حلقة 381: حكم الغش في الامتحانات - حكم أخذ أجرة الأجير من المال المخلوط بالحلال والحرام - ما هي صفة الحجاب الشرعي - أركان العمرة - حكم إهداء ثواب الأعمال للميت - هل صلاة الصبح فرضاً أم نفلاً - حكم الصلاة في مسجد أمامه قبور

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

31 / 50 محاضرة

حلقة 381: حكم الغش في الامتحانات - حكم أخذ أجرة الأجير من المال المخلوط بالحلال والحرام - ما هي صفة الحجاب الشرعي - أركان العمرة - حكم إهداء ثواب الأعمال للميت - هل صلاة الصبح فرضاً أم نفلاً - حكم الصلاة في مسجد أمامه قبور

1- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, لقد حصلت على شهادة جامعية, ولكن كان ذلك باستخدام بعض أساليب الغش في الامتحانات, فهل ما أكتسبه من أجر مقابل عملي هذا بهذه الشهادة يعتبر غير حلال, بالرغم من أنني صارحت صاحب العمل بذلك؟ وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا العمل منكر وهو الغش في الامتحان هذا منكر، وتساهل في الأمانة وخيانة, فالواجب عليك التوبة إلى الله ، وعدم العود إلى مثل هذا، أما العمل فلا حرج، فإذا أتقنتي العمل ونصحت في العمل فلا حرج عليك، لكن عليك التوبة مما سلف, والحذر من العودة إلى مثل هذا، نسأل الله للجميع الهداية.  
 
2- إنه يعمل عند أحد المقاولين بمهنة محاسب، ولكنني علمت أن ماله فيه شيء من المكاسب المختلطة من الحرام والحلال, فهل ما آخذه منه كأجر مقابل عملي الذي أؤديه على الوجه المطلوب يشوبه شيء من ذلك الحرام أم لا؟
إذا كان مال الرجل مختلطاً فلا حرج على من أكل من ماله وقت الوليمة أو عامله في أي معاملة لا حرج في ذلك، لأنه ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه اشترى من يهودي طعاماً ورهنه درعه، والله- سبحانه- أحل لنا طعام أهل الكتاب وهم يتعاطون الربا، أموالهم مختلطة ومع هذا أحل الله لنا طعامهم كما قال- جل وعلا-: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ(المائدة: من الآية5)، وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى وفي طعامهم ما فيه من الربا وغيره، أما إذا علمت أن هذا المال كله حرام ، وأن كسبه كله حرام فلا تأكل من كسبه من ماله من طعامه إذا علمت أن كل كسبه حرام، أما إذا كان من مال مخلوط عنده كسب جيد، وعنده كسب رديء فلا حرج في الأكل من طعامه.  
 
3- أنا لست محجبة الحجاب الشرعي, ولكني متحشمة بثوب يسمى الشارب، يوضع على الرأس, وألبس بلوزات طويلة مغطية للجسم, فهل هذا يسمى تبرج؟
يقول الله- جل وعلا- في كتابه العظيم: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى(الأحزاب: من الآية33)، قال العلماء- رحمهم الله- في تفسير الآية: "التبرج هو إظهار بعض المحاسن والمفاتن هذا التبرج، فإذا كان يظهر منك الوجه أو الشعر، أو الصدر, أو الرجل, أو اليد هذا نوع من التبرج، أما إذا كنت مستورة فلا حرج عليك، إذا كنت مستورة لا يرى منك شيء فلا حرج عليك ولا يسمى تبرجاً، وجود الملابس الظاهرة التي يعتاد الناس لبسها في البلد فلا حرج عليك، لكن تجنب الألبسة التي تلفت النظر وربما تسبب الفتنة تجنبها هو المطلوب وهو الذي ينبغي إبعاداً عن الشر، وأما التبرج الذي نهى الله عنه فهو إظهار بعض المحاسن، بعض ما يفتن الرجال, من وجه, أو رقبة, أو شعر, أو صدر, أو رجل, أو نحو ذلك. سماحة الشيخ حفظكم الله: المرأة المسلمة مستهدفة من أعدائها، هل من كلمة توجيهية للأخوات المسلمات؟ نعم نوصي أخواتنا المسلمات جميعاً بتقوى الله, والتعاون على البر و التقوى، والحشمة والحجاب, وعدم التبذل, وعدم إظهار المحاسن هذا الواجب على جميع المسلمات، التحفظ والحرص على العفة والبعد عن أسباب الفتنة، كما قال الله-جل وعلا-: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (الأحزاب: من الآية33)، وقال-سبحانه-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ(الأحزاب: من الآية53)،وقال-تعالى-: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ(الأحزاب: من الآية59)، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (أيما امرأة أصابت بخوراً، فلا تشهد معنا العشاء)، فالواجب على النساء التستر والتحجب وعدم لبس اللباس الفاتن، أو الطيب الذي يظهر للرجال في الأسواق كل هذا يجب الحذر منه، بل تكون في ملابس غير فاتنة وتكون مستورة، وليست متطيبة عند خروجها للسوق كل هذا مما يلزم المرأة، بعداً عن الفتنة وحرصاً على أسباب السلامة.  
 
4- اعتمرت عمرة، ولكنني أريد أن أعمل عمرة لوالدي المتوفى, ما هي الأمور التي يجب عليّ في مثل هذا العمل، وكيف أنوي لوالدي عند الإحرام؟
المعتمر عن غيره كالمعتمر عن نفسه, والحاج عن غير كالحاج عن نفسه، يفعل ما يفعله لو حج عن نفسه أو اعتمر عن نفسه، يحرم من الميقات إذا كان خارج المواقيت إذا مر بالميقات ينوي الحج عن أبيه أو عن غيره من الأموات, أو العاجزين لكبر السن, أو مرض لا يرجى برؤه ينوي في قلبه ويقول: لبيك حجاً عن فلا، أو لبيك عمرة عن فلان ثم يلبي التلبية الشرعية لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ويستمر في التلبية ثم يؤدي طلب النية عن صاحبه, والسعي عن صاحبه وهكذا في الحج رمي الجمار وفي عرفة وغير ذلك، ينوي الأعمال كلها عن صاحبه بالنية بقلبه, والحمد لله سواء كان حج عن أبيه, أو عن أخيه, أو عن غيره من الأموات، أو عن أبيه العاجز الشيخ الكبير الهرم, أو أمه العاجزة, أو غيرهما مما لا يستطيع الحج والعمرة لكبر السن أو مرض لا يرجى برؤه بالنية بنية القلب, إلا أنه يستحب له عند الإحرام أن يقول: لبيك عن فلان، لبيك حجاً عن فلان، أو لبيك عمرة عن فلان، والبقية النية كافية، نية القلب تكفي.   
 
5- كثير من الناس عن إهداء ثواب الأعمال, فما حكمها، وما هو أفضل شيء يعمله الإنسان لوالده المتوفى؟
الوارد في الأحاديث إنما هو الصدقة عن الميت وعن الحي, والحج عن الميت والعمرة عنه, وعن العاجز لكبر سنه, أو مرض لا يرجى برؤه هذه والدعاء كذلك، أما كونه يصلي عنه أو يصوم عنه لا غير مشروع، المشروع أن يدعو له ويتصدق عنه هذا المشروع، أما الحج عن الميت أو العاجز أو العمرة عنه فلا بأس, وهكذا الصدقة عن الحي والميت، الصدقة طيبة ونافعة للحي والميت, وهكذا الدعاء للحي والميت.  
 
6- هل صلاة الصبح فرضاً أم نفلاً, ومتى وقتها؟ أرجو الإيضاح في ذلك، جزاكم الله خيراً.
صلاة الفجر أحد فرائض الخمس إحدى الفرائض الخمس بإجماع المسلمين يجب على كل مكلف وعلى كل مكلفة أداء الصلوات الخمس، الفجر ثنتين, والظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات، يجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء المسلمين, يجب عليهم أن يصلوا هذه الصلوات الخمس بطمأنينة, وإخلاص لله يصلي الفجر ركعتين, يقرأ الفاتحة وما تيسر معها في الأولى، ثم يركع ويطمئن ثم يرفع ويعتدل ويطمئن, ثم يسجد سجدتين ويطمئن فيهما ويقول فيها: سبحان ربي الأعلى، ويقول في الركوع: سبحان ربي العظيم، ويجلس بين السجدتين ويطمئن ويقول رب اغفر لي، رب اغفر لي، ويطمئن ويعتدل بعد الركوع وهو واقف مطمئن بعد الركوع قبل أن يسجد, ثم الركعة الثانية كذلك في الفجر، ثم يجلس ويقرأ التحيات المعروفة, ثم بعد قراءة التحيات والصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بالله من عذاب جهنم, ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات, ومن فتنة المسيح الدجال، ويدعو بما تيسر من الدعاء، ومن ذلك: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ثم يسلم تسليمتين، السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله عن يساره، وفي الظهر أربع ركعات، يصلي ركعتين بالفاتحة وماتيسر معها، ثم يجلس في التشهد الأول، يقرأ التحيات إلى الشهادتين، وإذا صلى على النبي-صلى الله عليه وسلم- يكون أفضل، ثم يقوم يأتي بالركعة الثالثة والرابعة, والعصر كذلك، والعشاء كذلك أربع ركعات، أما المغرب فثلاث، يصلي ركعتين ويجلس للتشهد الأول, ثم يقوم ويأتي بركعة ثالثة، ويجلس للتشهد الأخير بعد الصلاة على النبي والدعاء يسلم في المغرب هكذا، إلا المسافر فإنه يصلي الظهر ركعتين, والعصر ركعتين، والعشاء ركعتين قصر, المسافر له أن يصلي الظهر ركعتين يقصرها, والعصر ركعتين, والعشاء ركعتين، أما الفجر فهي على حالها في السفر والحضر، وهكذا المغرب على حالها في السفر والحضر، والواجب على كل مكلف أن يتعلم ويتفقه في الدين، هذا هو الواجب؛ لأنه خلق لعبادة الله والله يقول- سبحانه-: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56) ، والصلوات من هذه العبادة التي أنت مخلوق لها فيجب أن تتعلم, ويجب على المرأة أن تتعلم وتسأل أهل العلم حتى تفقه دين الله، وحتى تكون على بينة وهكذا الرجل، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)، ويقول- صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، ويقول- صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)، وأنا أنصح بسماع إذاعة القرآن فيها علم إذاعة القرآن فيها نور على الدرب للعلماء فيها، محاضرات وندوات علمية مفيدة, أنصح الجميع إخواني وأخواتي في الله أن يستمعوا لإذاعة القرآن ويستفيدون, وأن يسألوا أهل العلم عما أشكل عليهم من طريق الهاتف التلفون, أو من طريق المكاتبة لا بد من التفقه في الدين لا بد من السؤال وفق الله الجميع.  
7- يوجد عندنا مسجد صغير وهو قديم, وهو مبني على كتلة صغيرة, وفي مكان مهم بالنسبة للقرية, وبعد المسجد مباشرة وباتجاه القبلة توجد مقبرة مسورة بطول (8) متر وعرض (4) متر, هل الصلاة في هذا المسجد جائزة، أم من الأفضل أن نغير هذا المكان؟
لا حرج الصلاة فيها كافية ما دام المقبرة خارج المسجد وبينها وبينه حاجز سور، بينها وبينه والمسجد له سور خارج المقبرة فلا حرج، المقصود المسجد الذي قدامه المقبرة محجوزة ومسورة لا يضر والحمد لله، الذي لا يجوز أن تكون القبور في المسجد، هذا هو المنكر، أما كونها مقبرة خارجية عن المسجد ومحجوز عنها فلا يضر ذلك.  
 
8- منذ فترة طويلة أفطر شخص في نهار رمضان متعمداً, ولم يقضِ حتى الآن, مع العلم بأنه مستمر في الغربة، يعمل هنا في المملكة, ماذا يجب على هذا الشخص، وماذا يفعل؟
يجب عليه أن يقضي الأيام التي أفطرتها مع التوبة إلى الله, ويجب عليه أن يصوم كلما دخل رمضان مع الناس, يجب عليه الصوم ويجب عليه قضاء ما أفطر فيه, وعليه التوبة إلى الله مما حصل من الفطر والتأخير عليه التوبة إلى الله-سبحانه وتعالى-, وعليه قضاء الأيام التي أفطرها, وعليه الصوم كلما دخل رمضان أن يصوم مع الناس، حكمه حكم المقيمين ما دام عزم على الإقامة في البلد للعمل أو لأسباب أخرى يلزمه أن يصوم مع الناس، أما لو كانت الإقامة محدودة أو مسافر مدة محدودة أربعة أيام فأقل فإنه له الفطر ثم يسافر، أما إذا كان لا الإقامة غير محدودة الإقامة طويلة، أو عازم على الإقامة الطويلة فهذا يلزمه الصوم وليس له الفطر، إلا إذا كانت الإقامة أربعة أيام فأقل أو لا يدري متى يسافر يقول: اليوم أسافر، غداً أسافر ما عنده إقامة معينة، هذا له أن يفطر حتى يعزم على الإقامة أو يرجع إلى بلده، مثل بعض الناس يقدم من بلده يدور غريم, يدور سلعة يشتريها، يقول اليوم أرتحل باكر أرتحل هذا له الفطر حتى يعين إقامة معينة أكثر من أربعة أيام فإذا عزم على الإقامة أكثر من أربعة أيام وجب عليه الصيام عند جمهور أهل العلم، أما إذا قدم بنية السفر لكن يطلب حاجة، إما غريم يطلبه, أو سلعة يطلبها, أو ما أشبه ذلك، لا يدري هل يقيم يوم أو يومين أو ثلاثة هذا له الفطر وله القصر حتى يعزم على الإقامة أو يرجع إلى بلده، فإذا عزم على الإقامة أكثر من أربعة أيام وجب عليه الصوم, ووجب عليه القضاء، قضاء ما أفطره قبل رمضان القادم.  
 
9- شاهدت بعض الحجاج في عرفة ومنى يقومون بنـزع الإحرام من أجل الاستحمام, وبعد الانتهاء من ذلك يلبسون الإحرام مرة أخرى, فهل هذا جائز؟
نعم لا حرج، كون الإنسان ينـزع الإحرام للتروش, أو للحر يطرح الرداء عن ظهره من أجل الحر ثم يعيده لا بأس، أو عند إرادة التروش للتبرد ينـزع الإحرام، الإزار والرداء ثم يتروش ثم يعيدهما كل هذا لا بأس به والحمد لله.  
 
10- يوجد عندنا إمام نصلي وراءه, وعندما يقرأ سورة الفاتحة نجده لا يفرق بين الصاد والسين، مثلاً في قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ[الفاتحة:6] فينطق الصاد سين, فهل علينا حرج؟
لا حرج في ذلك لا ليس فيه حرج الصراط المستقيم ولو ما أفصح كثيراً؛ لأن السين تنوب عن الصاد, والأفضل أن يعتني بهذا، وإذا صار فيها شيء من الخفاء واشتبهت الصاد بالسين فلا يضر.  
 
11- ما حكم من أقسم عدة مرات ألا يعمل أشياء، فندم وفعلها لما في ذلك من خير، هل تلزمه الكفارة مرة واحدة، أم لكل واحدة كفارة؟
إذا كان يميناً واحدة كفارة واحدة، قال: والله ما أزور فلان، ولا أكلم فلان، ولا آكل طعام فلان، ثم فعل شيء من هذا، كفر كفارة واحدة؛ لأنها يمين واحدة، أما إذا كرر الأيمان، قال: والله ما أزور فلان هذه واحدة، والله ما أكلم فلان هذه ثنتين، والله ما آكل طعام فلان هذه ثلاث، كل واحدة لها كفارة.  
 
12- أسأل عن الحكم الشرعي -في نظركم سماحة الشيخ- في امرأة عاهدت الله -عز وجل- ألا تعمل المعاصي, ولكنها خالفت وعادت، ثم تابت بعد ذلك واستغفرت الله- عز وجل-, هل تقبل مثل هذه التوبة؟
نعم إذا تاب الإنسان ولو كانت المعصية قد تكررت, ولو تاب ثم عصى ثم تاب ثم عصى متى صدق في التوبة قبل الله توبته, والتوبة الصادقة النصوح أن يندم على الماضي, ويعزم ألا يعود, ويقلع من المعصية يتركها خوفاً من الله وتعظيما لله، فإذا فعل ذلك صحت توبته ولو كان قد فعله سابقاً وتاب منه، فالإنسان عرضة للخطر قد يعصي, ثم يتوب, ثم يعصي ثم يتوب كأن يتعاطى الزنا, ثم يتوب إلى الله منه ثم يبتلى به, ثم يتوب، إذا تاب تاب الله عليه، أو شرب المسكر، أو غيبة أو ما أشبه ذلك، المقصود أن التوبة إذا تكررت وهو صادق قبل الله منه, وقد صحت الأحاديث في ذلك, ودل عليه القرآن في قوله-جل وعلا-: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(النور: من الآية31)، وقال-سبحانه-: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ(المائدة: من الآية74)، وقال- تعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً(التحريم: من الآية8)، وجاء عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-أن الله-جل وعلا-يقول لعبده: (إذا أذنب عبدي ثم استغفرني غفرت ذنوبه، ثم عاد فاستغفرني غفرت له ...) فالتكرار إذا كان مع صدق في التوبة لا يضر، أما التلاعب هذا يضره، إذا كان ما فيه توبة صادقة هذا منكر عظيم، وشر عظيم، وخطر كبير، أما إذا كان صادقة, ندم وأقلع, ثم بلي بالمعاصي، ثم تاب وأقلع صادقاً فإن الله يتوب عليه-سبحانه وتعالى-.   
13- هذه السائلة في آخر أسئلتها في رسالتها تستفسر من سماحتكم من ذهاب المرأة بدون محرم إلى فريضة الحج, هل مثل هذا الحج مقبول أم لا؟
إذا كانت في مكة لا بأس؛لأنه ليس بسفر، إذا كانت في مكة وحجت مع الحريم فلا بأس، أما إذا كانت في سفر من جدة, من المدينة, من الرياض من غير ذلك، ليس لها أن تحج إلا بمحرم، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)، أما إن كانت في مكة فمنى قريب, وعرفة قريب, وكانت مع نساء طيبات فلا بأس.  
 
14- قام أحد الأصدقاء بإرسال أحد العمال في العمل بأن يأتي له بغداء, وأعطاه ثمن ذلك الغداء, وكان سبعة ريال, فلما أحضر العامل الغداء وجده أكثر مما طلب, أي أن ثمنه 16 ريال, فقام بالأكل دون أن يتصرف في ذلك, على أنه صاحب المطعم هو الذي أخطأ, فهل يعطي صاحب المطعم الفرق في الزيادة، أم ماذا يفعل هذا الرجل؟
هذا فيه تفصيل إن كان العامل تبرع العامل بالزيادة لصاحبه فهذا على العامل ولا بأس إذا تبرع بالزيادة، أما إن كان أخطأ غلط قد غلط صاحب المطعم فأعطاه ما هو بـ 16 ريال وهو غلطان, فالواجب أن يعطى الزيادة التي غلط فيها، الواجب على الآكل أن يعطيه الزيادة، فإذا كان فيه طعام بـ 7 أو 8, وطعام بـ 16 فأعطاه الطعام المعروف أنه بـ 16 فعليه أن يكمل يعطيه ما زاد؛ لأنه غلطه لا يحل له طعامه، أما إذا كان متبرع صاحب المطعم أو العامل متبرع فلا بأس.  
 
15- ما معنى الدعاء: (واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)؟
على ظاهره يطلب من ربه أن يغسله بالماء والثلج والبرد، يعني أن ينقيه من الذنوب نقاء تاما.   
 
16- في دعاء الاستفتاح, استفتاح صلاة الليل, هل نردده في كل ركعتين، وهل نردده في الركعتين التي يقرأ فيهما بسبح اسم ربك الأعلى, وقل يا أيها الكافرون, وكذلك في الركعة التي يُقرأ فيها قل هو الله أحد؟
نعم السنة الاستفتاح في كل الصلوات, سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، في جميع الصلوات في التراويح وغير التراويح مستحب ولو ترك فلا بأس، لكن مستحب إذا كبر تكبيرة الإحرام في كل تسليمة يقول: سبحانك اللهم وبحمدك؛ لأنه مختصر هذا استفتاح مختصر، وإن استفتح بغيره من الاستفتاحات الصحيحة الثابتة عن رسول الله فلا بأس ولو ترك فلا حرج، لكن إذا أتى به الإمام و المأموم فهذا أفضل، وإن كان الإمام شرع في القراءة فإن المأموم لا يستفتح ينصت, لكن لو سكت الإمام بعد تكبيرة الإحرام فالسنة أن يأتي بالاستفتاح الإمام والمأموم، لكن لو شرع الإمام بعدما كبر ولم يستفتح فالمأموم ينصت ولا يستفتح لقوله- صلى الله عليه وسلم-: (وإذا قرأ فأنصتوا).  
 
17- هل ورد أحاديث في قراءة سورة الأعلى والكافرون والإخلاص في الشفع والوتر, وهذا في رمضان, وماذا يلزم الإمام في رمضان، هل يستمر في قراءة هذه السور -يا شيخ-؟
نعم ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأ في الصلاة الأخيرة بسبح, والكافرون, وقل هو الله أحد، إذا أوتر بثلاث قرأ في الأولى بسبح, وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بقل هو الله أحد، هذا هو الأفضل وإن قرأ بغيرها فلا حرج الأمر واسع؛ لأن الله قال: فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ(المزمل: من الآية20)، وإذا سرد الركعات سلم من كل ثنتين, ثم أوتر بواحدة فكل ذلك حسن وإن لم يقرأ سبح والغاشية, المقصود أنه يصلي ثنتين ثنتين ثم يوتر بواحدة, والأفضل في الواحدة أن يقرأ فيها بعد الفاتحة قل هو الله أحد، تأسيا بالنبي- صلى الله عليه وسلم-، ولو قرأ بغير ذلك فلا حرج لعموم قوله- جل وعلا-: فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ(المزمل: من الآية20)، وقوله-صلى الله عليه وسلم- للمسيء: (ثم اقرأ بما تيسر لك من القرآن)، فالأمر في هذا واسع والحمد لله.
 
18- ما حكم ما يسمى بتسريحة الشعر بالنسبة للمرأة, علماً بأن شعر المرأة يجمع في مؤخرة الرأس ويرفع قليلاً دون أن يصل إلى قمة الرأس, وهل هذا يدخل في حديث صنفان من أهل النار؟
الظاهر والله أعلم أنه لا يدخل؛ لأن الحديث الصحيح: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد رجالٌ بأيديهم سياط يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مثل أسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) وأسنمة البخت البختية الناقة البختية التي لها سنامان بينها فجوة بينهما منخفض، وهذا الذي يربط في مؤخر الرأس لضم بعض الشعر في مؤخر الرأس لا يتفق مع أسنمة البخت المذكورة، ولكن تركه أحسن، تركه أفضل وأبعد عن الشبهة، كونه يترك جدائل هذا أولى وأحوط وأبعد عن الشبهة عن التشبه بهؤلاء النسوة. شكر الله لكم.... 

401 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply