حلقة 419: الآداب والشروط التي يجب أن تتوفر في الدعاة إلى الله - حكم طلب الحاجات وتفريج الكربات من الموتى - الدليل على أن للفجر أذانان - الدليل على أن للفجر أذانان - حكم تأخير العقيقة عن اليوم السابع , وهل يعق عن السقط ؟

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

19 / 50 محاضرة

حلقة 419: الآداب والشروط التي يجب أن تتوفر في الدعاة إلى الله - حكم طلب الحاجات وتفريج الكربات من الموتى - الدليل على أن للفجر أذانان - الدليل على أن للفجر أذانان - حكم تأخير العقيقة عن اليوم السابع , وهل يعق عن السقط ؟

1- ما هي الآداب والشروط التي يجب أن تتوفر في الدعاة إلى الله، وماذا يجب عليه أن يكون الداعي؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن الله -عز وجل- شرع لعباده الدعاء، وأمرهم بذلك، ووعدهم الإجابة، فقال -سبحانه-: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر: 60]، وقال -عز وجل-: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ[البقرة: 186]، والدعاء له شروط، من أهمها: حضور القلب، والإنسان يدعو بقلب حاضر خاشع لله، يعلم أنه -سبحانه- مجيب الدعاء، وأنه قادر على كل شيء -جل وعلا-، هذا من أهم شرائط الإجابة، ما يدعو بقلب غافل معرض، لا، يقبل على الله بقلبه يرجو إجابته، يعلم أنه -سبحانه- هو القادر على كل شيء، وأنه الغني الحميد، وأنه الحكيم العليم. ومن ذلك الحذر من أكل الحرام، كون الإنسان يعتني بمأكله ومشربه وملبسه بأي يكون من الحلال، ويبتعد عما حرم الله عليه من الربا وسائر الأكساب المحرمة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا[المؤمنون: 51]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ[البقرة: 172]، ثم ذكر يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟) أخرجه مسلم في صحيحه، وهذا وعيد شديد يدل على أن تعاطي الحرام في المأكل والمشرب والملبس من أعظم أسباب حرمان الإجابة. ومن ذلك أيضاً أن يتحرى أوقات الإجابة، من أسباب الإجابة أن يتحرى أوقات الإجابة: كجوف الليل وآخر الليل، الثلث الأخير، وبين الأذان والإقامة، وآخر الصلاة قبل أن يسلم بعدما يقرأ التحيات والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتعوذ بالله من أربع يدعو قبل أن يسلم، كذلك ما بين أن يجلس الإمام في خطبة الجمعة إلى أن تقضى الصلاة، إذا دعا في هذه الحال في سجوده أو في آخر الصلاة قبل أن يسلم يوم الجمعة، وهكذا آخر ساعة من يوم الجمعة، بعد العصر، كل هذا من أوقات الإجابة. فالمشروع للمؤمن في حال الدعاء، أن يقبل على بقلب حاضر، وأن يجتهد في الإخلاص لله، وحسن الظن به -جل وعلا-، ويلح في الدعاء، ويكرر، ويسأل الله بأسمائه وصفاته، والتوسل إليه -جل وعلا- بذلك -سبحانه وتعالى-، مع ملاحظة ما ذكرنا من الحذر من التلبس بالحرام: أكلاً أو شرباً أو ملبساً أو غير ذلك، نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعاً لما يرضيه، وأن يمنح الجميع الاستقامة على الحق.  
 
2- تعلق بعض الناس بالصالحين والأولياء وهم موتى, فترى هذا الإنسان يذهب إلى هؤلاء الموتى, يطلب منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات, مع أن هؤلاء ماتوا ويزعم بأنهم صالحين, ما حكم عمل هؤلاء؟
ما يفعله بعض الناس من الذهاب إلى قبور الصالحين، أو قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، يدعو ويستغيث هذا من الشرك الأكبر، هذا شرك المشركين، هذا شرك الجاهلية نعوذ بالله، كان أهل الجاهلية يطلبون من الموتى، كما كانوا يسألون اللات ويتقربون إليه وهو رجل صالح، يزعمون أنه كان يلت السويق للحاج، ....... القبر، فصاروا يسألونه من دون الله ويستغيثون به، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، فالواجب على كل مكلف أن يتقي الله وأن يراقب الله وأن يخص الله بالعبادة فلا يدعو إلا الله ولا يستغيث إلا به، ولا يستجير إلا به، هو -سبحانه- الذي يدعى ويرجى -جل وعلا-، قال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[الجن: 18]، وقال سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر: 60]، وقال تعالى: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[المؤمنون: 117]، وقال تعالى: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ[يونس: 106]، يعني المشركين، فالذي يقصد أصحاب القبور وإن كانوا صالحين، ويسألهم الغوث أو الشفاعة أو غفران الذنوب، أو السلام من شر الأعداء كل هذا شرك من دون الله، شرك أكبر، وهكذا دعاء الجن والاستغاثة بالجن، أو بالأصنام والأوثان، كل هذا من الشرك الأكبر، نسأل الله العافية، فالواجب الحذر من ذلك، هذا هو دين المشركين، دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات وبالأصنام وبالجن وبالنجوم هذا شرك المشركين، هذا دينهم الباطل نسأل الله العافية.  
 
3- البعض في المساجد يقوم القائمون عليها وفي أذان الصبح بأذانين, ما الدليل على ذلك بصحة هذا العمل؟
يشرع للفجر أذانان أذان قبل الصبح، وأذان بعد الصبح، لما ثبت في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن بلال يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم)، وقال: (إن بلال يؤذن ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم)، كان بلال يؤذن في آخر الليل حتى ينتبه القائم؛ بأن الصبح قريب حتى يوتر، وحتى يوقظ النائم ليستعد لصلاة الفجر، فلا بأس أن يؤذن أذان أول قبل الفجر بوقت نصف ساعة أو نحوها أو ساعة حتى ينتبه الناس أن ....... الفجر قريب، فليقم الذي يريد الإيتار والتهجد، وليستعد لصلاة الفجر، ثم الأذان الأخير بعد طلوع الفجر.  
 
4- ما حكم لبس الخاتم في السبابة اليمنى واليسرى بالنسبة للرجل أو المرأة؟
لا أعلم بأساً في لبسه في السبابة أو في الخنصر أو في البنصر، فلا بأس بهذا، للرجل والمرأة، لكن في الخنصر أولى، للرجل، لبس خاتمه في الخنصر يكون أولى، وقد ورد في بعض الأحاديث النهي عن التختم في الوسطى والتي يليها.  
 
5- السقط هل له عقيقة؟
نعم، إذا سقط في الشهر الخامس أو ما بعده، يسمى ويغسل ويصلى عليه ويعق عنه. إذا مات بعد الولادة بيومين أو مضى عليه شهر أو أكثر؟ إذا ولد سقطا في الخامس أو في السادس أو في السابع، أو مات بعد الوضع بيوم أو يومين كله واحد، يسمى ويغسل ويصلى عليه ويعق عنه. وما حكم تأخير العقيقة عن اليوم السابع؟ لا حرج في ذلك، ولكن السنة يوم السابع، السنة يوم السابع، وإذا لم يعق إلا بعد ذلك فلا حرج في ذلك.  
 
6- ما حكم من حلق يوم عيد الأضحى قبل ذهابه للصلاة, علماً بأنه نصح عن ذلك في الحج ولكنه لم يوافق؟
هذا فيه تفصيل، إن كان في الحج، فهذا إذا رمى الجمرة شرع له الحلق، ما لهم صلاة، أهل منى ما لهم صلاة، صلاتهم رمي الجمار، ما عندهم صلاة، يرمي الجمرة ثم يحلق أفضل، ولو حلق قبل الرمي أجزأ ولا بأس، النبي سئل عن ذلك، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا حرج، لا حرج)، سئل يوم العيد عمن قدم وأخر فقال: (لا حرج -عليه الصلاة والسلام-)، لكن السنة أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق أو يقصر والحلق أفضل، ثم الطواف يكون هو الأخير، طواف الإفاضة، لكن لو قدم بعضه على بعض فلا حرج، وليس له صلاة يوم العيد، صلاتهم يقوم مقامها رمي الجمار.   
 
7- أيهما أفضل في الأضحية، الكبش أو البقر؟
الكبش أفضل، ضحية الغنم أفضل، وإذا ضحى بالبقر أو بالإبل فلا حرج، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضحي بكبشين، وأهدى يوم حجة الوداع مائة من الإبل، فالمقصود أن الضحية من الغنم أفضل، ومن ضحى بالبقرة أو بالإبل، الناقة عن سبعة والبقرة عن سبعة كله طيب.  
 
8- هل يجوز أن يعطى غير المسلم من لحم الأضحية؟
لا حرج، أن يعطى، لقوله -جل وعل-: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ[الممتحنة: 8]، فالكافر الذي ليس بيننا وبينه حرب، بل هو مستأمن أو معاهد يعطى من الضحية ومن الصدقة.  
 
9- هل يصح طلاق المريض بالحالة النفسية؟
الطلاق فيه تفصيل ......... إذا وقع شيء من هذا، تراجع المحكمة، محكمة البلد التي هو فيها، ........ يطلق، يراجع المحكمة مع زوجته ووليها حتى ينظر القاضي في ذلك.  
 
10- هل تجوز صلة الرحم عبر التلفون؟
نعم، هذا من صلة الرحم، المكالمة الهاتفية، والمكاتبة بالقلم كلها من الصلة، كونه يكتب إليه، إلى أخيه أو عمه أو قريبه يسأله عن صحته وعن حاله، أو يكلمه بالهاتف كله طيب، كله من الصلة.  
 
11- أنا وأخي بيننا خصام من عدة سنوات, وعندما أمشي في الطريق أقول لأخي: السلام عليكم، ولم يرد عليّ السلام, وهذه عدة مرات, وقد تصالحنا عدة مرات ولم ينفع الصلح معه, وأنا أقول هذا السلام من قلبي وليس مجاملة أمام للناس, وأخي لا يصلي في المسجد، ويعمل بعض المنكرات,  ماذا يجب علي تجاهه؟
الواجب عليك نصيحته، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر لعل الله يهديه بأسبابك، وإذا تيسر أن يكون معك شخص آخر أو اثنان من الأقارب أو الأصدقاء تذهبون جميعاً إليه، وتنصحونه وتوجهونه إلى الخير، هذا خير، لأنه قد ينتفع بذلك إذا كان معك غيرك ممن يعينك على نصيحته؛ لأن الله يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ[التوبة: 71]، فالمؤمنون أولياء، ومن ولياتهم فيما بينهم أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فلا تهجره بل اجتهد في نصيحته وتوجيهه إلى الخير، ولو هجرك، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، فأنت تجتهد في وصله، والإحسان إليه، ونصيحته وتوجيهه إلى الخير لعل الله يهديه، لعل الله يرده إلى الصواب، ولعل الله يهديه لترك المنكرات، وليكن معك من يعينك على ذلك، ويساعدك لعله يقبل منكم جميعاً، ولعله يتعض، فإذا لم تُجدِ الموعظة واستمر على المجاهرة بالمنكرات استحق الهجر، استحق أن يهجر. أما إذا كانت معصيته خفية، فيما بينه وبين نفسه وبين أهل بيته، وليس معصية ظاهرة، فلا تهجره واجتهد في نصيحته وتوجيهه إلى الخير، جزاك الله خيراً، وأبشر بالخير، وادع له بظهر الغيب أن الله يهديه وأن الله يعيذه من شر نفسه.  
 
12- ما معنى هذا الحديث في رواية لأبي داود، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث, فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه, فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر, وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم)؟
ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، هكذا ورد في الصحيحين، (خيرهما الذي يبدأ بالسلام)، فليس له أن يهجر أخاه فوق ثلاث، لا يزوره ولا يكلمه إلا إذا كان هجره له لأجل إظهاره المعاصي، فمن أظهر المعاصي يستحق الهجر، نسأل الله السلامة.  
 
13- فتاة تذكر بأنها فتاة تقدم لخطبتها منذ أربع سنوات شابين تقول: أنا وافقت على شخص وأمي وافقت على الشخص الآخر, باعتباره قريب لنا, وحاولنا إقناعها بأنه سيئ الأخلاق, وأنا كنت موافقة على الشخص الآخر لأنني أريد أن أبتعد عن أهلي, فكانت أمي واقفة عند باب الحمام يوم جمعة عند الظهيرة فقالت لي: إن شاء الله لا تتزوجين أبداً، فأنهت الموضوع بالنسبة للشخص الذي أريده من أجل المهر، واكتشفت أمي بعد فترة أن الشخص الذي كانت تريده غير مناسب أخلاقياً، وقد نسيت أمي هذه الدعوة؛ لأنها من وراء قلبها، وبعد الحادثة كثيراً ما كانت أمي تدعو مع الأوقات التي تكون فيها الإجابة موجودة بأن يرزقني الله بابن الحلال، فهل تكون الدعوة قد أجيبت يا سماحة الشيخ؟!
الله أعلم -سبحانه وتعالى-، لكن أوصيك بالتزوج بالرجل الطيب الصالح، ولو أبت أمك، نوصيك بالرجل الصالح، تزوجيه ولا تبقي في العزبة بعدم الزواج، فنوصيك بأن تجتهدي في الزواج ونوصي وليك بذلك، لأن الرسول يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، وما دامت أمك هداها الله تراجعت عن رأيها فالحمد لله، المقصود إذا خطب الكفء فبادروا بالزواج، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، نسأل الله لك الزوج الصالح. 
 
14- لعل لكم توجيه حول دعاء الآباء على الأبناء في مثل هذه الحالة؟
نوصي جميع المسلمين بالحذر من الدعاء على أولادهم، بل الدعاء لهم بالخير، المشروع للوالد والوالدة الدعاء لهم بالخير لا عليهم، يشرع للوالد والوالدة الدعاء لأولادهما بالتوفيق والصلاح، ويدعى للرجل بالزوجة الصالحة والذرية الصالحة، ويدعى للمرأة بالزوج الصالح والذرية الصالحة، هكذا يجب، وهكذا ينبغي للآباء والأمهات والأقارب أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا، وأن يدعو كل واحد لأخيه بالخير والصلاح والعاقبة الحميدة.  
 
15- نحن البنات نعاني من ظلم الوالدة وتفضيل أخي علينا, رغم أنه ينهال عليهم بالسب والشتم, وتدعو علينا كثيراً, تفضيل الأولاد على بعضهم -سماحة الشيخ؟
نوصيكم بالرفق بها، وسؤال الله لها بالهداية، والصبر عليها، والسماح وإن حصل منها ما حصل، فالواجب على الولد السماح عن والدته، والحرص على إرضائها، وهكذا الذكر والأنثى، الله -جل وعلا- يقول في حق الوالدين: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا[الإسراء: 23-24]، ويقول -جل وعلا-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[لقمان: 14]، فالمشروع للولد ذكراً كان أو أنثى الحرص على إرضاء والديه وعلى محبتهما وبرهما والإحسان إليهما وإن أساءا، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، هكذا الواصل، قيل يا رسول الله: (أي العمل أفضل، قال: الصلاة على وقتها، قيل ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قيل ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)، فقدم برهما على الجهاد، فالوصية للولد ذكراً كان أو أنثى الحرص على بر أبيه وأمه، والصبر على ما قد يقع من الأذى، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.  
 
16- هل يجوز للأب أن يختار لابنته زوجاً صالحاً ويخبره أو يحدثه بهذا الموضوع؟
نعم، يشرع للأب أن يلتمس لها الزوج الصالح، ويشير عليها به، كان عمر -رضي الله عنه- لما تأيمت بنته حفصة عرضها على عثمان، وعلى الصديق أبي بكر، وجاء ليتزوجها أحدهما، حتى تزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فعرض المرأة على الرجل الصالح أمر مطلوب، كونه يحب لبنته الخير أو لأخته ويحرص لها على الزوج الصالح، كل هذا مطلوب، ولو خطب لها الرجل الصالح، قال يا فلان، أعرض عليك بنتي أو أختي، لأنه يحبه في الله من أجل صلاحه لا بأس، لكن لا يزوجها إلا برضاها.  
 
17- هل الميت بعد دخوله القبر وصعود روحه إلى خالقها هل يشعر بأهله في الدنيا, وما فعلوا من بعده؟
لا يشعر، ...... انقطع عمله، الله -جل وعلا- يقول: وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ[فاطر: 22]، إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى[النمل: 80]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فالميت ما يشعر بأحوال أهله.  
 
18- التارك للصلاة هل يخلد في النار؟
التارك للصلاة إن كان قد جحد وجوبها كفر عند جميع أهل العلم، ويخلد في النار إذا مات على ذلك، أما إذا كان لا، يعلم أنها واجبة ولكن يتساهل ويتركها بعض الأحيان، فهذا قد أتى ذنباً عظيماً وكبيرة عظيمة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام، وعمود الصلاة)، ولأن الله يقول -سبحانه-: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى[النساء: 142]، فالتثاقل عنها والكسل من صفات المنافقين، لكن إذا تركها جحداً لوجوبها كفر عند الجميع، وصار مخلداً في النار، إذا مات على ذلك، أما إذا تركها وهو ويعلم أنها واجبة، ولكن يتركها تكاسل وتهاون فهذا عند الأكثرين لا يكفر كفراً أكبر، يكون كفراً أصغر، وقال: وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر كفراً أكبر، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فالواجب الحذر من ذلك، نسأل الله العافية والسلامة.  
 
19- أرجو أن تفسروا لي سورة الكوثر، وما سبب نزول هذه الآيات المباركات في هذه السورة؟
سورة الكوثر واضحة، الله يذم فيها من ألهته الأموال والتكاثر فيها عن طاعة الله حتى زار القبور، يقول جل وعلا: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ[التكاثر:1-2]، ذم لهم وعيب لهم بشغلهم بالكتاثر ولهوهم به حتى زاروا القبور، واشتغلوا بالمال وتعاطيه والحرص عليه عما أوجب الله، وعن ترك ما حرم الله، وعن التزود من الخيرات حتى زاروا القبور، يعني حتى ماتوا. كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ[التكاثر:3-4]، هذا وعيد، من باب الوعيد. كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ[التكاثر: 5]، أي لو تعلمون علم اليقين لما ألهاكم التكاثر، ولما اشتغلتم بالأموال عن طاعة الله، ثم قال: لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[التكاثر:6-8]، إخبار من الله أنهم يرون الجحيم، الذين ألهاكم التكاثر عن طاعة الله، وعن أداء حق الله، وأنهم يرون هذا عين اليقين مشاهدة، فهذا يوجب الحذر عن التشاغل عن طاعة الله، وعما أوجب لطلب الدنيا وجمع الأموال، فالواجب الحذر، وأن يجتهد المؤمن في طاعة ربه وأداء ما أوجب وترك ما حرم، وألا يشغله طلب المال أو الحرص على المال عن طاعة الله ورسوله، نسأل الله للجميع الهداية.  
 
20- هل يجوز أن يذبح الإنسان وهو على جنابة؟
لا حرج، أن يذبح وهو على جنابة، وهكذا الحائض لو ذبحت وهي حائض أو نفساء لا حرج في ذلك، الصواب لا حرج في ذلك.  
 
21- هناك أناس يصلون بعد سنة المغرب ست ركعات اثنتان اثنتان, يسلمون بعد كل اثنتين, ويقولون بأنها صلاة الأوابين، فما حكمها؟
هذا ليس له أصل، صلاة الأوابين صلاة الضحى، إذا اشتد الضحى، هذه صلاة الأوابين كما جاء في الحديث الصحيح، أما بين المغرب والعشاء فالإنسان يستحب له أن يصلي ما تيسر، لكن الست التي يظنها الناس ليس لها أصل، الراتبة ثنتان السنة أن يصلي بعد المغرب ثنتين، والأفضل في البيت، هذه يقال لها: راتبة، كان النبي يحافظ عليها -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا بعد العشاء، ركعتان، يصلي ركعتين بعد العشاء، أما كونه يصلي ستاً بعد المغرب أو أكثر فلا بأس أن يصلي ست أو عشر أو عشرين أو مائة لا حرج، يسلم من كل ثنتين، لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: صلاة الليل مثنى مثنى، فمن تطوع بين المغرب والعشاء وصلى ستاً أو ثماناً أو عشراً أو أكثر لا بأس، لكن اعتقاد أن هناك ست خاصة ليس عليه دليل صحيح.  
 
22- هل يصل ثواب قراءة القرآن إلى الميت؟
ليس له أصل هذا، لكن الدعاء، أما القراءة للموتى ليس له أصل، ولا يشرع، يقرأ الإنسان يريد الثواب لنفسه، أما الموتى يدعو لهم بالمغفرة والرحمة، ويتصدق عنهم، يحج عنهم هذا يلحقهم ينفعهم، أما قراءة القرآن أو الصلاة هذا ليس له أصل، لا يصل إلى الأموات ولا يقرئ لهم القرآن، لعد الدليل، والعبادات توقيفية يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ولم يثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة أنهم كانوا يقرأؤون للموتى.  
 
23- ما أفضل شيء يصل إلى الميت يا شيخ؟
الدعاء والصدقة، الدعاء له والصدقة عنه، هذا ينفعه الله به كثيراً.  
 
24- نحن مجموعة عمال عددنا خمسة عشر, نعمل في الحراسة في المزارع, أو الاستراحات, وليس حولنا جوامع تقيم الجمعة إلا بعيداً, ويوم الجمعة نعاني كثيراً, حيث أن الجامع يبعد عنا مسافات طويلة يصعب علينا الذهاب إليها, فهل نقيم الجمعة في محلنا وعددنا خمسة عشر –كما ذكرت-
ليس لكم إقامة الجمعة، تصلون ظهراً إن تيسرت لكم صلاة الجمعة في الجوامع الموجودة فالحمد لله، وإلا صلوا ظهراً إذا كنتم إنما أقمتم للحراسة لستم مستوطنين، ساكنين في المحل، سكن استيطان، إنما إقامتكم مؤقتة للحراسة، عليكم أن تصلوا ظهرا، إلا إذا تيسر لكم الذهاب إلى الجوامع تصلوا فيها ولو بعدت صليتم معهم الجمعة، وإذا صبرتم وصليتم في الجوامع فهذا خير لكم عظيم. نسأل الله لنا ولكم العون والتوفيق. إذا كانوا مستمرين في الحراسة لسنوات طويلة يا شيخ؟ ولو، ليس عليهم جمعة إلا إذا استقروا فيها مستوطنين، مقيمين استيطاناً. وما أقل عدد تقام فيه الجمعة؟ أصح ما قيل في ذلك ثلاثة، إذا كانوا مستوطنين أحرار، في قريتهم مستوطنين. أحسن الله إليكم. شكر الله لكم يا سماحة الشيخ.. الخ   

458 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply