حلقة 270: المصافحة - حكم لبس المرأة القفازين - تحديد أيام العادة الشهرية - حجت وقطعت أوراق شجر من منى - أسماء الله وصفاته - حكم وجود الحبر في مواضع الوضوء - كلمة للأزواج في معاملة الزوجات - هل للمرأة أن تصلي مكشوفة القدمين

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

20 / 50 محاضرة

حلقة 270: المصافحة - حكم لبس المرأة القفازين - تحديد أيام العادة الشهرية - حجت وقطعت أوراق شجر من منى - أسماء الله وصفاته - حكم وجود الحبر في مواضع الوضوء - كلمة للأزواج في معاملة الزوجات - هل للمرأة أن تصلي مكشوفة القدمين

1- هل المصافحة على الخدين أم باليد جائز؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه: المصافحة تكون باليدين، اليد اليمنى على يد أخيه اليمنى، وهكذا المرأة مع أختها اليد اليمنى تصافح اليد اليمنى، هذه المصافحة، أما تقبيل الخد ما هو من السنة، السنة المصافحة، وإذا كان الرجل يصافح أمه أو جدته فيقبلها بين عينيها، فلا بأس. 
 
2- والدتي حجت وأحرمت بملابس هدية، فهل يلزمها شيء الآن؟
لا حرج في ذلك، سواء أحرمت في ملابس أهديت إليها، أو ملابسها، ما دامت ملابس مباحة الحمد لله. 
 
3- جدتي أتت إلى بيت الله الحرام وأدت فريضة الحج، ولم ترمِ الجمرات، فرمى عنها زوجها، وكانت تستطيع الرمي لكنها خافت من شدة الزحام؟ وجهونا في ذلك.
إذا كانت تستطيع الرمي ولم ترمِ فعليها دم، لأنه لا يجوز التوكيل إذا كانت قوية تستطيع رمي الجمار، وإنما يباح التوكيل للشيخ الكبير العاجز، عجوز الكبيرة، المريض الأطفال، وأما المرأة القوية والرجل القوي فليس لهما التوكيل، ومن وكل منهما لم يصح رميه وعليه دم، ذبيحة واحدة، تذبح في مكة للفقراء. 
 
4- هل المرأة إذا طهرت من الدورة الشهرية تغتسل وتغير ملابسها، أم أنها لا تغير الملابس؟ أفيدونا بذلك.
المرأة إذا طهرت من حيضها أو نفاسها عليها أن تغتسل عند جميع أهل العلم، كما قال الله جل وعلا: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ (222) سورة البقرة، فلا بد من التطهر، فلا تصلي ولا يقربها زوجها حتى تغتسل، أما الملابس إن جاءها دم يغسل ما أصابه الدم فقط والملابس طاهرة، عرقها طاهر، لكن إذا أصاب ملابسها شيء من الدم يغسل محل الدم، كما أخبرت عائشة- رضي الله عنها- أنهن كن يغسلن ما أصابه الدم في الملابس، فالحاصل أن ملابس المرأة التي حاضت فيها أو نفست فيها طاهرة، ولا يضرها كونها تعرق فيها إلا إذا أصابها دم، فما أصابه دم تغسل، أي بقعة أصابها الدم تغسل، وإذا غسلت الثوب كله فلا بأس، لكن لا ينجس إلا الذي أصابه الدم فقط، فإذا غسلت بقع الدم كفى، وإن غسلت الثوب كله فلا بأس. 
 
5- بالنسبة يا سماحة الشيخ للبس القفازات بالنسبة للفتيات أثناء خروجهن، ما حكم ذلك؟ مأجورين.
لا بأس، إذا غطين أكفهن بقفازات أو بالملابس أو بالعباءة كله طيب، والحمد لله، إلا المحرمة لا، في الإحرام لحج أو لعمرة ليس لها أن تلبس القفازين، ولا أن تلبس النقاب في وجهها وهي محرمة بحج أو بعمرة، أما إذا كانت غير محرمة فلا بأس أن تغطي يديها بالقفازين أو بعباءتها أو بغير ذلك. 
 
6- هل صحيح بأن وقت العادة هو سبعة أيام لا تزيد ولا تنقص، وإذا طهرت قبل السبعة أيام هل تصلي -سماحة الشيخ-؟
السبعة أيام ليست حداً للحيض، يزيد وينقص، قد تكون سبعة قد تكون ثمانية قد تكون خمسة قد تكون ثلاثة، العادة تختلف، لكن المرأة المبتدئة التي ليس لها عادة سابقة تحيض ستة أيام أو سبعة أيام يستمر معها الدم، تتحرى ستة أو سبعة أيام كعادة نساءها ثم تغتسل، أما المرأة التي لها عادة تمشي على عادتها، التي لها عادة ست، خمس، سبع، ثمان، عشر تبقى مع عادتها، ولا يتحدد بسبع ولا بخمس ولا بثمان حسب العادة، مثل ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- لأم حبيبة: (امكثي قدر بقاءك في حيضتك، ثم اغتسلي)، فإذا كانت عادتها عشراً جرت العشر، وإذا كانت عادتها ثلاثاً جلست ثلاثاً، وهكذا، وإذا رأت دماً في حالة الطهر فهذا دم فساد، أو صفرة أو كدرة هذا دم فساد، تتوضأ لكل صلاة، وإنما تجري على عادتها التي استقرت لها، خمس، ست، سبع، ثمان، عشر، أقل، أكثر، إلى خمسة عشر، لا تزيد على خمسة عشر العادة عند جمهور أهل العلم، فالحاصل أنها تقف مع عادتها، إذا كانت العادة خمساً تحيض خمسة أيام، عادتها سبع، سبع، عادتها ثمان تحيض ثمان، وهكذا. 
 
7- والدتي أدت فريضة الحج ولكنها قطعت أوراق من شجرةٍ في جبل بمنى وهي محرمة، ماذا يجب عليها الآن؟
يلزمها الاستمرار والحمد لله، عليها التوبة والاستغفار، ويكفي
 
8- نود من سماحة الشيخ أن يتحدث عن مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات؛ لأننا اختلفنا كثيراً مع الإخوان في ذلك حول هذا الموضوع؟
مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته أنهم يؤمنون بها، ويثبتونها كما جاءت في القرآن والسنة، ويمرونها كما جاءت من غير تحريفٍ ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، هكذا يقول أهل السنة والجماعة، هم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- ومن سلك سبيلهم، يؤمنون بأسماء الله وصفاته الواردة في القرآن الكريم أو في السنة الصحيحة، ويثبتونها لله على الوجه اللائق بالله من غير تحريف لها، ومن غير تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، لا يحرفونها ويغيرونها، ولا يعطلونها كما تفعل الجهمية والمعتزلة، ولا يمثلون صفات الله بصفات خلقه، ولا يكيفون ويقولون: كيفيتها كذا، وكيفيتها كذا، بل يمرونها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، مثل: الرحمن، نقول: موصوف بالرحمة على الوجه اللائق بالله، ليس كصفات المخلوقين، ولا نعلم كيفيتها، ولا نزيد ولا ننقص، هكذا نقول أنه موصوف بالاستواء، (الرحمن على العرش استوى)، أما كيف استوى فالله أعلم، ولا نقول كما تقول الجهمية أنه استولى، لا، نقول: استوى يعني ارتفع وعلا فوق العرش، الاستواء هو العلو والارتفاع لكن على الوجه اللائق بالله، لا يشابه استواء المخلوقين على دوابهم أو في سطوحهم لا، استواءه يليق به ويناسبه، لا يماثل صفات المخلوقين ولا يعلم كيفيته إلا هو - سبحانه وتعالى -، كذلك كونه يغضب، يغضب صحيح، هو يغضب جل وعلا على من عصاه وخالف أمره، لكن ليس مثل غضبنا ولا نكيف ونقول: كيفيته كذا وكذا، لا، نقول: يغضب غضباً يليق بجلاله لا يشابه صفات المخلوقين كما قال - سبحانه وتعالى -: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقال تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، وقال تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً) يعني أشباهاً ونظراء، وهكذا نقول: إنه يعطي ويمنع، وإنه يحب وإنه يكره، لكن على الوجه اللائق بالله، لا يشابه صفات المخلوقين في محبتهم وكراهتهم وبغضهم وسخطهم، لا، صفاته تليق به، وهكذا نقول له وجه وله يد وله قدم وله سمع وله بصر، لكن ليس مثل أسماعنا ولا مثل أبصارنا ولا مثل أيدينا، ولا مثل وجوهنا، وجه يليق بالله، يدي تليق بالله، سمع يليق بالله، عينٌ تليق بالله لا يشابه الخلق في شيءٍ من صفاته جل وعلا، كما قال - سبحانه وتعالى -: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقد أخبر عن نفسه أنه سميع بصير، أنه عزيزٌ حكيم، بل يداه مبسوطتان، (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)،يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع الجبار فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول: قط قط)، يعني حسبي حسبي، وهكذا بقية الصفات نمرها كما جاءت مع الإيمان بها وإثباتها لله على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، نقول إنها ثابتة وإنها حق، ولا يعلم كيفيتها إلا هو - سبحانه وتعالى -، كما قال جل وعلا: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ولما سأل مالك بن أنس-رحمه الله- عن الاستواء، قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عن ذلك بدعة)، يعني عن الكيفية، وهكذا قال سفيان الثوري وابن عيينة والأوزاعي والإمام أحمد بن حنبل والإمام إسحاق بن راهوية وغيرهم من أئمة السلف، وهكذا الصحابة والتابعون على هذا الطريق، لا يمثلون صفات الله بصفات خلقه، ولا يكيفونها ولا يقولون: كيف كيف، بل يقولون: نثبتها لله على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل نقول كما قال - سبحانه وتعالى -: (ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير). 
 
9- أنا أحب أن أقرأ سورة الكافرون باستمرار، وبالذات في صلاة السنة أو الضحى، ولكن ليس دائماً، ولكن في أغلب الأوقات؛ وذلك لأنني عند قراءتها أشعر بالإيمان والتبرؤ من الكفر، فهل هذا جائز أم لا؟
لا حرج، الحمد لله، تقرأها متى شئت، أو تقرأها متى شئت والحمد لله، هي إحدى سورتي الإخلاص، كان النبي يقرأ بها وبـ (قل هو الله أحد)، في سنة الفجر، وفي سنة المغرب وفي سنة الطواف، كان يقرأ بهما عليه الصلاة والسلام، (قل يا أيها الكافرون)، في الأولى، و(قل هو الله أحد) في الثانية بعد الفاتحة، فهي سورة عظيمة وإذا قرأت بها كثيراً فلا بأس.  
 
10- يستفسر عن الآية الكريمة في سورة النمل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:(( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ))[النمل:88]؟
هذا يوم القيامة، تمر مر السحاب، يوم القيامة كما قال جل وعلا: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) سورة طـه، وفي الآية الأخرى: وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) سورة النبأ. يعني يوم القيامة، موفي الدنيا، هي في الدنيا يراها راسية هادئة ثابتة، فالله أرساها فجعلها أوتاداً للأرض – في الدنيا-، قال تعالى: وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ (15) سورة النحل، رواسي يعني جبال، أن تميد أي لئلا تميد،لئلا تضطرب بكم، ويوم القيامة تسير هذه الجبال، تذهب وتضمحل كما قال جل وعلا: وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) سورة النبأ، وقال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (105) (107) سورة طـه. 
 
11- أيضاً يستفسر عن الآية الكريمة -سماحة الشيخ-: (( أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ))[الأنبياء:44]؟
ذكر جمع من أهل العلم أن نقصان الأرض هو موت العلماء، وأن العلماء يموتون في ... وتشتد غربة الإسلام، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ)، ومن غربته قلة العلماء. 
 
12- في آخر أسئلته يستفسر عن هذه الآية: (( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا... ))[النحل:67] الآية؟
هذا كان في أول الإسلام يتخذون من النخل السكر الخمر، حين كانت مباحة، ثم نسخ الله ذلك وحرمها بقوله جل وعلا: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) سورة المائدة، والنبي - صلى الله عليه وسلم- لعن الخمر وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه، وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها، وكانت في الأول مباحة يشربها الناس، في مكة وفي أول الإسلام وفي أول الهجرة ثم حرمها الله في المدينة ولعن شاربها.  
 
13- أنا طالب في المدرسة، عندما أكتب يصب في يدي الحبر وذلك من القلم، فأتوضأ والحبر على يدي، ثم أتذكر وجود ذلك الحبر فأزيله وأتوضأ من جديد، لكن ذلك تكرر معي كثيراً، وشق عليَّ أكثر بعد ذلك، فأغتسل ثم أذكر وجود الحبر فأغسل يدي، هل وضوئي وغسلي صحيح يا فضيلة الشيخ؟
إن كان الحبر له جسم يمنع الماء فلا بد أن تعيد الوضوء لذراعك أو في رجلك لا بد أن تعيد الوضوء، أما إن كان ما له جسم مجرد صفرة أو سواد، صبغ ما يمنع الماء فلا بأس ولا حرج، أما إذا كان له جسم يمنع الماء فهذا لا بد من إزالته قبل الوضوء، وإذا نسيت ولم تزله تعيد الوضوء، وهكذا في الغسل لا بد أن تزيله عند غسل الجنابة إذا كان له جسم، أما إذا كان ما له جسم إنما هو مجرد صورة سواد صورة حمرة صورة شهبة، هذا ما يضر ما يمنع لأنه ما له جسم. 
 
14- كما نعلم بأنه لا يعلم ما في الأرحام إلا الله كما في الآية الكريمة، فهل معنى ذلك بأن لا شخص، أو لا أحد يعرف أن الجنين ذكر أو أنثى إلا الله، أم لذلك تفسير آخر، علماً بأنه أصبح الآن بإمكان الطبيب معرفة ذلك -سماحة الشيخ-؟
يعلم ما في الأرحام قبل أن يخلَّق، أما إذا خلِّق على ما عرفه الملك وأمكن علم الناس به بالطريقة الجديدة، بالآلات الجديدة، أما قبل ذلك فلا يعلمه إلا الله سبحانه، هو الذي يعلم ما في الأرحام، لكن متى أطلع الملك، شارك الملك علمه الملك، أمر بتصوير الجنين ذكر أو أنثى إلى آخره، عرفه الملك وقد يعرفه هؤلاء بالأدوات الجديدة هذه، لأنه تصوَّر في جوف أمه، أما قبل ذلك حين كان ماء نطفة أو علقة قبل أن يصور، فلا يعلم هل هو ذكرٌ أو أنثى إلا الله - عز وجل -، وهل يتم أو ما يتم وهل يسقط أو يثبت، الله أعلم، لكن بعدما يصور في الرحم ذكر أو أنثى يطَّلع عليه الملك، الملك يأمره الله بتصويره، والملك حين اطلع صار العلم ما هو بخاص بالله، صار الملك شريكاً في هذا العلم، وهكذا ما يعرفه الأطباء وغيرهم من هذا بالأدلة الجديدة والاختراعات الجديدة، هذا ما يكون من علم الغيب حينئذٍ. 
 
15- أحيطكم علماً بأنني امرأة متزوجة من رجلٍ يسيء في معاملتي، فهو قليل الصلاة، كثير السهر، كثير السب والشتم، يمنعني من زيارة أقاربي، يهددني إن فعلت ذلك بالطلاق، ومن آخر ما وقع منه أنه خطب لابنه الأكبر، وبعد عقد قرانه تخلى عنه ورفض أن يعينه على تكاليف الزواج، فأنا الآن حائرة، كما أنه لا يصرف علينا كما يجب، بل يضيع الأموال فيما لا يرضي الله عز وجل، في السهرات وغيرها، فأنا الآن بين نارين، وبناتي أصبحن كبيرات لا أستطيع تركهن معه، ولا أستطيع الوقوف مع ابني ضده، فلسنا له أنداد، وجهونا سماحة الشيخ في ضوء هذه الرسالة؟
إن كان الرجل لا يصلي، أو يدع الصلاة بعض الأحيان فهذا كفر وضلال، الصحيح أن من ترك الصلاة كفر، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فالواجب عليك فراقه والذهاب إلى أهلك، والمطالبة بالطلاق من جهة المحكمة، أما إن كان يصلي ولكن قد يتأخر عن صلاة الجماعة ويصلي في البيت، فهو عاصٍ وقد تشبه بالمنافقين، ولكن لا يكفر بذلك، أما ما ذكرتِ من جهة النفقة ومن جهة السب والشتم هذا عليك نصيحته أنت وأقاربه كإخوانه أو أبيه إن كان له أب أو جد أو أقارب جيدين أو جيران صالحين، تقولين لهم، تستعين بالله ثم بهم على نصيحته لعل الله أن يهديه بأسبابكم، وإذا لم يقبل النصيحة ففي إمكانك رفعه إلى المحكمة، أو الذهاب إلى أهلك وطلب الطلاق، لأن هذه الحال لا عيشة معها، حالةٌ سيئة، فإذا لم يستقم على الطريق السوي، فلك أن تعافيه وتطلبي الطلاق لسوء أخلاقه وسوء أعماله، ولكن إذا تيسر منك ومن أبيه أو جده أو إخوانه أو أعمامه أو جيرانه الطيبين إذا تيسر نصيحته لعله يهتدي، لعله يستقيم لعل أخلاقه، تصلح لعله يترك السهر إذا تيسر هذا فأبشري بالخير واحتسبي الأجر، فإن لم يتيسر هذا فلك أن تذهبي إلى أهلك وتطلبي الطلاق؛ لأن هذه أخلاق سيئة لا يلزمك الصبر عليها، نسأل الله العافية، ونسأل الله لنا وله الهداية. 
 
16- هل من كلمة للأزواج في معاملة الزوجات -سماحة الشيخ-؟
نعم، نصيحتي للأزواج أن يتقوا الله، ونصيحتي لجميع الأزواج أن يتقوا الله في نساءهم، وأن يعاملوهن باللطف والمعاملة الطيبة كما قال الله جل وعلا: (وعاشروهن بالمعروف)، بالكلام الطيب، بالأسلوب الحسن، بالحلم، بالخلق الكريم، بأداء حقوقهن كاملة، هذا الواجب على جميع الأزواج، الله يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)، مثل ما أنك تحب أن تعاشر بالمعروف وأن تكون طيبة معك في أخلاقها وسلوكها أنت كذلك، الله يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) كون حقك أكبر لك درجة زيادة؛ لا يقتضي أنك تسيء إليها وأنك ترغمها، لا، يجب عليك أن تحسن الخلق وأن تعاشر بالمعروف وأن تقوم بالواجب من جهة النفقة اللازمة بالمعروف، ومن جهة طيب الكلام، من جهة المخاطبة، هذا الواجب على الأزواج جميعاً أن يتقوا الله وأن يحسنوا إلى أزواجهم بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والصلة الحميدة وعدم السهر، وعدم تقليل النفقة، كل هذا واجب، عليك أن تنفق بالمعروف، وعليك أن تحذر السهر الذي يضر زوجتك ويضرك، ويسبب أيضاً فساد دينك، فإن السهر شره عظيم قد تضيع معه صلاة الفريضة، قد يكون مع أناسٍ من أهل الشر يضرونك ويجرونك إلى أنواع الفساد، تحذر، الرسول نهى عن السهر بعد العشاء، السنة أن تجيء إلى بيتك بعد العشاء وأن تنام مع أهلك، وتسترح في بيتك، تدع السهر بعد العشاء، ويجب على الرجل أن يحذر صحبة الأشرار، صحبة الأشرار شرها عظيم، فالواجب الحذر من صحبة الأشرار، والواجب العناية بصحبة الأخيار، وعدم السهر، والعناية بالصلوات الخمس والمحافظة عليها في الجماعة، وحسن الخلق مع الزوجة وطيب الكلام مع الزوجة، هكذا، كما قال - صلى الله عليه وسلم-: (خياركم خياركم لنساءهم)، والله يقول وهو أعظم: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، ويقول- سبحانه وتعالى -: (وعاشروهن بالمعروف)، نسأل الله للجميع الهداية. 
 
17- هل يجوز للمرأة أن تصلي والقدمان مكشوفتان -سماحة الشيخ-؟
الواجب عليها ستر قدميها عند جمهور أهل العلم، الواجب عليها ستر القدمين، وقد جاء في حديث أم سلمة: أن المرأة تصلي في درع وخمار؟ فقال: إذا كان الدرع ساتراً يغطي ظهور قدميها)، تصلي في سابغ ساتر يستر أقدامها، أو تكون في أقدامها الجوارب هذا هو المشروع عند جمهور أهل العلم، يجب عليها ستر القدمين، إما بكون الثياب وافية، أو باتخاذ جوارب في الرجلين، هذا هو المشروع لها وهو الواجب عند جمهور أهل العلم. 
 
18- ما حكم كتابة الشعر، والذي هو من نسج الخيال، ونسج عقل الإنسان، أي: الذي يقوله الإنسان من تلقاء نفسه؟
لا حرج في الشعر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إن من الشعر لحكمة)، إذا كان الشعر طيباً في مدح الأخلاق الطيبة، في الحث على الصلاة، في الحث على الأخلاق الفاضلة في الحث على إحسان العشرة للنساء، في الحث على بر الوالدين على صلة الرحم، إلى غير هذا إذا كان شعراً طيباً فلا بأس، حسنه حسن، وقبيحه قبيح، إذا كان في شيء مباح أو شيء مندوب مطلوب فهذا طيب. 
 
19- ما حكم الإسلام في طول فترة الزواج، أي: من يوم السبت إلى يوم الأحد من الأسبوع الثاني، علماً بأن هذه المدة من العادات والتقاليد عندنا، وما حكم الغناء في الأفراح، واستعمال الطبول؟
إذا تزوج امرأة وليس عنده غيرها يقيم عندها دائماً، الحمد لله،يبيت عندها دئماً، لها ليلةٌ من أربع، ويوم من أربعة أيام، أما إذا كان عندها، نكحها على غيرها، هذا بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم- حكمه، إذا تزوج امرأة على امرأة؛ إن كانت المرأة المزوجة بكر أقام عندها سبعاً، خصها بسبع ليال ثم يدور، كل واحدة لها ليلة بعد السبع، وإن كانت الزوجة جديدة ليست بكراً ثيباً أقام عندها ثلاثاً، يخصها بثلاث ثم يدور بينهما، كل واحدة يعطيها ليلة ويعدل بينهن، هذا إذا كان عنده زوجة ونكح له زوجة أخرى، فإنه إن كانت بكراً جديدة أقام عندها خصها بسبع ليال، ثم يقسم بينهما، وإن كانت الزوجة الجديدة ثيباً قد تزوجت قبله خصها بثلاث ليالٍ، أول ما يتزوجها ثم يدور ليلة عند هذه وليلة عند هذه، والنهار كذلك يعدل بينهما، أما إن كان ما عنده إلا هي فهو عندها في جميع الليالي والأيام، والحمد لله. 
 
20- عبد السلام من سوريا حلب: شاب يريد الزواج من فتاة ترغب فيه ويرغب فيها، ولكن هذا الشاب رضع من أم تلك الفتاة رضعةً واحدة مشبعة، فهل تحرّم هذه الرضعة هذا الزواج؟
الرضعة الواحدة لا تحرم، والرضعتان ما تحرمان. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحرم الرضعة ولا الرضعتان ولا المصة ولا المصتان. ويقول صلى الله عليه وسلم لسهلة بنت سهيل: أرضعي سالماً خمس رضعات تحرمي عليه. فتقول عائشة رضي الله عنها: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعاتٍ معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، فالرضعات المحرمة لا بد أن تكون خمساً أو أكثر كل واحدة مستقلة، يمص الثدي ويشرب اللبن حتى يذهب بين جوفه ثم يرجع .. الثدي، فإذا عاد ومص الثدي وشرب اللبن هذه ثانية، فإذا أطلق الثدي ثم عاد ثانية هذه ثالثة، حتى يكمل خمس، كل واحدة مستقلة، تجزم المرأة أنه ذهب أنه شرب لبناً أنه حصل له لبن، أما إذا مص من دون لبن ما ينفع، أو كانت ما فيها لبن عندما شغلته بثديها حتى يسكت وإلا ما فيها لبن ما ينفع، لا بد من خمس رضعات أو أكثر كل رضعة مستقلة فيها لبن يصل إلى جوفه، أما الرضعة الواحدة أو الرضعتان فلا تحرمنا ولا الثلاث ولا الأربع.

399 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply