حلقة 61: إلى أين ينظر المصلي في صلاته - في حكم قراءة سورة يس على الميت - من فاتته صلوات لمرض كيف يقضيها؟ - حكم القول أن الدنيا ما خلقت إلا من أجل محمد - المقصود بالناس في قوله تعالى ولله على الناس حج البيت

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

11 / 50 محاضرة

حلقة 61: إلى أين ينظر المصلي في صلاته - في حكم قراءة سورة يس على الميت - من فاتته صلوات لمرض كيف يقضيها؟ - حكم القول أن الدنيا ما خلقت إلا من أجل محمد - المقصود بالناس في قوله تعالى ولله على الناس حج البيت

1- أثناء وقوف المصلي على سجادة الصلاة وهو استمر بالصلاة في هذه الحالة كيف يكون اتجاه نظره، هل يجوز النظر إلى السماء أو إلى الأمام أو إلى محل سجوده؟

السنة النظر إلى محل السجود، هذا السنة، ما دام قائماً يصلي فالسنة أن ينظر إلى موضع سجود ، ولا ينظر لا يمينا ًولا شمالاً ولا أمام ولا فوق ، بل جاءت السنة الصحيحة بالنهي عن رفع البصر إلى السماء وأن هذا على خطر أن يخطف بصره فلا يرفع بصره إلى السماء ، لا في دعائه ولا في صلاته في حالة الصلاة ، ولكن ينظر إلى موضع سجوده، في الحديث الصحيح : (لا ينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم). وفي لفظٍ قال: (أو لتخطفن أبصارهم).  
 
2- كيف يكون اتجاه الإنسان عند موته، هل تكون أرجله باتجاه القبلة أم تكون نحو الشرق، ورأسه نحو الغرب، واتجاه وجهه نحو القبلة، وهل تغميض عيون الميت سنة؟ يقول: وما يفضل القول عند الميت قبل موته نرجو الإفادة، يريد ما الذي يقال عند الميت عن موته؟
السنة أن يوجه إلى القبلة ، الكعبة قبلة المسلمين أحياءً وأمواتا ، فإذا ظهرت علامات الموت في الرجل أو المرأة يوجه إلى القبلة ، يكون على جنبه الأيمن ووجهه إلى جهة القبلة في أي مكانٍ كان ، سواء كانت القبلة في الغرب أو في الشرق أو في الشمال أو في الجنوب على حسب البلدان، فإذا كان في بلدٍ قبلتها المغرب يوجه وجهه إلى المغرب كنجد، وإذا كان في بلدٍ قبلتها الجنوب كالمدينة والشمال يوجه إلى الجنوب وهكذا ، على جنبه الأيمن دائماً، وإذا مات أغمضت عيناه، قبل الموت لا ، لكن عندما يموت، من عند خروج روحه تغمض عيناه؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك. المقدم : يقول : وما يفضل القول عند الميت قبل موته نرجو الإفادة ؟ يريد : ما الذي يقال عند الميت عند موته ؟ الشيخ: لا يقال إلا خير ، اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، اللهم ثبته على الحق ونحوه ، الكلام الطيب ، مثل ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا تدعو إلا بخير، فإن الملائكة تؤمن على ما تقوله ، إن الميت لا يقال له إلا خير من دعاء طيب ، من ذكر الله ، من استغفار ، الدعاء له بالمغفرة والرحمة.  
3- ما حكم قراءة يس عند الميت؟
جاء في حديث فيه ضعف أن الرسول أمر بقراءة يس عند موتانا ، في قوله : اقرؤوا على موتاكم يس ، يعني عند المحتضرين ، فسر العلماء بالموتى هنا بالمحتضرين ، المحتضر ثم ..... الميت الذي قرب الموت ، ولكن الحديث ضعيف فلا تسن على الصحيح ، لعدم صحة الحديث، وبعض أهل العلم ظن صحته فاستحبها وإذا قرئ من بعد للوعظ والتوجيه إذا كان يعقل ، يستفيد ، قراءة يس أو غيره من القرآن هذا كله طيب، لكن الحكم بأنها سنة يحتاج إلى دليل والحديث ضعيف عند أهل التحقيق، ......... عثمان فهو مجهول.  
 
4- والدي عمل عملية بالمستشفى وجلس في المستشفى أكثر من خمسة عشر يوما ولم يصلي أربعة وأربعين فرض، كانت قبل العملية وقد اشتد عليه الوجع ولم يصلي تلك الأربعة، وأما الأربعين الفرض فهو كان في حال بنج ولا يتمكن من الطهارة الكاملة التي تمكنه من أداء الصلاة، لذا أرجو أرشاده عن القضاء والكفارة، ماذا تقولون في ذلك،
إذا مات الميت وعليه صلوات لا تقضى عليه ، ما شرع الله القضاء ، لكن ينبغي لأهل المريض أن يلاحظوا تنبيهه على الصلاة ويصلي على حسب حاله، قاعداً أو قائماً أو على جنبه أو مستلقيا مثل ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمران بن حصين قال : صلي قائماً فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ، فإن لم تستطع فمستلقيا ، فينبغي لأهل المريض أن يلاحظوا هذا ، ويشجعوا المريض ويوجهوه ويعلموه حتى يصلي على حسب حاله في المرض ، ولو كانت ملابسه نجسه ، إن تيسر غسلها أو إبدالها بغيرها فالحمد لله وإلا صلى على حسب حاله، فاتقوا الله ما استطعتم، وهكذا الفراش يصلي عليه ولو كان نجساً ، لكن إن تيسر تغيير الفراش ، تغيير الملابس بشيٍ طاهر ، هذا واجب ، لكن إذ ما تيسر صلى على حسب حاله ، ولو ما توضأ ، ولو كانت الثياب فيها نجاسة وهكذا الفراش ، وإن قدر على الوضوء أو التيمم وجب عليه ذلك، يقدر على الوضوء يحضر عنده الماء وتوضأ وإن لم يقدر على استعمال الماء يحضر عنده بعض التراب حتى يتيمم ، يتعفر يعني بوجهه وكفيه كما هو معروف وإذا عجز عن هذا وعن هذا ولم يتسر صلى على حسب حاله، فاتقوا الله ما استطعم ، ولكن كثير من الناس لا يبالي بهذه المسائل ، يتركون المريض ، والمريض ربما يتأوه أنه قد اشتد به المرض وأنه سوف يفعل إذا خف عليه المرض وقد يأتيه الموت ولا يفعل فلا ينبغي هذا ، بل يجب أن المريض يصلي على حسب حاله ، بالماء أو بالتيمم ، قائماً أو قاعداً أو على جنبه أو مستلقيا ، حسب حاله ، فاتقوا الله ما استطعتم ، هذا هو الواجب ، أما إذا كان شعوره قد تغير بأن قد أصابه مع يغير عقله فلا صلاة عليه ، فيتغير العقل ولا صلاة عليه، لكن ما دام عقله معه فعليه الصلاة ، وإذا أخذ البنج وتأخر صحوه من البنج يوماً أو يومين فهذا مثل النائم إذا استيقظ يصلي ما ترك ، أما إذا كان أصابه خلل في عقله بأن اختل عقله بسبب المرض ومضى عليه مدة طويلة فهذا لا شيء عليه ، لا قضاء عليه، لو صح بعد ذلك وإن قضى احتياطاً فحسن ، لكن لا قضاء عليه على الصحيح إذا طالت المدة ، أما إذا كانت المدة يوم أو يومين أو ثلاث فيقضي بعد أن يصحو من رشيته وذهاب عقله ولو مات على كل تقدير لا تقضى عليه الصلاة سواء تعمد ذلك لجهله أو لعلة من العلل فلا تقضي الصلاة إنما يقضى الصوم ، إذا مات عليه صيام قد فرط في قضائه يقضى عنه ، أما إذا مات وعليه صيام ما تمكن من قضائه، مات في مرضه وما تمكن من قضاء الصوم فلا صوم عليه، لكن بعض الناس قد يصحو من مرضه، قد يشفى ، ثم يتأخر ولا يقضي ما عليه من صيام رمضان ، فهذا يقضى عنه ، يقضي عنه أولياؤه وورثته، كما قال النبي عليه الصالة والسلام : من مات وعليه صيام صام عنه وليه وسئل عدة أسئلة عليه الصلاة والسلام قال بعض ال........ يا رسول الله : إن أمتي ماتت وعليها صوم شهر، وآخر يقول : إن أبي مات وعليه كذا فيقول صم ، فيأمرهم بالصوم، ويقول لهم أرأيت لو كان على أبيك ، لو كان على أمك، لو كان على أختك ، يعني إذا كانت قادراً ......... الله فالله أحق بالوفاء ، فيشبه ما عليه من الصوم بالدين فيأمر أولياؤهم بالقضاء وأما الصلاة فلم يأمر أحد بقضائها عليه الصلاة والسلام. لكن بالنسبة للصيام أليس خاص برمضان أو في كل صيام؟ الصواب أنه عام ، بعض أهل العلم يخصوه بالنذر ، ويقول هذا في النذر خاصة ، لكن هذا القول ضعيف، والأحاديث عامة في رمضان وفي غيره ، صوم رمضان ، صوم الكفارة ، هذا يقضيه عنه أولياؤه.  
 
5-   لقد أصبح من المتعارف عليه وشائعا على ألسنة الناس -يمكن الناس في العراق- وكأنما هو شيئا بديهيا أن الدنيا بما فيها خلقت لأجل رسول الله صلوات تعالى وسلامه عليه، ولولاه لم تكن ولم تخلق ولم توجد،
هذا ينقل من كلام بعض العامة الذين لا يعرفون ولا يفهمون، قول بعض الناس أن الدنيا خلقت من أجل محمد ولولا محمد ما خلقت الدنيا ولا خلق الناس هذا باطل ولا أصل له وهو كلام فاسد والله خلق الدنيا لـيعرف ويعلم سبحانه وتعالى ويعبد جل وعلا ، خلق الدنيا وخلق الخلق ليعرف بأسمائه وصفاته وقدرته وعلمه وليعبد وحده لا شريك له وله الطاعة سبحانه وتعالى ، لا من أجل محمد ولا من أجل نوح ولا موسى ولا عيسى ولا غيرهم من الأنبياء ، بل خلق الله الخلق ليعبد وحده لا شريك له ، خلق الله الدنيا وسائر الخلق ليعبد ويعرف ويعظم ويعلم أنه على كل شيءٍ قدير وأنه هو القادر على كل شيء ، وأنه بكل شيءٍ عليم ، كما قال سبحانه وتعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. فبين أنه خلقهم ليعبدوه ، لا من أجل محمد عليه الصلاة والسلام ، ومحمد من جملتهم ، خلق ليعبد ربه ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ، قال سبحانه وتعالى في سورة الطلاق : الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء ٍ علما، وقال سبحانه : وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا، فالله جل وعلا خلق الله ليعبد ، خلقهم بالحق وبالحق ليعبد ويطاع ويعظم وليعلم أنه على كل شيءٍ قدير وأنه بكل شيءٍ عليم سبحانه وتعالى ، فأيها السائل هذه الأشياء التي سمعتها باطلة ، لا أساس لها ، لم يخلق الله الخلق من الجن ولا الإنس ولا السماء ولا الأرض ولا غير ذلك لم يخلق ذلك من أجل محمد عليه الصلاة والسلام ولا من أجل غيره من الرسل وإنما خلق الخلق وخلق الدنيا ليعبد وحده لا شريك له ، ليعرف بأسمائه وصفاته ، هذا هو الحق ، وهذا الذي قضت عليه الأدلة ، وإن كان محمد صلى الله عليه وسلم هو أشرف الناس وهو أفضل الناس عليه الصلاة والسلام وخاتم الأنبياء وسيد ولد آدم لكن الله خلقه ليعبد ربه وخلق الناس ليعبدوا ربهم سبحانه وتعالى ، ما خلقهم لأجل محمد وإن كان أفضل الناس ، فافهم هذا وبلغه غيرك أيها السائل لأن هذه مسألة مهمة وقد وقع فيها من ينسب إلى العلم من الجهلة ومن الولاة الذين ليس عندهم من العلم الحقيقي نصيب ، وهذه أشبه بالعامة الذين ليس عندهم علم، أما أهل العلم والبصائر هم يعلمون أن هذا باطل وأن الله سبحانه خلق الخلق ليعبد وحده لا شريك له، وليعرف بأسمائه وصفاته وأنه الحكيم العليم وأنه السميع المجيب وأنه العليم القادر على كل شيء سبحانه وتعالى وأنه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالى.  
 
6-   قال الله تعالى في كتابه العزيز: (( ولله على الناس حج الْبيْت من اسْتطاع إليْه سبيلا ))[آل عمران:97] ما المقصود بالناس في الآية الكريمة، هل هم المسلمون فقط أم سائر الناس؟ وإن كان الخطاب للمسلمين فقط فلماذا لم يخاطبون بلفظ: (المسلمين)؟
المراد هنا جميع الناس ، كلهم واجب عليهم الحج ، لكن بشرط الإسلام، شرط أن يسلموا ولو حجوا قبل الإسلام ما يصح ، الناس كلهم عليهم الحج، لكن المسلم أن يبادر بقدر الاستطاعة لأنه قد دخل في الإسلام وجبت عليه أعمال الإسلام المفروضة من صلاةٍ وزكاةٍ وصومٍ وحج ، أما الكفار فعليهم أن يسلموا وعليهم أن يقوموا بهذا الواجب ،فهم مخاطبون بفروض الشريعة ، مخاطبون بالصلاة والصوم والحج وغير ذلك ، لكن لا تصح منهم حتى يأتوا بشرطها وهو الإسلام ، بغير إسلام أعمالهم باطلة ، ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون، فهو كلهم مخاطبون بأعمال الشرعية وفروضها وفروعها ، لكن لا تصح منهم أي فروع حتى يأتوا بالأصل وهو الشهادتان ، توحيد الله والإخلاص له ولمن ....... يستحق العبادة ، والشهادة للرسول بالرسالة محمد صلى الله عليه وسلم وسائر النبيين والمرسلين والإيمان بأنه خاتم النبيين وبأن كل ما أخبر بالله به ورسوله حق فلا بد من هاتين الشهادتين ، الشهادة بأنه لا إله إلا الله أي لا معبود حق إلا الله هو المعبود بالحق سبحانه وتعالى ، وما عبده الناس من أصنام أو أموات أو أشجار أو أحجار كله باطل كما قال سبحانه : ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل . سورة الحج، وكذلك لا بد من الشهادة بأن محمداً رسول الله ، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي ثم المدني لا بد من الشهادة بأنه رسول الله حق وبأنه خاتم الأنبياء، أما من لم يأتِ بهاتين الشهادتين عن صدقٍ وإيمان ما تصح صلاته ولا صومه ولا زكاته ولا حجه ولا سائر عباداته حتى يسلم ، حتى يظهر في دين الله بالشهادتين، وبالإيمان بكل ما أمر الله به ، بكل ما أخبر الله به ورسوله، فإذا أسلم وجب عليه أداء هذه الحقوق من صلاةٍ وصيامٍ وحجٍ وغير ذلك، والحج بقدر الاستطاعة.  

601 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply