حلقة 828: هل يصح الحج قبل سداد الدين - حكم حج من عليه أقساط - حكم صلاة وزكاة وحج من تكشف وجهها أمام الأجانب - حكم استعمال المسواك أثناء خطبة الجمعة - إذا وجد الشاب الكفء تزوج البنت ولو لم ترض أمها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

28 / 50 محاضرة

حلقة 828: هل يصح الحج قبل سداد الدين - حكم حج من عليه أقساط - حكم صلاة وزكاة وحج من تكشف وجهها أمام الأجانب - حكم استعمال المسواك أثناء خطبة الجمعة - إذا وجد الشاب الكفء تزوج البنت ولو لم ترض أمها

1- هل يصح الحج قبل سداد الدين؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فلا بأس، نعم يصح الحج، وإن كان للإنسان عليه دين، لكن كونه يبدأ بالدين أولى من الحج؛ لأن الحج لا يجب مع العجز، وإنما يجب مع الاستطاعة، والدين واجب القضاء، فعليك أن تبادر بالدين إلا إذا كان عندك قدرة تستطيع الحج وقضاء الدين جميعاً فالحمد لله.  
 
2- هل ما تبقى علي من أقساط يعتبر ديناً لا يصح الحج إلا بعد تسديده؟
الأقساط دين يجب أداءه في وقته، فإذا أمكنك أن تحج بمال لا يضر الأقساط فعليك بالحج والحمد لله.
 
3- بالنسبة لصلاة الرواتب ما هو عددها، وما كيفية أدائها، وهل النافلة التي بعد الظهر يمتد وقتها إلى دخول أذان العصر أم لا، وهل بعد أذان العصر يمكن التنفل قبل الفريضة أم لا؟ كذلك بالنسبة للنافلة التي بعد صلاة المغرب هل يمتد وقتها إلى دخول أذان العشاء أم لا، وهل بعد أذان العشاء يمكن التنفل قبل صلاة الفريضة أم لا؟ وضحوا لنا هذه الأمور حول النوافل، جزاكم الله خيراً.
الرواتب التي شرعها الله - جل وعلا- مع الصلوات الخمس، وكان النبي يحافظ عليها - عليه الصلاة والسلام- في الحضر اثنتا عشرة ركعة منها أربع قبل صلاة الظهر بعد الزوال، يسلم من كل ثنتين، وثنتان بعد الظهر تسليمة واحدة، هذه ست ، وثنتان بعد المغرب ، وثنتان بعد صلاة العشاء ، ثنتان قبل صلاة الفجر، هذه هي الرواتب التي كان يحافظ عليها - عليه الصلاة والسلام- في الحضر، أما في السفر فكان يتركها - صلى الله عليه وسلم- إلا سنة الفجر كان في السفر لا يصلي هذه الرواتب إلا سنة الفجر فإنه كان يحافظ عليها سفرا وحضرا!. ويشرع للمؤمن مع الصلوات الخمس سوى هذه الرواتب، أن يصلي أربعا قبل العصر بعد دخول الوقت ، أربع بتسليمتين ، لقوله - صلى الله عليه وسلم- : (رحم الله امرأ صلى أربعا قبل العصر). وهذه الأربع ليست راتبة ، يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان ربما صلَّى ثنتين قبل العصر، ثم صلى أربعا قبل العصر، لكن ليست راتبة ولكنها مستحبة إذا صلاها المؤمن والمؤمنة فهو أفضل أربع قبل العصر، بتسليمتين، وثنتان قبل المغرب هذه مستحبة بعد الأذان وقبل الإقامة ثنتان، كذلك بعد الأذان للعشاء يصلي ركعتين قبل صلاة العشاء أفضل، وليست من الرواتب، لكن يستحب إذا أذن المؤذن وهو جالس في المسجد أن يقوم فيصلي ركعتين بعد المغرب بعد أذان المغرب وبعد أذان العشاء، وإن صلَّى أكثر فلا بأس، وكذلك يستحب له أن يتهجد بالليل بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل يتهجد بما يسر الله له ولو بركعة واحدة يوتر بها، وكلما زاد فهو أفضل لو أوتر بثلاث، أو بخمس أو بسبع أو بأكثر يسلم من كل ثنتين هذا هو الأفضل والأفضل أحدى عشرة أو ثلاثة عشرة وإن نقص أو زاد فلا بأس يسلم من كل ثنتين تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم- في ذلك. ولا بأس أن يتأخر في أداء الراتبة بعد الظهر يمتد وقتها إلى أذان العصر يصليها قبل العصر ولو تأخر لكن قبل العصر قبل دخول وقت العصر، وهكذا المغرب لو أخرها لو أخر الراتبة لم يصلها إلا قرب غروب الشفق يعني قرب العشاء فلا بأس لكن الأفضل أن يبادر بها قبل العوائق هذا هو الأفضل وإلا فوقتها يمتد إلى أن يغيب الشفق الأحمر في جهة المغرب إلى دخول وقت العشاء كما أن سنة الظهر البعدية يمتد إلى دخول وقت العصر، لكن إذا بادر بهذه وهذه قبل دخول وقت التي بعدها هو الذي أولى له حتى لا يعرض له عارض، والأفضل في بيته إذا صلاها في بيته فهو أفضل وإن صلاها في المسجد فلا بأس ، لكن في البيت أفضل. المقدم: يستوي هذا التوجيه سماحة الشيخ يستوي هو والحكم في حق الرجال وحق النساء؟ الشيخ: نعم عام للرجال والنساء جميعاً، الحكم عام للرجال والنساء.  
 
4- رميت الجمرات في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني وكلت زوجي، رغم أني قادرة؛ وذلك لأسباب وهو أننا كنا في مكان بعيد، والرجل يخشى علينا من التعب، فقمت أنا ومجموعة من النساء بتوكيل أزواجنا، هل ما فعلناه صحيح جزاكم الله خيراً؟
فيه نظر، مع القدرة فيه نظر، والواجب على الحاج أن يرمي الجمرات بنفسه، وهكذا الحاجة المرأة ترمي بنفسها، إلا عند العجز لمرضها أو كونها حبلى، أو عندها رضيع لا تستطيع تركه؛ فهي معذورة أو كبيرة السن، أما مجرد التعب فتلافيه يمكن بركوب السيارات، والتقرب إلى المرجم بالسيارات.
فالأحوط لكن الفدية.. ذبيحة عن كل واحدة منكن بسبب ترك الرمي؛ لأن الوكالة بدون وجه شرعي حكمها حكم الترك، فعلى كل واحدة منكن ذبيحة تذبح بمكة للفقراء؛ بسبب عدم الرمي الذي تركتنه بدون عذر شرعي؛ لأن مجرد البعد ليس بعذر، لوجود السيارات.
المقدم: جزاكم الله خيرا، سماحة الشيخ يتعذر للسيارات الحركة في مثل هذا الموسم ما بين الجمرات والأماكن التي يقيم فيها الناس، فما هو توجيهكم؟
الشيخ: مثلما أن السيارة تشيل الرجال تشيل النساء، تقربهم، إلا إذا كان ما هناك سيارة توصل، وهي عاجزة فهي معذورة كالمريضة، إذا كان ما هناك سيارة تنقل النساء والرجل يمشي بنفسه ويبات إلى الصبح فهذا معذور، كالرجل العاجز إذا عجز يوكل.
المقدم: جزاكم الله خيرا، الواقع أنه يتعذر حركة السيارات؟
الشيخ: هذه قاعدة: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، فإذا كان الرجل كبير في السن، أو عنده بعض المرض لا يستطيع المشي، وليس هناك سيارة توصله، أو المرأة كذلك؛ فالحكم واحد ليس عليهم شيء، والوكالة تجزئ.
المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً، بالنسبة للزحام الشديد هل تعذر المرأة في ترك الرمي من أجل شدة الزحام سماحة الشيخ؟
الشيخ: نعم، إذا كان عليها خطر فهو عذر لها، بالتوكيل.
المقدم: توكل؟
الشيخ: نعم. وإن رمت بالليل، متيسرة بالليل عن يوم العيد وعن يوم الحادي عشر والثاني عشر؛ كفى في الليل، إذا تيسر لها من دون مشقة وخطر.
 
5- أنا مقيمة في المملكة حالياً وملتزمة بالحجاب الشرعي، وعندما أرجع أترك الحجاب وأكشف الوجه والكفين؛ لأن البلد كله على ذلك الحال، فهل صلاتي وزكاتي وحجي وجميع أعمالي تكون باطلة لتصرفي هذا؟
ليست أعمالك باطلة، هذه معصية، ولكن أعمالك إن شاء الله صحيحة وليست باطلة، ولكنك أخطأت في التساهل ولو أن أهل البلد تساهلوا لا تتساهلي أنتِ، فإذا أهل البلد شربوا الخمر لا تشربي الخمر، وإذا تركوا الحجاب لا تتركي الحجاب، وإذا صاروا يغتابون الناس لا تغتابي الناس أنتِ، وإذا صاروا يسبون الناس لا تسبين الناس ، ليسوا بقدوة، المؤمن يخالف الباطل ولو كان وحده ، فالجماعة من وافق الحق وإن كان وحدها، فعليك بالحق إلزميه وإن كنت وحدك لا في الحجاب ولا في غيره - وفق الله الجميع-.  
 
6- بعض الناس من المسلمين يستعملون المسواك والخطيب يخطب يوم الجمعة، فما حكم عملهم؟
السنة وقت الخطبة الإنصات وترك العبث، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (من مس الحصى فقد لغى). والسنة أن يترك السواك ويترك العبث بالحركة ويقبل على الخطبة مستمعاً منصتاً خاشعاً ، هذا هو الأولى بالمؤمن ولو أن السواك مشروع لكن في غير هذا المحل ، مشروع عند الدخول في الصلاة، عند الوضوء ، لكن أن يتسوك في هذه الحالة الأولى ترك ذلك؛ لأنه قد يشغله عن الاستماع المطلوب مثل أن مس الحصى أو شبه ذلك قد يشغلهم عن ذلك.  
 
7- أنا شاب وليُّ أمر عائلتي، وتقدم لأختي شاب خاطباً لها، وبعد التأكد من استقامته قبلت به بعد موافقة والدتي أيضاً، وتمت بعد ذلك الرؤيا بين أختي وذلكم الشاب، وبحمد الله كل منهما موافق، ولكن بعد أيام فوجئت بتحول رأي الوالدة عن هذا الزواج بحجة صغر سن هذه الأخت. يا سماحة الشيخ! إنه سبق وأن تقدم ثلاثة خُطاب قبل هذا الشاب، وترفض الوالدة بحجة صغر سن البنت، علماً بأن عمرها يقارب الرابعة والعشرين، وجهوني كيف أوفق بين وجوب تزويج هذه البنت وبين رضا والدتي وتصرفاتها هذه؟
بنت أربعة وعشرين ليست صغيرة، بل كبيرة قد تجاوزت الزواج، فلا يجوز لوالدتك أن تمنع، ولا أن تحتج بهذه الحجة، وإذا كانت البنت راضية فزوجها ولو لم ترض أمك، يجب عليك أن تزوجها لأن في ذلك عفتها ، والسعي في سلامة عرضها، والجمع بينها وبين الخاطب المناسب، والحمد لله ، والرسول يقول - صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة في المعروف). (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). والتأخر عن تزويجها مع وجود الكفء ومع رغبتها معصية، فالواجب عليك تنفيذ الزواج، والمشورة على والدتك بالكلام الطيب ، أن تسمح وأن ترضى حتى يكون الأمر إن شاء الله عن رضا الجميع ، فإن أبت وأصرت فطاعة الله مقدمة إذا كانت البنت راضية.  
 
8- ما الحكم في من حفظ القرآن الكريم ثم نسيه؟
الحكم في ذلك أن يجتهد في استعادته، ويحرص على ذلك، والله – جل وعلا- يوفقه إذا صدق، ولا شيء عليه، والحديث الذي فيه وعيد ضعيف ولا حرج في ذلك إنما الوعيد فيمن نسي العمل به وتركه وأعرض عنه، وأما من حفظه ونسيه أو نسي بعضه فلا شيء عليه إنما عليه أن يجتهد ويحرص على استعادة حفظه، والله - جل وعلا - كتب على بني آدم النسيان، من طبيعة ابن آدم النسيان يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق : (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني). أما حديث : (من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم ) فهو حديث ضعيف. أما قوله جل وعلا : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [طـه(124- 126)]. يعني نسي العمل، والقيام بحق الله، ليس المراد أنه نسي الألفاظ. المراد أنه أعرض عن العمل، وترك العمل - نسأل الله العافية-.    
 
9- هل من السنة حلق شعر البنت الوليدة؟
الحلق يكون لشعر الولد، أما البنت فلا يشرع حلق شعرها يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (كل غلام مرتهن بعقيقته ، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق ويسمى). هذا في حق الغلام الحلق، أما البنت فيربع رأسها، ويعتنى به.  
 
10- إذا شعرت أنني لم أحسن القراءة في الصلاة هل أعيدها؟
إذا كانت الفاتحة سليمة فلا يلزمك إعادة ما زاد عليها، أما الفاتحة فلا بد أن تقرئيها قراءة صحيحة ليس فيها لحن يخل بالمعنى، أما اللحن الذي لا يخل بالمعنى فلا يلزم منه إعادته ويعفى عنه، فإذا قرأتي الحمدَ لله رب العالمين ، أو الحمدِ لله رب العالمين بالجر لا يضر، أو قلت: الرحمنُ الرحيم، أو الرحمنَ الرحيم لا يضر هذا ؛ لأن هذا اللحن لا يخل بالمعنى، ولا يغير المعنى.  
 
11- إذا كان الإنسان لا يصلي ولا يصوم في فترة من حياته، ثم تاب، وأقام الصلاة، وصام رمضان، هل يلزمه قضاء الصلاة والصيام أم لا؟
الصواب أنه لا يلزمه ذلك والتوبة تكفي والحمد لله. التوبة الصحيحة النصوح تكفي والحمد لله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تجب ما قبلها). والإسلام يهدم ما كان قبله، وتارك الصلاة يكفر بذلك ، فإذا أسلم وتاب فليس عليه إعادة كسائر الكفار إذا ارتد كسائر من ارتد ثم رجع لا يقضي.  
 
12- أرجو ذكر الأيام التي يستحب فيها الصيام - صيام التطوع -؟
يستحب للمسلم والمسلمة صيام الاثنين والخميس إذا تيسر ذلك، وإذا كان لها زوج فلا بد من رضى الزوج، وستة أيام من شوال، الفطر الأول، ويستحب أيضا صيام عشرة من ذي الحجة إذا تيسر ذلك من أوله إلى التاسع لغير الحاج، أما الحاج فلا يصوم التاسع وهو يوم عرفة، وإن صام يوما وأفطر يوما فهذا أفضل الصيام ، صيام يوم وفطر يوم هذا أفضل الصيام. ويستحب الصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإذا كانت الأيام البيض كان أفضل يوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر هذه أفضل وإن صامها في غير البيض فلا بأس.  
 
13- في سؤاله الأخير يقول: كم هي ركعات التهجد؟
أفضلها إحدى عشر أو ثلاثة عشرة يسلم من كل ثنتين هذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم- في الغالب - عليه الصلاة والسلام-، وإن صلَّى أكثر عشرين أو أكثر أو أقل فلا بأس ولو واحدة في كل ليلة بعد العشاء أو في آخر الليل، لكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، وهذا هو فعله - صلى الله عليه وسلم- في الغالب - عليه الصلاة والسلام-، وربما أوتر بثلاث ، وربما أوتر بخمس، وربما أوتر بسبع، وربما أوتر بتسع - عليه الصلاة والسلام-، لكن الأفضل والأغلب من فعله إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة. ولو أوتر بعشرين وصلَّى عشرين وأوتر بثلاث أو بواحدة أو أوتر بثلاثين وصلى واحدة أو ثلاث كله طيب، لا حرج، والحمد لله، ليس له حد محدود يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي الصبح صلَّى ركعة واحدة توتر له ما قد صلَّى). لم يحدد حداً في ذلك - عليه الصلاة والسلام-.  
 
14- إذا تعاقد الرجل مع شركة، ثم إن هذه الشركة اشترطت عليه ألا يعمل في جهة أخرى، فأدى عمل هذه الشركة ثم عمل، هل يكون ما كسبه من المال محرم أم يكون حلالاً؟
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (المسلمون على شروطهم). فإذا تعاقدت معه على أن يعمل معها كذا وكذا ساعة ولا يعمل مع غيرها والتزم بذلك فالظاهر أنه يلزمه ذلك؛ لأن عمله مع غيرها قد يضر عملها قد يتعبه قد يأتيها وهو تعبان ما ينصح في العمل. فالحاصل أنه إذا كان التزم بالشرط ليس له ذلك ، والأموال التي أخذها بهذا الطريق لا تحل ، لأنه أخذها بغير حق، والرسول - صلى الله عليه وسلم- قال : (المسلمون على شروطهم).  
 
15- هل يجوز أن يلبس الأطفال الذكور الذهب أم لا، وإذا كانت أعمارهم تقل عن السنتين؟ جزاكم الله خيراً.
لا يجوز تلبيس الذكور الذهب مطلقا ولو كانوا أقل من سنتين ، الذهب حل للإناث حرام على الذكور سواء كان خواتيم أو ساعات أو غير ذلك فلا يجوز إلباس الطفل الذكر الذهب كما لا يجوز إلباس الرجل الكبير وإنما الذهب للنساء.  
 
16- هل يجوز تنظيف الزجاج بالدقيق أم أن هذا حرام؟
ما نعلم فيه بأس، التنظيف بالدقيق والعلاج بالدقيق، والصرف بالدقيق ، الله جعله نعمة لنا وننتفع فيه بالعلاج والدواء وتنظيف الزجاج إذا كان ينفع في ذلك.  
 
17- ما هو توجيهكم لمن يقوم بغسل الأرز ويكب ماءه في المجاري، هل هذا جائز أو لا؟
لا بأس بكبه في المجاري إذا كان ما فيه رز ينتفع به حبات يسيره أو شيء لا ينتفع به أما إذا كان فيه حب ، الحب يأخذه ويصب الماء الذي هو الوسخ فقط، أما الحبوب من الحنطة أو من الرز لا يلقيها في المجاري، لكن لو فات عليه حبة أو حبتين من غير قصد لا يضر.  
 
18- سمعت أنه لا تجوز قراءة القرآن أثناء السجود، فهل يجوز قراءة الأدعية الموجودة في القرآن، مثال: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]؟
الرسول - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ، لكن إذا دعى الإنسان بالدعوات القرآنية من قصد للقراءة فلا حرج مثل الآية التي ذكرت السائلة: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: من الآية201)]. ومثل قوله: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8)]. لا حرج في ذلك بنية الدعاء.  
 
19- والدي - للأسف الشديد - لا يصلي، ويقوم أحياناً بإعطائي بعض النقود في المناسبات كالأعياد مثلاً، فهل يجوز لي أخذها، وإذا أخذتها وتصدقت بها فهل تصح الصدقة أم لا؟
لا بأس بأخذ الدراهم من والدك ، ولا بأس بالصدقة بها ، أو الانتفاع بها لا حرج في ذلك مع النصيحة لوالدك بالكلام الطيب و تخويفه من الله - جل وعلا-، وحثه على الصلاة ، كذلك تشجيع أعمامك إن كان لك أعمام أو أخوة كبار ينصحونه أو جيران جيدين ينصحونه فلا تغفلي ولا يغفل إخوانك ولا أعمامك عليكم أن تتقوا الله فيه وأن تنصحوه وأن تستمروا في ذلك أما هديته فاقبلوها لا حرج في ذلك.  
 
20- أريد أن أعرف دعاء السجود الخاص بالسجود، وهل هناك دعاء للركوع؟
 السجود يدعو فيه المؤمن بما يسر الله له ، السجود يدعو فيه المؤمن والمؤمنة بما يسر الله من الدعوات الطيبة ، ولو لم تنقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، ومن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم- : اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره، وعلانيته وسره. ثبت عنه كان يدعو بهذا في السجود - عليه الصلاة والسلام- . اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره. وإن دعا في السجود بغير هذا مثل: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك. اللهم إنك عفوا تحب العفو فاعف عني. اللهم اغفر لي ولوالدي - إذا كان والده مسلمين-. اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين. اللهم أصلح قلبي وعملي. وما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة. ويستحب أن يقول في الركوع والسجود: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. هو تعظيم معه دعاء يقال في الركوع والسجود: سبحانك الله ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ولكن الركوع لا يدعى فيه إلا بهذا فقط، الركوع محل تعظيم؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم). أي فحري أن يستجاب لكم. لكن إذا قال في الركوع: سبحانك الله ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ، فهذا مشروع كان يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وهذه الدعوة تابعة اللهم أغفر لي تابعة للتعظيم ، فلا حرج فيها. 
 
21- إنني أقرأ كل يوم جزءاً من كتاب الله الكريم معظم الأيام بعد صلاة الفجر، وأحياناً في النهار، لكني سمعت أناساً يقولون: إن قراءة القرآن في الثلث الأخير من الليل، كما أنهم يقولون: إن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لا تصح إلا بعد طلوع الشمس، وبعد الانتهاء منها يقرأ سورة يس، وسورة الرحمن، وسورة الواقعة، وسورة الملك، وجهوني حول هذه القضايا؟
قراءة القرآن مشروع في كل وقت بعد الفجر بعد الظهر بعد العصر بعد المغرب بعد العشاء وفي آخر الليل ومن يقول لك أنها في آخر الليل هذا غلطان جاهل جهل مركب لا وجه له وعملك بالقراءة بعد صلاة الفجر عمل طيب لأن بعد الفجر النفس طيبة وفي راحة بعد النوم فحريت أن تتدبري وتستفيدي أكثر فالمقصود أن القراءة في جميع الأوقات كلها طيبة من ليل أو نهار لكن يستحب لك أن تتحري الوقت المناسب الذي يكون فيه ــ فيه أكثر وطلب القراءة فيه أكمل ـــ أطيب وأكمل هذا هو الأفضل في الليل أو في النهار ، أما قراءة الكهف تقرأ الكهف في أي وقت من الجمعة بعد صلاة الفجر أو بعد الشمس أو بعد الصلاة أو بعد العصر كله طيب والأفضل قراءتها يوم الجمعة في أي جزء من اليوم وأما أن ينظر إلى ياسين والملك والواقعة وما ذكرت هذا لا أصل له كل هذا ماله أصل. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى... 

528 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply