حلقة 790: فضل التسبيح وحكم التسبيح بالمسبحة - حكم طاعة الوالد في مصافحة الرجال الأقارب - القول بعد المؤذن حقاً أنه لا إله إلا الله - أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى - حلق بعض الشعر وترك بعضه - حلق الشعر الذي يظهر بالرقبة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

39 / 49 محاضرة

حلقة 790: فضل التسبيح وحكم التسبيح بالمسبحة - حكم طاعة الوالد في مصافحة الرجال الأقارب - القول بعد المؤذن حقاً أنه لا إله إلا الله - أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى - حلق بعض الشعر وترك بعضه - حلق الشعر الذي يظهر بالرقبة

1- لها سؤال مطول بعض الشيء عن التسبيح، ترجو من سماحتكم جزاكم الله خيراً أن تخبروها عن الطريقة الصحيحة للتسبيح، ولاسيما إذا كان في السبحة؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فالتسبيح من أفضل القربات، وهو من الذكر الذي حث عليه النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقد حث عليه كتاب الله، يقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (17) سورة الروم . ويقول -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) (41-42) سورة الأحزاب . والآيات في هذا المعنى كثيرة، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، ويقول عليه الصلاة والسلام أحب الكلام إلى الله أربع: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر). ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، والأحاديث في هذا كثيرة تدل على فضل التسبيح والذكر، وقد أمر -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمر الفقراء الذين اشتكوا إليه قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور –يعني الأموال– بالأجور. يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون منها، ونحن لا نتصدق –ما عندنا مال–، ويعتقون ولا نعتق، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (ألا أدلكم على شيء تدركون به من سبقكم؟ وتسبقون من بعدكم، ولا يكون أحداً أفضل منكم إلا من فعل مثل ما فعلتم؟، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين)، فهذا فضل عظيم فيستحب للمؤمن والمؤمنة عقب الصلاة أن يسبح الله، ويحمده، ويكبره ثلاثة وثلاثين مرة، وفي صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر). فهذا فضل عظيم، فينبغي للمؤمن، والمؤمنة العناية بهذا الأمر، بعد كل صلاة، ظهر، وعصر، ومغرب، وعشاء، والفجر، أول إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، استغفر الله ثلاث مرات، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، يقول هذا بعد كل صلاة، الرجل والمرأة، في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام الإمام، والمنفرد، والمأموم والإمام إذا فرغ منها ينصرف للناس يعطيهم وجهه بعد ما يقول اللهم أنت السلام . الخ، ثم يقول الجميع بعد هذا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين وله كره الكافرون. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. المهم يقول هذا بكل كل صلاة، من الصلوات الخمس فالسنة أن يقول المؤمن هكذا والمؤمنة كذلك، ثم يأتي بالتسبيح، بالتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين مرة، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثا ًوثلاثين مرة، يعقلها بالأصابع حتى يضبطها، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء ٍ قدير. فأنا أوصي كل مسلم، ومسلمة بالمحافظة على هذا، على هذا الذكر عقب كل صلاة، ويعقدها بالأصابع لا بالسبحة، بالأصابع هذا هو الأفضل الذي فعله النبي والصحابة بالأصابع والسبحة لا بأس بها في البيت وفي بعض الأحيان لكن كونه يعقدها بالأصابع أفضل، وهكذا الرجل في المساجد يعقدها بالأصابع لا بالسبحة، هذا هو الأفضل، تأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبالصحابة، ويستحب بعد هذا أن يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة، (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...) إلى آخرها، آخرها (وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم) (255) سورة البقرة, هذا آخر الآية، ويستحب أيضاً أن يقرأ (قل هو الله أحد) و(المعوذتين)، بعد كل صلاة (قل هو الله أحد)، (قل أعوذ برب الفلق)، (قل أعوذ برب الناس)، يقرأ هذه السور الثلاث بعد كل صلاة، ويكررها ثلاث مرات بعد المغرب، والفجر، وعند النوم، هذه السور الثلاث يكررها ثلاثا ًبعد الفجر، وبعد المغرب، وعند النوم، ولا بأس باستعمال السبحة، استعمال الرجل، أو المرأة في بيته يستعملها بحصى، أو بسبحةٍ معروفة، أو بالنوى، لا حرج، أو بعقد خيط يعقد، لا بأس، لكن استعمال الأصابع أفضل، وأولى ولاسيما في المساجد السنة أن تكون الأصابع هي المستعملة. سماحة الشيخ الذين يستعملون السبحة إنما هو كما يقولون للضبط لا أكثر،س ولا أقل؟ فما هو توجيهكم جزاكم الله خيرا؟ يمكن الضبط بالأصابع، يضبطها بالأصابع هذا هو الأفضل.  
 
2-   أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري وملتزمة بالحجاب الشرعي ولله الحمد، ولكني أجد بعض المضايقات من قبل والديَّ، مثل إصرارهما على ظهوري على الرجال الأقارب من غير المحارم ومصافحتهم، مثل: ابن العم، وابن الخال، وزوج الخالة، وابن عم الأم، فما حكم ذلك، وهل يعتبر رفضي لذلك عقوقاً للوالدين؟ جزاكم الله خيرا.
أنت مشكورة على عنايتك بالدين، وعلى حجابك الشرعي وعلى سؤالك عما يهمك في دينك أنت مشكورة على هذا، وهذا هو الواجب، الواجب على كل مسلم، ومسلمة التفقه في الدين، والسؤال عما أشكل عليه سؤال أهل العلم يقول الله سبحانه: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (43) سورة النحل، ويروى عنه -عليه الصلاة والسلام- جماعةً أفتوا بغير علم فقال: (ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال). ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقاً إلى الجنة). وإرسال الأسئلة إلى هذا البرنامج من سلوك الطريق، والذهاب إلى حلقات العلم من سلوك الطريق، والتعلم في المدارس من سلوك الطريق، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح أيضاً: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. فهذا يدل على أن التفقه في الدين من علامات الخير، وأن الإعراض من علامات الشر، وليس لك أيها الأخت في الله، ليس لك طاعة والديك في الكشف على الأقارب غير المحارم، كابن العم، وابن الخال، ونحو ذلك، وليس لك المصافحة لهم أيضاً، وليست معصية، والديك في هذا من العقوق، النبي -عليه السلام- يقول: ( إنما الطاعة في المعروف). وهذا ليس من المعروف، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). كونك تصافحين ابن عمك، أو ابن خالك، أو غيرهما من غير المحارم الذكور هذا لا يجوز، المصافحة خطيرة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إني لا أصافح النساء)، وتقول عائشة -رضي الله عنها-: (والله ما مست يد رسول الله يد امرأةٍ قط ما كان يبايعنهن إلا بالكلام). فالمصافحة خطيرة، فالواجب عليك الحذر، والاعتذار إلى والديك بالكلام الطيب، اعتذري لهما بالكلام الطيب وقولي سألت بعض أهل العلم أنه لا يجوز وأرشديهم إلى هذا البرنامج يسمعونه، هذا البرنامج مفيد، نوصي كل إنسان أن يسمع هذا البرنامج في كل مكان، وهو بداية الساعة التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي، توقيت المملكة ليلاً، فنوصي من يريد الخير ومن يطلب العلم نوصيه أن يستمع لهذا البرنامج، فإنه يقوم عليه جماعة من أهل العلم، فنوصي كل من يريد الفائدة والعلم أن يستمع لهذا البرنامج. 
 
3-   بعد أن ينتهي المؤذن وينهي الأذان بـ: لا إله إلا الله، يقول بعض الناس: حقاً لا إله إلا الله، فما حكمها، وهل ذلكم القول صحيح في ذاته؟ جزاكم الله خيراً.
نعم، إنه حق، كلام صحيح، لا إله إلا الله أعظم الحق، فإنه سبحانه هو المستحق للعبادة، وليس هناك إله معبود حق سواه -جل وعلا-، كما قال سبحانه: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (163) سورة البقرة . ويقول -جل وعلا-: (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) (98) سورة طـه . ويقول سبحانه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ) (23) سورة الإسراء. فهو الإله الحق سبحانه وتعالى، ليس هناك إله آخر معبود بحق فجميع الآلهة كلها باطلة، كلها معبودة بالباطل كما قال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ)(62) سورة الحـج، فجميع الآلهة التي يعبدها الناس كلها باطلة إلا إله الحق سبحانه، هو الله-سبحانه وتعالى- لكن الرسول يقول -عليه الصلاة والسلام-: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول). يكفي أن يقول لا إله إلا الله. ما في حاجة يقول حق. لا شك أنه حق لكن يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قولوا مثل ما يقول)، والمؤذن يقول: لا إله إلا الله، فأنت تقول مثله: لا إله إلا الله ثم تصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم تقول: اللهم ربك هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. هذا هو المشروع للمستمع إلى الأذان. ولا يزيد كلمة حق، الأفضل تركها، هي كلمة حق لكن الأفضل تركها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قولوا مثل ما يقول). يقول مثله: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إلا إله الله، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله يقول مثله: أشهد أن محمداً رسول الله إلا الحيعلة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله هكذا أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يقول معها: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.  
 
4-   بعض المصلين يقولون أثناء الصلاة، وعندما ينتهي الإمام من قراءة آية يبين فيها الله -عز وجل- قدراته العظيمة، مثل قوله تعالى: (( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِر عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى))[القيامة:40]، يقولون: بلى. فما الحكم في هذا؟ جزاكم الله خيراً.
هذا ورد في حديث خاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قال القارئ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى: يقول: بلى، سبحانك فبلى، المشروع ولا بأس يقوله الإمام، والمأموم، والمنفرد.  
 
5-  يسأل جمعاً من الأسئلة في أحدها يقول: ما حكم حلق بعض الشعر، وترك بعضه؟ وما حكم تخفيف الشعر قليلاً؟ جزاكم الله خيراً.
أما حلق البعض، وترك البعض هذا لا يجوز، بعض أهل العلم يذهب إلى الكراهة وظاهر الحديث التحريم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (احلقه كله، أو دعه كله)، فلا يحلق رأسه فلا يحلق بعض رأسه، ويترك البعض لا، إنما أن يحلقه كله، أو يدعه كله، وإذا خفف بالماكينة، عمم بالماكينة، ولم يحلقه فلا بأس. 
 
6-  ما حكم تحديد شعر اللحية، أو حلق الشعر الذي يظهر في الرقبة؟
تحديد حلق اللحية تقدم في جوابٍ سابق، حلق اللحية، ولا تحدديها وتهذيبها، بل يوفرها، ويعفيها، ويرفيها كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما ما يتعلق بالرقبة فلا بأس، الرقبة ليست من اللحية، اللحية ما نبت على الذقن، والخدين أما الشعر الذي عل الحلق، فليس من اللحية.  
 
7-  بالنسبة لشعر الإبط، كم هي المدة التي يجب على المرء أن يقضيها، ثم يعاود تنظيف الإبط من الشعر؟
يقول أنس رضي الله عنه فيما رواه مسلم في الصحيح وقِّت لنا في قص الشارب، وحلق العانة، ونتف الإبط، وقلم الأظفار أن لا نترك ذلك أكثر من أربعين ليلة، ورواه أحمد، والجماعة بلفظ: وقت لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك أربعين ليلة. فالحد النهائي أربعون ليلة فقط، فإذا قارب الوقت يأخذ شاربه، يأخذ أظفاره، ينتف إبطه، أو يزيله بغير النتف من الأدوية، يقص شاربه هذه السنة، وإذا تعاهد الشارب قبل الأربعين؛ لأنه يطول بعض الناس يطول شاربه بسرعة، إذا تعاهده قبل الأربعين تعاهده لعشرين يوماً، أو خمساً وعشرين يوماً يكون أفضل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- قصوا الشوارب، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من لم يأخذ من شاربه فليس منا). إذا تعاهدها قبل الأربعين، الشارب والإبط، والعانة، والأظفار، فهو طيب لكن لا يؤخر أكثر من الأربعين.  
 
8-   في أحد أيام الجمعة وفي صلاة الجمعة ذهبت للصلاة مع الجماعة، وقد رأيت المسجد الجامع قد امتلأ بالمصلين، فاضطررت للصلاة مع الجماعة خارج المسجد، ولكن أثناء إقامة الصلاة كان هناك نساء فقيرات جالسات، وبعد إقامة الصلاة تقدمت إحدى النساء فصلت في أحد صفوف المصلين وهي جالسة. 
الصلاة صحيحة والحمد لله وهذا يقع كثيراً في المسجد الحرام، والمسجد النبوي عند زحمة الناس وقت الحج، يختلط الرجال بالنساء، فالصلاة صحيحة، ولكن يجب على النساء أن يتأخرن عن الرجال، وليس لهن أن يتقدمن بين الرجال، أو أمام الرجال لكن إذا وقع ذلك بسبب الزحام، فالصلاة صحيحة، ولا يضر ذلك، والحمد لله، أما في حالة الاختيار فإنها تؤخر يقال لها تأخري خلف الرجال، وتؤمر بذلك أما صلاتها جالسة فغير صحيحة إن كانت تقدر، إن كانت تقدر على الصلاة قائمة لم تصح صلاتها في الفريضة وهي جالسة، لا الجمعة مع الناس ولا غيرها، أما إذا كانت عاجزة ما تقدر تقف فلا بأس كالرجل.  
 
9-   ما مدى صحة الصلوات الآتية، وهل هي واردة عن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، أم أنها من الأمور المبتدعة: صلاة التسبيح، وصلاة الحاجة، والتي جاء في صفتها نصوص مختلفة في كتب المأثورات والأدعية ونحوها، ومن أمثلة تلك النصوص: أنه ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (أن اثنتي عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك، فأثن على الله عز وجل، وصل على النبي عليه السلام، واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قل: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يميناً وشمالاً ولا تعلموها السفهاء، فإنهم يدعون بها فيستجابون!) ما مدى صحة هذا الحديث، وهل يلزمنا العمل به؟ جزاكم الله خيرا.
هذا الحديث غير صحيح، وقد نبهنا عليه غير مرة، وهو حديث لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، الرسول نهى عن القراءة في الركوع والسجود -عليه الصلاة والسلام-، فالحديث هذا غير صحيح، ولا ينبغي أن يغتر به، وصلاة التسبيح كذلك غير صحيحة، والمشروع للمؤمن أن يصلي كما شرع الله، يصلي ركعتين، أو أكثر، في الضحى، أو في الليل يصلي ما قسم الله له، ولا يقرأ في السجود، ولا في الركوع، ويصلي كما هو معروف، يسبح الله، يقول: سبحان ربي العظيم في الركوع سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ويقول: سبحان ربي الأعلى في السجود وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ويدعو ما قسم الله له على الصلاة المعروفة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما صلاة التسبيح فهي غير ثابتة، وكذلك هذا الحديث الذي ذكره اثنا عشر ركعة، وفيها القراءة في السجود كل هذا غير صحيح.  
 
10-   أنا شاب أبلغ من العمر الثامنة عشرة تقدمت لخطبة ابنة عمي، ولكنهم رفضوا بحجة أننا أخوان من الرضاعة، ولكني لم أرضع من أمها، وهي لم ترضع من أمي، ولكن أمها أرضعت أختي التي هي أختي من أب فقط، هل صحيح نحن أخوان من الرضاعة، أم لا، وهل يصح زواجي منها أم لا؟
إذا كان الواقع كما ذكرت في السؤال، فلا حرج في زواجها، وإرضاع أمها لأختها لا يسري عليها، بل الزواج بها لا حرج فيه؛ لأنها ليست أختاً من الرضاعة لك، إذا كان الواقع مثل ما ذكرت في السؤال.  
 
11-  هل يجوز للمرأة أن تكلم الأجانب عن طريق الهاتف، جزاكم الله خيراً. وهل هناك من شروط معينة تودون بيانها؟ جزاكم الله خيراً
لا حرج في تكليم أهل الرجل من طريق الهاتف إذا كان في مصلحةٍ شرعية، أو أمرٍ مباح كالسؤال عن العلم، أو سؤاله عن مريض، أو عن سؤاله عن صحته، أو عن شيءٍ مهم لا بأس بذلك، أما إذا كانت المكالمة للمغازلة كما يقولون، ولأسباب الفتنة، والدعوة إلى الفاحشة، أو ما يجر إلى الفاحشة هذا لا يجوز، الواجب على المرأة أن تحذر ذلك، وعلى الرجل أن يحذر ذلك، ليس للرجل أن يكلم النساء لهذا الغرض، وليس للمرأة أن تكلم الرجال لهذا الغرض، بل هذا يجر إلى شرٍ كثير وفسادٍ عظيم، أما كونها تكلم زوج أختها، أو ابن عمها تسأل عن صحته، أو صحة أولاده، أو صحة والدته، أو أبيه، أو عن حاجةٍ تسألها عنه، شراء حاجة، أو يبيع حاجة، أو ما أشبه من الأمور التي ليس فيها شبهة، ولا ريبة ولا شر فلا حرج في ذلك. 

466 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply