حلقة 406: الذي ينعم في قبره يستمر نعيمه إلى دخوله الجنة - ليست الضحية بدعة عن الوالدين - ثواب انتظار الصلاة هل ينقض - كيفية الجلوس في الصلاة - سجود السهو وسجود التلاوة - يجوز للحائض والنفساء أن تقرأ القرآن - حكم قص الأظافر وتمشيط الشعر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

6 / 50 محاضرة

حلقة 406: الذي ينعم في قبره يستمر نعيمه إلى دخوله الجنة - ليست الضحية بدعة عن الوالدين - ثواب انتظار الصلاة هل ينقض - كيفية الجلوس في الصلاة - سجود السهو وسجود التلاوة - يجوز للحائض والنفساء أن تقرأ القرآن - حكم قص الأظافر وتمشيط الشعر

1- هل الذي ينعّم في قبره يستمر نعيمه إلى دخول الجنة، أم أنه من الممكن أن يعذب يوم القيامة؟ وجهونا في ضوء ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد: فقد ثبت في الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دالة على أن الميت يمتحن في قبره، فيسأل عن ربه وعن دينه وعن نبيه فإن نجح وأجاب جواباً صحيحاً فتح له باب إلى الجنة يأتيه من نعيمها وريحها وطيبها، وصار قبره عليه روضة من رياض الجنة، ويستمر هذا النعيم إلى أن يبعث يوم القيامة، ومن قبره إلى الجنة. أما إذا لم ينجح في الاختبار كالذي يقول: هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، هذا يعذب في قبره والعياذ بالله، ثم بعد ذلك تحت مشيئة الله إن كان من أهل المعاصي فهو تحت مشيئة الله، وإن كان من أهل الكفر بالله نقل إلى النار، نسأل الله العافية، وإن كان من أهل المعاصي فهو تحت المشيئة كما قال الله -تعالى-: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء[النساء: 48].  
 
2- رجل توفي وأوصى في وصيته بأن يضحى لوالديه, ورفض الأولاد معللين بأن ذلك بدعة؟ وجهونا في ضوء هذا السائل ما الحكم في ذلك مأجورين.
الواجب تنفيذ الوصية، إذا أوصى لوالدته تنفذ الوصية، تذبح الضحية عنه وعن والديه، كما أوصى بذلك، فيقال عنه وعن والديه، عن فلان ووالديه وليست الضحية بدعة عن الوالد أو عن الوالدة بل مشروعة من جنس الصدقة، والقول بأنها بدعة غلط، قاله بعض الناس غلطاً منه، والضحايا سنة عن الحي والميت جميعاً، فالواجب تنفيذ الوصية عن الموصي ووالديه.  
 
3- امرأة تجلس في انتظار دخول الوقت التالي تسبح وتهلل وتصلي ما يشاء الله لها, هل ينقص أجرها إذا قامت من مكانها لظرف ما, كفتح الباب, أو رد على التلفون أو غير ذلك؟
لا يضر إن شاء الله، إن قامت لحاجة فلا يضر إن شاء الله، تفتح الباب للطارق في الباب، أو رد على التلفون لا يضر إن شاء الله فهي على خير عظيم.  
 
4- ما هي الجلسات المخالفة للسنة لغير الصلاة؟
ما أعلم في هذا شيء إلا أن السنة يجلس المؤمن مثل ما يجلس الناس، لا يأتي بشيءٍ يخالفهم، على عادة الناس، حتى لا يقال فلان كذا وفلان كذا، يجلس سواء كان مفترشا رجله اليسرى ناصباً لليمنى أو متوركاً أو مستوفزاً ناصباً ساقيه وفخذه، كل ذلك لا حرج فيه، الأمر فيه واسع، لا أعلم في هذا شيء يتعين، ولا أعلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئاً يوجب تعيين جلسة خاصة، فالأمر في هذا وسع، جلس على رجله اليسرى مفترشاً أو جلس متوركاً أو متربعاً أو مستوفزاً، كل ذلك لا حرج فيه إن شاء الله.  
 
5- أبعث إلى سماحتكم هذه الأسئلة لتجيبون عنها مشكورين, تقول: سماحة الشيخ: حدثونا عن سجود السهو وسجود التلاوة -جزاكم الله خيراً- متى تجب؟
سجود السهو يجب إذا ترك الإمام واجباً سهواً أو فعل محرماً سهواً يسجد السهو، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من زاد في صلاته أو نقص سهواً فليسجد سجدتين)، فالسنة للإمام والمنفرد إذا أتى بشيء مما حرم الله في الصلاة ساهياً أن يسجد السهو، كأن يتكلم ساهياً، أو يزيد ركعةً ساهياً، أو يسجد سجدةً ساهياً يسجد السهو قبل أن يسلم، بعد ما يفرغ من التحيات والدعاء يسجد سجدتين السهو، وإن سجدهما بعد السلام فلا بأس، وهكذا لو ترك واجباً ساهياً، ترك قول: سبحان ربي الأعلى في السجود، أو سبحان ربي العظيم في الركوع، أو ربي اغفر لي بين السجدتين، فإنه يسجد السهو قبل أن يسلم، أو ترك التشهد الأول ناسياً وقام إلى الثالثة يسجد للسهو قبل أن يسلم، وإن سجد بعد السلام فلا حرج.  
 
6- هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن أثناء دورتها الشهرية في القلب, أي: مع شريط تسجيل, الشيخ يقرأ مثلاً هذا الشريط التسجيل وأنا أردد معه في قلبي, أو على لساني؟ فأفيدوني في سؤالي.
سماع القرآن من الحائض والنفساء والجنب لا بأس به، كون الحائض تستمع من الشريط أو من القارئ وهكذا النفساء وهكذا الجنب، الاستماع لا بأس به، لكن لا يقرأ الجنب حتى يغتسل، لا من المصحف ولا عن ظهر قلب، حتى يغتسل، لأن الرسول نهى عن هذا، -عليه الصلاة والسلام-. أما الحائض والنفساء فاختلف العلماء فيهما هل تلحقان بالجنب أم لا؟ والصواب أنهما لا تلحقان بالجنب، لأن مدتهما تطول، فلهما أن تقرآ عن ظهر قلب، ولهما أن تراجعا المصحف من دون حائل، عند مراجعة بعض الآيات، لا حرج في هذا، هذا هو الصواب، أما حديث: (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن)، فهو حديث ضعيف.  
 
7- بالنسبة لقص الأظافر وتمشيط الشعر أثناء الدورة الشهرية, هل فيه شيء؟
لا بأس، قص الأظافر والمشط وقت الدورة لا حرج، في النفاس أو الدورة كل ذلك لا حرج فيه، والحمد لله.  
 
8- هل يجوز لنا أن نقرأ في كتب الأديان الأخرى غير الإسلام؛ من باب حب الاستطلاع والتعرف على الديانات الأخرى؟
لا ينبغي، لا، لا ينبغي قراءة التوراة ولا الإنجيل ولا غيرها لأنها قد تورث شكاً وشبهةً والرسول روي عنه -صلى الله عليه وسلم- لما رأى عمر يقرأ في شيءٍ من التوراة قال: (أفيك شك يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي)، فالمقصود أنه لا ينبغي للمسلم أن يقرأ الكتب الأخرى من التوراة والإنجيل أو غيرها، إلا من تدعو الحاجة إلى قراءته كالعلماء الذين يريدون أن يردوا على اليهود والنصارى من كتبهم، فإذا دعت الحاجة للعالم الذي يرد عليهم ويبين أباطيلهم أن يراجع كتبهم حتى يرد عليهم منها فلا بأس عند الحاجة لأهل العلم والبصيرة.  
 
9- ما هي السبع الموبقات ؟
ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اجتنبوا السبع الموبقات -يعني المهلكات- قلن: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف -يعني يوم الحرب في الجهاد – وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)، هذه السبع، يقول -صلى الله عليه وسلم-: اجتنبوا: أي ابتعدوا، السبع الموبقات، اجتنبوا السبع الموبقات: يعني اتركوها واحذروها، ثم فسرها وقال: الشرك بالله، هذا أعظم الذنوب الشرك، هو أعظمها وأشدها، ثم السحر وهو من الشرك لأن السحر توسل بعبادة الشياطين والجن والتقرب إليهم، فهو من الشرك، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق هذه الثالثة، وأكل الربا: الرابعة، وأكل مال اليتيم: الخامسة، والتولي يوم الزحف: السادسة، والسابعة: قذف المحصنات الغافلات المؤمنات. يعني قذفهن بالفاحشة، وهكذا قذف المحصن الرجل من السبع الموبقات، نسأل الله العافية.  
 
10- نرجو من فضيلتكم أن تفسروا لنا الآية الكريمة: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ[الرحمن:46]؟
هذه آيات عظيمة تدل على أن من خاف مقام الله فهو من أهل الجنتين العاليتين العظيمتين، لأن خوف الله الصادق يحمل على أداء الفرائض وترك المحارم والمسارعة إلى كل خير، من خاف الله صادقاً سارع إلى كل خير وابتعد عن كل شر، فلهذا وعده الله بالجنتين العظيمتين، وهما الجنتان لعاليتان بالنسبة للجنتين الأخريين، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ[الملك: 12]، ومن الأجر الكبير دخول الجنة والنجاة من النار، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ[المؤمنون: 57-61]، فالخوف إذا عظم واشتد أوجب على الخائف أداء فرائض الله وترك محارم الله والمسارعة إلى كل خير، فلهذا صار في المنزلة العالية في الجنة، وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ[الرحمن:46]، ومن ادعى الخوف وهو يفرط في طاعة الله أو يرتكب معاصي الله فقد كذب، يكون خوفه ضعيف، الخوف الصادق يحمل أهله على أداء فرائض الله وترك محارم الله والمسارعة إلى كل خير.  
 
11- ما الحكم في أن بعض النساء يؤخرن صلاة الظهر يوم الجمعة إلى بعد صلاة الجمعة بوقت طويل؟ فأفيدونا بذلك؟
ليس لهذا أصل، إنما هو جهل منهن فإذا أذن المؤذن أو زالت الشمس فهنا تصلي في بيتها الظهر أربع ركعات وليس لها شأن في الجمعة، تصلي في بيتها أربع ركعات بعد الزوال ولو صاحب الجمعة تأخر، ليس عليها أن تنتظر الجمعة، تصلي في بيتها الظهر أربعاً يوم الجمعة، وليس لها شأن في الجمعة، لكن لو شهدت الجمعة مع الناس في المسجد كفاها، صلت معهم ركعتين وكفاها عن الظهر، لو حضرت الجمعة وصلت مع الناس الجمعة سدتها عن الظهر، لكن إذا صلتها في البيت فإنها تصليها أربعاً سواءً مع صلاة الإمام الجمعة أو بعده أو قبله إذا تأخر عن الزوال، لا بد أن يكون بعد الزوال، لأن الظهر وقتها بعد الزوال، فإذا صلت إلى بعد الزوال فإن صلاتها صحيحة سواء وافقت صلاة الإمام الجمعة أو بعده أو قبله.  
 
12- في الحديث المروي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من قال في دبر كل صلاة سبحان الله والحمد لله والله أكبر غفر له ما تقدم من ذنبه) مع العلم أن هذا الشخص يؤخر بعض الصلوات عن أوقاتها, وبعض الأوقات ينسى التسبيحات، فهل تغفر ذنوبه مع كل هذا؟
هذه الأحاديث التي فيها المغفرة المطلقة مقيدة باجتناب الكبائر؛ فمن قال: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة وختمها بلا إله إلا الله فهو موعود بالمغفرة، لكن عند اجتناب الكبائر، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر)، ونص القرآن يقول -جل وعلا-: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ[النساء: 31]، يخاطب المسلمين ويخاطب غيرهم، فإذا اجتنب العبد الشرك وكبائر الذنوب غفر الله له سيئاته الصغائر، فالواجب الحذر.   
 
13- إنه شاب متزوج ولديه أولاد ويحمد الله على ذلك, دخله الشهري محدود, ويعيش في بيت والده وإخوانه جميعاً, والسؤال هو: أن أحد الإخوة يعلم بدخلي الشهري المحدود وقام بمساعدتي بمبلغ من المال, ورفضت أن آخذ في البداية هذا المبلغ, لكنه ألح عليّ, فقبلته كمساعدة، علماً
أنت أعلم بنفسك، إذا كنت محتاجاً إليه، فقيراً إليه فلا بأس، إذا كان الدخل الذي يدخل عليك لا يكفي مؤونة أهلك ومؤونتك فلا بأس أن تأخذ، وإذا كان عليك دين فأنت غارم. تأخذ لأجل الغرم، لأن الله جعل للغارمين حقاً من الزكاة، ولو كان الدين مؤجلاً إلا إذا كان له وفاء، إذا كان له وفاء لا تأخذ زكاة، أما إذا كان ما له وفاء تأخذ وتؤديها لصاحب الدين، ولو أعجلته قبل الحل، فعليك الحذر من أخذ الزكاة بغير حق، فإن كنت محتاجاً إليه لأن الراتب لا يكفي لحاجاتك فلا بأس، أو أخذته للغرم ولأنك ما عندك مال تؤدي به الدين فلك أن تأخذه وتسدد منه الدين.  
 
14- أسأل عن حكم الشرع في نظركم في نقل فرش قديم تم الاستغناء عنه من مسجد إلى مدرسة, أو مسجد آخر, علماً بأن هذا المسجد أو هذه المدرسة محتاجة إلى فرش حتى وإن كانت قديمة, وذلك لغرض فرشه للمصلين في المسجد, أو للطلبة في المدرسة؟ فأفيدونا بذلك
إذا فضل عن المسجد شيء من أثاثه ينقل إلى مسجد آخر محتاج، فإذا ما وجد مساجد محتاجة يصرف للفقراء والمساكين أو في حاجة مدرسة لا بأس، أما إذا وجد مسجد محتاج ينقل من مسجد إلى مسجد، لأن مراد به موقف نفع المصلين والتقرب بما يعين المصلين على أداء صلاتهم، فإذا كانت المساجد مستغنية فلا بأس أن يصرف الفاضل في الفقراء والمساكين أو في حاجة لمدرسة للطلاب. إذاً سماحة الشيخ نقل هذه الفرش من مسجد إلى مدرسة ما فيه شيء؟ إذا ما كان هناك مسجد محتاج له، أما إذا كان هناك مسجد محتاج له ينقل للمسجد الآخر.  
 
15- في صلاة عيد الأضحى المبارك في عام مضى نسي الإمام أن يكبر للركعة الثانية, حيث أنه لم يكبر وشرع في القراءة بعد قيامه من السجود, ولم يرد عليه أحد من المصلين, ما حكم ذلك وهل الصلاة ناقصة -سماحة الشيخ-؟
الصلاة صحيحة ولا حرج في ذلك، لأن التكبيرات سنة ما هي بواجبة، فإذا نسيها فلا حرج والحمد لله، التكبيرات يوم العيد ست في الأولى بعد الإحرام وخمس في الأخرى كلها مستحبة، لو تركها لا بأس، وهكذا في الاستسقاء
 
16- أشرف على عمارتي وسأبيعها عليك بعد نهايتها إن شاء الله, وهو حريص جداً على شرائها, وهو الآن يقوم بتسديد المبالغ, ثم أعطيه إياه بعد ذلك إذا توفرت المبالغ عندي, فهل التسديد عندي من القرض الذي جر نفعاً؟
يحتاج تأمل، في لقاءٍ آخر إن شاء الله، ندرسها، نتأملها وجوابها يكون في لقاءٍ آخر.  
 
17- ماذا يجب على المأمومين إذا قال الإمام: الله أكبر، وسمع الله لمن حمده, هل يردون بصوت ظاهر أم بسر, سواء كانت الصلاة سرية أو جهرية؟
إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده يقول المأموم: ربنا ولك الحمد، ولا حاجة إلى الجهر، يقولها بكلام يسمع به نفسه، ربنا ولك الحمد، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد)، هكذا أمر -صلى الله عليه وسلم-، الإمام يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، أما المأموم فيقول عند الرفع: ربنا ولك الحمد، أو اللهم ربنا لك الحمد، أو ربنا لك الحمد، كله واسع والحمد لله.  
 
18- هل يجوز أن نجالس قرناء السوء, وإن كان البعض يصلي منهم, ولكنهم لم ينتهوا عن بعض الأمور المخالفة: كالسب والكذب والضحك الذي يكون سببه الافتراءات, هل يجوز أن نخالط مثل هؤلاء؟
لا يجوز أن تخالط مثل هؤلاء، هؤلاء مجالستهم بلاء عظيم، شر كبير، لا تجوز لك مخالطتهم بل احذرهم، إلا إذا أردت أن تنصحهم، تمر عليهم وتنصحهم، تحذرهم من هذا ثم تغادر، أما الجلوس معهم وصحبتهم لا، لا تجوز، لأن هذا يضرك كثيراً في دينك، نسأل الله العافية.  
 
19- حجيت حجة الإسلام ولكنني لا أعرف كثيراً عن المناسك, وكنت أعمل مثل رفاقي في الحج، فهل يؤثر ذلك على حجي؛ لأن النية قد تكون غير موجودة, مع العلم بأنني حجيت عدة مرات بعدما تعلمت المناسك, لكن الفريضة هل هي صحيحة, مع أنها قد تكون ناقصة -سماحة الشيخ-؟
الحمد لله، الأصل الصحة والحمد لله، ولو كان عندك بعض ..... ما دام فعلت مثل ما يفعله الحجاج والحمد لله، ودع عنك الوساوس. هل تنصحون أو توجهون كلمة لأولئك الذين يؤدون مناسك الحج؟ ثم لو قدر أن الحج الأول لم يكمل فقد جاء بعده حجات والحمد لله، كون واحدة تكفي، فالمقصود أن الحج الأول أدى به الفريضة والبقية نوافل، ولا تنبغي للمؤمن الوسوسة التي تؤذيه، وتغضب الله وترضي الشيطان.  
20- هل من توجيه كريم سماحة الشيخ للذين قد يؤدون مناسك الحج، سؤال أهل العلم والعلماء وأهل الذكر؟
نعم، الواجب على كل مؤمن ومؤمنة السؤال عما أشكل عليه في الحج وغيره، في حجه، في صلاته، في زكاته، في صيامه، في معاملاته، يسأل، الله -سبحانه وتعالى- يقول: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[النحل: 43]، ويروى عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ألا سألوا إذا لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال). فالواجب على من جهل أن يسأل، في صلاته، في صومه، في حجه، في جهاده، في زكاته، في معاملاته، لا يجوز السكوت والسير على الجهل، بل يجب أن يسأل أهل العلم.  
 
21- رجل حلف بالطلاق ألا يفعل شيء, ولكنه فعل ذلك ماذا عليه، علماً بأنه عندما حلف أراد بذلك أن يلزم نفسه بعدم فعل ذلك الشيء؟ فأفيدونا مأجورين.
إذا حلف بالطلاق بأن قال مثلاً: عليه الطلاق أن لا يكلم فلان، قصده الامتناع منه، أو عليه الطلاق أن لا يسافر ثم سافر ومقصوده الامتناع، ليس قصده ما سوى ذلك، فهذا فيه كفارة اليمين، ليس فيه إلا كفارة اليمين، حكمه حكم اليمين؛ لأن قصده الحث أو المنع، فيكون عليه كفارة اليمين، ومثلها لو قال: عليه الطلاق إن فعلت زوجتي كذا وكذا قصده منعها أو عليه الطلاق إن فعل فلان كذا أو كذا قصده منعه، فهذا حكمه حكم اليمين، نسأل الله العافية.  
 
22- ما هو التنكيس في القرآن وما حكمه؟
التنكيس يكون للسور وللآيات، للآيات لا يجوز، كونه يقرأ الآيات المتأخرة قبل المتقدمة، ينكس في القرآن لا يجوز، بل يقرأ بالتسلسل من أعلى إلى أسفل، من أول السورة إلى آخرها، ولكن ينكس، هذا لا يجوز التنكيس. أما السور فلا بأس، لكن تركه أولى، كونه يقرأ آل عمران قبل البقرة، أو يقرأ النساء قبل آل عمران، أو يقرأ المائدة قبل ...... هذا تركه أولى، بل يرتب إذا بدأ بالبقرة يرتب البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، هكذا حتى يختم القرآن، كما رتبه الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-.  
 
23- ما حكم قراءة القرآن بقصد الحفظ؛ وذلك بتخصيص سور معينة أو آيات معينة, وبعدد معين, مثل سورة يس والواقعة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وآل عمران, فأفيدونا في هذا السؤال؟
لا بأس، الله يقول: فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ[المزمل: 20]، له أن يغير ما يشاء، يحفظ ما يشاء، الأمر واسع والحمد لله، ولا حرج عليه في ذلك، أما الفاتحة واجبة على الجميع، الحمد لا به أن يحفظها كلها حفظ حتى يقرأها في الصلاة؛ لأنها ركن الصلاة وأم القرآن، بل يجب على كل رجل ومرأة أن يحفظ الفاتحة، الحمد لله رب العالمين .. إلى آخرها، أما ما زاد عليها فهو سنة، فإذا حفظ بعض السور واجتهد في ذلك، أو بعض الآيات كله طيب، لأن الله يقول: فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ[المزمل: 20].   
 
24- عندما تحين صلاة المغرب أو أي صلاة أخرى يكون وقت البرامج النافعة كهذا البرنامج، أو أي برنامج مفيد شرعي؛ فأنا أقدم سماع البرنامج على الصلاة حتى ينتهي البرنامج, هل عملي صحيح؟
لا بأس تقديم سماع البرنامج أو حلقة العلم أو درس العلماء، ما دام الوقت واسع لا بأس، لأن هذا البرنامج يفوت، والصلاة وقتها واسع والحمد لله، فإذا أخر الصلاة لأجل سماع هذا البرنامج أو سماع موعظة أو ما أشبه ذلك فلا بأس. 
 
25- سمعت من إحدى صديقاتي عند المرور على القبور بأنه مستحب أن نقرأ سورة الإخلاص إحدى عشر مرة, وآية الكرسي في هذا اليوم, فيرفع عنهم العذاب وعلى قدر عددهم يغفر الله لهم الذنوب؟
كل هذا باطل، لا أصل له، هذا باطل لا أصل له، بدعة، بدعة ظاهرة ليس له أصل، لكن إذا سلم عليهم إذا مر عليهم يسلم عليهم، يقول: السلام عليكم دار قومٍ وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين. هذا الرجل، أما المرأة لا تزور القبور، لكن الرجل إذا مر عليها يسلم، أما قراءة (قل هو الله أحد) أو آية الكرسي كل هذا لا أصل له. 
 
26- بالنسبة للسلام على الموتى هل يشرع السلام داخل المقبرة أو المرور بالسيارة مثلاً؟
إذا دخل فهو أفضل؛ لكونه يشرف عليهم ويسلم عليهم، يعني أقرب إلى الخشوع والتأثر، وإن مر عليهم بالسيارة أو على دابته وسلم، أو وقف على الجدار كفى، لكن كونه يقصد القبور ويدخل عليهم ويسلم عليهم، ويدعو لهم هذا أكمل، وأشد في التأثر.

387 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply