حلقة 675: هل يقع الطلاق في حالة الغضب - حكم من كانت تطبخ الطعام لزوجها المفطر في رمضان وهي صائمة - الولد الذي لا يصلي ولا يطيع أمه هل للأم أن تهجره - حكم من لم تكن تعلم أن عليها زكاة في حليها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

25 / 50 محاضرة

حلقة 675: هل يقع الطلاق في حالة الغضب - حكم من كانت تطبخ الطعام لزوجها المفطر في رمضان وهي صائمة - الولد الذي لا يصلي ولا يطيع أمه هل للأم أن تهجره - حكم من لم تكن تعلم أن عليها زكاة في حليها

1-   إنه قد حصل بيني وبين زوجي مشكلة، وضربني في ليلة من رمضان، وقال لي وهو في حالة غضب شديد: أنتِ مائة وستين طالق، ولم يسمع هذا الكلام غيري، ولما تصالحنا وأخبرته بموضوع الطلاق قال لي: إنه لا يعتبر طلاقاً؛ لأنه كان في حالة غضب شديد، وأنه لم يطلقني، وبعد ثلاث سنوات من هذه المشكلة المذكورة أعلاه حصل بيني وبينه خلاف وأنا في حالة ولادة، وقال لي: أنتِ ستين طالق، ولما أخبرته بذلك بعد ذلك الحال قال أيضاً: إنه لم يطلق؛ لأنه كان في حالة غضب! وأريد أن أخبركم بأنني امرأة وحيدة ومقطوعة من شجرة، فإذا كنت أصبحت طالقاً أو مطلقة منه فهل أستطيع أن أعيش معه في بيت واحد، ولكن كلٌ منا يبقى غريباً عن الآخر من أجل أولادي فقط، حتى ييسر الله عليّ؟ أرجو إفتائي، في هذا جزاكم الله خيراً؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد سبق أن ذكرنا لك أن الواجب عليك الامتناع منه، وعدم تمكينه منك ما دام لا يصلي فهو كافر وليس له حق عليك بالتمتع بك. أما الطلاق الذي صدر منه فإذا كان قد اشتد غضبه ولم يعِ ما يقول في الغضب في المرة الأولى والثانية فلا يقع الطلاق إذا كان غضباً شديداً قد غير عليه شعوره، بسبب طول النـزاع بينك وبينه حتى اشتد غضبه وتغير شعوره فإنه لا يقع الطلاق. أما إذا كان غضباً خفيفاً لم يغير الشعور ولم يشتد عليه حتى أغلق عليه عقله فإنه يقع به الطلاق، فهذا يحتاج إلى أنه يسأل أهل العلم، وهذا كله بعد توبته إلى الله، بعد توبته من ترك الصلاة. أما أنتِ الآن فلا يقربك أبداً حتى يتوب إلى الله من ترك الصلاة، وأما إذا كان الطلاق الأخير في النفاس فلا يقع أيضاً، إذا كان في النفاس، ما بعد طهرت من النفاس فلا يقع، فيكون لعلتين لشدة الغضب وكونه في النفاس. أما الأول إذا كان قد تغير شعوره بسبب طول النـزاع والكلام بينك وبينه وشدة غضبه التي أوجبت أنه ضربك وتغير شعوره فإنه لا يقع الطلاق. أما الغضب المتوسط الذي ليس فيه شدة تغلق عليه شعوره، وتضيع عليه عقله، فإنه يقع معه الطلاق، فأنتِ اتصلي بالمحكمة وأخبريها بالواقع حتى تنظر المحكمة في الموضوع، وحتى تمنعه منك، وحتى تقيم عليه حد الله، لتركه الصلاة، وإذا تاب تاب الله عليه، -نسأل الله له الهداية-. 
 
2-  إنه في المدة التي ذكرتها في رسالتها وهي عشرون عاماً لم يصم في رمضان، وكنت أطبخ له الطعام ليأكل وأنا صائمة، فهل علي ذنب في ذلك؟
نعم عليك إثم في ذلك، وعليك التوبة إلى الله من ذلك، لأنك بالطبخ له بالنهار أعنتيه على معصية الله، والله يقول -جل وعلا-: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [(2) سورة المائدة]. فالطبخ له في نهار رمضان، أو تقديم الطعام أو الدخان أو الخمر كله معصية، كله منكر، شر في شر، فليس لك أن تعينه على عدم الصيام لا بالطعام ولا بالشراب ولا بالتدخين إن كان يدخن ولا بالخمر؛ لأنه هذه معاصي في معاصي -نسأل الله العافية-، بل عليك أن تنصحيه وتمتنعي، وتقولين: لا أعينك على هذا الأمر، ........... يخدم نفسه ويبوء بالإثم الذي عليه وحده. 
 
3-   إن عندي ولد من ذلكم الرجل وهو الذي يبلغ الثامنة عشر من عمره تقريباً وهو لا يطيعني، ولا يسمع كلامي، وفوق ذلك يسبني ويشتمني ويسمع كلام والده ويطيعه طاعة عمياء، ولا يصلي حتى الآن؟
هذا أخذ بخلق والده -نسأل الله العافية-، فعلى والده مثل إثمه -نسأل الله العافية-؛ لأنه رباه على الباطل والشر، مثلما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فأبواه يهوداه أو ينصرانه). فهذا الولد الخبيث خرج على طريقة أبيه، فادعي الله له بالهداية، ادعي له بالهداية أن الله يمنّ عليه بالهداية، وعلى أبيه لأنه في الحقيقة فعل منكرات كثيرة سبه لكِ، وتركه الصلاة، وعدم قيامه بواجبه نحوكِ، فالواجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يصلي ويصوم، وأن يبر فيكِ، وأن يطلب رضاكِ حتى تسمحي له، هذا هو الواجب عليك، ولا يجوز له أن يطيع أباه في المعصية لا في ترك الصلاة ولا في غير ذلك، بل يجب أن يعصي أباه في هذا، وأن يخالف أباه، فيصلي، ويبر والدته، ويصوم رمضان، ويحذر ما حرم الله عليه، هكذا يجب عليه، فنسأل الله له الهداية ولأبيه، وأن يردهما إلى الصواب، وأن يعيذهما من الشيطان، وأن يعينك على مخالفتهما، وعلى عدم الطاعة لهما فيما يغضب الله -جل وعلا-، فليس لك أن تعيني لا ولدك ولا زوجك على معاصي الله، عليك أن تبتعدي عن ذلك، وأن لا يقربك هذا الزوج الكافر حتى يتوب إلى الله -عز وجل-، وحتى يرجع إلى الصواب. 
 
4-   عندي بعض الحلي التي أستعملها وقد سمعت في برنامجكم أنه تجب الزكاة في الحلي، وقد مر علي سنين وأنا لا أزكي، فكيف تكون زكاتها، إي: زكاة الذهب، أرجو إعلامي بذلك، وإذا كانت زكاتها بدفع مبلغ من المال فأنا لا أملك أي مال، وزوجي لا يعطيني، فهل أبيع منها وأزكيها؟
عليكِ الزكاة في المستقبل الماضي ليس عليك فيه؛ لأنك لم تعلمي، فعليك الزكاة في المستقبل، حين علمت تبيعي من الحلي وتزكي والحمد لله، تبيعين منها وتزكي عن السنة الحاضرة وما بعدها بعد العلم في كل ألف خمسة وعشرون، في الألف خمسة وعشرون ريال، وفي الألفين خمسون ريال، وهكذا.. 
 
5-    ما رأي سماحتكم في من يلعب الورق، هل يؤثر ذلك على عبادته، علماً بأنه لا يترك الصلاة، ولا يتخذها وسيلة للتأخر عن العبادة بل هي للاستجمام -كما يقول-؟
الحمد لله الذي لم تعقه عن الصلاة، ولا عما أوجب الله، ولكن الواجب عليه تركها؛ لأنها من آلات الملاهي، فالواجب تركها، والاعتياظ عنها بشيء مما ينفع، من قراءة القرآن من قراءة الأحاديث المذاكرة مع إخوانه فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم، العمل الذي لا حرج فيه من المسابقة على الأقدام، من التحدث فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم، أما لعب الورق وغير ذلك من آلات الملاهي فالواجب تركها، والصلاة صحيحة، لا تؤثر فيها هذه اللعبة، لكن المعاصي تنقص الإيمان، كل المعاصي تنقص الإيمان وتنقص فضل الصلاة وثوابها وتنقص الأعمال الأخرى، عند أهل السنة والجماعة الإيمان يزداد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وقد دلت الأدلة الشرعية على ذلك، فإذا أطاع ربه، واستقام على دينه زاد إيمانه وكمل إيمانه، وإذا تعاطى بعض المعاصي من غيبة أو نميمة أو تعاطي بعض الملاهي أو غير هذا من المعاصي فهو نقص في الإيمان، كل معصية تنقص الإيمان، وتضعف الإيمان.  
 
6-   ما رأي سماحتكم في من يتخذون من العمل وسيلة لترك صلاة الجماعة، أو من يتخذون من الاختبارات والامتحانات المدرسية وسيلة لإفطار شهر رمضان؟
لا يجوز للمسلم أن يحتج بالعمل على ترك الجماعة، ولا بالاختبارات على ترك الجماعة، أو على الفطر في رمضان، بل الواجب على المسلمين أن يقوموا بالواجب من الصلاة في الجماعة، وصيام رمضان، وأن يعدوا للاختبار ما يلزم في الليل، أو ينقل الاختبار من رمضان إلى شوال، أو قبل رمضان في شعبان، أما أن يجعل الاختيارات في رمضان فهذا ليس بطيب، ولا ينبغي للمسؤولين أن يجعلوه في رمضان، بل ينبغي لهم أن يعينوا الطلبة على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وهكذا الرئاسة العامة لتعليم البنات كلهم الواجب عليهم أن يعينوا أبنائهم الطلبة وبناتهم الطالبات على طاعة الله ورسوله، والصيام لاسيما في أيام القيظ والأيام الطويلة يشق عليهم معه الاختبار، فالواجب أن يقدم أو يؤخر، من باب الإعانة على الخير، ومن باب التعاون على البر والتقوى، وبكل حال فليس له أن يفطر من أجل الاختبار، بل يستعد في الليل ولا يفطر، وعلى المسؤولين أن يقدموا الاختبار أو يؤخروه عن رمضان، لكن متى بُلي الطالب ولم يؤخر الاختبار فإنه لا يستبيح الفطر بذلك، بل يستعد في الليل بما يلزم للاختبار ويعينه الله، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ومن يتق يجعل له من أمر يسراً، فالواجب عدم التساهل، وأن يعمل كل ما يستطيع حتى ينجح إن شاء الله، ولا يقع فيما حرم الله، وسوف يعينه الله إذا صدق في ذلك، وسوف يسهل الله أمره في نجاحه وسلامته. وعلى المسؤولين كما تقدم أن يتقوا الله في طلبهم الطالبات، وأن يراعوا ظروفهم، وأن يعينوهم على الخير، وأن يقدموا الاختبار قبل رمضان، أو يؤخروه عن رمضان في جميع السنوات هذا هو الواجب عليهم؛ لأن الله يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى [(2) سورة المائدة]. والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). 
 
7-  ما هو رأي الإسلام في مهنة المحاماة؟، وهل كانت موجودة في عهد الصحابة والخلفاء الراشدين؟
المحاماة هي الوكالة في الخصومات، وهذه الوكالة موجودة من عهد النبي إلى يومنا هذا، الوكيل لا بأس به. هذه التسمية كمحاماة هذا اسم جديد، فإذا كان المحامي يتق الله، ولا يساعد صاحبه بالمنكر والكذب فلا حرج عليه، الواجب عليه أن يتق الله في محاماته، وأن يطالب الحق، وأن لا يكذب، وأن لا يعين صاحبه على معصية الله، فإذا كان يطالب بالحق الذي يعلمه، أو يطلب من القاضي الحكم بالشرع الذي يعلمه القاضي ولا يعلمه المحامي فلا حرج عليه في ذلك. أما أن يتعمد كذباً، أو... على كذب أو على غش فهذا لا يجوز له، فهو آثم في ذلك، وظالم، فعلى المحامي وهو الوكيل أن يتق الله، المحامي هو الوكيل في الخصومة، فعليه أن يتق الله وأن لا يتعمد باطلاً، ولا يعين على باطل، بل يطلب لموكله الحق فقط، يقول: أنا وكيل لفلان وأنا أطالب بالحق الذي شرعه الله، سواء كانت الخصومة في أرض أو في حيوانات أو في سيارات أو في غير ذلك، يطلب من القاضي الحكم بالحق الذي يعمله من شرع الله، ويأت بالبينة المطلوبة منه، ويبين ما عنده من الحقيقة لا بالكذب، وإذا بين ما لديه وصدق في ذلك ولم يتعمد باطلاً ولا زوراً فلا حرج عليه. 
 
8-  ما هي الشروط اللازمة للخطيب؟، وهل تصح خطبة من هو أعزب إذا لم يوجد غيره في البلد؟
شروط الخطيب: أن يكون ذا علم وذا بصيرة، أو يخطب من كتاب مأمون قد وضعه أهل العلم والبصيرة، فيخطب منه على الناس إذا كان صوته يسمع الناس، أو من طريق المكبر، وكان عدلاً، أما إذا كان معروفاً بالمعاصي فينبغي أن لا يولى الخطابة ينبغي أن يولى أهل العدل والخير والفضل. فالمقصود أن الخطيب إذا كان مسلماً صحت صلاته، وصحت خطبته إذا حصل المقصود بها من وعظ الناس، وتذكيرهم من جهة نفسه لكونه عالماً، أو من كتاب يحصل به المقصود مما ألف في خطب الجمعة فلا حرج في ذلك، وينبغي للمسؤولين أن لا يولوا إلا أهل الفضل والعدالة والاستقامة، لكن لو قدر أنه ذو معصية وصلى بالناس صحت صلاتهم على الصحيح، ما دام مسلماً فالمعصية لا تبطل صلاته ولا صلاة من خلفه، لا جمعة ولا جماعة، لكن المسؤولون المشروع لهم والواجب عليهم أن يتحروا في ذلك، وأن يجتهدوا في تولية الأخيار، وأن لا يولوا على المسلمين لا في الإمامة ولا في الأذان ولا في الخطابة إلا من عرف بالخير والاستقامة والأهلية من الخطابة؛ لأن ذا علم وبصيرة، وللإمامة؛ لأنه ذو فضل وبصيرة وصالح للإمامة، وهكذا في الأذان لأنه ذو أمانة وعدالة وصوت حسن، فالمسؤولون يختارون لهذه المسائل لهذا الوظائف من هو أهل لها، وإذا علموا أن هذا الرجل ليس صالحاً لهذه الوظيفة إما لعي في لسانه فلا يصلح أن يكون خطيباً، أو لأنه معروف بالمعاصي أو بالبدعة فلا يولى، وهكذا الإمام لا يولى إذا كان معروفا بالمعاصي، بل يولى على المسلمين خيارهم وأفاضلهم، ومن هو صالح للإمامة لحسن تلاوته، وعدالته في نفسه، وكونه أهلاً للصلاة لطمأنينته، وأدائه حق الصلاة، وهكذا الخطيب يكون أهلاً لذلك، كونه يحسن الخطابة؛ ولأنه ذو علم وفضل، أو أنه يخطب من كتاب معروف معتمد من تأليف أهل العلم والبصيرة المعروفين بالاستقامة. 
 
9-   أريد أن أحمل مصحفاً صغيراً في جيبي ليحميني من نظرات السوء، وخواطر الشيطان، فهل يجوز ذلك، علماً بأن الإنسان لا يستطيع أن يبقى متوضئاً دائماً، فهل يصح حمله بدون وضوء وبدون مسه باليد؟
حمله بهذه النية لا يجوز؛ لأن هذا معناه أنك جعلته تميمة، جعلته حجاب ليقيك العين وغيرها هذا باطل، ليس حمله مما يقي العين، ولكن تحمله للقراءة لا بأس، تحمله في جيبك حتى تقرأ إذا تيسر في المسجد أو في بيتك لا بأس، وتحمله بغلاف إن كنت على غير طهارة يكون في غلاف تحمله به، أما أن تحمله ليقيك ...... العين بزعمك، أو الآفات هذا غلط وهذا باطل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له). وهذا يعم كل شيء، فليس لك أن تحمل المصحف لهذه النية، وهذا القصد، ولكن تحمله لتقرأ فيه لا بأس بهذا، تقرأ فيه إذا كنت على طهارة، وإذا كنت على غير طهارة يبقى في جيبك حتى تتوضأ وتقرأ لا بأس، وتحمله بعلاقة، أو بغلاف. 
 
10-   كما نعرف بالنسبة للمسح على الخفين فإنه يجوز المسح للمقيم يوم وليلة، أي بمعنى خمسة أوقات، والسؤال هو: متى يبدأ وقت المسح هل يبدأ من لبس الخف، أم يبدأ من بداية المسح؟
الصواب أنه يبدأ من المسح بعد الحدث، إذا لبسته على طهارة ثم أحدثت ببول أو ريح أو غيرهما ثم توضأت أول وضوء هذا هو المبدأ، فإذا أحدثت مثلاً بعد الظهر ثم توضأت للعصر يكون وضوء العصر هو أول شيء، فإذا جاء العصر الثاني تخلع، وهكذا لو أحدثت في الضحى ومسحت على الخفين بعد الطهارة للظهر يكون المبدأ الظهر، فإذا جاء الظهر غداً خلعت وتوضأت للظهر، وهكذا.. البدء يكون من المسح بعد الحدث في الطهارة التي بعد الحدث أول ما لبست. 
 
11-   رجل تأخر عن صلاة الجمعة فأدرك التشهد، ورجل تأخر عن صلاة الجمعة فأدرك الركعة الثانية، ما العمل في كلا الحالتين؟، هل يتم الصلاة أربع ركعات أم ركعتين؟
الذي أدرك ركعة من الجمعة هذا قد أدركها، هذا يضيف إليها أخرى، بعد سلام الإمام يأت بركعة ثانية، ثم بعد التشهد والدعاء يسلم، وقد تمت جمعته، لما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أدرك ركعة من الجمعة فليضف إليها أخرى وقد تمت صلاته). ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة). أما الذي التشهد فقط فهذا يصلي ظهراً فاتته الجمعة، إذا كانت الشمس قد زالت صلّى ظهراً، وأما إن كان ما زالت الشمس فإنه لا يصلي إلا بعد زوال الشمس؛ لأن بعض الناس يصلي الجمعة قبل زوال الشمس قد يبكر، والذي ينبغي للخطباء والأئمة أن يتأخروا حتى تزول الشمس؛ لأن الجمهور من أهل العلم يرون أنها لا تجزئ إلا بعد الزوال كالظهر، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها تجزئ بعد الزوال لأدلة وردت في ذلك، لكن الأحوط للمؤمن أن يتأخر حتى يصليها بعد الزوال، خروجاً من الخلاف، فإذا جاء المتأخر وأدرك الإمام في التشهد وقد زالت الشمس فإنه يصلي أربعاً، إذا سلم الإمام يقوم يصلي أربعاً بنية الظهر، أما إذا كان ما زالت الشمس فإنه يصلي ركعتين نافلة ويصلي ظهراً بعد ذلك في بيته أو في المسجد أو في أي مكان. 
 
12-  حجيتُ العام الماضي ورأيت الناس يرمون الجمار بعد الفجر فرميت معهم، ما حكم ما فعلت؟
إذا كان ذلك يوم العيد أجزأ إن شاء الله، والأفضل بعد طلوع الشمس، لكن ليلة العيد لا بأس بالرمي في آخر الليل في النصف الأخير ولا بأس بالرمي بعد الفجر، والأفضل بعد طلوع الشمس، أما إذا كان في أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر فالرمي قبل الزوال لا يجزئ، وعليك أن تعيده بعد الزوال، فإذا كانت الأيام ذهبت ولم تعد فعليك دم عن ترك الرمي؛ لأنك في حكم من لم يرم، فعليك دم يذبح في مكة عن الفقراء بسبب ترك الواجب وهو رمي الجمار بعد الزوال. 
 
13-  هل قص الشعر ولبس السحاب وجدل الشعر جديلة واحدة حرام أم حلال؟
قص الشعر للتخفيف لا بأس به وتركه أفضل؛ لأنه زينة وجمال، وإذا كان لها زوج لا تقص إلا برضاه ومشاورته، وقد ثبت أن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته جززن رؤوسهن وخففنها؛ لأن لها مؤونة ومشقة، فإذا قصت من رأسها، وخففت منه؛ لأنه طويل فلا بأس، ولكن لا تفعل إذا كان لها زوج إلا برضاه، وإذا جعلته جدايل فهذا أجمل وأحسن؛ لأنه من جمال المرأة أن يكون لها جدايل ويكون رأسها طويلاً هذا من الجمال، ولكن الناس في العهد الأخير هذا صاروا يرغبون في تقصير الرأس وتخفيفه. والسحاب لا حرج فيه إذا كانت تصون العورة، المهم صون العورة وضبط العورة، فإذا كان من إمام أو من خلف لا حرج في ذلك، لكن الأفضل أن يكون من أمام؛ لأنه أمكن في ضبطه، وإذا كان من خلف، ولكنها قد ضبطته وحفظت عورتها ولا تسحبه إلا عند الحاجة إلى خلع الملابس فلا بأس بذلك ولا حرج إن شاء الله. المقدم: جدل الشعر جديلة واحدة؟ الشيخ: لا حرج يكون إلى خلفها لا بأس بذلك، وإن جعلته ثلاث قرنان وواحدة ......... الخلف كله حسن إن شاء الله، ...... قرنان يعني عن يمين وشمال و....... تكون خلفها بين كتفيها هذا كله حسن، وإن جمعته كله وجعلته خلفها فلا بأس، الأمر في هذا واسع. المقدم: لا أدري من يشوش على الناس بمثل هذه الأفكار سماحة الشيخ؟ الشيخ: لا أعلم، لا أعلم له أصل، لكن إذا كان في الموت، فالأفضل له أن يجعل ..... يجمع ويكون خلف ...... كما فعلت أم عطية ببنت النبي -صلى الله عليه وسلم-، جمعته وجعلته خلف ظهرها في جديلة واحدة. أما في الحياة تفعل ما هو أجمل ......... أهل بلدها إذا كان أهل بلدها يجعلون جدايل جعلته جدايل، وإن كان يجعلون خلف ظهورهم فلا بأس، وإن كانوا يجعلون ثلاثاً ثنتين عن يمين وشمال وواحدة خلف الظهر فلا بأس؛ لأن المقصود التجمل، فإذا كان أهل بلدها لهم عادة، وطريقة في التجمل بهذا الرأس تفعل مثل أهل بلدها، ولا حرج في ذلك، الأمر في هذا واسع. 
 
14-   عندنا في مصر في بعض القرى الريفية أناس يقومون بأعمال الطبل والمزمار، ويقولون: إننا نخرج الجن من الناس ومن النساء، فما حكم ما يفعلون؟
هذا من عمل بعض الصوفية، وهو منكر غلط لا يجوز فعله، ولا يجوز تقليدهم، بل يجب الإنكار عليهم، يتعبدون بالطبل والمزامير والغناء هذا منكر، وهذا من فعل بعض طوائف الصوفية، فأنت يا أخي تنكر عليهم ذلك وإخوانك تنكرون عليهم، وتعلمونهم وترشدونهم أن هذا لا يجوز، وأن الواجب الاشتغال بما شرع الله من العبادة من صلاة وقراءة وذكر لا بالطبل والمزامير. 
 
15-   إنه توفي زوجها منذ أشهر ولها بنات وأولاد كبار متزوجون، وهي قد انقطع عنها العذر الشرعي، فكم تكون عدتها، علماً بأن عمرها ستون عاماً؟
عدتها مثل غيرها أربعة أشهر وعشر؛ لأن الله -جل وعلا- قال: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا [(234) سورة البقرة]. وهذا عام للتي يأتيها الحيض وللشابة وللكبيرة، يعم الجميع، الله -جل وعلا-، قال: وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا [(234) سورة البقرة]. والأزواج يعني الزوجات، فعلى الزوجة أن تربص أربعة أشهر وعشراً سواء كانت كبيرة في السن أو شابة، تحيض أو لا تحيض، عليها أن تعتد أربعة أشهر وعشراً، يعني مائة وثلاثين يوماً مطلقاً ولو كانت تحيض. الواجب عليها العدة المذكورة أربعة أشهر وعشراً؛ كما قاله الله-عز وجل-، وهكذا جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المتوفى عنها زوجها تعتد أربعة أشهر وعشراً؛ كما نص عليه القرآن الكريم، وعليها في هذه العدة الإحداد أيضاً، والإحداد تجنب الزينة من ملابس، لا تلبس ملابس الجميلة، ولا تكتحل، ولا تمس الطيب، ولا تلبس الحلي من الذهب والفضة والماس، ولا الملابس الجميلة حتى تكمل العدة. والخلاصة تلاحظ خمسة أمور، المعتدة بالموت خمسة أمور تلاحظها: الأول: بقائها في بيت زوجها الذي مات وهي ساكنة فيه، تبقى فيه تكمل العدة إذا تيسر ذلك، إذا أمكن ذلك، أما إذا كان لم يمكن؛ لأنه استأجره وقد انتهت مدته، أو لأنها تستوحش ما عندها .... معها..... تذهب إلى أهلها.. ولا بأس بخروجها عند الحاجة إلى الطبيب أو إلى المحكمة إن كان هناك خصومة أو لحاجتها لا بأس، وترجع إلى بيتها. الأمر الثاني: تلبس الملابس العادية التي ليس فيها جمال ولا فتنة، سوداء، أو خضراء، أو غير ذلك، لا تختص بالسوداء، ولو خضراء، ولو صفراء، لكن غير جميلة. الثالث: عدم الطيب لا بالبخور ولا بالأطياب الأخرى إلا إذا طهرت من الحيض إذا كانت تحيض إذا طهرت من الحيض لا بأس أن تستعمل البخور حين طهرها من حيضها. الرابع: عدم الحلي، لا ذهب ولا فضة ولا ماس، لا أسورة ولا قلائد ولا خواتم تجتنب هذا، حتى تنتهي. الخامس: عدم التكحل والحناء حتى تنتهي من العدة. هذه خمسة أمور على المعتدة من الوفاة أن تلاحظها. وأما باقي الأمور من جنس النساء، لها أن تغير ثيابها متى شاءت، لها أن تغتسل متى شاءت، لها أن تغسل رأسها بالشامبو، بالسدر لا بأس، لها أن تمشي في حديقة بيتها، في سطوح بيتها، في القمراء وغير القمراء، لها أن تمشي بالنعال بالخفين وغير الخفين، تمشي حافية لا بأس، لها أن تكلم بالتلفون من تحتاج تكليمه، أو من كلام رجل أو امرأة إذا كان فيه كلام مباح، لا بأس أن تتكلم بالتلفون من يزهم عليها إذا كان كلامه مباحاً، أما المغازلة مع الشباب ومع الأجناب فلا يجوز هذا، لا للمعتدة ولا غير المعتدة، حرام على الجميع، أما أن يتكلم، يزهم يسأل عن شيء، أو يعزيها، أو يدعو لها، أو يسألها عن حاجة لا بأس بذلك، وإن كان غير محرم، إذا كان كلاماً نزيهاً ليس فيه محرم، أو يسلم عليها، أو غير ذلك من الحاجات، أو هي تزهم على أحد، على أخيها، على أبيها، على شخص آخر تسأله عن شيء عن حاجة لا بأس. 

564 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply