حلقة 784: نويت الحج لوالدي هل أحج لوالدي أم لوالدتي؟ - حكم استقبال القبلة عند الاغتسال - حديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله - مقولة كن راجياً عفو الله تعالى ورحمته، وحسن الظن بالله - حكم حج من حجت بدون محرم - حكم من ترك المبيت بمنى جهلا

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

33 / 49 محاضرة

حلقة 784: نويت الحج لوالدي هل أحج لوالدي أم لوالدتي؟ - حكم استقبال القبلة عند الاغتسال - حديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله - مقولة كن راجياً عفو الله تعالى ورحمته، وحسن الظن بالله - حكم حج من حجت بدون محرم - حكم من ترك المبيت بمنى جهلا

1-   نرى مشتهراً عند إحدى الجماعات المهتمة بالدعوة إلى الله فضل واستحباب حفظ وفهم واستبيان معاني وتفسير العشر السور الأخيرة من القرآن الكريم، وقد نقل عن سماحتكم ذلك، فهل هناك نص نبوي يدل على ما قيل، وهل ما نسب إليكم صحيح؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فما ذكره السائل لا أعلم له أصلا، وما نقل عني ليس بصحيح، ولكن يُشرع للمؤمن حفظ القرآن كله، والمؤمنة كذلك إذا تيسر ذلك، أما تخصيص العشر الأخيرة باستحباب خاص فلا أعلم له أصلاً، ولكنها سور قصيرة يحتاجها الإنسان في صلاته فإذا حفظها فهذا أمر حسن، لكن لا أعلم فيها دليلاً خاصاً ولا أعلم صدر مني في ذلك شيء، وأول العشر سورة الفيل، فالمقصود أن هذه العشر السور القصيرة يحتاجها الإنسان في صلاته في الفريضة والنافلة؛ لأن أكثر الناس عامة ليس عندهم القدرة على حفظ القرآن، فإذا تيسر له حفظ هذه العشر فذلك خير كثير، أما أن في ها نصاً خاصاً فلا أعلم فيها نصاً خاصاً، ولا أعلم أنه صدر مني في ذلك شيء.    
 
2-  نويت الحج لوالدي، هل أحج لوالدي أم لوالدتي؟ جزاكم الله خيراً، علماً بأن الوالد متوفى.
إذا كانا جميعاً قد توفيا ولم يحجا فالأم أفضل، البدء بها أفضل لأن حقها أكبر، أما إذا كانت موجودة أو قد حجت فإنك تحج عن الوالد، وذلك من بره، والوالدة إذا كانت ما حجت تستعين بالله إذا استطاعت أن تحججها إذا كانت تقدر على الحج، أما إذا كانت عاجزة لكبر سنها فإنك تحج عنها، والحمد لله، وأنت مأجور. والخلاصة: أن الأب والأم إذا استويا فالأم أفضل، تقدم في البر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل قال له سائل يا رسول الله! من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك). وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم لما سأله سائل من أبرّ؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أباك، ثم الأقرب فالأقرب). فالأم مقدمة في البر حيةً أو ميتة، فإذا كانا لم يحجا وقد ماتا فحج عن الأم أولاً ثم عن الأب، هذا هو الأفضل، وإن بدأت بالأب فلا حرج، لكنك تركت الأفضل، فالأفضل البداءة بها ثم بالأب، وهكذا إذا كانا موجودين ويعجزان عن الحج وأنت تستطيع تحججهما فحججهما لهما جميعاً، فإن لم تستطع فابدأ بالأم فإن حقها أكبر، وفق الله الجميع.  
 
3-  يقول بعض الناس: إنه يجب عند الاغتسال أن يكون المرء مستقبل القبلة! فهل ما قيل صحيح؟
ليس بصحيح، يغتسل سواء كان مستقبل القبلة أو غير مستقبل القبلة، الأمر في هذا واسع، والحمد لله.        
 
4-  قرأت قولاً هو: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، فهل هذا حديث، وما معناه؟
نعم، هذا حديث صحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، يعني أن من كان من طبيعته وخلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا يشكر الله؛ لسوء تصرفه ولجفائه، فإنه يغلب عليه في مثل هذه الحال أن لا يشكر الله. فالذي ينبغي للمؤمن أن يشكر على المعروف من أحسن إليه من أقارب وغيرهم، كما يجب عليه شكر الله سبحانه وتعالى على ما أحسن إليه فعليه أن يشكر الناس أيضاً على معروفهم إليه وإحسانهم إليه، والله جل وعلا يحب من عباده أن يشكروا من أحسن إليهم، وأن يقابلوا المعروف بالمعروف، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه)؛ ولهذا يشرع للمؤمن أن يدعو لمن دعا له، وأن يقابل من أحسن إليه بالإحسان، وأن يثني عليه خيراً في مقابل إحسانه إليه، وبذل المعروف له، فهذا من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال.  
 
5-   قرأت في أحد الكتب، وهو كتاب (حِكم وإرشادات)، يقول صاحب هذا الكتاب هذه الوصية: (كن راجياً عفو الله تعالى ورحمته، وحسن الظن بالله عز وجل)، أرجو من سماحتكم أن تتفضلوا بشرح هذه العبارة؟ جزاكم الله خيراً.
يجب على المؤمن دائماً وهكذا المؤمنة أن يسير إلى الله بأعماله وأقواله بين الخوف والرجاء وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بأن يحسنوا به الظن وبأن يخافوه ويرجوه فقال جل وعلا: فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175) سورة آل عمران، وقال سبحانه: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا (110) سورة الكهف، وقال: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) سورة البقرة. فالمؤمن مأمور برجاء ربه وخوفه سبحانه، فيخافه ويرجوه قال تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (49-50) سورة الحجر. وقال سبحانه: غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ (3) سورة غافر. والمعنى حث الناس على الخوف والرجاء، فلا يقنط ولا يأمن، ولكن يرجو الله ويخافه، ويجتهد في الأعمال الصالحة وترك ما حرم الله عليه، ويحسن ظنه بربه وأنه سبحانه يوفي بما وعد، فهو الكامل، وهو الكريم الجواد، فمن أدى ما عليه فالله جل وعلا سيوفي له ما وعده من الخير، أما إن قصر ولم يقم بالواجب فلا يلومن إلا نفسه! وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (يقول الله عز وجل: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني"). وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن ظنه بالله). ولا يستقيم له هذا إلا إذا أحسن الفعل، إذا أحسن العمل، إذا اتقى ربه وجاهد نفسه وحذر محارمه فإن هذا هو الذي يستطيع أن يحسن ظنه بربه، أما من ساءت أعماله وساءت أقواله فكيف يستطيع أن يحسن ظنه بربه وقد بارزه بالمحاربة! وتعدى حدوده! وترك أوامره وارتكب نواهيه!، فتحسينه ظنه بربك في هذه الحال غرور، وخداع من الشيطان، فمن ساء فعله ساء ظنه. فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يراقب الله سبحانه، وأن يجتهد في طاعته وترك معصيته، وأن يحسن الظن به سبحانه؛ لكونهما قاما بما يجب وتركا ما نهى الله عنه.  
 
6-   لقد ذهبت لتأدية فريضة الحج أنا وزوجي، وقد حدثت لزوجي مشكلة مما أدى إلى حبسه وبقائه في السجن، ثم قطعت جوازاً آخر وذهبت للحج مع أخت زوجي وزوجها، هل حجي صحيح مع عدم وجود محرم؟
نعم، الحج صحيح، إذا أديت ما شرع الله فالحج صحيح، وعليك التوبة إلى الله سبحانه من السفر من غير محرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) هكذا يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم). وهذا يعم الحج وغيره، وهذا هو الصحيح من قولي العلماء، لكن الحج صحيح وعليك التوبة إلى الله من سفرك بدون محرم، إذا كنت أديت مناسك الحج، ونسأل الله أن يغفر لنا ولك ولكل مسلم.    
 
7-   في يوم عيد الأضحى رميت الجمرة في منى، ثم نزلت مكة فطفت بالكعبة، ثم ذهبت إلى منى، وجلست في منى حتى غروب الشمس فقط، ثم نزلت إلى مكة ولم أبت في منى؛ لأنني كنت مريضة وليس معي محرم، وأخت زوجي وزوجها ضاعوا عليَّ، وأريد أن أعرف ما الحكم في عدم المبيت في منى؟
رمي الجمرة يوم العيد هذا حق وهذا هو المشروع، جمرة العقبة، وطوافك يوم العيد هذا أيضاً طيب وأفضل الأوقات لطواف الحج يوم النحر، أما كونك بت في مكة ولم تبيتي في منى للعلة التي ذكرتِ فلا حرج عليك إن شاء الله، وأنت معذورة إذا لم يتيسر لكِ المبيت في منى بسبب المرض وعدم وجود مَن ذكرتِ.   
 
8-  هل يجوز بعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أن نقول: صدق الله العظيم؟
هذا ليس له أصل، يفعله الناس ولكن ليس له أصل في الشرع ولا نعلم عليه دليلاً، فتركه أولى وأحوط؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا فرغوا من القراءة قالوا: صدق الله العظيم!. والعبادات توقيفية، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). فالذي أنصح به ترك ذلك.  
 
9-  ما هو تفسير قوله تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)) [فاطر:28]؟
هذه الآية العظيمة فيها الثناء العظيم على أهل العلم بالله وبدينه، وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم أئمة العلماء وهم رؤوس العلماء، ثم العلماء بشريعة الله بعد الأنبياء والرسل، هم خلفاء الرسل وهم أهل الخشية لله الخشية الكاملة، فالمعنى: إنما يخشى الله خشيةً كاملة العلماء بالله وبدينه وبأسمائه وصفاته، وحقه على عباده، وكمال قدرته وكمال علمه، وليس معناه نفي الخشية عن غير العلماء، لا، كل مسلم يخشى الله، كل مسلم ومسلمة يخشى الله، لكن الخشية تتفاوت، كل من كان أعلم بالله صارت أخشيته أكبر وأعظم وأكمل، والرسل أكمل الناس خشية، وأكملهم وأفضلهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فقد صح عنه أنه قال عليه الصلاة والسلام: (أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له)، عليه الصلاة والسلام. والرسل جميعاً هم أخشى الناس لله والأنبياء كذلك، ثم يليهم العلماء بالله وبدينه وهم يتفاوتون في الخشية لله على حسب علمهم وتقواهم لله سبحانه وتعالى، ثم يليهم أهل الإيمان من غير أهل العلم في الخشية لله سبحانه وتعالى، فكل مسلم له نصيبه من خشية الله وكل مسلمة كذلك، لكن على حسب العلم بالله وبدينه يكون التفاوت في الخشية.   
 
10-  تسأل عن بعض الكتب لو تكرمتم سماحة الشيخ، وتطلب رأي سماحتكم فيها، فذكرت مثلاً كتاب: تحفة العروس؟
الكتب تختلف، وأحسنها وأصدقها وأعظمها وأوجبها كتاب الله القرآن هو أحسن كتاب وأصدق كتاب وأعظم كتاب، وهو أصل الدين وأساسه، فنصيحتي لكل مسلم ومسلمة العناية بالقرآن تلاوةً وتدبراً وحفظاً وفهماً وعملاً، فهو أحسن كتاب وأصدق كتاب، فأوصي كل مسلم ومسلمة بالعناية بكتاب الله، وحفظ ما تيسر منه، وقراءته نظراً بالتدبر والتعقل والعمل، وإذا تيسر حفظه فذلك فضل عظيم، مع الإكثار من التلاوة والتدبر والتعقل والفهم والمذاكرة مع العلماء والزملاء في المعاني، ومراجعة كتب التفسير المعتمدة، كابن جرير وابن كثير والبغوي ونحوها؛ لمعرفة المعاني من كتاب الله عز وجل، ثم يلي ذلك كتب السنة، كتب الحديث الشريف، وأولاها وأصحها: الصحيحان صحيح البخاري وصحيح مسلم، فهما أصح كتب بعد القرآن العظيم، ثم السنن الأربع: سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، فهذه كتب عظيمة في الحديث الشريف، ولكنها ليست مثل الصحيحين بل هي دون الصحيحين، لأن فيها بعض الأحاديث الضعيفة، ويلتحق بذلك مسند أحمد رحمه الله وموطأ مالك رحمه الله، وسنن الدارمي والدارقطني وصحيح الحاكم وصحيح ابن حبان، هذه كتب مفيدة وعظيمة، لكن فيها الضعيف وفيها الصحيح، وطالب العلم يجتهد في معرفة الصحيح، ويسأل أهل العلم ويجتهد في معرفة المصطلح، وما قاله العلماء في بيان الحديث الصحيح والضعيف، حتى يكون على بينة وعلى بينة وبصيرة، ومن الكتب التي ينبغي أن يُعتنى بها: كتب العقيدة؛ لأنها تعين على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، التي ألفها أهل العلم من أهل السنة مثل: كتاب التوحيد لابن خزيمة، ومثل كتاب ... سعيد الدارمي في الرد على بشر المريسي، ومثل كتاب السنة لعبد الله بن أحمد ابن حنبل، ومثل منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على الرافضة، ومثل زاد المعاد لابن القيم في بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات وغيرها، ومثل فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ شرح كتاب التوحيد، ومثل كتاب التوحيد كذلك كتاب عظيم، كشف الشبهات، الثلاثة الأصول للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهكذا الحموية والتدمرية له أيضاً رحمه الله، كلها كتب عظيمة ينبغي أن تقتنى ويعتنى بها، وهكذا شرح الطحاوية لابن أبي العز كتاب جيد وعظيم، نسأل الله للجميع التوفيق. - تسأل عن كتاب تحفة العروس؟ ج/ تحفة العروس لم أقرأه، وهو للشيخ محمود مهدي إستنبولي، ولا أعرف يعني مضمونه، وقد بلغني عنه أن فيه بعض الأخطاء، فالأولى أن تقرأ الكتب التي ذكرنا، فهي أفضل منه وأولى، مثل زاد المعاد لابن القيم، ومثل فتح المجيد، ومثل كتاب التوحيد، مثل شرح ابن أبي العز للطحاوية، فهذه كتب عظيمة ومفيدة وسليمة. - تسأل عن مختصر تفسير ابن كثير للصابوني؟ - أنصح بتركه لأن عليه بعض الملاحظات، فأنصح بتركه.    
 
11-   حكيت لزوجتي في البيت عن رجل كذب عليَّ في أمور ولم يوف بوعوده معي، هل يعتبر هذا غيبة ونميمة في حق هذا الرجل، بالرغم من أن هذه الصفات السيئة قد حصلت منه؟
لا أعلم حرجاً في ذلك إذا كان في إخبارها مصلحة؛ لأنها واقعة منه عليك أنت، فلا أعلم في ذلك بأساً ولا يكون من الغيبة، لأنك أخبرت عنه بشيءٍ فعله معك وتعدى به عليك، فإذا كانت هناك حاجة إلى إخبارها وتدعو الحاجة إلى إخبارها وإلا فالترك أولى، لأني أخشى أن تكون غيبة إذا كان ليس هناك مصلحة في إخبارها.   
 
12-  أرجو تفسير هذه الآية الكريمة: ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد)) [الأعراف:31].
على ظاهرها، السنة أن يأخذ المؤمن زينته إذا ذهب للصلاة، يعني ملابسه الحسنة الجميلة، واحتج بها العلماء أيضاً على وجوب ستر العورة، ولكن الآية فوق ذلك، يدل على أنه يشرع له مع ستر العورة أخذ الزينة، وأن تكون عليه الملابس الحسنة الجميلة عند قيامه بين يدي الله سبحانه وتعالى.   
 
13- أختنا تسأل عن صفة سجود الشكر؟
سجود الشكر مثل سجود الصلاة ومثل سجود التلاوة، إذا بشر بشيءٍ يسرُّه سجد لله شكراً، وقال فيه: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، وحمد ربه سبحانه وتعالى وأثنى عليه، ودعا ربه أن الله يبارك له فيما يسر الله له، ويجود عليه بفضله بما ينفعه في الدنيا والآخرة، حتى ولو كان على غير وضوء، مثل سجود التلاوة، لا يشترط له الوضوء على الصحيح، فإنه إذا بشر قد يبشر وهو ليس على وضوء، قد يقرأ وهو ليس على وضوء، يقرأ عن ظهر قلب، فإذا مر بالسجدة سجد وإن كان على غير وضوء على الصحيح، وهكذا إذا بشر بولد أو فتح للمسلمين ضد عدوهم أو شفاء مريض وسجد لله شكراً فلا حرج عليه، وإن كان على غير وضوء، ويقول في سجوده مثل ما يقول في الصلاة: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، يدعو ربه في سجوده، ويحمده ويثني عليه بما يسر الله له من النعمة العظيمة.    
 
14-  إنني في بعض الأحيان أشعر بقسوة في قلبي، فكيف السبيل للتخلص من ذلك؟
السبيل إلى ذلك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى من الذنوب والإكثار من الأعمال الصالحة والإكثار من ذكر الله عز وجل، هذه من أسباب زوال القسوة: الإكثار من ذكر الله، وجهاد النفس في طاعة الله، وترك معصيته، والحرص على التوبة مما سلف من السيئات، والاستقامة عليها، قسوة القلوب من آثار الغفلة والمعصية ودواء ذلك الإكثار من طاعة الله وذكره سبحانه وتعالى، مع البدار بالتوبة النصوح التي يمحو الله بها الذنوب، مع الحذر من السيئات مستقبلاً.    
 
15-  ما حكم رفع اليدين بالدعاء عقب الصلاة؟
م يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم رفع اليدين بعد الفرائض، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، أما النافلة فالأمر فيها واسع، إذا رفع بعض الأحيان فالأمر فيها واسع؛ أخذاً بعموم الأدلة التي دلت على أن رفع اليدين من أسباب الإجابة، ورفع اليدين من أسباب الإجابة، فإذا رفع بعض الأحيان بعد صلاة النافلة أو في أوقاتٍ أخرى فهذا من أسباب الإجابة، أما كونه يلزم كل ما صلى رفع يديه في النافلة فالأولى ترك ذلك؛ لأن هذا لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، فدل ذلك على أنه لم يكن يفعله دائماً، أما كونه يفعله بعض الأحيان فلا بأس إن شاء الله لعموم الأدلة.

382 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply