والحمد لله-، ولكن قال لي بعض الإخوة بأن العمرة مرة واحدة في العمر, فلا يجب أن تكررها في رمضان أكثر من مرة, ما رأيكم في هذا؟
العمرة الواجبة مرة في العمر، والحج الواجب مرة في العمر، لكن يشرع للمؤمن أن يكرر، العمرة والحج، فإذا تيسر أن يعتمر في رمضان كل سنة هذا خير عظيم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عمرة في رمضان تعدل حجة)، أو قال: (حجة معي) -عليه الصلاة والسلام -، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة). فإذا تابع الحج والعمرة وتيسر له ذلك فهذا خير عظيم، أما الواجب مرة في العمر، عمرة واحدة، وحجة واحدة. سماحة الشيخ إذا كرر العمرة مثلاً في رمضان أكثر من مرة؟ لا حرج، لا حرج إن شاء الله، لكن يكتفي بمرة لعله أحوط وأحسن حتى لا يتعب الناس، حتى لا يضيق على الناس ويحصل به زحمة، مرة تكفي والحمد لله، هذا هو الأحوط والأحسن والأفضل حتى لا يشق على الناس، ولا يسبب الزحام هو وغيره.  
 
11- إذا كنت مأموماً في صلاة جهرية فمتى أقرأ الفاتحة وما يتيسر من القرآن, هل أقرأ والإمام يقرأ، أم ماذا أعمل؟
إذا كان له سكوت تقرأ في حال السكوت، وإن كان ما له سكوت تقرأ ولو يقرأ، تقرأ الفاتحة ثم تنصت، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لعلكم تقرؤون خلف إمامكم قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)، هذا الحديث الصحيح يدل على أن المأموم يقرأ الفاتحة وينصت بعدها في الجهرية، وإذا كان للإمام سكتة بعد الفاتحة قرأت في حال السكوت. أما إن كان ما له سكتة تقرأ وإن كان يقرأ، تقرأ الفاتحة ثم تنصت، وإذا كان في السرية كالظهر والعصر تقرأ زيادة مع الفاتحة في الأولى والثانية، تقرأ ما تيسر.  
 
12- قال الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[الأعراف:204]، يتضح لنا من الآية الكريمة وجوب الإنصات عند سماع آيات القرآن, ولكن ما الحكم إذا سمع شخص قارئ للقرآن ولم ينصت بل يستمر في حديثه مع الشخص الثاني, هل يجوز له ذلك؟
لا يجوز له ذلك ما دام عنده قارئ، ينصت وإلا يقوم، لا يخوض عند القارئ، لأن الله يقول: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا[الأعراف: 204]، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال في حق الإمام: إذا قرأ فأنصتوا، من باب تعظيم القرآن والتأدب مع القرآن عند الحاضرين إذا سمعوا ينصتوا، وإلا فليقوموا.
 
13- رجل لديه عمة، وهذه العمة ليست من العجائز المقعدات ولا من الشابات الصغيرات, هل يجوز السلام عليها؟
نعم، يسلم على عمته، كبيرة أو صغيرة، وإذا قبل ما بين عينيها أو صافحها فلا بأس، لكن يترك التقبيل في الفم، إنما يقبل ما بين عينيها، يقبل رأسها، لا بأس بهذا، أما تقبيل الفم فهذا للزوج أو للطفل الصغير. رجل لديه عمة, وهي:ابنة عم أبيه، ليست من العجائز المقعدات ولا من الشابات الصغيرات, هل يجوز السلام عليها؟ يسلم عليها بالكلام، هذه ما تسمى عمة، تسمى بنت عم، ما هي محرم له، أجنبية، يسلم عليها بالكلام فقط، لا يصافحها ولا يقبل رأسها، أما العمة فهي أخت الأب، العمة أخت الأب وأخت الجد يقال لها عمة، أخت أبيها وأخت جدها هذه محرم، له يصافحها ويقبل بين عينيها أو رأسها، أما بنت العم أو بنت الخال ليست محرماً له، فليس له مصافحتها ولا تقبيل رأسها، وليس لها أن تكشف له، لأنها أجنبية، بنت عمه أو بنت خاله.   
 
14- بعض المعلمات -هداهن الله- لا يبالين بتحضير الدروس في دفاترهن -أي: دفتر التحضير-، فما حكم التهاون في تحضير الدروس، علماً بأننا لا نستفيد منها شيء أثناء شرح الدرس؟ أفتونا مأجورين
الواجب عليها أن تعتني بهذا، وأن تحضر الدرس حتى يستفيد الطلبة والطالبات إن كانت معلمة يستفيد منها الطالبات، وإن كان معلم كذلك، فالواجب العناية بالتحضير ومراجعة الدرس ومراجعة ما قد يشكل، ومراجعة الدليل الذي فيه حتى يعرف صحته من الأحاديث، يعتني ولا يتساهل في هذا الأمر حتى يستفيد منه الطلبة والطالبات.
 
15- هل يشرع للنساء أذان وإقامة سواء كن في الحضر أو في السفر, أو البرية؟
لا يشرع لهن أذان ولا إقامة، هذا من خصائص الرجال، الأذان والإقامة من خصائص الرجال، تصلي بدون أذان وبدون إقامة والحمد لله.
 
16- ما معنى الموالاة في الصلاة؟
الموالاة في الصلاة أن يصليها كما شرع الله، فيركع كما شرع الله ويرفع ويعتدل كما شرع الله، يسجد كما شرع الله، ويعتدل ويطمئن ويجلس بين السجدتين كما شرع الله، يطمئن ولا يعجل، هذا يقال لها الطمأنينة والخشوع في الصلاة، تسوية موالاة تسوية غير ظاهرة، إما إن كان المقصود الموالاة بين الصلاتين هذا شيء آخر، الموالاة بينهما أن كل صلاة تصلى في وقتها إلا إذا جمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء والا بينهما، صلي هذه بعد هذه، أما في الصلاة الواحدة فالمعنى أنه يأتي بأركانها في محلها، مع الطمأنينة، ويسمى هذا خشوع وطمأنينة، يركد في قراءته، وإذا ركع ركد واعتنى واطمأن حتى يرجع كل فَقَر إلى مكانه، وإذا رفع اعتدل واطمأن حتى يرجع كل فَقَر إلى مكانه، وإذا سجد اعتدل واطمأن حتى يرجع كل فَقَر إلى مكانه، وإذا جلس بين السجدتين اعتدل واطمأن حتى يرجع كل فَقَر إلى مكانه، هذه الطمأنينة، وهذا الخشوع، هذا لا بد منه.
 
17- هل يقضي الصلاة من تركها عمداً إذا وفقه الله للتوبة, سواء كان ما تركه وقتاً واحداً أو أكثر؟
التوبة تجب ما قبلها، ليس عليه قضاء، والتوبة تجب ما قبلها والحمد لله.

355 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply