حلقة 833: نصيحة للتعامل مع الأخوة - حكم تحديد النسل - حكم سجود السهو - الجمعة ليس لها سنة قبلية بل يصلى الإنسان ما يسر الله - حكم تأخير صلاة العشاء - حكم تكرار اليمين - حكم الصلاة في الحذاء - حكم الحج عن الوالدين

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

33 / 50 محاضرة

حلقة 833: نصيحة للتعامل مع الأخوة - حكم تحديد النسل - حكم سجود السهو - الجمعة ليس لها سنة قبلية بل يصلى الإنسان ما يسر الله - حكم تأخير صلاة العشاء - حكم تكرار اليمين - حكم الصلاة في الحذاء - حكم الحج عن الوالدين

1- إن هناك امرأة تشكو من أخ لها قاسٍ، وتصفه بأوصاف سيئة، وتقول: إنه يهددها بالتسبب في طلاقها من زوجها، وترجو التوجيه جزاكم الله خيراً، وكيف تقابل مثل هذا الأخ؟

لحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالذي أنصح به هذه المرأة أن تستعمل الأسلوب الحسن مع أخيها والكلام الطيب، وأن تدعو له بظهر الغيب أن الله يوفقه ويهديه ويعيذه من الشيطان، ومن ظلمها وظلم زوجها، وتسأل عن الأسباب التي تسبب المشاكل حتى تحل، وإذا تيسر أن يتوسط بينهما أعمام أو أخوال أو جيران طيبون يصلحون بينهما فهذا طيب، على كل حال أوصيها بالرفق والكلام الطيب والأسلوب الحسن والتحمل والصبر حتى يحل الله المشكلة بينهما، إلا أن يكون الزوج غير طيب في دينه، وأن أخاها يريد منها مفارقته لفساد دينه مثل ما يصلي أو كونه يسب الدين أو لكونه صاحب معاصي ظاهرة فيكون أخوها في هذا مصيباً ناصحاً لها، فإذا طلبت من هذا الزوج أن يستقيم، أو أن يطلقها إن كان مسلماً، أما إن كان غير مصلي أو كان عنده شيء من نواقض الإسلام كسب الدين أو التعلق بعبادة القبور هذا لا يجوز بقاؤها معها وهي مسلمة، وأخوها ناصح لها فيجب عليها أن تفارقه وأن تطلب من المحكمة التفريق بينهما وألا يقربها إن كان كافراً لا يقربها أبداً، لا بجماع ولا بغيره حتى يتوب الله عليه، فالحاصل أنه إذا كان هناك أمور دينية ينقمها الأخ على الزوج فينبغي لها أن تتصل بولاة الأمور بالمحكمة، وتعرض مشكلتها مع الزوج على المحكمة والمحكمة تنظر في الأمر إن كان مسلماً نصحته المحكمة بالتوبة إلى الله من معاصيه وإن كان كافراً نصحته المحكمة بالتوبة والرجوع إلى الله، ومن تاب تاب الله عليه، وبالرفق والحكمة والرجوع إلى ما شرع الله تنتهي المشاكل وتحل المشاكل بإذن الله.  
 
2- يسأل في سؤال مطول عن أولئك الذين يجرون بعض العمليات للنساء من أجل تحديد النسل، ويسأل عن حكم تحديد النسل في الإسلام؟
لا يجوز تحديد النسل، بل ينبغي للرجل والمرأة الحرص على المزيد من الذرية؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم -قال: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة)، وفي اللفظ الآخر: (فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، الرسول - صلى الله عليه وسلم -حث على: (تزوجوا الولود الودود)، ثم المؤمن ينبغي على أن يحرص على أن يكون له ذرية صالحة تنفعه في الدنيا، وتنفعه في الآخرة، تكثر جمع المسلمين، ويحرص على الزوجة الصالحة، وعلى العناية بالذرية، وأن يربيهم تربية الإسلامية الطيبة، وتحديد النسل لا وجه له، ومعنى تحديد النسل أن يتفق مع المرأة على عدد معلوم، لا، بل يجتهد مع المرأة جميعاً أن الله يعطيهما المزيد من الذرية على وجه لا يضرها؛ إذا كان هناك ضرر كونها تحمل هذا على هذا وعليها ضرر لا بأس أن تتعاطى أشياء تمنع الحمل وقتاً معيناً مثل وقت الرضاع أو بعض وقت الرضاع حتى تقوى على التربية لا بأس بهذا، من غير أن يحدد النسل بعدد معلوم، لكن لا بأس أن تتعاطى أشياء تمنع الحمل وقتاً معنياً دفعاً للضرر الذي عليها، وحرصا على تربية الأولاد تربية إسلامية. إذا يدعو سماحتكم للتنظيم لا التحديد؟ نعم التنظيم الذي تدعو إليه الضرورة تدعو له الحاجة والضرورة والمصلحة الشرعية أما التحديد لا.  
 
3- هل على من زاد في الصلاة فقرأ سورة قصيرة أو آيات بعد الفاتحة في الركعة الثالثة أو الرابعة مثلاً؟
ليس عليه سجود سهو، لأن هذه الزيادة إما أن تكون مشروعة أو غير مشروعة، فإن كانت مشروعة كما في الركعة الأولى والثانية هذا أمر معلوم لو نسيها ما عليه شيء، وإن كانت غير مشروعة في الثالثة والرابعة في العصر وفي المغرب والعشاء فالإتيان بها لا يضر ولا يبطل الصلاة ولا يؤثر فيها والأمر فيها واسع، ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى شرعية الزيادة في الثالثة والرابعة في الظهر في بعض الأحيان لحديث أبي سعيد - رضي الله عنه- أنه قال: حسبنا قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -في الظهر قدر ألم تنزيل السجدة، وفي الأخرى النصف من ذلك)، فقوله النصف من ذلك يدل أنه يقرأ مع الفاتحة زيادة، فإذا فعلها بعض الأحيان فلا حرج، وروي عن الصديق -رضي الله عنه- في الموطأ بسند جيد: أنه قرأ في الثالثة في المغرب: ررَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (آل عمران:8) وجاء في بعض الأحاديث أن بعض أئمة الأنصار كان يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد مع الفاتحة، وأقره النبي - صلى الله عليه وسلم -وقال إنما هي صفة الرحمن وأنه يحب أن يقرأها في كل ركعة فأقره النبي - صلى الله عليه وسلم - فالأمر في هذا واسع فلو زاد الإنسان سورة في الثالثة والرابعة في العصر والعشاء أو في الثالثة في المغرب فلا حرج في ذلك وليس عليه سجود السهو؛ لكن ترك ذلك أفضل، أما الظهر فالأمر فيها أوسع، في الظهر في الثالثة والرابعة إن زاد بعض الأحيان عملاً بحديث أبي سعيد فذلك حسن، ويكون في الأغلب لا يزيد عملاً بحديث أبي قتادة رضي الله عنه في الصحيحين أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -كان يقرأ في الأخريين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب.  
 
4- أيضاً من زاد على التشهد الأول في الركعتين الأوليين، هل عليه سجود سهو؟
لا، الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام مستحب، أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -في التشهد الأول، من زاد دعاء بعد الصلاة على النبي فالأمر في هذا واسع لا يلزمه شيء؛ لأن هذه الزيادة لا تبطل الصلاة إنما قصاراها أنها غير مشروعة ولو سجد للسهو لا يضر لو أتى بشيء ما هو مشروع في الصلاة وسجد للسهو لا يضره، لأن القاعدة أن سجود السهو إنما يجب إذا أتى بشيء يبطل عمده الصلاة، إذا أتى بشيء في الصلاة يبطل عمده الصلاة سهواً وجب عليه سجود السهو، أما إذا كان الشيء لا يبطل عمده الصلاة بأن أتى بشيء مكروه لا يبطلها، أو زاد شيئاً غير مشروع لا يبطلها هذا لا يلزمه سجود السهو.  
 
5- يسأل في سؤال طويل ويذكر جدلاً دار بين جماعة حول السنة القبلية ليوم الجمعة، ملخص هذا السؤال: معرفة الحكم عن السنة القبلية في يوم الجمعة؟
صلاة الجمعة ليس لها سنة قبلية بل يصلى الإنسان ما يسر الله، فإذا جاء المسجد صلى ما كتب الله له ولم يحدد النبي - صلى الله عليه وسلم -ركعات معدودة بل قال: يصلى ما قدر له، ويكفي، هكذا قال -صلى الله عليه وسلم-، قال -صلى الله عليه وسلم- : (من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام)، فالمقصود قوله: فصلى ما قدر له، ولم يحدد ركعات معلومة فدل ذلك على أنه مستحب أن يصلي ما يسر الله له ركعتين على الأقل أو أربع ركعات أو أكثر من ذلك، ولو صلى حتى يخرج الإمام فلا شيء عليه كله طيب كله طيب يصلي ثمان أو عشر أو أكثر فإذا خرج الإمام للخطبة جلس ينتظر للخطبة والاستماع له.  
 
6- قرأت حديثاً معناه: أن الله سبحانه وتعالى وكل في كل سماء بملك من الملائكة، كل ملك يرد عملاً معيناً، فهذا لا يسمح بصعود عمل فيه كبر، وآخر لا يسمح بعمل فيه حد أو ما أشبه ذلك، ما هو توجيه سماحتكم حول هذا الحديث؟
لا أعلم لهذا الحديث أصلاً، هذا الحديث لا أعلم له أصلاً في سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والله جل وعلا أخبر في كتابه العظيم أن الشرك يحبط الأعمال، وأن المشرك لا يصعد له عمل، أما العاصي فهو تحت مشيئة الله، قد يصعد عمله ويقبل عمله الذي أراد به وجه الله وقد يعاقب بشيء من رد بعض الأعمال لسيئاته كتعاطيه للربا أو غيرها من أسباب الرد، فالحاصل أن هذا الحديث الذي سأل عنه السائل لا أعلم له أصلاً، وأما صعود العمل فهذا إلى الله عز وجل مثل ما قال جل وعلا: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ(فاطر:10) فالكلام الطيب يصعد إلى الله، والعمل الصالح يرفع ذلك، فإذا قال قولاً طيباً يريد به وجه الله صعد إلى الله وإذا عمل صالحاً صعد إلى الله، إذا كان لله خالصاً وللشريعة موافقاً، أما إن كان العمل شركي شركاً فإنه باطل ولا يصعد مع الشرك عمل قال تعالى وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(الأنعام: من الآية88) وقال تعالى وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (الحج:31) فالمقصود أن الأعمال إنما تصعد وتقبل إذا كان فيها أمران، إذا كانت مشتملة على أمرين: أحدهما الإخلاص لله بالعبادة، والأمر الثاني: الموافقة على الشريعة شريعة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، يعني فهو مردود.  
 
7- إنني اتفقت مع زوجتي إذا عملت أن تدفع لي ثلث الراتب، فلم تفِ بالاتفاق، فحلفت بالطلاق حتى تفي بالاتفاق فلم تفعل، ومرة حلفت بالطلاق ألا تخرجي إلا متحجبةً فلم تفعل، وتكرر هذا اليمين بالطلاق في مناسبات أخرى، ويسأل عن الحكم، ويعقب مرةً أخرى فيقول: علماً بأنها في اليوم الثاني وقبل ذهابها للعمل أحضرت لي الفلوس لآخذ منها ما أريد فرفضت؛ بحجة أنني قد حلفت بالطلاق، وفي انتظار توجيهكم؟
عليك أن تراجع المحكمة لديكم، المحكمة الشرعية أنت والمرأة ووليها، حتى تسألكم المحكمة جميعاً عن الوقائع بالتفصيل ثم تفتيكم في ذلك، أو تحضر أنت والمرأة ووليها عند مدير مكتب الدعوة إذا كنت في المملكة، مكتب الدعوة التابع لنا في بلدك، في تبوك أو في الدمام أو في الأحساء أو في حائل، في أي بلد فيها مكتب الدعوة تحضر أنت والمرأة ووليها حتى يسألكم مدير المكتب عن صفة الواقع بالتفصيل ثم يبعث لنا في ذلك وننظر في ذلك إن شاء الله.  
 
8- إنني أؤخر صلاة العشاء في أكثر الأوقات، ويقول: هل علي إثم، علماً بأني أصليها داخل الوقت؟
الواجب عليك يا أخي أن تصلي مع الجماعة مع المسلمين في بيوت الله، في المساجد وليس لك أن تصلي في البيت، والواجب عليك أن تخرج إلى المسجد كما فعل المسلمون مع رسولهم - صلى الله عليه وسلم -وقد قال عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الصحيحة: (من سمع النداء فلا يأتي فلا صلاة له إلا من عذر)، وسأل ابن عباس: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض، وجاءه - صلى الله عليه وسلم - رجل أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب)، فلم يرخص له وهو أعمى ليس له قائد يقوده، فكيف بالبصير القوي يكون الأمر عليه أعظم، وقد ثبت عنه- صلى الله عليه وسلم -أنه قال: (قد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر برجل يؤم الناس، ثم أنطلق مع رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم)، فهذا وعيد عظيم يدل على أن الحضور في المساجد والصلاة مع الناس أمر لازم، قال ابن مسعود رضي الله عنه في الحديث الصحيح: "لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق -يعني الجماعة- ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"، لكن لو فاتتك مع الجماعة صلِّ في الوقت، لا يجوز التأخير عن الوقت، أو كنت مريضاً فعليك أن تصلي في الوقت أو سجيناً عليك أن تصلي في الوقت، العشاء وغير العشاء، يجب أن تصلي في الوقت، ليس لك أن تقدمها وليس لك أن تؤخرها بل يجب وجوباً أن تصليها في الوقت وفي أوله أفضل.   
 
9- حلفت يمين على أحد أولادي باجتناب عمل ما، فقطع هذا الحلف، مع العلم أنني كررت اليمين أكثر من مرة، هل علي كفارة عن كل يمين أم تجزئ كفارة واحدة؟
عليك كفارة واحدة إذا كان العمل واحداً كأن قلتِ: والله ما تكلم فلان، والله ما تكلم فلان، والله ما تكلم فلان، مرات، ليس فيها إلا كفارة واحدة إذا لم ينفذ يمينك بل كلم وخالف، أو قلت مثلاً والله ما تزور فلان، والله ما تزورهم، والله ما تزورهم، ثم زارهم كفارة واحدة، وهكذا ما أشبه ذلك أما إن كان أفعال، إذا كان يمين على أفعال كأن قلت: والله ما تزوره فلان، والله ما تكلمه، ثم زاره وكلمه عليك كفارتان لأن الفعل مختلف الزيارة غير الكلام وهكذا ما أشبه ذلك.  
 
10- عندما كنت صغيرة وحضت، لم أعرف أي شيء عن الحيض، وأنه يجب الإفطار في رمضان وقضاؤه بعد ذلك، وكنت أصلي في مدة الحيض كالأيام العادية، ولم يكن أحد يعلم عن ذلك حتى أمي، ومضت سنتان، ثم درست وتعرفت، ولكن أنساني الشيطان القضاء السابق في بداية الحيض، وعندما بلغت الرابعة والعشرين من العمر تذكرت بقدرة الله فاجتهدت في عدد الأيام فكانت اثني عشر يوماً فقضيتها، وأخرجت عن كل يوم إطعام مسكين، وجمعتها ووزعتها من قوت البلد، هل ما فعلته صحيح، أم توصونني بشيء آخر؟
قد أحسنتِ بذلك، هذا الذي فعلتِ طيب، قد أحسنت في ذلك مع التوبة اللازمة، مع التوبة والندم على ما حصل من التأخير وفقك الله وتقبل منك.  
 
11- إنني لا أتذكر هل كنت أغتسل أو لا؟
هذا أيضاً ما عليها، ما عليها، ما دام حصل النسيان فالأصل السلامة إن شاء الله، ليس عليك شيء، الأصل في المسلم أنه يغتسل ويقوم بالواجب هذا هو الأصل.
 
12- كنت أجهل أن المرأة تصلي صلاة الجمعة ظهراً أربع ركعات، بل كنت أصليها كما يصليها الرجال في البيت، فما الحكم؟
عليك أن تقضي تلك الأيام ظهراً حسب ظنك واجتهادك إذا كنت لا تحصينها بالظن والاجتهاد وإن كنت أحصيتها فالحمد لله.
 
13- زوجتي تصلي صلاة المغرب وهي تتابع الإمام، تصلي في البيت، فهل ما تفعل صحيح أو لا؟
إذا كانت ترى الإمام أو ترى المأمومين فلا بأس، وإن كانت لا تراهم فليس بصحيح، والواجب أن تصلي وحدها ولكن لا قضى عليها إن شاء الله لأجل الجهل، ولو أن بعض أهل العلم قال بجواز ذلك، لكن في المستقبل لا تصلي مع الإمام إلا إذا كانت تراه أو ترى بعض المأمومين أو معهم في المسجد.
 
14- دار جدال بيننا وبين جماعة حول الصلاة في الحذاء، فالبعض يقول: إن الأمر جائز، وبعضهم يقول غير ذلك؟
الصلاة في الحذاء سنة، كان النبي - صلى الله عليه وسلم -يصلى في نعليه عليه الصلاة والسلام، وفي خفيه، والصلاة في الخفين وفي النعلين الطاهرين سنة كان يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن اليهود لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم فخالفوهم)، فالمقصود أنها سنة، كان يصلي في نعليه عليه الصلاة والسلام، لكن على المؤمن إذا أراد إذا قرب من المسجد أن ينظر في نعليه أو خفيه، فإن كان فيهما أذى أزال الأذى ثم دخل، وليس له التساهل في هذا بل يجب أن ينظر في نعليه وخفيه حتى يزيل ما بهما من الأذى ثم يصلي فيه حتى لا يقذر المسجد ولا يقذر ثيابه، ولما فرشت المساجد الآن فالأفضل خلع النعلين عند الباب أو في أي مكان لئلا يقذرها بالأتربة أو بعض الأوساخ التي يتساهل فيها الناس؛ لأن أغلب الخلق لا يعتني بنعليه، ولا يبالي والناس الآن يتقذرون من أقل شيء، فالذي أنصح به في مثل هذا من أجل تغير الأحوال ووجود الفرش أنه يخلعها ويجعلها في مكان حتى يصلي، حتى لا يقذر ولا يوسخ الفرش، وحتى لا ينفر الناس من صلاة الجماعة.  
 
15- نويت أن أحج عن والدي في العام المقبل، فبماذا توجهونني، وهل هذه الهبة صحيحة؟
إذا كان والدك ميتاً أو عاجزاً لكبر سنه أو مرضٍ لا يرجى برؤه؛ شرع لك أن تحج عنه وأنت على خير عظيم، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -أن رجلاً قال له يا رسول الله: إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه وأعتمر؟ قال: (حج عن أبيك واعتمر)، وسألته امرأة عليه الصلاة والسلام قالت: إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: (حجي عن أبيك)، وأنت مأجور على ذلك وهذا من بره، أما إن كان حياً قادراً فلا تحج عنه، هو الذي يحج عن نفسه.
 
16- يوجد رجل يؤمنا في الصلاة إلا أنه يعمل بعض الأعمال، فمثلاً يصنع الحجاب للناس، ويكتب بعض الأوردة السحرية، ويكتب ما يسمى بالمحو، وهي عبارة عن آيات يكتبها ثم يغسلها في إناء ثم يعطها للناس يشربونها؛ زعماً أن ذلك ينفعهم، ما حكم الدين في هذا الرجل، وهل تجوز إمامته؟
إذا كان الرجل معروف، معروفاً بما ذكرت أنه يكتب الأحجبة، التمائم التي تعلق على الناس هذا لا يجوز، ما ينبغي أن يكون إمام؛ لأن تعليق التمائم من الشرك من الشرك الأصغر ولا يجوز لمسلم فعلها ولا تشجيع الناس عليها، بل يجب تركها وهكذا إن كان يتعاطى السحر فأمره أعظم، إن كان قد ثبت عليه أنه يتعاطى السحر فالسحر شرك أكبر، لا تجوز إمامة صحابه بل إمامته منكرة باطلة، أما كتابة الآيات في الصحون والأوراق بما يسمونه المحو إن كان معروفاً بالخير ويكتب بعض الآيات والأدعية بالزعفران وتمحى وتشرب؛ لا حرج في هذا عند أهل العلم، لكن كونه يكتب الأحجبة، التمائم التي تعلق على الناس وعلى الأولاد والمرضى هذا منكر عظيم، مثل هذا لا ينبغي أن يكون إماماً بل يرفع الأمر إلى المسئولين حتى يعزر ويفصل ولا يكون إماماً، أما إن كان يتعاطى السحر أو يتعاطى عبادة القبور ويستغيث بالأموات هذا لا يجوز أن يكون إمام لأن هذا كفر أكبر بل يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، يجب على ولي الأمر، المحاكم الشرعية أن تستتيبه فإن تاب وإلا قتل.  
 
17- سؤال مطول عن الأطفال في المساجد وتشويشهم، وبم توجهون الناس، ولاسيما أنهم يمتثلون للتوجيه، ثم يستمرون أيام ويعودون إلى حالهم السابق؟
الأطفال قسمان، قسم بلغ سبعاً فأكثر فهذا يوجه إلى الصلاة والخشوع فيها، ويفرقون بين الصفوف حتى لا يلعبوا إذا كان اجتماعهم قد يسبب اللعب يفرقون بين الرجال الكبار، يكون من يتعاهدهم كالمؤذن وغير المؤذن يتعاهدونهم، حتى لا يشوشوا ولا يلعبوا أما إن كان الأطفال دون السبع فهؤلاء بقاؤهم في البيوت أولى يبقوا في البيوت عند أهليهم ومن حضر بأولاده منهم فليحرص عليه حتى لا يشوش على الناس، وإلا فليبقه في البيت حتى لا يشوش على أحد، والإمام والمؤذن وعيال المسجد يتولون هذه الأمور فينصحون الناس ويوجهونهم إلى الخير لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى.  
 
18- إذا كنا جلوساً قبل صلاة الجمعة في المسجد لانتظار الخطيب، فإذا بخطيب أعرف عنه سابقاً أنه لا يجيد الخطبة ولا تعجبني خطبته، فهل لي أن أخرج إلى جامع آخر؟
لا ينبغي أن تخرج بعد الأذان ما يخرج المسلم بعد الأذان صلي والحمد لله واستمع ــ وإن رأيت خللا بعد ذلك تنصحه وتوصيه بالخير.
 
19- ندخل في الصلاة ثم نشعر في بعض الأحيان أن هناك بقايا من الطعام في الفم وبين الأسنان، فما حكم العمل في مثل هذا، وكيف نتصرف؟
لا يضر لكن إذا انتهيت من الصلاة النافلة قبل الصلاة تخرج ما تيسر من ذلك ولا يضر الصلاة والحمد لله.
 
20- هل القنوت فرض علينا أثناء الركعة الثانية في صلاة الفجر أم لا؛ لأنني رأيت إمام مسجدنا يأتي به في كل صلاة فجر؟
في خلاف بين العلماء بعض أهل العلم يراه مسنونا في الفجر كل يوم والأصح أنه ليس بمستحب، الأصح أنه ليس بمستحب إلا عند النوازل كالحرب بين المسلمين وبين عدوهم يقنت الإمام الفجر وغيره من الصلوات يدعو على العدو ويدعو للمسلمين بالنصر والتأييد يسمى قنوت النوازل أما قنوت الصبح دائما دائما هذا الصواب أنه غير مشروع لكل بعض العلماء يرى أنه مشروع دائما فإذا صليت مع إمام يقنت فلا بأس تقنت معه والحمد لله لأنه به شبهه قال به بعض أهل العلم فالأمر في هذا واسع لكن نصيحتي لكل إمام يقنت أن يدع ذلك لأن الصحيح أنه لا يشرع إلا عند النوازل.

404 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply