حلقة 54: حكم إدخال الخاتم الحمام وفيه اسم الله - وجود الدسم حال الوضوء في غير أعضاء الوضوء - الاختلاط في المدارس - الصبغ بالأسود - كيف تستشار المرأة في خطبته - من لا تحل له الزكاة - هل المحراب بدعة - ما صحة حديث يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

4 / 50 محاضرة

حلقة 54: حكم إدخال الخاتم الحمام وفيه اسم الله - وجود الدسم حال الوضوء في غير أعضاء الوضوء - الاختلاط في المدارس - الصبغ بالأسود - كيف تستشار المرأة في خطبته - من لا تحل له الزكاة - هل المحراب بدعة - ما صحة حديث يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه

1- هل حرام إذا دخلت الحمام وعلى إصبعي خاتم مكتوب عليه: الله أو ما شابه ذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فقد جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم-أنه كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه، وكان مكتوباً عليه: محمد رسول الله، فالأفضل للرجل والمرأة عند دخول الحمام إذا كان عليهما خاتم فيه ذكر الله أن يوضع خارج الحمام، وأن لا يُدخل به الحمام إذا تيسر ذلك، فإن خاف عليه الضياع فلا بأس من دخول الحمام؛ لأن الحديث فيه علة وبعض أهل العلم لا يثبته، لكن إذا تيسر له العمل به فهو أولى، فإن خاف الإنسان على خاتمه أن يسرق أو ينساه دخل به ولا حرج إن شاء الله.  
 
2- إذا كان على جسمي شيء من الدهون وليس على أعضاء الوضوء ثم توضأت ونسيت أوتركت إزالته، هل وضوئي صحيح أم لا؟
وجود الدسم على البدن، على أعضاء الوضوء أو على البدن لا يمنع الماء، ولا حرج في ذلك، وإذا كان على غير أعضاء الوضوء فليس له تعلق بالوضوء، ولكن في الجنابة لا يضر أيضاً، إذا كان في البدن دسم آثار زيت أو سمن أو شبه ذلك من الدسم، هذا لا يمنع وصول الماء إلى البشرة، فلا يضره في ذلك، فإذا توضأت وفي يدها أثر دسم أو في ذراعها أو في قدمها فإنه لا يضرها، وهكذا غسل الجنابة أو غسل الحيض إذا كان في البدن آثار الدسم لا يمنع الماء، الدسم المعروف الذي ليس له جسم، دسم ليس له جسم، وإنما هي لزوجة في البدن، هذا لا يمنع صحة الغسل ولا صحة الوضوء والحمد لله.  
 
3- هل الاختلاط الموجود في بعض المدارس بين الطلبة والطالبات في بعض البلدان حرام أم غير حرام؟ إذا كانت الطالبة المسلمة تدرس مع الطلبة بزيها الإسلامي هل تعتبر آثمة أم لا؟
هل الاختلاط الموجود في بعض المدارس بين الطلبة والطالبات في بعض البلدان حرام أم غير حرام؟ إذا كانت الطالبة المسلمة تدرس مع الطلبة بزيها الإسلامي هل تعتبر آثمة أم لا؟
 
4- أمي في سن الأربعين وقد ابيضَّ شعرها رأسها، فهل يجوز لها أن تصبغه بالصبغ الأسود أم لا يجوز لها ذلك؟
السنة أن يغير الشيب، من الرجل والمرأة؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد، في قصة أبي قحافة، لكن ينبغي أن يكون التغيير لغير السواد، بالحمرة، أو الصفرة، لا بالسواد الخالص، وإذا غير الشيب بشيءٍ ممزوج من أحمرٍ وأسود فلا بأس، كما جاء عنه –صلى الله عليه وسلم-أنه خضب الحنا والكتم.. وجاء عن الصديق وعمر وغيرهما عن الخضاب بالحنا والكتم، هذا هو السنة وهو الأفضل، والأفضل أن لا يترك الشعر أبيض، لكن التغيير بالسواد هو الذي لا يجوز، الصواب أنه لا يجوز؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم-قال: (جنبوه السواد)، وجنبوه السواد يدل على أنه لا يجوز الصبغ بالسواد الخالص. وفي مسند أحمد وسنن أبي داود بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي –صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة)، وهذا وعيد عظيم، يدل على تحريم الخضاب بالسواد، ومن زعم أن قوله في الحديث:(وجنبوه السواد) مدرج فقد غلط، الحديث ثابت وقوله –صلى الله عليه وسلم-:(وجنبوه السواد) متصل، من كلام النبي –صلى الله عليه وسلم-لا من كلام غيره، وهو ثابت في صحيح مسلم وغيره، فالواجب على المسلم الحذر مما نهى الله عنه، والاكتفاء بما شرع الله وأباح، والله أعلم.  
 
5- أريد منكم أن توجهوا كلمة للأم إذا جاءت لتأخذ رأي ابنتها للمتقدم كيف توضح ذلك؟
يشرع للأم، ولغير الأم كالأب والأخ عندما يستشير ابنته أو أخته في الزواج يقول لها خطبك فلان، وصفته كذا وكذا، فلان بن فلان من أسرةٍ صفتها كذا وكذا، يشرح لها حالة الرجل وأسرته وأنهم أناس معروفون بالديانة والخير، وحالهم من جهة الدنيا أيضاً لا بأس، وينصح لها بما يرى من قبول الخطبة وعدم ذلك، يعني هو مؤتمن فالواجب أن يبين لها الحقيقة ولا يلبس عليها الأمر، فلا يقول لها أنه طيب وهو ليس بطيب، ولا يقول أنه جميل وهو ليس بجميل، ولا يقول أنه بصير وهو أعمى، يبين لها الحقيقة على ما هي عليه، ويشرح لها الواقع كما هو، وينصح لها في أخذه أو عدم أخذه، هذا هو الواجب على الأم والجدة والأخت والخالة والأب والعم والأخ، كل واحد من هؤلاء إذا أراد أن يبين لموليته، أو لمن له بها صلة يبين الحقيقة على الوجه الذي علمه من الخاطب، وإن تيسر أن يراها وتراه فهو أفضل، إن تيسر أن يراها وتراه فهو أفضل حتى لا تبقى شبهة ولا تبقى ريبة، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:(إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل، فإن ذلك أقرب إلى أن يؤدم بينهما)، يعني أقرب إلى أن يتفقا ويحصل بينهما الوئام، وثبت عنه –صلى الله عليه وسلم-أنه أخبره رجل أنه خطب من بني فلان فقال: (هل نظرت إليها؟)، قال: لا، قال: (فانظر إليها)، فالمقصود أن الأفضل أن ينظر إليها وتنظر إليه إذا تيسر ذلك، ولكن يكون بدون خلوة، يكون معهم أحد، يكون معهما أحد، يكون معها أمها أو أختها الكبيرة أو أبوها أو عمها أو أخوها أو ما أشبه ذلك، لا يخلو الخاطب بالمخطوبة، ينظر إليها لكن بحضور من تزول معه الخلوة، ويؤمن معه ما يخاف منه من الخلوة.  
 
6- هل يجوز لشخص لا تحل له الزكاة أن يأخذها؟
إذا كان الرجل لا تحل له الزكاة يحرم عليه أخذها، ولو أراد أن يعطيها غيره، ليس له أخذها إلا بإذن صاحبها، إذا قال: أنا أريد أن أعطيها الناس الفقراء، يوكله في ذلك، هذا من باب التوكيل، أما أنه يأخذها على أنه فقير ولكن في نيته أن يعطي لغيره فلا، الواجب عليه أنه لا يأخذها إلا إذا كان أهلاً لها، إلا إذا كان من باب الوكالة أن يدفعها إلى ناس فقراء فليصرح لصاحب الزكاة بذلك وليخبره بذلك حتى يوكله أو لا يوكله. 
 
7- هل المحراب بدعة في المسجد أم لا؟
ليس المحراب بدعة؛ بل فعله السلف الصالح من آخر القرن الأول إلى يومنا هذا، وفيه فوائد فإنه يوضح أن هذا مسجد، ويوضح القبلة، يستفيد منه الناس في معرفة القبلة، قد يحتاج إليه في زيادة صف دخل فيه الإمام عند الحاجة وعند الضيق، فليس ببدعة وفيه فوائد طيبة. 
 
8- هل هذا الحديث صحيح، وكان -صلى الله عليه وسلم-:(يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه) أخرجه ابن خزيمة والدار قطني والحاكم؟
جاء في الباب أحاديث بعضها يدل على أنه يضع يديه قبل ركبتيه، وبعضها يدل على أنك تضع ركبتيه قبل يديه، جاء هذا وهذا، والأرجح ما جاء في حديث وائل بن حجر وأنس بن مالك رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان يضع ركبتيه قبل يديه ثم يرفع رأسه ثم يديه قبل ركبتيه عند الرفع من السجود، هذا هو الأفضل، أما حديث أبي هريرة في أمر وضع اليدين قبل الركبتين؛ فقد ذكر بعض أهل العلم أن الأقرب فيه أنه مقلوب، وأن الصواب أن يضع ركبتيه قبل يديه، هذا هو الأقرب لأنه في أول الحديث نهى عن بروك كبروك البعير، والذي يضع يديه قبل ركبتيه يشبه بروك البعير، لأن البعير يضع يديه ثم رجليه فالأفضل للمؤمن أن يضع ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه وبذلك تجتمع الأخبار، تجتمع أخبار النبي -صلى الله عليه وسلم-، حديث أبي هريرة وحديث وائل وحديث أنس وما جاء في معناه في وضع الركبتين ثم اليدين ثم الجبهة والأنف تجتمع الأخبار ويتضح أن ما في حديث أبي هريرة من قوله: وليضع يديه قبل ركبتيه، الظاهر أنه منقلب على الراوي وإنما الصواب وليضع ركبتيه قبل يديه حتى لا يرافق البعير الذي يضع يديه قبل ركبتيه.  
 
9- هل يجوز الضمان الاجتماعي لمن ليس فيه حاجة له؟
الذي نعلم أن الحكومة وفقها الله جعلت الضمان الاجتماعي للفقير الذي ليس له شيء، والذي لا تتوفر فيه الشروط ليس له أخذه، وليس له أن يكذب، إنما يأخذ الضمان من كان من أهله، من توافرت فيه الشروط المطلوبة، أما الذي يكذب ويزعم أنه فقير، أو تزعم أنها ليست بذات زوج وهي ذات زوج وما أشبه ذلك فليس له أخذ ذلك، الحاصل أنه لا يجوز أخذ الضمان إلا للذي توافرت فيه الشروط الذي وضعتها الدولة، هذا هو الواجب عليه، الواجب أن يتقي الله المؤمن وأن يحذر أخذ شيءٍ لا يحل له والله المستعان. 
 
10-  هل صحيح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-صلى الجمعة أربعاً في عرفة؟
هذا غلط، ليس بصحيح، النبي -صلى الله عليه وسلم-صلى الظهر في عرفات ركعتين، ما صلى الجمعة، كان في السفر لا يصلي الجمعة عليه الصلاة والسلام، وكان في حجة الوداع صادف يوم عرفة يوم الجمعة، فصلى النبي -صلى الله عليه وسلم-ركعتين سماها الراوي ظهراً، ثم صلى بعدها العصر ركعتين جمعاً وقصراً، جمع تقديم في يوم عرفة، يوم الجمعة، ولم يجهر بالقراءة بل أسرها، ولو كان جمعة لجهر بالقراءة ثم خطب الناس عليه الصلاة والسلام خطبةً واحدة وكان في الجمعة يخطب خطبتين، وهنا خطب الناس قبل الأذان وكان في الجمعة يؤذن ثم يخطب، فهو صلى ظهراً لا جمعةً من وجوهٍ كثيرة، من جهة أنه صلها ركعتين وسماها الراوي ظهراً وصلى معها العصر قصراً وجمعاً، ومنها أنه خطب خطبةً واحدة قبل الأذان والجمعة خطبتان، ومنها أنه خطب قبل الأذان والقاعدة في الجمعة أنه يخطب بعد الأذان، ومنها أنه لم يجهر بالقراءة، والجمعة يجهر فيها بالقراءة فعلم بذلك أن المسافر لا يصلي الجمعة وإنما يصلي ظهراً ركعتين وهذا الذي فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم-في عرفات وفعله معه المسلمون. 
 
11- بالنسبة للذين يخرجون إلى البرية دائماً في رحلات نهاية الأسبوع؟ يصلوا ظهر، لا يصلوا الجمعة. بعضهم يقول أنني تخلفت الجمعة أكثر من ثلاث جمع فأنا سوف أذهب إلى القرية الفلانية وآتي يوم الجمعة؟
إذا صلى في بعض القرى في الطريق أو حولهم طيب، إذا كان حولهم قرية يجب عليهم أن يصلوا فيها، إذا كانت قريبةً منهم فالأولى بكل حال أن يصلوا فيها،... لكن الأولى في كل حال أن يصلوا في القرية التي بقربهم. 
 
12- هل يجوز للمسافر أن يؤخر الجمعة إلى صلاة العصر ويصليها ظهراً قصراً وجمعاً مع العصر أو العكس؟
المسافر في سفره، ما عليه جمعة، وإذا أخر صلاة الظهر مع العصر لا بأس، لأن.... ليس من الجمعة في سفره ولو كان في يوم الجمعة، إن شاء الله جمع جمع تأخير، وإن شاء جمع جمع تقديم، لكن الأفضل للمسافر إذا سافر قبل الظهر، إذا ارتحل من مكانه في السفر قبل الظهر أنه يؤخر الظهر مع العصر، جمع تأخير، وإذا ارتحل بعد دخول الوقت الأول، يعني بعد دخول الظهر، الأفضل أن يقدم العصر مع الظهر فيصليهما جمع تقديم كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام، أما إذا كان نازل مستريح من وقت الضحى مثلاً يبقى حتى تغيب الشمس أو يبيت في المحل يعني ليس عنده العجلة فهذا مخير، إن شاء الله صلى كل صلاةٍ في وقتها، وهو أفضل إذا ما كان في مشقة، الظهر في وقتها، والعصر في وقتها، كل صلاة في وقتها، هذا هو الأفضل، وإن جمع فلا بأس، جمع تقديم أو جمع تأخير أو في وسط الوقت فلا بأس، وإنما الجمعتين وقتهما واحد.  
 
13- هل الرشوة عامة في كل شيء من الأموال سواء كان نقوداً أم أرض أم غير ذلك؟
الرشوة لا تجوز سواءً كانت بالنقود أو بالأرض أو بغير ذلك، الرشوة محرمة، الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن الله الراشي والمرتشي، فلا يجوز أن يعطى الرشوة حتى يحيف له الأمير أو القاضي أو الشاهد أو نحو ذلك؛ لأن الرشوة حرام وعاقبتها وخيمة، وهي تفضي إلى الظلم، ظلم الناس والعدوان عليهم في حقوقهم فلا تجوز أبداً سواء قدم مالاً من النقود أو مالاً من الأرض أو حيوان أو طعام لا فرق في أنواع الرشوة.  

523 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply