حلقة 796: حديث صوموا تصحوا والنظافة من الإيمان - عبارة لا يفلح قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان - الصفرة والكدرة ليستا من الحيض - تفسير إنما النسيء زيادة في الكفر - معنى الخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

45 / 49 محاضرة

حلقة 796: حديث صوموا تصحوا والنظافة من الإيمان - عبارة لا يفلح قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان - الصفرة والكدرة ليستا من الحيض - تفسير إنما النسيء زيادة في الكفر - معنى الخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر

1-  هل هي أحاديث: القول الأول: (صوموا تصحوا)، هل هذا حديث؟

نعم، ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث: (صوموا تصحوا). ولا بأس به. -(النظافة من الإيمان)؟ كذلك ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (النظافة من الإيمان)، لكنه حديث ضعيف، ومعناه صحيح، معناه جاء في أحاديث أخرى، هذا الحديث رواه الترمذي بسندٍ ضعيف، (النظافة من الإيمان)، ولكن ليس سنده صحيحاً، ولكن في المعنى جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق. وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى في أجور أمته لمّا عرضت عليه أجور أمته القذاة يخرجها الرجل من المسجد. وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله جميل يحب الجمال)، وشرع الغسل من الجنابة، وعند الذهاب إلى الجمعة، وتغسيل الميت، كل هذا فيه نظافة، وفي معنى آخر من التطهير، فالمقصود أن الأدلة الشرعية دلت على شرعية النظافة من الأوساخ، وأن المؤمن لا يدع الأوساخ في ثيابه، وبدنه بل يزيلها، وهكذا في الطرق يزيل الأذى عن الطريق؛ لئلا يتأذى المسلمون بذلك.  
 
2-  هناك قول يقول: (لا يفلح قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان)، هل هذا حديث؟
هذا من قول بعض السلف، سئل بعض السلف عن قوم يتعبدون، ويجتهدون في رمضان، فإذا خرج رمضان تركوا فقال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان. وهذا صحيح إذا كانوا يضيعون الفرائض، أما إذا كان، لا، إنما يتركون بعض الاجتهاد، فالقول هذا مو صحيح، لكن مراده الذين يتركون الفرائض، يعني يصلي في رمضان، ويترك الصلاة فيما سوا رمضان، مثلاً فهذا بئس القوم؛ لأنهم كفروا بهذا، ترك الصلاة كفر، نسأل الله العافية، أما لو ترك بعض المستحبات في غير رمضان هذا لا يضر؛ لأن الناس في رمضان يجتهدون بأنواع العبادة المستحبة، والصدقات ونحو ذلك، فإذا تساهل في ذلك بعد خروج رمضان في المستحبات ما يقال فيه بئس القوم.  
 
3-  قالت أم سلمة: [[ كنا لا نعد الكدرة والصفرة من الحيض ]]، هل هذا قول صحيح؟
هذا قول أم عطية الأنصارية مو أم سلمة، هذا قول أم عطية الأنصارية، وهي من الصحابة تقول -رضي الله عنها-: (كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا). ومعنى ذلك أن المرأة إذا طهرت من عادتها، ثم رأت كدرة، أو صفرة، فإنها لا تعدها حيضها، بل تصلي، وتصوم، وتعتبر هذه الصفرة مثل البول، تستنجي منها، وتوضأ لوقت كل صلاة، مثل البول ليس بحيض.    
 
4-  نرجو أن توضحوا لنا هذه الآية الكريمة: (( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَة فِي الْكُفْرِ...))[التوبة:37] الآية؟
مثل ما بين -جل وعلا- في الآية نفسها: قال: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا) (37) سورة التوبة. يعني من طريقة الكفرة أنهم يحرمون النسيء والنسيء محرم يجعلونه صفر، وصفر يجعلونه محرم، تارةً وتارة، فتارةً يكون يبقوا محرم محرماً وصفر حلاً، وتارةً يعكسون فيجعلون محرم صفر ويستحلونه، ويؤخرون محرم إلى صفر. يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً، وهذا من جهلهم وضلالهم وتبديلهم، ولهذا قال سبحانه: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ) (37) سورة التوبة. يقول الشهور أربعة: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة والمحرم. هذه أربعة، فإذا حرمنا صفر، وأحلينا صفر فالشهور أربعة، ما غيرنا إلا أنّا قدمنا وأخرنا، وهذا ضلال؛ لأنهم خالفوا شرع الله، شرع الله جعل محرم ما جعل صفر، فلهذا قال: (يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا). وجعله سبحانه زيادة في الكفر، يعني تغييرهم شرايع الله زيادة في الكفر. نسأل الله العافية. فالواجب بقاء الشهور على حالها محرمة، رجب وحده بين جمادى وشعبان، وثلاثة متوالية، ذو العقدة وذو الحجة والمحرم.هذا هو الواجب. أما أن يؤخر محرم إلى صفر، ويقدم صفر إلى محرم، هذا باطل، هذا من جهلهم وضلالهم.  
 
5-   يقول تعالى: ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ))[البقرة:187]؟
فمعنى الآية إلى الصباح: يقول سبحانه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا –يعني أيها الصوام– حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ –يعني الفجر الصادق– مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ –يعني الليل– ولهذا قال بعدها –من الفجر- ...... أن تقول من الفجر – يعني من الصباح – فالصائم يحل له الأكل والشرب في الليل حتى يتضح له الصبح فإذا وضح الصبح ترك الأكل والشرب وصام في رمضان وهكذا في أيام الصوم الأخرى، والفجر فجران، فجر صادق، وفجر كاذب، والمراد في الآية: الفجر الصادق المستطيل في الأفق اللي ينتشر ويعتلي في الأفق، ويزداد نوره، هذا هو الفجر الصادق، أما الفجر الكاذب فهو يقف في الشرق منتصب كذنب السرحان لا يمتد جنوباً، وشمالا بل يكون مرتكزاً قائماً كذنب السرحان، ثم يزول، ثم يظلم، هذا يسمى فجر كاذب.  
 
6-  عند الرفع من الركوع هل من اللازم قول: الله أكبر، أم أنه لا يجوز في هذا الموضع؟ جزاكم الله خيراً.
عند الرفع من الركوع كان إماماً، أو منفرداً يقول: سمع الله لمن حمده، إذا كان إماماً، أو منفرداً. أما إذا كان مأموم فإنه يقول عند الرفع: ربنا ولك الحمد، أو اللهم ربنا ولك الحمد. كما جاء في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-. والإمام يقول بعد الرفع بعد ما يقول سمع الله لمن حمده، يقول: ربنا ولك الحمد، والمنفرد كذلك بعد ما يقول سمع الله لمن حمده يقول: ربنا ولك الحمد، أما المأموم فعند الرفع يقول: ربنا ولك الحمد، أو اللهم ربنا لك الحمد، أربع صفات، ربنا لك الحمد.ربنا ولك الحمد، اللهم ربنا لك الحمد، اللهم ربنا ولك الحمد. كلها صفات جاءت في الأحاديث عند الرفع في حق المأموم، أما الإمام والمنفرد، فإنه يقول هذا الكلام بعد الانتصاب بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده يأتي بربنا ولك الحمد.     
 
7-  هل صحيح أن بعض الناس يجتمعون مع الجن، ويتكلمون معهم، وهل للجن تأثير على المؤمن؟
قد يجتمع بعض الناس مع الجن، قد يكون له اختلاط بهم، وخدمة لهم في عبادتهم من دون الله، أو الذبح لهم، أو النذر لهم فيخدمونه، فالمقصود أنه قد يجتمع بالجن، والجن ثقل عظيم خلقهم الله للعبادة قال تعالى: (مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (56) سورة الذاريات . فهم مأمورون بعبادة الله وطاعته كما أن الإنسان مأمور بذلك، وبعض الناس قد يخدمهم ويعبدهم من دون الله؛ ليقضون له بعض الحوائج، فيكون قد أشرك بالله وعبد معه سواه سبحانه وتعالى، قد يتراءون لبعض الناس في بيته، أو في السفر، أو في أي مكان، يبرزون للناس ولكن في الغالب أنهم يروننا ولا نراهم، كما قال -جل وعلا-: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ) (27) سورة الأعراف. وطاعتهم في المعاصي مثل طاعة الإنس محرمة لا تجوز طاعتهم في المعاصي، وعبادتهم شرك بالله -عز وجل-، فإذا طلبوا من الإنسي أن يظلم أحد، أو أن يأخذ مال أحد، يعطيهم مال أحد هذا من الظلم، وإذا تقرب إليهم بذلك بالمال، أو بالذبح، أو بالدعاء صار شركاً أكبر نسأل الله العافية. وكان أهل الجاهلية يستعينون بالجن إذا نزلوا الأودية خافوا منهم قالوا نعوذ بـعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه فأنكر الله عليهم ذلك في قوله سبحانه: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (6) سورة الجن، في سورة: قل أوحي. يقول سبحانه: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)، فلا يجوز الاستعاذة بالجن، ولا دعاؤهم، ولا الاستغاثة بهم، ولا الذبح لهم، ولا النذر لهم، كل هذا من الشرك بالله، أما كونهم قد يسمعوا أصواتهم، أو قد يجمعوا بهم، أو قد يخدمهم هذا يقع لبعض الناس، قد يقع لعباد القبور، عباد الشياطين، قد يجتمعون بهم ويخدمونهم، كل طائفة تخدم الأخرى. نسأل الله السلامة. إذاً لهم تأثير على المؤمن كما يسأل أخونا؟ نعم، قد يلتحق الجني بالإنسي يصرعه، يدخل فيه يجتمع عليه، يكون مجنوناً بسبب ذلك، ويؤذيه بذلك ويكون ظالماً له، وهذا موجود كثيراً مثل ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، فقد يكون يدخل فيه يلتبس به حتى يتكلم على لسانه، قد يكون رجل، قد يكون امرأة قد يكون مسلم قد يكون كافر، فالمسلم يكون ظالماً متعدياً، والكافر معروف ظلمه وشره، وينبغي علاجه وتذكيره بالله وتحذيره من الظلم، فالمسلم قد يخرج بسهولة يخاف الله إذا ذكر، ويخرج وبعض المسلمين من الجن قد يكون فيه ظلم، وشر كثير لا يخرج إلا بتعب، والكافر كذلك قد لا يخرج؛ لظلمه وكفره، ولكن مع القراءة قراءة القرآن، والتعوذات الشرعية يخرج بإذن الله في الغالب.   
 
8-   قال الله تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))[غافر:60]، ما هي نصيحتكم -جزاكم الله خيراً- للمسلم الذي يطمح في أن يكون مستجاب الدعوة، وما هو أفضل الدعاء، وأفضل أوقات استجابة الدعاء؟
المؤمن إذا رغب في استجابة الدعاء فعليه أن يحرص على الإخلاص لله في دعائه، والخضوع لله، وإحضار القلب بين يدي الله، والحذر من المعاصي، ومن أكل الحرام كل هذه من أسباب الإجابة كونه يجتهد في أن يكون ملبسه حلال، مشربه حلال، مطعمه حلال، داره استأجرها، أو اشتراها من الحلال، يعني يجتهد بأن تكون جميع تصرفاته على الوجه الذي أباحه الله، ويتباعد عن الأكساب المحرمة، هذا من أسباب الإجابة، ومن أوقات الإجابة كونه يدعو الله في آخر الليل، الثلث الأخير، بين الأذان والإقامة في جوف الليل، في السجود، كل هذا من أوقات الإجابة، وإذا كان متطهراً مستقبلاً القبلة، رافعاً يديه خاضعاً لله، قد جمع قلبه على الله كان هذا من أسباب الإجابة أيضاً، فالمؤمن يتحرى، يتحرى الأوقات المناسبة، والحالة المناسبة، والدعوات المناسبة، ويبتعد عما حرم الله من الأكساب والمعاصي، هذا من أسباب الإجابة، أما التلطخ بالمعاصي، أو بالحرام من الربا، أو سرقة أموال الناس، أو غش المعاملات، أو الخيانة كل هذا من أسباب الحرمان من الإجابة نسأل الله العافية. صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) (51) سورة المؤمنون، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) (172) سورة البقرة، -والطيبات يعني الحلال، الشيء الذي أباحه الله لعباده-، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومطعمه جرام، ومشربه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأني يستجاب له). يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- فأني يستجاب لمثل هذا، مستحيل أن يستجاب لمثل هذا نسأل الله العافية. لكونه قد تلطخ بالحرام، فالواجب الحذر، الواجب على المسلم الحذر من أكل الحرام، وظلمه للناس من سرقة أموال الناس، أكل الربا، الغش المعاملات، الكذب في المعاملات، إلى غير ذلك من أسباب المكاسب الحرام.   
 
9-  جاء في فتح الباري أن العزائم، والرقى لها آثار عجيبة، فما هي العزائم والرقى، وما هي آثارها العجيبة؟ جزاكم الله خيراً.
العزائم والرقى هي القراءة على المرضى كونه يقرأ على المريض قراء عليه يعني عزم عليه، العزائم هي القراءة على المرضى، يقرأ من الآيات ومن الدعوات الطيبة المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وغيرها من الدعوات الطيبة لها أثر كبير في شفاء المريض، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ على المريض، وكان الصحابة كذلك، فالرقية للمريض والدعاء له من أسباب الشفاء، ومن الدعوات التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي من أسباب الشفاء قوله -صلى الله عليه وسلم- في رقية المريض: (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما). هذا الدعاء من أنفع الدعا، (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما)، ومن ذلك ما رقاه جبرائيل، رقى النبي -صلى الله عليه وسلم- جبرائيل بهذه الرقية: (بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك)، هذه من الرقية العظيمة (بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك)، هذه من الرقية النافعة العظيمة، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا آلم أحدكم شيء من جسده، فليضع يده على محل الألم، وليقل: بسم الله ثلاثا، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات)، هذا من أسباب الشفاء، إذا أحس مثلاً بمرض في يده، أو في قدمه، أو في رأسه، أو في صدره يضع يده عليه، ويقول: (بسم الله ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات). هذا من أسباب الشفاء. وهكذا كونه يقول: اللهم اشفني، اللهم عافني، اللهم منَّ علي بالعافية، اللهم ارزقني العافية، وهكذا من الكلمات الطيبات، يدعو ربه بالكلمات الطيبة، اللهم اشفني من هذا المرض، اللهم اشفني من كل داء.   
 
10-  هل ورد حديث صحيح في أن من قرأ سورة (الواقعة) كل ليلة لا يصيبه فقر، ومن قرأ سورة (يس) قضيت حاجته؟
لا أعلم في هذا حديث صحيح، ورد في هذا أحاديث لكن فيها ضعف.  
 
11-  رجل يقرأ القرآن الكريم على مادة، ثم يأكلها بعد قراءة القرآن، هل هذا حرام، أم لا؟
إذا قرأ في ماء، أو في طعام، وأكله لا نعلم فيه بأس، إذا قرأ في ما مستعمل معروف، قد قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- في الماء لثابت في قيس، وصبه عليه، فإذا قرأ في ماء، وشربه، أو صبه على المريض هذا من أسباب الشفاء، وإذا قرأه في طعام، أو في شراب فاكهة، أو ما أشبه ذلك إذا قرأ، وأكله ما أعلم فيه مانع، مثل الشراب لا أعلم مانعاً في ذلك.   
 
12-   إذا بدأ الإمام بصلاة التراويح، وقرأ دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام، ثم شرع في قراءة الفاتحة، ثم فيما بعدها من القرآن الكريم، ثم أتى بالركعة الثانية، ثم سلم، فبدأ بتكبيرة الإحرام الثانية، هل يقرأ أيضاً دعاء الاستفتاح، أم يكفيه في المرة الأولى؟
يكفيه المرة الأولى، الاستفتاح في الأولى فقط، في أول ركعة، في الفريضة، والنافلة، بعد تكبيرة الإحرام يستفتح، ولا يشرع أن يعاد في الثانية ولا في الثالثة، لكن إذا شرع في التسليمة الثانية في التراويح، أو النافلة يستفتح أيضاً، كل ما صلى ركعتين وقام كبر، يستفتح هذا هو السنة، في النافلة والفريضة، مثل صلاة التراويح في رمضان، مثل صلاة الضحى يصلي تسليمتين، أو أكثر، يستفتح في كل تسليمة، هذا هو الأفضل بعد التكبيرة الأولى، بعد تكبيرة الإحرام، يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك. أو يأتي بنوع من الاستفتاحات الأخرى الصحيحة.  
 
13-   إذا وجبت الصلاة ونحن جماعة ثلاثة، الثالث منا صبي عمره اثنتا عشرة سنة تقريباً، ولم يبلغ الحلم، فهل نصلي بجنب الإمام، أو يصطف أحدنا، والصبي خلف أحدنا، لكون أحدنا إماماً؟ جزاكم الله خيراً.
إن شاء صف إذا كانوا ثلاثة يصفوا الإمام أمامهم، ثم يصفوا الثاني مع الصبي الذي بلغ اثني عشر سنة، يصفان خلف الإمام هذا هو السنة، حتى ولو كان أقل من اثنا عشر سنة، حتى لو كان ابن سبع، أو ثمان يصف مع الكبير، النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بأنس ومعه اليتيم، جعلهم خلف صفاً فالمقصود أنه إذا كان مع الإمام رجلان، أو صبيان، أو رجل وصبي، فإنهم يصفون خلفه، يكون الرجلان خلفه، والصبيان خلفه، والرجل والصبي خلفه، أما المرأة إذا كان معهم نساء يكون خلف الرجال ولو مرأة واحدة، خلف الرجال وحدها لا تصف مع الرجال، هذا هو المشروع، ولو صلوا عن يمينه وشماله صح، لكن السنة أن يكونوا خلفه، لما صف معهم النبي -صلى الله عليه وسلم- جابر وجبار جعلهما خلفه -عليه الصلاة والسلام-، ولما صلى في بيت أنس بأنسٍ وأخيه جعلهما خلفه، وكان أخوه أصغر منه.    
 
14-  هل يجب على من يحفظ القرآن الكريم أن يحفظ التفسير كاملاً أيضاً، أم أن الإنسان مخير في هذا؟ جزاكم الله خيراً.
لا يلزمه، حتى حفظ القرآن مستحب، لكن يحفظ من القرآن ما يسر الله له حتى يصلي به، والواجب حفظ الفاتحة، الحمد لله رب العالمين، وحفظ ما سواها مستحب للمؤمن، يحفظ ما تيسر حتى يقرأ به في الصلاة وفي غير الصلاة، وإذا يسر الله له حفظ الكتاب كله، حفظ القرآن العظيم، فهذا خير عظيم، وفائدة عظيمة.    
 
15-  هل الأجل مكتوب عند مرحلة معينة للإنسان؟
الله -سبحانه وتعالى- هو الذي يعلم الآجال، ووقتها -جل وعلا-، ليس له حد محدود بالنسبة للمخلوق، ولكنه له حد عند الله، كل واحد له أجل محدود، متى وصل إليه انتهى، لكن المخلوق ما يعرف هذه الأشياء، وليس له حد محدود بالنسبة للإنسان، قد يبلغ المائة، قد يكون أقل، وقد يكون أكثر، فهذا شيء إلى الله -جل وعلا-، لهم آجال ضربها -سبحانه وتعالى- إلى أجلٍ مسمى، ثم إذا جاء الأجل انتهى، ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها. (َإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) (34) سورة الأعراف. المقصود أن الآجال لها حدود عند الله -عز وجل-، لكن المخلوق لا يعرفها ولا يدري عنها، متى جاء الأجل قبضه الله.    
 
16-  عندما يقترب الأجل، هل يشعر الإنسان، أم يفاجئ به عندما يحضره الموت؟
الإنسان لا يعلم الغيب، ولا يشعر بالأجل، قد يعرف الأمارات إذا رأى المرض الشديد، أو الجرح الشديد قد يحس بأن هذا في الغالب سوف يقضي عليه، وسوف يحصل بعده الموت، وإلا فالعلم عند الله -عز وجل-، لكن الإنسان على حسب حال المرض قد يظن الموت من أمراض ظاهرة خطيرة وقد يظن الموت ولا يحصل الموت، يبرئه الله ويعافيه -سبحانه وتعالى-، فالأمر بيده -جل وعلا-، هو الذي عنده علم الغيب -سبحانه وتعالى-، لكن الأمراض تختلف والجروح تختلف، فقد يكون المرض خطيراً والجرح خطيراً، ويكون الظن أنه يموت به الإنسان، وقد يبطل الظن ولا يموت الإنسان بذلك.    
 
17-  هل بكاء الأم على موت ابنها يعتبر حراماً، وماذا تفعل لتعد من المؤمنات الصابرات وتحتسب عند الله؟
تحتسب عند الله إذا وقعت المصيبة تحتسب عند الله، والبكاء لا يضر، كونها تبكي بدمع العين، لكن الذي يمنع النياحة، رفع الصوت، فإذا دمعت العين لا يضر؛ لأن الموت له فجأة، وله أثر في النفوس، فإذا بكى الإنسان بدمع العين فلا حرج في ذلك، وإنما المؤاخذ الإنسان بالنياحة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مات ابنه إبراهيم: (العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا، أو يرحم)، وأشار إلى لسانه. يعني النياحة، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (أربع في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالأحساب، والطعن بالأنساب، والاستقاء بالنجوم، والنياحة). يعني رفع الصوت بالبكاء على الميت، وقال: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه). فالنياحة خطرها عظيم، لا تجوز، لكن دمع العين وحزن القلب لا حرج فيه والحمد لله. 

367 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply