حلقة 72: زكاة الراتب - حكمة الصلاة سرا وجهرا - الصلاة الوسطى - حكم المستحاضة - كيفية الحجاب الشرعي - القراءة للموتى - الكشف أمام المحارم - حكم من وشمت نفسها وهي صغيرة وجاهلة بالحكم - هل في القرآن سجع

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

22 / 50 محاضرة

حلقة 72: زكاة الراتب - حكمة الصلاة سرا وجهرا - الصلاة الوسطى - حكم المستحاضة - كيفية الحجاب الشرعي - القراءة للموتى - الكشف أمام المحارم - حكم من وشمت نفسها وهي صغيرة وجاهلة بالحكم - هل في القرآن سجع

1- أنا موظف وعندي راتب شهري فهل علي زكاة، أي هل على الراتب الشهري زكاة وما مقدارها؟ مع العلم أن راتبي حوالي مائة دينار عراقي،

لا شك أن في الرواتب زكاة إذا حال عليها الحول، فراتب الإنسان من الدنانير أو الدولارات أو الدراهم أو الجنيهات كل أنواع العُمل فيها زكاة إذ حال عليها الحول، فإذا حال على راتبك - أيها السائل - إذا جمعت منه مالاً وحال عليه الحول فإنه تجب فيه الزكاة ربع العشر من كل أربعين دينار دينار واحد ربع العشر ، أما إذا كنت تنفق راتبك في وقته ولا يبقى عندك شيء منه فليس عليك زكاة ، إنما الزكاة فيما حال عليها الحول إذا اجتمع من راتبك شيء يبلغ النصاب وحال عليه الحول فإنه يجب عليك الزكاة، أما إذا كنت لا تُبقي شيئاً منه بل تنفقه في وقته فلا زكاة في ذلك.  
 
2- ما هي الحكمة من أن صلاة الفجر والمغرب والعشاء جهرية، وصلاة الظهر والعصر سرية أي في الخفاء؟
هذا ليس فيه نص في بيان الحكمة فيما نعلم، وليس هناك نص في بيان الحكمة فيما نعلم إلا أن بعض أهل العلم ذكر شيئاً في هذا وهو أن الظهر والعصر تأتي في النهار في وقت العمل والناس مشغولون بأعمالهم فناسب أن تكون سرية حتى يقبل كل واحد على صلاته وحتى يشتغل بقراءته فيما بينه وبين نفسه ، حتى لا يشغل بشيءٍ آخر بخلاف ما لو جهر الإمام فإنه قد ينصت له ولكن تذهب به الهواجس والأوهام إلى أشياء أخرى، فإذا أقبل على صلاته واشتغل بقراءته كان أقرب إلى جمع قلبه على الصلاة. أما في الليل فالغالب أن الشواغل تنتهي وتقل، وهكذا الفجر بعد قيامه من النوم ......... المشاغل ، مشاغل الدنيا فيكون قلبه فارغاً وحاضراً ليستمع قراءة الإمام، وليستفيد من قراءة الإمام بإنصاته له ، فالليل محل قلة الشغل وتواطؤ القلب مع اللسان ليستفيد ويستمع قراءة الإمام ويتدبر ما يسمع فهذا أقرب إلى أن يسمع وإلى أن يستفيد وإلى أن يتدبر بخلاف النهار فإنه مشغول وعنده من مشاغل الدنيا ما يقلقه عن الاستماع والإنصات فشرع الله له أن يشتغل بنفسه وأن يقرأ بنفسه حتى لا تذهب به الوساوس إلى أشياء أخرى ، هذا مما قيل في هذا - والله سبحانه وتعالى أعلم-.   
 
3- يقول الله - سبحانه وتعالى- في كتابه الحكيم: حافظوا على الصلوات والصلاة الْوسْطى [البقرة:238] تقول: هل هذه الصلاة الوسطى هي العصر أم المغرب؟
الصواب أنها العصر ، اختلف العلماء في ذلك لكن الصواب أنها العصر ، قد صح عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام- من حديث ابن مسعود وغيره ومن حديث علي - رضي الله عنه- أنها العصر ، هذا هو الصواب، وقيل غير ذلك ، لكن الصواب أنها العصر.  
 
4- إذا جاء العادة الشهرية وزادت مدتها على كل شهر كالنزيف، فهل جائز للمرآة أن تصلي وتصوم أم لا؟
إذا زادت العادة فالصواب أنها تبع العادة إذا كانت عادتها خمسة أيام فصارت ستاً ، سبعاً ، ثماناً ، فالصواب أنها...... ما دام أن الدم مستمراً فإنها تحسبها من العادة ، تحسبها من العادة ولا تصلي ولا تصوم ولا يحل لزوجها أن يقربها في هذا الحال ؛ لأن العادة تزيد وتنقص ، هذه عادة النساء تزيد وتنقص ، فإذا زاد الدم جلست ولم تصل ولم تصوم وإذا نقص ورأت الطهارة اغتسلت وحلت لزوجها وصلت وصامت هذا هو الصواب في هذه المسألة، أما إذا طهرت واغتسلت من حيضها ثم رأت صفرة أو كدرة فإن هذه الصفرة أو الكدرة لا تحسب شيئاً ولا تعد شيئاً بل تصلي معها وتصوم؛ كما قالت أم عطية - رضي الله عنها-: كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطُهر شيئاً. فإذا اغتسلت مثلاً بعد حيضها ثم رأت صفرةً أو كدرةً فإن هذه لا يُعمل عليها ولا تمنعها من الصلاة، ولا من الصوم، ولا من زوجها، أما الدم الصاحي ، الدم الواضح فإنها تجلسه سواء اتصل أو انفصل فإنها تجلسه فإنها تجلسه تبعاً للعادة.  
 
5- أرجو التوضيح عن الحجاب الإسلامي، هل أُمرت المرأة بتغطية الوجه، أم أنها تحتجب في رأسها ويديها ورجليها ويبقى وجهها مكشوفاً؟
الحجاب الإسلامي فيما ظهر لنا من الشرع هو أنها تغطي الوجه وجميع بدنها عند الرجال الأجانب ، أما في بيتها وعند محارمها وأخواتها ونسائها فلا بأس تكشف وجهها ويديها وقدميها ، لا حرج ، حتى رأسها لا بأس على الصحيح عند محارمها أما عند الأجانب فلا، لأنها عرضة للفتنة ولهذا قال تعالى : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ هذا عام، ثم قال سبحانه: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. فالحجاب أطهر لقلوب الجميع وأسلم للرجال والنساء جميعاً، وهكذا قوله سبحانه : وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ [(31) سورة النــور]. الزينة أعظهما الوجه فوجب ستره عن الأجنبي كزوج أختها وأخي زوجها، ونحو ذلك؛ لأنهم ليسوا بمحارم بل أجانب، كما تستره عن بقية الأجانب كابن عمها، وابن خالها وجيرانها.  
 
6- كانت لي والدة قد توفيت قبل عامين، وأنا فقير لا أملك شيئاً من المال كي أتصدق به عليها، ولا أحفظ دعاءً كبيراً أدعو به لها، ولكن أريد أن أقرأ وأرتل القرآن وأهب هذا الأجر والثواب العظيم الذي وعد به الله الذين يرتلون القرآن، فهل يجوز لي هذا الترتيل والقراءة؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا، وشكرا لكم؟.
تدعو لها بالدعوات الطيبة، تسأل الله لها الجنة ، تسأل الله لها السلامة من النار، تسأل الله لها المغفرة والرحمة، فهذه دعوات طيبة، تصدق عليها ما تيسر ولو درهماً واحداً ولو طعاماً قليلاً ، ولو شيئاً من الملابس ، كل هذا ينفعها.
 
7- هل يجوز أن أرتدي عباءتي أمام أبي وأمي وأخي وأزواج شقيقاتي؟ وأنا لم أرتدي الآن عباتي أمامهم،
الواجب هو الحجاب عن الأجانب كأزواج أخواتك - أيها السائلة- أما أبوك وأخواتك فهؤلاء محارمك ، الوالد محرم ، والإخوة محارم ، لكن أزواج الأخوات ليسوا محارم، زوج أختك ، وكذلك عم زوجك وأخو زوجك كلهم ليسوا محارم، أما إخوانك وأبوكِ وجدك وأعمامك وأخوالك فهؤلاء محارم ، وهكذا أبو الزوج ، ابن الزوج هؤلاء محارم ، أما أخو الزوج وعم الزوج وخاله ليسوا محارم ، كذلك زوج الأخت ليس محرما فعليك أن تتحجبي عنه بالعباءة وبغير العباءة ، بالجلباب ، بالخمار على وجهك ورأسك ، والقميص على بدنك ، فالمقصود الحجاب بما تيسر من عباءةٍ وغيرها، هذا هو المشروع.  
 
8- في الحديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أنه لعن الواشمة، والمستوشمة. فسؤالي هذا أعرضه على فضيلة الشيخ عبد العزيز - وفقه الله-، تقول: عندما كنت في صغري وفي جهلي، شاهدت بعض صديقاتي يوشمن أنفسهن، فوشمت نفسي، وأنا لا أدري أنه محرم وأنا محتارة، أرجو من فضيلتكم حل هذا السؤال، وهل عليّ كفارة أم لا؟ علما أن الوشم لا نستطيع إخراجه من الجسم الآن؟
ليس عليكِ شيء - أيها الأخت - ما دام فعلتيه جهلاً وفي الصغر ليس عليك شيء ، أما لو فعلته الكبيرة العاقلة المكلفة فعليها التوبة إلى الله - سبحانه وتعالى- ولا شيء عليها بعد ذلك، أما الصغيرة التي لم تكلف والجاهلة التي لم تكن تعلم فليس عليها شيء، والوشم إذا أمكن أنه يزول بطريقة خاصة يعرفها الأطباء فلا بأس وإلا فلا حرج عليك في ذلك والحمد لله، إنما الذي ينهى عنه من تعمده وهي كبيرة مكلفة ، لا يجوز لها ، لأن الرسول لعن من فعل ذلك – عليه الصلاة والسلام –، أما الجاهلة التي لم تبلغ الحلم أو لم تعرف الحكم فليس عليها شيء. مقدم البرنامج: في الحقيقة بعض الناس لما يرون بعض الأشخاص عليهم الوشم يتقززون منهم بل يدعون عليهم ، وهم يجهلون حالة هؤلاء، لأنهم قد وشموا وهم صغار؟. الشيخ: لا ، الدعاء عليهم غلط، ثم الإثم على الذي وشمهم في حال صغرهم، الإثم على آباءهم وأمهاتهم إذا كانوا يعملون، أما الصغار ما عليهم شيء. 
 
9- هل يجوز تذوق ملح الطعام وأنا صائمة، وهو لا يروح إلى الحلق بل في طرف اللسان؟
لا حرج في ذلك ، لا حرج أن المرأة تذوق الطعام، أو الرجل الطباخ لا حرج، كونه يذوقه هل هو مالح هل هو طيب ثم يلفظه لا يبتلع شيء لكن يذوقه ثم يلقيه لا بأس في ذلك، لا في حق المرآة ولا في حق الرجل الطباخ ، لا حرج في هذا بحمد لله.  
 
10-  إن اتفاق آخر كل حرف في كلمة يسمى سجع، ومع ذلك آيات القرآن الكريم، هي سجع أم فواصل ، حيث هناك فواصل متباعدة وأخرى متقاربة
السجع الذي غير مقصود ما يضر ، إنما السجع المقصود هو الذي يكره لأنه من عمل الكهنة، أما السجع الذي لا يقصد ، وإنما يأتي بكلام اللسان أو في كتاباته أو في خطبه من غير قصد فلا بأس ، وقد وقع في القرآن فواصل متشابهة تشبه السجع لكنه غير مقصود ، بل لحِكِم وأسرار أرادها الله - عز وجل - لما فيه من البلاغة، بلاغة القرآن ، ولما فيها من توجيه القلوب إلى استماعه، والإنصات إليه، والاستفادة منه، وليس المقصود السجع ، فالسجع الذي لا يقصد لا يضر، ولا حرج فيه، ولا كراهة ، وإنما الكراهة في الشيء الذي يقصد، ويريده صاحبه، ويتكلفه.  

521 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply