حلقة 512: اليمين على لسانه وأحيانا يحلف في نفسه بالطلاق - هل لمن يطعم عنه لعجزه أجر كأجر الصائم - صلاة ابن مشيش - هل كل الطرق الصوفية على خطأ - من غاب عن زوجته سنة ونصف - عمله يتعارض مع أوقات الصلاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

12 / 50 محاضرة

حلقة 512: اليمين على لسانه وأحيانا يحلف في نفسه بالطلاق - هل لمن يطعم عنه لعجزه أجر كأجر الصائم - صلاة ابن مشيش - هل كل الطرق الصوفية على خطأ - من غاب عن زوجته سنة ونصف - عمله يتعارض مع أوقات الصلاة

1- يجري اليمين على لساني دائماً على أبسط الأشياء في حياتي اليومية، وكثيراً ما حاولت التخلص من هذه العادة ولكن دون جدوى، لا أدري ولا أعلم حتى أنطق باليمين، فما هو رأي الشرع في هذه المشكلة مع ملاحظة الآتي: أولا: أنطق باليمين سراً أي بيني وبين نفسي، ليس لي نية في الحلف باليمين (الطلاق)، لا تتحرك به شفتاي أي في سري فقط، لا يسمعه أحد مني أبداً، فهل ينفذ الطلاق في هذه الحالات؟ جزاكم الله خيراً، ووفقكم لصالح الإسلام والمسلمين.

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ولمن أهتدى بهداه أما بعد: فإن كان الطلاق الذي وقع في نفسك تكلمت به ونطقت به فهذا له حكمه, فإن كنت طلقت امرأتك طلقة واحدة فلها حكمها, كأن تقول هي طالق, أو امرأتي طالق, أو فلانة بنت فلان طالق هذا يقع، وهكذا إذا قلت طالق ثم طالق ثم طالق يقع، أما إن كنت تحدث به نفسك ولم تتكلم بشيء وإنما هو حديث النفس وخاطر قلب ولم تلفظ بشيء فإن هذا لايقع ، لقول النبي-عليه الصلاة والسلام-: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها مالم تعمل أو تكلم) ، فالخواطر القلبية والأحاديث النفسية لايقع بها شيء ، وإنما يقع بما يصدر لفظاً من لسانك وأن تقع في ... هذا هو الذي يقع، مثل ما تقدم أنتِ طالق هي طالق امرأتي طالق، فلانة بنت فلان طالق, أما ما يقع في نفسك ولم تتكلم به ولم يحصل بذلك تلفظ فإن ذلك من حديث النفس ، والله قد عفى-سبحانه وتعالى-. 
 
2- هل المفطر في رمضان لعذر شرعي ككبر السن مثلاً ويقوم بالإطعام هل له مثل أجر الصائم؟
يرجى له ذلك؛ لأنه معذور شرعاً والمعذور له حكم الصائم يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من مرض أو سافر كتب الله له ماكان يعمل وهو صحيح مقيم ) ، فالكبير السن الذي عجز عن الصيام له حكم الصائمين؛ لأنه معذور لولا العجز لصام فهو معذور, وعليه إطعام مسكين عن كل يوم إذا كان يستطيع ذلك, أما إذا كان عاجزاً لا يستطيع فإنه لاشيء عليه, لا صوم عليه, ولا إطعام عليه لقول الله- سبحانه وتعالى- :فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ . 
 
3- صلاة قرأت عنها تُعرف بصلاة ابن بشيش -فيما يبدو شيخ عبد العزيز- من هو ابن بشيش هذا، وهل ما جاء فيها صحيح؟
لا أصل لها, ليس لها أصل وإنما المشروع الصلاة التي علمها النبي أصحابه-عليه الصلاة والسلام-، فينبغي للمؤمن أن يكثر منها ولقوله الرسول - صلى الله عليه وسلم - :( قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على أبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، لما سألوه قالوا: يا رسول الله! أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ قال :( قولوا اللهم صلي على ....إلى آخره ) . وفي لفظ آخر قال :( قولوا اللهم صلي على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) ، وهناك ألفاظ أخرى منها قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، ولفظ آخر: ( اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، كل هذه الأنواع من الصلوات ثابته عن عليه الصلاة والسلام . 
 
4- هل كل الطرق الصوفية على خطأ ؟ أرجوا رداً قاطعاً أثابكم الله .
الطرق الصوفية محدثة, وهي من البدع, وهي متفاوتة بعضها شر من بعض والرسول-عليه الصلاة والسلام-قال :(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) ، وقال- عليه الصلاة والسلام-:( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، فالطرق لانحصيها وإحصاؤها يحتاج إلى تعب كثير, ومراجعة كتب كثيرة, لكنها في الجملة محدثة التيجانية, والبرهانية, والكروتية, والقادرية, والنقشبندية, وطرق أخرى لكنها متفاوتة بعضها شر من بعض, فينبغي لك يا أخي اجتنابها كلها, وأن تلزم طريقة نبينك محمد-عليه الصلاة والسلام- الذي درج عليها أصحابه-رضي الله عنهم وأرضاهم-, والتابعون لهم بإحسان من الأئمة الأربعة وغيرهم, الزم طريق محمد-عليه الصلاة والسلام-وهي فعل ما أمر الله به ورسوله, وترك ما نهى الله عنه ورسوله, هذه الطريقة المحمدية التي جاء بها نبينا-عليه الصلاة والسلام-, وعليك بسؤال أهل العلم المعروفين بالإستقامة على دين الله, والبعد عن طرق الصوفية سؤالي عليك بسؤال عما أشكل عليك والجماع لهذا عليه هو أن تلزم ما أمر الله به ورسوله, وأن تنتهي عما نهى الله عنه وسوله مما بينه أهل العلم كما في الصحيحين صحيح البخاري ومسلم, والسنن الأربع, وفي كتاب المنتقى لابن تيميه, وبلوغ المرام للحافظ بن حجر, وعمدة الحديث للشيخ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي, وغيرها من كتب أهل الحديث, وهكذا مثل زاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة بن القيم-رحمه الله- كل هؤلاء أوضحوا طريقه-عليه الصلاة والسلام-, وبينوا سبيله-عليه الصلاة والسلام-. 
 
5- أن عمره ثمان وعشرون سنة، وقد غاب عن زوجته أكثر من عام ونصف، ويسأل هل ذلك جائز؟
هذا فيه تفصيل أما إذا كنت عاجزاً ولم تستطع العودة إليها؛ لأنك محبوس, أو لم تستطع قيمة التذكرة أو قيمة الركوب في السيارة المقصود أنك كنت عاجزاً فهذا لا شيء فيه؛ لأنك عاجز فاتقوا الله ما استطعتم, أما إذا كنت غبت في حاجات خاصة تستطيع أن ترجع إليها, وتقوم بحالها, وتشرف على شؤونها, ثم ترجع إلى عملك بين وقت وآخر كشهرين, ثلاثة, أربعة هكذا ينبغي للمؤمن لا يطيل السفر عن أهله ولا سيما في هذا العصر الذي هو من أخطر العصور, فالمؤمن يلاحظ هذه الأشياء فلا يطيل السفر, ولا يهمل حاجته التي هو بحاجة إليها مثل طلب العلم, مثل طلب كسب الحلال؛ لأن بلده ليس فيها حاجته ليس فيها طلب العلم ليس فيها كسب يقوم بحاله, وجاء عن عمر- رضي الله عنه- أنه كان وقت للجنود ستة أشهر في الغيبة عن أهليهم ثم يرجعون ويذهب غيرهم, فالحاصل أن هذا يختلف بإختلاف الأحوال وبإختلاف نفس الشخص, فأنت لا تطيل الغربة احرص على عدم طول الغربة, ولو شهرين ثلاثة يكفي؛ لأن الأحوال تختلف فقد تكون زوجتك في محل لايؤمن عليها, فأنت لاحظ حالها, ولاحظ الحرص على سلامتها, وبعدها عن ما يخشى منه من خطر العرض وغير ذلك, فالحاصل أنت لاحظ الشيء الذي يبريء ذمتك وينفع زوجتك, لا من جهة عرضها ودينها, ولا من جهة حاجتها فيما يتعلق بأكلها وشربها وكسوتها ونحو ذلك, وأنت أعلم بنفسك و أوصى, فاحرص على الشيء الذي ينفعك وينفعها, ويبريء ذمتك لا من جهة المدة ولا من جهة النفقة. والله المستعان. كما تفضلتم سماحة الشيخ في حال السعة لا يجوز للإنسان أن يتأخر أكثر من ستة أشهر. كهذا وقت عمر وهو توقيت له أهميته وتوقيت جيد ولكن في هذا الوقت الستة طويلة في هذا الوقت الستة طويلة ولا سيما في غالب الأمصار وغالب القرى الخطر كبير وكونه لا يطيل حتى الستة شهرين ثلاث أربعة مهما أمكن أن يكون قريباً منها فهو أولى وأحرى. 
 
6- إنه يعمل في إحدى المؤسسات وليس هناك وقت محدد لإداء الصلوات، ويرجو التوجيه، ويقول: إن المسؤول عن الشركة يعارضه إذا أراد تأدية صلاته؟
الصلاة لابد منها, وهي مستثناه من العمل, والذي يقوم على الشركة إذا أبى لايطاع يقول النبي-صلى الله عليه وسلم -: (إنما الطاعة في المعروف) ، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ، فإذا جاء وقت الصلاة فالواجب عليك وعلى إخوانك المسلمين أن تصلوا جميعاً الصلاة في وقتها ظهراً, أو عصراً, أو مغرباً, أو عشاءً, أو فجراً على حسب حالكم في العمل إذا جاء الوقت صلوا جميعاً ثم ارجعوا إلى عملكم, وإذا كان المأمور من جهة الشركة يأبى ذلك فارفعوا أمره إلى من فوقه وأخبروه أن هذا الأمر لا بد منه وأنه لايجوز لكم أن تأخروا عن صلاتكم لأجل قوله أو قول غيره, ولكن لا مانع من تأخيرها على مرور الوقت إذا دعت الحاجة إلى ذلك, وأن تصلوها في وسط الوقت لاحرج في ذلك . 
 
7- يسألن عن الكفيفة إذا كانت تستمع إلى القرآن، هل لها أجر قارئ القرآن وهو مبصر؟
الكفيف نعم, والكفيفة كذلك ، كل منهم له أجر القارئ إذا استمع, وهكذا المبصر شريك القارئ, والكفيف شريك القارئ إذا استمع وأنصت وأراد وجه الله-عزوجل-كل منهما شريك القارئ في الأجر القارئ والمستمع شريكان في الأجر مبصراً أو كفيفاً, رجلاً أو امرأة ، كل منهم على خير عظيم وعلى أجر كبير إذا قصد الخير وأراد أن الاستماع لكتاب الله والانتفاع بكلام الله-عزوجل- فهو على خير عظيم سواء كان رجلاً أو امرأة, وسواء كان كفيفاً أو مبصراً ، وسواء كانت كفيفة أو مبصرة المهم قصد وجه الله في هذا الاستماع, وقصد الفائدة والانتفاع بكلام الله-عزوجل-. 
 
8- إذا كان قائم الليل لا يحفظ من القرآن إلا سورا قليلة، فهل يجوز له قراءة السور متتابعة في ركعة واحدة؟
لامانع من ذلك يقرأ ما يسر الله له وإن قرأ في المصحف فلا بأس . 
 
9- هل يجوز الجلوس مع زوج الأخت مع وجود المحرم، علماً بأنه لا يظهر أمامه شيئاً لأنا ملتزمات بالحجاب؟
لا مانع من جلوس المرأة مع أخي زوجها, ومع زوج أختها إذا كان معهم من تزول به الخلوة ولم يكن هناك تهمة ولا ريبة فلا بأس بذلك مع التستر والحجاب إذا جلسوا يتحدثون المرأة وزوج أختها وأخو زوجها ونحو ذلك ومعهم من تزول به الخلوة كأم أمهم و أخواتهم ونحو ذلك مع التستر والحجاب وعدم الريبة الحمد لله نعم . 
 
10- درسنا في الفقه أن زكاة النقدين الذهب والفضة هي في الذهب عشرون مثقالاً، أي ما يعادل اثني عشرة جنيهاً، ونصاب الفضة مائتا درهم، أي ما يعادل ستة وخمسين ريالاً سعودياً، فأرجو توضيح لهذه المسألة، وهل الريال المراد به الريال الورقي، أم الفضة، وكذلك توضيح الذهب بالجرام وأقل النصاب في ذلك أو بالورق السعودي؟
أما الذهب فالنصاب عشرون مثقالاً, وبالجرام إثنان وتسعون جراماً, وبالذهب والجنيه السعودي إحدى عشرة جنيه ونصف, إحدى عشر وثلاثة أسباع، فإحدى عشر ونصف هذا هو النصاب بالجنية السعودي، وبالمثاقيل عشرون مثقالاً, وبالجرام إثنان وتسعون جراماً هذا هو النصاب, ما كان أقل من هذا فليس فيه الزكاة, أما الفضة فهي مائة وأربعون مثقالاً وبالريال السعودي ستة وخمسون ريال من الفضة أو ما يعادلها من الورق وبالريال في عهده النبي - صلى الله عليه وسلم - مائتا درهم, وفي عهدنا ستة وخمسون ريال من الفضة وما يقوم مقامها من الورق و العمل الأخرى هذا هو النصاب فإذا حال عليه الحول وجبت فيه الزكاه ربع العشر في المائة إثنان ونصف, و في الألف خمسة وعشرون من الذهب والفضة. 
 
11- نحن من الطلاب الذين يدرسون في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، ونحن بحمد الله وتوفيقه جماعة مسلمة نقيم الصلاة ونلتزم بواجبات الدين، ولكن قد واجهتنا مشكلة وهي: مشكلة اللحوم، حيث أن الأنعام هنا تذبح على غير الطريقة الإسلامية، كما أننا لا نستطيع الحصول على ذبيحة حيث ذلك صعب جداً، والله تعالى يقول في محكم كتابه: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ [الأنعام:121] فالبعض منا يأكلون، والبعض الآخر قد امتنعوا عن ذلك، فما هو الحكم بعد أن استمرينا على السمك فترات طويلة، فإننا نريد الأكل من اللحم، هل يلزم علينا كفارة، حيث أننا عند وصولنا أكلنا من هذا اللحم، والبعض منا يقول: بأنهم لا يستطيعون الامتناع عن اللحوم لأهميتها من الناحية الغذائية بالنسبة لأبداننا، نرجو أن تفتونا مأجورين؟ وجزاكم الله خيراً.
الواجب على المسلم الامتناع مما حرم الله عليه, وأن يجاهد نفسه حتى لا يطعم إلا ما أباح الله, وحتى لا يلبس إلا ما أباح الله, وحتى لا يتكلم إلا بما أباح الله هذا الواجب على المسلم أينما كان, وأنتم في دولة خطيرة دولة شيوعية يجب عليكم أن تبتعدوا عن كل شر, وإذا أمكنكم الخروج منها والانتقال منها إلى بلد إسلامية فعليكم ذلك, أما ما دمت الآن في هذه الدولة, فالواجب عليكم الحذر مما حرم الله, وأن تكتفوا بالسند ولا مانع أن تجتهدوا في أن تذبحوا أشياء أخرى مما أباح الله كالطيور, كالحمام, والدجاج, تذبحوا أنتم, تشتروا حماماً حياً, أو دجاجاً حياً, وتذبحوا أنتم أما أن تأكلوا من ذبائح الشيوعيين أو مما ينتسب إلى الإسلام ولا يعمل بالإسلام ولا يذكي التذكية الشرعية, أو من هو وثني, أو تارك للصلاة هؤلاء لا تأكلوا ذبائحهم, وإذا كان ولا بد فانتقلوا إلى دولة نصرانية كألمانيا الغربية, ونحوها من الدول النصارى فهم أسهل, ولعل هناك من يذبح الذبح الشرعي أكثر مما عندكم في الدولة الشيوعية, المقصود أن الواجب عليكم البعد عن البقاء في هذه الدولة وفي غيرها من دول الكفر, والواجب عليكم الانتقال إلى البلاد الإسلامية والحذر على دينكم والحرص على سلامة دينكم, أما ما دمتم في هذه الدولة فعليكم أن تحذروا أكل الميتة فذبائحهم ميتة, كل إنسان ليس بمسلم ذبيحته ميتة ما عدا اليهود والنصارى, فالشيوعيون من جنس الوثنيين بل أشد كفراً وظلالاً, وذبيحتهم ميتة فإما أن تكتفوا بالسمك, وإما أن تشتروا من الدجاج, والحمام وغيرها من الطيور المباحة كالقطا وما أشبه ذلك ما يغنيكم عن ذبائحهم, وعليكم أن التوبة مما سلف عليكم و تتوبوا إلى الله توبة صادقة مما سلف نسأل الله لنا ولكم الهداية والسلامة. 
 
12- يوجد في بلادنا بعضاً من الرجال والنساء يدعون أنهم في أثناء الليل ينزلون إلى القبور، أو بمعنى أصح: إنهم يعلمون من أقوال الموتى، وماذا يُعانون في قبورهم من العذاب إذا كانوا مذنبين، أو من نعيم إذا كانوا صالحين، ويقولون أيضاً لأهل الميت: إن ميتك فلان كذا وكذا..، وهو يعذب بالقبر بسبب سيئة أصابها فاقض عنه دينه وحاول أن تكفر عنه، أفيدونا عن هؤلاء، هل يتكلمون بالصدق أم أنهم من المشعوذين الذين يريدون ابتزاز أموال الناس؟ جزاكم الله عنا خيراً، وإذا كان هؤلاء يتكلمون افتراءً وكذبا‍ً فماذا يجب علينا نحوهم؟
هؤلاء يعتبرون من الكذابين, والمشعوذين, والذين يريدون أن يبتزوا أموال الناس بالباطل, أو أن يعظمهم الناس ويقولون عنهم أنهم يعلمون الغيب هذا لايعلمه إلا الله, والله أخفى عن الناس عذاب المقبورين, ونعيمهم فمن يدعي أنه يعرف المعذب من المنعم كذاب أشر يجب أن يهجر, وأن يزجر, ويعاقب إن كان في دولة مسلمة حتى يتوب من عمله السيئ, ولا يصدق ولا يلتفت إليه بالكلية؛ لأنه مجرم كاذب نسأل الله السلامة والعافية .  
 
13- أنه احتاج إلى السكن مع أحد أقاربه لكنه يعاني من مشكلة الاختلاط، ويرجو من سماحتكم التوجيه؟
عليه أن يتقي الله مهما أمكن إذا كان يخشى الإختلاط لايسكن معهم يبتعد إلى محل سليم فإن الاختلاط خطره عظيم, فإذا أستطاع أن يكون في غرفة خاصة بعيداً عن الإختلاط يأتيها وقت حاجته, وإذا خرج غض بصره فليتق الله وإذا لم يستطع ذلك فليبتعد وليلتمس مكاناً لا خطر فيه, فالمؤمن يحاسب نفسه ويتق الله في ذلك ولا يخاطر, فالله جل وعلا حرم على العبد أن يتعاطى ما حرم الله عليه, وحرم عليه أن يخاطر بدينه فأنت ياأخي اتق الله واحذر أن تجلس, أو تقيم في محل فيه خطر على دينك . 
 
14- كثير من الناس في قريتنا متجادلون على سنة العشاء القبلية، بعضهم يقول: مؤكدة، والآخر يقول: إنها غير مؤكدة، فأرجو من سماحة الشيخ توضيح هذا الأمر ؟
غير مؤكده والحمد لله, من شاء صلى ومن شاء ترك بين الإذان والإقامة يقول النبي- صلى الله عليه وسلم- : ( بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة لمن شاء ) ، فمن شاء صلاهما ومن شاء تركهما بين الأذان والإقامة في العشاء, وهكذا في المغرب أما بين الأذان والإقامة في الظهر فهي مؤكده يصلي أربع ركعات بتسليمتين؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي أربع ركعات قبل الظهر, يصلي ثنتين, ثنتين-عليه الصلاة والسلام-وهي من الرواتب أربع ركعات قبل الظهر من الرواتب, أما العصر فهي مستحبه وليست مؤكدة في الحديث: ( رحم الله امرءاً صلى أربعاً قبل العصر), والسنة أن يصلي ثنتين ثنتين صلاة الليل والنهار مثنى مثنى قاله النبي-عليه الصلاة والسلام-, ولا ينبغي التجادل في هذا هذه أمور مستحبة ونوافل لا ينبغي فيها التجادل بل ينبغي فيها المذاكرة والبحث بين الإخوان مع طلبة العلم حتى يستفيدوا, فالرسول-عليه الصلاة والسلام-قال : ( بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة ) فإذا صلى ركعتين بين أذان المغرب وصلاة المغرب، بين أذان العشاء وصلاة العشاء, بين أذان العصر وصلاة العصر, أو صلى أربعاً كل ذلك لا بأس به, أما الظهر فلها راتبة قبلها وهي أربع ركعات تقول عائشة-رضي الله عنها-كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يدع أربعاً قبل الظهر ، يعني بتسليمتين ، وأما بعد الظهر فركعتان راتبة كان يحافظ عليها –عليه الصلاة والسلام, ومن صلى أربع فهو أفضل بعد الظهر أيضاً, وهكذا بعد العشاء ركعتين, وبعد المغرب ركعتين, وقبل صلاة الفجر ركعتين يصلي ركعتين قبل صلاة الفجر هذه كلها رواتب كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحافظ عليها, فالجميع إثنا عشر ركعة هذه رواتب كان المصطفى- عليه الصلاة والسلام- يحافظ عليها, وهي أربع قبل الظهر, وثنتان بعدها, وثنتان بعد صلاة المغرب, وثنتان بعد صلاة العشاء, وثنتان قبل صلاة الصبح, والأفضل فعلها في البيت وإن فعلها في المسجد فلا بأس . 
 
15- يسال فيه سماحتكم عن رأيكم فيمن يصلي الجمعة ثم يصلي الظهر أيضاً في يوم الجمعة ؟
هذا بدعة، ما يفعله بعض الناس من صلاة الظهر بعد الجمعة هذا بدعة لا أصل له, والمشروع للمؤمن إذا صلى الجمعة أن يصلي بعدها أربع ركعات نافلة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا بعدها أربعاً )-عليه الصلاة والسلام-, وكان يصلي في بيته ركعتين- عليه الصلاة والسلام-, فالسنة يصلى بعد الجمعة أربع, وإن صلى ركعتين فلا بأس, أما أنه يصلى الظهر هذا بدعة لا أصل له ولا ينبغي أن يقر به بعض الناس في بعض البلدان هذه سنة أصل له, ومنافية للشك بعضهم يقول: أخشى أن الجمعة غير صحيحة هذا شيء لا محل له ولا ينبغي هذا التشكك وهذه الوسوسة نسأل الله السلامة.

472 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply