حلقة 890: المجاز في القرآن الكريم - صوت المرأة ليس بعورة - حكم الانتساب إلى الأثر - العدل بين الأولاد - حكم الزواج من الإخوة من الرضاعة - ميراث الميت يقسم بين الورثة لا يستأثر به واحد - المريض الذي يفطر في رمضان - الصفات التي يجب توافرها للإمام الجامع

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

40 / 50 محاضرة

حلقة 890: المجاز في القرآن الكريم - صوت المرأة ليس بعورة - حكم الانتساب إلى الأثر - العدل بين الأولاد - حكم الزواج من الإخوة من الرضاعة - ميراث الميت يقسم بين الورثة لا يستأثر به واحد - المريض الذي يفطر في رمضان - الصفات التي يجب توافرها للإمام الجامع

1- هل يوجد المجاز في القرآن الكريم؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالصواب أنه لا يوجد فيه مجاز الذي يعنيه أصحاب البلاغة والأدب، وهو أنه يجوز نفي الشيء عما أطلق عليه وإنما يجوز فيه توسع اللغة، فالمجاز مصدر جاز يجوز مجازاً، مثل قال يقول مقالاً، والمعنى أنه يجوز في اللغة أن تقول سألت قرية أو سألت العيد، أو تقول جناح الذل أو ما أشبه ذلك كما جاء في القرآن العظيم هذا من سعة اللغة وعدم تقيدها بألفاظ خاصة في مثل هذا، فالمقصود أنه من الجواز ضد المنع، ليس من الجواز الذي يراه أهل البيان والبلاغة أنه يصح نفيه.   
 
2- هل صوت المرأة عورة؟
صوتها ليس بعورة، وقد كان النساء يسألن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسألن الصحابة ولم ينكر عليهن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وإنما العورة هو خضوعها بالقول وتغنجها، لقوله سبحانه: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ فالمشروع لها أن يكون صوتها وسطاً، لا خضوع فيه، ولا فحش فيه، ولهذا قال: وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا فهكذا ينبغي للمرأة أن تكون متوسطة في كلامها، لا مفحشة في القول ولا خاضعة فيطمع الذي في قلبه مرض. 
 
3- بسم الله الرحمن الرحيم، سماحة الشيخ حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حصل عند بعض الشباب إنكار للتسمي بالأثر والانتساب إلى الأثر، ويقولون: إن هذه النسبة تفرق المسلمين، فهل هذا صحيح أم أنها مجرد نسبة إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلى الحق، وخاصةً أن بعض العلماء الأعلام كالحافظ العراقي تسمى بذلك، هل صحيح أنكم تراجعتم عن التسمي بذلك؟
لا أعلم حرجاً في ذلك، إذا قال أنه أثري أو يحكي عن فلان أنه أثري إذا كان صحيحاً، إذا كان يعتمد الأحاديث النبوية والسنة المطهرة، ويسير على نهج السلف الصالح فإنه يقال أثري أو يقال من أهل السنة والجماعة، كل هذا لا حرج فيه ودرج عليه أهل السنة، إذا كان صادقاً في ذلك. معنى هذا أن سماحتكم لم يتراجع؟ أنا ما تسميت الذي سماني بعض الناس، ما قلت عن نفسي أني أثري، إنما بعض الناس قال عني ذلك. ووجد في بعض الكتب؟ قال عني بعض الناس ذلك، أما أنا أقول نعم، أنا إن شاء الله من أهل السنة والجماعة، وأنا إن شاء الله أثري أقوله الآن.  
 
4- أن والده تزوج وأنجب من الزوجة الجديدة، وحينئذ أصبح لا يعاملهم معاملة الأب الحنون على أبنائه، ويرجو من سماحة الشيخ توجيه هذا الأب بالذات وتوجيه أمثاله، ولاسيما أنهم يصفونه بالإهمال حتى لبنت معوقة عمرها ثنتا عشرة سنة،
الواجب على الوالد والوالدة العدل بين أولاده في كل شيء، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:(اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) فالواجب على الأب أن يعدل في عطيته، وفي ملاحظته وفي إنفاقه، وفي حسن خلقه، عليه أن يعدل في الجميع ذكوراً وإناثاً والأم كذلك، هذا هو الواجب على الجميع لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) وهذا عام، يعم العدل في النفقة والعطية وغير ذلك؛ ولأن عدم العدل يسبب الشحناء والعداوة والبغضاء، وتلك عواقبها وخيمة نسأل الله للجميع الهداية. سماحة الشيخ لو تفضلتم في الواقع أن مما أساء إلى تعدد الزوجات تصرف بعض الناس مثل هذا التصرف أطمع في هذا البرنامج بكلمة من سماحة الشيخ حتى لا يسيئوا الناس إلى شريعة الله لسوء تصرفاتهم. الواجب على من تزوج زوجتين أو ثلاثاً أو أربع أن يعدل، وأن يتحرى العدل بين زوجاته وبين أولاده جميعاً، والله سبحانه حين شرع التعدد شرع أيضاً العدل وأمر بالعدل، يقول - صلى الله عليه وسلم - لما كان يقسم بين نسائه (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) وكان يقسم ويعدل عليه الصلاة والسلام،فهذا هو الواجب أن يعدل بين زوجاته وبين أولاده، ويتحرى العدل في ذلك، وما عجز عنه فيما لا يستطيعه فالله لا يكلف نفساً إلا وسعها (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ).   
 
5- ما هو حكم الزواج من إخوة من الرضاع، وإذا كان قد حدث دون أن يعلم أحد بالرضاعة عدا الوالدة الجاهلة، هل يفسخ الزواج بعد أن تم فعلاً أم لا، وهل جميع الأبناء تحرم عليهم الزواج من بعضهم أم الذين قبل أن تتم عملية الرضاعة؟
السؤال فيه إجمال، متى ثبت الرضاع، متى ثبت أن زيداً رضع من فلانة، فإنه يحرم عليه بناتها وأخواتها؛ لأن بناتها أخوات، وأخواتها خالات، فالواجب عليه أن يحذر ذلك؛ لأن الرضاع يحرم ما يحرمه النسب، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) لكن لا بد أن تكون الرضاع ثابتة بشهادة امرأة عدل أو أكثر؛ بأنها أرضعت خمس رضعات في الحولين لا بد أن يكون الرضاع خمساً ولا بد يكون في الحولين قبل أن يفطر الفطر، ولا بد أن يكون الشاهد عدلاً إن كان رجلاً أو امرأة أو أكثر من واحد، فإذا كانت الشاهدة غير معروفة بالعدالة ما تثبت شهاداتها وهكذا الرجل، لا بد أن يكون الشاهد عدلاً من الرجال أو النساء. جزاكم الله خيراً السؤال فيه إجمال، متى ثبت الرضاع، متى ثبت أن زيداً رضع من فلانة، فإنه يحرم عليه بناتها وأخواتها؛ لأن بناتها أخوات، وأخواتها خالات، فالواجب عليه أن يحذر ذلك؛ لأن الرضاع يحرم ما يحرمه النسب، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) لكن لا بد أن تكون الرضاع ثابتة بشهادة امرأة عدل أو أكثر؛ بأنها أرضعت خمس رضعات في الحولين لا بد أن يكون الرضاع خمساً ولا بد يكون في الحولين قبل أن يفطر الفطر، ولا بد أن يكون الشاهد عدلاً إن كان رجلاً أو امرأة أو أكثر من واحد، فإذا كانت الشاهدة غير معروفة بالعدالة ما تثبت شهاداتها وهكذا الرجل، لا بد أن يكون الشاهد عدلاً من الرجال أو النساء. جزاكم الله خيراً  
 
6- إن لوالدتي المتوفاة أربع بنات وولدين، وكانت قبل وفاتها تعيش بمنزلي، وأنا التي أقوم على خدمتها والعناية بها، وبعد وفاتها تركت مبلغاً من المال ما يقارب ألف ريال، وعدد ست قطع من أساور الذهب، ولجهلي التام، ولعدم سؤالي إخوتي عما تركته والدتي فقد تصرفت بالمبلغ والقطع الذهبية، والآن بعد أن مضى أربع سنوات، وعند استماعي إلى البرامج الدينية أدركت بأن لإخوتي الحق في ما تركته والدتنا، وأنا الآن لا أستطيع إعطاءهم نصيبهم لفقري الشديد، ولعدم حاجتهم لها، وحتى الآن لم أخبرهم بما تركته والدتهم لخوفي من مطالبتهم، علماً بأني امرأة - تصف نفسها وتقول - علماً بأني امرأة صالحة، وأخاف من الله وأخشاه، فبماذا تنصحونني؟
عليك التوبة إلى الله مما فعلت، عليك التوبة إلى الله مما فعلت، وعليك أن تخبريهم، ولعلهم يسمحون إن شاء الله، فإن لم يسمحوا فإذا قدرت أعطهم حقوقهم؛ أن الله يقول جل وعلا: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ويقول سبحانه: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ فلهم حقهم مما خلفت الوالدة من الأسورة والدراهم إلا أن يسمحوا فإذا سمحوا أو بعضهم فالحمد لله، ومن لم يسمح عليك أن تعطيه حقه إذا قدرت ولو بعد مدة، وعليك تقوى الله في ذلك والصدق والجد حتى توصليهم حقوقهم إلا إذا سمح الجميع عنها أو سمح البعض ومن سمح فجزاه الله خيراً، ومن لم يسمح فعليك أن تتقي الله، وأن تعطيه حقه. جزاكم الله خيراً  
 
7- تعالجت لمدة سنتين من عام 1420؛ وذلك لأني أعاني من مرض مزمن ولا زال بي حتى الآن، وإذا جاء رمضان أحتار كيف أصوم؛ لأنه يشق علي مشقةً كبيرة، هل أطعم أم كيف توجهونني؟
عليك أن تقضي إذا شفاك الله، لقول الله سبحانه: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ لكن إذا قرر الطبيب الثقة أو أكثر من طبيب أن هذا المرض لا يرجى برؤه ويشق عليك الصوم فإنك تطعم عن كل يوم مسكين نصف الصاع، من التمر أو الأرز أو الحنطة أو غيرها من قوت البلد وتعطيها بعض الفقراء في أول الشهر أو في آخره أو في وسطه والحمد لله، أما ما دمت ترجو العافية فإنه يلزمك القضاء إذا شفاك الله. جزاكم الله خيراً  
 
8- ما هي الصفات التي يجب أن تتوفر فيمن أراد أن يصير إماماً في مسجد يؤم المصلين؟
أولاً نقول أحبك الله الذي أحببتنا له، وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: وجبت محبتي، يقول الله عز وجل: (وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتزاورين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتباذلين فيّ). وثبت عن -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يقول الله يوم القيامة : (أين المتحابون بجلالي اليوم أظلم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي). نسأل الله أن يجعلنا وإخواننا المتحابين في الله من هؤلاء. وأما الصفات التي ينبغي أن تكون في الإمام مثل ما بين النبي _صلى الله عليه وسلم-: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سناً). وفي لفظٍ : (فأقدمهم إسلاماً). فعليك يا أخي أن تجتهد في إتقان القرآن والعناية به، وحفظ ما تيسر منه، والتفقه في الدين والتعلم حتى تعرف أحكام صلاتك وأحكام سجود السهو ونحو ذلك مما يعرفه الإمام، مع تقوى الله والاستقامة على دينه والحذر من معصيته سبحانه وتعالى، فإذا اجتهدت في ذلك فأنت صالح للإمامة وأهم شيء العناية بالتفقه في الدين، والعناية بالقرآن الكريم وحفظ ما تيسر منه مع الاستقامة على طاعة الله، والحذر من معاصيه سبحانه وتعالى. 
 
9- عندي والدة بها مس من الجن، ولا تستطيع الجلوس في الزحام، ولا تطيق الزحام، ولم تحج حتى الآن، فهل لي أن أحج عنها أو لأبي؛ علماً بأن الوالد قد حج ولله الحمد؟
مثل هذه يرجى أن تشفى وأن تعافى فعليكم أن تجتهدوا في القراءة عليها لعل الله يشفيها من هذا المس، تقرأ عليها أنت أو أبوك، يقرأ عليها أخوك، يقرأ عليها من هو معروف بالخير لعل الله يزيل عنها هذا البلاء، والمعروف أن المجنون إذا قرئ عليه الآيات القرآنية والدعوات الطيبة .... هذا الجني بالله وحذر من الظلم أن الله يخرجه سبحانه وتعالى يخرجه منها، فعليكم أن تجتهدوا في الأسباب لعل الله سبحانه يشفيها من هذا البلاء، وتحج بنفسها والحمد لله. إذاً لا يتعجلون؟ لا يتعجلون عليها لأنها في مرضٍ يرجى برئه. يرجى زواله. إذاً عليهم أن يبذلوا الأسباب؟ عليهم أن يبذلوا الأسباب، نعـم.  
 
10- أسألكم عن قراب الأرض الواردة في بعض ألفاظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
جاء في حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يقول الله عز وجل: لو أتيت بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك به شيئاً لقيتك بقرابها مغفرة). قرابها: يعني ما يقارب ملئها، قرابها يعني ملؤها أو ما يقارب ملئها وهذا عبارة عن سعة جوده سبحانه وتعالى، وكرمه والمعنى أنك لو لقيتني بكل الذنوب ما عاد الشرك بالله فإنه جل وعلا يغفر لمن تاب إليه وأناب إليه، وهكذا الشرك إذا تاب صاحبه تاب الله عليه، لكن من مات على الشرك فإنه لا يغفر له، بل له النار أبداً، نسأل الله العافية. لقول الله عز وجل: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فبين سبحانه وتعالى في كتابه العظيم أن الشرك لا يغفر وأن ما دونه تحت مشيئته سبحانه وتعالى فمن جاءه بذنوب دون الشرك تائباً نادماً تاب الله عليه، وإن جاء غير تائب فهو تحت مشيئة الله، ويرجى له أن يتوب الله عليه وأن يعفو عنه إذا كانت له أعمال صالحة أو مات على حسن خاتمة، فالمقصود أن هذا فيه وعـد، في رجاء فيه وعد لمن مات على المعاصي إذا لقي الله موحداً ليس بمشرك أن الله يغفر له، فهذا من أحاديث الرجاء من أحاديث الوعد، وهناك أحاديث للوعيد لمن مات على المعاصي فالواجب على العاصي أن يبادر بالتوبة، وأن لا يتعلق بأحاديث الرجاء بل يجب أن يحذر وعيد الله سبحانه وتعالى، يحذر الوعيد ويحسن ظن ربه جل وعلا، فيبادر بالتوبة وترك المعاصي ولا يتعلق بالرجاء، ويقيم على المعاصي فهو على خطرٍ عظيم لأنه متوعد بالنار إذا أقام على المعاصي، فالواجب على المسلم أن يبادر إلى ما أوجب الله، وأن يدع ما حرم الله، مع حسن ظنه بربه ورجائه أن يغفر له ما قد يبقى من ذنوبه وسيئاته إذا مات على شيءٍ من ذلك، يحسن ظنه بربه ويرجوه أن يغفر له، لكنه لا يتساهل ولا يعتمد على الرجاء ويقيم على المعاصي والسيئات لأن الله قال جل وعلا في كتابه العظيم:وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، فالله سبحانه وتعالى وعد المغفرة لغير المصرين، ولم يصروا على ما فعلوا. شرط عدم الإصرار. شرط عدم الإصرار .فأنت يا عبد الله عليك أن تحذر الإصرار وأن تبادر بالتوبة النصوح من ذنوبك لعلك تفوز بالمغفرة والرحمة، لأن الله عز وجل وعد المغفرة لمن لم يصر كما في هذه الآية الكريمة مع الرجاء لمن مات على المعاصي، يكون عنده حسن ظن بالله، لا يقنط ولكن يحذر ويجتهد في التوبة، في ترك المعاصي ما دام في قيد الحياة، حذراً من غضب الله وحذراً من عقابه سبحانه وتعالى.  
 
11- هل تتفضلون بالحديث ولو موجزاً عن الوعد والوعيد في شريعة الله ، وقد تطرقتم إلى هذا في إجابة المستمع؟
نعم، الوعد والوعيد ورد في الكتاب العزيز والسنة المطهرة فالوعد يوجب حسن الظن بالله، فإنه وعد الموحدين وعدهم بالمغفرة والرحمة من مات على التوحيد، وعدهم الله بالمغفرة والرحمة والجنة، وتوعد العاصين بالنار، وتوعد العاصين بالنار، فالواجب على المسلم أن لا يقنط ولا يأمل، يكون بين الرجاء والخوف لأن الله ذم الآمنين وذم القانطين، فقال سبحانه: أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. وقال عز وجل: ولا تقنطوا من روح الله. لا تقنطوا من رحمة الله. فالواجب على المكلف رجلاً كان أو أنثى أن لا ييأس، ولا يقنط ولا يأمن، بل يكون بين الرجاء والخوف، يخاف الله ويحذر المعاصي ويجتهد في التوبة وسؤال الله العفو، ولا يأمن من مكر الله فيقيم على المعاصي ويتساهل، ولكن يحذر معاصي الله ويخافه ولا يأمن بل يكون بين الخوف والرجاء، يحسن ظنه بربه ولكن لا يأمن، ولا يقنط وييأس بل يخاف ويحذر ولا يقنط ولا ييأس، فلا قنوط ولا يأس ولا أمن من مكر الله ولكن بين ذلك، يعبد الله بين الخوف والرجاء، يحسن ظنه بربه ويرجو رحمته مع خوفه من عقابه وغضبه ونقمته بسبب معاصيه وسيئاته، هكذا الواجب على المؤمن أن يكون في سيره إلى الله بين الرجاء والخوف، لكن في حال المرض يغلب عليه الرجاء، حسن الظن بالله، وفي حال الصحة رأى بعض السلف أن يغلب جانب الخوف حتى يحذر وحتى يتباعد عن المعاصي، وبكل حال فالواجب أن يسير إلى الله بين الرجاء والخوف، لا أمن ولا قنوط. وفق الله الجميع.  
 
12- ما رأيكم في الذين يكثر نعاسهم ونومهم إذا أقيمت حلقات الذكر؟
عليه أن يجتهد ويحاسب نفسه ويتحرى أسباب يقظته وانتباهه ولو بشيءٍ يتعاطاه من قرنفل أو غيره أو سواك، يتعاطى الأسباب يجتهد في الأسباب التي تعينه على الانتباه واليقظة وسماع الفائدة. سماحة الشيخ يقولون إن النوم والنعاس عدوى ما هو رأيكم؟ ما سمعت هذا، ما بلغني شيء بهذا. 
 
13- إمام صلى بنا صلاةً سرية، إنما هو قد جهر فيها، فما هو توجيهكم؟
لا شيء عليه، وإن سجد للسهو فهذا حسن، ولكن لا يلزمه ذلك لأن الجهر والإسرار سنتان فلو جهر في السر أو أسر في الجهر فلا شيء عليه والحمد لله.
 
14- نحن في الأمن الصناعي، دوامنا ورديات، وبالطبع تمر علينا الصلوات، وأحياناً نضطر ليصلي كل واحد منا بمفرده، سؤالنا: هل تحسب لنا صلاة الجماعة وأجرها؛ علماً بأنا نصلي أحياناً فرادى؟
إذا اضطر الإنسان إلى صلاة الفرد فهو معذور لمرض أو حراسة يرجى له فضل الجماعة لأنه معذور، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله وهو صحيح مقيم). ولقوله -صلى الله عليه وسلم- في الذين تخلفوا عن غزوة تبوك في المدينة قال عليه الصلاة والسلام: (إن في بيعة في المدينة أقوماً ما سرتم مسيراً ولا قطعت وادياً إلا وهم معكم. قالوا وهم في المدينة؟ قال وهم في المدينة حبسهم العذر). وفي اللفظ الآخر: (حسبهم المرض). فالمعذور له أجر العاملين إذا كان تخلفه من أجل العذر الشرعي.
 
15- إذا كان هناك إنسان أتى من مكان بعيد، ولم يستطع أن يصلي مثلاً صلاة المغرب، وعندما وصل إلى البيت فإذا بصلاة العشاء تقام، هل يصلي العشاء أولاً أم يصلي المغرب؟
يصلي معهم العشاء بنية المغرب، لا يضيع الجماعة، يصلي معهم العشاء بنية المغرب، ويجلس في الثالثة ويسلم معهم بعد ذلك، ثم يصلي العشاء حتى يحصل له أجر الجماعة هذا هو المختار وهذا هو الأرجح. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

380 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply