حلقة 75: لباس المرأة أيام حدادها - حكم مقاطعة الأخ العاق - الشك في الطهارة - نسيان آية في القراءة بعد الفاتحة - إمامة المتيمم بالمتوضئين - حكم صلاة الجمعة على المرأة - إمامة المرأة للنساء - صلاة المرأة على الجنازة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

25 / 50 محاضرة

حلقة 75: لباس المرأة أيام حدادها - حكم مقاطعة الأخ العاق - الشك في الطهارة - نسيان آية في القراءة بعد الفاتحة - إمامة المتيمم بالمتوضئين - حكم صلاة الجمعة على المرأة - إمامة المرأة للنساء - صلاة المرأة على الجنازة

1- هل للمرأة لبس معين في فترة الحداد كالأسود أو الأخضر مثلاً؟

عليها أن تلبس اللباس الذي ما فيه جمال، يعني ليس بجميل، حتى لا يفتن الرجال، ولا يكون عرضة لفتنتها، مثل الأسود الذي ليس بجميل، والأخضر الذي ليس بجميل، والأزرق الذي ليس بجميل، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (ولا تلبس إلا ثوب عصب). فالحاصل أنها تلبس اللباس الذي ليس فيه لفت النظر، ليس فيه جمال واضح، إما أزرق ليس بجميل، أو أسود ليس بجميل، أو أخضر ليس بجميل ونحو ذلك، أو أحمر ليس بجميل. المقدم: إذاً سماحة الشيخ يقال لها تتجنب مثلاً بعض الملابس التي كانت تلبسها على ...... الشيخ: ...... تلبسها، ..... تتجنبها، لا بأس ثياباً ما فيها جمال، ولا فيها لفت نظر، أسود أو أخضر أو أحمر لكن ليس بجميل، وتتجنب الطيب والحلي، الحلي من الذهب والفضة وغير ذلك، والكحل، كل هذا ممنوع منه المحادة.  
 
2- إن لي أخ وهو الأكبر فينا وعددنا سبعة أشخاص، وأصغر واحد فينا عمره (35) سنة وهو عمره (49) سنة -الذي هو الأكبر- وقد توفي الوالد والوالدة وهو يعمل فيهم الأسية حتى الضرب، لولا يخاف منها لكان ضربهم، توفي الوالد والوالدة وهما زعلانيين عليه ونحن زعلانيين عليه، وحتى قطعناه من المزاورة، واليوم لنا حوالي سبع سنوات من مزاورته علماً أنه صائم، مصلي، ولكن فيه بذخ كلام علينا يا إخوته، اليوم هل علينا إثم أم لا؟
لا شك أنه بهذا العمل قد أساء إلى والديه وإلى إخوته، والواجب عليه حسن الخلق، وترك الترفع على إخوته، والإيذاء لإخوته، والكلام القبيح. وأما ما فعله مع والديه فلاشك أنه عمل قبيح، وعليه التوبة إلى الله من ذلك، والاستغفار والدعاء لوالديه لعلّ الله يتوب عليه، ولعلّ الله يرحمه. أما أنتم أيها الأخوة: فينبغي لكم أن تجتهدوا في صلته، والدعاء له بالتوفيق والهداية، حتى تكونوا أنتم خير منه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها). فأنتم تحضون بالأجر، تصلونه، وتزورونه، وتسلمون عليه، وتدعون له بالتوفيق والهداية، وتنصحونه أنه يتوب إلى الله، ويدعو لوالديه، ويستغفر مما جرى على والديه، هذا هو الذي ينبغي منكم، فإن ردكم وأبى أن يسلم عليك فأنتم معذورون والإثم عليه. أما أنتم فالأولى ينبغي أن تصلوه، وأن تزوروه، وتسلموا عليه، وتدعوه للزيارة لكم، والوليمة عندكم، حتى يلين قلبه، وحتى تزول الوحشة إن شاء الله بينكم وبينه، فإن أبى ولم يوافق وأصر على هجركم وعلى سبكم فأنتم معذورون والإثم عليه، وليس عليكم بعد ذلك زيارته -والله أعلم-.  
 
3- إذا كان طاهرا يشك بأنه تنجس بمجرد أن يلمس شخصا نجس أو جلس مع جماعة لا يعلم أنهم طاهرون، مما يجعلني أعيد السباحة أو الوضوء،
هذه وساوس لا وجه لها، إذا كان أصله الطهارة فلا وجه للتنجس، إذا كان أصله الطهارة ثم شك هل أحدث، خرج منه الريح، أو غيره، فالأصل الطهارة لا يلتفت إلي هذا، أو كان بدنه طاهراً وثيابه طاهرة ثم شك هل أصابه نجاسة في ثوبه، الأصل الطهارة لا يلتفت إلى هذا، هذا من وساوس الشيطان، ومن الأوهام التي لا وجه لها، فهي مثل إذا جلس مع قوم يشك في طهارتهم لا يضره ذلك، والأصل الطهارة فيه وفيهم، فلا ينبغي أن يوسوس أو يتوهم هذه الأشياء الباطلة، والأصل الطهارة في ثيابه وبدنه، والطهارة من الحدث، فلا تزول هذه الطهارة بيقين أنه أحدث فيتوضأ، أو يقين أنه أصاب ثوبه نجاسة معلومة فيطهر ما أصابه، أما هذه الأوهام فلا وجه لها.  
 
4- سبق أرسلت استفسار عن قطع الجمار -وفي الحقيقة أجبنا عليه في حينه– يقول ثم أرسلت استفسار عن إمام لم أصل معه قبل ذلك، فصليت معه فريضة الجمعة، والإمام المذكور بعد الفاتحة قرأ السورة الثانية ونسي فيها آية، ولم ينبهه الذين كانوا بالقرب منه، فهل على المأموم شيء؟ وأعتقد لم أحقد الرد -كلمة أحقد يقصد بها أعرف-، أرجو إفتائي في ذلك وفقكم الله؟
الشيخ: الإمام قرأ الفاتحة؟ المقدم: أي نعم، قرأ الفاتحة وقرأ السورة التي بعدها لكنه في السورة التي بعدها نسي آية؟ الشيخ: ما يضر، نسيانه الآية لا يضر يا أخي، لا يضره، الصلاة صحيحة ولا يضر، المهم الفاتحة، لما كمل الفاتحة الحمد لله، السورة مندوبة وإذا ترك منها شيء لا حرج.  
 
5- هل يجوز للمتيمم أن يصلي إمام بعدم من يصلي إمام غيره، هل ذلك يجوز أم لا؟
يجوز أن يصلي المتيمم بالمتوضئين، إذا تيمم لعذر شرعي عن الحدث الأصغر أو الأكبر جاز له أن يؤم الذين تطهروا بالماء، لا حرج في ذلك، ولا بأس، ولو وجد من يصلح للإمامة. إذا كان صالحاً للإمامة وأمهم فلا بأس بذلك.  
 
6- أرجو إفادتي عن قراءة الإخلاص على روح الموتى في أي وقت من الأوقات أو في أي مكان من الأمكنة،
لا نعلم لقراءة سورة الإخلاص للموتى شيئاً واضحاً، ولا وارد عن السلف الصالح، لكن عند الأكثر يجوز عندهم أن تقرأ القرآن وأن تثوب ثوابه لوالديك وغيرهم، هذا يراه الأكثرون من أهل العلم، وأنه لا حرج في ذلك، أما تخصيص سورة معينة لبعض الناس فلا نعلم له أصلاً، ولا نعلم أصلاً أيضاً لتثويب القرآن، ولكن أهل العلم الذين أجازوه قاسوه على الصوم، قاسوه على الدعاء والصدقة، فهذا وجه ما قاله الأكثرون من جواز تثويب القرآن لوالديك أو غيرهم. وأما تخصيص سورة الإخلاص أو الكافرون أو سورة من السور أو السور أو أية تثوبها لناس معينين ما نعلم له أصلاً، إلا أنه داخل في العموم عند من أجاز تثويب القرآن. والأولى عندي والأفضل عندي عدم فعل ذلك، لعدم النقل عن السلف الصالح، يكفيه الدعاء والصدقة، الدعاء لهم والصدقة عنهم.  
 
7- إذا صار الحاج متمتع بالعمرة إلى الحج، هل يباح له الجماع بعد إحلال إحرام العمرة؟
نعم، إذا تحلل من العمرة جاز له الجماع، صار في حل كامل طاف وسعى وقصر وتحلل جاز له أن يجامع زوجته لأن هذا حل كامل، كما يجوز الطيب ولبس المخيط وتغطية الرأس، لأنه حل كامل.  
 
8- هل بعد صلاة القصر سنة أم لا؟
الأفضل ترك السنة، إذا قصر الظهر والعصر والعشاء فالأفضل لا يصلي الراتبة، ولكن يصلي سنة الفجر والوتر في السفر كل هذا سنة، أما سنة الظهر والعشاء والمغرب فالأفضل تركها، لأنه -عليه الصلاة والسلام- في السفر كان لا يصلي الراتبة في الظهر والمغرب والعشاء.  
 
9- هل الملائكة تدخل مع الإنسان عند دخوله في الحمام أم لا؟
أما الحفظة فالظاهر من الدليل أنهم معه دائماً، الذين يحفظون حسناته وسيئاته، فالظاهر من الأدلة أنهم معه دائماً، وأما غير الحفظة الله أعلم، لأن في بعض الأحاديث ما يدل على أنهم يفارقونه عند قضاء حاجته، ولكن لا أعلم حال أسانيدها، هذه المسألة تحتاج إلى إعادة في حلقة أخرى، حتى يحقق ما يتعلق بها، هذه المسألة تعيدها إن شاء الله في حلقة أخرى، حتى نراجع ما يتعلق بها، إن شاء الله.  
 
10- إذا كان ينبغي للمرأة الصلاة مع الجماعة فكيف لا تجب عليها صلاة الجمعة؟
المرأة الأفضل لها صلاتها في بيتها، لا يشرع لها الصلاة في الجماعة، لكن إن صلت في الجماعة فلا بأس، ولا يمنعها زوجها من الجماعة إذا خرجت متسترة من دون طيب ولا فتنة فلا بأس، ولكن بيتها خير لها، في الجمعة وغيرها، بيت المرأة خير لها في صلاة الجمعة والجماعة جميعاً، لكن لو صلت مع الناس أجزأها ذلك بشرط أن تخرج تفلة غير متزينة ولا متطيبة، طيباً يشمه الناس ويطلع عليه الناس.  
 
11- إذا توفر في المرأة شروط الإمام، فهل ينبغي لها أن تصلي بالنساء في جماعة أم لا؟
إن صلت بهن فهو أفضل في بيتها، إن صلت بهن في بيتها جماعة فهو أفضل، ولكن لا يجب، لأن الجماعة غير واجبة في حق النساء، لكن لو صلت بهن جماعة للتعليم والتوجيه هذا طيب، وقد روي عن أم سلمة وعائشة أنهما صلتا ببعض النساء جماعة هذا من باب التعليم والتوجيه إلى الخير ولكن لا يجب. هل تتقدم في الجماعة؟ تصلي في وسطهن، في وسطهن. 
 
12- لماذا سقطت عن المرأة صلاة الجنازة وتشييعها، ولمن يكون ثواب صلاة الجنازة للمصلي أم للمصلى عليه، أم للاثنين معا، وبأي قدر؟
المصلي له ثواب الصلاة، والمصلى عليه له الدعاء، يرجى له أن الله يقبل الدعاء، يدعي له، المقصود في الصلاة عليه الدعاء له، والترحم عليه والشفاعة له. والمرأة غير ساقطة عنها الصلاة، تصلي على الجنازة، لكن لا تشيعها إلى المقابر، لا تخرج معهم إلى المقابر، أما الصلاة عليه تصلي مع الناس، على الجنازة، في الصلاة على الجنازة فلها أجر المصلين كالرجال، لكن لا تتبعها إلى المقابر.  
 
13- إذا خرج المسلم من حدود الشريعة الإسلامية هل ينبغي للمسلمين أن يصلوا عليه عند مماته أم لا؟
هذا يختلف، إن كان خروجه عن الحدود يوجب كفره، صار مرتداً ولا يصلى عليه، أما إن كان خروجه بالمعصية مثل زنا وهو لا يستحل الزنا، أو شرب الخمر ولا يستحل الخمر، أو معصية أخرى لا يستحلها فهذا يصلى عليه، ويدعى له بالمغفرة والرحمة لأنه عاصي، أما إذا كانت معصيته توجب الردة، تخرجه عن الإسلام فلا يصلى عليه، مثل ترك الصلاة والعياذ بالله، والجحد لوجوبها، مثل استحلال الزنا يرى أنه حلال، وسب الدين، وسب الرسول والاستهزاء بالرسول، الذي يموت على هذه الحال لا يصلى عليه، لأنها ردة عن الإسلام نسأل الله العافية.  
 
14- كيف تكون الصلاة على النبي من عند الله، وكيف صلاة العبد على النبي؟
الصلاة من عند الله ثناؤه على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ثناؤه عليه الملائكة، صلاة الله على العبد ثناء الله عليه عند الملائكة، ورحمته إياه برحمته بتوفيقه في الدنيا، أو إدخاله الجنة في الآخرة، هذا من صلاته عليه، ولكن معظمها الثناء، صلاة الله ثناء على العبد في الملأ الأعلى. وأما صلاة العباد عليه فالدعاء له، والترحم عليه، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، يعني أن يصلوا كما أمر، كما أمر وبين لهم: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، يعني الصلوات الإبراهيمية المعروفة، وهي أنواع جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من طريق كعب بن عجرة، ومن طريق أبي مسعود الأنصاري، ومن طريق أخرى، فيصلي كما جاءت الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة، يصلي عليه كما جاءت عنه الصلاة عليه، عليه الصلاة والسلام في أنواع كثيرة، هذه السنة. شكراً لسماحة الشيخ عبد العزيز، أيها السادة في نهاية هذا اللقاء الذي عرضنا فيه أسئلة السادة أم راشد التي تسأل عن ملابس الحداد، ومحمد أحمد عبد الله الشمراني بجدة، والمستمع عبد العزيز سلمان محمد الرشيد من تيما، ومحمد علي عبد الله من السودان، ومن الخرج المستمع م. ح. ق، وأخيراً رسالة الأخت حرم يوسف محمد يوسف من السودان، عرضنا هذه الأسئلة والاستفسارات على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. شكراً لسماحة الشيخ وشكراً لكم أيها الأخوة، وإلى أن نلتقي بحضراتكم إن شاء الله تعالى، نستودكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...  

398 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply