حلقة 382: حكم خروج أكثر من امرأة بدون محرم - ما حكم التسبيح والتهليل بالسبحة - حكم قراءة القرآن عند سماع الأذان - الكلام داخل الحمام - ما هو تفسير قوله تعالى يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ - حكم من حكم لشخص بالجنة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

32 / 50 محاضرة

حلقة 382: حكم خروج أكثر من امرأة بدون محرم - ما حكم التسبيح والتهليل بالسبحة - حكم قراءة القرآن عند سماع الأذان - الكلام داخل الحمام - ما هو تفسير قوله تعالى يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ - حكم من حكم لشخص بالجنة

1- ما حكم سفر الطالبات إلى ما يزيد عن الثمانين كيلو متر وذلك طلباً للعلم, مع العلم بأن ذلك يكون في باص به حوالي ما يقارب من خمسين طالبة, وذلك لا يتطلب المبيت, وإنما العودة في نفس اليوم، وكذلك بالنسبة للمدرسات؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالحكم في هذا أنه لا يجوز سفر النساء بغير محرم لا طالبات ولا مدرسات هذا هو المعروف في الأحاديث الصحيحة، يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)، فالواجب على الطالبات أن يكون طلبهن في البلد، وهكذا المدرسات في البلد، أما السفر بدون محرم فلا يجوز، بعض أهل العلم رخص في ذلك إذا كان الطريق آمنا وليس فيه خطر عند الحاجة, ولكن ظاهر الأحاديث الصحيحة تمنع ذلك؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم -قال: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)، ولم يستثن-عليه الصلاة والسلام-، فالواجب على أهل الإسلام أن يعتنوا بهذا الأمر، وأن يحكموا سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم-في ذلك وأن يحرص القائمون على التعليم على حل هذه المشكلة بالطرق الشرعية هذا هو الواجب حتى لا يقع المسلمون في مخالفة الرسول- صلى الله عليه وسلم-.  
 
2- ما حكم التسبيح والتهليل بالسبحة، وهل هو جائز, علماً بأنني أسبح في ذلك بهذه السبحة معي منذ زمن طويل؟
لا حرج في التسبيح بالسبحة لا حرج في ذلك، أو بالنوى أو بشيء من الحصى، أو بحب القهوة أو ما أشبه ذلك، لا حرج في ذلك، أو بالعقد عقد العقد لا بأس، لكن الأفضل بالأصابع، النبي كان يسبح بأصابعه-عليه الصلاة والسلام-، فإذا سبح بغير ذلك فلا حرج في ذلك, لكن الأفضل أن تسبح بأصابعك ولا سيما في الصلوات عند الناس في المساجد، يكون بالأصابع, أما في البيت فالأمر أوسع وأسهل.  
 
3- إذا كان المؤذن يؤذن وأنت تسمع للقرآن, هل يطفأ المسجل والقرآن يتلى؟
نعم إذا سمعت الأذان تمسك عن القراءة, وتقفل المسجل, وتجيب المؤذن؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)، ويقول- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الآخر: (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة)، أخرجه البخاري في صحيحه، وفي حديث عمر- رضي الله عنه- أن العبد إذا سمع الأذان فقال مثل قوله عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( إن العبد إذا سمع الأذان فقال مثل قوله كلمة كلمة, وقال عند الحيعلة لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، مثل المؤذن، ثم قال: لا إله إلا الله, مثل المؤذن، من قبله دخل الجنة)، وهذا فضل عظيم، والمقصود أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول)، هذا أمر، وهو يدل على السنة المؤكدة، فإذا كان يقرأ يمسك, وإذا كان يسمع المسجل يمسك يقفل المسجل حتى يجيب المؤذن هذا هو السنة.  
 
4- ما هو حكم الكلام -كلام الشخص- داخل الحمام في بيت الخلاء؟
إذا دعت الحاجة إليه لا بأس، وإن لم تدع الحاجة تركه أولى، فإذا دعت الحاجة ينبه أحد أو يقول افعلوا كذا، للحاجة فلا بأس.  
 
5- تستفسر عن الآية الكريمة -سماحة الشيخ- في قوله تعالى: يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ[المدثر:31]؟
على ظاهرها، هو الذي يهدي من يشاء-سبحانه وتعالى-، الهداية بيده -جل وعلا- يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ليس بيد العبد، العبد ليس بيده إلا دعاء الله والضراعة إليه, والعمل بطاعته, والجد في الطاعة والله الموفق يهدي من يشاء ويضل من يشاء، له الحكمة البالغة- سبحانه وتعالى- ولكن العبد يسأل ربه الهداية، كما قال-جل وعلا- في سورة الفاتحة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(الفاتحة:6)، والله يقول-جل وعلا-: (كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم)، هكذا جاء في الحديث الصحيح القدسي، فالمؤمن والعبد يسأل ربه الهداية والتوفيق والصلاح, ويحرص على أسباب الخير، ويصحب الأخيار هكذا, ويسأل ربه الهداية ربنا هو الذي يهدي من يشاء.  
 
6- البعض من الناس يقولون بأن المرأة طول فترة النفاس -وهي أربعين يوم بعد الولادة- إذا ماتت فهي حورية، أي: في الجنة, فهل هذا صحيح؟
هذا ما له أصل, لكن يرجى لها الخير، جاء في بعض الأحاديث ما يدل على أنها إذا ماتت بسبب الولادة أنها شهيدة، يرجى لها خير، أما كونها حورية ما أعلم له أصل، لكن يرجى لها خير، إذا ماتت بسبب الولادة يرجى أن تكون من الشهداء يرجى لها خير، كصاحب الهدم, والغرق.   
 
7- سماحة الشيخ يستفسر الكثير من الناس عن كيفية الرقية الشرعية؟
الرقية الشرعية هو الرقية بالآيات والدعوات الطيبة، هذه الرقية الشرعية، الرقية بالقرآن, أو بالدعوات الطيبة. يرقي بالفاتحة بآية الكرسي بغيرها من الآيات قل هو الله أحد، بالمعوذتين بغيرها هذه هي الرقية الشرعية، أو بالدعاء يدعوا، له: (أذهب البأس رب الناس واشفه أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)، (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك)، أو: (اللهم اشفه وعافه، اللهم أنزل عليه الشفاء، اللهم أبرؤه من مرضه، وما أشبه ذلك الدعوات الطيبة.
 
8- هل يجوز دفع الزكاة للأقارب إذا كانوا فقراء، وهم: الأب، والأم، والأخ، والأخت؟
يجوز دفع الزكاة للفقراء من الأقارب صدقة وصلة؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما سئل، قال: (الصدقة على الفقير صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة)، فلا بأس أن يعطي أخاه, و عمه, و خاله إذا كان فقير من زكاته أو صدقة تطوع صدقة وصلة، لكن إذا كان الفقير من آبائه, أو أجداده, أو أمهاته لا؛ لأن عليه ينفق عليهم، أو كان من ذريته لا يعطيهم من الزكاة ينفق عليهم؛ لأن الولد حق على أبيه أن ينفق عليه، والأم كذلك، إذا كان عاجز وهي غير قادرة المقصود الأولاد الذرية لا يعطوا من الزكاة، بل ينفق عليهم أبوهم وأمهم من ماله إذا كانوا فقراء، وهكذا الآباء, والأمهات, والأجداد, والجدات لا يعطوا من الزكاة يعطوا من غير الزكاة.    
 
9- هل صحيح أن الزكاة لا تدفع للذي يرثك؟
لا هذا ما هو بلازم ...إذا كان أخا له يعطيه من الزكاة إن كان فقير صحيح لا بأس، إنما المنع في الأصول والفروع، الأصول الآباء, والأمهات, والأجداد, والجدات، أو الفروع كالأولاد, وأولاد, الأولاد، وأولاد البنات.  
 
10- بالنسبة للمسح -سماحة الشيخ- هل يكفي أن يكون المسح مرة واحدة أم أكثر من مرة؟
إذا مسح مرة كفى، إذا مسح الجورب, أو مسح الخف مرة واحد كفى، يكفي مرة.
 
11- لقد جرت العادة في قريتنا بأن البنات لا يرثن, وإنما يعطون من بعض المال مقابل أن تتنازل هذه البنات لإخوتها عن حصتها في الميراث, ويقولون بأنه بيع وشراء, وأنا أحرص على إرضاء والدي, وقد عرض علينا والدي -نحن البنات- مبلغاً من المال مقابل التنازل لإخواني عن نصيبنا, تقول: علماً بأن المال من والدي وليس من إخوتي, وقد قلت لوالدي بأن هذا لا يجوز, وبأن ذلك يعرضه للعذاب, ولكن إخوتي يقولون لأبي بأنهم لن يعملوا بالأرض ولا بالشجر إلا إذا سجل بأسمائهم, وأبي مصرّ على الموافقة؟ فنرجو من سماحة الشيخ الإجابة.
لا يجوز للأب أن يخص البنين بالورث, ولا أن يلزم البنات بأن يأخذن العوض هذا منكر هذا من عمل الجاهلية، ولا يجوز بل يجب أن يساعد على الأمر الشرعي, وأن تكون التركة للجميع للبنين والبنات, للذكر مثل حظ الأنثيين كما قال الله-سبحانه-: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ(النساء: من الآية11)، وهكذا الأخوة الأشقاء والأخوة لأب يرثون للذكر مثل حظ الأنثيين، كما قال- جل وعلا-: وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (النساء: من الآية176)، يعني الأخوة الأشقاء والأخوة لأب هذا واجب, ولا يجوز للأب والأخ أن يحيد عن هذا الأمر، هذا حرام منكر ومن سنة الجاهلية، كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء والصبيان ويورثون الذكور الكبار، وهذا غلط كبير لا يسن للمسلم أن يتشبه بالكفار بل التركة للصغار والكبار, والذكور والإناث على قسمة الله, وليس للأب أن يلزم البنات أو يعطيهم شيء من غير رضاهم ليسمحوا لا, بل يجب أن يمكنوا من إرثهم.  
 
12- هل يجوز للمرأة أن تتناول حبوب منع الدورة حرصاً على صيام شهر رمضان المبارك كاملاً؟
لا حرج في ذلك أن تتعاطى حبوب منع الدورة من أجل الحج, أو من أجل رمضان لا حرج في ذلك.  
 
13- ما حكم التسرع -أو السرعة- في الصلاة, مع العلم بأن الصلاة كاملة ولا ينقص منها شيء؟
الواجب الطمأنينة والركود في الصلاة لقوله-صلى الله عليه وسلم- للمسيء في صلاته:( إذا قمت إلى الصلاة فأصبغ الوضوء ثم اقرأ ما تيسر من القرآن) وفي اللفظ الآخر: (ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)، ولما أخل بهذا أمره بالإعادة لا بد من الطمأنينة, فإذا كانت المصلية مطمئنة والرجل مطمئن فلا بأس إذا اطمأن في الركوع, والاعتدال بعد الركوع, والسجود, وبين السجدتين, ولكن ما طول وهو مطمئن لا بأس, لكن كونه يطمئن طمأنينة واضحة جيدة في سجوده, وفي ركوعه, وبين السجدتين وبعد الرفع يكون الطمأنينة ظاهرة واعتدال ظاهر وافي يكون أكمل وأكمل يعني لا يتساهل في هذا؛ لأن بعض الناس قد يعتبر فعله نقراً للصلاة, فإذا اطمأن طمأنينة تجعله غير ناقر للصلاة، طمأنينة واضحة فلا بأس
 
14- إذا غضبت الزوجة على زوجها فما الواجب أن تفعله في ذلك؟
الواجب عليها عدم العصيان لزوجها، وعدم المخالفة لأوامره الشرعية والمباحة، عليها السمع والطاعة لأوامره الشرعية والمباحة، وعليها كف الأذى، وهو كذلك عليه أيضاً كف الأذى عنها وأن يعاملها بالحسنى، وأن يستوصي بها خيراً، وعليهما التعاون على البر والتقوى، فإذا وجد ما يغضبها فلا حرج عليها، إذا سبها وغضبت لا حرج، لكن عليها أن تجاهد نفسها, وعليها أن تنصحه عن السب والشتم، تقول له اتق الله هذا لا يجوز لك، بالكلام الطيب, ولا شك أن الأذى منه يوجب غضبها يسبب الغضب, لكن عليها أن تجتهد وأن تتحمل, وأن تحرص على السمع والطاعة في المعروف, وأن تنصحه عما يقع منه من الغضب والشتم أو الضرب حتى تزول المشكلة بينهما مهما أمكن, فإن لم يفعل ذلك فلها الخروج إلى بيت أهلها، والرفع إلى المحكمة.  
 
15- ما حكم إخراج المفاتيح والأشياء الخفيفة وغير ذلك من الجيب أثناء الصلاة؟
هذا من العبث ينبغي ترك ذلك المشروع ترك ذلك, إلا لحاجة كأن يطلب منه المفتاح فيخرجه ويعطيه الطالب من أهل بيته أو ما أشبه ذلك إن دعت الحاجة إلى ذلك، إذا كان شيئاً قليلا ًلا بأس، أما عبث يكره العبث, لكن إذا مثلاً كان يصلي وطلبوا منه المفتاح فأدخل يده وأخرج المفتاح لهم, أو شيء في جيبه ورماه عليهم لا يضره ذلك، كما كان النبي يفتح الباب لعائشة-صلى الله عليه وسلم-, وكما تقدم في صلاة الكسوف لما رأى الجنة لما عرضت عليه الجنة ثم تأخر لما عرضت عليه النار, وكما صلى على المنبر ونزل وسجد في أصل المنبر الأشياء الخفيفة لا بأس بها.  
 
16- ما حكم تغيير مكان السجود أثناء الصلاة؟
إذا تحول بعد الفريضة عن يمينه وشماله لا حرج في ذلك، لكن ما عليه دليل واضح، لكن لا حرج في ذلك، وإن صلى في مكانه فلا بأس.  
17- تذكر بأنها امرأة توفي زوجها, ولها خمسة من الأولاد، ثلاثة لم يبلغوا، والكبير يبلغ من العمر خمساً وعشرين سنة، ولم يتوظفوا, والثاني يبلغ من العمر الثامنة عشر, تقول: ترك لهم والدهم مبلغ من المال, وقامت هذه الزوجة بإعطاء المال لأخ لها كبير يبيع لهم ويشتري لهم بهذا المبلغ, تقول: علماً بأني أعطيته لهذا الخال خوفاً أن يضيع؛ لأنهم جهلاء، وخوفاً عليهم, فهل عليّ إثم في ذلك؟
لك أجر؛ لأن هذا عمل صالح، إذا أعطيت خالهم وهو رجل ثقة يتسبب ويتجر فيه حتى ينمو فهذا عمل مشكور وأنت مأجور؛ لأن بقاؤه عندك من غير تصرف قد يعرضه للنفاد, لكن متى صار بيد خالهم أو غيرهم من الثقات يعمل فيه يتجر فيه هذا عمل طيب, ومأجورة أنت علي هذا.  
 
18- لها ولد في الثامنة عشر من العمر آمره بالصلاة ولا يعمل بها, ولا يرد عليّ، وعجزت عن ذلك كثيراً، وكررت عليه ومراراً ثم تركته, فهل عليّ إثم في ذلك؟
الواجب عليك أمره بالصلاة، وتحذيره ونصحيته, وإذا كان أبوه موجود, فالواجب على أبيه كذلك، أن يقوم عليه حتى ولو بالضرب حتى يستقيم حتى يصلي يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)، فإذا كان ابن عشر يضرب، فالذي قد بلغ أولى وأولى بالضرب، قد يقتل يستتاب فإن تاب وإلا قتل, فالأمر عظيم, فإذا عجزت ارفعي بأمره إلى الهيئة أو إلى المحكمة أو إلى الإمارة حتى يؤدبوه المقصود أن هذا الأمر عظيم لا يجوز السكوت عنه، فإن كان أبوه موجود، أو الأخ الكبير أكبر منه يساعدك في ذلك، وإلا ارفعي أمره وإلا قولي له ابعد عني البيت يتعذر، لا تجلس عندي بالكلية, ترفعي الأمر للهيئة, أو للإمارة, أو للمحكمة حتى يؤدب، وحتى يعامل بما يستحق لكونه قد بلغ الحلم.  
19- يذكر بأنه شاب يبلغ من العمر الخامسة عشر ويرغب في طلب العلم الشرعي, فما هي نصيحتكم سماحة الشيخ لمثل هذا، وما هي الأمور التي لا بد أن يعملها ويتمثل بها, علماً بأن مديتنا قليلة من الدعاة وطلبة العلم؟ جزاكم الله خيراً.
نوصيه بطلب العلم في المدارس التي فتحتها الحكومة, المتوسطة, و الثانوية, أو المعاهد العلمية حتى يلحق بها, وإذا كان عندهم حلقات علم لأهل العلم من القضاة أو غيرهم من أهل حلقات العلم إذا تيسر في الليل أو في النهار يجمع بين هذا وهذا، يلتحق بالمدارس النظامية ويجتهد, ويقرأ على العلماء في بلده إذا كان عندهم حلقات علم في الليل أو في النهار يحضر الحلقات ويستفيد, ويجتهد في حفظ القرآن الكريم, وحفظ الكتب النافعة مثل كتاب التوحيد، كشف الشبهات، ثلاثة الأصول والقواعد الأربع للشيخ محمد- رحمه الله-محمد بن عبد الوهاب، وكذلك العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، هذه كتب جيدة مهمة يحفظها, ومثل الأربعين النووية، وتكملة ابن رجب خمسين حديث من جوامع الكلم يحفظها فيها أحاديث عظيمة ونافعة, على كل حال الوصية لهذا الشاب أن يجتهد في طلب العلم في المدارس النظامية, وعلى المشايخ إذا كان عنده من يقرأ عليه من المشايخ في حلقات العلم.  
 
20- في حارتنا ثلاثة مساجد قريبة من بعضها البعض, يبعد الواحد منها عن الآخر تقريباً مائة وخمسين متر, علماً بأن الحارة يكفيها مسجد واحد لجمع المصلين, فما نصيحتكم وما الواجب علينا في ذلك؟
عليكم مراجعة المحكمة، تنظر في الأمر إن شاء الله، عليكم مراجعة المحكمة لديكم حتى تنظر في الأمر.  
 
21- قرب المساجد بعضها من بعض هل من توجيه؟
لا ينبغي قرب بعضها من بعض، بل ينبغي أن تكون كل حارة لها مسجد يخصها إذا كانت متباعدة, أما إذا كانوا متقاربين فالأفضل كثرتهم في المسجد وتعاونهم وأن يكونوا كثيرين, لكن إذا كانت الحارات متباعدة كل حارة لها مسجد حتى لا يشق على أهلها، أما إذا كانوا متقاربين ما بين كل مسجد مائة متر أو مائتين أو ما أشبه ذلك فينبغي ترك ذلك، لكن قد يكون هناك أسباب, إما شحناء أو أسباب أخرى ينظر فيها الحاكم ينظر فيها ولي الأمر.  
 
22- شخص نذر لله أن يتقرب بقربة معينة لله- عز وجل- إذا تحقق له شيء معين بشروطه, السؤال: هل يجوز التراجع عن ما نذر القيام به قبل وقوع ما تحقق؟
متى نذر وجب عليه الوفاء بالنذر صيام, أو صلاة, أو صدقة, إذا تحقق المنذور الذي علق عليه النذر وليس له التراجع يعني يلزم، يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطيع الله فليطعه)، فإذا قال: إن شفى الله مريضي صمت شهراً, أو تصدقت بكذا، أو قال: لله علي إن ولد لي ولد أن أتصدق بكذا أو أصوم كذا يلزمه ذلك متى وجد الشرط، أو قال: لله علي إن بلغني الله الحج وحججت أن أتصدق بكذا أو أصوم كذا كذلك، المقصود قوله-صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطع الله فليطعه)، إذا نذر نذراً شرعياً يلزمه الوفاء به، أما إن كان نذر غير شرعي فإنه يكفر كفارة يمين كأن يقول: لله علي إن ولد لي أن أشرب الخمر، أو أن أعصي الله بكذا أو بكذا لا هذا ما يجوز، أو لله علي إن رزقني الله كذا أن يفعل ما حرم الله عليه من سائر المعاصي يكفر كفارة يمين أو شيء مباح، مثل إن الله شفا مريضي أن أنتقل من البيت الفلاني أو البيت الفلاني هذا مباح له ينتقل أو ما ينتقل يكفر كفارة يمين، إذا صار شيء مباح ما هو بقربة ما هو بطاعة, فالحاصل أنه إذا كان النذر طاعة وجب الوفاء، وإن كان مباح يخير إن شاء وفى وإن شاء كفر عن يمينه، أما إن كان معصية ليس له فعل المعصية، بل يكفر كفارة يمين، إن شفا الله مريضه أن يفعل ما حرم الله عليه أن يعمل بالربا، أن يزني، أن يسرق, أن يقتل فلان، يكفر كفارة يمين ولا يعصي الله.
 
23- البعض من الناس يلزمون أنفسهم بهذه النذور, ومن ثمَّ يعجزون عنها, ويطلبون الفتيا من المشايخ, ما الواجب على الناس في ذلك
النذر لا ينبغي، الرسول نهى عن النذر، قال: (لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً وإنما يستخرج به من البخيل) فالواجب على الناس ترك النذور وعدم التعاطي، يعني ينبغي للمسلم أن يتجنب النذور؛ لأنه ينذر ثم يندم، فالواجب تجنب النذر، لكن متى نذر طاعة وجب الوفاء به؛ لأن الله قال: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) سورة الإنسان، ويقول سبحانه: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ (270) سورة البقرة، يعني فيجازيكم عليه. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من نذر أن يطيع الله فليطعه) فإذا وقع النذر نُظر فيه فإن كان طاعة لله وجب الوفاء به، وإذا كان غير طاعة كفَّر عن نذره، لكن لا ينبغي أن ينذر، يعني يعلق أن لا ينذر أبداً، لكن متى نذر طاعة، كأن يقول إن الله شفا مريضي صمت شهراً صمت عشرة أيام تصدقت بألف ريال وما أشبه ذلك يلزمه الوفاء، لكن أول يقال له لا تنذر لكن متى نذر طاعة لزمه. شكر الله لكم.... 

377 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply