حلقة 469: نصيحة لطالبة تقيم عند أخيها الذي لا يصلي - حكم جلب الخادمة التي بدون محرم للحاجة - حكم الدعوة لشرب القهوة داخل المسجد - حكم إطالة الركوع ليلحق المتأخر بالجماعة - البكاء أثناء الصلاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

19 / 50 محاضرة

حلقة 469: نصيحة لطالبة تقيم عند أخيها الذي لا يصلي - حكم جلب الخادمة التي بدون محرم للحاجة - حكم الدعوة لشرب القهوة داخل المسجد - حكم إطالة الركوع ليلحق المتأخر بالجماعة - البكاء أثناء الصلاة

1- بسبب دراسة الطب تركت عائلتي -والدي- وقدمت إلى الرياض، وأنا الآن أعيش في بيت أخي، وهذا الأخ -هداه الله- لا يحرص على أداء الصلاة، ولا أقول إنه لا يصلي فإنني أراه أحياناً يؤديها، ولكن الملاحظ عليه بصفة عامة هو عدم الاهتمام بهذا الركن العظيم، علماً بأنني لا أستطيع نصحه بسبب فارق السن ولأسباب أخرى، فهل يجوز لي أن استمر في العيش معه لمواصلة الدراسة، والتي بقي على تخرجي منها حوالي ثلاث سنوات -إن شاء الله-، أم علي أن أبحث عن سكن آخر كسكن الجامعة مثلاً، أم علي أن أترك الدراسة وأعود إلى أهلي؟ أرجو إرشادي وإخراجي من حيرتي، وجزاكم الله خيراً. 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن الواجب عليك أن تنصحيه، وإن كنت أصغر منه، فإن الله -جل وعلا- يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ[التوبة: 71] هذا واجب الجميع المؤمنين والمؤمنات، وليس في هذا فرق بين الكبير والصغير، فعليك أن تنصحي أخاك، وأن تخوفيه من الله -عز وجل-؛ لأن الصلاة عمود الإسلام ومن تركها كفر، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، وقال أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) خرجه الإمام أحمد وغيره بإسناد صحيح عن معاذ -رضي الله عنه-، والأحاديث في هذا كثيرة، والقرآن الكريم فيه من ذلك الآيات الكثيرة كقوله -سبحانه-: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى[البقرة: 238] وقوله -عز وجل-: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ[البقرة: 43] وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[النور: 56] وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[البينة: 5]، فعليكِ أن تنصحيه وأن تبيني له إنكارك عليه هذا العمل؛ لعله يهتدي بأسبابك، فيكون لك مثل أجوره، والرجل ينصح المرأة والمرأة تنصح الرجل، وإن اختلفا في السن، ولاسيما هو أخوك فله حقٌ عليكِ من جهة واجب الدين ومن جهة واجب الرحم، فإن استقام فالحمد لله، وإلا فنصيحتي لكِ أن لا تبقين عنده، لئلا يضرك، ولئلا تبتلي بالتأسي به، فيقسوا قلبك، فنصيحتي لكِ أن تنتقلي إلى السكن الجامعي إذا تيسر ذلك، وإلا فترك الدراسة، ولا تبقي عند رجلٍ يتهاون بالصلاة ولا يرفع بها رأٍساً، فإن هذا يضرك في دينك وربما يسبب لك شراً عظيماً وعاقبة وخيمة، نسأل الله لك التوفيق وحسن العاقبة، ولأخيك الهداية.  

2- أختي لديها طفلة معاقة وتبلغ هذه الطفلة من العمر ست سنوات، وهي متعبة جداً بالنسبة لوالدتها، وتحتاج إلى كثير من الرعاية، علماً بأن والدتها غير مؤهلة صحياً لذلك، وذلك لأنها مريضة ولها أطفال وحامل أيضاً، ولا تضع إلا بالعملية القيصرية، وينصحها الأطباء بعدم حمل  الثقيل، وعدم شد الأشياء الثقيلة، فهل يجوز لها جلب خادمة مسلمة تتولى العناية بهذه الطفلة، علماً بأن هذه الخادمة ستكون بدون محرم، وستعيش معهم في البيت، فهل هذا جائز أم لا؟ أفيدوني وجزاكم الله خيراً. 

إذا كان في البيت نساء غيركِ فلا حرج في ذلك، وعلى والد الأطفال أن يقدم للمحرم ما يلزم من جهة تذكرة السفر ذهاباً وإياباً مع المرأة، وإذا تيسر من دون محرم خادمة في بلد من دون حاجة إلى استجلابها من الخارج وتيسر خادمة طيبة فلا بأس إذا كان هناك من يكون معها في البيت غيرك، حتى لا يحصل خلوة بها من والد الأطفال، فالمقصود إذا كان المقام ليس فيه خطر ولا خشية من وقوع الفاحشة، ففي البيت من تشترك معه الخادمة وتكون معه الخادمة، ويكون سبب للسلام من الخلوة بزوجكِ فلا بأس إن شاء الله ولا حرج، وعليك وعلى زوجك أن تقوماً بقيمة تذكرة المحرم إذا كانت تستقدم من خارج، وأن تيسر من الداخل فذلك طيب.

3- نحن في قرية نصلي في المسجد الجامع بالقرية، وبعد أن نختم الصلاة بالتسبيح والتحميد والتكبير وفي بعض الأوقات يدعو أحد المصلين الذين يصلون بالمسجد لشرب القهوة في داره، وهذه الدعوة داخل المسجد، فهل تصح داخل المسجد، أو أنها مكروهة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً

لا حرج في ذلك، لا حرج أن يدعوا للقهوة أو إلى وليمة غداء أو عشاء لا بأٍس بذلك، وليس هذا من جنس الدعوة إلى البيع والشراء بل هذا معروف وخير وإحسان.   
 
4- أصلي إماماً بالناس وأسمع بعض القادمين للصلاة فأُطيل الركوع حتى يلحق المتأخر بالجماعة، هل هذا يصح أم لا؟
هذا هو السنة إذا سمعت أثراً للقادم أن لا تعجل في الركوع، لكن بشرط أن لا تطيل إطالة تشق على من معك، فتكون إطالة خفيفة لا تشق على المأمومين.  
 
5- حلف بالحرام حتى لا تذهب زوجته إلى بيت أمها، فذهبت وتركت حرامه، ويسأل عن الحكم؟
هذا يختلف بحسب نيتك، فإذا حلف قال: عليه الحرام أن لا تذهبي إلى بيت أمك أو إلى بيت أخيك أو إلى بيت آل فلان وقصده تحريمها قصده من ذلك أنها متى ذهبت فهي محرمة فهذا حكمه حكم الظهار في أصح أقوال أهل العلم، وعليه كفارة الظهار إذا خالفته وذهبت، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيره، قبل أن يمسها؛ لأن هذا ظهار. أما إن أراد منعها فقط لم يرد تحريمها، إنما أراد تخوفيها وتهديدها ومنعها من الذهاب، ولم يرد تحريمها إن ذهبت، فهذا له حكم اليمين في أصح الأقوال، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن عجز عن هذه الثلاث صام ثلاثة أيام، كما جاء به النص القرآن في قوله -سبحانه-: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ ...... الآية)[المائدة: 89]، فالله أرشدنا إلى حفظ الأيمان، وبين لنا كفارة اليمين، والتحريم لما أحل الله من طعام أو شراب أو لباس أو نحو ذلك مثل اليمين، وهكذا تحريم المرأة إذا قصد منعها ولم يقصد تحريمها إنما قصد منعها فحكمه حكم تحريم الطعام والشراب في كفارة اليمين. والله ولي التوفيق.  
 
6- هل يجوز البكاء أثناء الصلاة؟
نعم، إذا غلبه البكاء خشية لله وتعظيماً له خشوعاً عند القراءة أو سماعها فلا بأس، قد كان النبي يبكي وكان الأخيار يبكون، فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء في الصلاة، وكان الصديق -رضي الله عنه- إذا صلى بالناس لا يسمع صوته من البكاء، وكان يسمع لعمر النشيج بالبكاء وهو يصلي بالناس -رضي الله عنه وأرضاه-، فالمقصود أنه إذا غلبه ذلك ولم يتعمده بالرياء وإنما غلبه عند سماع القرآن أو عند قراءة القرآن فإنه لا حرج عليه، ولكن ينبغي له أن يجاهد نفسه مهما أمكن في عدم التشويش على الناس، أو عدم تفهيمهم لكتاب الله -عز وجل-، لأن المقصود الخشوع مع تفيهم الناس كلام الله حتى يستمعوا له ويستفيدوا من كلام الله -عز وجل-، والذي لا يغلبه لا يضره. والله ولي التوفيق.  
 
7- ماذا يقول المسلم إذا خرج من بيته للصلاة في المسجد؟
يشرع له أن يقول: (بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله)، (اللهم إني أعوذ بك أن أَضِل أو أُضَل، أو أَزِل أو أُزَل، أو أَظلم أو أُظلم، أو أَجهل أو يُجهل علي) هكذا جاء الحديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فيستحب للخارج إلى المسجد أو إلى المسجد كالسوق أو غيره أن يقول هذا، عند خروجه من بيته إلى السوق أو إلى زيارة أحد إخوانه أو إلى المسجد يقول: (بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله)، (اللهم إني أعوذ بك أن أَضِل أو أُضَل، أو أَزِل أو أُزَل، أو أَظلم أو أُظلم، أو أَجهل أو يُجهل علي) ويستحب أيضاً أن يقول في قصده للمسجد مع هذا أن يقول: (اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي لساني نوراً، وفي شعري نوراً، وفي بشري نوراً، وفي عظمي نوراً، وفي لحمي نوراً، وفي دمي نوراً، اللهم اجعل أمامي نوراً، وخلفي نوراً، وعن يمين نوراً، وعن شمالي نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، اللهم أعطني نوراً، وزدني نوراً، وأعظم لي نوراً)، كل هذا جاء في الحديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- من حديث ابن عباس -رضي الله عنه-، وهذا الدعاء الأخير رواه البخاري في الصحيح وهو دعاء عظيم عند قصد العبد الصلاة.  
 
8- ما سبب تكرار آية: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ[الرحمن:13]؟
السبب والله أعلم التنبيه على عظم الآيات، وأنها كلها جديرة بأن تشكر، لأن المحسن بها هو الله -سبحانه وتعالى-، فينبغي للمؤمن أن يشكرها دائماً، وأن يصدق بما دلت عليه من حق الله وتوحيده، وأنه رب العالمين، وأنه الخلاق العليمن وأنه المستحق أن يعبد ويطاع، فهي نعم امتن الله بها وأحسن بها إلى عباده، فلا ينبغي للمؤمن من الجن والإنسان أن يكذب بشيء من ذلك، بل الواجب أن يشكر هذه النعم، يجب أن يشكر الله عليها -سبحانه-، وأن يستعين بها على طاعته -سبحانه-، وأن يستفيد منها في سلامة إيمانه وقوة إيمانه وفي خوفه من الله وتعظيمه لله وحقه -سبحانه وتعالى-. والله المستعان.  
 
9- كيفية الطواف بالكعبة طواف العمرة، إنني قدمت إلى زيارة مكة المكرمة لأداء العمرة، ونسبة لأني أجهل كيفية طريقة الطواف الصحيحة قمت بالطواف خارج الحرم، وطفت من خارجه، ولذا دخلني الشك في صحة طوافي بعد ما عاينت الكعبة المشرفة، ولذلك سألت عن صحة طوافي بعد ما دخلت وسعيت بين الصفا والمروة وقالوا لي: إن طوافك غير صحيح! وعليه أقدم لكم سؤالي، فأرجو إفادتي عن ذلك، وفقكم الله.
أولاً يا أخي يحسن منك أن تقول عند سؤال إخوانك يا أخي أو يا فلان أو يا أبا فلان بدلاً من سيدي، النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قيل له أنت سيدنا قال: (السيد الله تبارك وتعالى)، ولأن هذا اللفظ قد يسبب تعاظماً في نفس الإنسان وتكبراً وترفعاً في نفسه، فينبغي أن تخاطب أخاك من العلماء المسئولين أو إخوانك الطلبة يا أخي، تخاطبهم بهذا أو يا أبا فلان أو يا فلان. أما سؤالك هذا عن طوافك بالكعبة خارج المسجد الحرام فهذا لا يجزؤك، إذا كان متصوراً، إذا تصور صدور وقوع هذا منك، وأنا أستبعد أن يكون تصور هذا منك أنك، أنك طفت من خارج المسجد الحرام بالكلية، هذا شيء غريب، فإذا كان وقع منك هذا فإنه لا يجزئ وعليك أن تطوف، والسعي يجزئ مادمت سعيت من الداخل أجزأك، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سئل قال: (يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف؟ قال: لا حرج) فالصحيح أن الإنسان إذا سعى قبل الطواف ولاسيما مع الجهل والنسيان يجزئه ذلك على الصحيح، وعليك أن تعيد الطواف من داخل حول الكعبة أو في الأروقة إذا كان هناك حاجة إلى الأروقة للزحمة، أو في السطوح من فوق في العلو، تطوف بالبيت من فوق للحاجة كزحمة الحج، كل هذا لا بأس به، أما من خارج المسجد بالكلية فهذا لا يجزئ، وعليك أن تعيده إذا كنت فعلت هذا كما ذكرت في سؤالك، والله أعلم. المذيع/ إذاً الطواف فيما يسمى بصحن الكعبة ليس شرطاً؟ ليس شرطاً، لو طاف بالأروقة أو بالسطح أجزأ ذلك.   
 
10- لقد ألفت عند أهلنا عندما يموت الرجل أو المرأة يأتون بحافظ للقرآن لكي يقرأ القرآن في منزل أهل الميت، وقالوا: إن هذه العملية المقصود منها هو نزول الرحمة على أهل الميت بعد المصيبة، فهل هذا العمل يجوز شرعاً؟
لا أعلم لهذا أصلاً في الشريعة، أما إذا فعلوه كشيء عادي غير مقصود، يقرءون القرآن لما في القرآن من الخير وطلب الأجر لا من أجل الموت ولا من أجل أن هذا البيت فيه شخص قد مات فيقصدون من هذا أن هذا يسليهم، ويزيل حزنهم بطريقة خاصة وبطريقة مستعملة ومستمرة، كأنه شيء مشروع فهذا لا أعلم له أصلاً. أما إذا فعل بعض الأحيان أو عن غير قصد أو من أهل البيت حضر عندهم من يقرأ على أخيه، سمعنا من كلام الله هذا كله طيب، أما أن يقصد ويتخذ عادةً متبعة فيمن مات عنده ميت يحضر القراء أو قارئ يقرأ هذا لا أعلم له أصلاً، وأخشى أن يكون بدعة.  
 
11- جاءت إلي ابنة خالي الصغيرة وقالت لي: إن أبوها قامت معه معركة بينه وبين أناس آخرين، ذهبت لأرى ماذا حدث ولعلي أقدر على الصلح بينهم، ولكن عندما وصلت إلى مكان المعركة قوبلت من الطرف الثاني بالضرب منهم فأخذت أُدافع عن نفسي، وفجأة قام خالي بقتل واحد منهم من غير أن أراه عندما قتله، فهل علي إثم في ذلك، وهل أكون شريكاً مع خالي في القتل، وإذا كنت آثماً في ذلك فماذا أفعل لأكفر عن ذنبي؟ أفيدوني أثابكم الله. 
جاءت إلي ابنة خالي الصغيرة وقالت لي: إن أبوها قامت معه معركة بينه وبين أناس آخرين، ذهبت لأرى ماذا حدث ولعلي أقدر على الصلح بينهم، ولكن عندما وصلت إلى مكان المعركة قوبلت من الطرف الثاني بالضرب منهم فأخذت أُدافع عن نفسي، وفجأة قام خالي بقتل واحد منهم من غير أن أراه عندما قتله، فهل علي إثم في ذلك، وهل أكون شريكاً مع خالي في القتل، وإذا كنت آثماً في ذلك ماذا أفعل لأكفر عن ذنبي؟ أفيدوني أثابكم الله.
 
12- إذا تراضع اثنان وهم أبناء عم، فهل للواحد منهما الزواج بأخت أخيه من الرضاعة؟
هذا فيه تفصيل: إذا تراضعا اثنان كل واحد رضع من أم الآخر فالذي رضع من أم الآخر تكون بناتها أخواتاً له، ليس له أن ينكح منهن أحداً، إذا كان الرضاع قد استوفى الشروط، كان في الحولين وكان خمس رضعات أو أكثر، فإذا رضع زيد من فاطمة خمس رضعات فأكثر حال كونه في الحولين فإن بناتها يكن أخواتٍ له، وليس له أن ينكح منهن أحداً، وهكذا لو رضع أحد أولادها من أم الراضع خمس رضعات فإن أخوات الراضع الأول لا يحللن لهذا الذي رضعن من أمه؛ لأن صار أخاً لهن من الرضاع. المقصود أن المرتضع إذا استكمل الرضاع في الحولين خمس رضعات فإن بنات المرضعة من أي زوج إخوةٌ له، أخوات له، وهكذا بنات صاحب اللبن من أي زوجة يكن أخواتٌ له، ليس له نكاح شيء منهن، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب).  
 
13- عندنا بعض النساء كبيرات في السن، يقلن: إذا حاضت المرأة فانه يحرم عليها مس بعض أنواع الرياحين ومس شجرة الحناء، فهل هذا القول صحيح؟
ليس بصحيح، فهي مثل غيرها من النساء، لها مس الرياحين، ولها مس شجرة الحناء، ولها غير ذلك مما يباح للنساء، ما عدا الصلاة فإنها لا تصلي حتى تطهر، وما عدا الصوم فإنها لا تصوم أيضاً حتى تطهر، وما عدا مس المصحف فإنها لا تمس المصحف حتى تطهر، أما قراءة القرآن عن ظهر قلب ففيها خلاف بين أهل العلم والصواب أنه لا حرج عليها أن تقرأ عن ظهر قلب، وليست مثل الجنب؛ الجنب مدته قصيرة يغتسل متى فرغ من حاجته، أما الحائض والنفساء فمدتهما تطول فلا حرج عليهن بالقراءة عن ظهر قلب من دون مس المصحف في أصح قولي أهل العلم. وأما كون الحائض تمس الرياحين أو تمس شجرة الحناء أو تمس شيئاً آخر مما يمسه الناس مما يباح كمس الحبوب أو الفواكه أو اللبن أو غير ذلك لا حرج في ذلك.   
 
14- لماذا أكل لحم الإبل ينقض الوضوء؟
الله أعلم، المعروف عند أكثر الفقهاء أنه تعبدي أنه غير معلوم الحكمة والعلة، وأن الله -سبحانه- شرع لنا أن نتوضأ من لحوم الإبل، والله أعلم بالحكمة والعلة في ذلك، قال بعض أهل العلم أنها خلقت من الشياطين، وأن لها ذكوراً يشبه حال الشياطين إذا استنفرت، وأن هذا من أجل أن لحومها تسبب شيئاً من القسوة، وشيئاً من الشيطنة، فيكون في الوضوء إطفاء لذلك، ولكن ليس هذا بأمر واضح، ولا أعلم دليلاً واضحاً عليه، فالأقرب ما قاله الأكثرون: أنه تعبدي، الله –سبحانه- هو الأعلم بالحكمة والعلة في ذلك، والمؤمن عليه أن يمتثل أمر الله ورسوله وإن لم يعرف الحكمة، كما أنا نصلي الظهر أربعاً ..... والعصر أربعاً والعشاء أربعاً والمغرب ثلاثاً والفجر ثنتين وليس عندنا علم يقيني بالحكمة في جعلها أربعاً الظهر والعصر والعشاء والمغرب ثلاثاً والفجر ثنتين، وفي الإمكان أن يفرض الله سبحانه وتعالى لو شاء تكون الظهر ثماناً أو سبعاً أو ستاً وهكذا العصر والعشاء وفي الإمكان أن تكون المغرب بدل ثلاث خمساً وهكذا فلله الحكمة البالغة سبحانه وتعالى فيما فرض وعين سبحانه وتعالى، وهكذا فرضه رمضان في شهر واحد وإن كان العلة في الجملة التخفيف على الأمة لكن ما نعلم الحكمة العينية في جعل رمضان فرضاً دون غيره من الشهور وكونه شهراً كاملاً لو شاء ربنا لجعله خمسة عشر يوماً أو عشرين يوماً فلله الحكمة البالغة في تخصيص هذا الشهر وهكذا أشياء كثيرة من العبادات لا نعلم علتها وحكمتها. 

788 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply