حلقة 684: هل الحراسة عذر شرعي للتخلف عن الجماعة - أفضل وقت لصلاة الوتر - نصيحة تارك الصلاة - هل إذا تعطلت منافع الوقف يباع؟ - حكم العزل - استعمل حبوب منع الحمل - استعمال العطور التي فيها مادة كحولية

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

34 / 50 محاضرة

حلقة 684: هل الحراسة عذر شرعي للتخلف عن الجماعة - أفضل وقت لصلاة الوتر - نصيحة تارك الصلاة - هل إذا تعطلت منافع الوقف يباع؟ - حكم العزل - استعمل حبوب منع الحمل - استعمال العطور التي فيها مادة كحولية

1-   أنا أقيم حالياً في الرياض، وأعمل في مزرعة جوار المسجد، وحصلت عندنا سرقة غنم نهاراً، وصاحب المزرعة منعني أن أصلي في المسجد، وأمرني أن أصلي في المزرعة كل الأوقات الخمسة؛ حتى أكون حارساً على المزرعة وما فيها، وحتى لا تتكرر السرقة، هل صلاتي والحال ما ذكر جائزة أم لا؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن الحراسة عذر شرعي للتخلف عن الجماعة ولا حرج عليك في ذلك، ــــــ معذور عن حضور الجماعة للحراسة ولا حرج في ذلك إن شاء الله.  
 
2-   سؤال عن تفسير آية من كتاب الله، نص الآية: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ))[الأنعام:137]، فسروا لنا هذه الآية؟ جزاكم الله خيراً.
هذه الآية الكريمة على ظاهرها، شركاؤهم معبوداتهم من دون الله، زينوا لهم ــــــ وزين لهم معبوداتهم من دون الله أن يعبدوا أولادهم، ولهذا قال -جل وعلا- :لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ (137) سورة الأنعام. يعني يشبه عليهم دينهم و ليهلكوهم، فالواجب الحذر من طاعة الشياطين الذين يدعون إلى الشرك بالله، وإلى قتل الأولاد بغير حق، وإلى كل فجور وظلم، وسماهم الله شركاؤهم؛ لأنهم شركوهم مع الله في العبادة وأطاعوهم في معاصي الله، والشرك به، فسموا شركاء؛ لأجل ذلك، والله -سبحانه- ليس له شريك، وهو الواحد الأحد الذي يستحق العبادة دون كل ما سواه -جل وعلا- .  
 
3-  ما هو أفضل وقت لصلاة الوتر، وبماذا تنصحونني؛ لكي أواظب عليها في منتصف الليل؛ لأنني أصبحت لا أؤديها إلا بعد صلاة العشاء؟
الأفضل لمن قدر أن يكون ذلك آخر الليل، هذا هو الأفضل، أن يصلي صلاة الوتر، والتهجد في آخر الليل، في الثلث الأخير؛ لما ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ، أنه قال:(ينـزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر)، متفق على صحته، وهو حديث عظيم يدل على أنه -جل وعلا- ، ينـزل إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى الثلث الأخير في كل جهة من الجهات على حسب أوقاتهم، فيقول -سبحانه وتعالى- : (من يدعوني فأستجب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)، فإذا استطاع المؤمن والمؤمنة أن يكونا في هذا الوقت من المصلين، والداعين فهذا هو الأفضل، ونزول الرب -جل وعلا- لا يشابه نزول المخلوقين، بل هو نزول يليق بالله -سبحانه وتعالى-، لا يعلم كيفيته إلا هو -جل وعلا- ، ولا يلزم من خلو العرش، فهو فوق العرش -سبحانه وتعالى- ، فوق جميع الخلق وينـزل نزولاً يليق بجلاله، لا ينافي علوه فوقيته -سبحانه وتعالى- ، فهو ينـزل نزولاً يليق به -سبحانه وتعالى-، وهو الذي يعلم كيفيته -سبحانه وتعالى-،فعلينا أن نؤمن بذلك ونصدق بذلك، ونقول لا يعلم كيفية هذا إلا هو -سبحانه وتعالى-،وهكذا بقية الصفات، نعلمها ونمرها كما جاءت، ولكن لا يعلم كيفيتها إلا هو -سبحانه وتعالى-،كالاستواء على العرش والنـزول والمجيء يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وكذلك رحمته وغضبه كيف يرحم كيف يغضب، كيف سمعه كيف بصره كيف يده كيف قدمه، كلها صفات لله لا نعلم كيفيتها، بل لا يعلم كيفيتها إلا هو -سبحانه وتعالى-، ولهذا لما سئل الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- إمام المدينة في زمانه في القرن الثاني سئل رحمه الله قال له السائل: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فأطرق طويلاً، وعلته الرحضاء تعظيماً لهذا السؤال لخطورته، والرحضاء العرق، ثم قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، ومن أراك إلا رجل سوء ثم أمر به فأخرج، فالمقصود أنه قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة جميعاً، كما قال مالك رحمه الله قاله الأئمة غيره كأبي حنيفة والشافعي والأوزاعي والثوري وابن عيينة وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة الإسلام، وهو مروي عن أم سلمة رضي الله عنها أم المؤمنين، وهو أيضاً قول ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك، فإنه قال معنى هذا الكلام، وهو قول الأئمة جميعاً من أهل السنة والجماعة، الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عن الكيفية بدعة، وهكذا القول في بقية الصفات كالنـزول والرحمة والغضب والسمع والبصر واليد والقدم والأصابع وغير هذا كلها يقال فيها أنها معلومة من جهة المعنى من جهة اللغة العربية ولكن كيفيتها لا يعملها إلا هو -سبحانه وتعالى-، وفي هذا الحديث الدلالة على شرعية التهجد في آخر الليل والدعاء في آخر الليل لكن من لم يستطع فإنه يوتر في أول الليل، من لم يستطع ذلك فالسنة له أن يوتر في أول أو في وسط الليل حسب طاقته، لما ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل، فقد فصل في هذا -عليه الصلاة والسلام-، فمن طمع أن يقوم آخر الليل فهو أفضل، ومن خاف أوتر في أول الليل، وقد فعل هذا صلى الله عليه وسلم هذا وهذا وهذا، قالت عائشة رضي الله عنها من كل الليل قد أوتر صلى الله عليه وسلم من أوله وأوسطه وآخره، ثم انتهى وتره إلى السحر، فاستقر وتره في الثلث الأخير -عليه الصلاة والسلام-.  
 
4-   إنني أعاني من مشكلة ربما يعاني منها الكثير من الناس، ألا وهي: أن معظم أصدقائي ومن أعاشرهم في المدرسة وأحياناً في البيت لا يؤدون الصلاة، وكثيراً ما أسمع في برنامجكم أن الذي لا يصلي يعتبر كافراً، فلا يسلم عليه وما إلى هنالك، ولقد قمت بنصحهم ولكن بدون جدوى، مع أنهم ذوي خلق عال، ومعاملتهم لي ولغيري كلها جيدة، ولم أر منهم إلا كل خير غير ما ذكرت، أفيدوني في هذا الأمر الذي طالما يضايقني، وما هي نصيحتكم لتارك الصلاة، وماذا أعمل معهم؟ جزاكم الله خيراً.
الواجب نصيحة من عرف بترك الصلاة، وتحذيره من مغبة ذلك؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر، وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله -عليه الصلاة والسلام- : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فهذا الأحاديث العظيمة تدل على أن من تركها يكفر، وإن لم يجحد وجوبها، أما إن جحد وجوبها فإنه كافر عند جميع العلماء، نسأل الله العافية، والله يقول-جل وعلا- في كتابه العظيم : حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى (238) سورة البقرة ، ويقول سبحانه: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) سورة البقرة. ويقول -عز وجل-: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ إلى أن قال -سبحانه- : وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ*الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (1-11) سورة المؤمنون. نعمة عظيمة، وفضل كبير، لمن حافظ على الصلاة، أنه يكون من أهل الفردوس، من أهل أعلى الجنة، الفردوس أعلى الجنة، وأوسطها وخيرها، فمن تخلق بهذه الأخلاق التي ذكرها الله في سورة المؤمنون، في قوله -جل وعلا- : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ*الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(1-11) سورة المؤمنون. هذه صفات عظيمة، من حافظ عليها صار من أهل الفردوس، وأعظمها الصلاة، وقال في سورة المعارج : إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا*إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا*وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا*إِلَّا الْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ*وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ*لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ*وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ*وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ*إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ*وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*ِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ(19-35) سورة المؤمنون. هذه صفات الأخيار، هذه صفة أهل السعادة وعلى رأسهم المحافظون على الصلوات، والمحافظة على الصلاة من أسباب الاستقامة، فإن من حافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، قال نافع مولى ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما-: كان عمر -رضي الله عنه-، (يعني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، أمير المؤمنين) كان يكتب إلى عماله، ويقول: (يعني أمراءه يكتب إليهم، ويقول: إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع)، فالذي لا يصلي يجب أن يهجر إذا لم تجدي فيه النصيحة، يجب أن يهجر ولا يسلم عليه، ولا تجاب دعوته، ولا يدعى إلى وليمة ولا إلى غيرها؛ لأنه أتى منكراً عظيماً، وكفراً بواحاً، نسأل الله العافية، ويجب أن يرفع أمره إلى ولاة الأمور، حتى يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، فإن أمره عظيم، وخطير، وهو يجر غيره -أيضاً- إلى مثل فعله، يجر غيره من زملائه وجلسائه إلى مثل فعله، فالواجب أن يناصح، وأن ينكر عليه من أقاربه وجلسائه وزملائه إنكاراً واضحاً، إنكاراً شديداً، حتى يعلم خطورة ما هو عليه، وحتى يعلم بشاعة ما فعل، وحتى يعلم أنه أتى كفراً بواحاً، ومنكراً عظيماً، لعله يستجيب لعله يهتدي، فإن أبى وجب هجره، ورفع أمره إلى ولاة الأمور، حتى يستتاب، فإن تاب وإلا قتل كافراً، على الصحيح وإن لم يجحد الوجوب، أما إن جحد وجوبها، فإنه يكون كافراً، مرتداً عن الإسلام عند جميع العلماء،نسأل الله العافية، والغالب أن الذي لا يصلي ولا يبالي ولا يهتم بالصلاة الغالب عليه أنه لا يقر بالوجوب، ولا يبالي بوجوبها، ولا يهتم بوجوبها فهو في عمله يدل على أنه مكذب، فالواجب على المسلمين جميعاً أن يعنوا بهذا الأمر، وأن ينكروا على من تخلف عن الصلاة، وأن يبينوا له خطورة ما فعل، وشناعة ما فعل، لعله يهتدي، لعله يرجع إلى الصواب.  
 
5-  إذا انقطعت منافع الوقف فهل يباع لينتفع بثمنه في جهة أخرى؟
نعم، إذا تعطلت منافع الوقف يباع، ويشترى به ما هو أصلح منه، فإذا كان بيت تعطل، أو دكان تعطل، يباع ويشترى به بيت أصغر، أو دكان أصغر ينتفع به، أو أرض تعطلت من الزراعة، ما رغب فيها الناس، تباع حتى تتخذ مساكن، ويشترى بها ما هو أصلح منها، أو يُعَمِّرُها صاحب الوقف بيوتاً للسكن إذا كان يستطيع ذلك، ولا تعطل لا يترك، الوقف عاطلاً، يعني هذا من باب إضاعة المال، لا يجوز، بل يجب أن ينظر في أمره من باب إصلاحه، وتعميره، وإما ببيعه وشراء ما هو أصلح منه، ويكون ذلك بواسطة المحكمة، إذا كان في البلاد محكمة في بلاد إسلامية فيها محكمة، وإلا يكون ذلك بواسطة أهل الخير، كالمركز الإسلامي، أو العالِم الذي يوثق به في البلد، أو الأقلية الإسلامية، حتى يتعاون مع ناظر الوقف في ذلك، المقصود أن ناظر الوقف يتعاون مع أهل الخير في ذلك، حتى يبرئ ذمته وحتى يسلم هذا الوقف من التعطل، أما إذا كان في بلد فيها محكمة، فإن الناظر يستشير المحكمة ويسير على ضوء توجيهات المحكمة في البيع وفي شراء البديل.   
 
6- هل يجوز للزوجين استخدام طريق العزل إذا كانا يريدا أن يؤخرا الإنجاب حتى فطام الطفل الأول؟
لا حرج في ذلك، النبي -صلى الله عليه وسلم- أقر العزل، ولكن العزل لا يمنع ما أراد الله من الولد، قد يسبق الماء ويغلب الرجل على ذلك، إذا أراد الله ولد، قد يسبق الماء ولو قليلاً من الماء، فيحصل منه ولد، لكن العزل لا حرج فيه، قال جابر -رضي الله عنه-: (كنا نعزل والقرآن ينـزل، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا -عليه الصلاة والسلام-)، والعزل معناه كونه يجامعها، فإذا أحس بخروج المني أخرج ذكره وألقى المني في الخارج، هذا هو العزل، فإذا تراضيا على ذلك فلا حرج في ذلك، ولكن تركه أفضل؛ لأنه يمنع تمام الشهوة؛ ولأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حرض على كثرة الأولاد، وتكثير الأمة، فينبغي عدم العزل، والأفضل عدم العزل، وأن يحرص كل من الزوجين على كثرة الأولاد؛ لعل الله ينفع بهم المسلمين، ولعل الله ينفع بهم والديهم أيضاً.  
 
7-   هل يجوز استعمال حبوب منع الحمل بدلاً من العزل لمدة عامين؛ حتى يتم فطام الطفل الأول، مع العلم بأن الأم ليس بها أي مرض، ولكنها تريد إرضاع طفلها لمدة عامين؟
لا ينبغي استعمال الحبوب؛ لأنها تضر وتسبب امتناع الولد، أما العزل فهو أسهل؛ لأنه قد يسبق الماء ويحصل الولد، أما استعمال الحبوب ونحوها فلا ينبغي إلا لمضرة، كأن يكون عندها أولاد كثيرون تعجز عن خدمتهم وتربيتهم فلا بأس أن تستعمل الحبوب بعد استشارة الطبيب المختص، وتقريره عدم مضرتها مع رضا زوجها بذلك، وأما إذا كان ما هناك مضرة، بأن هي سليمة ورحيمها سليم وليست مريضة وليس عندها أولاد كثيرون يشق عليها تربيتهم فلا ينبغي في هذه الحال ولا يجوز استعمال الحبوب.   
 
8-  لدي بعض العطور التي تحتوي على الكحول، وسمعت أن استعمالها حرام، فماذا أفعل بها، هل يجوز أن أستعملها حتى تنتهي، ثم أستعمل غيرها؟
العطور الذي يثبت أن فيها مسكر، لا يجوز استعمالها، بل يجب إتلافها مثل الكاليونيا هذه ثبت أن فيها كحول، وفيها إسبيرك وتسكر، فلا يجوز استعمالها، وإن فعلها بعض الناس، لا يجوز استعمالها أبداً، أما العطور الأخرى، فلا نعلم فيها شيئاً، لكن إذا ثبت بشهادة الثقات العارفين بأن فيها ما يسكر كثيره فإنها لا تستعمل، ما أسكر كثيره فقليله حرام، هكذا قال النبي -عليه الصلاة و السلام-، (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، فإذا ثبت بقول الثقات العارفين اثنين فأكثر أنه مسكر أن كثيره يسكر، لم يجز استعماله لا قليله، ولا كثيره، فأما إذا كان كثيره لا يسكر، فلا بأس باستعماله.  
 
9- هل يجوز لي أن أقرأ من المصحف أثناء صلاة النافلة، كقيام الليل مثلاً؟
لا حرج في ذلك، مثل قيام الليل والتهجد في رمضان، لا حرج أن يقرأ الإنسان من المصحف الرجل والمرأة جميعاً؛ لأن في هذا إعانة لهما على الاستكثار من القراءة.  
 
10- أنا شاب ولله الحمد والمنة ملتزم بجميع تعاليم الإسلام، وأسأل الله لي ولك الثبات على الحق إلى يوم المعاد، وقد توظفت في إحدى الوزارات، وأنا أريد أن يكون الراتب الذي أتقاضاه حلالاً، ولا يكون فيه قرشاً واحداً حراماً؛ لأنني أريد أن أكون مستجاب الدعوة، كما قال -عليه السلام- لسعد بن أبي وقاص: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، ولا أريد أن أكون مثل الأشعث الأغبر الذي يمد يديه إلى السماء، وملبسه حرام، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له، وأنا آتي للدوام في الصباح الساعة السابعة والنصف أكون جالساً على مكتبي، ولا أستخدم الأقلام والأوراق والدبابيس وكل أغراض العمل إلا في العمل، ولا أستعملها لحاجاتي الخاصة، بل استخدمها لحاجة العمل، ولكن هناك ثلاثة أشياء أريد أن أسأل عنها بارك الله فيك، وهي: جميع موظفي الإدارة التي أعمل فيها يخرجون في الساعة الثانية ظهراً، وفي الثانية والربع لا تجد في الوزارة أحداً إلا نادراً، يخرجون جميعاً بما في ذلك مدير إدارتنا، وكذلك مدير القسم، وقد جلست أكثر من يوم أجلس إلى الثانية والنصف، وأخرج أنا لوحدي من الوزارة، وليس هناك أحد، فهل يجوز لي يا سماحة الشيخ أن أخرج معهم أم لا؟ ثانياً: التلفون في المكتب بعض الأيام يكون لي أشغال وحاجات تخصني ولا تخص العمل بشيء، وأريد أن أتكلم في التلفون، فهل يجوز لي استعمال التلفون بغير حاجة العمل؟ ثالثاً: بعض الأيام يكون لي أعمال وأشغال وحاجيات لا يمكن فعلها إلا في وقت الدوام، سواء داخل الوزارة أو خارجها، فآخذ الإذن من رئيس القسم وأخرج، وبمجرد الانتهاء من العمل، أرجع مباشرة إلى المكتب، فهل هذا جائز؟ رابعاً: بعض الأيام يكون عندي يوم كامل فيه شغل، أو أسافر إلى المدينة التي يسكن فيها والداي وزوجتي وأهلي، فأستأذن من رئيس القسم، ويأذن لي وأتغيب ذلك اليوم، أو في منتصف الوقت يأذن لي، فهل هذا جائز؟، علماً يا شيخي أن رئيسي هذا صاحب صلاحية في عملية دخولي وخروجي، وكشف الخروج والدخول يتم عن طريقه وبإذنه، أرجو -يا سماحة الشيخ- أن تجيب عن هذه الأسئلة بأسرع وقت ممكن حتى تنقذني من دوامة الأفكار التي تطاردني، فانا لا أريد أن آكل حراماً، بارك الله فيك ونفع بك وجعلك ذخرا لأمة -محمد صلى الله عليه وسلم-.
أولاً، نسأل الله لنا و لك الثبات على الحق، ونسأل الله أن يتقبل دعواتك، وأحبك الله الذي أحببتنا له. ثانياً: لا حرج فيما ذكرت من الأمور الأربعة، أولاً: استعمال التلفون عند الحاجة لا بأس إذا لم يكثر إذا دعت الحاجة في شيء قليل نرجو ألا حرج في ذلك إن شاء الله، والدولة بحمد الله خيرها كثير ونفعها عام، فالشيء اليسير يغتفر في مثل هذا، لأن الحاجة قد تدعو إلى هذا في بعض الأحيان، وكذلك خروجك في الساعة الثانية والربع مع الناس، لا بأس، تخرج الساعة الثانية والربع وإذا جلسوا إلى النصف اجلس معهم وإذا خرجوا اخرج معهم، لكن بعد الساعة الثنتين والربع، النهاية الثنتين والربع والربع الأخير هذا للخروج والذهاب إلى البيت، ولا بأس أن تخرج مع الناس، في الساعة الثانية والربع، لا قبلها. الثالثة: تخرج من المكتب بإذن المسؤول في بعض الحاجات لتعرض أو لأهلك في زيارة خاصة في بعض الأيام بإذن المسؤول لا حرج في ذلك، مع مراعاة القلة من هذه الأشياء والحرص على أن تكون هذه الحاجات في غير الدوام، فإذا عارضت الدوام ولم يتيسر قضاؤها إلا في الدوام فلا حرج في ذلك إن شاء الله. 

408 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply