حلقة 698: حديث ثلاث من الكفر بالله شق الجيوب، وحلق الشعور، ولطم الخدود - العاجز عن الصيام عليه الإطعام - رفع الورق التي فيها اسم الله من االأرض وإحراقها - الصلاة على النبي عند ذكره في الصلاة - حكم اللقطة وأنواعها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

48 / 50 محاضرة

حلقة 698: حديث ثلاث من الكفر بالله شق الجيوب، وحلق الشعور، ولطم الخدود - العاجز عن الصيام عليه الإطعام - رفع الورق التي فيها اسم الله من االأرض وإحراقها - الصلاة على النبي عند ذكره في الصلاة - حكم اللقطة وأنواعها

1-   سمعت حديثاً نسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو: قال - صلى الله عليه وسلم- : ثلاث من الكفر بالله: شق الجيوب، وحلق الشعور، ولطم الخدود، وضحوا لي هذا الحديث وصحته، أو ما في معناه؟ جزاكم الله خيراً

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا اللفظ الذي ذكره السائل لا نعلم صحته عن النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما المحفوظ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية)، أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، فهو حديث صحيح، لكن هذا لفظه: (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية)، وهذا وعيد (ليس منا) هذا من باب الوعيد الشديد، والتحذير، ومعنى لطم الخدود عند المصيبة إذا مات قريبه مات أبوه أو أخوه أو زوجته أو نحو ذلك، لا يجوز له لطم الخدود ولا شق الجيوب بل يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء الله فعل، والحمد لله، يرضى ويسلم ويحتسب ويصبر، ولا يجوز له الجزع فيشق الجيب أو يضرب الخد أو ينتف الشعر، كل هذا لا يجوز، هذا من الجزع ومن النياحة المحرمة، (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعوى بدعوى الجاهلية) هذا من عادة الجاهلية ولو ضرب رأسه أو صدره فكذلك محرم، لكن من عادتهم ضرب الخدود وشق الجيوب فلو شق غير الجيب أو ضرب غير الخد فهو داخل في التحريم، وهكذا دعا بدعوى الجاهلية وهو الصياح والنياحة أو يقول ما يقوله الجاهليون وا عضداه وا ناصراه، وانكسار ظهراه، وما أشبه ذلك مما يقول الجاهلية، وفي الصحيحين أيضاً عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة)، يعني عند المصيبة، أنا بريء، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة)، ففسر العلماء الصالقة بأنها التي ترفع صوتها عند المصيبة، تنوح، ترفع صوتها، والحالقة: التي تحلق شعرها، أو تنتفه، أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة، الشاقة تشق ثوبها من الجيب أو من غير الجيب، هذا يدل على تحريم هذه الأعمال وأنها من الجزع الذي حرمه الله، وإنما المشروع لمن أصيب أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء فعل، كما قال الله عز وجل: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، يعني إنا ملك لله، عبيده، وإنا إليه راجعون يعني المصير إليه، مرجع العباد إليه جل وعلا، فيجازيهم بأعمالهم سبحانه وتعالى يوم القيامة، ثم وعدهم بخير كثير، فقال: أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ، هذا جزاؤهم لما صبروا، وفي الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل)، فإن لو تفتح عمل الشيطان، فالمؤمن يأخذ بالأسباب، يطلب الرزق يعالج على المرض، يتجنب أسباب الخطر، فإذا وقعت المصيبة يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء الله فعل، ولا يقول: لو فعلت لكان كذا وكذا، لا، إنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء الله فعل، يحمد ربه ويثني عليه، يسأله حسن الخلف ويأخذ بالأسباب التي تجنبه المصيبة.  
 
2-   لقد وضعت أمي طفلاً في شهر رمضان من مدة طويلة، ولم تصم ولم تطعم، وهي الآن لا تقدر على ذلك، كيف توجهونها جزاكم الله خيراً، هل تصوم ابنتها بدلاً منها؟
عليها أن تطعم ويكفي والحمد الله، ما دام تعجز عن الصوم، عليها التوبة إلى الله والندم على ما مضى من عملها السيئ، وعليها أن تطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من التمر، أو من قوت البلد، كالأرز ونحوه، كيلو ونصف يدفع لبعض المساكين في جميع الأيام التي ما صامتها ويكفي والحمد لله، ولو لفقير واحد أو أهل بيت فقراء، يجمع لأهل بيت فقراء، أو جماعة آخرون فقراء مع التوبة والندم والعمل الصالح. تطعم عن كل يوم مسكين؟ نعم، بعدد الأيام، وإن كان لا تحفظها يكفي الظن، إذا كان لا تحفظ الأيام يكفي الظن والحمد لله.  
 
3-  سمعت أنه إذا وجد إنسان اسم الله في الشارع أو في مكان قذر يجب عليه أن يمسحه أو يأخذه ويدفنه في مكان طاهر، هل ما سمعته صحيح؟
نعم، صحيح، إذا وجد ورقة فيها ذكر اسم الله أو آية من القرآن يأخذها ويحرقها أو يدفنها في مكان طيب.  
 
4-  إذا كان المسلم في الصلاة وسمع كلمة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، فهل يقول: عليه الصلاة والسلام وهو في الصلاة؟
لا حرج إذا قالها في النافلة لا بأس، وأما في الفريضة فإن تركها فلا بأس وإن قالها بينه وبين نفسه فلا حرج في ذلك، لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل علي)، اللهم صل عليه.  
 
5-   ماذا يفعل المصلي وهو يصلي في البيت وحده وطرق الباب وليس في البيت أحد، هل يذهب ليفتح، مع العلم أنني قرأت أنه يذهب ليفتح ويخطو خطوات بسيطة، ولكن إذا كان هناك جدار وخطوات كثيرة ماذا يفعل
إذا استؤذن عليه وهو يصلي يتنحنح أو يقول سبحان الله، سبحان الله، حتى يعلم من عند الباب أنه في صلاة فينتظر، ولا يقطع الصلاة، إلا إذا كان الباب قريب يتقدم إليه خطوات يسيرة حتى يفتح له، فلا بأس، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه فتح الباب لعائشة وهو يصلي، اللهم صل عليه وسلم.  
 
6-   إني أرى بعض الناس في يوم الجمعة يصلون، يقومون بعد الأذان الأول، وهم يقولون: إنها سنة، فهل ما قالوه صحيح، وأنا سمعت في برنامجكم هذا أنها بدعة، أرجو الجواب الكافي؟ جزاكم الله خيراً.
بعد الأذان الأول يوم الجمعة لا يشرع، لا تشرع الصلاة بعد الأذان، لأنه شرع للتنبيه وكان هذا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- في خلافة عثمان رضي الله عنه، للتنبيه على أنه يوم الجمعة، ومن صلى فلا حرج إن شاء الله، لكن ترك ذلك أولى، ترك ذلك أولى، وبعض أهل العلم قال: يصلي لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة)، وهذا أذان شرعي أحدثه الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه لمصلحة شرعية، ولكن تركها أولى، لأنه ليس داخلاً في الحديث، لأن قوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين كل أذانين صلاة) مراده الأذان والإقامة، وهذا ليس بين الأذان والإقامة، بين أذانين بين الأذان الأول والأذان الثاني، فالأولى ترك ذلك، أما وصفه بأنه بدعة محل نظر.  
 
7-  ما حكم رفع اليدين في الدعاء يوم الجمعة للمأمومين، ذلكم أني أرى هذه الظاهرة منتشرة بكثرة؟
أما حال الخطبة فلا يرفع الإمام ولا يرفع المأمومون، ينصتون ولا يرفعون أيديهم ولا يرفع هو في الخطبة، إلا في الاستسقاء، إذا استسقى طلب الغوث طلب المطر، يرفع يديه ويرفعون أيديهم معه، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة، لما استسقى عليه الصلاة والسلام، أما الخطبة العادية التي ليس فيها استسقاء فإن السنة أنه لا يرفعه ولا يرفعون، ولو دعا، يدعو لكن من دون رفع، وهكذا خطبة العيد ليس فيها رفع، إلا إذا استسقى، إذا طلب السقيا، طلب الغوث، طلب المطر، فإن السنة أن يرفع يديه والمأمومون كذلك يرفعون أيديهم في الجمعة وفي غيرها، إذا استسقى يرفعون أيديهم حتى ولو جالس بين أصحابه لو جلس العالم بين أصحابه واستسقى ورفع يديه يرفعون أيديهم في حلقه العلم أو في أي مكان وهم محتاجون للغيث ورفع يديه وهم حلقة، قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، ورفعوا أيديهم كله طيب، لا حرج في ذلك، ولا حرج في ذلك أيضاً إذا رفع الإنسان يديه يدعو ربه يسأل ربه من فضله في بعض أوقاته في بيته، في المسجد، بعد صلاة النافلة أو في مكان إذا دعا ربه ورفع يديه، فرفع اليدين من أسباب الإجابة، وفي الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً)، يعني خاليتين، فرفع اليدين من أسباب الإجابة، لكن المواضع التي لم يرفع فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد وجدت في عهده لا نرفع فيها، لأن تركه حجة وفعله حجة عليه الصلاة والسلام، ففي خطبة الجمعة وخطبة العيد لم يرفع فيهما فلا نرفع، إلا إذا كان في الاستسقاء، طلب الغيث، طلب الغوث والمطر، وهكذا بعد الفرائض إذا سلم من الفريضة ما كان يرفع يديه، فلا نرفع بعد الفريضة، وهكذا في دعاء آخر الصلاة قبل أن يسلم كان يدعو، قبل أن يسلم ولم يرفع يديه، وهكذا بين السجدتين كان يدعو ولا يرفع يديه، فالشيء الذي ما رفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو موجود في عهده وقد فعله، نكون مثله لا نرفع أيدينا عليه الصلاة والسلام، تأسياً به -صلى الله عليه وسلم- في الفعل والترك.  
 
8-  أرجو منكم جزاكم الله خيراً توضيحاً شاملاً عن اللقطة بأنواعها، وخاصة لقطة الغنم؟
النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن اللقطة من الإبل، فقال: (دعها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها)، فالإبل لا تلقط، وهكذا ما في معناها من البقر وأشباهها من يمتنع من صغار السباع، أما الغنم فإنها تلتقط، النبي قال: (خذها، فإنها لك أو لأخيك أو للذئب)، فيأخذها ولا يدعها، وينشد عليها، يعني يقرر عليها، ينشد يعني يقول: من له الشاة من له العنـز، من له التيس، وجدته في محل كذا وكذا، في يوم كذا وكذا، فإذا وجد من يعرفه سلمه له، سنة كاملة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ــ فهو ضال، ما لم يعرفها)، فلا بد من تعريف، في العنـز ونحوها كالفصيل الذي لا يمتنع من السباع وأشباه ذلك مما لا يمتنع من صغار الحيوانات، وهكذا لقطة الأموال كالذهب والفضة والأواني والملابس يعرفها بقوله: من له كذا وكذا، ولا يبين الصفات فإذا جاء صاحبها وعرف الصفات سلمها له، أو أقام بينة سلمها له، سنة كاملة، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: فليعرفها سنة، يعني ينادي عليها سنة في مجامع الناس، في الشهر مرتين ثلاث أربع، من له اللقطة، من له العنـز من له كذا، فإذا وجد من يعرفها أعطاها إياه، ثم هو بالخيار، في العنـز إن شاء ذبحها وعرف قيمتها بمعرفة أهل الخبرة وعرف القيمة وكتبها عنده، كتب علامات وصفات العنـز الشاة أو الخروف، يضبط الصفات وإن شاء باعها وحفظ الثمن وإن شاء أبقاها مع غنمه إذا كان ما فيه مشقة ترعى مع غنمه حتى يجدها ربها، وهكذا الأواني وأشباهها يحفظها حتى يجدها ربها مع النداء عليها والتعريف. 
 
9-  حجيت وقمت بالطواف بأكثر من سبعة أشواط، وكذلك السعي، ورميت الجمرات أكثر من سبع حصيات، فهل حجي صحيح؟
نعم، الحج صحيح، إذا كان ما فعلت شيء يبطله أما الزيادة فلا تضر، إذا تعمدت الزيادة هذا غلط، عليك التوبة والاستغفار، لأن السنة سبع في الجمار، وسبع في الطواف وسبع في السعي، فالزيادة التي فعلتها إن كان عن احتياط، شكيت واحطت فلا بأس، أما إن كان تعمداً منك هذا لا يجوز، الزيادة على ما شرعه الله، ولكن لا يبطل الطواف ولا السعي ولا الرمي والحمد لله.  
 
10-   ما حكم الشرع في خروج المرأة للعمل وكسب الرزق، ومخالطتها للرجال والتحدث لهم بحكم طبيعة عملها، مع العلم أنها ملتزمة ومحجبة وتعرف حدود الله؟
لا بأس أن تخرج للعمل تطلب الرزق في المكاسب المباحة وفي محلات النساء، أو في محلات منفردة ليس فيها خطر، كل هذا لا بأس به، خياطة أو طبيبة أو غير ذلك من الأعمال، الله جل وعلا شرع لنا طلب الرزق، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله)، فالإنسان مأمور بأن يطلب الرزق، والله يقول: فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه، والنبي عليه السلام يقول: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز)، هذا يعم الرجال والنساء، لكن لا يجوز لها أن تكون في محل فيه خطورة، بين الرجال أو في محل لا تأمن فيه، بسبب ما حولها من الرجال، لأنهم يتهمون بالتسلط عليها، لا تخاطر بنفسها تكون في محل آمن لا بأس، أما بين الرجال في عملهم، حيث تختلط بهم وتتصل بهم فهذا لا يجوز، لأن وجودها معهم فتنة ولو مع الاحتجاب، لأن المماسة والمخالطة والمجانبة والمجالسة الدائمة والكثيرة سبب للشر فإذا كانت في محل خاص أو في عمل نسائي مع النساء فلا بأس، أما كونها مع المدرسين، مدرسة مع المدرسين أو عاملة مع العمال، تذهب معهم وتجيء معهم وتنقل معهم الحجر أو اللبن أو تخالطهم في ذهابهم وإيابهم هذا فيه خطر عليها، فالواجب الحذر من ذلك، لأن هذه المخالطة قد تفضي إلى فتنة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرها بأن تبتعد عن أسباب الفتنة، نهى عن الخلوة عليه الصلاة والسلام، ونهى عن التبرج، والمخالطة قد تدعو إلى خلوة وقد تدعو إلى تبرج، وإبداء بعض الزينة.  
 
11-  كيف تختار المرأة المسلمة المحجبة المؤمنة بالله شريك الحياة، وما هي صفاته، بينوها لنا مأجورين؟ جزاكم الله خيراً.
تلتمس الرجل الطيب المعروف بالخير، المحافظ على الصلوات صاحب العقيدة الطيبة، تسأل عنه من يعرفه من الثقات الذين تعرفهم إذا خطبها، ولو تخطبه هي لا بأس، إذا عرفته بالخير والاستقامة وأوصت عليه وليها أو غير وليها أنها توافق على خطبته لها فلا بأس، فقد أهدت امرأة نفسها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقرها على ذلك عليه الصلاة والسلام، ولما لم يرغب بها زوجها غيره عليه الصلاة والسلام، وعمر رضي الله عنه عرض ابنته حفصة على الصديق وعلى عثمان بعدما تأيمت من زوجها، ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، فالمقصود أن المرأة لا مانع أن تختار لنفسها الرجل الطيب المعروف بالاستقامة في دينه، ولكن لا تبت في ذلك إلا من طريق وليها، وليها هو الذي يزوجها، فإذا اتفقت مع وليها على رجل طيب، هذا هو المطلوب، وليس لوليها أن يجبرها على شخص ليس بطيب، أو على شخص لا ترضاه، وليس لها هي أن تختار شخصاً يضر أوليائها ويسبب المشاكل بينها وبين أوليائها، عليها أن تسلك المسالك الحسنة، وأن تختار الطيب الذي ليس في اختياره مشاكل ولا مضرة على أوليائها.   
 
12-   إذا كان الوالد يحل المحرمات كالخمر، ولعب القمار، وعدم مراعاة العائلة والاهتمام بها، بالإضافة إلى أنه لا يعمل ويدعي المرض -والله أعلم-، وتصرفاته هذه أدت إلى أن قامت العائلة بمقاطعته وعدم احترامه، مع العلم أن الكثير من هذه العائلة يقيم الصلاة ويأتي الزكاة ويعرف حدود الله، ومع ذلك فإن تصرفات هذا الأب تنسيهم في لحظة الغضب قول الله تعالى: (( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ))[الإسراء:23]، السؤال: كيفية التعامل مع هذا الأب والتصرف معه بما يرضي الله وعدم مخالفة قول الله تعالى: ((وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا))[الإسراء:23]؛ لأني ذكرت أعلى أن أفراد العائلة في حيرة مع هذا الأب؟ أفيدونا مأجورين، جزاكم الله خيراً.
الواجب مناصحته، والدعاء له بظهر الغيب أن الله يهديه ويرده إلى الصواب مع الرفق به، لأن الله جل وعلا قال للولد في حق والديه الكافرين: وصاحبهما في الدنيا معروفاً، وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي، فأمر أن يصحب والديه بالمعروف وإن كانا كافرين، وهكذا اليوم إذا كان الوالد كافراً أو عنده معاصي ظاهرة، فلا يجوز للولد أن يقاطعه ولا أن يسبه ولكن يرفق به ويصاحبه بالمعروف، بالدعاء له والنصيحة له، والدعاء له بظهر الغيب أن الله يهديه والاستعانة على ذلك ببعض الأقارب الطيبين لعل الله يهديه بأسبابهم ولا يقاطعه ولا يعقه، بل يصبر ويحتسب حتى يجعل الله فرجاً ومخرجاً، وإذا كان محتاجاً أنفق عليه، والخلاصة أنه يرفق به ويدعو له بظهر الغيب بالهداية ولا يسبه ولا يقطعه من الزيارة ولا من البر، بل يبره ويحسن إليه ولا يعقه، حتى يهديه الله أو يميته الله.  
 
13-  ما حكم تأخير صلاة العشاء عن وقتها، وهل ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في تأخيرها حديث؟
نعم، صلاها مرة متأخراً وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي)، وكان يستحب أن يؤخر العشاء بعض الشيء عليه الصلاة والسلام، ووقتها إلى نصف الليل، فإن اتفق أهل قرية أو أهل مسجد على التأخير فلا بأس إلى ثلث الليل قبل نصف الليل إذا اتفقوا فلا بأس وهو أفضل، وإلا فالسنة أن يبادر بها حتى لا يشق على الناس، يؤخر بعض الشيء ولكن لا يطول حتى لا يشق على الناس كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، كان عليه الصلاة والسلام إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطؤوا أخرها، وأخرها في بعض الأوقات، فقال: (إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي)، وكان أخرها إلى ثلث الليل، وفي بعض الأحاديث: إلى شطر الليل، فالحاصل أن الإمام لا يشق على الناس، بل يصلي بهم كالعادة يبكر، لكن إذا كانوا يستبحون التأخير واتفقوا معه على التأخير إلى ثلث الليل قبل نصف الليل فلا بأس، فمهما تأخروا فهو أفضل إذا تراضوا عليه.    
 
14-  هل يجوز دفع زكاة المال على الخدم لإرسالها لأهلهم وأقاربهم؟
هذا فيه تفصيل، إذا كنت تعرف الخادم أنه فقير، وأن أهله فقراء وعندك يقين في هذا لا بأس، إذا كان مسلماً وأهله مسلمون، وأما الخدم الذي لا تعرف حالهم ولا حال أهلهم فلا، الواجب أن تلتمس الفقراء المعروفين بالاسلام حتى تدفع إليهم على بصيرة في بلدك، والخادم تكفيه أجرته والحمد لله، لكن لو تيقنت أنه فقير وأن له أجرة ضعيفة، وأن لديه عائلة أو والدان فقراء وهم مسلمون وأن هذا الشيء لا شك فيه، فلا مانع أن يعطى من الزكاة بشرط ألا تكون وقاية للمالك حتى لا تزيد في الأجرة، حتى لا يطالبك بالأجرة الزيادة. سماحة الشيخ من المعروف أن الخدم إذا نالوا شيئاً من الزكاة تتحسن خدماتهم، فما توجيهكم لو سمحتم؟ إذا لم يكن شرطاً فلا بأس، وإن خاف يعطيها غيرهم، يعطيهم غيرهم احتياطاً لدينه. 
 
15-  حكم اكتحال المرأة وهو صائمة؟
لا حرج في ذلك، لكن الأفضل أن يكون في الليل، أما الكحل فلا ينقض الصوم لكن الأفضل أن يكون في الليل، فإن وجدت طعم الكحل في حلقها فبعض أهل العلم يراها تقضي فإن قضت احتياطاً فحسن، وإلا فالصواب أن الكحل لا ينقض الصوم، لكن من باب الحيطة ينبغي أن يؤخذ في الليل، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).  

1.2K مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply