حلقة 616: بدعة الطائر الكبير عند الاستسقاء - الاجتماع في بيت الحضرة لأجل الأموات كالجيلاني والبالي وغيرهم - حكم من جعلوا بقرة معتقة للزار لا يحرثون بها، ولا يبيعونها، ولا يذبحونها لأي ضرورة - حكم من حلف بالله كاذباً متعمداً عند المزاح

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

16 / 50 محاضرة

حلقة 616: بدعة الطائر الكبير عند الاستسقاء - الاجتماع في بيت الحضرة لأجل الأموات كالجيلاني والبالي وغيرهم - حكم من جعلوا بقرة معتقة للزار لا يحرثون بها، ولا يبيعونها، ولا يذبحونها لأي ضرورة - حكم من حلف بالله كاذباً متعمداً عند المزاح

1-   إذا انقطع المطر عن البلد يأخذ الفلاحون أصول الخشب اليابس على ظهورهم ويأتون به إلى بيت الحضرة التي يزورونها وهم يرتجزون به، فغالباً ما يمطرون إثر مجيئهم بهذه الصفة، أو يذبحون الشياه الأحمر أو الأسود، ويضعون قوائمها أو فرسنها على شجرة يجتمعون تحتها، فيأتي طائر كبير من جهة القبلة فيأخذها ويأكلها فيمطرون، فربما لا يأكلها ولا يمطرون فيذبحون أخرى بزعم أنها لم تقبل منهم الأولى، ما رأيكم في هذا؟ جزاكم الله خيراً.

سم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد : هذا من البدع التي لا أصل لها في الشرع، وإنما المشروع أن يستغيث المسلمون إذا أجدبوا وأن يدعوا الله عز وجل ليسقيهم، تارةً في المساجد وتارةً في البيوت، وتارةً بعد خطبة الجمعة، أثناء خطبة الجمعة يدعو الإمام خطباء المساجد يستغيثون الله عز وجل، وتارةً يخرج أمير البلد وأهل البلد إلى المصلى من خارج البلد ويصلي ركعتين، ويستغيث بالمسلمين إمامُهم سواء كان القاضي أو غيره ويسأل الله الغوث كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان ربما استغاث في خطب الجمعة عليه الصلاة والسلام وربما خرج إلى المصلى وصلى ركعتين وخطب بالناس واستغاث لهم، هذا هو المشروع،وربما استغاث في غير صلاة كما وقع في بعض الأحيان في المدينة استغاث لهم بمجلسه عليه الصلاة والسلام، ولا مانع أن يستغيث الإنسان في بيت يذكر الله بالمسلمين، أو وهو في الطريق يسأل الله أن يغيث المسلمين، كل ذلك لا بأس به، أما يأخذ الخشب أو أشياء خاصة يحملها ويذهب إلى حضرة إنسان معين كأمير البلد أو قاضي البلد يرتجزون هذا لا أصل له، هذا من البدع والخرافات التي أحدثها الناس، أو يذبحون ذبائح يجعلون بعضها عند بعض الشجر أو عند بعض الجبال أو ما أشبه ذلك، كل هذا لا أصل له، لكن يشرع الصدقة، أن يتصدقون للفقراء، قبل الاستغاثة أو بعدها، يعني يتصدق أهل الغنى منهم بالفقراء والمساكين بالنقود، بالطعام، بالملابس، هذا طيب، ومن أسباب الرحمة، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : (من لا يرحم لا يرحم)، والصدقة تطفؤ الخطيئة، والصدقة من أسباب الفرج ومن أسباب الإحسان كما قال عز وجل(وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، وقال سبحانه: (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)، وإذا تصدق المعسرون على الفقراء وواسوهم قبل الاستغاثة أو بعدها فكل هذا طيب، ومن أسباب الغيث وهكذا الدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله والصدق في ذلك، والبكاء من خشيته جل وعلا، والإكثار من العبادات والطاعات والحذر من المعاصي، كل هذا من أسباب الغوث، أما يحضرون شيئاً ما شرع الله من حملهم الأخشاب المعينة أو أشجار معينة أو ذبائح تذبح على وجهٍ معين، تجعل رؤوسها أو أشياء منها مكاناً معيناً عند قاضي الشجر حتى يأتي طائر يأخذها، أو عند بعض الجبال، أو بالذهاب إلى بعض المشايخ أو غير ذلك، كل هذا لا أصل له، بل هو من البدع والخرافات. 
 
2-   ما تقولون في قوم يجتمعون في بيت حضرتهم أو تحت الشجرة باسم من مات قبل قرون، أو ما رأوها هم ولا آباءهم، وإنما سموها هم وآباءهم عبد القادر الجيلاني، وشيخ حسين البالي وفلان وفلان، وإن أنكر عليهم منكر لا يقبلون عنه، بحجة أن العالم الفلاني لم ينكر عليهم، وأن الكافرين الذين هم في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كفروا بعدم إيمانهم بالرسول، ونحن نؤمن به وبما جاء به عليه السلام، فما تقولون في هذا أيضاً؟ جزاكم الله خيراً.
هذا الاجتماع باسم الشيخ عبد القادر أو باسم الشيخ حسين ابن فلان أو باسم البدوي أو باسم الحسين بن علي، أو باسم علي بن أبي طالب، أو باسم عمر أو باسم الصديق أو بأسماء أخرى، أو باسم حضرتهم، كلمة حضرتهم هذه كلمة مبهمة لا نعرف معناها فإذا كان المقصود رئيس الجماعة أو قائد الجماعة أو ما أشبه ذلك، فكل هذا من البدع، لا أصل لهذا، كونهم يجتمعون باسم الشيخ عبد القادر، يدعون له، أو يصلون عليه، أو يتوسلون به، ما كان الرسول يفعل هذا وأصحابه، إنما الدعاء للمسلمين لا بأس، يدعو له مع المسلمين وإن كانوا ماتوا قديماً كما تدعو للصحابة وتقول : اللهم ارض عنهم، اللهم اغفر لأموات المسلمين، اللهم اغفر للشيخ عبد القادر، اللهم اغفر للحسين بن علي، اللهم ارض عنه وعن إخوانه لا بأس ، كل هذا طيب، لكن تجتمع عند شجرة أو عند جبل أو عند الشيخ فلان من أجل اجتماع للدعاء لفلان أو الترضي عن فلان هذا لا أصل له، كونه يفصل اجتماع على هذا الوجه هذا من البدع، تدعو له وأنت في الطريق، وأنت في مجلس عادي وأنت في بيتك لا بأس، تدعو لعلماء المسلمين، للشيخ عبد القادر الجيلاني، الشيخ عبد القادر عالم من علماء المسلمين، تدعو لأبي حنيفة، تدعو لأنس لمالك، للشافعي، لأحمد بن حنبل، لسفيان الثوري، لأصحاب النبي، للتابعين، لغيرهم من المؤمنين لا بأس، لكن تخص واحداً منهم في اجتماع خاص عند شجرةٍ خاصة أو عند جبلٍ خاص، أو عند شخصٍ خاص تخصوه بهذا الاجتماع في يومٍ معين أو في شهرٍ معين أو في أسبوع كل هذا لا أصل له. 
 
3-  بقرة معتقة للزار لا يحرثون بها، ولا يبيعونها، ولا يذبحونها لأي ضرورة، أفيدونا عن حكم الشرع فيها مأجورين؟
هذا من جنس المشركين الأولين، الله أبطل هذا بقوله: (مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ). فلا يسيب بقر لا للزار ولا للميت فلان، ولا للجني فلان ولا لغير ذلك، التسييب للزار تقرب للشياطين، زار الشيطان، التقرب للشياطين بتسييب البقر أو الإبل شرك بالله، وتشبه بالجاهليين، فلا يتقرب إلى الجن لا بتسييب ولا بذبح ولا استغاثة، كل هذا من الشرك الأكبر، فإذا قال يا جني فلان أو يا سبعة أو يا تسعة خذوا فلان اذبحوه اقتلوه، انصرونا على فلان، اشفوا مرضانا من كذا، كل ذلك من الشرك الأكبر، كما لو قال: يا سيدي عبد القادر انصرني، يا سيدي الحسين انصرني، أو يا سيدي البدوي انصرني، أو المدد المدد، أو يا سيدي حسين، أو يا سيدي سفيان الثوري، أو يا سيدي أبي حنيفة، يا سيدي أبا حنيفة أو ما أشبه ذلك، كل ذلك من الشرك الأكبر. وهكذا لو قال يا رسول الله أو يا نوح أو يا هود أو يا عيسى أو يا داوود انصرنا أو اشف مرضانا أو يا عائشة أم المؤمنين أو يا صفية أم المؤمنين أو يا فاطمة بنت رسول الله انصرينا أو المدد المدد أو ما أشبه ذلك مما يفعله المشركون كل هذا من الشرك بالله، كله كفر وشرك أكبر لا يجوز، لا مع الصالحين ولا مع الطالحين، لا مع الإنس ولا مع الجن، نسأل الله السلامة. 
 
4-  ما حكم من حلف بالله كاذباً متعمداً عند المزاح أو غير قاصد، نرجو التوجيه؟ جزاكم الله خيراً.
لا يجوز الحلف بغير الله كاذباً ولا يسمح بذلك، وإذا كان على مال يأخذه صار أكبر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين لينقطع فيه مال امرئٍ مسلم هو فيه كاذب لقي الله وهو عليه غضبان)، ويسمي العلماء هذه اليمين الكاذب باليمين الغموس، لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار، فلا يجوز للمؤمن أن يحلف كاذباً، بل يجب أن يتحرى الصدق، النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من حلف بالله فليصدق)، فالمطلوب التحري للصدق، إلا إذا ظلم وأجبر على غير حق بأن قال احلف بالله أنك ما قتلت فلان أو أنك ما ظلمت فلان أو ما أشبه ذلك حلف بالله أنه ما قتل فلان أو ما ظلم فلان وهو في هذا كاذب هو قتله لكن قتله بحق، أو أخذ ماله بحق، لم يقتل فضول منه ولم يأخذ ماله فضولاً منه، بل أخذ ماله بالحق في البيع والشراء، أو قتله بالحق قصاص أو ما أشبه هذا من الحق فالمقصود أنه إذا أجبر على يمينٍ هو فيها في نفسه حق ولكن حلف ليتخلص من شرهم فلا يضره ذلك، كره على ذلك، لأنه في الحقيقة ليس بكاذب، ما قتل على وجه الذي قالوا إنما قتله أو أخذ المال على وجهٍ آخر. وهكذا إذا حلف بالله كاذباً ليخلص أخاه من شر كأن يريدوا قتله بغير حق فيحلف بالله أنه أخوه أو أنه قريبه ليخلصه من شر هؤلاء الظلمة فلا بأس بذلك. 
 
5-   جاء في صحيح البخاري حديث أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقتل الحيات كلها، فقال له أحد أصحابه: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل جنان البيوت، سؤالي: ما هي جنان البيوت؟
هذا صحيح، والذي نهاه أبو لبابة الأنصاري وجُنَّان البيوت هم المقيمون بها، الساكنون فيها مثل الحيات. إذاً الصحيح أن نقول جُنَّان البيوت ؟ نعم، يستأذن ويقال له إن عدت قتلناك ثلاث مرات فإن عاد قتل، أمر النبي صلى الله عليه وسلم- أن يحذر ثلاث مرات، وينذر ثلاث مرات فإن عاد قتل، وأما إذا وجد في الصحراء أو في الطريق أو في المسجد يقتل، لأنه يؤذي الناس. 
 
6-   هناك حديث للرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه فيما يرويه ابن عباس (أنه أمر أن يسجد على سبعة أعضاء في الصلاة، ولا يكف شعراً ولا ثوبا ) كيف يكون كف الشعر والثوب، وأنا أثناء الصلاة عندما أريد أن أسجد فإني أرفع البنطلون من ناحية الفخذ ثم أسجد، هل هذا يكون من كف الثياب، وهل كف الثوب والشعر مكروه أم محرم؟
الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال هذا الكلام، قال إنه أمر أن يسجد على سبعة مواضع وأن لا يكف شعراً ولا ثوباً. فالمعنى أن المصلي إذا أراد أن يسجد و عليه شعر أو عليه عمامة لا يكفها عن الأرض، يسجد ويسجد معها، لا يكفها من أجل السجود خوفاً عليها من التراب، يسجد بها، هذا المعنى، سواء كانت عمامة أو بشتاً أو رداءً أو غير ذلك أو بنطلوناً أو غيره، يسجد عليه ويترك أطرافه تسجد في الأرض. 
 
7-  جاء في كتاب تلبيس إبليس روايات عن ابن عباس عن بداية عبادة الأصنام، هل هذه الروايات صحيحة أم لا؟
لا أذكر هذا. 
 
8-  هل سجود السهو واجب أم سنة؟
سجود السهو واجب، الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك، إذا كان عن ترك واجب أو فعل محظور سهواً وجبت، كما لو ترك التشهد الأول، أو جلس في الرابعة فنبه وقام إلى أن يكمل، أو زاد ثالثة في الفجر أو رابعة في المغرب أو خامسة في العشاء ونحوها فإنه يسجد السهو وجوباً. 
 
9-  هل عيادة المريض واتباع الجنائز واجب أم سنة؛ لأنه يبدو من الأحاديث أنها صحيحة؟
الأحاديث في هذا صحيحة، ومستقرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والمعروف عند العلماء أنها سنة مؤكدة، والقول بالوجوب قول قوي، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بالعيادة للمرضى، فأقل شيء مرةً واحدة، فينبغي للمؤمن إذا عرف أخاً له مريضا أن يعوده، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (عودوا المريض وأطعموا الجائع وفكوا العاني) أخرجه البخاري في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام : (حق المسلم على المسلم ست خصال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه)، فزيارة المرضى من آكد العبادات. 
 
10-  هل النفخات في الصور ثلاث أم اثنتان؟
الصواب أنها اثنتان، هذا هو المحفوظ كما جاء في القرآن الكريم والأحاديث الصحيح، نفخة الفزع وهي نفخة الصعق والموت، والثانية نفخة البعث، فالأولى يقال لها نفخة الفزع، ويقال لها نفخة الصعق، ويقال لها نفخة الموت، تسمى بأسماء، وهي مذكورة في قوله جل وعلا: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ)، وهي المذكورة في قوله جل وعلا: (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ). وقال آخرون إنها ثلاث، نفخة الفزع يفزع الناس ولا يموتون ثم نفخة الصعق أو الموت ثم نفخة البعث، وجاء هذا في حديث الصور من حديث إسماعيل بن رافع الأنصاري ولكنه ضعيف، والصواب أنها نفختان، نفخة الفزع يمدها إسرافيل يمدها طويلاً، فأول ما يسمعها الناس كل من سمعها يصغي ليتاً ويضع ليتاً يعني يسهل عنقه هكذا وهكذا يستمع ثم لا يزال إسرافيل يمدها حتى ترتفع وحتى يصعق الناس ويموتون. 
 
11-   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أراد أحد أن يمدح أخاه فليقل: أحسب كذا وكذا ولا يزكي مع الله أحداً وحسبه الله )، فهل هذا الحديث يدل أنه على كل إنسان إذا أراد أن يمدح أخاه أن يقول: أحسب كذا وكذا.. إلى آخر الحديث؟
الحديث صحيح وهذا صريح فيه، الحديث الصحيح وهذا صريح فيه، لكن ظاهره الاستحباب، لأن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زكى باليقين، ولم يقل أحسبه كذا وكذا، فالأمر في هذا واسع إن شاء الله، وإذا قال : أحسبه كذا وكذا كان هذا هو الأفضل. وقد قال النبي لعمر رضي الله عنه: (إنك ما سلكت فجاً إلا سلك الشيطان فجاً غير فجك). ولم يقل أحسبك كذا وكذا عليه الصلاة والسلام، ومدح الصديق رضي الله عنه بأشياء ولم يقل احسبه كذا، وقال في عبد الله بن عمر أنه رجل صالح، ذكر أنه كان يصلي من الليل إلى غير هذا، فهذا يدل على أنه لو أطلق الكلام فيما يعلم فلا بأس، وإذا قال أحسبه كذا كان أفضل. 
 
12-  ما حكم الأدعية في الصلاة جهراً؟
السنة السر فيها، في السجود وفي بين السجدتين وفي آخر الصلاة، لكن لو جهر قليلاً يسمعه من حوله فلا بأس، فقد سمع حذيفة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بين السجدتين وهو يقول: (رب اغفر لي). وسمع بعض الصحابة دعاءه في آخر الصلاة وفي السجود فدل ذلك على جواز رفعه قليلاً حتى يسمع ولكن لا يرفع رفعاً يؤذي من حوله فالسنة الإسرار لكن لو رفع قليلاً لا يؤذي من حوله فلا بأس في ذلك إن شاء الله إلا بما شرع الله به كالقنوت، القنوت في النوازل والقنوت في الوتر فلا بأس في ذلك. 
 
13-  يسأل عن حكم الشرع في بلع الريق والإنسان صائم؟
بلع الريق لا بأس به، لكن إذا كان نخامة لا يبلعها، إذا وصلت فمه يلقيها، أما إذا كان مجرد الريق فلا حرج. 
 
14-  إنه ارتكب بعض المعاصي حينما كان جاهلاً جهل عقل، ويسأل عن الحكم؟ جزاكم الله خيراً، وبما تنصحونه؟
التوبة إلى الله، عليك التوبة إلى الله والندم والإقلاع والعزم على أن لا تعود، ومن تاب، تاب الله عليه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (التوبة تهدم ما كان قبلها)، ويقول صلى الله عليه وسلم : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ، ويقول الله جل وعلا في كتابه الكريم: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى). فعليك بالصدق في التوبة، والعزم أن لا تعود، والإقلاع من الذنب، والحرص على عدم العودة فيه ، مع الاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة، والله يتوب على التائبين إن شاء الله، لكن إذا كان الذنب يتعلق في حق الناس، فعليك أن تؤدي حق الناس، كانت مظالم، أو ديون عليك أن تؤديها، أو قتل عليك أن تمكن من نفسك حتى يقتص منك أو يرضى بالدية، حقوق الناس لا بد من أداءها إلا أن يرضوا عنها. 
 
15-  إنها نذرت أن تصوم عن الكلام ثلاثة أيام فلم تستطع، ماذا تفعل؟
هذا النذر مكروه لا ينبغي، عليها أن تكفر كفارة يمين ولا تمسك عن الكلام، نذر رجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتكلم فأمره النبي أن يتكلم لأن هذا منكر وعليه كفارة يمين. 
 
16-  أديت فريضة العمرة والحمد لله إلا أنني أحرمت من جدة أولاً ولبست القفازين، فماذا علي؟
إذا كنت قادرة من الذهاب للعمرة فعليك الإحرام من ميقات الزيارة وهي من الوادي وادي القرن ، وادي الطائف، في الجو إن كنت في الطائرة أو في السيارة إن كنت في السيارة، فإذا جاوزت الميقات ولم تحرمي إلا من جدة فعليك دم يذبح في مكة للفقراء، أما إن كنت جئت مكة لغرضٍ من الأغراض ما قصدت العمرة، جئت جدة لغرض من الأغراض ما قصدت عمرة، ثم بدأ لك وأنت في جدة أن تعتمري فلا حرج في إحرامك من جدة، لأنك ما نويت العمرة إلا فيها. أما إذا كنت نويتيها في الرياض ولكن لم تحرمي إلا في جدة فعليك دم، وأما القفازان فلا يجوز لبسهما للمحرمة، بل يجب أن تترك القفازين والنقاب حال الإحرام، فإذا لبستهما ناسيةً أو جاهلةً فلا شيء عليها. فإن تعمدت ذلك وهي تعلم الحكم فعليها كفارة وهي إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة أو صيام ثلاثة أيام، مخيرة، إن شاءت أطعمت ستة مساكين ثلاثة أصواع كل صاع بين اثنين، أو تصوم ثلاثة أيام أو تذبح شاة، وهكذا الرجل، إذا فعل محظوراً كأن غطى رأسه أو لبس المخيط أو تطيب عامداً عالماً عليه كفارة، أما إذا فعل جاهلا ً أو ناسياً فلا شيء عليه. وهكذا المرأة إذا لبست النقاب أو القفازين ناسيةً أو جاهلة فلا شيء عليها في حال الإحرام. 
 
17-  إذا كنت معاقاً إعاقة شديدة ولا أستطيع الحركة كيف لي أن أتوضأ وأصلي؟
عليك أن تصلي وتتوضأ بالعون، تكلف غيرك كزوجتك أو ولدك أو شخص آخر بالأجرة يوضيك، يغسل وجهك ويديك.. الخ ، ويجمرك بالمناديل عن الأذى والحمد لله، (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ، هذا ترضى له أن يزيل الأذى من الدبر والقبل بالجمار ، بالحصى ، بالمدر ، بالمناديل، ثلاث مرات فأكثر حتى يزيل الأذى، ثم يمضمضك وينشقك ويغسل رجلك ويديك، ويمسح رأسك ورجليك. فإن كان يشق عليك الماء يممك، يمسح وجهك بالتراب ويديك بالتراب بالنية عنك، أنت تنوي وهو يعمل، النية منك والعمل منه، هذا هو الواجب عليك، وتصلي على حسب حالك، تصلي، تكبر، بالنية التي دخلتها فيها للصلاة، وتركع بالنية إذا كنت تستطيع الركوع تحني رأسك وأنت واقف، وإن كنت لا تستطيع القيام ولا الحركة لا رأسك ولا غيره تنوي نية، تكبر وتقرأ ثم تكبر وتنوي الركوع تقول سبحان ربي العظيم وتقوم وتقول : سمع الله لمن حمده إذا كنت وحدك نويت الرفع ثم تكبر ناويا السجود وتقول: سبحان ربي الأعلى، ثم ترفع ناوياً الجلوس بين السجدتين وتقول : رب اغفر لي . ثم تكبر للسجود تقول: سبحان ربي الأعلى، وهكذا تكمل بالنية، بالنية والقول، (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ). إذا لم يجد من يعينه يا سماحة الشيخ كيف يتصرف ؟ يصلي على حسب حاله، بالتيمم إن قدر، فإن لم يقدر بالتيمم ولا يستطيع الحركة فيصلي على حسب حاله ولا يضيع الصلاة، ولا يجعلها تخرج عن الوقت، يصلي في الوقت ولا حرج. (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) ، وقد صلى الصحابة بغير وضوء ولا تيمم لما بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم يلتمسون عقد عائشة فلم يجدوا ماءً ولم يشرع التيمم فصلوا من غير ماء ولا تيمم ولم يأمرهم النبي بالإعادة لأن هذه قدرتهم. هذا قبل مشروعة التيمم ؟ قبل شروع التيمم وليس عندهم ماء. 
 
18-  في حكم الوتر هل هو واجب أم مستحب؟
الوتر سنة مستحبة وليس بواجب عند جمهور أهل العلم لأنه صلى الله عليه وسلم لما سئل بعد ما أخبر المسلمين بالصلوات الخمس قال بعضهم هل عليّ غيرها ؟ قال : لا إلا أن تطوع، فالوتر والسنن الراتبة كلها مستحبة، وهكذا صلاة الضحى، كلها مستحبة. 
 
19-  في الركعة الثالثة أو الرابعة أكون قد انتهيت من قراءة الفاتحة والإمام لم يركع بعد، هل أعيد قراءة الفاتحة أم أقرأ سورة أخرى؟
تقرأ ما تيسر أو تسكت ولا تعيدها ، تقرأ ما تيسر آية أو آيتين أو تسكت حتى يكبر. 
 
20-  كذلك في التشهد إذا انتهيت من التشهد والإمام لم ينهض للإتيان بالثالثة؟
تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتقف أو تعيد الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- أو تعيد التحيات. 
 
21-   أرجو شرح هذا الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من القران سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له. وهي سورة تبارك الذي بيده الملك، أرجوا أن تبينوا لنا صحة هذا الحديث ؟
الحديث معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعرف الآن حال صحته وهو صح فالمعنى أنما شفعت له لأنه عمل بمقتضاها فأطاع الله ووحده واستقام على أمره فعمل بما تقتضيه من طاعة الله ورسوله أما لو قرأها ولم يعمل بها ما تنفعه حتى لو قرأ القرآن كله ولم يعمل به لا يشفع له والقرآن حجة لك أو عليك حجة له يعني؟؟؟ لم يعمل به هكذا يفسروه ولو صح الحديث فإن المعنى ما شفعت لأنه عمل به من مقتضاها هذا الذي تشفع له ويشفع له القرآن كله إذا أدى حقه.     

406 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply