حلقة 68: كيفية نصح النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب - هجرت عمي لأنه أخطأ على أبي فهل علي إثم - حكم المسح على الشراب - الجهر بالقراءة في المساجد - حكم أخذ اللقطة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

18 / 50 محاضرة

حلقة 68: كيفية نصح النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب - هجرت عمي لأنه أخطأ على أبي فهل علي إثم - حكم المسح على الشراب - الجهر بالقراءة في المساجد - حكم أخذ اللقطة

1- لدينا مذاهب وهي قديمة من على إثر الأولين، وهي أن نساء القبيلة لا يتغطين من رجال القبيلة سواء من أقاربهم أو من غيرهم، وحيث أنني أنا السائل أفهم أن هذا الإجراء ليس مشروعاً في السنة والكتاب، ولكن لم أقدر على إلغاء هذه المذاهب المخالفة للسنة، فماذا يلحق المحتار في عدم مشاهدة النساء اللاتي من غير محرم وهن كاشفات؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعـد: الواجب عليك وعلى غيرك إرشادهم وتعليمهم وتحذيرهم من هذا ، تقول لهن: يا أمة الله ، يا فلانة هذا لا يجوز ، الواجب عليكن الاحتجاب على غير المحارم، إذا كن يكشف لغير المحارم لرجال القبائل ، على أوليائهن أن يعلموهن أن هذا لا يجوز، والله أمر بالحجاب؛ كما في قوله سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. فالحجاب طهارة لقلوب الجميع ، الرجال والنساء، وأبعد لهم جميعاً عن ما حرم الله ، فأنت عليك أن تغض بصرك ، وأن تنكر المنكر وتعلم من استطعت من نسائك من قومك وكذلك من يسمع كلامي هذا من رجال القبيلة عليهم أن يتآمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر، وأن يجتهدوا في منع نسائهم من التكشف والسفور لغير محارمهن ، هذا واجب على الجميع من باب التعاون على البر والتقوى، والسكوت عن هذا من باب التعاون على الإثم والعدوان، فالواجب على رجال القبيلة في هذه الجهة ، في هذه المنطقة أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يعلموا نسائهم الاحتجاب عن غير المحارم، وأن ينكروا على من تساهلت في ذلك حتى تعم الفائدة، وحتى يقل هذا المنكر، وأنا إن شاء الله سوف أبلغ الجهة المسؤولة عندنا في إدارة البحوث العلمية والإفتاء حتى يعددوا الدعاة إلى الله في بيشة وبما حولها بالعناية بهذا الأمر والتجول في هذه المنطقة وإرشاد أهلها إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ولاسيما فيما يتعلق بالعقيدة، وأمر الصلاة، وأمر الحجاب، وما أشبه ذلك مما قد يحصل فيه التساهل، - نسأل الله للجميع الهداية-.  
 
2- إن عمي أخو والدي من عمه بينه وبين والدي نزاع، وزعلت أنا من أجل أنني رأيت عمي يخطئ على والدي وبقيت لا أسلم على عمي أكثر من ثلاث سنوات، وحيث أن والدي حذرني من السلام على عمي أخو والدي من عمه، فهل علي إثم؟
صلة الرحم من أهم الواجبات، والعم من أقرب الأرحام وهو صنو الأب، فيجب أن يوصل بالكلام الطيب والفعل الطيب، وبر الوالدين من أهم الواجبات وأعظم الواجبات ، وحق الوالد أكبر من حق العم، ولكن الهجر لا يجوز إلا بعلةٍ شرعية ، الهجر فوق ثلاثة أيام لا يجوز إلا إذا كان المهجور قد أظهر المعاصي والبدع فيستحق الهجر لما أظهر من البدع والمعاصي حتى يتوب، أما الهجر في حق الوالد أو في حق زيد أو عمر في أمور الدنيا والخصومات هذا لا يزيد على ثلاثة أيام، هكذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- ونهى عن الزيادة عن ثلاثة أيام. فالواجب عليك أن تصل عمك، وأن تزيل الهجر، وأن تعتذر إليه، وتطلبه المسامحة، وأن تستسمح أباك في هذا وتقول هذا أمر يلزمني من جهة الله، والحديث الصحيح : (إنما الطاعة بالمعروف). يوجب عليك ذلك ، وفي لفظٍ آخر: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). فإذا أمرك أبوك بقطيعة الرحم، لا ، ولكن تعامل أباك بالحكمة والكلام الطيب، والصلة الحميدة، وتستسمحه في هذه الأمور، وتخاطبه بالتي هي أحسن ، وتقوم بصلة الرحم، ولو الذهاب خفية عن والدك إذا كان لم يسمح، تقوم بالواجب من صلة الرحم والكلام الطيب مع عمك وغيره، ولو ما أطلعت أباك على ذلك إذا كان لم يسمح ، أما أنك تهجر بغير حق من أجل كلام والدك هذا لا يجوز.  
 
3- إنني عامل في السعودية وفقني الله بصلاة مع عمالي، ولكن الرجل الذي يؤم الناس في صلاة الجماعة وجدته في الوضوء يمسح رجله بالماء من فوق الشراب، فقلت له: لماذا لم تخلع الشراب لتعم الماء على رجلك؟ فقال لي: سألت مطوع فقال: يجوز الماء بالمسح فوق الشراب، فهل تكون الصلاة صحيحة أم لا؟
نعم ، يجوز المسح على الشرَّاب إذا كان ساتر للرجل ، يجوز المسح عليه، إذا لبسها على طهارة فلا حرج في ذلك ، والنبي - صلى الله عليه وسلم- مسح على الجوربين والنعلين، ثبت عنه ذلك - عليه الصلاة والسلام-، وثبت عن جماعةٍ من الصحابة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يمسحون على الجوارب، والجوارب هي الشراب من القطن أو الصوف ونحو ذلك، أما الخُف فهو من الجلد ، والنبي مسح على خفيه - عليه الصلاة والسلام – ومسح على الجوربين أيضاً، فلا حرج في ذلك ، ومن قال أنه لا يمسح إلا على الخف فقط من الجلد فهو قول ضعيف مرجوح ، والصواب أنه يمسح على الجلد وعلى الجورب الذي هو الشراب من القطن أو من الصوف إذا كان ساتراً للقدمين، وإذا كان لبسهما على طهارة فإنه يمسح يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر بعد الحدث ، هذا هو المشروع وبذلك تعلم أن مسحه لا حرج فيه، وأن صلاته صحيحة ، وأن قول من قال أن المسح يكون بالخف الذي هو من الجلد ليس بجيد.  
 
4- ما حكم الجهر بتلاوة القرآن الكريم في المسجد، وهل هناك أحاديث تتعلق بالقراءة السرية أو الجهرية؟
لا حرج في الجهر بالقراءة في المساجد ، لا بأس أن يجهر الإنسان بالقراءة ، لكن جهراً لا يؤذي أحداً ، أما إذا كان حوله مصلون أو حوله قراء فإنه يقرأ قراءةً لا تؤذيهم ، ولا تلبس عليهم صلاتهم وقراءتهم ، يخفض صوته حتى لا يؤذيهم ، أما إذا كان حوله أناس يستمعون له وينتفعون بقراءته فلا بأس أن يرفع صوته حتى يسمعهم وحتى يستفيدوا، إذا كان لا يؤذي أحداً من القراء الذين حوله ، ولا المصلين من حوله، فينبغي أن يعلم هذا ، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه خرج ذات يوم على جماعةٍ في المسجد في الليل يتهجدوا ويقرؤون جهراً، فقال لهم : (لا يؤذي بعضكم بعضا ، كلكم يناجي ربه). فأمرهم أن يخفضوا أصواتهم حتى لا يؤذي بعضهم بعضاً ، هكذا ينبغي ، إذا كان الإنسان يقرأ وعنده قراء أو مصلون فإنه لا يرفع رفعاً يؤذيهم ويلبس عليهم قراءتهم أو صلاتهم، لا، بل يخفض صوته خفضاً ينفعه ولا يضرهم، أما إذا كان حوله أناس يستمعون له ، يستمعون لقراءته، فإنه يجهر جهراً يفيدهم وينفعهم، ولا يضر غيرهم. المقدم: طيب.. بهذه المناسبة، القراءة في المسجد، هناك في بعض الدول الإسلامية في يوم الجمعة يقوم شخص على مكان مرتفع ويقرأ القرآن بتجويد والآخرين ينصتون إليه ولا يقرؤون، فهل هذا مسنون أم لا؟ الشيخ: ما نعلم له أصل ، هذا أشبه بالبدع، وهذا أشبه بالبدع، أو هذا ..............لأن هذا يمنع الناس من القراءة ، قد يريد بعض الناس يقرأ، قد يريد يصلي يشوش عليه ، إذا دخل يصلي ركعتين أو أكثر فالأولى أن كل إنسان يقرأ في نفسه، أما لو كانوا في مكانٍ مخصوص ، مجتمعين مثلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يقرأ عليهم وهم يستمعون له فلا بأس ، أو كان جماعة محدودة في المسجد ، وأحبوا أنهم يستمعون له حتى يدخل الخطيب فلا بأس ، أما واحد يقوم على المنبر يقرأ على الناس فهذا لا وجه له، ولا ينبغي، أو في غير المنبر ، يجهر جهرً يضر غيره ويشوش على المصلين الداخلين وعلى القراء ، كل هذا لا يصلح ، وليس له أصل فيما نعلم.  
 
5- إذا أدرك المصلي الإمام في الركعة الثانية أو الثالثة، فأي الركعات يأتي بها بعد السلام؟
إذا أدرك الإمام في أثناء الصلاة فالذي يدركه هو أول صلاته على الراجح ، وما يقضيه هو آخرها، الذي يقضي هو آخرها، والذي يدركه مع الإمام هو أولها، حتى لا تتنافى الصلاة ولا تختلف، فإذا أدرك الإمام وقد صلَّى ركعتين فالركعات اللتان أدرك هما أول صلاته واللتان يقضيهما من الظهر والعصر والعشاء هما آخر صلاته ، هكذا الفجر ، وهكذا المغرب ما أدركه مع الإمام هو أولها ، يقرأ فيه الفاتحة وما تيسر معها وما يقضيه هو آخرها، هذا هو الأرجح؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا). وفي لفظٍ آخر: (فاقضوا). معنى : (اقضوا) أتموا يعني. القضاء بمعنى التمام ، هذا هو الحجة في هذا الباب ، ولأن هذا هو الذي يليق بالصلاة ، ويتناسب معها ، أن ما أدركه أولها وما يقضيه هو آخرها. أيضا يقول: إذا أدرك المصلي الإمام...-هو فعلا أتى بالسؤال وهو الإجابة التي- يقول: إذا أدرك المصلي الإمام في الركعة الثانية أو الثالثة فأي الركعات يأتي بها بعد السلام؟ هل هي تلك الركعات الأولى التي فاتته – وقد أجبتم عليها- يقول: وهل الصورة واحدة في جميع الفرائض، هل من فاتته الركعة الأولى أو الثانية كمن فاتته الثالثة التي يجلس فيها ويقرأ التشهد؟ ج/ نعم الطريق واحد. المقدم: يقول: إن هذا التبس عليه كثيراً وهو يريد أن يقف على الحقيقة؟. الشيخ: هذا هو الصواب.    
 
6- إذا وجد الشخص حاجة ملقاة على الطريق، فهل يحق له أن يأخذها أم لا؟
إذا كان يثق من نفسه أنه يعرفها ويؤدي الواجب فيأخذها و إلا فليدعها، لأن الواجب عليه أن يعرفها سنةً كاملة، ينادي عليها في الأسواق، التي يجتمع فيها الناس ، عند أبواب الجوامع وأشباهها من مجامع الناس يقول : من له الذاهبة ؟ من له البشت ؟ من له الشنطة ؟ من له كذا ؟ من له كذا ؟ ولا يبين صفاتها، لكن يشير إلى حقيقتها ولا يبين صفاتها ، فإذا جاء من يعرفها بصفاتها أعطاه إياه، فإن مضت سنة ولم يأتِ أحد فهي له، هكذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من وجد لقطة أن يعرفها بعد أن يعرفها وكاءها وعفاصها، وعددها إن كانت نقود - المقصود بعد أن يعرفها نقود أو غير نقود، بعد أن يعرف الحقيقة والأوصاف التي ينبغي أن تحفظ ، فإذا أتقنها كتبها عنده، وضبطها وعرفها سنة كاملة ، ينادي عليها الناس في الشهر مرتين ، ثلاث ، أو أكثر ، من له الذاهبة؟ من له اللقطة التي هي كذا وكذا، مثلاً شنطة ، مثلاً بشت، مثلاً سيف ، مثلاً خنجر ، مثلاً كذا ، ثم إذا جاء الذي يلتمسها: يبين صفاتها ، ما هي صفاتها؟ إيش كذا ؟ وأيش كذا ؟ فوصفها بصفاتها المطابقة فأعطاه إياها ، أعطاه تلك اللقطة، وإن مضت السنة ولم يأتِ أحد فهي كسائر ماله، ينتفع بها كسائر ماله، فإذا جاء صاحبها يوم من الدهر وعرف صفاتها أعطاها إياه.  
 
7- أنا دخلت والإمام راكع في الهوى، ثم كبرت تكبيرة الإحرام والإمام راكع، فرفع قبل أن أركع معه، هل أدركت الصلاة أم لا؟
إذا دخل الإنسان والإمام راكع ثم كبر تكبيرة الإحرام ثم رفع الإمام قبل أن يهوي إلى الركوع، قبل أن يستوي راكعاً فإنه قد فاتته الركعة لا يدركها، إنما يدركها إذا استوى راكعاً قبل أن يرفع ، يعني إذا انحدر راكعاً قبل أن يرفع إمامه يكون أدركها ولو ما سبح إلا بعد ذلك، أما إذا كبر للإحرام ثم رفع الإمام قبل أن يستوي راكعاً فإنه يعتبر غير مدركٍ لهذا الركعة بل يقضيها. المقدم : لكن في هذه الحالة ألم يدخل في الصلاة مع ...؟ الشيخ : دخل في الصلاة، ولكن ما ركع ، فاته الركوع.  
 
8- أخذ دين من رجل ثم توفي الرجل، ولم أعرف له أحداً أبدا، وله مدة طويلة متوفى ذلك الرجل ، فماذا افعل ؟
إذا كان عند الإنسان دين أو رهن أو وديعة لآخر ولم يعرف ورثته بعد موته ، وسأل واجتهد ولم يعرف أحداً يتصدق بها في وجوه البر ، مثل مساعدة الفقراء، مثل .... عمارة مسجد، مشاريع أخرى إسلامية حتى ينفع بها بنية على أنها لصاحبها بشرط أنه اعتنى واجتهد وسأل عن أقاربه فلم يجد أحداً ، يعني ما وجد من يدله بعد الاجتهاد فإنه يتصدق بها على الفقراء أو يصرفها في تعمير مسجد أو نحوه من المشاريع الخيرية، وإن سلمها للحاكم ، القاضي في البلد وأخذ سنداً عليها من عنده كفى ، لكن إنجازها وصرفها في وجوه الخير أسرع في الخير وأنفع لصاحبها؛ لأنه يؤجر على ذلك إذا تصدق بها عنه بالنية.  

519 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply