حلقة 401: الواجب على الزوج أن يعدل بين الزوجات - بر الوالدين - حكم أخذ الزوج من راتب زوجته - حكم قراءة الآيات القرآنية من غير المصحف - شفاعة الأطفال لوالديهم - القول بأن الإنسان إذا مات تظلله روحه لا أصل له

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

1 / 50 محاضرة

حلقة 401: الواجب على الزوج أن يعدل بين الزوجات - بر الوالدين - حكم أخذ الزوج من راتب زوجته - حكم قراءة الآيات القرآنية من غير المصحف - شفاعة الأطفال لوالديهم - القول بأن الإنسان إذا مات تظلله روحه لا أصل له

1- صديق لي يسأل عن حكم رجل متزوج ويميل إلى الزوجة الثانية, على الرغم من موافقة الزوجة الأولى, مع مراعاة أيضاً الزوجة الأولى، فما الحكم في ذلك؟ مأجورين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد: فالواجب على الزوج أن يعدل بين الزوجتين أو الثلاث أو الأربع، هذا الواجب عليه، لكن إذا خص إحداهن بشيء برضا الباقيات فلا بأس إذا رضين، ولكن العدل بينهن واجب في قسمه، في ليله ونهاره، فالواجب عليه أن يعدل، وفي النفقة كذلك، إلا إذا كانت إحداهن عندها أولاد، كل ينفق عليه بقدر ما عنده من الأولاد، فإن العدل أمر لازم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أخبر عن حاله مع نسائه كان يقسم فيعدل ويقول: (اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من كانت له زوجتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل)، فالواجب العدل والتحري في قسمه وفي غير ذلك، إلا ما يتعلق بالقلوب فهذا إلى الله، كونه يجامع هذه أكثر، أو يحصل له أنس مع هذه أكثر، هذا يتعلق بالقلوب ما له قدرة، لكن في القسم والنفقة هذا يجب عليه أن يعدل، أما في الحب والجماع فلا يجب فيه العدل، بل على حسب ما يتيسر من شهوته، وإذا كان لإحداهن أطفال والأخرى ليس لها أطفال ينفق على هذه بقدر أطفالها، وهذه بقدر حاجتها.  
 
2- والدي أخذ جميع ما أملك من مال، وزرع بها أرض على أن أعيش معه رغماً عني, مع أنه يعلم أنني لا أرغب العيش في الريف؛ لأنني قد نشأت في المدينة, وتعلمت وتوظفت بها, ويقول: بعد مرور الوقت سوف تأخذ على العيش في الريف, فما حكم ذلك مأجورين؟
عليك أن تستعمل الرفق مع والدك، وأن تصطلح معه على ما يسر الله، وإذا أعاد عليك المال أو بعض المال فالحمد لله، عليك العلم الطيب والرفق والكلام الحسن مع والدك والصبر لأن حقه عظيم وبره واجب.  
 
3- زوجتي موظفة, هل من حقي أن آخذ من راتبها إذا كنت في حاجة إليه أو جزء منه, وإن كنت غير مستفيد من راتبها, هل أجعلها لا تعمل وتجلس في البيت؟
إن كانت قد شرطت عليك عند الزواج أنها تعمل والراتب لها فليس لك حق في ذلك، أما إن كانت لا، لم تشرط عليك فلك أن تمنعها ولك أن تتفق معها على نصف الراتب أو أقل أو أكثر لأنك أحق بها وأولى بها في بقاءك في بيتك، والقيام بحاجاتك، إذا كانت لم تشترط عليك عند العقد أن تقوم بالتدريس، فلك الحق أن تمنع ولك الحق أن تأذن، وإذا اتفقتما على شيء فالصلح جائز بينكما، نصف الراتب أو ثلث الراتب أو كل الراتب، الأمر واسع.  
 
4- عند قراءتي في الكتب أو في بعض الصحف كثيراً ما أجد آيات قرآنية يستشهد بها الكاتب مثلاً في النص, وأثناء قراءتي لتلك الصحف أو الكتب أكون على غير وضوء, هل يجوز أن أقرأ مثل هذه الآيات؟
لا حرج في ذلك، إذا قرأ الإنسان كتب فيها آيات أو كتب التفسير فلا حرج في ذلك، إنما يمنع من قراءة المصحف، من لمس المصحف إلا على وضوء، أما كون يقرأ القرآن على غير وضوء من غير المصحف عن ظهر قلب، أو يقرأ في الصحف أو في التفسير لا حرج في ذلك.  
 
5- هل شفاعة الأطفال الصغار لوالديهم سواء كانوا ذكور أم إناث, أم أن الشفاعة تخص الأطفال الذكور فقط؟
الشفاعة تعم الجميع، الذكور والإناث والحمد لله، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من مات وله ثلاثة أفراط لم يبلغوا الحنث كن له حجاباً من النار)، قالوا يا رسول: أو اثنين؟ قال: (أو اثنين)، ولم يسألوه عن الواحد، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من أصابه أو من مات له صفيه من الدنيا فصبر واحتسب شفع وكان له....... من مات صفيه من الدنيا فصبر عوضه به الجنة أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-. المقصود أن الإنسان إذا أصاب قريبه الذي هو صفيه من الدنيا، قريب أو صديق واحتسب عوضه به الجنة. هذا معنى الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي اللفظ الآخر: (من أخذت صفيه من الدنيا فاحتسبه عوضته به الجنة)، وهكذا الأفراط إذا احتسبهم والدهم وأمهم كانوا لهم شفعاء، سواء كانوا ثلاثة أو أكثر، أو اثنين، أما الواحد فلم يسألوه عنه -عليه الصلاة والسلام-، لكنه داخل في الصفي، إذا صبر واحتسب عوضه به الجنة وإن كان واحداً.  
 
6- هل صحيح أن روح الميت تظلله حتى يدخل إلى قبره فتدخل معه، وهل صحيح أن الميت يحس بالذين يغسلونه، والذين يمشون في جنازته؟
لا أعلم لهذا أصلاً، الروح، روح المؤمن إذا قبرت ترفع إلى السماء إلى الله ثم يقال لها، يؤمر بإرجاعها إلى جسدها حتى يسأل في القبر، من ربه؟ وما دينه؟ من نبيه؟ والكافر إذا ارتفعت روحه غلقت عنه أبواب السماء، فهذا يدل على أن الروح تغادر جسد الإنسان عند الموت، لا تظلل عليه، بل تغادر، لكن روح المؤمن ترفع إلى السماء، قوق السماء السابعة ويقول الله -جل وعلا-: (ارجعي من حيث شئت)، يردها إلى جسدها حتى يسأل عن ربه وعن دينه وعن نبيه. والكافر تغلق عنه أبواب السماء وتطرح طرحا، نسأل الله السلامة.  
 
7- هل يجب عليّ صيام قضاء رمضان متتالي أم أيام متفرقة, هل هذا كله جائز؟
يجوز القضاء متتابع ويجوز مفرق، لا بأس بذلك، قضاء رمضان، أما الكفارة لا بد من تتابعها، كفارة الظهار، كفارة القتل، لا بد من التتابع. أما كفارة الصيام ثلاثة أيام فالذي ينبغي تتابعها كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه- في قراءته، فصيام ثلاثة أيام متتابعة، تتابع أولى وأحوط، أما صوم رمضان هذا لا يجب فيه التتابع، يعني قضاء رمضان لا يجب فيه التتابع، لكن إن تابع فهو أفضل.  
 
8- عليّ قضاء مؤخر لعدة سنوات, وأريد قضاءه, فهل يجوز لي أن أشتري كيس رز يكفي لطعام أسرة كاملة لمدة ستين يوماً, هل يجوز لي أن أدفعه لأسرة فقيرة وأصوم القضاء الذي عليّ، أم أصوم وأطعم عن كل يوم؟
إذا كان تأخير الصوم من أجل المرض أو نحوه فيكفي القضاء فقط، قضاء الصوم يكفي، أما إذا تساهل من أفطر في رمضان ولم يقض وهو طيب حتى أدرك رمضان الآخر فإنه يقضي ويطعم، عن كل يوم مسكينا، وإذ جمعه وأعطاه بعض الفقراء كفى، إذا جمع طعام الشهر كله وأعطاه لبعض الفقراء كفى، أما إذا كان تأخيره من أجل المرض ما استطاع فلما استطاع بادر فليس عليه شيء إلا قضاء.  
 
9- قال لي أحد الإخوة بأن صلاة الوتر بعد العشاء سنة, إن تركتها لا شيء عليك, وأنا بدأت أفعل ذلك؟ أفتونا في عملي مأجورين.
نعم سنة، إذا كان يخشى أن لا يقوم في آخر الليل، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصى أبا هريرة وأبا الدرداء بصيام ثلاثة أيام من كل شهر والوتر قبل النوم، والظاهر والله أعلم أن أبا هريرة كان يشق عليه القيام في آخر الليل؛ لأنه كان يدرس العلم في أول الليل، يدرس الحديث فأوصاه النبي بالوتر أول الليل، وهكذا أبو الدرداء. أما من طمع أن يقوم آخر الليل فهو أفضل، لما جاء في الحديث الصحيح عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل). أخرجه مسلم، فهذا يدل على أنه إذا تيسر له القيام في آخر الليل فهو أفضل، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أوتر من أوله ومن وسطه ومن آخره، كله جائز والحمد لله، لكن إذا تيسر من آخر الليل فهو الأفضل.  
 
10- هل للمغرب سنة قبلية أو بعدية؟
الراتبة بعد المغرب وبعد العشاء، أما ركعتان قبل المغرب هذه سنة ليس راتبة، لكن إذا كان في المسجد يستحب له بعد الأذان أن يصلي ركعتين، بعد أذان المغرب وهكذا بعد أذان العشاء لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، وقال في الثالثة: لمن شاء)، فيستحب أن يصلي ركعتين بعد الأذان، أذان المغرب وأذان العشاء، لهذا الحديث، وحديث آخر: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء)، فدل ذلك على أنهما مستحبتان وليستا واجبتين.  
 
11- إذا سهيت في صلاتي مرتين, فهل يكفي سجود سهو واحد؟ أم يجب عليّ إعادة الصلاة؟
إذا سها الإنسان في الصلاة سهوان أو أكثر كفاه سجود واحد، سجدتان للسهو، فلو سها وقام عن التشهد الأول في الرباعية أو الثلاثية وسهى فجلس قبل التمام أو زاد ركعة يكفي سجود واحد، سجدتان للسهو، سجدتان للسهو، ولو تعدد السهو، سجدتان كافيتان.  
 
12- عندما أصلي وأنا أسمع صراخ الأطفال والإزعاج؛ أضع أصابعي في أذناي وأكمل صلاتي، فهل هذا يجوز؟
تركها أولى، تضع يدها على صدرها، هذا السنة وإن شق عليها ذلك وخافت أن لا تكمل الصلاة وأنها تثقلها قطعتها حتى تهدئ الصبيان، ثم تعود إلى الصلاة من أولها، أما إذا استطاعت أن تكلمها بهدوء كملتها من غير حاجة إلى وضع إصبعيها في أذنيها، بل تضع يديها على صدرها، والحمد لله.  
 
13- إذا نزل الدم من الفم أو الأنف فهل تبطل الصلاة، وهل يبطل الصيام والوضوء؟
إن كان شيء يسير يعفى عنه، ولا تبطل به الصلاة ولا الوضوء، شيء يخرج من الأنف قليل أو من الأسنان أو من اللثة أو من الحلق شيء يسير يعفى عنه، أما إذا كان كثير عرفاً تبطل الصلاة، والإنسان يتوضأ من هذا الشيء ثم يعيد الصلاة إذا كانت فريضة، أما الشيء اليسير يعفى عنه.  
 
14- تعاني من الوسواس حيث -تقول:- إنني عندما أذكر الله أو أسبح أظل أعيد وأعيد حتى أبكي, فما العلاج في نظركم في ذلك؟
التعوذ بالله من الشيطان، كل ما جاء الوسواس تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، تتعوذ في صلاتها، وإذا كثر عليها تنفث عن يسارها ثلاث مرات، وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا عثمان بن أبي العاص، لما قال: إنه كثر عليّ الوساوس وأنه شغلني عن صلاتي فقال له: قل كذا، فقال: (انفث عن يسارك ثلاث مرات وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات)، قال عثمان: فما أذكر هذا فأذهب الله عني ما أجد. فالمقصود أن الإنسان إذا عرض له الوساوس في الصلاة يدافعها بالتعوذ بالله من الشيطان، ويحرص على إحضار قلبه في صلاته، فإذا كثر عليه ذلك ينفق عن يساره ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، وهذا من أسباب السلامة.  
 
15- كيف تعرف المرأة بأنها طهرت؟ أفتونا في ذلك.
إذا رأت الطهارة، إذا رأت الطهارة بأن وضعت قطنة أو نحوها في فرجها فخرجت نظيفة، أو إذا رأت القصة البيضاء هذه علامة الطهارة، تغتسل وتصلي والحمد لله، ما دام معها صفرة أو كدرة لا تعجل حتى تكمل عادتها، ثم تغتسل وتصلي، أما ما يحصل لها بعد الطهر من صفرة أو كدرة هذا يعتبر دم فساد تتوضأ لكل صلاة ويكفي، تتوضأ لكل صلاة وتصلي والحمد لله حتى تأتي العادة المعروفة.  
 
16- إذا اغتسلت المرأة من الحيض في وقت المغرب فهل تصلي الظهر والعصر مع المغرب؟
إذا كانت الطهارة بعد غروب الشمس ليس عليها صلاة الظهر والعصر، أما إذا طهرت في العصر فإنها تصلي الظهر والعصر، أو طهرت في الليل تصلي المغرب والعشاء. أما إذا كانت الطهارة بعد غروب الشمس غابت الشمس وهي حائض فإنها ليس عليها أن تصلي الظهر ولا العصر ولا يشرع لها ذلك، ولكن تصلي المغرب والعشاء.    
 
17- هل يجوز للعالم أن يفتي ويستدل بالأحاديث الضعيفة؟
نعم، يجوز للعالم أن يفتي بالأدلة الشرعية، وإذا استشهد بالأحاديث الضعيفة التي تعددت طرقها وصارت من قبيل الحسن لغيره فلا بأس، لكن عليه أن يجتهد ويتحرى الحق بالدليل من القرآن والسنة، وإذا استشهد بعض الأحيان من بعض الأحاديث الضعيفة التي ليست موضوعة، بل الضعيفة الغير موضوعة فلا بأس، يقول الحافظ العراقي رحمه الله في ألفيته: وسهلوا يعني أهل العلم، أهل الحديث وسهلوا في غير موضوع ٍ رووا من غير تبيين ٍلضعف وضعوا بيانه في الحكم والعقائد عن ابن مهدي وغير واحد فإذا ذكر الأحاديث الضعيفة واستشهد بها على الأحكام الشرعية فلا بأس، إذا كان عنده الأدلة التي أفتى بها، لكن استشهد بالأحاديث الضعيفة لتكميلها لأجل تطييب النفوس والتشجيع على العمل، هذا كله طيب، أما في العقائد لا بد من الأدلة الصحيحة من القرآن والسنة، ما يكفي الحديث الضعيف، أما في الفروع إذا استشهد بها على الأحكام الشرعية لا بأس لكن لا يثبت الحكم إلا بالدليل الشرعي، إما بحديث صحيح أو حسن سواء لذاته أو لغيره.   
 
18- هل تجوز الزيادة عن ثمان ركعات في صلاة التراويح, وإن كانت تجوز فما أقصى عدد لها؟
الرسول -عليه السلام- لم يشترط عدداً معينا، بل قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى)، فليس لهذا حد محدود، فإذا أوتر بتسع أو بخمس أو بسبع أو بأكثر، لكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة لأن هذا هو الغالب من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولو أوتر بثلاثة وعشرين أو بأكثر من هذا فلا بأس، لكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة، يسلم من كل ثنتين لأن هذا هو الغالب من فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-.  
 
19- إمام المسجد الذي يصلي بنا يقنت في معظم الأحيان في صلاة الصبح, ونادراً ما يتركه, علماً بأننا نصلي خلفه، هل للمأموم أن يرفع يديه خلف هذا؟
إذا قنت لا بأس أن تقنت معه، لكن الأفضل أن يدع ذلك، السنة أن لا يقنت في الفجر إلا في الوتر فقط، إلا في النوازل إذا نزل نازلة بالمسلمين، حرب، عدو، يدعو في صلاته بعد الركوع يرفع يديه ويدعو يقنت في النوازل كما كان النبي يفعل في الصبح وغيرها، أما اعتياد القنوت في الصبح دائماً فهذا خلاف السنة، فالصواب تركه، لكن لو صليت مع إمام يقنت فلا بأس أن تؤمن على دعائه، وأن ترفع يديك.  
 
20- هل يخطب الإمام خطبة أم خطبتين يوم العيد، وماذا يجب أن تشتمل عليه هذه الخطبة -خطبة العيد سماحة الشيخ-؟
العيد كالجمعة يخطب خطبتين يفصل بينهما بالجلوس، يعظ الناس فيهما ويذكرهم ويذكر ما يتعلق بالعيد، عيد النحر، وعيد الفطر، يذكرهم ويذكر ما في عيد الفطر من شكر الله على نعمة، نعمة صيام رمضان، يحثهم على الاستقامة على طاعة الله، وأن يستمروا على الخير، وأن لا يرجعوا إلى معاصيهم بعد رمضان، وأن يستقيموا على التوبة، ويحثهم على أنواع الذكر والخير والعبادة والطاعة، وأنواع العبادات والصدقات، والمسارعة إلى الخيرات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يحثهم على كل خير في صلاة عيد الفطر، ويبين لهم حكم زكاة الفطر. أما في صلاة عيد النحر فيحثهم على ما شرع الله من الضحايا والتكبير والذكر أيام التشريق، ويحذرهم من الصيام لأنها أيام أكل وشرب، ليست أيام صيام إلا من لم يجد الهدي من الحجاج من المتمتعين فله أن يصومها بدلاً من الهدي إذا عجز أيام التشريق خاصة، ويبين لهم ما شرع الله من التكبير فيها، والذكر ونحر الهدايا والضحايا، ويوصيهم بتقوى الله وطاعة الله والأعمال الصالحة، ويحذرهم من المعاصي مثل ما فعل في خطبة عيد الفطر.  
 
21- هل الدعاء وارد في خطبة الجمعة, أي في نهايتها، وهل للمأموم أو المستمع أن يقول: آمين, سواء كان ذلك سراً أو بصوت مرتفع؟
النبي كان يدعو في خطبة، فإذا دعا الإمام أمن المأموم بينه وبين نفسه، تأمين في نفسه، يعني بينه وبين نفسه لا يجهر.  
 
22- من هم الذين يدخلون الدجنة بغير حساب, هل الذين هم لا يرقون ولا يسترقون يدخلون الجنة؟ أرجو التوضيح في ذلك،
من استقام على دينه وأدى ما فرض الله عليه وترك ما حرم الله عليه دخل بغير حساب ولا عذاب، ومنهم السبعون ألف الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، تركوا الطيرة لأنها محرمة، وتركوا الكي والاسترقاء استحباباً؛ لأن الرسول ذكر أنها من صفات السبعين ألف، فإذا ترك الكي واستعمل دواءً آخر فلا بأس، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الشفاء بثلاث، كية نار، وشرطة محجم، وشربة عسل، وما أحب أن أكتوي)، وقد كوى بعض أصحابه، فإذا ترك الكي فهذا أفضل إذا تيسر دواء آخر وإلا فلا بأس بالكي، ولا يمنعه إذا كان كونه من السبعين لأن السبعين ألف هم الذين استقاموا على دين الله وتركوا محارم الله، وأدوا ما أوجب الله ومن صفاتهم الطيبة عدم الاسترقاء، ولكن الاسترقاء لا يمنع من كونه من السبعين. والاسترقاء طلب الرقية، وإذا دعت الحاجة إلى هذا فلا بأس، النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر عائشة أن تسترقي وأمر أم أولاد جعفر أن تسترقي لأولادها فلا حرج في ذلك، وإذا دعت الحاجة إلى الكي فلا بأس أن يكتوي، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم: (الشفاء في ثلاث: كية نار، وشرطة محجم، وشربة عسل)، يدل على أن الكي لا بأس به لكن تركه أفضل إذا تيسر غيره.  
 
21- هل من أساس التوكل على الله عدم الاستعانة بالآخرين لقضاء أمور الدنيا؟
التوكل على الله معناه الاعتماد عليه والأخذ بالأسباب الشرعية، هذا وهذا، التوكل على الله: التفويض إليه والاعتماد عليه، والإيمان به، وأنه يدبر الأمور، وقاضي الحاجات -سبحانه وتعالى-، ولكن مع هذا يأخذ بالأسباب. فالتوكل يجمع الأمرين، الاعتماد على الله ثم الأخذ بالأسباب، فيعتمد على الله، ويأكل ويشرب ويتزوج ويجامع أهله لطلب الولد، ويسافر للحاجات والتجارة، هذا لا بأس، يتوكل على الله ويستعين بإخوانه في إصلاح سيارته، في إصلاح مزرعته، في بناء بيته، لا بأس بهذا. التوكل يجمع الأمرين كما قال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)، فأمر بأن تحرص على ما ينفع، وأمر بالاستعانة بالله، فالتوكل أن تستعين بالله وتعتمد عليه، وتعلم أنه -سبحانه- مصرف الأمور ومدبر الأمور، وأن ما دبره قضاء وشاء وكان ومع هذا تأتي بالأسباب، تحرص على ما ينفعك، تبيع، تشتري، تحرث الأرض، تسافر للتجارة، تستعين بأخيك في إصلاح السيارة، في المزرعة، كل هذا لا بأس به. 
 
22- يغير بعض الناس أماكنهم بعد الانتهاء من الصلاة لأداء السنة، زعماً منهم أن المكان سيشهد لهم يوم القيامة؟
هذا أفضل إذا تيسر، وإلا ما هو بلازم، إن تيسر فهو مناسب، وإن صلى في مكانه فلا بأس، الحمد لله. ليس فيه سنة ثابتة أنه يغير المكان، لكن إذا تحول عن مكانه فلا حرج في ذلك. 
 
23- ما هو الدعاء الذي ينصحني سماحة الشيخ بترديده والإكثار منه جزاكم الله خيراً؟
الإكثار من طلب المغفرة، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم أصلح قلبي وعملي، النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من دعاء الاستغفار عليه الصلاة والسلام، ومن جوامع الكلام، وكان يكثر من قوله "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليك" ويكثر من قوله: "اللهم اغفر لي وتب علي". فأنت أكثري من الاستغفار والتوبة والتسبيح "سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي".

690 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply