حلقة 676: هل يفطر من نصحه الطبيب بالإفطار خشية الشلل - توجيه إلى أولياء الأمور بالتقليل من تكاليف الزواج - مصافحة الأجنبي هل تبطل الصيام - حكم رفض تزويج البنات الصغيرات حتى تتزوج الكبيرات - رؤيا النبي

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

26 / 50 محاضرة

حلقة 676: هل يفطر من نصحه الطبيب بالإفطار خشية الشلل - توجيه إلى أولياء الأمور بالتقليل من تكاليف الزواج - مصافحة الأجنبي هل تبطل الصيام - حكم رفض تزويج البنات الصغيرات حتى تتزوج الكبيرات - رؤيا النبي

1-  على أثر الصيام تصاب بمرض الشقيقة، ونصحها الطبيب بالإفطار لئلا تصاب بالشلل، فماذا يجب عليها؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقال قد الله -جل وعلا- في محكم التنـزيل: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [(185) سورة البقرة]. فإذا كانت السائلة يضرها الصوم في شقيقتها، يعني في رأسها ضرراً بيناً فإنها تفطر، وتقضي إذا استطاعت بعد ذلك، فإذا قرر الأطباء أن هذا المرض يحصل بالصوم دائماً فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً، كالشيخ الكبير العاجز، والعجوز الكبيرة العاجزة. أما إذا كان يزول فإنها تقضي عند السلامة إذا شفيت من هذا المرض تقضي إما في أيام الشتاء و إلا في أوقات أخرى ترى أنها تستطيع فيها القضاء بدون هذا المرض. 
 
2-   هؤلاء الإخوة ذكروا أسماءهم، وقضيتهم التي يشكون منها هي تكاليف الزواج وكثرة ذلك. القضية هي تكاليف الزواج، إذ يصل إلى مبالغ خيالية، والطالب إذا تخرج من الجامعة يكون مستحقاً للزواج لكن ليس بيديه شيء، ويرجو من سماحة الشيخ توجيه أولياء الأمور كي ما يهتموا بهذا الموضوع، ويبحثوا طريقاً يسهل الزواج للفتيان والفتيات؟ جزاكم الله خيراً.
نصحيتي للجميع العناية بتخفيف المهر، والتكاليف الأخرى حتى يتيسر للفتيات وللشباب الزواج، فأوصي جميع المسلمين في هذه البلاد وفي غيرها أوصيهم بتسهيل أمر الزواج لا من جهة المهر ولا من جهة التكاليف الأخرى، كالوليمة وغيرها، فعلى أهل البنت أن يتساهلوا وأن يقبلوا ما تيسر من الشباب، المهم وجود الشباب الصالح والزوج الصالح، كما في الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). فوصيتي للبنات وأولياء البنات أن يتسامحوا في ذلك، وأن يرضوا بالقليل من المهر على حسب طاقة الخاطب الطيب. وهكذا في الوليمة والتكاليف الأخرى أوصي الجميع بأن يخففوا منها، ولا يشددوا فيها، وبذلك يحصل للفتيات والشباب من الرجال الزواج والعفة، وهذا فيه خير عظيم للجميع، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء). وأوصي أولياء الأمور بأن يسهلوا في هذا الأمر حسب الطاقة، ومتى حصل التعاون من الأولياء ومن البنات المزوجات ومن ولاة الأمور ومن العلماء متى حصل التعاون في ذلك حصل خير كثير-إن شاء الله-. 
 
3-  كنت صائمة وجاء صديق أخي وصافحني بالرغم أني تهربت منه، والله شاهد على هذا، هل علي إعادة الصوم؟
المصافحة للأجنبية لا تجوز، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إني لا أصافح النساء). وقالت عائشة رضي الله عنها: "والله ما مست يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يد امرأة قط، -يعني في البيعة-، ما كان يبايعهن إلا بالكلام". وهو سيد الخلق، وأكملهم إيماناً، وهكذا ينبغي للناس أن يتأدبوا بالآداب الشرعية، وأن لا يصافحوا النساء إلا إذا كانت محرماً له كأخته وعمته، ونحو ذلك، أما الصوم فلا يبطل بذلك، ولا يفسد بذلك، الصوم صحيح، والمصافحة للأجنبي لا تبطل الصوم سواء كان أخا الزوج أو زوج الأخت أو ما أشبه ذلك، لكن لا يجوز، يجب ترك ذلك، والحذر منه، إلا إذا كانت حصل منها مني عند المصافحة فهذا تقضي اليوم؛ لأن المصافحة نوع من المباشرة، فإذا باشرت الرجل وحصل منها مني عند المباشرة بالمصافحة، أو بالتقبيل من زوجها مثلاً، حصل مني منه أو منها فإن الصوم يبطل، وعليها القضاء، تمسك ويمسك الرجل لا يفطر، لكن يقضي، إذا باشر امرأته أو امرأة زوجة محرمة عليه -والعياذ بالله-، ثم حصل المني فإنه يقضي ذلك اليوم مع التوبة، وهكذا المرأة إذا صافحت إنساناً أو قبلت زوجها أو لامسته أو كررت النظر في إنسان فأمنت فإن عليها القضاء، هذا الذي عليه عامة أهل العلم. 
 
4-   جارتي لها أربع بنات وعندما يتقدم أشخاص لبناتها يطلبون البنات الصغيرات ويتركون الكبيرة، وهي ترفض هذا وتقول: لنبدأ بالكبيرة أولاً، ما هو توجيهكم؟
لا يجوز هذا العمل، الواجب من جاءها النصيب تزوج، سواء كان الوسطى أو الصغيرة أو الكبرى، كلٌ له نصيب، فلا تمنع الصغرى من أجل الكبرى، قد تكون الكبرى ليست بالصفات التي في الصغرى من الجمال أو الديانة أو العلم أو غير ذلك، كل امرأة لها أوصاف، فمن خطبت وجب على وليها وعلى أمها تزويجها، ولا يقال: نبدأ بالكبرى، كلٌ له نصيبه. 
 
5-   شاهدت في منامي الرسول-صلى الله عليه وسلم- يقول: أدع الناس إلى الإيمان وعبادة الرحمن، من قرأ هذه الرسالة يكتبها تسع مرات فيرى بعد عشرة أيام فرحاً شديداً، ومن لم يكتبها فيرى حزناً شديداً بعد عشرة أيام، والله شهيد على ما أقول، فهل هذا صحيح نكتبها؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
هذه الرؤيا باطلة لا صحة لها، فإما أن تكون أنت كاذب، وإما أن يكون شيطان لبس عليك، أو تكون أنت كاذب، وإما أن تكون من الشيطان الذي لبس عليك، والنبي لا يقول هذا عليه الصلاة والسلام القرآن الكريم لو كتبه مائة مرة ليس من اللازم أن يصيبه أن يحصل له ما يريد أو يصيبه حزن، الأمور بالأعمال الصالحة تقوى الله وطاعته لا بمجرد الكتابة، من كتب القرآن ولم يعمل به ما ينفعه، أو كتب الأحاديث الصحيحة ولم يعمل بها ما تنفعه، بل تكون حجة عليه، هذه من الخرافات التي يفعلها بعض الناس، يكتبون أشياء ورؤيا، أو كلما يقولون من كتبها حصل له كذا وحصل له كذا، ومن وزعها حصل له كذا، هذا كله باطل، كله من خرافات الدجالين والكذابين -نسأل الله السلامة والعافية-. 
 
6-   رجل يدرك الركعة الثانية مع الإمام في المغرب، وربما الثانية في الفجر، وعلى هذا سوف يكون صلَّى ثلاث مرات للتشهد في المغرب ومرتين في الفجر، فماذا يفعل في الجلسة الزائدة؟ وكيف يكون تفصيلها؟ وما حكم من قرأ التشهد فيها؟
هذه الجلسة متابعة للإمام، الجلسة التي يجلسها بعد الركعة الأولى التي أدركها وهي الركعة الثانية في حق الإمام، هذه جلسة تابعة، جلسة تابعة للإمام، يجلس تبعاً للإمام، وهكذا في المغرب في الفجر والمغرب، وهكذا إذا أدرك ركعة من الظهر أو العصر أو العشاء فإنه يجلس بعدما يصلي الركعة الأولى التي يقضيها يجلس في التشهد، ثم يقوم ويصلي الثنتين التي فاتته. فالحاصل أن هذه الركعة التي أدركها مع الإمام في الفجر وفي المغرب يجلس فيها جلسة مع الإمام تبعاً للإمام، وإذا قرأ فيها التحيات التشهد الأول والصلاة على النبي تبعاً للإمام فلا حرج في ذلك، ولو لم يقرأ لا حرج عليه؛ لأن هذه ما هي بجلسة في حقه، ليست التشهد الأول ولا التشهد الأخير، لكن إذا قرأ تبعاً للإمام هذا حسن إن شاء الله ولا يضر، وإنما الواجب عليه في الجلسة الأخيرة بعد قضاء الركعة التي فاتته في الفجر، وبعد قضاء الركعتين في المغرب عليه التشهد الأخير، التشهد الأخير والتشهد الأول بعدما يأتي بركعة في المغرب، يتشهد التشهد الأول وجلوسه مع الإمام إنما هو متابعة، وإنما الجلسة التي تلزمه بعدما يقضي ركعة من المغرب يجلس للتشهد الأول ثم يصلي الثالثة ويجلس للتشهد الأخير، وفي الفجر يقضي الركعة التي عليه ويجلس للتشهد الذي يجب عليه، وهو التشهد الذي فيه السلام، هذا واجب عليه، أما جلسته مع الإمام فإنها لا تلزمه إلا متابعة الإمام، يجلس متابعة للإمام ولا يلزمه فيها قراءة التشهد، لكن إذا قرأه فلا حرج. 
 
7-  أحياناً يصلي الرجل نافلة ولكنه قد يسهو فيها، فهل يلزمه سجود السهو؟
مثل الفريضة، كالفريضة، إذا كان نوى ثنتين ثم جلس بعد الأولى أو سلم بعد الأولى، يكمل يأت بالثانية ويسجد للسهو. 
 
8-  إذا زاد عدد الركعات في الصلاة أو نقص شيء من ذلك ولم يسجد سجود السهو، هل الصلاة تكون باطلة؟
هذا فيه تفصيل: إذا كان عزم على ترك السجود وهو في الصلاة فهذا إذا تعمد ذلك وهو يعلم الحكم الشرعي تبطل صلاته، أما إذا كان جاهل أو ناسي ما تبطل، صلاته صحيحة. أما إذا كان إنما كمل الصلاة على نية السجود للسهو ثم نسيه أو تعمد تركه بعد ذلك بعدما سلم صلاته صحيحة، ويأثم في تركه سجود السهو. الواجب عليه أنه مكمل لصلاته، ولا تبطل به صلاته؛ لأنه كملها بالسلام، وهذا السجود واجب عليه لإكمال الصلاة، فإن سجد فهو الواجب عليه وإن لم يسجد أثم وصلاته صحيحة وهو آثم. أما إن تركه ساهياً أو جاهلاً بالحكم الشرعي فلا شيء عليه. 
 
9-  أنا أعزب وأريد أن أحج بيت الله الحرام، هل يكون حجي صحيحاً قبل أن أتزوج؟
نعم، لك أن تحج، بل يجب عليك أن تحج إذا كنت قادراً ولو لم تزوج، الحج يجب مع الاستطاعة على الأعزب وغير الأعزب، من استطاع السبيل إليه وجب عليه الحج وإن كان لم يتزوج، ولكن يجب عليك البدار بالزواج إذا استطعت؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج). فعليك أن تبادر قبل الحج، من حين تستطيع، فإذا أخرت ولم تبادر وجب عليك الحج. 
 
10-  نحن عشرة من أسرة واحدة، فينا البعض لم يصلِ، نصحتهم ولم يستجيبوا حتى الآن، هل أواصل الأكل والشرب والسكن معهم أم بما تنصحونني؟
تعمل بالأصلح إن كان هجرهم أصلح فاهجرهم ولا تأكل معهم، ولا تسكن معهم، وإن كان بقاؤك للدعوة والتوجيه أصلح فيما تعتقد فلا مانع من البقاء معهم للدعوة والتوجيه لعل الله يهديهم بأسبابك، أما إذا كانوا مستهترين ولا يبالوا بنصيحتك، فالواجب هجرهم، المشروع لك هجرهم، وعدم البقاء معهم. 
 
11-  صار هناك خلاف بيننا في مسألة ما إذا أراد إنسان أن يذبح شاة هل يقول: بسم الله أو لا، ومن لم يقل هل تكون ذبيحته مباحة؟
الواجب أن يسمي؛ لأن الله أمر بالتسمية، فالواجب أن يسمي الله عند الذبح، يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، أو بسم الله، ويكفي، وإذا تعمد تركها وهو يعلم الحكم الشرعي لم تحل الذبيحة، لكن إذا تركها ناسياً أو جاهلاً فالذبيحة حلال. أما إن تركها عامداً وهو يعلم الحكم الشرعي فالذبيحة لا تحل في أصح قولي العلماء؛ لأن الرسول أمر من أراد الذبح أو الصيد أن يسمي الله. 
 
12-  اشرحوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق)؟
هذا الحديث اختلف العلماء في وصله وإرساله منهم من ضعفه لإرساله، والصواب أنه لا بأس به، وأنه متصل. ومعناه أن الطلاق ينبغي تركه إلا من حاجة، هو حلال ليس بحرام، ولكنه أبغض الحلال، لما فيه من التفرقة بين الرجل وأهله، فينبغي للمؤمن أن لا يلجأ إلى الطلاق إذا وجد حيلة في ترك الطلاق، فإذا أمكن استصلاحه الزوجة والبقاء معها على حالة حسنة، فالمشروع له ترك الطلاق، فإذا دعت الحاجة إلى الطلاق لسوء عشرتها أو لفسقها أو لأسباب أخرى لكونه لم يحبها ما جعل الله في قلبه لها مودة فلا بأس في ذلك. المقصود أن الطلاق حلال عند الحاجة إليه، ولكنه أبغض الحلال إلى الله، والمعنى في هذا الترهيب في عدم الطلاق، والحث على البقاء مع الزوجة إذا أمكن ذلك، لما في البقاء مع الزوجة من الخير والعفة، ولأنه سبب للأولاد وعفته وعفتها، وغض البصر، إلى غير هذا من المصالح، لكن إذا كانت المودة غير موجودة، أو كانت هناك أسباب أخرى من سوء خلقها أو فسقها أو أسباب أخرى رأى المصلحة في طلاقها فلا حرج في ذلك. 
 
13-  في مجتمعنا وفي بعض المجتمعات الأخرى يعيبون على المرأة المتوفى عنها زوجها أن تتزوج بعده، فما حكم عملهم؟
هذا غلط، ولا يجوز لهم أن يعيبوها، بل عليها أن تتزوج وتجتهد في عفة نفسها، وغض بصرها، وتحصيل الذرية، وإنما يحرم هذا على أزواج النبي فقط -عليه الصلاة والسلام-، حرم الله على أزواجه -صلى الله عليه وسلم- أن ينكحن بعده، وأما غيرهن فلا حرج عليهن في ذلك، ولا تعاب في تزوجها بعد زوجها الذي مات، والذي يعيبها قد غلط وأخطأ عليها، بل ينبغي تشجيعها على الزواج لما فيه من الخير العظيم، والمصالح الجمة. 
 
14-   يسأل عن تفسير قول الحق -تبارك وتعالى-: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]. بعض الناس يقولون: إن الله -سبحانه وتعالى- موجود في أي مكان بذاته، وإذا كان الكلام كذلك فما هو دليل الآية القرآنية؟
الآية الكريمة معناها واضح عند أهل السنة والجماعة، وقد أخبر الله سبحانه في ثلاثة مواضع من القرآن أنه استوى على العرش، منها هذه الآية، ومنها قوله سبحانه في سورة الأعراف وفي سورة يونس: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [(3) سورة يونس]. ومعنى استوى ارتفع وعلا، وهو استواء يليق بجلال الله، لا يشابه خلقه في استوائهم، لا يشابه خلقه في استوائهم على الدابة أو على السفينة أو السيارة أو الطائرة لا، استواء يليق به، لا يماثل خلقه سبحانه وتعالى، كما قال جل وعلا: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [(11) سورة الشورى]. وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ [(4) سورة الإخلاص]. وقال عز وجل: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ [(74) سورة النحل]. والله -جل وعلا- فوق العرش، ومن قال إنه في كل مكان فقد غلط وضل عن سواء السبيل، وهو كافر عند جمع من أهل العلم من أهل السنة والجماعة؛ لأن الله فوق العرش، وعلمه في كل مكان -سبحانه وتعالى-، فالقول إنه في كل مكان من قول أهل البدع والضلال والإلحاد، أما أهل السنة والجماعة فيقولون إنه فوق العرش قد استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته وعلمه في كل مكان لا يخفى عليه خافية -سبحانه وتعالى-، والعرش هو سقف المخلوقات وأعلاها، والله فوقه -سبحانه وتعالى-، يعلم أحوال عباده لا تخفى عليه خافية -جل وعلا-. فالواجب على كل مسلم أن يعتقد ذلك، وأن يؤمن بذلك، على الوجه اللائق بالله-سبحانه وتعالى-، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل؛ كما قال ربنا -عز وجل-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [(11) سورة الشورى]. -سبحانه وتعالى-. هذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأتباعهم بإحسان. 
 
15-  إذا كان شخص ما على الطريقة التيجانية فهل يجوز أن يصلي بالناس إماماً؟
الطريقة التيجانية طريقة خبيثة رديئة لا يجوز اعتناقها، ولا البقاء عليها، ولا يجوز أن يتخذ أهلها أئمة في المساجد، ولا يصلى خلفهم، بل الواجب تركها والحذر منها، وقد كتبنا في ذلك ما تيسر، وذلك المكتوب يوزع لمعرفة حقيقتها، فنصيحتي لأهلها أن يتركوها وأن يستقيموا على طريقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صلواتهم وفي سائر أعمالهم، يقول الله -عز وجل-: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [(21) سورة الأحزاب]. فالأسوة هو النبي هو النبي -صلى الله عليه وسلم- لا أحمد التيجاني ولا غيره، فالواجب على أهل الإسلام أن يتأسوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أقوالهم وأعمالهم وسيرتهم، وأن يستقموا على دينه وطريقه عليه الصلاة والسلام، وأن ينفذوا ما أمر الله به ورسوله، وأن ينتهوا عما نهى الله عنه ورسوله. أما العقيدة التيجانية فهي طريقة محدثة، وبدعة منكرة، ولا يجوز أن يؤخذ منها إلا ما وافق الكتاب والسنة، ما وافق الكتاب والسنة لا بأس، منها ومن غيرها؛ لأن الاعتبار بموافقة الكتاب والسنة، وما خالف ذلك وجب طرحه وتركه. 
 
16-  إذا اختلف العلماء في تحريم شيء معين فما حكم الاتجار بذلك الشيء؟
هذا يختلف إذا كان ذلك الشيء المعين فيه دليل يدل على تحريمه لم يجز للمسلم بيعه على الناس ولا عرضه على الناس ولا تشجيعهم عليه مباشرته، إذا علم أن الله -جل علا- حرم ذلك، فليس له أن يحتج بخلاف المخالفين، بل يجب عليه أن يحذر ما حرم الله عليه، ويبتعد عن ذلك، مثل ما أسكر كثيرة، بعض الفقهاء يقول: إذا كان القليل لا يسكر جاز استعماله، وهذا غلط، بل ما أسكر كثيره فقليله حرام؛ كما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-، هكذا ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما أسكر كثيره فقليله حرام). فإذا علم أن هذا العصير أو هذا الشراب أو هذا المأكول كثيره يسكر وجب ترك قليله، وحرم على الناس تعاطي قليله وكثيره جميعاً سداً للذريعة، وحسماً للمادة، وعملاً بالحديث الصحيح: (ما أسكر كثيره فقليله حرام). وهكذا ما أشبه ذلك. 
 
17-  بعض العلماء يقولون: إن الموالد ليست صحيحة، فهل هذا صحيح أم لا؟
نعم، الاحتفال بالموالد بدعة، لا يجوز الاحتفال بالموالد، لا مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا غيره؛ لأن الرسول عليه السلام قال: (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة). وقال عليه الصلاة والسلام في خطبة يوم الجمعة: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة). والاحتفال بالموالد بدعة، ما فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه -رضي الله عنهم وأرضاهم-، ويكفي المؤمن التأسي بسنته -صلى الله عليه وسلم-، والسير على منهاجه، وعدم الإحداث، فمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ليست بالبدع، ولكن باتباع طريقه، وامثتال أوامره، وترك نواهيه، والصلاة والسلام عليه عند ذكره -عليه الصلاة والسلام-، وفي كل وقت. أما إحداث البدع فذلك مما يغضبه -عليه الصلاة والسلام-، ومما نهى عنه وأنكره -عليه الصلاة والسلام-، وهو مما يغضب الله -عز وجل-، والله –سبحانه- أنكر على أهل البدع قال سبحانه: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ [(21) سورة الشورى]. فالواجب على كل مسلم أن يتبع ولا يبتدع، عليه أن يتبع الشريعة ويكفي والحمد لله، أما الابتداع فهو شر وبلاء، فالدين كامل بحمد الله، الله أكمل الدين، فليس للناس أن يحدثوا شيئاً ما شرعه الله، لا الاحتفال بالموالد ولا غيرها، ومن ذلك البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، هذه بدعة، ومن وسائل الشرك، ومن ذلك تجصيصها، واتخاذ القباب عليها والستور، هذا بدعة أيضاً، ومن أسباب الشرك ووسائله. فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا البدع، وأن يبتعدوا عنها حتى لا يخالفوا نبيهم -عليه الصلاة والسلام-، وحتى يتبعوه فيما أمر به، وفيما نهى عنه -عليه الصلاة والسلام-. 
 
18-  أهل قريتنا يأكلون لحم الثعلب، فهل لحمه حلال أم حرام؟
هذه من المسائل التي تقدمت المختلف فيها العلماء، فالثعلب دل النص على تحريمه فلا يجوز لأحد أن يبيحه للناس أو يبيعه على الناس، وهكذا القط السنور ..... البس المعروف محرم؛ لأنها كلها من ذوات النيبان، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل ذي ناب من السباع فأكله حرام). فهي سبع، القط سبع، والثعلب سبع، والذئب سبع، والكلب سبع، كله حرام، ليس لأحد أن يأكله، ولا أن يبيعه، فلا يباع السنور، ولا الكلب، ولا الذئب، زجر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن السنور وعن ثمن الكلب، والذئب من باب أولى، والأسد كذلك، كل هذه السباع لا تباع، ولا تحل، بل هي حرام، فالثعلب من ذلك، الثعلب من جملة السباع المحرمة، وهو يصيد الطيور، ويفترسها.  
 
19-  في قريتنا مقبرة تقع على طريق الناس، فما هي نصيحتكم ؟
الواجب تسوريها حتى لا يطؤها الناس، وحتى لا يمتهونها، تسور، ويجعل لها باب للحاجة حتى لا يطأها الناس، وحتى لا يمتهنا الناس، وفي الإمكان الاتصال بالمحكمة حتى تقوم باللازم

365 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply