حلقة 47: ترك السحور - حمل الميت على نعش من الحديد - تقبيل الزوجة في نهار رمضان - قراءة القرآن ليلة ثلاث من وفاة الميت - علامات الساعة الصغرى - حكم التحية (صباح الخير)

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

47 / 50 محاضرة

حلقة 47: ترك السحور - حمل الميت على نعش من الحديد - تقبيل الزوجة في نهار رمضان - قراءة القرآن ليلة ثلاث من وفاة الميت - علامات الساعة الصغرى - حكم التحية (صباح الخير)

1- كثيرا ما نسمع عن السحور في شهر رمضان المبارك، ونسمع في الأحاديث التي تلقى في المساجد أن السحور بركة، لكننا أحيانا لا نشتهي الفطور بسبب العشاء المتأخر ونترك هذه البركة، هل علينا إثم في ذلك أم لا؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد: فلا ريب أن السحور سنة وقربة؛ لأن الرسول أمر بذلك -عليه الصلاة والسلام- قال: (تسحروا فإن في السحور بركة)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)، وكان يتسحر -عليه الصلاة والسلام-، فالسنة السحور ولكن ليس بواجب، من لم يتسحر فلا إثم عليه، لكن ترك السنة، فينبغي أن يتسحر ولو بقليل، ليس من اللازم أن يكون كثيراً، يتسحر بما تيسر ولو تمرات، أو ما تيسر من أنواع الطعام في آخر الليل، فإن لم يتيسر فإن لم يتيسر أو لم يشتهي الطعام فشيء من اللبن، وعلى الأقل الماء، يحس من الماء ما تيسر، ولا يدع السحور، فأكلة السحر فيها بركة وفيها خير كثير، وهي عون للصائم على أعماله في النهار، فينبغي للصائم أن لا يدع السحور ولو قليلاً، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تسحروا فإن في السحور بركة)، هكذا يقول -عليه الصلاة والسلام-، وهذه البركة لا ينبغي أن تضيع، بل ينبغي للمؤمن أن يحرص عليها ولو بشيءٍ قليل من الطعام، أو من التمرات، أو من اللبن، يستعين بذلك على أعمال النهار الدينية والدنيوية.  
 
2- نفيدكم أنه يوجد لدينا بمسجدنا نعش لحمل الأموات، ودكة غسل مصنوعة من الحديد ومغطاة بألواح بيلوت، ونحن لا نعلم هل هو جائز حمل الميت على هذا النوع من الحديد؟
لا نعرف في هذا شيئاً، حمله على خشب أو على ألواحٍ من غير الخشب، أو على حديد لا نعلم في هذا شيء، لكن الأولى أن يتخذ شيء خفيف، حتى لا يشق على الحاملين، لأن الناس إذا حملوا على الأكتاف قد يشق عليهم ذلك، أما إذا حمل في السيارة فالأمر في هذا واسع، لكن الشيء الخفيف أولى بكل حال، من الألواح الخفيفة يوضع عليها الميت، ويحمل عليها إلى المقبرة فهذا أولى من الشيء الثقيل، أما الحرج فلا حرج إن شاء الله في كونه من حديد أو من خشب، لكن إذا كان حديداً خفيفاً لا يشق على الناس فلا حرج، وإن كان ثقيلاً فينبغي تركه حتى لا يشق على الحاملين.   
 
3- تزوجت قبيل رمضان، وألاقي مشكلة كبيرة، بحيث أن الزواج لا يزال.. نحن حديثو عهد بالزواج، فأحيانا أنام في الغرفة، وتأتي إلي زوجتي، فأقبلها بعض الأحيان، هل في ذلك شيء أم لا؟
لا حرج على الزوج أن يقبل زوجته في نهار رمضان، أو ينام معها، لكن يتجنب وطأها، الجماع لا يجوز له الجماع في نهار الصيام، أما كونه يقبل زوجته، أو ينام معها في الفراش أو يضمها إليه كل هذا لا بأس به، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم وهو أفضل الناس، وهو أتقى الناس لله، وأكملهم إيماناً -عليه الصلاة والسلام-، واستأذنه عمر في ذلك فأذن له بالتقبيل، فالحاصل أنه لا حرج في ذلك، ويروى أنه استأذنه شيخ يعني شايب في القبلة فأذن له، واستأذنه شاب فلم يأذن له، وفي سنده ضعف، قال بعض أهل العلم: إنما كرهه الشاب لأن الشاب أقوى شهوة، وبكل حال فالأمر في هذا واسع، والحديث هذا ضعيف، والأحاديث الصحيحة المحفوظة تدل على أنه لا بأس بالتقبيل للزوجة مطلقاً، سواء كان الزوج شيخاً أو شاباً لكن مع الحذر من الجماع، إذا كانت شهوته شديدة ويخشى إن قبلها أن يقع في الجماع لا يقبل، أما إذا كان لا، يملك نفسه بحيث يستطيع أن يقبل ويستطيع أن ينام معها، يستطيع أن يضمها إليه لكن من دون جماع فلا حرج في ذلك، كما فعله سيد البشر -عليه الصلاة والسلام-. طيب.. لو أنزل بدون جماع في هذه الحالة؟ يقضي اليوم ولا شيء عليه، إذا أنزل المني عليه قضاء اليوم، يصوم هذا اليوم، ويستمر صائم فيه ولا يفطر، يستمر صائماً ويمسك ولكن يقضيه بعد ذلك. إذا كان مني، أما إذا كان مذي، الماء اللزج الذي يخرج عند الشهوة هذا الصحيح لا ينقض الصوم، ولا عليه شيء، المذي نفسه، الماء اللزج الذي يخرج عند حدوث الشهوة، هذا يسمى المذي، هذا لا يضر على الصحيح، أما إذا أنزل المني المعروف فهذا هو الذي فيه القضاء. المذيع/ ولا كفارة عليه؟ ولا كفارة عليه إلا بالجماع، إذا جامع عليه كفارة. طيب لو جامع، نحب أن نعرف الحد على ذلك؟ الجماع هو إيلاج الذكر، الحشفة، في الفرج، إذا أولج ولو ما أنزل، إذا أولج ذكره في فرجها في النهار وقت الصيام هذا لا يجوز، وعليه التوبة والاستغفار وعليه الندم وعليه كفارة مع ذلك، وهي عتق رقبةٍ مؤمنة، فإن لم يستطع صام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع الصوم أطعم ستين مسكيناً، لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد، من تمر أو رز أو غيرهما، هذه كفارة الوطء في رمضان. أما في الليل فلا بأس، يجامع أهله في الليل لا بأس، في رمضان كله حتى في العشر الأخيرة، إذا كان ما هو معتكف، حتى في العشر الأخيرة إذا لم يعتكف له الجماع، أما في النهار لا، لا يجامع زوجته أبداً، في نهار الصيام، في نهار رمضان، ويحرم عليه جماعها، وأما التقبيل، كونه يقبلها، يلمسها، يضمها إليه، ينام معها، كل هذا لا حرج فيه والحمد لله. لكن إذا كان شديد الشهوة يخشى من الجماع فالأولى به أن يترك التقبيل والضم إليه، إذا كان شديد الشهوة، وينام وحده في النهار، لا يضمها إليه، إذا كان إنسان شديد الشهوة لا يتمالك يترك هذا الشيء، أما إذا كان لا عنده تحمل، عنده صبر، عنده تمالك فلا بأس أن ينام معها ولا بأس أن يقبلها، والحمد لله.  
 
4- عندنا عادات منها: أن ليلة ثلاث من وفاة الميت نقرأ قرآن ويحضر الناس بكثرة في هذه الليلة، وقد قيل لنا أن هذا العمل بدعة، فأخذنا أسلوبا غيره، فإذا جاءت هذه الليلة ندعو للميت بالمغفرة والرحمة لكي ينفض هذا الموقف، فهل هذا الفعل يجوز من الدعاء للميت، وإذا كان العكس فبما تنصحونا؟ وفقكم الله في إقناع الحضور، إنهاء التعزية.
الاجتماع لأهل الميت في الليلة الثالثة من الموت لقراءة القرآن أو للدعاء أو لصنع الوليمة كل هذا بدعة لا أصل له، وإنما يعزوا، يزوروهم الناس في أي وقتٍ كان في يوم الموت أو في اليوم الثاني أو الثالث أو الرابع ما في حد محدود، يزورهم الناس في أوقات مناسبة يعزونهم، هذا لا بأس به، التعزية مستحبة، أما أنهم يصنعون لهذا شيء من طعام أو قراءة قرآن يعتاد أو ما أشبه ذلك، هذا كله بدعة، حتى جلوسهم مع الناس للدعاء للميت والاستقبال كذلك بدعة، ولكن هذا الوقت يتركونه يعني يحلون هذه العادة ويزيلونها بترك الجلوس في هذا الوقت، حتى من أرادهم يجدهم في أوقاتٍ أخرى، وبهذا تنتهي هذه العادة السيئة، في اليوم الثالث، لا يجلسون في اليوم الثالث، لا لقراءة ولا للدعاء للميت والاستغفار ولا لغيرها، بل يدعون هذه العادة بالكلية، ويمكن أن يجدهم المعزون في أوقاتٍ أخرى، في اليوم الأول، في اليوم الثاني، في اليوم الرابع، حتى لا تبقى هذه العادة السيئة، وهكذا ما يفعل بعض الناس من صنع ولائم في اليوم السابع، أو في الأربعين بعد الموت كل هذه بدع، فأي ترتيب يقع من مأتم للميت في اليوم الثالث أو الرابع أو العاشر أو أربعين أو غير ذلك، أو شيءٍ غير هذا، حيث يجتمعون للطعام أو قراءة قرآن أو ذبائح وولائم كلها بدعة، كله هذا بدع، كل هذه المآتم بدع يجب الحذر منها، ولا يجوز فعلها، وهكذا ما تفعله الشيعة في يوم العاشر من محرم بدعة، من النعي على الحسين وما يفعلونه هناك، كله من البدع التي نسأل الله أن يهديهم حتى يتركوها، نسأل الله لنا ولهم الهداية لأن هذا شيء لا أصل له، فلا ينبغي لأهل الإسلام أن يفعلوا ذلك أبداً، لا مع كبيرٍ ولا مع صغير، ولا مع شريف ولا مع وضيع، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم، ولما توفي -صلى الله عليه وسلم- ما اجتمع الناس بعد وفاته في اليوم الثالث ولا في اليوم العاشر، لفعل وليمة أو قراءة قرآن، وهكذا الصديق لما مات ما اجتمع الناس لصنع طعام أو قراءة قرآن، وهكذا عمر لما قتل، وهكذا عثمان، وهكذا علي، علي -رضي الله عنه- رابع الخلفاء الراشدين، وهكذا بقية العشرة، هكذا بقية الصحابة، وهم السادة، وهم القدوة، فلو كان هذا شيئاً مستحباً طيباً لفعلوه، قد بدأ به الناس. فالحاصل أن هذا الشيء لا يجوز، بل هو من البدع التي يجب تركها على أهل السنة وعلى الشيعة جميعاً، يجب على الجميع ترك هذه البدع، وأن يراقبوا الله -سبحانه وتعالى- في ذلك، وأن يتأسوا بنبيهم -صلى الله عليه وسلم- وبخلفائه الراشدين الأربعة، الصديق وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- فإنهم من خيرة الناس، هم أفضل الناس بعد نبي الله وبعد الأنبياء، فهم القدوة، رزق الله الجميع الهداية.   
 
5- ما هي علامات الساعة الصغرى؟
علامات الساعة كثيرة، الصغرى علاماتها كثيرة، منها ما تقدم في حديث جبرائيل، أنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر جبرائيل أن من أشراطها: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، يعني من أشراطها الصغيرة كثرة الإماء، واستيلاد الإماء كما قد وقع في العرب وغيرهم، ومن أشراطها التطاول في البنيان والتكلف في البنيان، وإطالة القصور، وهذا وقع من زمن طويل، ومن أشراطها قلة العناية بالدين، وإقبال الناس على الدنيا، وعدم العناية بأمر الدين، كل هذا من أشراطها، ومن دلائل قربها، قلة العلم وكثرة الجهل، وهذا وقع من زمن طويل، كذلك من أشراطها خروج نار في الحجاز تضيء أعناق الإبل في بصرى في الشام، وقد وقعت هذه النار خرجت في المدينة عام أربع وخمسين وستمائة واستمرت مدةً طويلةً مدة أيام في المدينة في الحرة، كل هذا أمر معلوم ذكره المؤخرون وجاءت به السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأشراطها الصغيرة الكثيرة وقد وقع منها الشيء الكثير. أما أشراطها الكبيرة فتأتي منها خروج المهدي المنتظر، من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، غير مهدي الشيعة، مهدي آخر غير مهدي الشيعة، أما مهدي الشيعة فلا أصل له، ولكن هناك مهدي آخر غير مهدي الشيعة يسمى محمد بن عبد الله يخرج في آخر الزمان عند قرب خروج الدجال وعيسى بن مريم، اسمه محمد بن عبد الله، جاءت به أحاديث صحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، ومنها نزول المسيح ابن مريم عند خروج الدجال، خروج الدجال من أشراط الساعة، وهو يخرج من جهة المشرق، يدعي النبوة، ثم يدعي أنه رب العالمين، والعياذ بالله، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من شره في آخر الصلاة، ومنها نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان من السماء، فيقتل الدجال ويحكم بشريعة الله، ويدخل الناس إلى دين الله أفواجا في وقته -عليه الصلاة والسلام- ويهلك الله الأديان كلها فلا يبقى إلا الإسلام، في وقتها- عليه الصلاة والسلام -، ومنها في آخر الزمان نزع القرآن من الصحف ومن الصدور عند تعطيل العمل به، ومنها هدم الكعبة في آخر الزمان يهدمها الحبشة، ومنها طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان، فإذا طلعت من مغربها لا تقبل التوبة من أحد، الكل يبقى على حاله، إذا طلعت الشمس من مغربها لا تقبل التوبة بعد ذلك، كل هذه من أشراطها الكبار، وآخر الآيات حشر النار، في آخر الزمان تحشر الناس إلى المحشر، تسوقهم إلى المحشر من جهة الشام، تبيت معهم حيث يبيتون، وتقيل معهم حيث يقيلون، وبعد هذا تقوم الساعة على شرار الخلق، بعد ما يقبض الله أرواح المؤمنين والمؤمنات، يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، فيبقى الأشرار فعليهم تقوم الساعة آخر الزمان. المقصود أن أشراط الساعة الكبار لم تقع وستقع، ويغلب على الظن أن زمانها ليس ببعيد، زمان خروج المهدي وخروج الدجال، ونزول المسيح ليس ببعيد والله أعلم، لأن الدنيا قد كثر فيها الشر وانتشر فيها الكفر بالله والمعاصي والمخالفات، ونسأل الله للمسلمين الهداية والتوفيق، وصلاح الأحوال.  
 
6-  أريد أن أعرف ما حكم التحية (صباح الخير) هل هي جائزة أم لا؟
صباح الخير لا أعلم لها وجهاًً، صباح الخير، مساء الخير ما أعلم لها وجهاً، والذي ينبغي أن يقال: السلام عليكم ثم يقول: صبحكم الله بالخير، أو مساكم الله بالخير، أو كيف أصبحت، أو كيف أمسيت، أما صباح الخير أو مساء الخير ما أعلم لها أصلاً، ولا أعلم لها وجهاً، وإن كان قد يراد بذلك صباح الخير لكم، أو صباح الخير ينزل بكم، ولكن استعمال ألفاظ ٍأخرى مثل كيف أصبحت؟ كيف أمسيت؟ صبحك الله بالخير، مساك الله بالخير، بعد ما يقول: السلام عليكم، يبدأ بالسلام، ويقول: السلام عليكم، وإذا كلمها وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان أفضل، ثم إذا أحب أن يزيد فيقول: كيف أصبحت؟ كيف أمسيت؟ لعلك بخير؟ أرجو أنك بخير؟ أو صبحك الله بالخير؟ إذا كان في أول النهار، أو مساك الله بالخير إذا كان في آخر النهار، كل هذا طيب من باب العناية بأخيه والتحفي بأخيه، كله طيب.  

528 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply