حلقة 420: أفضل الأعمال يتقرب بها العبد إلى ربه غير الصلاة - تكفر الذنوب والمعاصي بالتوبة - حكم لبس المحرمة للنقاب - السنة عند دخول المسجد أن يصلي المسلم ركعتين - الواجب نصيحة من لا يصلي - حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

20 / 50 محاضرة

حلقة 420: أفضل الأعمال يتقرب بها العبد إلى ربه غير الصلاة - تكفر الذنوب والمعاصي بالتوبة - حكم لبس المحرمة للنقاب - السنة عند دخول المسجد أن يصلي المسلم ركعتين - الواجب نصيحة من لا يصلي - حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة

1- ما هو أفضل شيء يتقرب فيه العبد إلى ربه غير الصلاة، من الأعمال التي تنفع المسلم في أخراه وفي دنياه؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه... القربات كثيرة والحمد لله، الصلاة من أفضل القربات، والصيام من أفضل القربات تطوعاً، والصدقات بالمال من أفضل القربات، والحج من أفضل القربات، والعمرة من أفضل القربات، والاستغفار وكثرة التسبيح والتهليل وقراءة القرآن من أفضل القربات، فالمؤمن يجتهد في أنواع القربات، يقرأ القرآن ويكثر من قراءة القرآن، يكثر من التسبيح والتهليل والتكبير، يكثر من نوافل الصدقة، نوافل الصلاة، نوافل الصوم، نوافل الحج حسب طاقته، وإذا جاء الجهاد شرع له أن يشارك في الجهاد في سبيل الله إن يسر الله ذلك، كل هذه قربات مثلما لما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- سأله بعض الأعراب عما يلزمه وعلمه بشرائع الإسلام علمه الشهادتين ثم علمه بالصلاة قال: (هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع، ثم لما علمه الزكاة قال هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع، ثم لما علمه صوم رمضان قال: هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع) وهكذا الحج، فالمقصود أن المؤمن يجتهد في أنواع القربات.   
 
2- الشخص الذي عمل بعض المخالفات في شبابه, وهذه المعاصي كثيرة جداً, ما هو الشيء الذي يكفرها بعد أن تاب إلى الله، هل تكفي التوبة في ذلك؟
التوبة كافية، من أتى شيء من المعاصي ثم تاب تاب الله عليه، مثلما قال -صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تجب ما قبلها)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، والله سبحانه يقول: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[النور: 31]؛ لأجل تفلحوا، فدل على أن من تاب أفلح، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[التحريم: 8] فمن تاب توبة صادقة تاب الله عليه، وغفر له وأدخله الجنة، لكن إن كان عنده حق للناس أعطاهم حقوقهم، إن كانت المعصية تتعلق بالناس في أموالهم أو دمائهم أو أعراضهم فعليه أن يعطيهم حقوقهم، إن كان عنده مال يعطي المال لأهله: سرقة أو غصب يعطيه لأهله، أو كان عنده قصاص يمكن من نفسه حتى يقتص منه، أو يعطيه الدية إذا رضوا بها، وهكذا، إذا كان عنده حقوق لا بد من أدائها، يعطي الناس حقوقهم، وهكذا الغيبة إذا تيسر أنه يستحله يقول: أبحني اغتبتك سامحني جزاك الله خيرا، فإن لم يتيسر ذلك أثنى عليه بالأعمال التي يعلمها عنه من الخير، بالأعمال الخيرية التي يعلمها يثني عليه بها في المجالس التي اغتابه فيها، ويدعوا له ويستغفره ويتوب ويندم.   
 
3- أرجو بيان حول لبس المرأة المحرمة لنقاب في حالة العمرة والحج، ما حكم ذلك يا سماحة الشيخ؟
الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبس النقاب قال: (لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين وهي محرمة)، فليس لها أن تلبس النقاب، وهو ما يصنع للوجه، النقاب ما يصنع للوجه وفيه نقبٌ أو نقبان هذا يسمى نقاب، ولكن تلبس بدلها الخمار الشيء الذي على وجهها، أو شيء آخر يطرح على وجهها عند الرجال، ويكفي عن النقاب إذا كانت محرمة، أما غير المحرمة فلا بأس أن تلبس النقاب، لكن المحرمة لا تلبس النقاب، ولا الجوربين، ولا ما يكون في اليدين، وهما يقال لهما: القفازان، إذا كانت محرمة لا تلبس القفازين ولا تلبس النقاب، ولكن تجعل على وجهها خماراً يستره وتغطي يديها بجلبابها وعباءتها ونحو ذلك. المرأة التي أدت العمرة أو الحج وهي منقبة هل عليها شيء؟ لا ما عليها شيء ما دامت جاهلة ما عليها شيء، إن كانت متعمدة فعليها الصدقة بثلاثة أصواع لستة مساكين، تطعم ستة مساكين ثلاثة أصواع، لكل مسكين نصف الصاع كيلوا ونصف لكل واحد، أو تصوم ثلاثة أيام، أو تذبح شاة، إذا كانت متعمدة، تعلم أنه ما يجوز لها وتعمدت عليها الكفارة، وهي إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع يعني كيلوا ونصف أو ذبح شاة أو صيام ثلاثة أيام، إذا تعمدت لبس النقاب، وهي تعلم أنه ما يجوز في حال إحرامها.   
 
4- صلاة تحية المسجد هل يصليها الإنسان كلما يدخل المسجد -أي بعد كل صلاة- أم مرة واحدة في اليوم, وهذه الصلاة هل تكفي عن السنة أم لا؟
السنة فيمن دخل المسجد وهو على طهارة أن يصلي ركعتين تحية المسجد، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) وفي لفظ آخر: (فليركع ركعتين قبل أن يجلس) هذا السنة في أي وقت، في الضحى في الظهر في العصر في المغرب في أي وقت ليس له وقت نهي على الصحيح، حتى ولو بعد العصر، إذا دخل ليجلس ينتظر المغرب يصلي ركعتين، أو دخل بعد الفجر لحضور حلقات العلم، أو ليجلس في المسجد يصلي ركعتين إذا كان على طهارة قبل أن يجلس، ليس له وقت نهي، هذا هو المشروع للمسلم، وهي سنة مؤكدة، ولو دخل إلى المسجد مرات صلى كلما دخل، لو دخل الضحى مرتين أو ثلاث أو الظهر أو العصر أو الليل كلما دخل وهو على طهارة يصلي ركعتين، ولو دخل وصلى الراتبة راتبة الظهر سدت عن تحية المسجد، إذا صلى راتبة الظهر ركعتين أو أربع ركعات، والراتبة قبل الظهر السنة أربع تسليمتين، فإذا صلاهما سدت عن تحية المسجد، وهكذا إذا دخل الفجر وهو ما صلى الراتبة في بيته وصلى الراتبة في المسجد كفت عن تحية المسجد، ركعتين سنة الفجر تكفي عن تحية المسجد، والحمد لله. أحسن الله إليكم وبارك فيكم سماحة الشيخ  
 
5- عندي اثنان من إخواني لا يصلون, أخلاقهم سيئة مع الجميع حتى مع الوالد والوالدة, وهم منعزلين عنا, فلا يخالطوننا, ما حكم مقاطعتي أنا وإخوتي لهم؟
إذا كان أخواك لا يصليان فالواجب نصيحتهما والحرص على توجيههما إلى الخير، وعلى والدك أن يجتهد في نصيحتهما، وأنتم معه أيضا، لعل الله يهديهما بأسبابكم، وإن استطاع أبوك تأديبهما أدبهما، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مروا أولادكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)، فإذا كان ابن العشر يضرب فالكبير يضرب، فإن تاب وإلا يقتل قتل، فإذا كان أبوك لا يستطيع وأنتم لا تستطيعون ارفعوا الأمر أو إلى الهيئات أو إلى المحكمة حتى يقام عليهم أمر الله، الذي لا يصلي يستتاب فإن تاب وإلا قتل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (نهيت عن قتل المصلين)، فدل على أن من لا يصلي يقتل) والله يقول -جل وعلا-: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ[التوبة: 5]، فدل على أن الذي لا يؤدي الصلاة لا يخلى سبيله بل يقتل، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، المقصود أن الواجب عليك وعلى الوالد العناية بهذا، نصيحتهما وتوبيخهما والحرص على هدايتهما، فإن استقاما وإلا ارفعوا أمرهما للهيئة حتى يؤدبا، لعلهما يصليان، فإن لم يصليا يرفع للمحكمة حتى يجري عليهم حكم الله من استتابة، فإن تابا وإلا قتلا.
 
6- ما حكم قراءة القرآن بالقلب -أي: بالسر- دون تحريك الشفتين والإنسان أيضاً على جنابة؟
ليس هذه قراءة، هذا استحضار، هذا تأمل واستحضار ليس هذا قراءة، القراءة لا بد تسمع لا بد أن تكون بالشفتين باللسان والشفتين، لا بد من شيء يسمع، يسمعه الإنسان فالقراءة بالقلب ليست قراءة إنما هي تدبر وتأمل فقط، ولهذا لا بأس للجنب وغيره أن يتأمل ويتدبر بالقلب.
 
7- هل كشف الوجه واليدين مباح للنساء لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (يا أسماء! إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا) وأشار إلى وجهه وكفيه؟
الحديث هذا ضعيف عند أهل العلم، لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والمرأة عورة، عليها ستر وجهها وكفيها كما قال الله -جل وعلا-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[الأحزاب: 53]، وقال الله -جل وعلا-: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ .... الآية[النور: 31]، والحديث حديث أسماء هذا المذكور ضعيف ليس بصحيح.  
 
8- ما حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة؟
لا يصح الاستدلال بها الحجة في الحديث الصحيح أو بالقرآن.  
 
9- هل يجوز لي قراءة آية الكرسي والمعوذتين -مثلاً- قبل النوم من غير وضوء, وبدون لمس المصحف؟
نعم، إذا كان على غير جنابة يقرأ ولو كان ما هو على وضوء، يقرأ آية الكرسي، (قل هو الله أحد) والمعوذتين عند النوم ولو كان على غير وضوء، لكن الأفضل أن ينام على وضوء، السنة أن يتوضأ وينام على وضوء.
 
10- لقراءة الفاتحة في كل ركعة, هل هي واجبة, وهل يغني عنها شيء, وإذا لم يترك الإمام فرصة لقراءتها هل يتحمل ذلك؟
الواجب أن تقرأ في كل ركعة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، (لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب)، (لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب)، ولأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأها في كل الركعة، ويقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، والمأموم يقرأها ولو لم يسكت إمامه، يقرأها في كل ركعة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)، يقرأها المأموم وإن كان إمامه لم يسكت، يقرأها بينه وبين نفسه ثم ينصت.
 
11- ما حكم الدعاء ورفع اليدين بعد استراحة الخطيب يوم الجمعة, وما هي أوقات الإجابة في ذلك اليوم؟
رفع اليدين لا أعلم ورد في هذا شيء لكن الدعاء طيب بين الخطبتين إذا دعاء ترجى الإجابة، وهكذا في سجوده في صلاة الجمعة، وفي التحيات وبعد الشهادة والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، الدعاء ترجى إجابته في آخر صلاة الجمعة قبل أن يسلم، وفي السجود كل هذا محل دعاء، وكذلك بين السجدتين إذا دعا ترجى الإجابة. أما رفع اليدين لا أعلم ورد في هذا شيء في هذا الوقت، ولعل عدم الرفع أولى لعدم وروده، والأصل جواز رفع اليدين؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن رفع اليدين من أسباب الإجابة، فإذا رفع يديه في موضع لم يعلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رفع أو ترك فلا حرج، أما الموضع الذي يعرف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما رفع لا يرفع، مثل خطبة الجمعة ما يرفع؛ لأن النبي ما رفع يديه في دعاء الجمعة في دعاء خطبة الجمعة، ولا في الدعاء بين السجدتين، ولا في الدعاء في التحيات لا يرفع، ولا إذا سلم من الصلاة في الفريضة لا يرفع؛ لأن النبي ما رفع في هذه المواطن. أما إذا رفع في دعوات إذا دعاء ربه رفع بينه وبين ربه، أو بعد النافلة إذا رفع بعض الأحيان بعد النافلة فلا حرج، أما في دعاء بين الخطبتين هذا محل نظر لم يبلغنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع فالترك أحوط في مثل هذا، لم يبلغنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع بين الخطبتين ولا دعا بين الخطبتين، فالأفضل الترك في هذا يدعوا بينه وبين نفسه.. المذيع/ وما أرجى وقت للاستجابة يوم الجمعة سماحة الشيخ يقول السائل؟ إذا جاءك الإمام على المنبر إلى تقضى الصلاة، وكذلك بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، هذا أرجى يوم الجمعة، الإمام إذا صعد على المنبر حتى تنتهي الصلاة، وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس هذا أرجى وقت الدعوة في يوم الجمعة، لساعة الجمعة.
 
12- أديت الحج في عام مضى -والحمد لله- وعملت كل المناسك من طواف القدوم، والذهاب إلى منى، ومزدلفة، وعرفات, ثم الذهاب إلى الجمرات، وعملت طواف الوداع, وكانت نية الحج الإفراد, ولكنني لم أعمل طواف الإفاضة جهلاً مني إلا بعدما ذهبت إلى مقر عملي, فهل يلزمني شيء يا سماحة الشيخ
عليك أن ترجع وتطوف طواف الإفاضة ولو بعد مدة، إن كنت جامعت أهلك عليك ذبيحة تذبح في مكة للفقراء، بسبب الجماع، وإن كان ما جامعت ما عندك زوجة فليس عليك شيء والحمد لله، إنما ترجع وتطوف سبعة أشواط بنية طواف الحج، والحمد لله، وتصلي ركعتين بعد الطواف. 
 
13- هل من توجيه لأولئك المتساهلين في هذه المناسك وعدم سؤالهم لأهل العلم, وعدم التفقه في الدين؟
الواجب على المؤمن أن يتفقه في دينه ويتبصر، وإذا حج واعتمر يسأل أهل العلم حتى يؤدي العمرة على وجهها، والحج على وجهه، الله يقول -سبحانه-: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[النحل: 43]، ويروى عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ألا سألوا إذ لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال)، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) فالواجب على المؤمن والمؤمنة السؤال، من طريق الهاتف أو من طريق المكاتبة حتى يستفيد، ومن نعم الله على المسلمين وجود برنامج نور على الدرب هذا، إذاعة القرآن فيها علم عظيم، إذاعة القرآن كون المؤمن والمؤمنة يستمعان لإذاعة القرآن ويستمعان لنور على الدرب ومحاضرات العلماء في إذاعة القرآن وما يقع فيها من الخير العظيم هذا علم عظيم فأنا أوصي جميع المستمعين أن يستمعوا لإذاعة القرآن، وأن يستمعوا لنور على الدرب، ويستمعوا ما يكون في إذاعة القرآن من الفوائد من المحاضرات والكلمات الطيبة وقراءة القرآن، ففي هذا علم عظيم، وبكل حال الواجب السؤال على الرجل والمرأة، الواجب على كل إنسان أن يسأل ما أشكل عليه، في صلاته، في صومه، في حجه، في عمرته، في بيته مع أهله، في بيعه وشراءه، في غير ذلك.
 
14- ما هو فضل مجالسة الصالحين؟ وهل يؤجر الإنسان في ذلك, مع أنه ليس عنده علم شرعي؟
نعم يشرع للمؤمن أن يلتمس الأخيار، وأن يجالسهم أهل العلم وأهل الدين والإيمان، الذين ليس عندهم شيء من المعاصي الظاهرة، أهل الخير المعروفين يستحب العناية بمجالستهم، حتى يستفيد منهم، وحتى يتأسى بهم في الخير، وحتى يبتعد عن أهل الشر، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (مثل الجليس الصالح كحامل المسك، إما أن يحذيك -يعني يعطيك-، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة)، فالمؤمن يلتمس الأخيار ويجالسهم، والمؤمنة كذلك تلتمس الخيرات، ويكون من جليساتها النساء الطيبات، هكذا المؤمن والمؤمنة، كلٌ يلتمس الطيبين، المؤمن يلتمس الطيبين، والمؤمنة تلتمس الطيبات، حتى يستفيد كل واحد من جلسائه الطيبين. أحسن الله إليكم  
 
15- أود من سماحة الشيخ أن يفسر هذه الآية: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا[الإسراء:36]؟
على ظاهرها فالله ينهى عن كون الإنسان يتكلم فيما لا يعلم (ولا تقف) يعني لا تقل في شيء ليس لك به علم، بل تثبت، (إن السمع) يقول: سمعت كذا، وهو ما سمع وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا الإنسان مسئول عن سمعه وقلبه وبصره، فالواجب عليه أن لا يقول: سمعت كذا إلا عن بصيرة، ولا يقول: نظرت كذا إلا عن بصيرة، ولا يعتقد بقلبه شيء إلى عن بصيرة، لا بد، فهو مسئول، فالواجب عليه أن يتثبت وأن يعتني حتى لا يتكلم إلا عن علم، ولا يفعل إلا عن علم، ولا يعتقد إلا عن علم، ولهذا قال جل وعلا: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً، فالإنسان يتثبت في الأمور والله يقول -جل وعلا-: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ[الأعراف: 33] فجعل القول على الله بغير العلم فوق هذه الأشياء كلها، فالواجب على الإنسان يتعلم حتى يكون على علم، ويتبصر فلا يقول: سمعت، ولا يقول: رأيت، ولا يقول: كذا وكذا إلا عن بصيرة عن علم.
 
16- بالنسبة للتعامل مع الأطياب المنتشرة في وقتنا الحاضر ما حكمه يا سماحة الشيخ؟
لا بأس أن يعتني بالطيب الطيب والحمد لله، يعتني بالطيب، دهن العود دهن الورد لا بأس، والمسك لا بأس، الشيء الذي ما فيه شبهة يتعامل معه، يعتني به ويحرص عليه، أما الشيء الذي فيه شبهة يتركه لكن يعتني بالطيب السليم الذي ليس فيه ما يشتبه عليه. الكلونيات الموجودة سماحة الشيخ؟ هذه يقال: إن فيها إسكار أنها تسكر فإذا عرف أن الكلونيا فيها إسكار لا يستعملها، إذا كانت مسكرة؛ لأنه قد يكون وسيلة إلى شربها، ويقع الشر، المقصود أنها إذا كانت مسكرة يبتعد عنها، وهكذا غيرها الشيء الذي يسكر لا يتعاطاه، كل مسكر خمر، ومثل هذا ما يخدر ويضر كالدخان والتتن يحذره، لأنه مضر ضرراً عظيم، والشيشة هي منه، وكأنواع التدخين، ينبغي له أن يحذر أنواعها، سواءٌ كان مأكولاً أو مشروباً، أو بالتدخين يحذر هذه الأشياء التي تضره؛ لأن بعض الناس قد يتساهل بمثل هذه الأمور وهي ضارة له، ومن ذلك ما يبتلى به بعض الناس من التدخين بأنواع، يجب الحذر من ذلك. نسأل الله السلامة.
 
17- بالنسبة لصلاة الظهر والعصر إذا كان الإنسان مسافراً وصلّى صلاة الظهر ركعتين, هل يجوز له الفصل بين الصلاتين الظهر والعصر إذا تكلم أو عمل شيء؟

 

ما يضر لو تكلم أو وقع منه حاجة أو شرب أو أكل ما يضر.  

 

 
18- إذا كان الإنسان في الصلاة هل الرد على التلفون أثناء الصلاة لا يجوز -أي: رفع السماعة- لإشعار المتصل بوجود أهل البيت؟
ما يضر رفع السماعة حتى ينتظر لا بأس رفع السماعة، لكن لا يتكلم حتى يسلم، إلا إذا كان نافلة لا بأس أن يقطعها للحاجة، إذا كان نافلة لا بأس أن يقطعها للحاجة، إذا كان يخشى أن صاحب التلفون له مهمة كبرى، أو يعلم ذلك، وإلا فيكمل صلاته ثم يكلمه، أما الفريضة لا، لا يقطعها لكن يرفع السماعة حتى ينتظر الذي على السماعة.  
 
18- هل يجوز أن أعطي زكاة مالي إلى زوج ابنتي الذي طلقها, حيث أنه يطالب بالمهر الذي دفعه لها, هل أعطيه من زكاة أموالي؟
لا، لا تعطيه إياه لأن معناها أنها تعطي بنتها، تعطيه حتى تعطي بنته، تعطي غيره من الفقراء.  
 
19- كثيراً ما أكرر الوضوء في صلاتي, فهل يجوز لي هذا؛ لأنني أشك في وضوئي، وبماذا تنصحونني يا سماحة الشيخ؟
الواجب عليك الحذر من الوساوس، إذا توضأت فلا تعد الوضوء، إذا صليت فلا تعد الصلاة، دع عنك الوساوس، تعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إذا توضأت فالحمد لله، لا تطاوع الشيطان، وإذا صليت فالحمد لله لا تطاوع الشيطان، وإذا غلب عليك انفث عن يسارك ولو في الصلاة، انفث عن يسارك ثلاث مرات قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، مل عن يسارك قليل بالوجه، وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهكذا أكثر من التعوذ بالله من الشيطان، حتى في خارج الصلاة عن الوساوس؛ لأن العدو إذا رأى منك اللين طمع فيك وآذاك بالوساوس عدوك، فالواجب الحذر منه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا[فاطر: 6].
 
20- الحقيقة كثر في زماننا هذا أولئك الذين يعانون من إعادة الصلاة, ومن إعادة الوضوء, فضيلة الشيخ ما هو التوجيه السليم لهم ؟
كلها من طاعتهم للشيطان، كلها من ضعفهم، وإلا لو كانوا أقوياء غلبوا عدو الله، فالواجب عليهم أن يكونوا أقوياء، وأن يعادوا عدو الله ويتعوذوا بالله منه، ولا يلينوا مع الوساوس، فإذا توضأ ثم قال أخاف أني ما سويت كذا، لا لا يعود، أخاف أني ما تمضمضت، أخاف أني ما تنشقت، بعد ما توضأت تم الوضوء والحمد لله، أو صلى بعدما يصلي أخاف أني ما صليت شيء، أخاف أني كذا، لا إذا صلى خلاص انتهت الصلاة، يحملها على أنها تمت ويدع الوساوس عليه.  
 
21- بالنسبة إلى الوصية التي تخالف الشرع, هل تنفذ أم لا، وكيف يتصرف الموصى إليه في هذه الوصية؟
الوصايا المخالفة للشرع لا تعتد، الوصايا إذا خالفت الشرع لا تنفذ، لا ينفذ منها إلا ما وافق الشرع، فإذا أوصى الإنسان مثلاً في ماله بأكثر من الثلث لا ينفذ إلا الثلث إلا برضا الورثة المرشدين إذا رضوا بالزيادة، وإذا أوصى بمال في معصية كأن يشرى به خمر أو يشترى به شيء من آلات ملاهي لا تنفذ الوصية، وهكذا لا بد من أن الوصية تكون موافقة للشرع، أو أوصى للورثة، لبعض الورثة، لا وصية لوارث، لا بد أن تكون الوصية موافقة للشرع، مطابقة للشرع.

489 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply