حلقة 64: حكم الحديث في أمور الدنيا في المسجد - حكم الدعاء أثناء الصلاة - كيفية التخلص من داء الشكوك - هل العبرة بآلام الدورة أم بنزول الدم لقطع الصلاة والصيام - هل في الحلي المستعمل زكاة - حكم لبس الحجاب أمام المحارم

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

14 / 50 محاضرة

حلقة 64: حكم الحديث في أمور الدنيا في المسجد - حكم الدعاء أثناء الصلاة - كيفية التخلص من داء الشكوك - هل العبرة بآلام الدورة أم بنزول الدم لقطع الصلاة والصيام - هل في الحلي المستعمل زكاة - حكم لبس الحجاب أمام المحارم

1- ما حكم التحدث في المسجد، أي السواليف مثل أرى صديق أو قريب في المسجد قبل الصلاة أو بعدها وأسلم عليه، "كيف الحال؟ وكيف الصحة؟ وتفضل معنا" وغير ذلك من الكلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهـداه أما بعـد: التحدث في المساجد إذا كان في أمور الدنيا والتحدث بين الإخوان والأصحاب في أمور دنياهم إذا كان قليلاً لا حرج فيه إن شاء الله، أما إذا كثر يكره، يكره اتخاذ المساجد محل أحاديث الدنيا، فإنها بنيت لذكر الله وقراءة القرآن والصلوات الخمس وغير هذا من وجوه الخير كالتنفل والاعتكاف وحلقات العلم أما اتخاذها للسواليف في أمور الدنيا فيكره ذلك، لكن الشيء القليل الذي تدعو له الحاجة عند السلام على أخيه الذي اجتمع به وسؤاله عن حاله وأولاده أو أشياء تتعلق بهذا أو بأمور الدنيا لكن بصفةٍ غير طويلة، بل بصفة قليلة فلا بأس بذلك.  
 
2-  هل يجوز الدعاء أثناء الصلاة مثل الركوع والسجود؟
نعم، الدعاء مشروع في السجود، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم). رواه مسلم في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء، فالدعاء في السجود قربة وطاعة وترجى إجابته، أما الركوع فالأولى أن يخص بالتعظيم دون الدعاء، اللهم إلا الدعاء القليل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أما الركوع فعظموا فيه الرب)، فدل ذلك على أن الركوع محل التعظيم، طاعةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:(أما الركوع فعظموا فيه الرب)، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ذي الجبروت والملكوت والملك والعظمة، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، هذا هو التعظيم، ومن ذلك: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، فهذا فيه تعظيم وفيه دعاء، لكن الدعاء قليل، قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي). فدل ذلك على أنه يأتي بذلك في الركوع كما يأتي به في السجود، وفيه اللهم اغفر لي، فهذا دعاء لكنه دعاء قليل، فالأغلب أن يكون التعظيم، طاعةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (أما الركوع فعظموا فيه الرب) وإذا دعا قليلاً كما جاء في الحديث: اللهم اغفر لي فلا بأس، لكن يجعل السجود هو محل الدعاء هذا هو السنة.  
 
3- هو أنني مصابة بداء الشك فهو ينتابني دائماً ومسيطر عليّ، أي عندما يتكلم شخص فإنني أشك فيه أنه تكلم وهو لم يتكلم وهذا الشك ينتابني من غير قصد مني ولا نية، أحاول التخلص منه فلم أقدر، والمشكلة أنني أخشى أن يصيبني إثم في اتهامي الناس بالكلام وهو لم يقع منهم؟ أرجو إفتائي في ذلك وتوجيهي لما ينفع.
لا إثم عليكِ إن شاء الله لكن تعالجين هذا الأمر بالتثبت في الأمور وعدم العجلة في الأمور، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لأن هذا قد يجلب الوساوس فينبغي التعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند وجود هذه الشكوك وأيضاً عدم العجلة في الأمور، وعدم الحكم على الناس إلا بعد التثبت، فلا تعجلي في شيء وتثبتي في الأمور حتى تجزمي جزماً يقيناً أن هذا تكلم أو هذا قال كذا أو كذا ودعي الشكوك والأوهام لأن هذا قد يجر إلى شرٍ كثير وعليكِ بالإكثار من ذكر الله والتعوذ بالله من الشيطان حتى يزول هذا التوهم.  
 
4-   أنا فتاة في العشرين من عمري وقد تأتيني آلام العادة الشهرية في رمضان قبل صلاة الظهر لدرجة أنني لا أستطيع الوقوف للصلاة، حتى وأنا جالسة لا أستطيع الصلاة ولا تأتيني العادة إلا قبل أذان المغرب بخمس دقائق مع العلم أني أظل صائمة طوال النهار، فهل يجوز لي قضاء هذا اليوم أم أعتبر صائمة؟
إذا نزل الحيض، خرج الدم قبل غروب الشمس فاعتبري نفسك مفطرة وعليكِ أن تقضي هذا اليوم أما التألم قبل ذلك فلا يبطل الصوم، التألم لقرب مجيء الدم لا يبطل الصوم فإذا استمر معك التألم ولكن ما خرج شيء حتى غابت الشمس فالصوم صحيح، ولا تقضي هذا اليوم، أما إن خرج الدم قبل غروب الشمس ولو بخمس دقائق فإن هذا اليوم يبطل ويجب قضاؤه عليك، هذا هو الحكم الشرعي فيما نعلم، وأما الآلام فهذه لها دواء ولها علاج ينبغي أن تسألي عنها الطبيبات والأطباء لعلكِ تجدين عندهم ما يريحك من هذا الألم الذي تحسين به.  
 
5- تأتيني العادة بكذا من الأيام بالشهر وتنقطع عني: ونص السؤال: تقول إننا ذهبنا إلى مكة المكرمة وقد أتتني العادة الشهرية وحيث أنه لا يوجد لدينا في مكة من أبقى عنده فقد دخلت في الحرم وجلست فيه، هل علي شيء أم لا
الواجب على من أصابها الحيض أن تبقى في محلها، في مخيمها، منزلها في الأبطح أو في غيره ولا تأتي المسجد، لأن دخول الحائض إلى المسجد لا يجوز إلا على سبيل المرور والعبور أما الجلوس عمداً في المسجد الحرام أو غيره من المساجد لا يجوز، لكن لو اضطرت، لو جاءت وهي سليمة ليس فيها حيض ثم بُليت بالحيض وهي في المسجد ولا تعرف أحداً تذهب إليه فإن الأولى بها أن تخرج وتجلس عند باب المسجد حتى يظهر أصحابها، ولا تجلس في المسجد، تعدهم محلاً معروفاً، باباً معروفاً فتجلس فيه حتى يأتوا فتذهب معهم مهما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، ولا تجلس في المسجد وهي حائض؛ لأن الرسول نهى عن ذلك – عليه الصلاة والسلام – قال: (لا أحل المسجد لحائض ولا جنب)، فالمسجد لا يجلس فيه الحائض ولا الجنب ولكن عابر السبيل الذي يمر مرور لا بأس بذلك فهي تجتهد وتحرص على أن تنتظرهم خارج المسجد عند الأبواب.   
 
6- هل في الذهب الذي يستعمل زكاة أم لا؟ لأن الذي ندرسه في المدرسة عن الزكاة يقول: لا زكاة في الذهب المعد للاستعمال، وإذا كان عليه زكاة فكيف نخرجها؟
الحلي المستعمل من الذهب والفضة فيه خلاف بين العلماء، بعض أهل العلم يرى أن لا زكاة فيه وهو معروف في مذهب الشافعي وأحمد بن حنبل رحمهما الله، عند الحنابلة وهو المدرس في المعاهد هنا في السعودية والقول الثاني أن فيه زكاة لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك وهذا هو الأرجح أن فيه زكاة، إذا بلغ النصاب عشرين مثقالاً ومقدراها أحد عشر جنيه ونص، فهذا فيه زكاة فإن كان أقل من ذلك فلا زكاة فيه سواء كان ملبوساً أو غير ملبوس، إذا كان أقل من النصاب لا زكاة فيه، أما إذا بلغ النصاب فإنها تزكيه ولو كان معداً للبس وال...... على الأرجح لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لامرأة دخلت عليه وعليها سواران من ذهب: (أتعطين زكاة هذا؟) قالت: لا، قال: (أيسركِ أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من النار)، فألقتهما وقالت: هما لله ورسوله، وجاء في المعنى أحاديث تدل على أن فيه الزكاة. فهذا هو الأرجح وإذا كان الملبوس أو المعد للبس أقل من العشرين المثقال فلا زكاة فيه.  
 
7- هل لبس الحجاب أمام الأقارب حرام لخروج اليدين والوجه، كما سمعت في برنامجكم بأن لا فائدة منه إذا خرج الوجه، ولكن ماذا تفعل إذا كان الوضع هكذا عندنا؟
المرأة عليها أن تحتجب عن غير محارمها كابن عمها وأشباهه، وسائر الأجناب منها، عليها أن تحتجب لأن الله سبحانه يقول: وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن. فالله سبحانه أمر بالحجاب وأخبر أنه أطهر لقلوب الجميع، والطهارة مطلوبة، للرجال والنساء جميعاً، فليس لها أن تكشف وجهها وكفيها عند زوج أختها أو عند ابن عمها ونحو ذلك بل تحتجب منه بالحجاب الذي يستر وجهها وكفيها لأن خروج ذلك من أسباب الفتنة، والله سبحانه حين أمر بالحجاب لم يقيد ذلك بما عدا الوجه والكفين بل أطلق فعم الوجه والكفين، وهكذا قوله: ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن..الآية. والوجه من أعظم الزينة فلهذا وجب ستره في أصح قولي العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا حرج في كشف الوجه والكفين لغير المحارم واحتجوا بما قاله ابن عباس وجماعة في قوله تعالى: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، يروى عن عباس وجماعة أن ما ظهر منها يعني الوجه والكفين، وقالوا إن هذا تحتاج المرأة إليه في سائر أعمالها في بيتها وغير ذلك فإذا كان عندها أجنبي وسترت وجهها فإن هذا يشق عليها كثيراً، وهذه الحجج ليست بظاهرة،بل الصواب الأخذ بما دل عليه القرآن العظيم من الحجاب، وأما الآية فهي مجملة، إلا ما ظهر منها مجمل تفسره الآيات الأخرى، المجمل لا تعارض به النصوص، والنصوص صريحة في تحريم إبداء الزينة، والوجه من الزينة فوجب ستره ووجب الحجاب عن كل من ليس بمحرم من ابن عم ومن زوج أخت ومن أخ زوج وغير ذلك، هذا هو المعتمد وهو أصح قولي العلماء وحكم الله عليهم لما فيه من الحيطة ولما فيه من العمل بالآيات الكريمة ولما فيه من البعد عن أسباب الفتنة.  
 
8- أنا فتاة متوسطةً في ديني، ومع ذلك محافظة عليه أشد الحفاظ -يعني على الحجاب- ولكن شيء واحد يزعجني هو أننا نسافر أو نذهب إلى الخارج ونلبس العباءة ونكون ملفتين للنظر، فجميع الرجال ينظرون إلينا، فهل لو ما لبسنا الحجاب على وجوهنا، بمعنى لبسناه على أيدينا وأرجلنا هل في ذلك شيء ونحن خارج المملكة؟
الخارج والداخل سواء، فالواجب الحجاب مطلقاً في الخارج والداخل، لأنهم هناك رجال كما أن في الداخل رجال فالواجب التستر والحجاب عن الجميع ولا تبالون، لا ينبغي أن تبالوا باستنكارهم هم يأتون إلى بلادكم إلى بلاد المسلمين بزيهم ولا يبالون، فالمسلم أولى بأن يحافظ على زيه الشرعي ولا يبالي بأعداء الله -فهم كفرة الله- ولا باستنكارهم.  
 
9- يسأل عن وضع اليدين في الصلاة يقول: في الصلاة أن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- يضع يده اليمنى على اليسرى، واختلفت الأقوال في ذلك، نريد الوقوف على القول الصحيح؟
السنة أن يضع يمينه على شماله في الصلاة حال الوقوف في الصلاة قبل الركوع وبعده، يضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد، هذه السنة، واختلف أهل العلم في محلها فقيل على صدره وقيل على سرته، وقيل تحت سرته، يروى في هذا أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام لكن أصحها وأثبتها على صدره، أصح ما ورد على صدره هذا هو أصح ما ورد. عن.......... وعن........... الطائي عن أبيه وعن طاووس مرسلاً كلها تدل على أن السنة وضع اليدين على الصدر، اليمنى على اليسرى على الصدر هذا هو الأفضل والأمر في هذا واسع إن شاء الله ولكن تحري السنة هو الذي ينبغي أما حديث وضعه تحت السرة فهو ضعيف والأرجح منه والأصح وضعهما على الصدر، يعني على مقدم الصدر، لا يبالغ بل إذا وضعه على مقدم الصدر كفى، والحاصل أن هذا هو الأفضل وهو الأرجح.  
 
10- إذا كان الإمام لا يضع يده اليمنى على اليسرى بل يسبلهما هل يقتدي المأموم به أم يخالفه ويضع يده اليمنى على اليسرى؟
إذا أرسل يديه الإمام فقد خالف السنة، فلا يقتدى به بل المأموم يضع يديه اليمنى على اليسرى حتى يفعل السنة، ولا يقتدى بالإمام في خلاف السنة، وهكذا إذا كان الإمام لا يرفع عند الركوع أو عند الرفع منه أو عند القيام إلى الثالثة فإن المأموم يرفع لأن الرسول كان يرفع عليه الصلاة والسلام عند الإحرام، يرفع عند الرفع من الركوع وعند الرفع منه وعند القيام إلى الثالثة فالرسول هو المقتدى به هو الإمام عليه الصلاة والسلام، هو الإمام الأعظم، هو المقتدى به عليه الصلاة والسلام فإذا قصر إمامك في صلاته، إذا قصر إمامك ولم يأت بالسنة فأنت لا تقتدي به بخلاف السنة، بل تأتي بالسنة وإن خالفت الإمام فقد وافقت الإمام الأعظم رسول الله عليه الصلاة والسلام. بعض الناس يضع يده اليمنى على اليسرى لكنه يزيحها إلى جهة اليسار ويضعها على القلب ويخرج مرفقه الأيسر كثيراً، يضع يده اليمنى على اليسرى لكنه يضعهما سوياً على قلبه فيخرج مرفقه الأيسر كثيراًًً عن اليسار؟ ما أعرف في هذا أصلاً، هؤلاء...... أصلاً وإنما السنة أن يضع يده على كفه اليسرى والرسغ والساعد ويضعهما على صدره، هذه هي السنة، وإن وضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى فلا بأس، جاء به حديث سهل بن سعد، إنْ مد اليد إلى الذراع فلا بأس وإن جعلها الرسغ والساعد.............. على الساعد فهذا هو الأفضل، وإن جعلها على الذراع فهو سنة أيضاً لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد وثبت في حديث سهل قال: كان الرجل يؤمر أن يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة، قال أبو حازم عن سهل لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.رواه البخاري.    

328 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply