حلقة 136: حكم القاتل نفسه - مس المرأة - الإعتراض على القدر - الاستغفار دون الإقلاع عن المعاصي - فتح المذياع على القرآن وعدم الإستماع له - قراءة القرآن بدون تدبر - حد الإسراف - صلاة التطوع - شروط خطيب الجمعة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

36 / 50 محاضرة

حلقة 136: حكم القاتل نفسه - مس المرأة - الإعتراض على القدر - الاستغفار دون الإقلاع عن المعاصي - فتح المذياع على القرآن وعدم الإستماع له - قراءة القرآن بدون تدبر - حد الإسراف - صلاة التطوع - شروط خطيب الجمعة

1- هل يعد قاتل نفسه من المخلدين في النار، وإذا كان كذلك فهل يصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، ويعزى أهله فيه، ويستغفر له؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقتل النفس من أكبر الكبائر ومن أعظم الجرائم، فقد حرم الله على العبد أن يقتل نفسه، قال الله جل وعلا: ..وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) سورة النساء، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة)، هكذا يقول صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة)، حديدة أو سيف أو بندق أو غير ذلك، فالواجب الحذر، ولو أصابه شدة ولو أصابه مرض شديد، أو قلق أو غير ذلك، فيجب عليه أن يتقي الله وأن يحذر قتل نفسه، لكن لا يخلد في النار خلود الكفار، من جنس بقية أهل المعاصي تحت مشيئة الله جل وعلا، قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء.. (48) سورة النساء، فقتل النفس من جملة المعاصي التي دون الشرك، فهو تحت مشيئة الله إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عذبه على قدر الجريمة التي فعلها، ثم بعد التطهير والتمحيص يخرجه الله من النار إلى الجنة؛ بسبب توحيده وإيمانه وإسلامه الذي مات عليه، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة خلافاً للخوارج والمعتزلة، فالخوارج يكفرون بالمعاصي والمعتزلة يجعلونه مخلداً في النار، أما أهل السنة والجماعة فيقولون: لا، لا يخلد، ولكنه متوعد بالنار قد يعفى عنه، وقد يدخل النار فإن دخلها فإنه لا يخلد خلود الكفار، وإن خلد خلوداً خاصاً طال مكثه، لكن لا يخلد خلود الكفار، لا يخلد في النار أبد الآباد إلا الكفار خاصة، أما العاصي فقد تطول مدته وقد تقصر، ولكنه يخرج من النار، المآل والمصير الخروج من النار إلى الجنة؛ لأنه مات على الإسلام، والقاتل المسلم 
 
2- يقول الله تبارك وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: ((وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا* فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا)) [العاديات:5]، تقول: فسروا لي هذه الآيات؟
هذا في وقت آخر.  
 
3- هل يجوز أن يتكلم شخصٌ مع المصلي أثناء صلاته، بأن يوصيه مثلاً أن يفعل كذا، أو لا يفعل شيئاً؟
لا حرج في ذلك، إذا دعت الحاجة إلى هذا، كأن يقول: له اتق الله لا تعجل في صلاتك، اطمئن في صلاتك، أو يقول: إذا صليت فلا تخرج سوف يأتي فلان وفلان، أو ما أشبه ذلك من الحاجات العارضة لا بأس أن يتكلم معه وهو يصلي.  
 
4- هل مس يد المرأة ليد الرجل -وليس هناك قصد- هل يؤثر ذلك على وضوئهما أو لا؟
مس المرأة فيه تفصيل، وله ثلاث حالات: إحداها: أن يمسها بشهوة، والثانية: ألا يمسها بشهوة، بل مس عادي، والثالثة: أنه سواء بشهوة أو بغير شهوة، لا يضر، والصواب أن مسها لا ينقض الوضوء سواء كان عن تلذذ أو عن غير تلذذ هذا هو الصواب، وأما قوله سبحانه: ..أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء.. (43) سورة النساء، فالمراد به الجماع، أي جامعتم النساء، فمس المرأة إذا مسها بغير شهوة لا ينقض الوضوء، وهكذا لو مسها متلذذا مس يدها أو قبَّلها فإنه لا ينتقض الوضوء في ذلك، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها ثم يصلي ولا يتوضأ، فالمقصود أن تقبيل المرأة أو مس يدها أو قدمها أو وجهها لا ينقض الوضوء على الصحيح مطلقا، إلا إذا خرج منه شيء كالمذي انتقض الوضوء، أما ما دام المس بدون شيء لا يخرج شيء فالصواب أن هذا المس لا ينقض الوضوء، لحديث عائشة رضي الله عنها: (كان يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ) اللهم صلِّ وسلم عليه.  
 
5- أحيانا إذا أصابتني مصيبة أو حادثة أو ابتلاء أجد في قلبي نوعاً من الاعتراض، ويظهر ذلك على صفحة وجهي كنوع من العبوس، ولكني أحاول أن أستعيذ بالله وأن أحمده وأستغفر من هذا الذي أجده في قلبي، وما يظهر على وجهي، وأحاول ألا أتفوه بما يغضب الله، بل أكثر من الاستغفار والذكر وعمل الصالحات قدر المستطاع، فهل اعتراضي الخفي يؤثر على معتقدي وعلى ديني؟
لا يضرك ما دمت تعالج الموضوع بهذا العلاج، والحمد لله، بالتوبة والندم والإقلاع والاستغفار وحساب النفس وجهادها لا يضرك، والحمد لله، هذا هو الواجب على المسلم عندما يعرض له شيء يخالف الشرع يواجه ذلك بالتوبة والإنابة إلى الله والاستغفار والندم وهكذا ولا يضره ذلك، والحمد لله.  
 
6- أكرمنا الله سبحانه وتعالى بالاستغفار، وقد قرأت في كتاب الأذكار أن شخصاً تعلق بأستار الكعبة وقال: اللهم إن استغفاري مع إصراري لؤم، وأن تركي الاستغفار مع علمي بسعة عفوك لعجز، ما صحة ما قيل؟
الواجب على المؤمن الاستغفار والتوبة ولو أصر، يجاهد نفسه، والتعلق بأستار الكعبة لا أصل له في هذا، ولكن في أي مكان يتوب إلى الله، في بيته، في المسجد، في الطريق، في أي مكان، عند الكعبة في المسجد الحرام في الطواف في السعي في أي مكان، والواجب هو الإنابة إلى الله والعزم الصادق على ترك الذنوب، وما هو بلؤم، بل الواجب عليه أن يستغفر الله وأن يجتهد ولو كانت المعاصي موجودة، يحاسب نفسه ويجاهدها حتى يترك هذه المعاصي، وجود الله وكرمه سبحانه يوجب للمؤمن الطمع في رحمة الله والحرص على الاستغفار وألا ييأس ولو بقيت المعاصي لا ييأس، لا ييأس، يجاهد نفسه، وهذا مما يجب عليه، وهذا من توفيق الله له، فيلح ويجتهد في الدعاء ولو بقيت معه المعاصي حتى تزول، لا يتساهل يقول: أنا يائس، لا، الله يقول: ..لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ.. (53) سورة الزمر ، ويقول: ..وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ.. (87) سورة يوسف، فأنت إذا أصريت فلا تيأس، جاهد نفسك في الندم والإقلاع وترك المعاصي حسب طاقتك في كل وقت، ولا تيأس من رحمة ولا تقنط، بل هذا من الكيس أن تجتهد وليس من العجز، بل من الكيس أن تجتهد في التوبة والندم والإقلاع ومحاسبة النفس والحرص على صحبة الأخيار وتذكر عظمة الله وما يجب عليك من حقه حتى تتوب إليه، وحتى تنيب إليه، فهو سبحانه جواد كريم، ذو الرحمة الواسعة والمغفرة الواسعة، فلا تقنط ولا تيأس، ولكن إياك أن تطاوع الشيطان في عدم التوبة والاستغفار.  
 
7- أحاول -بحمد لله- أن استغل كل دقيقة في طاعة الله، وأحياناً أكون في عمل يحتاج إلى تفكير أو تركيز، ومع ذلك أترك المذياع على القرآن، فهل أكون بذلك مصيبة، أو أنني مخطئة؟
لا، في مثل هذا يغلق المذياع حتى تجمعي قلبك على التفكير والنظر في الأمر المطلوب منك، لأن استماع القرآن مع التفكير فيه تشويش، وعدم إعطاء القرآن حقه، والله يقول: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ.. (204) سورة الأعراف، وأنت مشغولة ففي مثل هذا يغلق وتقبلي على شأنك ويكون للقرآن أوقات أخرى قلبك فارغ لها، منيب للقراءة مستعد للتفهم والتعقل، فالقرآن له وقت وأفكار الإنسان وحاجاته لها وقت آخر. - سماحة الشيخ من خلال الرسائل التي تصل إلى البرنامج كثير من الأخوات يقلن: إننا نترك المذياع على القرآن الكريم ونحن نعمل في المطبخ في الغسيل في شؤون البيت هل يؤثر هذا سماحة الشيخ؟ ج/ هذا يمكن معه السماع، تغسيل وما تغسيل سهل، لكن المقصود الشيء الذي يحتاج إلى فكر، فإذا كان يحتاج إلى فكر وتأمل يغلق المذياع حتى يقوم الإنسان بالواجب، وحتى يتحرى الشيء الذي ينفعه، ويبرئ الذمة.  
 
8- ما حكم من كانت له نصيب في الزكاة لكنه يرفض أخذها، هل له ذلك أو لا؟
هذا يخضع لما يقدر من المصالح، فإذا كان يرى أن ترك الأخذ من هذا المال من الزكاة فيه مصلحة له فلا بأس، يعني ينظر ما هو أصلح، ما هو بلازم أن يأخذ من الزكاة، إذا كان عنده ما يسد حاله أو زكاة أخرى تيسرت له من جهة أخرى وهذا الذي يأخذ منه الزكاة قد يضره أو يمن عليه أو يؤذيه أو ما أشبه ذلك، إذا كان ترك ذلك لأسباب بينة واضحة فلا بأس، المقصود ينظر ما هو الأصلح، يأخذ من هذا ولا يأخذ من هذا، ينظر ما هو الأصلح في دينه وسمعته وعدم إيذاء المعطي له أو منته عليه، أو ما أشبه ذلك، فيتحرى ما هو أصلح، يتحرى ما هو أصلح. يقول: إنه يخشى أن تُعوَّده الخمول والكسل؟ ج/ إذا كان يخشى ذلك يترك ويعمل يجتهد، إذا كان يستطيع يعمل ويكتسب يعمل ويكتسب لعله يدرك ما يكفيه ويستغني عن الصدقة عن الزكاة، إذا كان عنده قدرة فالواجب عليه أن يعمل ويجتهد ولا يلجأ إلى الصدقة، بل يعمل حتى يدرك حاجته. 
 
9- عند الكسوة في كفارة اليمين، هل هناك أعمارٌ محددة أو لا؟
ما في أعمار، المقصود يعطي عشرة وبس، فلو أعطى إنساناً فقيراً عنده سعة وهو العاشر فكفى والحمد لله، إذا كانوا فقراء. - إذن لا يشترط أن يكون هناك سن معين سواء كانوا أطفالا أو غير أطفال؟. ج/ نعم، نعم. مع أن هناك فارقاً في القيمة سماحة الشيخ كما تعلم؟ ج/ ولو، ينفع الجميع، ينفع الجميع، إذا أخذه وعياله الفقراء نفعه.  
 
10- أنا –ولله الحمد- أبيع وأشتري في الغنم، مع العلم أن البضاعة التي أشتريها أبيعها ولا يدور عليها الحول، ولا أدري هل الفلوس التي أقبضها تجب فيها الزكاة أو لا؟
نعم عليك الزكاة إذا حال الحول، زكِّ الذي في يدك، الذي حال عليه الحول في يدك تزكيه قليل أو كثير ما دام يبلغ النصاب، إذا حال الحول زكِّ الذي في يدك من ثمن الغنم أو من الغنم التي ما بعتها وهي للبيع زكها، زكِّ قيمتها، فإذا حال الحول وعندك أطراف من الغنم أو عندك دراهم زكِّ الجميع حسب قيمة الغنم.  
 
11- أنا إنسان مشغول بالإبل والأغنام، وأكثر الأوقات لا أصلي الجمعة، فهل علي إثم، مع العلم أن المسجد يبعد عني قرابة خمسة عشر كيلو متر؟
هذا بعيد، هذا بعيد معلوم، هذا بعيد، لكن إذا كنت قريباً تسمع النداء عند هدوء الأصوات، وعند هدوء الرياح، تسمع النداء تلزمك، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له)، أما البعيد مثل خمسة عشر كيلو أو عشرة كيلو وما أشبه ذلك، هذا بعيد، صلِّ مع من معك.  
 
12- هل تصح قراءة القرآن الكريم بدون وضوء؟
إذا كان عن ظهر قلب، عن ظهر قلب، غيب، أما من المصحف فلا بد من الطهارة.  
 
13- هل قراءة القرآن بغير تدبر تعد إثماً، إذ أنني أحيانا لا ألاحظ على نفسي التدبر؟ وجهوني جزاكم الله خيراً. وألاحظ أيضاً أنني أكون مشغولاً عند بعض القراءات؟
السنة التدبر، ولو قرأ بغير تدبر فلا حرج، ولكن السنة أن يعتني بالتدبر والنظر فيما يقرأ حتى يستفيد حتى ينتفع؛ لأن الله يقول سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ.. (29) سورة ص، ويقول سبحانه: أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ.. (82) سورة النساء، كل هذا حث وتحريض على التدبر، فالسنة التدبر والعناية والحرص على فهم ما يقرأ والعمل، لكن لو قدر أنه شغل عن ذلك فلا حرج عليه.   
 
14- يسأل سماحتكم عن حكم مسح الأذنين حال الوضوء؟
يجب مسح الأذنين؛ لأنها من الرأس، جزء من الرأس، والرأس يجب تعميمه الرأس كله من أوله إلى آخره مع الأذنين، يدخل إصبعيه في الصماخين ويمسحه بإبهاميه وظاهر أذنيه، وهذا هو الواجب عليه في كل وضوء.  
 
15- ما هو حد الإسراف في المأكل، والمشرب، والملبس، وفرش المنـزل؟
الإسراف هو الذي يزيد عن الحاجة التي جرت بها العادة، ولا يكون له مصرف من الطعام، يلقى في الزبالة أو شيء، فإذا كان هناك مصرف للفقراء أو للطيور أو للحيوانات فليس بإسراف إذا كان فضل شيء، أما كونه يتعمد زيادة الطعام على وجه لا مصرف له فهذا يسمى إسرافاً وتبذيراً، وهكذا في غيرها من الأشياء كالفرش وغيرها إذا كان ليست لها حاجة يكون إسرافاً، بل يعتني بالفرش التي جرت العادة بمثلها جمال وزينة وتستر، والشيء الذي لا حاجة له لا يكلف نفسه، إذا كان إحضاره أو شراؤه يعتبر تبذيراً يعني لا وجه له ولا حاجة له فينبغي أن يحفظ المال، إلا إذا اشترى المتاع الذي يحفظه لوقت الحاجة يحفظه عنده لوقت الحاجة فلا بأس.  
 
16- ما هو حد الإسراف في المأكل، والمشرب، والملبس، وفرش المنـزل؟
الإسراف هو الذي يزيد عن الحاجة التي جرت بها العادة، ولا يكون له مصرف من الطعام، يلقى في الزبالة أو شيء، فإذا كان هناك مصرف للفقراء أو للطيور أو للحيوانات فليس بإسراف إذا كان فضل شيء، أما كونه يتعمد زيادة الطعام على وجه لا مصرف له فهذا يسمى إسرافاً وتبذيراً، وهكذا في غيرها من الأشياء كالفرش وغيرها إذا كان ليست لها حاجة يكون إسرافاً، بل يعتني بالفرش التي جرت العادة بمثلها جمال وزينة وتستر، والشيء الذي لا حاجة له لا يكلف نفسه، إذا كان إحضاره أو شراؤه يعتبر تبذيراً يعني لا وجه له ولا حاجة له فينبغي أن يحفظ المال، إلا إذا اشترى المتاع الذي يحفظه لوقت الحاجة يحفظه عنده لوقت الحاجة فلا بأس.  
 
17-  هل هناك فرق بين صلاة التطوع، وصلاة النفل، وصلاة الراتبة؟
كلها تطوع، النفل والراتبة كلها تطوع، تسمى تطوعاً، ما عدا الخمس الصلوات تسمى تطوعاً، سواء صلاة الضحى أو الوتر أو الرواتب كلها تسمى تطوعاً.  
 
18- هل هناك شروط يجب توفرها في خطيب الجمعة؟
نعم، أن يكون ذا علم، ويستطيع أن يسمع الناس الخطبة، ويكون لها أثرا في وعيهم وتذكيرهم، ينبغي أولاً لا بد من كونه مسلماً، هذا لا بد منه، الصلاة بغير مسلم لا تصح، وإذا كان عدلا كان هو الأولى، وفي عدالته خلاف، لكن كونه عدلا معروفا بالخير هذا الذي ينبغي حتى تقبل موعظته وحتى تؤثر، وأن يكن من أهل العلم والبصيرة فيما أوكل إليه، وكل هذا مطلوب في الخطيب، أما كونه مسلم فهذا شرط، وجماعة من أهل العلم يقولون لا بد أن يكون عدلا أيضا شرط، ولكن الصواب أنه ليس بشرط، لو خطب وهو عاصٍ صحت الخطبة إذا كان مسلما، كما كان الأمراء، كثير من الأمراء يخطبون بالناس وهم عصاة تصح صلاة الجمعة معهم، هذا يعفى عنه، ولكن إذا كان بالاختيار ينبغي لولاة الأمور والمسؤولين أن يختاروا الخطيب الرجل الصالح الفقيه الصالح للخطبة في صوته ووعظه وتذكيره.    
 
19- قلت لزوجتي: إذا ذهبت إلى دار أهلك بدوني تكوني طالقاً، وبعد فترة من الزمن أجبرتها الظروف أن تذهب إلى دار أهلها برغبتي، وذهب معها زوجها ولم يدخل البيت، فما رأيكم؟
ما دام أذنت لها فلا بأس، أنت قلت: بغير إذني، فإذا أذنت لها فلا حرج، والحمد لله، أما إذا لم تأذن هذا فيه التفصيل، إن كنت أردت إيقاع الطلاق، يقع الطلاق، وإن كنت أردت التخويف والتهديد والمنع ولم ترد إيقاع الطلاق فهذا فيه كفارة اليمين، حكمه حكم اليمين، ففيه كفارة اليمين. يقول: إنه قال لها بدوني؟ ج/ بدوني أو بدون إذني؟ بدوني، وذهب معها إلى الباب ولم يدخل؟ ج/ لا حرج ما دام بدوني ....... لا حرج؛ لأنك ذهبت معها إلى الباب.    
 
20- إنني زوجة أخاف الله في كل شيء وأطيعه، ومشكلتي أن زوجي يمنعني من زيارة أهلي أو إرسال الخطابات لهم؛ بسبب مشاكل عائلية وليست دينية -كما تقول-، ويمنعني أن أصلهم، فما هو توجيهكم لي ولزوجي؟
أنتِ عليك السمع والطاعة لا ترسلي لهم رسائل، ولا تزوريهم إلا بإذنه، هذا وقت محدود يزول إن شاء الله، لكن عليك بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وعليك زوجك أن يتقي الله وأن لا يقطعك من أهلك، بل يسمح لك بالزيارة أو بالهاتف بالتلفون حتى تنتهي المشاكل، الواجب عليه أن يتقي الله وألا يكون سببا لقطعتك لأهلك، والواجب عليك أنت أن تستعملي ما هو أقرب إلى رضاه وإزالة المشاكل فلا تعجلي في زيارتهم ولا مراسلتهم حتى تنحل المشكلة إن شاء الله فلا بد من الصبر منك ومنه جميعاً حتى تحل المشاكل منك ومنه، الله يهدي الجميع.  
 
21- هل يجوز صيام الثلاثة الأيام من كل شهر متفرقة، أم لا بد أن تكون متتابعة؟
مشروعاً مطلقاً فرقها أو جمعها يشرع صيام ثلاثة أيام من كل شهر سواء جمعها أو فرقها والحمد لله، وإن صامها أيام البيض فهو أفضل. 

560 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply