حلقة 20: التوكيل في الرمي لغير عذر - توجيه لكيفية التعامل مع الأقارب - حكم من حلف على شيء - حكم دعاء ختم القرآن - هل في القرآن الكريم مجازا - حكم علاج السحر - صلاة الضحى حكمها - بر بأبيك وإن رباك غيره - صلاة الوتر - صلاة التسابيح

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

20 / 50 محاضرة

حلقة 20: التوكيل في الرمي لغير عذر - توجيه لكيفية التعامل مع الأقارب - حكم من حلف على شيء - حكم دعاء ختم القرآن - هل في القرآن الكريم مجازا - حكم علاج السحر - صلاة الضحى حكمها - بر بأبيك وإن رباك غيره - صلاة الوتر - صلاة التسابيح

1- قمت بالحج في العام الماضي مع الوالدة وأخٍ لي، وفي يوم العيد نزلنا إلى منى مبكرين، وعندما وصلنا إلى منى طلب مني أخي أن أبقى مع الوالدة، وأخبرني بأنه سوف يرمي نيابةً عني، وأنه ليس لازماً الرمي بنفسي، مع أن الزحام لم يكن شديداً، وكذلك في اليوم الثاني لم أرم، وإنما رمى هو نيابةً عني، حيث كان الزحام شديداً، فهل يجوز لي ذلك أم لا، وإذا كان لا يجوز فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فإذا كان الواقع هو ما ذكرته السائلة، وأنه رمى عنها أخوها بلا عذر وهي مستطيعة ليس بها مانع فإن عليك أيها الأخت في الله دماً، يذبح في مكة للفقراء عن ترك الرمي وأنت قادرة، نسأل الله للجميع التوفيق والقبول. إذا كان أخوها أبقاها مع والدتها لأنسها ولقضاء حوائجها؟ ليس بعذر، عليها الدم يذبح بمكة، كالضحية، شاة، رأس من الغنم، كالضحية، تذبح في مكة للفقراء.  
 
2- معظم أقاربي القريبين جداً لي متكبرون، أصلهم ويقطعون، وأعطيهم ويحرمون، ولا يقدرون للمعروف قدراً، وإذا وجهنا لهم النصائح لا يقبلون النصح، ويتكبرون على الحق، بل يسفهونه، ولا أدري كيف العمل معهم، ومجالسهم كلها غيبة ونميمة، ولا أرتاح في الجلوس معهم، أرجو أن توجهوني، حيث أخشى أن أتعرض للإثم؟ جزاكم الله خيراً
ننصحك ونوصيك بأن تستمر في النصيحة، مشافهةً أو مكاتبة، وتشجع أيضاً من يرجى أنهم يتأثرون به وينتفعون بنصيحته، تشجع من كان كذلك على نصيحتهم، كأعمامهم وأخوالهم أو آباءهم أو أمهاتهم، لقول الله سبحانه: وتعاونوا على البر والتقوى، ولقول الله عز وجل: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، هذا هو الواصل، الذي يصلهم وإن قطعوه، ويحسن إليهم وإن أساؤوا، وفي الحديث الآخر أنه جاءه عليه الصلاة والسلام رجل فقال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت لكأنما تسفهم المل، يعني النملة، ولا يزال معك من الله عون عليهم ما دمت على ذلك، هذا مثلك يحسن ويسيئون إليه فأنت أبشر بالخير وأحسن واصبر ولا يزال مع من الله عون عليهم ما دمت على هذه الحال، وأما مجالسهم فلا تحضرها، إذا كانت المجالس فيها المنكر، فيها الغيبة والنميمة، أو منكرات أخرى إن حضرت فأنكر، فإن قبلوا منك وإلا فقم، المقصود أنك لا تحضر مجالس الشر، لكن إن حضرت فانصح، ووجه وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن قبلوا وإلا فقم، لا تحضر، لا تبقى، بارك الله فيك ونفع بك.  
 
3- شخصٌ سئل عن شيء يعرفه، فحلف بالله العظيم أنه لا يدري عن ذلكم الشيء، وهو الآن نادم أشد الندم على ما فعل، ما كفارة ذلك، وما الشيء الذي يجب عليه فعله؟ جزاكم الله خيرا
عليه التوبة إلى الله، عليه التوبة من كتمانه العلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سئل عن علمٍ فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نار، إلا إذا كان ذلك الشيء يخشى من إخباره الفتنة وشراً عظيماً هو معذور، فإن كتم العلم، إذا كان في كتمه مصلحة أكبر من إظهاره فلا بأس، مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما أخبره بحق الله على العباد وحق العباد على الله، قال معاذ: أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا، ثم بشر بها معاذ، والنبي صلى الله عليه وسلم بشر بذلك وأخبر الأمة بذلك، لإبلاغها للحجة، وإقامتها للحجة، فالمقصود إذا كان إخبارك بما سئلت عنه يترتب عليه شر تراه عظيماً وخطيراً فأنت معذور.  
 
4- حلفت بالله العلي العظيم ثلاث مرات على أن أفعل شيء إذا لم يحصل ما أريد، وأنا في يقين نفسي مترددة في ذلك ومتأكدة أنه لن يحصل هذا الذي أريده، ومتأكدة أنني لن أنفذ الذي وعدت به، وإنني الآن نادمة جداً، فهل علي إثم؟ جزاكم الله خيراً
إذا حلف الإنسان على شيء يفعله أو لا يفعله ثلاث مرات أو أربع أو عشر أو أكثر فإنه إذا حنث يكون عليه كفارة واحدة، الكفارة تكون واحدة، إذا كان المحلوف عليه شيئاً واحداً، كأن يقول: والله لا أكلم فلاناً، والله لا أكلم فلاناً، والله لا أكلم فلاناً، أو والله لا أزور فلاناً، والله لا أزور فلاناً، والله لا أزور فلاناً، ثم زاره أو كلمه كفارة واحدة، أو قال والله لأتزوجن فلانة، والله لأتزوجن فلانة، والله لأتزوجن فلانة، ثم لم تزوج، كفارة واحدة، أو والله لأسافرن إلى بلد كذا، والله لأسافرن، والله لأسافرن، ثم رأى عدم السفر، كفارة واحدة.  
 
5- امرأة غاب عنها زوجها فترةً طويلة، ولما طال بها الغياب ذهبت إلى القضاء وطلقت نفسها، ولم تتزوج حتى عاد زوجها، واتفقا على الرجعة، وتراجعا، السؤال: هل تحسب تلك طلقة على الرجل، وإذا كان الجواب نعم، ما ذنب الرجل في ذلك، أقصد أنه لم يتدخل في الموضوع، فما دخله، نرجو أن تنورونا؟ جزاكم الله خيراً
عليهما أن يراجعا المحكمة التي فسخت النكاح، عليهما أن يراجعا المحكمة التي تم على يدها فسخ النكاح.  
 
6- بعض الناس يحتاجون إلى مبالغ، ويذهبون يشترون سيارات بالتقسيط ثم يقومون ببيعها كاش بسعرٍ أقل من الذي اشتروها به، فهل ذلك جائز أم أنه داخلٌ في الربا؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.
لا حرج في ذلك، لأن الحاجة تدعو إلى هذا الأمر، الحاجة تدعو إلى مثل هذا الأمر، أن يشتري الإنسان السلعة كالسيارة بثمن مؤجل أقساطاً، لأنه في حاجة إلى أن يبيعها بعد ذلك، ويتزوج أو يقضي ديوناً عليه، أو يعمر سكناً له، أو يكمل سكناً له، أو ما أشبه ذلك، المقصود أن هذا لا بأس به، إذا اشترى سيارةً أو غيرها بأقساط لآجال معلومة، ثم باعها بأقل من ذلك بعد قبضها، إذا اشترى من مالكها التي هي عنده، إذا اشتراها من مالكها التي هي موجودة عنده، ثم باعها بعد قبضها وحوزها بثمنٍ أقل أو مماثل أو أكثر فلا حرج في ذلك، لأن الحاجة تدعو إلى هذا، ليس كل واحد يجد من يقرضه، فيبيع السيارة ونحوها ثم يتزوج أو يكمل عمارة بيته، أو يستعين بها في شيءٍ آخر.  
7- إذا أسقطت المرأة حملها قبل أن تنفخ فيه الروح، هل هذا السقط ينفع والديه يوم القيامة؟ جزاكم الله خيرا
قبل أربعة أشهر لا يسمى ولداً، إنما يسمى ولد بعد الأربعة، بعد نفخ الروح فيه، يغسل ويصلى عليه ويعتبر طفلاً ترجى شفاعته لوالديه، أما قبل ذلك فليس بإنسان، وليس بميت، ولا يعتبر طفلاً، ولا يغسل ولا يصلى عليه، ولو كان لحمةً فيها تخطيط، ولا يجوز لها إسقاطه، ليس للمرأة أن تسقطه، إلا في الأربعين الأولى إذا دعت الحاجة إلى ذلك كالعجز، في الأربعين الأولى لا بأس إذا دعت الحاجة إلى هذا الشيء، المصلحة الشرعية.  
 
8- عندما أصلي في البيت فإنني أنشغل في الصلاة بالنقوش المرسومة على السجاد، فلا أستطيع الخشوع في صلاتي، فهل يصح لي أن أغمض عيني أثناء الصلاة؟
ترك الإغماض أفضل وأولى ويستحب لك أن تلتمس مصلى ليس فيه نقوش، سجادة ما فيها نقوش، أو غيرها، ولو أغمضت لا حرج، لو أغمضت عينيك لا حرج، لكن ترك ذلك أفضل، والإغماض لا بأس به إلا أن تركه أولى.  
 
9- هل يصح للمصلي أن يجهر في صلاته في الصلوات غير الجهرية، كالظهر والعصر، أو في الركعات الأخرى بعد التشهد الأول، أو الجهر في السنن وصلاة الضحى مثلاً؟
السنة السر، إلا في الليل، السنة في صلاة النهار السر إلا صلاة الفجر وصلاة الجمعة، وصلاة الكسوف، والاستسقاء أما النوافل العادية في النهار السنة فيها السر، وهكذا في صلاة الظهر والعصر السنة فيها السر.  
 
10- إذا سها المصلي في صلاته، فصلى ركعتين أو ثلاثاً ثم سلم، وقام، وبعد مدة تذكر أنه ترك الصلاة ناقصةً، فهل يعيد الصلاة؟
إن ذكر قريباً كمل وسجد السهو، إن ذكر قريباً بأنه سلم ثنيتن في الظهر أو في العصر ثم ذكر قريباً يكمل، ويسجد السهو بعد السلام، هذا هو الواجب، والسنة أن يكون السجود بعد الصلاة أفضل، وإن سجد قبل السلام فلا بأس، أما إن طال الفصل، ولم يتذكر إلا بعد أن طال الفصل فإنه يعيدها كلها.  
 
11- ما رأي سماحتكم فيمن يبيع مثلاً أساور من ذهب من دكان ما، ثم يقبض مبلغ الأساور بيده، وبعد ذلك يشتري أساور جديدة من نفس الدكان، هل يلزمه أن يبيع الأساور في دكان ثم يشتري من دكانٍ غير الذي باعهن فيه؟
لا حرج في ذلك، أن يبيع في دكان ويشتري من صاحب الدكان، إذا لم يكن ذلك مشارطة فلا بأس، شيء باعته الأسورة ثم اشترت أسورة أخرى أو خواتم أو قلائد لا حرج في ذلك.إذا لم يكن تواطؤ و شرط.  
 
12- هل الحمرة التي توضع على الشفتين تمنع وصول الماء عند الوضوء إلى الشفتين، وهل استعمالها محرم؟
الحمرة والديرم وأشباهها لا تمنع الماء، ولا حرج في ذلك، أما إذا كان شيء له جرم يمنع الماء يزال عند الوضوء كالمناكير وأشباهها في الأظفار أما إذا كان حمرة فقط كحمرة الحنا ونحوه والديرم فهذا لا يضر ولا يمنع الماء.  
 
13- من وضع الساعة المنبهة لصلاة الفجر وأوصى أهله، فلم يصلِّ إلا متأخراً؛ لأن النوم غلب عليه، فما حكم ذلك، وما حكمه إذا تكرر ذلك منه بكثرة؟
إذا كان ذلك قهراً عليه، ولم يتسبب في ذلك فلا حرج عليه، لقول الله سبحانه: (فاتقوا الله ما استطعتم)، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أما إذا كان هو المتسبب، يصيف ما يصل إلا مصيف، ولو وضع الساعة ولو كلفهم هو غير معذور لأنه المتسبب، أما إذا..... في المسجد بعد صلاة العشاء، ولم يستطع القيام لأسبابٍ منعته، مرض أو ثقل نوم مع وجود الأسباب من الساعة والموقظين، والله يعلم أنه صادق في ذلك فلا حرج عليه، أما التحيل فلا يجوز، كونه يضع الساعة ويوصيهم، ويتأخر ولا ينام إلا مصيف، ما يستطيع يقوم، هذه حيلة لا تجوز، ولا تنفعه.  
 
14- هل دعاء ختم القرآن بدعة، وهل يلزم من ترك الركعتين الأخيرتين من صلاة التراويح في آخر جزء من أجزاء القرآن الكريم، أي: ليلة التختيم؟ وجهونا جزاكم الله خيرا
دعاء ختم القرآن ليس بـ....، لم يزل أهل العلم يفعلونه من أهل الصحابة إلى يومنا هذا، لا حرج في ذلك، وليس ببدعة، أما سؤاله الثاني ما فهمته. أحسن الله إليكم، كأنه يقول هل يلزم أن يكون ختم القرآن الكريم في الركعتين الأخيرتين من التراويح؟ لا، ما يلزم، إن شاء ختم في أول التراويح وإن شاء ختم في أثناءها، الختمة ليس لها محل محدود، سواء يختم في أول التراويح أو في أثناءها، أ و في آخرها، المقصود إذا انتهى من القرآن يختم، إذا انتهت القراءة يختم في الركعة المناسبة، إذا انتهى في أول التراويح يختم في أولها، إذا كمل القرآن في آخر التراويح ختم، وهكذا.
 
15-  هل في القرآن الكريم مجاز؟
هذا فيه تفصيل، أما المجاز الذي يعتاده البلاغيون هذا ليس فيه مجاز، أما أن القرآن نزل بلغة العرب، في سعة اللغة، ومجازها التي يجوز فيها يعني، مجاز مصدر جاز يجوز من الجواز، لا من المجاز الاصطلاحي، فهذا لا بأس، مثل ما قال جل وعلا: واسأل القرية، واسأل العير، جناح الذل، هذا من لغة العرب، من توسعها وسعتها، لا بأس بذلك، موجود في القرآن، أما المجاز الذي اصطلح عليه البلاغيون وأنه يصح نفيه، هذا ليس في القرآن، هذا المجاز الاصطلاحي ليس في القرآن.  
 
16- سمعت أنه لا يجوز علاجه، ما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيراً.
السحر يعالج، السحر نوعان، نوع خيالي كما قال جل وعلا: (يخيل إلي من سحرهم أنها تسعى)، تزوير على العيون..... لا حقيقة له، ونوع ثاني حقيقة، قد يمرض إنسان، قد يذهب عقله، قد يفرق بينه وبين زوجته، فيعالج بالقراءة وبالأدوية، يعالج بالقراءة وبالأدوية الشرعية المباحة.  
 
17- يسألكم -يحفظكم الله- عن صلاة الضحى، وعن وقتها، وعدد ركعاتها، وكيف تؤدى، وهل يجب على الإنسان أن يقرأ فيها سوراً معينة، أم أي شيء من القرآن؟
صلاة الضحى سنة، أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، وفعلها في بعض الأحيان - عليه الصلاة والسلام- وفعلها يوم الفتح، صلى ثمان ركعات في الضحى يوم الفتح فهي سنة مؤكدة، ووقتها ما بين ارتفاع الشمس قيد رمح إلى وقوف الشمس، الضحى كله، وقتها ما بين ارتفاع الشمس قيد رمح إلى وقوف الشمس قبيل الظهر، فإذا صلاها في أول الوقت أو في أثناءه فقد أصاب السنة، لكن أفضلها عند اشتداد الضحى، إذا اشتد الحر، وبلغت الفصال، كما قال صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: صلاة الأوابين حين .......، يعني حين يشتد حر الرمضاء على أولاد الإبل. فصلاتها في الضحى في ارتفاع الضحى أفضل وإن صلاها بعد ارتفاع الشمس فقد حصلت السنة، ويقرأ فيها ما تيسر، سوراً أو آيات، ليس فيها شيء مخصوص، يقرأ فيها ما تيسر من الآيات أو من السور وأقلها ركعتان، تسليمة واحدة، وإن صلى أربع أو ست أو ثمان أو أكثر يسلم بين كل ثنتين فكله حسن، والنبي صلى الله عليه وسلم صلاها يوم الفتح، صلى ثمان ركعات يسلم بين كل ثنتين عليه الصلاة والسلام.  
 
18- يسأل أخونا عن حكم الشرع في شخصٍ لم يربه أبوه -كما قال-، ولم يربه أي نوع من العناية، حتى أثناء طفولته، بالرغم من مقدرة الوالد على الإنفاق على الابن، فهل تجب حينئذٍ الصلة بين الأب وابنه؟
نعم، على الولد أن يبر بوالده، ومعرفة حقه والإحسان إليه ولو أساء الوالد، ولو قصر، فالوالد عليه التوبة إلى الله من تقصيره، عليه أن يتوب إلى الله من تقصيره في حق ولده في تربيه، ولكن هذا لا يبرر للولد العقوق، بل يجب على الولد أن يبر والديه وإن قصرا في حقه، قال الله في حق الكافرين: في قصة لقمان: (وصاحبهما) في الدنيا معروفا، ولو كانا كافرين، فالواجب على الولد الإحسان إلى والديه وبرهما والرفق بهما، ومعاملتهما المعاملة الطيبة الحسنة وإن قصرا في حقه.  
 
19- يسأل سماحتكم -يحفظكم الله- عن صلاة القنوت، وكم عدد ركعاتها، وما هو وقتها؟
سبحان الله، ما يطلق عليها صلاة القنوت، صلاة الليل، صلاة التراويح، ما يقال صلاة القنوت، القنوت دعاء يكون في الركعة الأخيرة هذا يسمى القنوت، الدعاء بعد الركوع في الركعة الأخيرة في الوتر يسمى قنوت، ولا يقال لها صلاة القنوت، يقال صلاة الليل، صلاة التراويح، فالمقصود صلاة الليل ليس لها حد محدود، إن أوتر بواحدة أو بثلاث أو بخمس أو بأكثر، لكن السنة أنه يسلم بين كل ثنتين، ثم يختم بواحدة، يوتر بواحدة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، يعني ثنتين ثنتين، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى. 
 
20- يسأل عن صلاة التسابيح؟
صلاة التسابيح غير ثابتة، هي أربع ركعات تسبح فيها ثلاثمائة تسبيحه، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لكنها غير ثابتة، حديثها غير صحيح.  
 
21- لقد من الله سبحانه وتعالى علي وإخواني الاثنين وابن أختي بعمرة في شهر رمضان لهذا العام، وبعد أن أكملنا الطواف والسعي قمنا بالتقصير من رؤوسنا بالمقص الذي وجدناه مع بعض المعتمرين الذين قاموا بتقصير شعورهم، وعندما رجعنا قيل لنا: إن هذا التقصير غير جائز؛ لأنه لم يشمل كامل شعر الرأس، فما حكم ذلك، وهل علينا كفارة، مع العلم أنه لا يوجد لدينا علم بذلك، كما نرجو أن تتفضلوا بإيضاح تقصير الشعر في مثل هذه الحالة وكيفيته؟
الواجب تعميم التقصير، الواجب على الحاج والمعتمر أن يعمم تقصير الرأس، عموم الرأس، يقص من أطراف الشعر عموماً، كما يحلق الرأس كله، لكن من جهل ذلك فلا حرج عليه إن شاء الله، بأن قصر في شيءٍ من ذلك، وعليه أن يراعي في المستقبل إن شاء الله، في المستقبل يعمم، أما هذه المرة فلا حرج إن شاء الله.  
 
22- إنني في رمضان مضت علي يومان كنت مريضاً، وبعد رمضان لم أقضِ بل صمت الست من شوال، وأريد بعد صيام الست أن أقضي ذلكم الصيام الذي فاتني، فما حكم ما فعلت؟
المشروع لك أن تقدم صيام اليومين قبل الست، لكن لما جهلت هذا تصومهما بعد ذلك والحمد لله، ولا شيء عليك إذا صمتهما قبل رمضان فإن أخرتهما إلى رمضان آخر فعليك مع الصيام إطعام مسكين عن كل يوم صاع لليومين عن كل يوم نصف صاع تعطيه بعض الفقراء.   
 
23- ما عقوبة من يبخل على بنيه، أو زوجته، أو أولاده، من ناحية الملبس؟
الواجب عليه تقوى الله، وأن ينفق على زوجته وأولاده النفقة اللازمة لأمثالهم لا إسراف ولا تقتير، عليه أن ينفق على الرجل أن ينفق على زوجته وأولاده النفقة العرفية ويلبسهم الملابس العرفية لأمثالهم فلا إسراف ولا تبذير فإذا قصر في ذلك فعليه التوبة إلى الله والإنابة إليه وعدم العودة. في ختام هذا اللقاء....  

483 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply