حلقة 619: حكم من غاب عن زوجته ثمان سنوات ثم رجع ووجد زوجته قد تزوجت - استبدال الوقف بغيره - كيف يتوضأ المقعد وبه سلس - سبب إعادة بعض حلقات البرنامج - هل تجب الزكاة في الراتب الشهري وكيف تكون - الأموال التي فيها الزكاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

19 / 50 محاضرة

حلقة 619: حكم من غاب عن زوجته ثمان سنوات ثم رجع ووجد زوجته قد تزوجت - استبدال الوقف بغيره - كيف يتوضأ المقعد وبه سلس - سبب إعادة بعض حلقات البرنامج - هل تجب الزكاة في الراتب الشهري وكيف تكون - الأموال التي فيها الزكاة

1-   رجل اختفى بسبب أو لآخر مدة ثمان سنوات حتى أصبح لا يعرف عنه شيئاً، فطلبت زوجته الطلاق، فحصلت عليه، ثم تزوجت، وبعد ذلك ظهر الزوج المختفي فجأة، واتضح من خلال قوله أنه كان سجيناً، فهل يمكنه المطالبة بإعادتها إلى عصمته، وهل لها رأي في اختيار أحد الزوجين؟ نرجو الإيضاح، جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعـد : فهذه المسألة وأشباهها إنما تحل من طريق المحكمة، يرجعوا إلى المحكمة إذا كان له رغبة فيها، والمحكمة تنظر في الأمر. ولثقافة المستمع ماذا يقول سماحة الشيخ عبد العزيز ؟ أقول بمثل هذا إذا وقعت صاحب الحاجة يتصل بالحاكم الشرعي ويسأله ويخبره بالواقع وصاحب الحكم ينظر في الأمر، قد قرر العلماء وبينوا حالها، .... حال الرجل الذي له الرجوع إليها أو ..... وفرقوا بينما إذا كان قبل الدخول أو بعد الدخول فالحاصل أنه لا بد من ثبوت الواقع وتفاصيل الواقع. إذاً القضية في هذه الرسالة غير واضحة؟ نعم، حلها لا يمكن إلا من طريق المحكمة. ليقدر السؤال والجواب حول الموضوع؟ يعرف الواقع على بصيرة. أما لو كان الواقع واضحاً كان الإجابة ممكن ؟ نعم. 
 
2-   دخلت أحد المساجد ومعي مصحف، ورأيت في المسجد مصاحف ذات طباعة واضحة، وقمت باستبدال مصحفي بواحد من تلك المصاحف الموجودة في المسجد، هل يحق لي ذلك أم لا؟
ليس لأحد أن يأخذ من أوقاف المسجد شيئاً، لا من المصاحف ولا من غيرها، إلا إذا كانت موضوعة للتوزيع، إذا كان وضعها الواضع للتوزيع فلا بأس بذلك، كأن قال له الإمام أو المؤذن هذه للتوزيع فلا بأس، أما إذا كانت وضعت لينتفع بها المصلون والقراء في المسجد فليس لأحد أن يأخذ منها شيئاً، ولا أن يضع بدلها معا هو دونها. نذكر التعليل لو تكرمتم؟ لأنها وقف على القراء في المسجد، ولأن وجود ما هو الأصلح ينبغي أن يبقى للقارئ الذي أراده الموقف، فلا يأخذ الطيب يد ما هو دنه، يبقى الطيب لأهل المسجد. وحتى لا يخلو المسجد؟ كذلك هذا من حتى لا يخلو منه صاحبه أيضاً، لكن قد يقول أنا وضعت مصحفي بدل المصحف. قصدي لا يخلو المسجد من المصاحف ذات الطباعة الجيدة؟ نعم، هذا المقصود. 
 
3-   تعرضت لحادث سيارة وأصبحت الآن مقعداً لا أتحرك إلى بواسطة العربية، ولا أتحكم في السبيلين، ولا أستطيع السيطرة عليهما، كيف تنصحونني في الوضوء أو التيمم؟ جزاكم الله خيراً.
مثلك، مثل صاحب السلس أو المستحاضة عليك أن تتوضأ لوقت كل صلاة، والحمد لله، إذا دخل وقت الصلاة، تستنجي وتتوضأ وضوء الصلاة وتصلي في الوقت حتى يأتي الوقت الآخر ولو خرج شيء منك، فاتقوا الله ما استطعتم، هكذا كل وقت، تستنجي وتتوضأ وتصلي على حسب حالك، وتقرأ من المصحف ولا حرج عليك في ذلك لأنك معذور. 
 
4-  إنني ألاحظ أن بعض الحلقات تعاد، فلماذا هذا؟ هل يجيب سماحة الشيخ بشيء عن هذا؟
نعم، قد تعاد لأن البرنامج ليس عند القائمين عليه رصيد فلهذا يعيدون بعض ما تقدم لما فيه من الفائدة لأن بعض الناس قد يكون ما سمع ما مضى أو سمعه ونسيه فيستفيد بدلاً من تعطيل البرنامج وعدم إعلامه للمسلمين والتكرار ينفع كثيراً، فإن المسألة قد تكون مهمة فإذا كررت سمعها الإنسان مرةً ثانية فتثبت فيها وسمعها آخرون لم يسمعوها سابقاً فلا حرج في الإعادة ولا يستنكر ذلك. بم تنصحون القائمين على البرنامج حتى لا يعاد البرنامج سماحة الشيخ؟ ننصح الجميع ونفسي أن يعد كل منا ما يلزم حتى لا يحتاج القائمون على البرنامج إلى التكرار، ولكن مع الاجتهاد قد لا يتيسر، قد يفوت بعضنا، القدرة على ذلك بسبب المشاغل فإذا أعيد شيء من الدروس الماضية فلا يضر، لأن هذا ينفع ولا يضر بل فيه نفع كبير للذين سمعوا سابقاً والذين لم يسمعوا. 
 
5- هل تجب الزكاة في الراتب الشهري، وإذا كان الجواب بالوجوب فكم مقدارها ومتى موعد إخراجها، و ما هي الأموال التي تجب فيها الزكاة عموماً؟
تجب الزكاة في الراتب إذا حال عليه الحول وبلغ النصاب فإنه تجب فيه الزكاة فإذا كان راتب الإنسان ألف ريال يحفظه في صندوقه أو في البنك فإذا تمت السنة عليه زكى وهكذا الراتب الذي بعده، والذي بعده، كل ما تمت السنة على واحد زكاه بربع العشر، في الألف خمساً وعشرون، والنصاب للعملة السعودية الفضة ستة وخمسون ريال من الفضة وهو ما يقابلها من القيمة، وفي الذهب أحد عشر جنيه ونصف فإذا بلغ الراتب هذا المقدار وما فوقه زكي، إذا كانت المبالغ تعادل ستة وخمسين ريال من فضة أو أكثر من ذلك ففيها الزكاة إذا حال عليها الحول، وهكذا الذهب إذا كان عنده ذهب يعادل أحد عشر جنيه ونصف أو أكثر من ذلك، كل ما دار عليها الحول يزكي ربع العشر، وهكذا العملات الأخرى، كلها إذا حال عليها الحول زكيت ربع العشر، إذا كانت تبلغ النصاب، والنصاب أحد عشر جنيه ونصف من عشرين مثقالاً من الذهب أو مائة وأربعين مثقالاً من الفضة لو عادلها بالقيمة وجبت فيها الزكاة إذا جدولة الرواتب كيف تكون سماحة الشيخ؟ يجدولها صاحبها بالشهر، كل ما مضى سنة على واحد زكى، فإذا مر على راتب رمضان سنة كاملة في رمضان الآتي زكى، وهكذا راتب شعبان، وهكذا راتب شوال وهكذا، كل ما دارت السنة على رابت وجبه فيه الزكاة. على الراتب نفسه أو على ما توفر منه؟ على الراتب الذي بقي حتى دارت عليه السنة، أما ما بقي فالذي توفر منه، إذا كان المتوفر يبلغ النصاب، يبلغ ستاً وخمسين ريال من الفضة أو ما يعادلها، أو أحد عشر جنيه ونصف من الذهب أو ما يعادلها. يعني إذا كان يستلم عشرة آلاف ريال وتوفر منها خمسة آلاف ريال وبقيت هذه الخمسة لمدة سنة فإنه يزكي على الخمسة؟ نعم، يزكي على الخمسة، لأنها هي التي دار عليها الحول. 
 
6-  يسأل عن الأموال التي تجب فيها الزكاة وهذا سؤال عرض في حلقةٍ ماضية؟
نعم، الأموال كثيرة، وتقدم في حلقةٍ ماضية، بيانها، الذهب والفضة، والعمل الموجودة كلها فيها الزكاة إذا بلغت النصاب، سواء الدولار أو الجنيه الإسترليني، أو الجنيه المصري، أو الدينارات، أو غير ذلك، جميع العمل فيها الزكاة إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول؛ لأنها منزلة منزلة الذهب والفضة، وهكذا في الحبوب والثمار فيها الزكاة إذا بلغت النصاب، وهو ثلاثمائة صاع بصاع النبي - صلى الله عليه وسلم- من الذرة والشعير والتمر والأرز، وأشباه الحبوب والثمار التي تدخر وتكال يعني التمر والزبيب، وثلاثمائة صاع تسمى خمسة أوسق، لأن الوسق ستون صاعاً بصاع النبي عليه الصلاة والسلام، وهكذا في الإبل والبقر والغنم وتسمى بهيمة الأنعام إذا كانت راعية ترعى في البر السنة كلها أو غالبها فإنها تجب فيها الزكاة، وهكذا عروض التجارة، يعني الأموال التي معدة للتجارة، للبيع، مثل السيارات أو الأراضي أو الأمتعة أو الأواني، إذا كانت معدة للبيع وجبت فيها الزكاة إذا حال الحول عليها وبلغت القيمة النصاب. 
 
7-   إذا ارتحل الإنسان للنزهة في مكان ما أو بلد معين وأقام الصلوات منفرداً طوال إقامته في ذلك البلد؛ لتعذر إيجاد الجماعة، فهل عليه إثم في ترك الجماعة في هذه الحالة، وهل صحيح أنه لا يأخذ برخص القصر والجمع لأنه مسافر من أجل النزهة؟
السفر من أجل النزهة لا يمنع الأخذ بالرخص على الصحيح، فإذا سافر للنزهة في الصحراء من أجل الراحة أو التمتع بالأعشاب والنعمة التي تكون من آثار المطر هذا كله يسمى سفر نزهة ولا بأس أن يترخص برخص السفر إذا كان ينوي الإقامة أربعة أيام فأكثر، يصلي ركعتين ويجمع بين الصلاتين، أما إذا كانت الإقامة أكثر من أربعة أيام قد عزم عليها، فالذي عليه جمهور أهل العلم أنه يتم، يصليها أربع، والواجب عليه إذا كان واحداً أن يصلي مع الجماعة وليس له الترخص، بل يجب عليه أن يصلي مع الجماعة ويصلي معهم أربعاً، أما إذا كان معه آخر أو معه جماعة يصلون قصراً وجمعاً ولا حرج عليهم، إذا كانت الإقامة أربعة أيام فأقل قد عزموا عليه، أما إن كانت الإقامة أكثر من ذلك قد عزموا عليها فإنهم يصلون أربعاً ويصلون مع الناس الجماعة، أما الإنسان ما يدري ما يدري عن الإقامة، ليس عنده يعني عزم، فهذا يصلي أبداً قصراً لأنه لا يعلم مدة الإقامة فهو في سفر، فإذا كان لا يدري يمشي اليوم، يمشي غداً أو بعد غدٍ ما عنده شيء يوجب عزماً على مدةٍ معلومة، مثلاً إنسان يطلب رجلاً في البلد لعله يدركه، له خصومة ما يدري متى تنتهي، له حاجة لا يدري متى تنتهي، هذا له حكم السفر، ما دام بهذه الحالة ولو طالت المدة، فإذا صلى وحده صلى ثنتين، وإن صلى مع المسافرين صلى ثنتين، وإذا صلى مع المقيمين صلى أربع، لأنه بحكم السفر إلا إذا صلى مع المقيمين أو تغيرت النية، بإن عزم بعد ذلك على الإقامة أكثر من أربعة أيام فإنه بتغير النية وبحصول هذا العزم يصلي أربعاً. إذا كان الواقع أن زوجته معه وأطفاله؟ ولو مع زوجته وأطفاله لا يتغير الحكم، حسب الحكم معلق بنيته هو، وعزم نيته هو، لأنهم تبع. وبالنسبة لصلاة الجماعة؟ إذا صلى بهم جماعةً يكون قد أدى الواجب؟ ما يكون عذراً له، يصلون وحدهم، الحريم يصلون وحدهم، لا بد يصلي مع الرجال، ولا يكون عذراً له أن يصلي بهم، بل يصلي مع الرجال في مساجد الله، يصلي معهم أربعاً، لكن لو فاتته ولم يدركها مع الجماعة صلى ثنتين، إذا كان على ما ذكرنا إما ليس له مدة معلومة فلا يدري متى يرتحل، أو له مدة معلومة لكنها أربعة أيام فأقل. هو يقول تعذر إيجاد الجماعة؟ إذا ما وجد جماعة معليش، المهم إذا وجدت جماعة. 
 
8-  هل من الواجب أن يكتب الإنسان وصيته أثناء حياته حتى إذا لم يكن لديه الشيء الكثير، فكيف تكتب هذه الوصية، وفيما تكون؟
إنما تكتب إذا كان له شيء يوصي فيه، أما إذا ما كان له شيء يوصي فيه فإنها لا تشرع له، حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه) قال ماحق مسلم له شيء يريد أن يوصي به، أما إذا كان ما له شيء يوصي به، فقير، ما عليه شيء، لكن إذا كان عنده مال، يريد أن يوصي به الثلث أو الربع أو الخمس ينبغي له المبادرة، فيكتب الوصية حتى لا يهجم عليه الأجل وهو لم يوصِ. 
 
9-   هل يعتبر ترك السنن القولية والفعلية عقوبة يعاقب عليها الإنسان، خصوصاً قيام الليل أو صلاة الوتر، فإنني في كثير من الأحيان أترك صلاة الليل والوتر، فهل علي شيء في ذلك؟
الصواب لا شيء عليك، الصواب أنها نافلة، لكن ينبغي المداومة عليها ليس وعدم التساهل. وبقية السنن القولية والفعلية؟ كلها نافلة، الفرائض خمس، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، والجمعة في محل الظهر، أما سنة الضحى والتهجد بالليل والرواتب كلها نافلة. هل من كلمة فوائد النوافل شيخ عبد العزيز؟ فوائد النافلة أجر عظيم، فيها أجر عظيم ويكمل بها ما ينقص من الفرض ففيها فوائد عظيمة، لصاحبها أجور عظيمة، وحسنات كثيرة ومع ذلك يجبر فيها ما قد يقع من النقص من الفرائض. 
 
10-   إنني تزوجت من بنت خالتي أخت أمي من الأب وذلك منذ سنتين، وقد جاءتني أمي وعاشت معي مدة شهرين ثم عادت إلى البلاد، وكذلك زوجتي أرسلتها إلى أهلها لتلد عندهم، وبعد شهر تقريباً من ذهابهم من عندي اتصل أخي من البلد ليقول: إن أمي قالت له إنها أرضعت خالتي أي أختها أم زوجتي مع بنتها البكر، فذهبت إلى البلاد لأجد أن أمي تقول نفس الكلام، ولكنها تقول: ليست متأكدة كم رضعة أرضعتها، حيث المدة طويلة، وقد سألت جدتي أم خالتي فنفت ذلك، وأنا منذ ذلك الوقت لم أقرب من زوجتي، وقد ولدت زوجتي ولداً عمره الآن شهران، وأنا محتار! هل أطلقها، وهل على والدتي إثم، وما هي الكفارة، وهل لي الحق لو طلقتها في شيء من الصداق الذي أعطيتهم إياه، أو هل لها نفقة أقوم بدفعها لها؟ أرجو إفادتي حول هذا الموضوع وحول هذه القضية، جزاكم الله خيراً.
إذا كانت الوالدة ليس عندها ضبط من الرضعات ، هل هي خمس أو ثلاث أو ثنتان فليس عليك بأس، وزوجك معك والحمد لله، أما إذا كانت الوالدة عندها يقين أنها أرضعت أختها خمس رضعات أو أكثر فإن هذا يوجب حينئذٍ أن تكون هذه الزوجة أختاً لك، وتكون خالتك أختاً لك لأن أمك أرضعتها فإذا أرضعتها خمس رضعات صارت الخالة أختاً لك، وصارت زوجتك بنتاً لأختك، ويبطل النكاح لو جزمت الوالدة بأنها رضعت خمس وثبت أنها ثقة الوالدة ليس فيها بأس فإن النكاح حينئذٍٍ يبطل بهذا الرضاع، وعليك أن تفارقها، لكن ما دامت الوالدة ما زال عندها شك، وليس عندها ضبط لعدد الرضعات فالحمد لله، زوجتك معك، ولا حرج عليك والحمد لله. سماحة الشيخ هل من كلمة حول عدم التشويش على الأزواج بهذا الرضاع إذا نشب الخلاف بين الزوجة وأم الزوج أثير موضوع الرضاع في حالاتٍ كثيرة هل من توجيه لو تكرمتم؟ نعم، ننصح الأخوات في الله أن يحذرن الكذب في الرضاع أو التساهل في الرضاع، أو التشويش في الرضاع، ما دامت المرأة ليس عندها ضبط لخمس رضعات، فلا ينبغي لها أن تتكلم في ذلك وتشوش على الناس، أما إذا كان عندها ضبط فالواجب عليها تقوى الله، تخبر بما عندها، الله يقول: ولا تكتموا الشهادة فإذا كانت رابطة يقيناً أنها أرضعت فلاناً خمس رضعات، أو فلاناً خمس رضعات فأكثر، فعليها أن تبين وأن تتقي الله، ولا يجوز لها أن تحدث بشيءٍ ليس له أصل، أو بالأوهام وعدم الضبط، كل هذا لا يجوز، لأن هذا يشوش على الناس ويضرهم بلا فائدة ، ونسأل الله للجميع الهداية. 
 
11-   إنه علي أيام صيام من رمضان، وكنت وما زلت مريضة ولم أستطع الصيام، وسبق أن أطعمت عن كل يوم مسكيناً، وهذا لعدم استطاعتي الصيام؛ لأنني أشكو من مرض في المعدة، هل يكفي الإطعام، أم ماذا؟
إذا كان المرض يضرك فإنه لا يكفي الإطعام وعليك إذا عافاك الله أن تصومي، أما إذا قرر الأطباء، طبيب مختص أو أكثر أن هذا المرض لا يرجى برؤه وأنه معروف من جهة العادة أن مثل هذا يستمر فالإطعام كافي والحمد لله، مثل ما يطعم الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذان لا يستطيعان فإنهما يطعمان عن كل يوم نصف صاع ويكفيهما وهكذا المريض الذي لا يرجى برؤه حكمه حكم الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة في إجزاء الإطعام عن الصيام. الإطعام بالفلوس تسأل عنها؟ لا، ما يكفي لا، الإطعام بالطعام، عن كل يوم نصف صاع، يعني كيلو ونصف عن كل يوم، تقريباً من التمر أو من الحنطة أو من قوت البلد. لو أطعمت المساكين في مطعم؟ كفى، غدتهم أو عشَّتهم فكفى. 
 
12-  هل زيارة المقبرة جائزة للنساء أم لا؛ لأنني سمعت من خلال هذا البرنامج أنه لا يجوز، هل ما سمعته صحيح؟
نعم، صحيح، ليس للنساء زيارة القبور، الرسول لعن زائرات القبور - عليه الصلاة والسلام - وإنما الزيارة للقبور، فقال : (زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة) ، وأما النساء فنهاهن عن الزيارة، قال : لعن الله زائرات القبور، فلا يجوز لهن زيارة القبور لكن يصلين على الجنائز مع الناس لا بأس، الصلاة مشروعة للرجال والنساء على الجنائز، فإذا حضرن مع الناس يصلين على الجنائز في المسجد أو في المصلى فلا بأس، هذا مطلوب، أما الذهاب إلى المقابر وزيارة القبور فهذا للرجال خاص. هل تذكرون الناس بالحكمة في هذا لو تكرمتم شيخ عبد العزيز؟ الحكمة والله أعلم أنهن فتنة فإذا اعتدن زيارة القبور قد يحصل بها فتن من الزوار من الرجال بسبب الاختلاط ولأنهن في الغالب قليلات الصبر إذا تذكرن أولادهن أو آباءهن أو أمهاتهن أو إخوانهن فربما جزعن وقل صبرهن وحدث منهن ما لا ينبغي من النياحة أوشق الثياب ولطم الخدود أو التعري فكان من حكمة الله منعهن من الزيارة سداً لباب الفتنة، وحذراً من أن يقع منهن ما لا تحمد عقباه لعل هذه هي الحكمة والله أعلم. 
 
13-  كأن حركة النساء مطلوب الإقلال منها سماحة الشيخ؟ هل توجهون الناس إلى شيءٍ من هذا ؟
نعم، الله جل وعلا يقول: وقرن في بيوتكن، السنة لزوم البيوت وعدم التجول والخروج إلا من حاجة، لأن هذا من أسباب السلامة والعصمة والعافية، والخروج إلى الأسواق والزيارات الكثيرة من أسباب الفتنة، فالأفضل للمرأة والأجود لها لزوم بيتها، وقلة الخروج إلا من حاجة. كلمة للرجال حول هذا الموضوع أولياء الأمور؟ كذلك، نوصي الرجال أن يحرصوا على توصية النساء بقلة الخروج والحرص على منعهن من الخروج إلا من حاجةٍ وفائدة، وإلا فينبغي تقليل الخروج ولا سيما في الأسواق، أسواق البيع والشراء، فإن ذلك قد يسبب فتناً كثيرة، وإذا خرجت فليكن معها امرأة صالحة أو أكثر حتى يتعاونا على أسباب الستر والعافية، وعلى البعد عن أسباب الفتنة. شيخ عبد العزيز هناك بعض الأغراض بإمكان الرجل أن يحضرها إلى المرأة وهي في بيتها لماذا لا يقوم الرجال بمثل هذا؟ كذلك إذا تيسر ذلك فينبغي له أن يقوم مقامها وأن يحضر حاجتها حتى لا تحتاج إلى الخروج، ولا ينبغي له الكسل بل ينبغي له أن يقوم بالمهمة وينبغي لها هي أن ترضى بذلك وأن تقتنع حتى يكفيها المؤونة، والله يهدي الجميع. الواقع هذا الموضوع يحتاج إلى تنبيهٍ باستمرار ولا سيما أنك ترى بعض الناس وعليهم سمات الصلاح يتجولون بنسائهم في المكتبات، في معارض الكتب، في معارض الأقمشة والرجل في إمكانه أن يحضر هذه الأشياء ولا أدري كيف يصطحبون النساء معهم؟ الله يهديهم، الله يهديهم، نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق. إذاً تنكرون مثل هذا شيخ عبد العزيز؟ نعم، ندعو إلى الترك والحرص على عدم الخروج إلا من حاجة، عدم خروج المرأة إلا من حاجة لا يكفي فيها الرجل ويقوم مقامها.
 
14-  إذا نام الرجل عن صلاة الفجر ولم يستيقظ إلا في التاسعة صباحاً، هل يصلي أم ماذا يفعل جزاكم الله خيراً ؟
نعم، متى استيقظ وجب عليه البدار بالصلاة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- (من نام عن الصلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك)، فالنائم عليه أن يحتاط بتنبيه أهل بيته حتى يوقظوه أو بإيجاد الساعة المنبه على الوقت حتى يستعين بذلك، ولا يتساهل، ما يجوز له التساهل، بل إما أن يكون هناك من يوقظه، وإما أن يستعمل الساعة التي يسمع صوتها عند ما يؤكده على وقتٍ معيّن حتى يستعين بذلك على أداء ما أوجب الله عليه من الصلاة في وقتها ومع الجماعة ولا يجوز التساهل بهذا الأمر، ولكن متى وقع شيء من هذا بأن نام ولو عنده ساعة قد يكون ما سمع الساعة قد يكون ما أيقظه أهله ناموا أيضاً، فالواجب إذا استيقظ أن يبادر بالصلاة، وقد وقع هذا في حق النبي عليه الصلاة والسلام وقد وقع له ما .. في أسفاره، فأخرجوه في النزول ونزول في آخر الليل وناموا حتى ما أيقظهم إلى حرّ الشمس، وقد كان جعل من يرقب لهم الصبح فنام أيضاً.. وهو بلال رضي الله عنه، فالحاصل أنه لما استيقظ بادر بالصلاة، أمر بلال فأذن وتوضأ الناس وصلوا سنة الفجر ثم صلى بهم عليه الصلاة والسلام فهذا هو المشروع أن يبادر بالوضوء والصلاة من حيث استيقظ، كما لو كان الناس في نسي بعض الصلوات ثم ذكرها فإنه يبادر أيضاً بفعلها، عملاً بالحديث: من نام عن الصلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك. ثم تلا قوله تعالى: وأقم الصلاة لذكري.

557 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply