حلقة 513: البر بالوالدة غير المسلمة - امرأة ولدت وتوفي زوجها في نفس اليوم فكيف تكون عدتها - هل يجوز لوارث أن يزكي لوالده الذي لم يزكِ؟ - المستحاضة وصلاتها الفائتة - مطلقة تحكي في كلامها - هل يجوز الغش في الامتحانات

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

13 / 50 محاضرة

حلقة 513: البر بالوالدة غير المسلمة - امرأة ولدت وتوفي زوجها في نفس اليوم فكيف تكون عدتها - هل يجوز لوارث أن يزكي لوالده الذي لم يزكِ؟ - المستحاضة وصلاتها الفائتة - مطلقة تحكي في كلامها - هل يجوز الغش في الامتحانات

1- أن أمه غير مسلمة ويسأل عن البر بها بعد وفاتها ؟ كيف تنصحونه سماحة الشيخ؟

ما دامت توفيت ليس هناك شيء يلحقها بعد الوفاة؛ لأن الكافر لا يلحقه شيء بعد الوفاة ما دامت ماتت على دين النصرانية أو الوثنية فلا تدعوا عليها ولا تدعوا لها، ولا يلحقها شيء منك لها، لا صدقة ولا استغفار ولا غير ذلك، إنما هذا من حق الميت المسلم، إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له، أما إذا كنت تعلم أنها ماتت على النصرانية أو اليهودية أو الوثنية عبادة القبور فهذه لا يلحقها شيء منك لا تدعو لها ولا تصدق عنها، وإنا لله وإنا إليه راجعون. 
 
2- ما حكم المرأة التي ولدت ثم توفي زوجها في نفس اليوم، هل عدتها أربعة أشهر وعشراً، أم تقضي أيام النفاس ثم يمكن الزواج من آخر؟
إذا مات الرجل بعد الولادة هذه عليها العدة بعد ذلك، أما إذا مات وهي في حبلى ثم ولدت بعد وفاته ولو بساعة ولو بدقائق فإنها تخرج من العدة؛ لأن جل وعلا قال: وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فإذا كانت ولادتها بعد وفاته ولو بخمس دقائق ولو بعشر دقائق فإنها تخرج بذلك من عدتها، وليس عليها عدة بعد ذلك، ولها أن تتزوج بعد وضع الحمل ولو في مدة النفاس؛ لكن الزوج لا يطأها حتى تطهر، كما أنها لها أن تتزوج وهي في الحيض إذا كان في غير عدة ولكن ليس للزوج أن يقربها حتى تطهر، فالخلاصة أن المرأة إذا وضعت حملها بعد وفاة زوجها ولو بقليل ولو بدقائق فإنها تخرج من العدة لوضع الحمل لقول الله سبحانه:وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ، ولما في الصحيحين من حديث سبيعة الأسلمية أنها وضعت بعد وفاة زوجها بليال فاستفتت النبي -صلى الله عليه وسلم-فأفتاها بأنها قد حلت من زوجها بوضعها الحمل. 
 
3- هل يجوز لوارث أن يزكي لوالده الذي لم يزكِ؟
نعم إذا كان الميت ما زكى ماله على الورثة أن يزكوا المال، إذا علموا أن مورثهم لم يؤد الزكاة سنة أو سنتين وجب عليهم إخراجها؛ لأنها حق عليهم، دين على والدهم أو على مورثهم، كأخ ونحوه. عليهم إذا علموا ذلك أن يؤدوا عنه ويستغفروا له ويدعوا له إذا كان مسلماً. 
 
4- لي سؤال يتلخص في أنني أريد قضاء بعض الصلوات التي فاتتني، وأريد أن أعرف كيفية الإعادة، حيث أني فيما مضى لا أستطيع تقدير وقت عادتي الشهرية، وتمر علي بعض الأيام ولا أعرف الطهر منها، فتفوتني الصلاة وكنت أقضيها ولكن كيفية القضاء كانت خاطئة فيما علمت بعد ذلك، الرجاء من سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز أن يوضح لي وللأخوات المسلمات كيفية القضاء، وحبذا لو بعث برسالة خاصة إلى النساء في هذا الموضوع؟
الواجب على المرأة أن تعتني يحيضها وطهرها، فإذا مضت العادة التي تعرفها خمساً أو ستاً أو أكثر أو أقل، اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها حتى تجيء العادة، حتى تجيء الدورة، وإذا كانت الدورة تزيد وتنقص فلا بأس. عادة النساء قد تتغير، تزيد وتنقص، قد تكون في بعض الشهور خمسة أيام، وفي بعض الشهور ستة أيام، سبعة أيام، فلا حرج، متى رأت الدم لا تصلي ولا تصوم ولا تحل لزوجها، ومتى رأت الطهارة؛ القصة البيضاء، أو.... بقطن ونحوه فرأته نظيفاً، اغتسلت وصلت وصامت والحمد لله، أما إن استمر معها الدم هذه تكون مستحاضة، إن استمر معها الدم أكثر من خمسة عشر يوماً، استمر معها، فإنها تكون مستحاضة، تصلي وتصوم في كل وقت وتقف عن الصلاة في وقت العادة فإذا جاءت الدورة وقفت، لم تصلي ولم تصم بعدد أيام الدورة خمساً أو ستاً أو سبعاَ أو نحو ذلك، فإذا ذهبت الدورة اغتسلت وصلت وصامت وصارت هذه الدماء التي معها تعتبر استحاضة دم فساد تصلي معها وتصوم معها وتحل لزوجها لأنها دماء غير مانعة من الصلاة بل تسمى استحاضة فهي تتوضأ لوقت كل صلاة، تتحفظ بقطن أو بغيره مما يخفف عنها الدم، وتصلي كل وقت في وقته، وإن جمعت بين الوقتين الظهر والعصر والمغرب والعشاء فلا بأس، كما علَّم النبي- صلى الله عليه وسلم-حمنة بنت جحش لما كثر عليها الدم، وإذا اغتسلت للظهر والعصر غسلاً واحداً، والمغرب والعشاء غسلاً واحداً كان أفضل، والفجر غسلاً واحداً كذلك مع الوضوء، تتوضأ لكل صلاة ولكن الغسل هو أفضل وليس بواجب في حال الإستحاضة، والأيام التي بين الدورتين والدم يمشي فيها؛ هذه يقال لها أيام استحاضة فإن صلت فيها كل وقت في وقته فلا بأس، فالظهر في وقتها، والعصر في وقتها، والمغرب في وقتها، والعشاء في وقتها، تتوضأ إذا دخل الوقت، تستنجي وتتوضأ أو تستجمر بالمناديل ونحوها حتى تزيل الأذى من فرجها، ثم تتوضأ وضوء الصلاة وتصلي كل صلاة في وقتها، فهذا جائز، وإن جمعت بين الصلاتين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فهذا أفضل كما علَّم النبي- صلى الله عليه وسلم-حمنة بنت جحش، وإذا اغتسلت مع ذلك فهو أفضل، للظهر والعصر غسل، والمغرب والعشاء غسل، والفجر غسل على سبيل الاستحباب. ترجو من سماحة الشيخ توجيهها في موضوع إعادة الصلاة أي القضاء. إذا كانت تعلم شيئاً تقضيه، أما إذا كانت لاتعلم فالوساوس ينبغي اطراحها، إذا كانت تعلم أنها قصرت في شيء من الصلوات التي وجبت عليها في حال الطهر، وأنها التبس عليها الأمر، إن كانت تعلم شيئاً تقضيه، أما إن كانت لا تعلم شيئاً وإنما وساوس وظنون فلا تلتفت إليها وتتعوذ بالله من الشيطان، ولا تلتفت إليها أما الشيء الذي يترك عمداً أو تساهلاً وقلة المبالاة فهذا ليس له دواء إلا التوبة، التوبة إلى الله والندم على مافعلت ويكفي هذا ولا قضاء في ذلك فإن المسلم إذا ترك الصلاة عمداً ليس لها كفارة إلا التوبة؛ لإن تركها كفر نعوذ بالله من ذلك كما قال عليه الصلاة والسلام:( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فإذا تركها عمداًَ وعدواناً متعمداً ليس عن نسيان ولا عن جهل في بعض الأحكام وإنما تعمد تركها فهذا قد أتى كفراً عظيماً -أعوذ بالله- وعليه التوبة إلى الله من ذلك، ولا يقضي شيئاً أما الذي يترك ذلك لمرض أو إشتباه ثم انتبه وعرف أن الواجب عليه أن يصلي، ولم يتعمد تركها تساهلاً، ولكن بعض الناس قد يظن أنه إذا أخرها حتى يزول عنه المرض يكون أصلح، هذا غلط منه يصلي على حسب حاله ولو أنه مريض، يصلي قاعداً إن عجز عن القيام، يصلي على جنب إن عجز عن القعود، يصلي مستلقياً إن عجز عن الصلاة على جنب ولا يؤخرها ولا يتركها، يجب أن يصليها في الوقت على أي حال كان؛ قائماً أو قاعداً أو على جنب أو مستلقياً، على حسب طاقته (فاتقوا الله ما استطعتم) وهكذا أمر النبي- صلى الله عليه وسلم-المريض لعضال يصيب المريض قال:( صلي قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع على جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً)، هكذا علمه النبي عليه الصلاة والسلام وهذا هو الواجب على المرضى أينما كانوا ولا يؤخرون الصلاة، ليس لأحد تأخيرها عن وقتها بل إما أن يصليها في وقتها وإما أن يجمعها مع قرينتها كالظهر مع العصر، المغرب مع العشاء، لمرض أصابه أو علة أصابته أو كالمستحاضة أيضاً أو كالمسافر، إذن كيفية القضاء سماحة الشيخ؟ كيفية القضاء كما سمعت عليها أن تقضي ماتركته نسياناً، أو تركته لمرض تظن أن تأخيره أصلح فعلمت أنها مخطئة في تأخيره تقضي، فتقضي كما يقضي الناسي وكما يقضي من نام عنها ونحو ذلك. أما الذي تركها عمداً تساهلاً منه قلة مبالاة فهذا فليس له إلا التوبة، ولا يلزمه القضاء على الصحيح من أقوال العلماء، إذن ليس للقضاء وقت معين؟ ولا يلزم أن يقضي كل فرض مع مثيله؟ لا، القضاء يلزم في الحال إذا كان النوم أو النسيان يبادر به لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-:( من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) هذا المعذور أما الذي تركها غير معذور عامداً متساهلاً فهذا عليه التوبة التوبة الصادقة ولا قضاء هذا الصحيح. 
 
5- أنها مطلقة وحامل، وتحكي للناس وكأنها لازالت مع زوجها السابق، وتسأل هل هذا من الكذب؟
هذا يختلف من كلامها إن كان صرحت أنها مع زوجها، وأن زوجها ما طلقها هذا كذب؛ أما كونها تحكي حكايات توهم المستمعين أنها مع الزوج ولكن ليست صريحة وإنما تخبر عن حالها مع زوجها وتصرُّف زوجها معها قبل أن يطلقها ونحو ذلك وليس قصدها الكذب، وإنما قد يفهم المستمع أنها مع الزوج ولم تقصد الكذب:قد كنا كذا، قد كنا نأكل الطعام في الوقت كذا، كنا نأكل كذا وكذا، وكنا نعمل كذا وكذا، مما يباح الكلام فيه فهذا لا بأس به، وليس من الشرط أن تقول: أنه طلقني يوم كذا ويوم كذا، إذا أخبرت عن حالها مع زوجها فلا يضر ذلك.         
6- هل يجوز الغش في الامتحان؟ علماً بأن ذلك ليس في المواد الدينية.
لا يجوز الغش في الإمتحان لا في المواد الدينية ولا في غيرها، فالواجب على الطالب والطالبة أن يؤدي الإمتحان في غاية الأمانة لأن المقصود أن تعرف منزلته في العلم، وأهليته ومدى ذكاءه وفطنته، فالخيانة تفسد هذا وتضيع هذا، فالواجب على الطالب وعلى والطالبة أن يؤدي الأمانة وأن يبتعد عن الغش لعموم قوله- صلى الله عليه وسلم-:( من غشنا فليس منا)، والرسول- صلى الله عليه وسلم-نهى عن الغش وقال: (من غشنا فليس منا) وهذا من جوامع الكلم يعم الرعية التي يغشها، ويعم الغش في الامتحان والاختبار، ويعم الغش في غير ذلك حتى ولو كانت المادة إنجليزية أوحسابية أو غير ذلك فالواجب أن تؤدي الأمانة الطالب أوالطالبة جميعاً. 
 
7- أنا أصوم الأحد والإثنين ثم الأربعاء والخميس، وهكذا على هذه الحال؛ حباً للتطوع وحباً للتقليل من الأكل، وخوفاً من السمنة، فما الحكم؟
لا بأس، الحمد الله خير، وإذا اقتصرت على الاثنين والخميس أو ثلاثة أيام من كل شهر فهذا كله طيب ومن صام ماشاء من الدهر فلا بأس؛ لكن لا يزيد على أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-لعبد الله بن عمرو:( صم يوماً وأفطر يوماً قال إني أريد أفضل من ذلك قال عليه الصلاة والسلام: لا أفضل من ذلك هذا صوم داوود) نصف الدهر، أفضل صيام المتطوع، أفضله أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، إذا قدر واستطاع ذلك هذا أفضل وإذا اكتفى بيوم الإثنين والخميس أو بثلاثة أيام من كل شهر كان هذا أرفق به وأفضل له حتى لا يندم، حتى لا يرجع عن عمله، أما أفضل الصيام من حيث هو التطوع فأفضله أن يصوم يوماً ويفطر يوماً إن استطاع ذلك ولم يترتب عليه إخلال بشؤون أهله، ولا إخلال بطلب العلم ولا إخلال بالواجبات الأخرى فلا بأس. 
 
8- يعلم الله كم أحبك في الله، وأطلب منك يا شيخنا أن توجه إليَّ نصيحة لوجه الله، كما تنصح إحدى بناتك في ديني وخلقي، أرجو ذلك.
أحبك الله الذي أحببتنا له، والله جل وعلا أخبر على لسان النبي- صلى الله عليه وسلم-أن المتحابين في جلاله؛ من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-:(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،) ذكر منهم اثنين تحابا في الله اجتمعا في ذلك وتفرقا عليه)، ويقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-:( يقول الله يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي)، فالتحاب في الله من أفضل خصال الإيمان، ومن أفضل القربات ونصيحتي لك أيتها الأخت وغيرك من الأخوات تقوى الله في جميع الأحوال، والاستقامة عل دينه سبحانه وتعالى، والمحبة فيه والبغضاء فيه، وإحسان الخلق مع الناس، والقيام بما يلزم ببر الوالدين وصلة الرحم حسب الطاقة، وحفظ الوقت عما لا ينبغي، والإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، هكذا ينبغي للمؤمن، وهكذا ينبغي للمؤمنة حفظ الوقت حتى يستغل في طاعة الله وذكره -سبحانه وتعالى- وحفظ الجوارح عما حرم الله، والاستكثار من طاعة الله عزوجل كما قال الله عز وجل:إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) سورة فصلت. هذا جزاء من استقام على دين الله في ليله ونهاره وفي جميع أوقاته، فحفظ جوارحه عن محارم الله، وشغل لسانه وجوارحه في طاعة الله وذكره، ووقف عند حدود الله، وأحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، وأعطى لله ومنع لله، وأدى الحق الذي عليه لوالديه ولأقربائه ولجاره ولإخوانه المسلمين. فهي وصية لكِ ولغيرك هو ما ذكر من تقوى الله جل وعلا، والحرص على أداء الواجب في كل وقت وحين، وحفظ الوقت عما لاينبغي وإشغاله بذكر الله وطاعته سبحانه وتعالى ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية. 
 
9- أيضاً تستنصح سماحتكم فيما يخص الفيديو وما يتبع الفيديو؟
هذه الفيديو والتلفاز فيها أخطار، فإذا كان الإنسان لا ينظر ولا يشاهد إلا ما ينفعه فلا حرج عليه، أما مشاهدة الأفلام الخليعة والمسلسلات الخليعة أو سماع الأغاني والملاهي فهذا منكر لا يجوز لامن التلفاز ولا من الفيلم ولا من الإذاعة ولا من غير ذلك. فالواجب على المؤمن والمؤمنة التحفظ من هذه الأمور، والحرص على سلامة القلب واللسان، وسلامة الأذن من استماع ما حرم الله عز وجل، فالمؤمن يتحرى أن يستمع وأن يشاهد ما ينفعه في دينه ودنياه، وأن يبتعد عما يضره في دينه ودنياه نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق. 
 
10- إن جدتي أرضعت أحد أقاربي من أمي، ولكنها لا تعرف عدد الرضعات، وأنا الآن مخطوبة لأخي الرجل الذي أرضعته جدتي مع أبي، وأخبروني أن هذا الرجل وأبي أخوان، وأنه أصبح عمي، وأنا مخطوبة لأخيه، وأشك أن حتى هذا الذي أنا مخطوبة له أن يكون عمي، وضحوا لي الطريق؟ جزاكم الله خيراً.
الأصل السلامة، الأصل الإباحة، فما دام لا يعلم أنه ارتضع من جدتك، ولا يعلم أنه عمك، فالأصل فيه الإباحة والسلامة والحمد لله، وإذا كانت الجدة لا تحفظ عدد الرضعات فلا يثبت فيها حكم، لابد من خمسة رضعات معلومات أو أكثر، فإن كانت المرضعة لا تحفظ عدد الرضعات، لا تدري أهي خمس أو أربع أو ثلاث فإرضاعها لا يعول عليه ولا يعتمد عليه، وما دام الرضاعة لغير هذا الخاطب وهذا الخاطب إنما يُشَك أن يكون قد رضع؛ هذا لا يعول عليه والأصل الإباحة والسلامة والحمد لله.  
11- تخفي اسمها في كثير من الأحيان، فهل هذا يعد من الكذب؟
هذا فيه تفصيل لا يمكن الجزم في هذا، إذا كانت تخفي اسمها وتذكر الكنية، أو تقول بنت فلان بأن لها غرضاً في ذلك ومصلحة في ذلك فلا بأس، تقول: أنا بنت فلان، ولا يضر غيرها ذلك، أما إن كان هذا الإخفاء يتضمن حق لإحد يجب عليها الإقرار به فلا يجوز لها ذلك بل يجب عليها أن تقر بالحق الذي عليها، الذي يخصها هي، ولا يجوز أن تخفي اسمها في حق يلزمها. وإن كان ذلك لمقاصد شرعية إسلامية ولا يتضمن إسقاط حق لأحد ولا ظلم لأحد فلا بأس، ليس عليها أن تبين اسمها لكل أحد، لكن لا بد أن تلاحظ أن إخفاء اسمها لا يبطل حقاً لأحد ولا يوقعها في محرم ولا يضر غيرها والله المستعان. 
 
12- لي مشكلة يا سماحة الشيخ أراها عظيمة جداً، وأعرضها على سماحتكم، وأرجو أن تعطوني الجواب الشافي: يراودني تفكير غريب ولا أعلم كيف أصفه لكم، وهو أنني أشك في ديني الإسلامي، وأعلم أن هذا من عمل الشيطان، ولكن ماذا أفعل، فأقول مثلاً: ما الذي يثبت لي أن هناك جنةً أو ناراً؟!! مع أنني ولله الحمد أطيع الله واجتنب النواهي، إنني أشعر بالألم كثيراً، وأخاف من يوم أرجع فيه إلى الله تعالى، أرجو أن تنصحوني فيما ذكرت لكم، ولكم الشكر.
لا شك أن هذا من الشيطان فالشيطان يدعو الناس إلى الشك في دين الله، ويلقي عليهم الشبه والوساوس حتى يقول لهم: ما الدليل على كذا؟ وما الدليل على كذا؟ فالواجب على المؤمن والمؤمنة إذا وجد شيء من هذه الأمور أن يقول الواحد منهم: آمنت بالله ورسوله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقد صح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-أنه قال:( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولون هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟!! فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله ورسوله) واللفظ الآخر (فليستعذ بالله ولينته)، فهكذا هذا الوسواس الذي يرد عليك في أمر الجنة والنار، فاعلمي أنه من الشيطان فقولي عند ذلك آمنت بالله ورسوله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا أردت أن تعرفي الحقيقة، فعليك بكتاب الله تدبري في القرآن هذا القرآن العظيم المعجز هو كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود. من تأمله عرف أنه كلام الله، وأنه حق جاء به محمد- صلى الله عليه وسلم-من عند الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فمن تدبره وتعقله عرف أنه الحق، وعرف أنه كلام الله، وعرف أنه لا ريب فيه ولا شك فيه، وفيه الإخبار بالجنة والنار والإخبار بالرسل الماضيين وما جرى لهم وما طرأ عليهم، وفيه إخبار عما كان وعما يكون ومن تدبره جاءه برد اليقين وعرف أن الحق هو ماجاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. وعرف أن ما تضمنه كتاب الله هو الحق والهدى من أمر الجنة والنار، والشرائع التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام وماجاء به الرسل الماضون إلى غير هذا. فعليكِ تدبر القرآن والإكثار من تلاوته، وأبشري بالخير، وأبشري بالتوفيق، وإذا خطر هذا الخاطر فقولي آمنت بالله ورسوله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وهكذا غيرك من الناس كل من خطر له خاطر في أمر الجنة النار أو في أمر الله أو في أمر الرسل أو في أمر القيامة أو غير هذا من أمور الدين فليستعذ بالله من الشيطان وليقل آمنت بالله ورسوله. وليتدبر القرآن ويكثر من تلاوته حتى يجد برد اليقين، وحتى يجد فيما يقرأه من كتاب الله سبحانه وتعالى. 
 
13- إذا لمسنا الكلب ثم أردنا أن نصلي فما الحكم؟
إن كان الكلب يابساً واليد يابسة فلا شيء، ليس على من لمسه شيء أما إن كان الكلب رطباً أو اليد رطبة فليغسلها سبع مرات بالماء تحت الكباس، تغسلها سبع مرات، وإذا جعل في ذلك تراب يكون أحسن -أيضاً- كولوغه، فإن الرسول- صلى الله عليه وسلم-أمر بالتراب في الولوغ في إحدى الغسلات السبع، فإذا لمس الكلب أو لمس لعابه أو بوله تغسله سبع مرات ويكون فيها التراب، فإن لم يتيسر فصابون أو أشنان يقوم مقام ذلك، والتراب أولى؛ لأنه جاء به النص ولا ينبغي أن تربى الكلاب ولا ينبغي أن تقتنى الكلاب إلا في ثلاث: للصيد، والمزرعة للمزارع، وللماشية الغنم؛ لأن وجوده فيها يحميها بإذن الله من الذئاب وينبه أهلها حتى يلاحظوها، والرسول- صلى الله عليه وسلم-قال:( من اقتنى كلباً إلا كلب صيداً أو ماشية أو زرع فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان)، كيف يرضى مسلم لنفسه أن ينقص من الأجر كل يوم قيراطان بإقتنائه كلباً لا حاجة إليه، لا لماشية ولا لصيد ولا لزرع، فإذا كنت تقتني الكلاب فاحذري ذلك وأبعديها ولا تقتنيها أبداً إلا في أحد الثلاث في الصيد أو للمزرعة أو للغنم الماشية. 
 
14- تسأل عن الصدقة على غير المسلمين ؟
الصدقة على غير المسلمين جائزة إذا كانوا ليس حرباً لنا، إذا كان الكفار ليسوا حربا ًلنا، في حال أمان وهدنة ومعاهدة ونحو ذلك فلا بأس لقول الله عز وجل:لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) سورة الممتحنة. ولأنه ثبت في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله تعالى عنهما- أن أمها وردت عليها في وقت صلح الحديبية حين صالح النبي- صلى الله عليه وسلم-أهل مكة، وفدت عليها في المدينة تطلب الرفد منها فقالت أسماء: يا رسول الله هل أصلها؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(صلِيها)، فأمرها أن تصل أمها وهي كافرة. فالحاصل أن المسلم له أن يصل أقاربه من الكفار، وغير أقاربه من الكفار بالمال والإحسان إذا كانوا ليسوا حرباً لنا في حال الهدنة أما إذا كانوا حرباً لنا في حال الحرب، لا، لا يوصلون بشيء ولا يعانون بشيء ولا يجوز أن يعانوا بشيء بالكلية، لا قليل ولا كثير

405 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply