حلقة 788: حكم منع الوالد للبنت من مواصلة الدراسة - صلاة الإستخارة - الإجتهاد في معرفة القبلة - وجوب العدل بين الزوجات - حكم الشيشة وحكم من ينزلها - حديث من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة - الوسوسة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

37 / 49 محاضرة

حلقة 788: حكم منع الوالد للبنت من مواصلة الدراسة - صلاة الإستخارة - الإجتهاد في معرفة القبلة - وجوب العدل بين الزوجات - حكم الشيشة وحكم من ينزلها - حديث من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة - الوسوسة

1-  إن والدها يعارضها في مواصلة الدراسة، وترجو من سماحتكم التوجيه لها ولوالدها؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد": فإن طلب العلم للنوعين الرجال، والنساء من أفضل القربات، ومن أهم الطاعات؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة). ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). ولقوله -صلى الله عليه وسلم- : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). فنصيحتي لك وللوالد الاستمرار في الدراسة الإسلامية النافعة المفيدة على يد العلماء المعروفين بالاستقامة، وحسن العقيدة والسيرة، وذلك من التفقه في الدين الذي هو علامة الخير وعلامة أن الله يريد بالعبد خيراً، وعلى الوالد أن يلاحظ ما ينبغي أن يلاحظ من ذهابك إلى المدرسة بصحبة الثقات المأمونات، وعدم ذهابك مع السائق وحده، من جهة العناية بالمدرسة إذا كانت المدرسة جيدة فيها معلمات معروفات بحسن العقيدة، والسيرة، فهذا مما ينبغي للوالد أن يعين عليه، أما إن كان الدراسة فيها شيء يخشاه الوالد عليك، فاسمعي، وأطيعي للوالد وهذا من نصحه لك وبره لك، فالخلاصة أن عليك أن تتفاهمي مع الوالد في الموضوع، فإذا كانت الدراسة على مدرسات طيبات معروفات بالخير، وتيسر لك الذهاب إلى المدرسة بطريقةٍ سليمة، ليس فيها خلوة بالسائق، ولا غيره فالوالد يوافق -إن شاء الله- على هذا الخير العظيم، وإن كان هناك أسباب للمنع، فالوالد لا يريد لك إلا الخير إن شاء الله فاسمعي، وأطيعي للوالد وبره من أهم المهمات، والله -جل وعلا- أوصى ببر الوالدين في آياتٍ كثيرة -سبحانه وتعالى-، منها قوله سبحانه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (23) سورة الإسراء. أسأل الله أن يوفقك ووالدك لما فيه براءة ذمة الجميع وصلاح الجميع.  
 
2-  لقد سمعت أن من صلى صلاة الاستخارة لغرض معين، فإنه يرى في منامه إذا كان خيراً له، هل ما قيل صحيح؟
لا أعرف لهذا صحة، من جهة الرؤيا، ولكن صلاة الاستخارة سنة، إذا هم الإنسان بأمر، أشكل عليه أمره، أو عاقبته يستخير ربه يصلي ركعتين، ثم يدعو ربه بعد الصلاة يرفع يديه ويدعو ربه ويستخير بما جاء في دعاء الاستخارة وهو : (اللهم إني أسألك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر، ولا أقدر وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان هذا الأمر (ويسميه بعينه كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-) مثل زواج مثل سفر مثل معاملة إنسان يشك الإنسان في معاملته، أو شبه ذلك من الأمور التي يحصل فيها بعض التوقف، فيقول في دعائه اللهم إن كان هذا الأمر يعني زواجي بفلان، إن تكون مرأة، أو الرجل يقول زواجي بفلانة، أو سفري إلى كذا، أو معاملتي لفلان خيراً لي في ديني، ودنياي، وعاقبة أمري فيسره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كان ذلك -ويسمي باسمه- شراً لديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدره لي الخير حيث كان، ثم أرضني به)، هذا دعاء مشروع، ثم بعد ذلك يستشير من يرى من أهل الخير من أقربائه وأصدقائه يستشيرهم فإذا انشرح صدره لأحد الأمرين يمضي، فإن استمر معه تردد أعاد الاستخارة ثانياً، وثالثاً وهكذا حتى يطمئن قلبه وينشرح صدره لأحد الأمرين من الفعل، أو الترك.  
 
3-   تورد حديثاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هو: ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ، ما صحة هذا الحديث؟
هذا حديث صحيح رواه البخاري في الصحيح، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أكل أحد طعاماً خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده -عليه الصلاة والسلام-)، فهذا يحث على كسب الحلال، والحرص على طلب الحلال من حدادة، أو خرازة، أو نجارة، أو غير ذلك من أعمال اليد مع النصح، وأداء الأمانة في العمل فهذا كسب حلال، ومن ذلك الزراعة، فإنها من عمل اليد، والكتابة فإذا نصح الإنسان في ذلك، وأدى ما ينبغي، فهذا من أطيب الحلال.  
 
4-   عندما تزوجت تغيرت أحوالها، وارتبكت حياتها، حتى أصبحت لا ترى جهة القبلة في مكانها، وترى الشمال هو الغرب والعكس، وتسأل سماحتكم كيف تتصرف، ولاسيما وأنها جربت نفسها في بيوت الجيران، فرأت أن وضعها صحيح إلا إذا عادت إلى بيت الزوجية؟
عليها أن تجتهد في معرفة القبلة مع زوجها ومع أخواتها الجيدات حتى تعرف القبلة لأن هذا شيء عارض وساوس عارضة تزول -إن شاء الله-، تستعيذ بالله من الشيطان دائماً تقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، تسأل ربها العافية من هذا الأمر، والشفاء من هذا الأمر، فهذا عارض ويزول -إن شاء الله-، وبالتعاون مع زوجها، وأخواتها في الله، أو أبيها إن كان موجود، أو غيره من الطيبين في هذا الأمر يزول هذا الشك -إن شاء الله-، وتستقر الأمور وتطمئن -إن شاء الله-، ومن أهم الأمور سؤال الله العافية، سؤال الله أن يعافيها من هذا البلاء العارض، وأن يعيد لها فهمها، وبصيرتها، وعقلها الكامل.   
 
5-  إن زوجها تزوج بأخرى، ولم يعدل بينها وبين الجديدة، ولما عاد إليها امتنعت عنه، وترجو التوجيه؟
الواجب عليه العدل، والتوبة إلى الله من الجور، فإذا عاد إلى العدل واستقام أمره، فالواجب عليك أن تمكنيه من نفسك، وأن ترجعي إلى الحق والصواب، أما إذا لم يعدل فلك الحق في طلب الطلاق، والامتناع منه حتى يعدل، أو يطلق.   
 
6-   أنا ولله الحمد امرأة ملتزمة ومحافظة ولكن لي ولد عم قد بلغ من الكبر كثيراً، وهو رجل أعمى حيث أن عمره يناهز السبعين، فهل في الكلام معه والسلام عليه إثم عليّ؟ جزاكم الله خيراً.
ليس في الكلام معه والسلام، عليه بل هذا من صلة الرحم ولا بأس أيضاً بالكلام مع غيره حتى لو كان أجنبياً إذا لم يكن هناك شر، ولا فتنة، ولا خلوة فالمسلمة تسلم على أقاربها، وإن كانوا ليسوا محارم، تسلم على جيرانها، وأخي زوجها ونحوه من دون خلوة ومن دون تعاطي أمور توجب التهمة فإذا كانت الأمور واضحة ليس فيها تهمة فالسلام حق على ابن عمك وعلى غيره من دون خلوة ، ولكن من دون مصافحة، بالكلام، كيف حالك؟ السلام عليكم، وعليكم السلام، كيف حالكم، كيف الأهل والأولاد، هذا لا بأس به، من دون مصافحة ولا تقبيل كما يفعل بعض الجهلة، لا ، المصافحة تكون مع النساء، ومع المحارم، كالأخ والعم، أما مع الأجنبي سلام بدون مصافحة، بدون تقبيل الرأس، ولا غيره، بدون خلوة فإذا سلمت عليه بحضرة من يزيل الخلوة أمك، أو أختك، أو أخيك، أو غير ذلك فالمقصود من دون خلوة يكون معكم ثالث، من دون ريبة.    
 
7-   زوجي رجل محافظ ولله الحمد، ولكنه يستعمل الشيشة، ويأمرني أن أجهزها له، ولو عصيته لصار بيننا نزاع وخلاف، ومشاكل، حيث أن لي أطفالاً صغاراً وليس لهم كافل إلا الله ثم أبوهم، فهل في تجهيزها له إثم علي، وظروفي كما ذكرت؟ جزاكم الله خيراً.
ليس لزوجك شرب الشيشة، ولا غيرها من أنواع التدخين، ولا غيرها أيضاً من سائر أنواع الخمور، والمسكرات، الواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك، والحذر من مغبة هذه المعصية، ولا يجوز لك أن تساعديه في تجهيزها له ولو غضب، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة بالمعروف)، وليس من المعروف أن تجهزي له الشيشة، أو غيرها مما هو محرم، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). فالواجب عليك التوبة إلى الله من ذلك، وعدم تعاطي هذا الأمر المنكر، وأنت عليك أن تنصحيه دائماً بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، لعل الله يهديه، ويتوب من هذا العمل السيء، أما طاعته في مثل هذا فلا تجوز، نسأل الله لنا ولكم وله، الهداية.  
 
8- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة ، ما صحة هذا الحديث
لا أصل لهذا الحديث بل هو من الموضوعات، لا أصل لهذا الحديث بل هو باطل.    
 
9-   إن بالقرب من منزلنا مسجد من الطين، أصلي فيه أنا وأبي وإخواني لكننا لا نؤذن بل نكتفي بما نسمع، هل يجب علينا الأذان، ذلك إن أحد أقاربنا قال: لا بد من الأذان، ما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيراً.
الأفضل أن تؤذنوا فيه، حتى يعلم من حولكم، ويحضر، ولا يجب ما دام حولكم مؤذنون يسمعهم من حولكم لا بأس يحصل بهم الكفاية لكن إذا أذنتوا في هذا المسجد يكون أفضل، وأولى.  
 
10-   أنه عمل لفترة طويلة خارج وقت الدوام، وكان يستلم الاستحقاق في ذلك، إلا أنه لم يكن يداوم بالفعل، والآن بدأ يفكر في هذا الموضوع وضميره يؤنبه من ذلك، ويرجو من سماحتكم التوجيه، كيف يتصرف في تلك المبالغ؟
عليه التوبة إلى الله سبحانه، والندم على الماضي، والعزم أن لا يعود في ذلك، والله يقول سبحانه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) (82) سورة طـه. وعليه أن يتصدق بما يظن أنه لم يقابل عملاً منه، بل يظنه زائداً على حقه، حسب ظنه واجتهاده يتصدق به في بعض الجهات الخيرية مثل الفقراء مثل المجاهدين مثل إصلاح دورات المياه إلى غير ذلك من وجوه الخير. حسب ما يظن يعني يتحرى، يتحرى المبلغ الذي لا يستحقه فيتصدق به، مع التوبة إلى الله، والندم.  
 
11-   أحفظ كثيراً من كتاب الله وأجيد قراءته قراءة جيدة، وأؤم المصلين في كثير من الأحيان، إلا أنني لا أعرف كثيراً من معاني الآيات، فهل تجوز الإمامة، والحال ما ذكر؟
نعم، لا حرج في ذلك، وإن كنت تجهل بعض المعاني ما دمت بحمد الله تجيد القرآن، فالحمد لله.     
 
12-  كثيراً ما أحدث نفسي أثناء الصلاة بأمور دنيوية، فهل يؤثر ذلك على صحة الصلاة؟
كثيراً ما أحدث نفسي أثناء الصلاة بأمور دنيوية، فهل يؤثر ذلك على صحة الصلاة؟ 
 
13-  ما حكم من يعد ويخلف ويستغل الناس؟
هذه خصلة من خصال أهل النفاق، فالواجب الحذر منها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان). فالواجب على المؤمن أن يحذر هذه الصفات الذميمة. وأن يبتعد عنها، وأن يتوب إلى الله مما سلف.    
 
14-  ما جزاء الراشي والمرتشي؟
الراشي والمرتشي قد أتيا كبيرةً عظيمة، في الحديث الصحيح أن الرسول لعن الراشي والمرتشي، والرشوة بذل المال لمن يعمل لك ما يخالف الأمر الشرعي، ما يخل بالأمانة، والقابل للرشوة هو الذي يفعل ما حرم الله عليه من أجل الرشوة، من كان يعطيك ما ليس بحقٍ لك، أو يقدمك على من هو أولى منك من أجل الرشوة، أو يخبر بأنك مواظب على العمل، وأنت لست مواظب على العمل، من أجل الرشوة ونحو ذلك، فالمال الذي يبذل في خلاف الحق آخذه ظالم، وباذله كذلك، ويعتبران متعاونان على الإثم، والعدوان، نسأل الله العافية.  
 
15-  يسأل عن جزاء من يحقد على الناس ويكره الخير للغير؟
عليه التوبة إلى الله، عليه التوبة إلى الله، الواجب على المسلم أن يحب الخير لإخوانه، ويكره لهم الشر، ولا يجوز له أن يحقد على أحد بغير حق، ولا أن يحسده ولا أن يحب له السوء، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)، فالواجب على المسلم أن يحب لإخوانه الخير، والهدى، والصلاح، وأن يكره لهم كل شر، وأن لا يحقد عليه، ومن وجد من نفسه أنه يكره الخير لإخوانه، فهذا مرض في قلبه، فعليه التوبة إلى الله من ذلك، نسأل الله السلامة.  
 
16-   ما رأي سماحتكم في الإمام الذي يهمل عمله، ويضع حمل العمل على الحارس، من أذان، وإقامة، وصلاة بالناس، والقيام بشؤون المسجد، وهل المرتب الذي يتقاضاه حلال؟
هذا من الخيانة لا يجوز له القيام بهذا العمل، والواجب رفع أمره إلى الجهات المسؤولة حتى يستقيم، أو يبدل بخيرٍ منه، على الجماعة والمسؤولين أن يرفعوا أمره نسأل الله لنا وله الهداية.  
 
17-   ما قولكم في الشخص الذي يصلي بعض الصلوات، ويترك بعضها تكاسلاً منه، ويقول: إن الله غفور رحيم!! وبما تنصحون حيال هذا الشخص المهمل لدينه؟ جزاكم الله خيراً.
الواجب على المسلم أن يحافظ على الصلوات الخمس في الجماعة، فهي عمود الإسلام، وليس له أن يتساهل فيه منها، بل متى ترك منها شيئاً عمداً كفر عند جمعٍ من أهل العلم، وإن أقر بوجوبها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر، والشرك ترك الصلاة). وقال -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر). فالأمر عظيم فالواجب نصيحته، وأن يبادر بالتوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-، لعل الله أن يتوب عليه -جل وعلا-، وهذا من صفات أهل النفاق نسأل الله العافية، فيجب الحذر، ويجب تحذيره، ونصيحته.  
 
18-   هل يجوز لرعاة الأغنام أن يتركوا مواشيهم ترعى بين المقابر وتدوسها، وهل عليهم إثم في ذلك، علماً بأنهم يتركونها ترعى على المقابر عمداً منهم، وهم يرونها بأعينهم؟
ليس لهم ذلك، بل يجب كف الغنم، وغيرها من المواشي، عن المقابر، وإذا كان هناك حشيش في المقابر يحشونه، ويعطونها غنمهم، هم يحشونهم من دون أذى الأموات يحشونه بالطريقة السليمة التي ليس فيها إهانة للموتى، ولا وطء على قبورهم، أما ترك المواشي في المقابر هذا لا يجوز، لأن هذا فيه امتهان للقبور، وعدم مبالاة بها.  
 
19-  يسأل عن الإمام الذي يخطب يوم الجمعة، هل يصلي ركعتين في بيته قبل أن ينصرف إلى المسجد؟
ما ورد، لا نعلم في هذا شيئا، إذا صلى في بيته صلاة الضحى طيب، مشروعة، لكن ليس من أجل الجمعة، صلاة الضحى مشروعة في بيته كل يوم، فإذا صلى في بيته الضحى، أو ركعتين، أو أكثر من ذلك، ثم جاء إلى الجمعة، فهذا حسن.  
 
20-   يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ))[يس:38]؟
قد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- مستقرها، وأنها تسجد تحت العرش، فإذا حاذت العرش سجدت سجوداً يليق بها الله يعلم كيفيته -سبحانه وتعالى-، وهي لا تزال دائمة ماشية حتى يوم القيامة، تطلع من المشرق وتغرب من المغرب، فإذا حاذت العرش من تحت سجدت سجوداً يليق بها الله يعلم كيفيته سبحانه وتعالى.  
 
21-   إن ابني ذهب مع بعض أصدقائه إلى البحر لغرض السباحة وقد غرق ومات مع العلم أنهم لا يتقنون فن السباحة، فهل ابني يكون قد قتل نفسه، أم يكون ما حدث قضاء وقدرا، والابن المذكور يبلغ من العمر السابعة عشر، وهل هناك لوم على أصدقائه الذين أخذوه معهم بالسيارة؟
كل شيء بقدر، كل الأمور بقدر يقول الله سبحانه : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (49) سورة القمر. ويقول سبحانه: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (22) سورة الحديد. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)، ولكن ليس للإنسان أن يفعل ما لا يجوز له ليس له أن يسبح في البحر وهو لا يحسن السباحة، ولا في الأنهار وهو لا يحسن؛ لأن في هذا يكون قد ساعد على قتله نفسه فيأثم بذلك، والذين معه وهم يعرفون أنه لا يحسن السباحة يلزمهم منعه من ذلك، أو تعليمه الأسباب التي تحصل بها الوقاية، فإذا تساهلوا أثموا، نسأل الله أن يعفو عنا وعنه، وعن كل مسلم.  
 
22-  رأيت في المنام أنني أرمي قريبة لي بالتراب والحجارة في وجهها، وقد أزعجتني هذه الرؤيا، فهل لها من تفسير؟ جزاكم الله خيراً.
عليها التوبة إلى الله في ذلك هي عليها التوبة وأنت -إن شاء الله- محسن من باب التأديب، من باب إنكار المنكر النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (أنا بريء من الصالقة و الحالقة والشاقة)، الصالقة التي ترفع صوتها عند المصيبة، و الحالقة التي تحلق رأسها عند المصيبة، والشاقة التي تشق ثوبها عند المصيبة، الواجب الصبر، والاحتساب، وعدم تعاطي ما حرم الله، من لطم خد أو شق ثوب، أو نتف شعر، أو غير هذا من المعاصي، نسال الله أن يمن عليها بالتوبة ويجبر مصيبتها.

495 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply