حلقة 55: حكم دخول الزوجين الحمام للاستحمام - كتابة البسملة على الفنائل - الوسوسة في نقض الوضوء - حكم الذي لا يأتي إلا عندما تقام الصلاة والذي لا يؤدي الأذكار بعد الصلاة - ما حكم الجهر في صلاة النوافل بالليل

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

5 / 50 محاضرة

حلقة 55: حكم دخول الزوجين الحمام للاستحمام - كتابة البسملة على الفنائل - الوسوسة في نقض الوضوء - حكم الذي لا يأتي إلا عندما تقام الصلاة والذي لا يؤدي الأذكار بعد الصلاة - ما حكم الجهر في صلاة النوافل بالليل

1- عن دخول المرأة وزوجها الحمام، وكل منهم يرى من الآخر عورته، فما حكم ذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعـد: فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه كان يغتسل مع أزواجه رضي الله عنهن وأرضاهن، وهذا يدل على جواز نظر الزوج إلى عورة زوجته وهي كذلك، وقد أباح الله له جماعها ومباشرتها فلا غرابة في ذلك ولا كراهة في ذلك، فإذا اغتسلا جميعاً في الحمام أو في حجرة معينة وهما مكشوفا العورة فلا بأس بذلك، ولا حرج فيه، ويلاحظ أن يكون الحمام ليس فيه من ينظر إليهما، لا بد أن يكون هذا في محلٍ خاص مستور ليس فيه إلا الزوج والزوجة، أما إذا كانا في محلٍ ينظر إلى عورتهما حرم عليهما ذلك، حرم عليه وعليها جميعاً، وإنما يكون الجواز فيما إذا كانا في محلٍ مستور من غيرهما
 
2-   يقول: إنه رأى بعض الشركات ولديها مجموعة من الفلبينيين غير المسلمين، وهم يعملون لدى بعض هذه الشركات، وقد كتب على الفنيلة الداخلية لدى كل منهم اسم الشركة وكتب على الفنيلة أيضا
(بسم الله الرحمن الرحيم)، فما حكم ذلك؟ قد يقال في هذا أن الكتابة على الفنيلة بسم الله الرحمن الرحيم غير جائز؛ لأنها عرضة لأن تلقى في المحلات التي يتوقع فيها القذر، وقد تلقى في محلاتٍ ليست نظيفة، فالحاصل أنه لا ينبغي أن يكتب على هذه الأمور أسماء الرب -عز وجل-، ولا بسم الله الرحمن الرحيم، ولا آياتٍ من القرآن، لأن هذا قد يمتهن، ويداس في بعض الأحيان إذا اخلولق، فالمقصود أن هذا لا يجوز لا في حق النصارى ولا في حق غيرهم. وبهذه المناسبة فإنه لا يجوز استقدام الكافرات للعمل في الجزيرة، بل يجب أن يمنع ذلك حتى لا يستقدم إلا المسلمات؛ لأن هذه الجزيرة أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-بإخراج اليهود والنصارى منها، وبإخراج المشركين منها؛ حتى لا يكون فيها إلا دين واحد وهو دين الإسلام. الذي أوصي به إخواني في هذه البلاد أن يحذروا استيراد الكافرات والكافرين للعمل أو لغيره، بل يجب أن يكون الاستيراد من المسلمين خاصة؛ لأن هذه الجزيرة لا يجوز أن يبقى فيها دينان، ولا يجوز أن يبقى فيها يهودي أو نصراني أو وثني بل يجب أن تطهر من ذلك تنفيذاً لوصية النبي -صلى الله عليه وسلم-.  
 
3- يقول عن الكروت الخاصة بأعياد المسيحيين وما شابهها، مثل الكرسمس وأشكاله هل يجوز توريدها أو حملها، أو الاعتناء بها؟
الذي يظهر لي أن هذا لا يجوز؛ لأن هذا فيه إشاعة لها وربما اغتر بها بعض الناس فظن أنها جائزة، وربما أسوت إلى تقليدهم والتشجيع على تقليدهم في هذه الأعياد المبتدعة، فلا ينبغي أن تروج هذه البطاقات ولا ينبغي أن تتداول بين الناس بل ينبغي إتلافها.  
 
4- عندما أريد أن أتوضأ للصلاة يخيَّل لي أنه سوف يخرج مني رائحة على طريق السبيلين، فما هو الحل لذلك
هذا من الشيطان والحل لهذا أن يُعرض عن هذا الشيء، وأن لا يلتفت إليه بل إنه وساوس. فيتوضأ الوضوء الشرعي وهو التمسح، يبدأ بالمضمضة والاستنشاق ويكفي، ولا يلتفت إلى هذا الذي يظن أنه خرج من دبره من الريح بعد ما شرع في الوضوء؛ بل يستمر في وضوءه ولا يلتفت إلى هذه الوساوس حتى يجزم مثل الشمس أنه خرج منه شيء، فإذا جزم وتيقن أنه خرج منه شيء يعيد الوضوء، يعني يعيد التسمح الذي هو غسل الوجه واليدين ومسح الرأس وغسل الرجلين، هذا يسمى الوضوء الشرعي أما غسل الدبر والقبل فيسمى الاستنجاء، فينبغي ......... ، بعض العامة قد يشتبه عليه هذا، فغسل الدبر والقبل يسمى استنجاء عن الغائط والبول، وإن كان بالحجارة يسمى استجمار، أما الوضوء الشرعي فالمراد به غسل الوجه مع المضمضة والاستنشاق وغسل اليدين مع المرفقين، مسح الرأس مع الأذنين، غسل الرجلين، هذا يسمى الوضوء الشرعي، ويسميه بعض الناس التمسح.  
 
5- إنني أشتغل في سيارة شحن بترومين، وحل علينا شهر رمضان المبارك فكنت أسافر أنا وكثير من قائدي سيارات الشحن، فكنت أصوم والسائقون الذين معي يفطرون طوال السفر، وقالوا: إن الأجر للذي يفطر في السفر، وليس للذي يصوم في السفر أجر؟ أرجو إرشادي
لا شك أن الإفطار في السفر مشروع ورخصة من الله -عز وجل- وقد قال الله سبحانه: ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيامٍ أخر وكان النبي -صلى الله عليه وسلم-في أسفاره يصوم ويفطر، وهكذا أصحابه يصومون ويفطرون، فمن أفطر فلا بأس ومن أفطر فلا بأس، فالإفطار رخصة من الله -عز وجل- للمسافرين، سواء كان المسافر صاحب سيارة أو صاحب جمال أو في السفن أو في الطائرات، لا فرق في ذلك، المسافر له أن يفطر في رمضان وإن صام فلا بأس، وإذا شق عليه الصوم فالأفضل الفطر، إذا كان حر وشدة فالأفضل الفطر ويتأكد الفطر أخذاً برخصة الله جل وعلا، جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته)، فإذا اشتد الحر فالسنة الإفطار وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه رأى رجلاً قد ظُلل عليه فسأل عن ذلك فقالوا: إنه صائم، فقال عليه الصلاة والسلام: (ليس من البر الصوم في السفر)؛ وهذا في حق من اشتد به الأمر، أما من كان في حقه لا يضره ذلك، ولا يشق عليه فهو مخير، إن شاء صام وإن شاء أفطر. بالنسبة لهؤلاء السائقين الذين يقضون حياتهم في السفر؟ الصواب أنه لا حرج ولو كان السفر مهنةً له، صاحب السيارة الدائم، التاكسي أو غيره مثل صاحب الجمل الدائم في الوقت السابق، له الفطر وإن كان دائم السفر، لكن إذا جاء إلى بلده صام وأمسك، أما في حال أسفاره وتنقلاته من بلد إلى بلد فله أن الإفطار ولو كانت هذه مهنته.  
 
6- ما حكم الجهر في صلاة النوافل بالليل، وإذا سها وجهر في ركعة فما الحكم؟
السنة الجهر، في صلاة الليل السنة الجهر، في النافلة وفي الفريضة، يعني صلاة المغرب في الأولى والثانية، في العشاء الأولى والثانية، يسر في الثالثة في المغرب، ويسر في الثالثة والرابعة من العشاء، أما النوافل فالسنة فيها الجهر، لكن جهراً لا يؤذي أحداً، ولا يشق على أحد، فإذا كان بقربه مصلون، أو نُوام أو قراء فإنه يجهر جهراً لا يؤذيهم ولا يشق عليهم، ولا يشوش عليهم وقد خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-على قومٍ يصلون في المسجد، ويرفعون أصواتهم، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: (كلكم يناجي الله فلا يؤذي بعضكم بعضاً)، فالمقصود أنه إذا جهر يتحرى الجهر الخفيف الذي لا يتأذى به المصلي، ولا قارئ ولا نائم. وهكذا من كان في المساجد يقرأ، ينبغي له أن يلاحظ عدم التشويش على من حوله، فيقرأ قراءةً خفيفةً ليس فيها تشويش على من حوله من المصلين والقراء، بعض الناس في المساجد في الجمع وغير الجمع يجهر جهراً يشوش على من حوله وهذا لا ينبغي، أقل أحواله الكراهة، فينبغي لمثل هذا أن يراعي القارئ عدم التشويش على من حوله من المصلين والقراء سواء كان في صلاة الليل في بيته أو في المساجد، هذه هي السنة.  
 
7- عندما كنت أسمع أي أذان أدعو الله وأطلبه وأؤدي الصلوات الخمس تقريباً جماعة، وبعد صلاة الفرض كنت أدعو لمدة عشر دقائق، ثم أقوم لأكمل صلاة السنة، ولكن عندما فتحت المدرسة لم أستطع أن أستمر على ذلك، فقد كنت عندما أسمع صوت الأذان منهمك في حفظ أو قراءة ما، ولا أقدر أن أترك ما في يدي وأدعو الله، كما أنني بعد صلاة الفرض لم أكن أدعو بل أصلي صلاة السنة المباشرة، فهل أنا معاقب على ذلك أم لا؟
السنة للمؤمن إذا سمع الأذان أن يجيب المؤذن، وأن يقول كما يقول المؤذن كما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليه واحدةً صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)، فالسنة لك يا أخي، ولغيرك ممن يسمع الأذان أن يجيب المؤذن بمثل قوله، فإذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر يقول مثل ذلك، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله يقول مثله، وإذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله يقول مثله، ويقول عند الشهادتين: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبحمد رسولاً – عليه الصلاة والسلام – وإذا قال المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله عند كل كلمة، كما بينه النبي عليه الصلاة والسلام، فإذا قال: الله أكبر الله أكبر قال مثله، فإذا قال: لا إله إلا الله قال مثله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-في مثل هذا (أنه إذا قال هذه الكلمات من داخل قلبه دخل الجنة)، وهذا فضل عظيم، فينبغي لك أن لا تفرط في هذا الخير، من سمع النداء يقول مثل المؤذن، سواء كان السامع رجلاً أو امرأة، السنة للجميع إجابة المؤذن بمثل قوله، إلا في الحيعلتين فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم بعد الفراغ يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، هكذا جاء الحديث. وفي حديث عمر -رضي الله عنه- عند مسلم أن من قالها من قلبه دخل الجنة، هذا فضل عظيم في إجابة المؤذن، ويقول عند الشهادتين، إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله؛ يقول عند ذلك: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبحمد رسولاً -عليه الصلاة والسلام- جاء في الحديث في هذا المقام عند سعد بن أبي وقاص أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال في مثل هذا حين يسمع الشهادة: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبحمد رسولاً، قال: غفر له ذنبه، هذا يدل على فضل هذه الكلمات عند إجابة المؤذن في الشهادتين يقول عند ذلك: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبحمد رسولاً، وأن هذا من أسباب المغفرة. أما الدعاء فيستحب الدعاء، فيدعو بين الأذان والإقامة، جاء في الحديث أن (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد)، فيستحب للمؤمن أن يكثر الدعاء بين الأذان والإقامة، وأنت يا أخي أيها السائل إذا سمعت الأذان فينبغي لك أن تهتم بالإجابة، وأن تذهب بعد ذلك إلى المسجد، وأن تدع الشغل الذي في يدك إلى ما بعد الصلاة، تذهب إلى الصلاة، وتصلي ما شرع الله لك بعد الأذان، وتستعد لأداء الفريضة، والصلاة قبل الفريضة سنة قد تكون راتبة، مثل سنة الظهر أربعاً قبل الصلاة، وقد تكون نافلة ما استطعت مثل أربعاً قبل العصر، ثنتين بعد المغرب، ثنتين قبل العشاء، هذه مستحبة وليست رواتب ثم تصلي بعد الفرائض ثنتين بعد الظهر وإن صليت أربعاً فهو أفضل، ثنتين بعد المغرب وثنتين بعد العشاء، ثنتين قبل صلاة الصبح، هذه كلها رواتب تفعلها بعد الصلوات ولكن بعد الذكر، بعض الناس إذا سلم قام يؤديها حالاً، وهذا خلاف السنة، بل الأفضل والسنة أنه بعدما يسلم يقول: استغفر الله ثلاث مرات، ثم يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يدعو الله، يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يأتي بهذا الذكر بعد الصلوات الخمس، هذه الأذكار ثبتت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يأتي بهذا الذكر بعد الصلوات الخمس، أما الاستغفار ثلاثاً، واللهم أنت السلام... الخ، هذا ثبت في حديث ثوبان عند مسلم، وأما الأذكار الأخرى التي سمعت فقد ثبتت بعضها من حديث الغيرة في الصحيحين، وبعضها من حديث عبد الله بن الزبير عند مسلم فينبغي للمصلي أن لا يدعها، رجلاً كان أو امرأة، وأنا أعيدها بعد الفرائض الخمس إذا سلم الإمام المنفرد والمأموم، يقول كل واحد: أستغفر الله ثلاثا، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، هذا يقوله الإمام والمأموم والمنفرد بعد السلام، ثم ينصرف الإمام للناس بعد ذلك، يعطيهم وجهه، ثم يقول كل واحد بعد ذلك: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء ٍ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ومعنى ذلك: لا ينفع ذا الغنى والحظ منك غناه وحظه؛ بل الكل فقراء إلى الله سبحانه وتعالى، كلهم فقراء إلى الله فلا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله، ولا ينفع ذا الغنى غناه، بل الكل فقراء إلى الله -عز وجل-ثم بعد هذا يسبح الله ثلاثاً وثلاثين، يحمد الله ثلاثاً وثلاثين، يكبر الله ثلاثاً وثلاثين، سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم يقول في تمام المئة:لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، وهذا مستحب، قبل أن يأتي بالدعوات التي أشار إليها السائل، ثم يقرأ آية الكرسي: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، هذا أفضل إلى قوله: ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم، هذه آية الكرسي، ثم يقرأ قل هو الله أحد، والمعوذتين بعد كل صلاة، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، هذا أفضل، وفي المغرب يكررها ثلاث، قل الله أحد والمعوذتين يكررها ثلاث في المغرب والفجر، يكرر قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاث مرات، هذا هو الأفضل، وإن قام ولم يأتِ بهذا فلا حرج عليه، لكن هذا هو الأفضل، وإن دعا بعد هذا، بينه وبين ربه خاصة من دون رفع يديه، بينه وبين ربه من دون رفع يديه، سراً بينه وبين ربه فلا بأس إذا دعا بعد هذا الذكر، أما من حين يسلم يدعو أو يرفع يديه هذا لا أصل له، ولكنه يسلم ويستغفر بالذكر الشرعي، فإذا دعا بعد ذلك بينه وبين نفسه وبين ربه من دون رفع يدين فلا بأس في ذلك، ولا حرج في ذلك، وإن ترك هذا وقام ولم يجلس للدعاء ولم يأت بالذكر جاز ذلك، لكن ترك الأفضل، السنة أن يأتي بهذه الأذكار بعد كل فريضة تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، وهذه مهمة ينبغي للمؤمن أن يلاحظها، أنا شاهدت بعض الناس ولا سيما في المسجد الحرام ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام، بعض الناس إذا سلم نهض في الحال يصلي الراتبة، وهذا خلاف السنة، بل السنة أن يبقى يذكر الله ويأتي بهذه الأذكار ثم بعد هذا يقوم ويأتي بالسنة بعد ذلك، لا يعجل، ينبغي أن يفهم هذا جيداً، وينبغي لمن سمع هذا الدرس أن يبلغه غيره، أرجو من إخواني السامع لهذا الدرس أن يبلغ كل واحد غيره هذه الفائدة؛ لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى ومن باب التواصي بالحق والصبر عليه، ومن باب الدعوة إلى الله عز وجل، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.

594 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply