حلقة 827: حكم مجالسة أناس لا يصلون - من تزوج بامرأة لا تصلي ثم تابت فيجدد العقد - صيغة التشهد - حكم قراءة ياسين وقل هو الله أحد على القبر - حكم توزيع زكاة الفطر على العمال - حكم دفن الذي لا يصلي في مقابر المسلمين
27 / 50 محاضرة
1- أديت فريضة الحج وقررت أن أصوم يوم عرفة في ذلك الحج، أنكر علي كثير من الناس ما فعلت، وجهوني جزاكم الله خيراً، وهل يلزمني الآن شيء؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: السنة للحاج عدم صوم عرفة وإذا كان عليه صيام يصوم قبل ذلك ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقف يوم حجة الوداع مفطراً، وبعثت إليه أم الفضل قدحاً من اللبن فشرب والناس ينظرون حتى يعلموا أنه مفطر، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم – أنه نهى عن صوم يوم عرفة في عرفة، فالسنة في الحجيج أن لا يصوموا يوم عرفة، وأنت في المستقبل إن شاء الله لا تصم يوم عرفة وأنت حاج ، أما الماضي فلا شيء عليك ، والحمد لله.
2- أسكن مع أبناء عمي، ونأكل ونشرب، والأسرة كذلك نأكل ونشرب جميعاً، لكنهم لا يصلون، نصحتهم كثيراً فلم يستجيبوا لي، كيف يكون العمل؟
الواجب عليك نصيحتهم ، وإنكار المنكر ، وهذا منكر عظيم ، عدم الصلاة منكر عظيم؛ لأن الصلاة عمود الإسلام ، وهي الركن الأعظم في الإسلام الخمسة بعد الشهادتين، ويقول فيها النبي - صلى الله عليه وسلم- : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ). ويقول عليه الصلاة والسلام : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). الصلاة أمرها عظيم، فالواجب نصيحتهم والإنكار عليهم ، فإن استجابوا فالحمد لله وإلا فلا تجالسهم ، لكن لا مانع من تكرار النصيحة إذا طمعت في هدايتهم تكرر النصيحة مع عدم اتخاذهم أصحابا وجلساء ، لكن كرر النصيحة والدعوة إلى الله لعل الله يهديهم بأسبابك.
3- أنا لا أقرأ ولا أكتب، وكثيراً ما أخطئ في التحيات، اقرءوها لي لعلي أحفظها من هذا الجهاز
الرسول - صلى الله عليه وسلم- علمها أصحابه وهي: التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. نعيدها ولعلك تكتبها: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. هذا في التشهد الأول والثاني ، ..... في الجلوس الأول بعد الثانية وفي الثالثة في المغرب وفي الرابعة في الظهر والعصر والعشاء ، ثم تقول بعدها في التشهد الأخير ، الثالثة في المغرب والرابعة في الظهر والعصر والعشاء وفي صلاة الفجر والجمعة والعيدين والاستسقاء تقول بعد هذا: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وإذا فعلت هذا أيضا في التشهد الأول فهو أيضاً مشروع ، مستحب، يعني التشهد الذي بعد الثانية في الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، إذا صليت على الرسول - صلى الله عليه وسلم- كما ذكر ، فهو طيب ومشروع لعموم الأحاديث في ذلك ، لأن الصحابة سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم- قالوا : يا رسول الله، أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ يعني في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56)]. سألوه، قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. هذه الصيغة أكمل الصيغ التي وردت وأتمها، وقد وردت في ألفاظه أخرى أقل وأخصر من هذا، وكلها صحيحة ، إذا أتى بواحد منها المؤمن أو المؤمنة كفى ، ومنها: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. هذه صيغة. وصيغة ثالثة: اللهم صلي على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. صيغة رابعة : اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما بارك على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. إذا أتى المؤمن والمؤمنة بواحدة من هذه الصيغات الصحيحة كله طيب، وأكملها الأولى، أكملها وأتمها الأولى: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. في التشهد الأول والثاني ، لكن في الثاني يتعين عند جمع من أهل العلم ، فالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- في الثاني في التشهد الأخير متعينة عند جمع من أهل العلم، فينبغي أن لا تدعه وأن تحافظ عليه، ثم تقول بعد هذا كله في التشهد الأخير الذي بعده السلام تقول بعد ذلك: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال. نعيدها : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال. في آخر الصلاة قبل السلام ، ويستحب الزيادة على هذا: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم- أوصى بذلك- عليه الصلاة والسلام- قبل السلام. دعاء آخر قبل السلام : اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. نعيده: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فغفر لي مغفرة من عندك ورحمني إنك أنت الغفور الرحيم. النبي - صلى الله عليه وسلم- أوصى أبا بكر بهذا الدعاء، وأوصى معاذاً بالدعاء الذي قبله: اللهم أعني على ذكرك .... وهي وصية لجميع المسلمين ، وصيته لواحد وصية للجميع - عليه الصلاة والسلام - ، وكلها سنة ليست واجبة.
4- إنه حين يدفن الميت في المقبرة يأتي أناس ويقرؤون على قبر الميت سورة يس وقل هو الله أحد، فهل هذا جائز؟
ليس بجائز إنما تقرأ يس عند المتحضر قبل أن يموت، أما عند قبره لا تقرأ يس ولا غيرها، ولكن يدعى له بعد الدفن، وعند الزيارة يدعى له بالمغفرة والرحمة ، والنجاة من النار، أما أن يقرأ على الميت على قبره يس أو غيره هذا غير مشروع.
5- إذا أخرجنا زكاة الفطر ووزعناها على العمال، فهل يجزئ ذلك؟
إذا كنت تعلم أنهم فقراء، أو يغلب على ظنك فقراء فلا بأس، وإلا فوزعها على ناس تعرف أنهم فقراء.
6- في بلادنا ندفن الموتى مع بعضهم، من كان يصلي ومن لم يكن يصلي، فما هو توجيهكم؟
الواجب أن تكون المقبرة خاصة بالمسلمين ، وإذا عرف أن الرجل لا يصلي يدفن في محل آخر ، في محل آخر غير مقبرة المسلمين ، هذا هو الأرجح ، في محل بعيد، وإن وسوي في الأرض الميتة حتى لا يعرف فلا بأس، مثل الكافر المعني المعروف كالنصراني واليهودي والشيوعي يدفنوا في محل بعيد عن مقبرة المسلمين في أرض ميتة بعيدة وتسوى عليهم الأرض حتى لا تعرف أين قبورهم، ويستراح منهم حتى لا يتأذى الناس بجيفهم. وقال جمع من أهل العلم: أنه إذا كان لا يصلي ولكنه يُقر بأنها واجبة وفريضة أنه لا يكفر بذلك، وأنه يدفن مع المسلمين، هذا قاله جماعة من أهل العلم، وذكره بعض أهل العلم أنه قول الأكثرين، فإذا دفنوه مع المسلمين بفتوى أحد العلماء فلا بأس. و إلا فلأصوب والأصح أن تارك الصلاة كافر كفرا أكبر هذا هو الأصح، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). ولقوله - عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). ولما سأل - عليه الصلاة والسلام عن الأئمة الذين يخرج عليهم؛ لأنهم أتوا كفرا بواحاً قال في حقهم : (لا تخرج عليهم- معناه - ما أقاموا فيكم الصلاة). لما سألوه هل نقاتلهم؟ قال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة). فدل على أن ترك الصلاة من الكفر البواح - نسأل الله العافية-. فنسأل الله لجميع المسلمين ولجميع الضالين والكافرين التوفيق إلى التوبة، نسأل الله أن يمن علينا بالتوبة النصوح.
7- إنني في يوم من الأيام حلفت على زوجتي أن لا تذهب إلى أهلها، وقد حلفت خوفاً من الكلام، فهل يكون علي إثم؟ أرجو الإفادة، جزاكم الله خيراً؟.
إذا حلفت عليها لمصلحة شرعية فلا بأس إذا كان أهلها يعلمونها الشر وينشزونها عليك فلا بأس ، وإلا فاسمح لها وكفَّر عن يمينك ، إذا كنت حلفت كفر عن يمينك ، إطعام عشرة مساكين من الفقراء كل واحد يعطى نصف الصاع من التمر أو الرز أو الحنطة أو غيره من قوت البلد، ومقداره كيلو ونصف، أو كسوة قميص يعطى كل واحد، كسوة عن اليمين عشرة.
8- رجل يكثر الحلف بالطلاق، هل أكون آثماً إذا سرت معه؟
ينصح، ويوجه إلى الخير، يوصى بعدم الحلف بالطلاق يحلف بالله ، لا يطلق يترك الطلاق عنه، عليكم أن توصوه بالخير، ترشدوه إلى الخير، حتى لا يعتاد الطلاق، إذا كان ولابد يحلف بالله، يقول: والله ما تفعل كذا، والله لا أفعل كذا ، ويترك الطلاق؛ لأن الطلاق قد يترتب عليه وقوعه، والتفريق بينه وبين أهله، فينبغي له الحذر من استعمال الطلاق حتى لا يندم.
9- إذا كانت المرأة لا تتمكن قضاء ما عليها من رمضان بعده مباشرةً؛ لضعف صحتها، أو لكثرة هذه الأيام، وأيضاً لا تتمكن من صيام الست من شوال، فبماذا توجهونها؟
قد وسع الله لها، فلها أن تؤخر الصوم إلى شعبان ، لها أن تؤخر الصوم إلى الشتاء، إلى شعبان، إلى رجب، السنة كلها بحمد الله فيها سعة، كانت عائشة - رضي الله عنها- لا تقضي إلا في شعبان من أسباب تتعلق بالرسول - صلى الله عليه وسلم- وحاجته إليها. فالمقصود أن الأمر فيه سعة، لكن لا تصوم الست قبل القضاء تبدأ بالقضاء ، إن قدرت تبدأ بالقضاء وإلا فلا شيء عليها، لا تبدأ بالست، بدل ما تصوم الست تصوم ست من القضاء، والحمد لله. المقدم: إذا كان ما أفطرته من رمضان كثيرا وهي تود أن تجمع بين القضاء وبين صيام الست فكيف تفعل؟ الشيخ: ولو، تبدأ بالقضاء، ولا عليها ست ، تبدأ بالقضاء ولو استغرقت الشهر كله، والحمد لله. المقدم: إذا حينئذ تكفيها النية سماحة الشيخ؟ الشيخ: لها الأجر إن شاء الله ، إذا كان منعها من ذلك القضاء فلها الأجر إن شاء الله إذا شق عليها القضاء في شوال.
10- إذا صليت مع الجماعة وأخطأت خطأً يستوجب مني سجود السهو، فما الحكم؟
إذا صليت مع الجماعة من أول الصلاة نسيت مثلا سبحان ربي الأعلى أو نسيت سبحان ربي العظيم في الركوع أو ربي اغفر لي بين السجدتين فإنه ليس عليك سجود سهو يتحمله الإمام والحمد لله ، أو نسيت الفاتحة يتحمله الإمام، والحمد لله.
11- ما الفرق بين الجزاء والإجزاء؟
الجزاء : عقوبة ما فعل الإنسان ، جزاءه أو ثوابه، يقال: ثواب من فعل الصدقة الأجر عند الله والحسنات ، وثواب من فعل الصوم الأجر، ثواب من كان يصلي الأجر عند الله وهو موعود بالجنة ، ثواب من أعطاك مالاً وأهداك مالاً أن تكافئه بالمال ، هذا هو الجزاء. أما الإجزاء معناه الصحة ، يقال: أجزأت الصلاة إن صحت ، أجزء الصوم صح الصوم ، أجزء الكلام سد، حصل به الكفاية.
12- أنه كان يصلي بالناس، وله صوت حسن وجميل، وكان يتعمد أيضاً تحسين صوته، وخوفاً من الرياء امتنع عن الإمامة، واجعل أناساً آخرين يصلون بالناس رغم أنهم لا يقرؤون ولا يكتبون، كيف توجهونه؟
نوجهه بأن يصلي بالناس ، ويحسن صوته والحمد لله، ويجاهد نفسه في عدم الرياء ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (ليس منا من لم يتغنى بالقرآن). أي يحسن صوته به. ومرَّ ذات ليلة على أبي موسى الأشعري وهو يقرأ ، فاستمع له النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما أصبح أتاه أبو موسى، فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم -: أني سمعت صوتك ، وقال : لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داوود). يعني صوتا من أصواتهم. فقال أبو موسى - رضي الله عنه- : لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً. أي لحسنته لك تحسيناً ، فتحسين الصوت من أجل منفعة للمسلمين ، أن يستمعوا وينصتوا ويتدبروا أمر مطلوب وليس هذا من الرياء هذا من الإحسان، والرسول - عليه الصلاة والسلام - قال : (زينوا القرآن بأصواتكم). تزين الصوت ينفع الأمة، وينفع المستمعين ، وأنت تفعله لنفعهم، لا ليمدحوك ، دع عنك الرياء ، ولكن تفعله حتى يستفيدوا وينتفعوا.
13- إنني حنثت كثيراً في نذر قلته على نفسي: لله علي أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر إن ملأت بطني من طعام قط! ولكنني لم أف بنذري كما يقول، والآن أنا أصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، وأصوم الاثنين والخميس، ووجهوني هل تجزئ عن ذلك أم لا؟
تنويها عن ذلك، والحمد لله، تنويها عما فعلت من النذر والحمد لله سواء صمتها متفرقة أو مجتمعة، إذا كنت لم تقصد المتابعة، وأنك تصومها جميعاً متتابعة، فإنها تجزئ عنك إذا نويت عن نذرك كلما ملئت بطنك كلما شبعت فصم ، وإذا لم تملأ بطنك فليس عليك صيام، إذا أكلت دون الملأ فليس عليك صيام.
14- بحكم ظروف العمل والحياة الاقتصادية والمعيشية نضطر للغياب عن زوجاتنا سنة وسنتين وأكثر، كيف توجهوننا، وما الحكم؟
لا حرج في ذلك عند الضرورة، إذا كانت الضرورة تدعو إلى ذلك فلا حرج في ذلك؛ لأن طلب الرزق الحلال أمر مطلوب، وقد لا يتيسر للإنسان أن تكون المدة قليلة، فإذا اضطر إلى مدة طويلة فلا حرج في ذلك، ولاسيما إذا رضيت الزوجة وسمحت، أما إذا لم ترض فينبغي أن تحملها معك، وأن تكون معك في سفرك؛ لأن ذلك أحصن لفرجك ولفرجها، وأبرأ للذمة، وأحسن بالعاقبة إن شاء الله، وإلا فقدر أياماً أو شهوراً تصطلحان عليها أنت والمرآة تغيبها ثم ترجع في طلب الرزق، وحاول ذلك حسب الطاقة، والله يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق: من الآية2)]. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق: من الآية4)]. ويقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: من الآية16)]. حاول أن تتفق معها على مدة معلومة تغيبها لطلب الرزق، أو حاول أنك تحملها معك، أو حاول سماحها إذا كنت لا تخشى عليها الفتنة ولا على نفسك.
15- ما حكم من يحلف بالحرام عادةً في كل لحظة؟
هذا لا يجوز الحلف بالحرام منكر ؛ كما قال الله في الظهار: وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً [المجادلة: من الآية2)]. والله أنكر على نبيه - صلى الله عليه وسلم-: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ [التحريم: من الآية1)]. فلا يجوز للمسلم أن يحرم ما أحل الله له، ولا يقول عليّ الحرام ما أفعل كذا، عليّ الحرام لأفعلنَّ كذا، عليّ الحرام ما أسافر ، عليّ الحرام ما أكلم فلان، كل هذا لا يجوز، إذا دعت الحاجة يحلف يقول: والله ما أفعل كذا ، يحلف إذا دعت الحاجة، أما التحريم فلا يجوز، وعليه كفارة اليمين إذا حلف بالحرام أنه ما يفعل هذا شيء وفعله فعليه كفارة يمين ، أو قال عليه الحرام ليفعلنه ولم يفعله، عليه كفارة اليمين ، كفارة التحريم كفارة اليمين.
16- هل يجوز للزوج الكذب على زوجته في أمور لا يقدر على تنفيذها، مثلاً تطلب منه شراء شيء معين وليس باستطاعته شراؤه، كيف توجهون الناس، وهل للزوجة أن تأخذ من مال زوجها دون علمه؟
للزوج أن يكذب عليها، ولها أن تكذب عليه فيما بينهما وفي مصالحهما إذا كان الكذب لا يضر أحدا غيرهما إنما يختص بهما، فله أن يكذب عليها ويقول سوف أشتري كذا وسوف أحضر لك كذا حتى يسكتها ويرضيها، ولها أن تقول له سوف أفعل لك كذا وسوف لا أخالفك وسوف لا أذهب إلى البيت الفلاني حتى يهدأ غضبه ولو كانت كاذبة ، لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط - رضي الله عنها- قالت - رضي الله عنها- : لم أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم- يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث : الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته والمرآة زوجها). ذلك فيه مصالح حتى تهدأ الحالة بينهما وحتى يزول الغضب منه أو منها ، حتى لو كان فيها كذب ولا يضروا أحدا من الناس وهذا مجرب ونافع ولا حرج فيه والحمد لله ولها أن تأخذ من ماله بغير علمه لحاجتها من دون إسراف ولا تبذير إذا كان حاجة فلها أن تأخذ حاجتها من ماله من طعام أو نقود أو ملابس بغير علمه لكن بغير إسراف ولا تبذير لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- : أن هند بنت عتبة قالت يا رسول الله : إن أبا سفيان _ يعني زوجها - رجل شحيح ، لا يعطي من النفقة ما يكفيني ويكفي بني ، فهل لي أن آخذ من ماله بالمعروف ما يكفني ويكفي بني بغير علمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم ، خذي بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك ، بالمعروف يعني من غير إسراف ولا تبذير في حسب المعتاد في حسب الحاجة. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى...
560 مشاهدة
-
1 حلقة 801: الحلف بالطلاق المعلق - حكم من قال لزوجته اعتبري نفسك مطلقة - الصلاة إلى جهة القبور - مفسدات الصيام - هل يؤثر التبرع بالدم أو الحجامة على الصيام؟ - حكم من أفطر في صيام النذر - ختم القرآن للاستشفاء - صيام يوم الجمعة
-
2 حلقة 802: صرف زكاة الفطر لغير المسلمين - حكم الإسلام في الذي يشهد شهادة الزور - سر تسمية سورة البقرة بهذا الاسم - كشف المرأة أمام من عقد عليها - حكم قراءة القرآن بغير تجويد - هل دعاء الإستفتاح خاص بالفروض فقط؟
-
3 حلقة 803: أسباب فقدان اللذة في العبادة - هل صح عن النبي صلاة سنة الوضوء - النزول على الركبتين عند السجود قبل اليدين - حكم سب الدين - حكم الصلاة خلف من يعتقد في الأولياء والصالحين
-
4 حلقة 804: حكم صلاة العيد إلى المقابر - حكم الصلاة خلف إنسان مسبل وحالق للحيته - كيفية التهاني بعيد الأضحى المبارك - زيارة الأقارب الذين لا يصلون - الكتاب الذي يفيد المرأة في حياتها الأخرى - الأجل والصحة بقدر الله
-
5 حلقة 805: الأصل في الثياب والأرض الطهارة - حكم الدم النازل بعد الطهر - أرجى ساعات الإجابة - حكم الذهاب إلى أهل الميت بعد الدفن - كيفية التصرف في الأمانات التي مات أصحابها - الاعتذار عن زيارة الجيران - مجالس الغيبة
-
6 حلقة 806: حكم إمامة شارب الدخان وآكل التنباك - الذكر الذي يقال عند سجود التلاوة - الصحيح أن يقال في التشهد السلام عليك أيها النبي - رفع الإصبع في التشهد - الفرق بين الإيمان والإسلام - حكم الضحك - بمجرد عقد الرجل على المرأة تحرم على جميع ذريته
-
7 حلقة 807: سؤال حول نصيحة وجهها الشيخ للعلماء والدعاة - حكم بقاء المرأة مع زوج لا يصلي - حكم أخذ المصاحف والكتب من المسجد واستبدالها بغيرها - حكم السفر للعمل وترك الوالدة - هل ذو القرنين نبي؟
-
8 حلقة 808: من عجزت عن صيام النذر فإنها تطعم عن كل يوم مسكين - حكم تأخير المرأة الصلاة لأجل سماع الموعظة - حكم المسح من فوق الملابس التي على رأس المرأة - حكم المسح فوق التحجيبة - كفارة الظهار - أهل القرآن
-
9 حلقة 809: تفسير قوله وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ - تفسير قوله أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
-
10 حلقة 810: حكم الحج عن من يستطيع أن يأدي المناسك ولكن ليس لديه القدرة المالية - حكم الإفتاء بجواز ترك الحجاب - الشرك الذي لا يغفره الله
-
11 حلقة 811: كيفية التفقه في القرآن الكريم - الترديد مع المؤذن والإنسان يصلي - هل لختم القرآن وقت محدود - إحياء العشر الأواخر من رمضان - كل شوال محل لصيام الست - وقت نية الصيام - المقتول ظلماً هل يكون شهيدا - حكم مصافحة الرجل للعجائز
-
12 حلقة 812: حكم الفطر لمن خاف على نفسه الهلاك أو المرض - يزكى الربح تبعا للأصل - حديث أن الصدقة تقف في وجه سبعين باباً من أبواب السوء - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم من أكل أو شرب وهو صائم صوم نفل
-
13 حلقة 813: حكم الزواج من ابن الأخت من الرضاعة - حكم قراءة القرآن عن الغير - كيفية التصرف في المال الذي كسب بطرق الحرام - كيف يتصر من كان يبيع ويشتري في أشياء محرمة - حكم الزواج من بنت عم الوالدة
-
14 حلقة 814: حديث من أراد الدنيا فعليه بالقرآن - حكم عمليات التجميل للأعضاء المشوهة - الغياب عن الزوجة لمدة طويلة - حكم من حفظ القرآن ولم يعمل به - كيفية التعامل مع الوالد الذي لا يصلي - أكل الطعام الذي يشك فيه أنه حرام
-
15 حلقة 815: حكم البقاء مع زوج لا يصلي - استعمال حبوب الحمل للضرورة - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم التدخين - حكم لعب الورق - حكم ترك صلاة الراتبة - توجيه حول القول السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها
-
16 حلقة 816: العدد الذي تصح به الجمعة - تفسير إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ - كيفية التصرف مع الزوج الذي يتهاون بصلاة الفجر - كلمة إلى كل زوجة تؤمن بالله - كلمة حول صلة الرحم من قبل المرأة
-
17 حلقة 817: معنى (أحصاها) في حديث إن لله تسعةً وتسعين اسماً - كيف يفعل من نسي وسلم من صلاته قبل إتمامها - نصيحة من يجد صعوبة في حفظ القرآن - هدى نور إيمان دعاء أفنان - التكبير والتسليم عند سجود التلاوة
-
18 حلقة 818: صفة الرضاع المحرِّم - حكم وضع اليد على الفم عند التثاءب في الصلاة - حكم رفع الصوت أثناء حمل الجنازة - حكم القنوت في صلاة الفجر - حكم إمامة الصبي الذي عمره ثلاث عشرة سنة - كيفية تقسيم تركة الميت
-
19 حلقة 819: كيفية سجود التلاوة وحكمه في الصلاة - حكم من أسقط آية أو أكثر عند قراءته في الصلاة - توجيه لمن لديه طلاقة في اللسان أن يطلب العلم - حكم التصدق من مال الأب - حكم كشف المرأة أسفل عقبيها عند خروجها
-
20 حلقة 820: سجود السهو سجدتان - يكفي الدعاء لمن اغتاب شخصا وخشي أن يترتب على إخباره منكر أشد - صفة سجود الشكر - حكم من أفطر في رمضان ولا يستطيع القضاء - أرجى وقت لساعة الإجابة في يوم الجمعة
-
21 حلقة 821: الشغار - هل صلاة النافلة في المسجد النبوي مضاعفة - حكم الأخذ بجميع الأحاديث التي في كتاب صحيح الجامع الصغير - حكم صلاة الموظف النافلة في المكتب الذي يعمل فيه - الإفتاء بما سمعه الإنسان
-
22 حلقة 822: لا حرج في زيارة الخاطب لأهل المخطوبة - حكم الزواج من ابنت الخالة - حكم قراءة القرآن والصلاة والصدقة والحج للميت - حكم المال الذي استلفه الإنسان من أحد والديه ثم توفي من سلفه - حكم زيارة المرأة لزوجها المتوفى
-
23 حلقة 823: يشرع لمن صلى وحده ثم حضر جماعة أن يصلي معهم - توجيه حول القنوت في صلاة الفجر - موضع القنوت في الصلاة - زكاة الراتب الشهري - حكم القراءة سرا في الصلاة الجهرية - الضمان لا يشترط فيه العمد
-
24 حلقة 824: توجيه لمن ينشغل ببعض الأمور ويترك صلاة الجماعة - العامل والموظف يقدم حق الله ويصلي في جماعة - يطلق الرجل زوجته المصلية إذا كان أبوها لا يصلي - حكم لبس الملابس التي تكون طويلة إلى تحت الكعبين الفرق بين الجن والشياطين
-
25 حلقة 825: الواجب على المسلم والمسلمة أن يترك جميع ما حرام الله - يأخذ الولد من ماء والده ما دعت الضرورة إليه - نصيحة لم يريد أن يكون داعية - نصيحة للولد عند تخاصم والديه - حكم ذهاب المرأة للكوافير
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد