حلقة 402: ماذا يعمل الإنسان بعد الإستخارة - تخصيص أذكار لأيام محددة لا أصل - حكم التصدق من المال الذي يوفر الطالب من مصروفه - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب المؤمنين - كيفية التوكل الصحيح على الله - يصح الحج ممن عليه دين

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

2 / 50 محاضرة

حلقة 402: ماذا يعمل الإنسان بعد الإستخارة - تخصيص أذكار لأيام محددة لا أصل - حكم التصدق من المال الذي يوفر الطالب من مصروفه - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب المؤمنين - كيفية التوكل الصحيح على الله - يصح الحج ممن عليه دين

1- ما صحة هذا الحديث: (لأن يضرب أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس يد امرأة لا تحل له) هل هذا حديث صحيح؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد: فالذي يظهر ويغلب على ظني أنه لا بأس بإسناده، ولعله يتيسر العناية به وبيانه في حلقةٍ أخرى إن شاء الله، والذي أذكره به أنه لا بأس بإسناده، وفيه التحذير من مس المرأة الأجنبية وأن مسها لا يجوز؛ لأنه وسيلة إلى شر، مسها باليد، بيدها أو رأسها أو صدرها أو ما أشبه ذلك وسيلة إلى الشر، إلا أن تكون محرماً.  

 

2- ما هي علامة صلاة الاستخارة, فلقد صليت صلاة الاستخارة قبل خطبتي, وبعد عام ونصف فسخت الخطبة, فهل ذلك يعني أن ما حدث لي هو خير لي, أو أصلي صلاة الاستخارة مرة ثانية؟
صلاة الاستخارة سنة، أمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا هم الإنسان بأمر وأشكل عليه هل يقدم عليه أم لا لأسباب اقتضت ذلك كالسفر أو الزواج من بنت فلان، أو معاودة فلان أو ما أشبه ذلك فإنه يصلي ركعتين، يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم بعد السلام يرفع يديه ويستخير الله ويقول: (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه، يقول هذا الأمر: زواجي بفلانة أو سفري إلى كذا أو ما أشبه ذلك، خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر الخير حيث كان ثم أرضني به)، هذا دعاء الاستخارة، ثم بعد هذا إذا تيسر أن يستشير من يعلم أنه أهل نصح ومحبةٍ له، وأهل خبرة يستشيرهم بعد الاستخارة، فإذا مال قلبه إلى أحد الأمرين أخذ بذلك، وإن بقي بالتردد أعاد الاستخارة وأعاد المشاورة حتى يطمئن قلبه إلى أحد الأمرين.  
 
3- دائماً أدعو وأقرأ من كتاب الدعاء المستجاب, والذي توجد فيه أوراد يومية, وتبدأ كالتالي: ورد يوم الجمعة, ورد يوم السبت, فقالوا لي بعض الزملاء: إن هذا بدعة! فهل هذا صحيح؟
التخصيص نعم، لا أصل له، أوراد الصباح والمساء مشتركة بين الأيام والليالي، ما في شيء يخص الجمعة ويخص كذا ويخص كذا وكذا، المشروع للمؤمن الإتيان بأذكار الصباح والمساء في جميع الأيام والليالي على ما جاء في الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الإكثار من ذكر الله والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار والدعاء بين الأذان والإقامة، في الصبح والأذان والإقامة في المغرب، وفي بقية الصلوات، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد) فيدعو الإنسان بين الأذان والإقامة ويكثر من الأذكار والدعوات في الصباح والمساء، ولا سيما الواردة، يراجع كتب الأذكار في الصباح والمساء مثل الأذكار للنووي والترغيب والترهيب للمنذري، وكتابي الذي ألفته في هذا: تحفة الأخيار في جملة من الأدعية والأذكار الوردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما أشبهها من الكتب، كتب الحديث على العموم، قد أفرد في هذا أبواب، فالإنسان يراجع في هذه الكتب ويستفيد منها ويأتي بما تيسر.  

 

4- أقوم بالتوفير من مصروفي، علماً بأنها طالبة جامعية وفي مرحلة الدراسة, ووالدها هو الذي ينفق عليها, تقول هذه السائلة: وأجمع هذه الأموال وأتصدق بها على الفقراء, فهل لي الأجر مع أن المال ليس لي؟
أقوم بالتوفير من مصروفي، علماً بأنها طالبة جامعية وفي مرحلة الدراسة, ووالدها هو الذي ينفق عليها, تقول هذه السائلة: وأجمع هذه الأموال وأتصدق بها على الفقراء, فهل لي الأجر مع أن المال ليس لي؟

 

5- كثيراً ما آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وبعد ذلك أشعر بالندم؛ لأنني أحياناً أجد الأذى، فهل ندمي محبط للأجر؟
ينبغي أن تستمري في هذا الخير العظيم؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سنة مشروعة للمؤمنين جميعاً، بل واجب لقول الله -عز وجل-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ[التوبة: 71]. هذا وصف المؤمنين والمؤمنات، فالواجب على المؤمنة والواجب على المؤمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الاستطاعة، حيث استطاع، والندم على هذا بعض الأحيان هذا من الشيطان، ندمك هذا، هذا من الشيطان، ونرجو أن لا يحبط به عملك الطيب، لكن هذا من الشيطان تعوذي بالله من الشيطان، ولا تلتفي لهذا الندم، واستمري في الخير.  

 

6-  هل من أساس التوكل على الله عدم الاستعانة بالآخرين لقضاء أمور الدنيا؟
التوكل على الله يجمع أمرين، فالاعتماد على الله والثقة به -سبحانه-، والإيمان بأنه مصرف الأمور ومدبر الأمور، وأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، والأمر الثاني: الأخذ بالأسباب، فالذي يزعم أنه متوكل ولا يأخذ بالأسباب يسمى عاجز، مخالف للشرع. فالتوكل يجمع الأمرين، الثقة بالله والاعتماد على الله، والإيمان بأنه مسبب الأسباب، ورازق العباد، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. والأمر الثاني: الأخذ بالأسباب، غرس الشجر، حفر البئر للماء، الأكل والشرب، اللباس المناسب في الصيف، واللباس المناسب في الشتاء، توقي الشرور، إغلاق الباب عن السراق، وهكذا، توقي الشرور، هذا لا بد منه مع التوكل على الله. فالذي يقول: أنه متوكل ومع هذا يهمل الأسباب، لا يأكل ولا يشرب ولا يبيع ولا يشتري ولا يغلق بابه هذا شبه مجنون، هذا خالف الشرع، يروى عن النبي -عليه السلام- أنه قال لبعض الوافدين عليه لما قالوا يا رسول الله: هل أعقلها أو أتوكل، قال: (اعقلها وتوكل)، اجمع بين الأمرين اعقل الناقة وتوكل على الله في أنها تسلم، وأنها لا تقوم ولا يأخذها أحد.  
 
7- هل الإنسان إذا كان عليه دين هل يصح حجه؟
نعم يصح حجة، لكن ينبغي له أن يبدأ بالدين، لأنه أبدأ، أهم، حكم المخلوقين أهم في هذا، والحج ما هو بواجب عليه إلا مع الاستطاعة، وما دام مدين ليس عنده شيء يستطيع به قضاء الدين والحج فالله لم يوجب عليه الحج، وهذا من رحمة الله -سبحانه وتعالى-، قال تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً[آل عمران: 97]. والذي عليه دين حال وليس عنده ما يستطيع به قضاء الدين والحج غير مستطيع، وغير مكلف بالحج، فيبدأ بالدين ويعطي أهله إذا كان ديناً حالاً ما ...... ما يحج به يعطيه أهل الدين، فإن حج وتساهل ولم يعط أهل الدين حجه صحيح، ولكنه ترك ما ينبغي له، ترك الواجب عليه، وهو البداءة بأهل الدين، بحقوق الآدميين؛ لأنه ما يكون مستطيع إلا إذا وجد مالاً يفضل عن قضاء الدين حال، ويستطيع به الحج، لكن لو خالف وحج ولم يوف الداين حجه صحيح والحمد لله.  

 

8- تذكر بأنها فتاة عمرها 25 سنة, وتقول: تعقدت من حياتي! حيث أن لي وجه مشوه بسبب حادث سيارة في صغري، ويستحقرني جميع من يراني, ففكرت بإجراء عملية تجميل، فهل عليّ إثم أو كفارة -يا سماحة الشيخ-؟
لا حرج في ذلك، إذا كان في الوجه تشويه سواد أو أشباه ذلك، فلا بأس بالتجميل لعلاج هذه الأشياء حتى تزول هذه الأشياء التي تشوه الوجه، وهذا لا حرج فيه من باب التداوي، ومن باب الأخذ بالأسباب كما لو كان بها أورام أو أشياء أخرى مما يؤذي، تعالج في وجهها وفي رأسها وفي جميع بدنها، المقصود أن التشويه الواقع في الوجه من أجل حادث سيارات أو غيرها لا بأس بعلاجه، بل يستحب علاجه حتى يزول التشويه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله)، جمع بين الأمرين، (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله). رواه مسلم في الصحيح، وفي الحديث: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)، فأمر بالأخذ بالأسباب وأمر بالتوكل، الاستعانة بالله، وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله: أي الكسب أطيب؟ قال: (عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور)، لما سئل أي الكسب أطيب؟ قال: (عمل الرجل بيده، فهذا من الأسباب وكل بيع مبرور). فالتوكل يجمع الأمرين: الثقة بالله والاستعانة بالله والاعتماد عليه، والإيمان بأنه الرزاق وبأنه مسبب الأسباب، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. ثم مع ذلك يفعل الأسباب، يبيع، ويشتري، يعالج المرض، يغرس النخل، يأتي بالنفقة لأولاده، يغلق الباب عن السُّراق، يعقل ناقته لا تشرد، وما أشبه ذلك.  
 
9- هل يجوز التظاهر بالصلاة والفتاة في الدورة الشهرية؟
لا، لا تتظاهر بالصلاة وهي في الدورة الشهرية والحمد لله، معذورة، إذا كانت تخشى أن يظن بها السوء تقول إني الآن لا أصلي، إذا كانت تخشى أن يظن بها السوء تبين أنها لا تصلي.  

 

10- للأم حقوق كثيرة، فهل لها الحق بالقول بكلام جارح أو فاسق وشنيع تجاه بناتها، الله يعلم بطهرهن؟
الواجب على الأولاد البر بالوالدين، وإحسان المعاشرة لهما والرفق بهما، لأن حقهما عظيم، كما قال الله -سبحانه-: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[الاسراء: 23]، وقال -سبحانه-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[لقمان: 14]، وقال -جل وعلا-: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا[الأحقاف: 15]، ولما سئل النبي -عليه الصلاة والسلام- يا رسول الله: من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: (أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قيل: ثم من؟ قال: أبوك)، وفي رواية أخرى: يا رسول الله: من أبر؟ قال: (أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب)، فبرهما واجب والإحسان إليهما والرفق بهما، وحسن المعاشرة لهما وطيب الكلام معهما فهذا واجب الأولاد. أما الوالدان فعليهما أن يتقي الله في أولادهما، وأن يحسنا إلى الأولاد وأن يجتهدا في تربيتهم التربية الصالحة، وأن لا يسيئا إلى أولادهم بغير حق لا بالكلام ولا بالفعل، يجب على الأم وعلى الوالد الأب أن يحفظ كل منهم لسانه عما يؤذي الأولاد من الشتم والكلام السيئ بغير حق، عليهما حق ولهما حق، فعليهما حق بأن يحسنا إلى أولادهما ويربيا أولادهما التربية الشرعية، وعليهما أن يحذرا سبهما أو وصفهما بشيء باطل؛ لأن هذا يسبب العداوة والبغضاء والقطيعة، فعلى كلٍ من الصنفين أداء الواجب، على الأولاد أداء الحق الذي عليهم من البر والصلة والإحسان، وعلى الوالدين تقوى الله وأن يحسنا إلى أولادهما وأن يكفا الشر عنهما.  
 
11- نسكن في بلدة ليس بها كهرباء, ولكن أنا وزوجي نسكن في بيت يسكن فيه عمال لمستوصف حكومي, الكهرب يشتغل فيه بالليل والنهار, وقد أخذنا من هذا المستوصف سلك ووصلناه لمنزلنا, وهذا ليس بعلم شركة الكهرباء المسئولة عن مواطير المستوصف, هل هذا حرام؟
نعم، لا يجوز، هذا أخذ بغير حق، لا بد تراجعي الجهة المسؤولة عن ذلك، حتى تسمح، الله حرم على العباد دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وهذا داخل في الأموال، خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- بالناس في حجة الوداع وقال في يوم عرفة، وفي يوم النحر، على رؤوس الأشهاد يخاطب الناس، إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، هكذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس على رؤوس الأشهاد يوم عرفة ويوم النحر. وقال -عليه الصلاة والسلام-: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) فليس لأحد أن يأخذ من مال غيره من بغير حق، لا شركة ولا حكومة ولا غير ذلك.  

 

12- نعيش في بلدة نائية بها مسجد لا يصلي به أحد إلا المارة, ليس لهذا المسجد مؤذن؛ لأنه مسجد خاص بناه أحد الناس, لا تُصلى فيه التراويح في رمضان, ويذهب أحياناً زوجي يؤذن ويقيم ويصلي وحده, وقد نصحنا بعض الإخوان بالصلاة فيه ولكن دون فائدة, هل يستمر زوجي في الصلاة
نعيش في بلدة نائية بها مسجد لا يصلي به أحد إلا المارة, ليس لهذا المسجد مؤذن؛ لأنه مسجد خاص بناه أحد الناس, لا تُصلى فيه التراويح في رمضان, ويذهب أحياناً زوجي يؤذن ويقيم ويصلي وحده, وقد نصحنا بعض الإخوان بالصلاة فيه ولكن دون فائدة, هل يستمر زوجي في الصلاة فيه لوحده، أم ماذا علينا، وهل يجب أن يصلي في المنزل بمفرده؟

 

13- كنت لا أعلم بأن الذهب -أي: ذهب الزينة- عليه زكاة, ولكن حينما علمت ذلك قررت أن أبيع جزء من هذا الذهب, والآخر أعطيه لابنتي الصغيرة, هل عملي هذا حرام أم لا؟
عليك بعد ما علمت إخراج الزكاة، الصواب أنه في الذهب الزكاة، ولو كان حلياً، بعض أهل العلم يرى لا زكاة فيه لأنه مستعمل، ولكن الراجح أن فيه الزكاة إذا بلغ النصاب، فإذا زكيت بعد ما علمت فهذا هو الواجب، وإن كنت ما زكيت بعد العلم فعليك إخراج الزكاة بعد العلم عن السنوات التي مضت بعد علمك بالزكاة ولم تخرجي، وكونك أعطيته للبنت ما يسقط عنك الزكاة، فعليك الزكاة عن السنوات التي علمت أنها واجبة عليك ولم تخرجيها، أما إعطاؤه البنت فهذا فيه تفصيل، إن كان ما عندك إلا هي فلا بأس، وإن كان هناك بنات أخرى أو أولاد لم يجز لك ذلك حتى تسوي بينهم، تقسميه بينهم، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فليس لك أن تخصي البنت الصغيرة ولا غيرها إذا كان لها أخوات أو إخوة إلا برضاهم، إذا كانوا مرشدين بالغين مرشدين ورضوا لا بأس، وإلا فالواجب التسوية للذكر مثل حظ الأنثيين، وإلا فاجعليها عارية إذا لبستيها بعض المرات اجعليها عارية إذا زينتيها به عند الذهاب بها إلى أحد أو في وقت عرس أو ما أشبه ذلك من باب العارية وهو مالك لا تخصينها بشيء دون أخواتها وإخوتها.  

 

14- ما الدليل على عدد أيام القصر خمسة أيام, علماً بأن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقصر في كل سفر سواء كان خمسة أيام أو أكثر كما قرأت, وهل القصر سنة أم واجب؟
الأكثرون قالوا: الأصل في حق المقيم الإتمام، هذا هو الأصل، فلما قام النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع أربعة أيام: في اليوم الرابع ومشى إلى منى في اليوم الثامن قال: وهذه الأربع قد عزم عليها وقصر فنقصر، ومن زاد عليها إذا كنا مقيمين نتم. وقال آخرون من أهل العلم: له القصر، يشرع له القصر وإن زادت الأيام ما دام في نية السفر وعلى حال السفر، فإذا أقام عشراً أو أقل أو أكثر وهو مسافر فإنه يقصر لأنه ما زال مسافرا، وقال ابن عباس وجماعة تحدد المدة تسعة عشر يوم؛ لأن الرسول أقام في مكة تسعة عشر يوم، يوم الفتح، وما زاد عليه يتم المسافر، وقال بعضهم: عشرة أيام لأن الرسول أقام في حجة الوداع عشرة لما قدم في اليوم الرابع وسافر إلى المدينة في اليوم الرابع عشر صارت عشرة أيام كما قال أنس وغيره، فمن أقام عشراً وعزم عليها قصر، ومن زاد فأتم. والأحوط للمؤمن هو الأكثرين إن كان أربعة أيام أو إحدى وعشرين صلاة فهذا يقصر، فإذا نوى أكثر من واحد وعشرين صلاة يعني عزم على الإقامة فالأحوط له الإتمام، لأنه الأصل في حق المقيم الإتمام، هذا من باب الاحتياط، قول الجمهور من باب الاحتياط.  
 
15- كنت من قبل أضيع بعض الصلوات وأؤخرها عن وقتها, ولكنني الآن تبت إلى الله توبة نصوح, وأحافظ على الصلوات الخمس, ماذا عليّ أن أفعل فيما سبق, هل أعيد ما تركت؟
التوبة كافية، ....... ما يصلي، أو يصلي تارة ويلفت تارة، إذا تاب كفاه، وليس عليه قضاء، قال الله -جل وعلا-: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ[الأنفال: 38]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تجب ما قبلها)، وفي الحديث الآخر: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). فليس على من ترك الصلاة ثم هداه الله وتاب الله عليه، ليس عليه قضاء لما مضى، ويكفيه التوبة والحمد لله، التوبة والعمل الصالح والاجتهاد بالخير كما قال تعالى في كتابه العظيم: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى[طـه: 82].  

 

16- قال الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة -وأشار بالسبابة والوسطى-) والسؤال: هل كافل اليتيم المذكور في الحديث هو الذي يكفل اليتيم منذ صغره وحتى البلوغ, أو أنه الذي يكفل اليتيم لأي مدة، مثلاً: يكفل اليتيم لمدة سنة أو سنتين أو
الحديث عام، يرجى لكافل اليتيم هذا خير عظيم، كل ما طالت المدة صار الأجر أكثر، كل ما طالت المدة صار الأجر أكثر، إذا كفله سنة أو شهر أو سنتين أو أكثر فله أجر عظيم، وإذا كفله من صغره إلى أن يبلغ ويرشد صار أجره أعظم مع النية الصالحة، والإخلاص لله -سبحانه وتعالى-، فعلى كل حال كفالة اليتيم قربة وطاعة قلت أو كثرت، والوعد صادر من النبي -عليه الصلاة والسلام- فالمؤمن يقصد الخير ويرجو هذا الخير، ويعمل ما يستطيع للإحسان للأيتام والمساكين ورحمة حالهم وكفالتهم وهكذا غيرهم من الفقراء. 

 

17- هل يجوز للرجل أن يشترط على المرأة أن تجري بعض الفحوصات الطبية قبل الزواج، وإن كانت هذه النتائج الفحص غير مرضية، كأن تكون نتائج الفحص تخبر بأن هذه المرأة تحمل مرضاً وراثياً مثلاً في ضعف البصر روماتيزم فهل يحق للرجل حين إذٍ أن يفسخ الخطبة؟
لا ينبغي هذا العمل، وهو طلب إجراء الفحوص؛ لأن هذا يفتح باب شر، وقد يغلط الطبيب فيسبب لها مشاكل أو للرجل مشاكل، ولكن يسأل عنها، فإذا كان ظاهرها أنها صحيحة وسليمة فالحمد لله، وهكذا الرجل، وليس لأهل الزوجة أن يخفوا عيبها إذا كان بها مرض خفي ليس لهم أن يخفوه، عليهم أن يبنوا ولا يغشوا الزوج، أما كونه يطالب بفحص من جهة الطبيب فلا أعرف لهذا أصلاً ولا ينبغي فعل هذا؛ لأن هذا يسبب مشاكل وربما أفضى إلى شرٍ عظيم وتعطيل النساء بقرار غلط بعض الأطباء.

529 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply