حلقة 503: امتهان ما فيه ذكر الله من الكروت والقصاصات والجرائد - أخذ المصاحف من المساجد بدون إذن الواقفين - الأكل نسيانا لا يفطر سواء كان الصيام فرضا أو نفلا - حكم البقاء مع زوج لا يصلي وسيء العشرة - ساعات الجمعة التي رتب عليها الأجر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

3 / 50 محاضرة

حلقة 503: امتهان ما فيه ذكر الله من الكروت والقصاصات والجرائد - أخذ المصاحف من المساجد بدون إذن الواقفين - الأكل نسيانا لا يفطر سواء كان الصيام فرضا أو نفلا - حكم البقاء مع زوج لا يصلي وسيء العشرة - ساعات الجمعة التي رتب عليها الأجر

1- أود لفت نظركم إلى هذه الظاهرة وهي: إن في بعض المكاتب تباع أوراق لاصقة بأحجام مختلفة كتب عليها اسم الجلالة أو آيات من القرآن الكريم، وتكون مزخرفة وذات ألوان جذابة، فينجذب إليها الأطفال فيشترونها، والأطفال لا يعرفون ما كتب عليها، إنما يشترونها لألوانها الزاهية فيلعبون بها أو يرمونها، نرجو من سماحتكم التكرم والنصح في هذا الجانب ولا سيما لأصحاب المكاتب، كي ما لا تعميهم سبل التجارة عن هذا الموضوع، جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

بسم الله، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا ريب أن تعظيم كلام الله وتعظيم أسمائه سبحانه من أهم الفرائض، وذلك من تعظيم الله -عز وجل-، فالواجب على جميع الباعة والمؤسسات الطباعية أن يحذروا وضع اسم الله أو آيات من القرآن في أشياء تمتهن من الأطفال أو غير الأطفال، كالملابس والشراشف التي توضع للإنسان عند النوم أو على الجنائز أو غير ذلك كل ذلك لا يجوز أن يكون فيه شيء من ذكر الله ولا شي من القرآن؛ لأن ذلك يمتهن، وهكذا كل شيء يمتهنه الصبيان أو يمتهنه الناس كالأواني وما أشبه ذلك لا يوضع فيها اسم الله ولا شيء من القرآن، فجميع ما يعرض ذكر الله أو الآيات إلى الامتهان والرمي في القمامات أو في الأرض أو ما أشبه ذلك كل ذلك لا يجوز، بل يجب أن يصان كلام الله وأسماؤه سبحانه عن كل ما هو ذريعة للامتهان ووسيلة للامتهان، وقد صدر منا فتاوى متعددة ومن اللجنة الدائمة في بيان منع ذلك، وصدر منا أيضاً مكاتبات بيننا وبين وزارة التجارة لمنع ذلك، فالواجب على جميع المسلمين أن يحذروا هذه الأشياء التي تعرض كلام الرب سبحانه أو أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام أو أسماء الرب سبحانه بالامتهان بين الأطفال أو بين الناس في ملابسهم أو في مفارشهم أو كراسي أو المخدات التي يتكأ عليه أو غير هذا مما يعرض كلام الرب -عز وجل-، أو يعرض أسماءه أو أحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم – إلى الامتهان نرجو ممن يسمع هذا الكلمة أن يحذر ذلك، وأن يبلغها غيره حتى يكون معيناً على الخير ومتعاونا على البر والتقوى. نسأل لله للجميع الهداية والتوفيق.  
 
2- هل أخذ مصحف شريف من أحد المساجد للقراءة فيه دون علم أحد بالمسجد يُعتبر سرقة، وكيف التكفير عن ذلك إذا كانت سرقة؟
لا يجوز لأحد أن يأخذ من المسجد ما وضع فيه من المصاحف إلى بيته أو إلى بلده، بل يجب أن يبقى في المسجد؛ لأن الذي وضعه في المسجد أراد به نفع المسلمين الذين يأتون المسجد، فيقرؤون فيه ما دام في المسجد، ثم يضعه في المسجد، ولا يخرج به خارج المسجد إلا إذا وضع في مكان معروف للتوزيع وجاء به أصحابه للتوزيع وبينوا للمؤذن أو الإمام أن هذا للتوزيع فهذا شيء آخر، أما ما يوضع في الدواليب في المسجد أو في رفوف المسجد لينتفع بذلك زوار المسجد والمصلون في المسجد فليس لأحد أن يأخذه من السجد؛ لأن الواقف إنما أراد به البقاء في المسجد، فمن أخذ شيئاً من هذا فالواجب عليه أن يعيده وإن كان تلف أو ضيعه فعليه إبداله بمثله، أن يشتري مثله ويضعه في المسجد بدلاً مما أخذه من المسجد، مع التوبة والاستغفار. يقول مقدم البرنامج: نصيحتكم -سماحة الشيخ- للقائمين على أمر المساجد كالمؤذنين والخدم هل يسمحون لأحد باستعارة مصحف من المسجد ثم يعيدوه أو ما أشبه ذلك. ج/ ليس للإمام ولا للمؤذن أن يعيروا في ذلك، إلا إذا كان الذي جعله في المسجد سمح لهما بهذا، أما إذا كان وضعه في المسجد ولم يسمح لهما بهذا فليس لهما أن يعيرا أحد. إذاً الكفارة أخونا يسأل عنها؟ ج/ ليس عليه كفارة إلى التوبة والاستغفار، وأن يعيد المصحف كما أخذه، أو يعيد بديلاً منه إن كان ضاع عليه أو تلف. هذا كفارته مع التوبة. 
 
3- كمل صيامه، وذلك على عكس صيام رمضان؟ أفيدونا عن هذا جزاكم الله خيراً.
هذا خطأ، الصواب أنه إذا أكل ناسيا أو شرب ناسيا فصومه صحيح، ولا فطر عليه، فصومه صحيح، وهكذا على الصحيح لو جامع ناسيا أهله فإن صومه صحيح؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح لما سئل عن ذلك قال: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) أخرجه الشيخان في الصحيحين، وقال الله سبحانه وتعالى: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا(البقرة: من الآية286). ذكر عن عباده المؤمنين أنهم يدعونه ويقولون: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) فقال الله: (قد فعلت) هكذا ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أن الله جل وعلا قال نعم، يعني عفا عنهم إذا فعلوا شيئا نسيانا أو خطأ، ومن ذلك إذا أكل ناسيا في الصوم في رمضان أو في غيره، في التطوع أو في القضاء أو في النذور، إذا أكل ناسيا أو شرب ناسيا أو جامع ناسيا فلا شيء عليه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) متفق على صحته، وفي رواية ذكرها الحاكم وغيره وسندها صحيح: (من أفطر في رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة)، وهذا يعم الفطر بالأكل والشرب أو بالجماع أو بغير ذلك، إذا كان عن نسيان فإن الله يعفو عنه سبحانه وتعالى فضلا منه وإحسانا جل وعلا؛ لأن الإنسان عرضة للنسيان في كل شيء. إذاً ليس هذا خاص بالنفل؟ ج/ لا، عام للفرض والنفل، ورمضان وغيره.  
 
4- أنا فتاة تزوجت من رجل لا يصوم ولا يصلي, ويشرب الخمر، وكنت أنا أيضاً لا أصلي, ولا أصوم، وبعد فترة من زواجي هداني الله -سبحانه وتعالى- إلى الصلاة والصوم، والحمد لله، أما بعد: فإني أريد أن أشرح لك حالتي مع زوجي، هو أنني ساكنة في بيت أهله الذي يتكون من أربعة غرف، وكل واحد من إخوانه هو وزوجته ساكن في غرفة وليس لهم أطفال، أما أنا فغرفتي مكان للجلوس والأكل وللزوار، ومع العلم أن لي أربعة أطفال، ومع هذا كله فإن زوجي يعاملني معاملة قاسية ولا يصرف علي، ولا يعطيني أي شيء، ويشتمني ويشتم أهلي، وإذا مرضت أنا أو أطفالي فلا يقبل أن يعطيني أي مصروف، بل هو الذي يطلب مني مصروفاً، مع العلم أنه لا يوجد لي أي مورد، وكذلك فإنه يحرمني من رؤية أهلي وإخواني، أما من ناحيتي أنا فإنني أقوم بواجبه وواجب والدته على كل حال، وكذلك أقوم بواجب إخوانه المتزوجين، وعلي مسؤولية البيت كله، وكذلك والدته تعاملني وتعامل أطفالي بقسوة، وتقتلهم -لعلها تقصد الضرب- ولا أستطيع أن أعمل شيئاً، أرشدوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً، وماذا تنصحون هذه الأسرة في هذه المعاملة تجاهي؟
الحمد الله الذي هداك للصلاة والصيام وأعاذك من الشيطان هذه أعظم نعمة وأكبر نعمة والحمد لله على ذلك. أما ما ذكرتِ من سوء المعاملة من الزوج ومن أم الزوج فعليك يا أيتها الأخت في الله الصبر والاحتساب وفعل الخير، وصاحب الخير لا يندم بل عاقبته حميدة، لكن إن كان الزوج لا يصلي –كما ذكرت سابقاً- فلا خيار منك ولا ينبغي البقاء معه، بل ينبغي لك أن تذهبي إلى أهلك مع أطفالك، ولا ينبغي البقاء معه مادام بهذه الحالة السيئة، لا يصلي ويشرب الخمر، ويسيء العشرة، فهذا لا وجه للبقاء معه، وسوف يعطيك الله خيرا منه، فينبغي لك أن تبتعدي عنه وأن تذهبي إلى أهلك وهو إن هداه الله بعد ذلك نظر في الأمر، وإلا فسوف يعطيك الله خيرا منه وأفضل ..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.. (2-3) سورة الطلاق، ويقول سبحانه: ..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة الطلاق، أما إن هداه الله ورجع إلى الصواب وتاب إلى الله وأدى الصلاة وترك المسكرات وأحسن العشرة فالحمد لله، نسأل الله له الهداية، أما إذا بقي على حاله فنصيحتي لك العبد عنه؛ لئلا يضرك ويضر أولادك؛ ولئلا يجرك إلى شره ولئلا يجر أولاده إلى شره أيضاً من ترك الصلاة وشرب المسكرات وسوء الأخلاق نسأل الله السلام والعافية. الحاصل من هذا والخلاصة أني أنصحك أن تذهبي إلى أهلك بأولادك وأن تدعيه ما دام على هذه الحالة السيئة من ترك الصلاة وتعاطي المسكرات، ونسأل الله لنا وله الهداية، ونسأل الله لك تيسير الأمور وتفريج الكروب وحسن العاقبة، وأن يثيبك على ما فعلتِ من الخير، وأن يرده للصواب، وأن يهديه للصواب، وأن يهدي أمه أيضاً للصواب وحسن المعاملة، إنه جل وعلا جواد كريم. يقول مقدم البرنامج: سماحة الشيخ المعيشة أحياناً تلزم الإنسان أن يبقى مع إخوته في سكن واحد، هل من توجيه شرعي حيال ذلك؟ ج/ هذا لا شك أن فيه خطراً من جهة التكشف من الرجل على زوجة أخيه وعدم التحرز من ذلك، ولكن إذا دعت إليه الضرورة فلا بأس مع التحرز، على كل واحدة أن تتحرز من أخي زوجها بعدم الخلوة وعدم التكشف له، بل تعتني بالحجاب والستر، وتسأل الله العافية، وتحذر الميل إلى ما يزينه الشيطان، فعلى كل واحدة أن تبتعد عن أسباب الفتنة من إظهار المحاسن والزينة، وأن تتحجب عن أخي زوجها وعن أخواله وأعمامه ونحو ذلك وتصبر على المشقة في ذلك حتى تنجو من العاقبة الوخيمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومع ذلك عليها أن تحسن العشرة مع أهل بيته حسب طاقتها، فإذا تيسر أن تنتقل مع زوجها إلى محل آخر فذلك أصلح وأسلم.  
 
5- ما هي ساعات الجمعة التي وردت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه: (من أتى في الساعة الأولى فكأنه قدم بدنة) إلى آخر الحديث؟
هذا حديث صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام: (من راح إلى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الخامسة فكأنما قرب بيضة..) الحديث، وهو حديث عظيم شريف صحيح، وهو يدل على شرعية التبكير إلى الجمعة، وذلك أمر معروف عند أهل العلم، ودلت عليه الأحاديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، أما المبدأ فقيل يبدأ من بعد صلاة الفجر، وقيل عند طلوع الشمس وهذا محتمل؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم – ما بين المبدأ، قال: (من راح) (من بكَّر وابتكر) فلم يبين المبدأ، والأقرب -والله أعلم- أنه من طلوع الشمس؛ لأن الصفرة تابعة لما قبلها وهي محل الجلوس في المساجد والتعبد والذكر والاستغفار وقراءة القرآن أو الذهاب إلى البيت للحاجة وقضاء الحاجة من تعاطي أول الطعام الذي يستعين به على البقاء في المسجد للجمعة إلى غير ذلك فالأقرب -والله أعلم- والأحرى أنه يكون بعد ارتفاع الشمس حتى إذا ذهب إلى المسجد يكون محل الصلاة والتعبد، هذا هو الأقرب والأظهر والله أعلم، يعني الساعة الأولى من بعد ارتفاع الشمس وحين الصلاة للمسلم في مسجده وبيته، هذا هو الأقرب والأحرى. والله أعلم. هل قسم الليل والنهار سماحة الشيخ في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أو في عهد الصحابة؟ ظاهر الأحاديث أن الليل اثنا عشر والنهار اثنا عشر، يجزأ اثنا عشر ساعة والنهار كذلك. إذاً التقسيم وارد فكأن الوقت الأول ما يقرب من الواحدة صباحاً؟ على حسب اختلاف الأوقات. 
 
6- استخدام بعض العطور التي يُشك في احتوائها على الكحول، هل ينقض الوضوء؟
أولاً: الأصل الإباحة والسلامة، ولا يقال في العطور أنها فيها كذا وكذا إلا بدليل، الله جل وعلا أباح لعباده ما في الأرض قال: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً (البقرة:29) فالأصل الإباحة للعباد إلا إذا ثبت أن هذا العطر استخرج من شيء يسكر كثيره؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ( ما أسكر كثيره فقليله حرام) هكذا يقول عليه الصلاة والسلام (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، فإذا علم المؤمن علما لا شك فيه أن هذا العطر من مادة كثيرها يسكر فإنه لا يستعمله، أما إذا لم يعلم ذلك فإنه لا حرج عليه في استعمال العطر بأنواعه، ولا حرج عليه في بيعه وشرائه وكونه في ملابسه كل ذلك لا حرج فيه؛ لأن الأصل الإباحة، والحمد لله.     
 
7- حكم الاستعجال في المشي إذا كان الإمام يقرأ للركوع الأول؟
السنة أن يمشي على سكينته بالتواضع والوقار ولا يعجل ولو ركع الإمام، الحمد لله إذا فاتته الركعة يقضي، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون، ولا تأتوها وأنتم تسعون)، وفي اللفظ الآخر: (وعليكم السكينة والوقار، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا) فالامتثال لما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم – والتأدب بالآداب التي وجه إليها هذا هو المشروع للمؤمن، أن يتأدب بالآداب الشرعية وأن لا يعجل ولو فاتته الركعة، والحمد لله.  
 
8- يسأل عن حكم الأكل والشرب والرجل واقف؟
الأفضل أن يكون الأكل والشرب الجلوس، هذا هو الأفضل؛ لما جاء في الأحاديث الصحيح عن الرسول عليه الصلاة والسلام من الحث على أن يشرب قاعدا ويأكل قاعدا، لكن لو شرب قائما أو أكل قائما فلا حرج؛ لأن الأحاديث دلت على أن الأمر بالجلوس ليس للوجوب بل للندب والاستحباب، وقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أنه شرب قائما من حديث ابن عباس، ومن حديث علي - رضي الله عنه – فدل ذلك على أن الأمر بالجلوس إنما هو على سبيل الاستحباب والندب، والأكل مثل ذلك.  
 
9- حكم الكلام والناس على الطعام؟
لا حرج في ذلك، وقد تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم – على الطعام ووعظ الناس على الطعام وتحدث معهم على الطعام، فلا حرج في ذلك ولا بأس بذلك. والحمد لله.
 
10- شراء سيارة بالتقسيط ومن ثم بيعها نقدا بأقل؟
إذا شراها بالتقسيط إلى آجال معلومة والبائع قد ملكها وحازها ليست عند التجار بل قد ملكها وحازها في بيته أو دكانه أو نحو ذلك ثم باعها بآجال معلومة وأقساط معلومة فلا حرج أن بيعها المشتري بعد ذلك بما شاء، بأقل أو بأكثر، المقصود أن هذا دين لا يدخل في آية الدين، فلا حرج فيه، لكن بشرط أن يكون البائع قد حازها وملكها وصارت في قبضته وتم شراؤه لها ثم يبيع بعد ذلك على هذا الشخص، والمشتري أيضاً لا يبيعها حتى يحوزها أيضاً، حتى يحوزها ويملكها وينقلها إلى بيته أو إلى السوق ولا يبيعها وهي عند التاجر وفي بيت البائع؛ لأن الرسول نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم، وقال لحكيم بن حزام: (لا تبع ما ليس عندك)، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يحل سلف وبيع، ولا بيع ما ليس عندك)، والله المستعان . 
 
11- نصيحتكم لمن ابتلي بمخالطة الكفار والفساق في العمل؟
نصيحتي له أن يحذر الميل إليهم واتخاذهم أصحاباً وأصدقاء، ولكن يحسن الخلق في المخاطبة والكلام والمعاملة، وإذا سلموا رد عليهم؛ لأن الله جل وعلا قال: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (النساء: من الآية86)، فعلى المسلم أن يرد أحسن هذا هو الأفضل، وعلى الكافر يرد فقط؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام) ولقوله صلى عليه وسلم: (إذا سلم عليكم أهل كتاب فقولوا: وعليكم) فيقول: وعليكم، إذا بدؤوا، ولا يبدؤهم، لكن في أمر المخاطبة وشئون المعاملات، أو كيف حالك؟ على الصحيح، لا بأس، كيف حالك أو كيف أولادك لا حرج في هذا على الصحيح من كلام أهل العلم، لكن لا يبدؤهم بالسلام، لا يقول: السلام عليك يا فلان، أو السلام عليكم، وهم كفار محض ما بينهم مسلمون، أما إذا كانوا أخلاطاً فيهم مسلمون وفيهم كفار فليقل: السلام عليكم، ويقصد المسلمين، وأما في الرد فيرد على من سلم عليه مسلما أو كافراً.   
 
12- توجيهكم لمن استقدم عمالاً وسرحهم ليأخذ من آجارهم نسبة معينة مقابل استقدامهم وكفالته لهم؟
هذا صدر من هيئة كبار العلماء منع لهذا وأنه لا يجوز استخدامهم إلا على الطريقة التي نظمتها الدولة، على الطريقة التي نظمتها الدولة عليه أن يسمع ويطيع ويستقدمهم كما بينت الدولة؛ لأنها تحرت المصالح وتحرت اكتفاء الشر وكثرة الخير، فعلى من أراد ذلك أن ينظر في نظام الدولة ويستقدمهم على ما قالت الدولة حتى لا يقع فساد في الأرض.  
 
13- هل مصافحة الرجال حرام ولو كان على يدي غطاء، ولكونهم يتقدمون، فماذا أفعل؟.
تعتذر إليهم وتقول: إن المرأة لا تصافح الرجال إذا كانوا غير محارم إنما تصافح النساء والمحارم، أما إذا مد يده إليها أخو زوجها أو زوج أختها أو جارها أو ابن عمها فلا تمد يدها إليهم مطلقاً ولو من وراء حجاب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم -: (إني لا أصافح النساء) عليه الصلاة والسلام – وقالت عائشة رضي الله عنها: (ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام)، ولأن مدها بالعباءة أو بغير العباءة يفضي إلى مدها مرة أخرى بغير ذلك؛ ولأن ذلك فيه شيء من المخالفة لشرع الله، فلا ينبغي للمؤمن أن يرضى بهذا ولا للمؤمنة أن ترضى بهذا، بل يكفيهم ما شرع الله، يكفي الجميع ما شرع الله، السلام بالكلام، عليكم السلام، السلام عليكم يا فلان، كيف حالك؟ كيف أولادك؟.   
 
14- هل الصلاة في غرفة النوم حلال أم حرام؟
لا حرج في ذلك إذا كان المحل طاهراً أو على فراش طاهر لا بأس في غرفة النوم، يصلون فيه تهجد بالليل لا حرج في ذلك. المقصود إذا كان المحل طاهرا إذا كان الفراش طاهرا أو وضع عليه سجادة طاهرة فيصلى في غرفة النوم ولا حرج.  
 
15- هل يجوز أن أصلي وخلفي رجل محرم لي نائم أو غير نائم؟
لا حرج في ذلك، لا حرج، تصلي سواء كان أمامها أو عن يمينها أو عن شمالها لكن لا يمر، إذا كان جالساً أو مضطجع، أما إذا كان وجهه إليها فالأولى عدم ذلك، تميل عنه كذا وهكذا؛ لأنه قد يشوش عليها إذا كان وجهه قدامها أو وجه امرأة قدامها، لكن إذا كان معطيها ظهره أو جنبه فلا بأس بذلك، أو مضطجع لا بأس بذلك.  
 
16-  هل يجوز لي أن أصلي متبرجة من البرقع فقط؟ وما حكمها إذا عرض علي رجل في أثناء الصلاة غير محرم؟
الواجب التستر، والتبرج هو إظهار المحاسن، فليس للمرأة أن تصلي وهي مظهرة محاسنها، بل عليها أن تستتر ما عدا الوجه لا بأس، ولو كان في الوجه كحل أو غيره من أنواع الزينة لا بأس، لكن عند الرجال تستره، إذا كان هناك غير محرم كأن يكون عندها غير محارمها فإنها تستر وجهها أيضاً، وكذلك إذا خرج عليها إنسان تستر وجهها حسب الطاقة، إذا مر عليها وهي في الصلاة تستر وجهها ولو ظهرت الكفان فلا بأس، لكن ستر الكفين أفضل وأحوط.   
 
17- هناك استعمال لكيِّ شعر الرأس، هل هو حرام أو حلال؟
لا أعلم في هذا شيئاً إذا كان ينفع الرأس، إذا كان فيه فائدة للرأس ومصلحة فلا أعلم في هذا شيئاً.  
 
18- يسأل عن زكاة الذهب ؟
الصواب فيه زكاة إذا بلغ النصاب، ولو كانت المرأة تلبسه وتتزين به، عليها أن تزكيه إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول، هذا هو المختار من أقوال أهل العلم وهو الصواب، والنصاب اثنان وعشرون مثقالا، ومقداره بالغرام اثنان وتسعون غراما، ومقداره بالجنيه السعودي إحدى عشر جنيه وثلاثة أسباع جنيه، يعني إحدى عشر ونصف، هذا هو النصاب: إحدى عشر جنيه ونصف؛ لأن ثلاثة الأسباع نصف إلا يسيراً، والنصف أوضح للمخاطب، فهي أحد عشر جنيه ونصف، هذا هو النصاب من الذهب لأن الجنيه اليوم مثقالاً وربع، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم الدينار مثقال، والنصاب عشرون مثقالاً عشرون ديناراً، فلما كان اليوم يزيد على ذلك صار ينقص عن عشرين فيكون أحد عشر جنيهاً ونصف جنيه هذا هو النصاب فإذا كان عند المرأة أحد عشر جنيهاً ونصف أو أكثر من ذلك فعليها الزكاة في هذا الحول تنظر قيمتها في السوق وتخرج الزكاة، وإن كان الذهب كثيراً ففي كل أربعين جنيه جنيه واحد ربع العشر، إذا كان الذهب كثير من الحلي ففي أربعين جنيه جنيه واحد، تخرج جنيه واحد تعطيه بعض الفقراء ولو لم تعلم قيمته في السوق، لكن إذا كان أقل من ذلك فعليها أن تعرف قيمته في السوق وتخرج من النقود مقابل ما عليها، فإذا كان عليها مثلاً عشرين جنيه في الحلي يكون عليها نصف جنيه تعرف قيمته في السوق وتخرج قيمته من النقود الأخرى من الذهب أو من الفضة فالحمد لله من الورق الذي يتعامل به الناس.

477 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply