حلقة 699: حكم جلوس الفتاة مع أبناء عمها في وجود الأهل - أسئلة تتعلق بمؤلفات وكتب بعض العلماء - حكم إعطاء الزكاة لمن لا يصلي - الجمع بين آيتين ظاهرهما التعارض - حكم من أحضر خمسة عمال وأخذ من كل واحد منهم مبلغا من المال مقابل أتعابه

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

49 / 50 محاضرة

حلقة 699: حكم جلوس الفتاة مع أبناء عمها في وجود الأهل - أسئلة تتعلق بمؤلفات وكتب بعض العلماء - حكم إعطاء الزكاة لمن لا يصلي - الجمع بين آيتين ظاهرهما التعارض - حكم من أحضر خمسة عمال وأخذ من كل واحد منهم مبلغا من المال مقابل أتعابه

1- ما حكم جلوس الفتاة المسلمة مع أبناء عمها في وجود الأهل ولباسها للحجاب الشرعي مع كشف الوجه فقط؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فلا حرج من جلوس المرأة مع بني عمها وأقاربها في المجلس الذي يجتمعون فيه لشرب القهوة أو الشاي أو نحو ذلك، لكن بشرط الحشمة والحجاب وعدم الفتنة، ومن الحجاب ستر الوجه وعدم كشفه هذا لا بأس به، إذا كانوا جماعة أما مع الواحد فلا، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)، فليس لها أن تخلو بواحد من بني عمهم أو غيرهم من غير محارمها لكن إذا جلست مع جماعة مع أهلها أو مع أزواج أخواتها، أو أخوة زوجها محتشمة بعيدة عن الفتنة متسترة مخمرة وجهها وبدنها فلا حرج في ذلك، لتناول السلام بينهم والحديث بينهم فيما يهمهم من غير إبداء شيء من الزينة ومن غير إبداء شيء مما يضر من الكلام السيء الذي يوجب الفتنة، في الحديث العادي الذي لا حرج فيه.   
 
2- يسألن عن الكتب التالية -لو تكرمتم سماحة الشيخ-: (فقه المرأة المسلمة)(عجائب وغرائب الجن) لبدر الدين عبد الله . (عقيدة المؤمن) للشيخ أبو بكر الجزائري؟
(فقه المرأة المسلمة) لا أعرف عنه شيئاً، من ألفه؟ الدكتور إبراهيم الجمل. لا أعرفه. (عجائب وغرائب الجن) لبدر الدين عبد الله. لا أعرف عنه شيئاً. (عقيدة المؤمن) للشيخ أبو بكر الجزائري؟ هذا كتاب لا بأس به، جيد. كتاب عقيدة المؤمن، طيب، وهكذا ننصح الأخوات بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وأعظم من ذلك وأكبر أنصحهن بالقرآن العناية بالقرآن الكريم والإكثار من تلاوة القرآن فهو كتاب الله العظيم وهو أصل كل خير، وهو ينبوع السعادة فأنصح كل مؤمن وكل مؤمنة بالعناية بكتاب الله والإكثار من تلاوة كتاب الله أكثر من كل شيء، مع التدبر والتعقل والاستفادة وسؤال الله التفقه في معانيه وأن يبصر القارئ في معانيه ويعلمه ما ينفعه مع سؤال أهل العلم عما أشكل ومطالعة كتب التفسير حتى يستفيد المؤمن والمؤمنة، وهكذا السنة، سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهي الوحي الثاني وهي مفسرة للقرآن وهي مقدمة بعد القرآن على كل شيء، مثل البخاري صحيح البخاري صحيح مسلم والكتب المختصرة من ذلك مثل بلوغ المرام، مثل عمدة الحديث مثل منتقى الأخبار، كل هذه الكتب مفيدة وعظيمة تنفع المؤمن، والمؤمن والمؤمنة إذا أشكل عليهم أن يسألوا أهل العلم، ويراجع كتب الشروح التي تكلمت على الأحاديث الضعيفة حتى يستفيد الجميع، ولا مانع من قراءة كتب أهل العلم المفيدة، التي عرف أهلها بحسن العقيدة مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، كتب أئمة الدعوة كالشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه وأنصاره مثل كتاب التوحيد، مثل كشف الشبهات، الثلاثة الأصول، عدم المشي إلى الصلاة، مختصر السيرة النبوية، كل هذه للشيخ محمد رحمه الله، مثل العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام، التدمرية، الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، مثل كتاب الإيمان له أيضاً، منهاج السنة له أيضاً الفتاوى المعروفة، مثل زاد المعاد لابن القيم، شفاء العليل لابن القيم رحمه الله، إعلام الموقعين لابن القيم رحمه الله، حادي الأرواح له أيضاً، وهكذا كتب له أخرى كلها مفيدة وجيدة، وهكذا أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة، مراجعتها والاستفادة منها أمر طيب مطلوب، ولكن تكن العناية بالقرآن وبالأحاديث أكثر وأكبر وأعظم.  
 
3-  بجواري جار مسلم لكنه لا يصلي، هل لو أعطيته صدقة أو نحوها أكون مأجوراً؟
الواجب نصيحته وإنكار عمله السيئ وهو ترك الصلاة، فإن استجاب فالحمد لله وإلا فالواجب هجره ومقاطعته حتى يصلي، لأن ترك الصلاة منكر عظيم بل كفر أكبر على أصح قولي العلماء، فلا يجب التساهل معه، بل يجب أن ينصح ويوجه ويبين له أيضاً الخطأ في عمله السيء، ولا يعطى من الزكاة شيئاً حتى يسلم حتى يصلي، أما صدقة التطوع إذا أعطاه من باب الترغيب من باب الدعوة إلى الله كما يعطى الكافر المعاهد والذمي من صدقة التطوع فلا بأس من هذه الحيثية.  
 
4- في سورة الذاريات آية تقول: ((وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ))[الذاريات:22]، وفي سورة أخرى: (( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))[الملك:15]، اجمعوا لي بين هاتين الآيتين وفسروهما؟ جزاكم الله خيراً.
وفي السماء رزقكم، يعني من عند الله جل وعلا، هو الرزاق سبحانه وتعالى، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، هو الذي يرزق عباده ويقدر لهم ما شاء سبحانه وتعالى، هذا يربح في زراعته وفي تجارته وفي أعماله وهذا يخسر كثيراً وهذا يخسر قليلاً فهو المقدر سبحانه وتعالى وهو الموفق والهادي والرزاق جل وعلا، فالرزق منه سبحانه وتعالى، فهو الذي ينـزل الأمطار ويكون بها الأرزاق الكثير أيضاً سبحانه وتعالى، وفي الأرض تنبت الخيرات بسبب الأمطار من ثمار والفواكه والزروع وغير ذلك، وفيها الحيوانات النافعة المباحة وفيها غير مما ينفع الناس، كلها من رزق الله سبحانه وتعالى، وفي الأرض طلب الرزق والتجارة والبيع والشراء والأعمال الأخرى التي يعملها الناس في الخياطة في التجارة في النجارة في أعمال البناء في غير هذا، كل هذه، كل هذا من أسباب الرزق، لكن الرزاق هو في السماء، هو الله وحده سبحانه وتعالى. عن الآية الثانية، فامشوا في مناكبها؟ هذا لطلب الرزق، يمشي في الأرض يسافر إذا دعت الحاجة يطلب الرزق في التجارة وفي غيرها، وهكذا يخرج من بتيه إلى كذا وإلى كذا يطلب الرزق إلى العمل، هذا يخرج يعمل في البناء، هذا يخرج يعمل في المزرعة، هذا يخرج يعمل في كذا، يطلب الرزق.     
 
5- لقد أحضرت خمسة عمال، وأخذت من كل واحد منهم مبلغاً من المال لقاء أتعابي، فهل المال الذي أخذته حلال أم حرام؟
إذا كان في مقابل ما أنفقتها في تحصيل ما ينفعهم، أما إحضارهم لتأخذ المال منهم ما يجوز، ما يصح هذا، لكن إذا أحضرتهم وأحسنت إليهم وسعيت في طلب الإقامة لهم وهم طيبون أخيار فلا بأس، وليس لك أن تأخذ إلا بقدر ما صرفت عليهم، في معاشهم في طعامهم وشرابهم، أو في شراء حاجات لهم أو غير هذا مما تصرفه في حاجاتهم. الواقع سماحة الشيخ هناك ما يسمى بالاتجار بالعمال؟ توجيهكم في هذا؟ هذا غلط، الإتجار بالعمال لا يجوز، وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء بمنع ذلك،وأن الواجب ألا يستخدموا إلا على الطريقة التي أوضحتها الدولة وبينتها الدولة، فمن أراد أ ن يستقدم فعليه أن يسلك الطرق التي رسمتها الدولة، حتى لا يضر نفسه ولا يضر المسلمين.    
 
6- يسأل عن حكم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الأذان؟
الصلاة على النبي بعد الأذان، سنة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، لما قالوا له يا رسول الله: إن المؤذنين يغلبوننا؟ قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله بها عليه عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)، عليه الصلاة والسلام، رواه مسلم في الصحيح، وفي صحيح البخاري رحمه الله عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)، فهذا فضل عظيم، زاد البيهقي بإسناد صحيح: (إنك لا تخلف الميعاد)، فالمقصود أن الصلاة عليه في جميع الأوقات مستحبة، وهي خير عظيم قال الله جل وعلا: إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماًً، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (رغم أنف امرئ ذكرت عنده ولم يصل علي)، -صلى الله عليه وسلم-، وإن صلى عليه في آخر الصلاة بعد التشهد الأول، والتشهد الأخير قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، في التشهد الأخير، وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم، وقال بعضهم إن ذلك ركن، أما التشهد الأول فيستحب على الصحيح فقط، استحباباً، ثم يقول ذلك، المقصود أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عبادة مشروعة بعد الأذان وفي التشهد الأول وفي التشهد الأخير، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام، وفي جميع الأوقات.  
 
7-  قرأت كلام منسوباً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- هو: (من أكل الكراث ثم نام عليه نام آمناً من ريح البواسير)؟
هذا لا نعلم له أصلاً، هذا الحديث خبر موضوع لا أصل له.  
 
8- هل الصلاة النافلة مخصصة بقراءة سورة معينة، وما صحة هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم السورتان يقرأ بهما في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب: قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد أفيدونا مأجورين؟
هذا خبر عن عائشة لا أعلم له أصلاً، ولكنه ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأ في سنة الفجر، قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وفي سنة المغرب أيضاً وفي ركعتي الطواف، كان يقرأ بهاتين السورتين بعد الفاتحة عليه الصلاة والسلام، وربما قرأ في سنة الفجر بآيتين من سورة البقرة وآل عمران، وهما قوله تعالى: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى... إلى آخر الآية من سورة البقرة، وفي الركعة الثانية: قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم... الآية، من سورة آل عمران، هذا ثبت عنه، وهذا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام. فيستحب أن يقرأ فيهما في السنتين؛ يعني في سنة الفجر، وسنة المغرب وسنة الطواف بعد الفاتحة، وفي بعض الأحيان يقرأ بالآيتين، في سنة الفجر، آية البقرة في الأولى، قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا... الآية، وآية آل عمران في الثانية: قل أيها الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء.... الآية هذا هو السنة، ولا أعلم للنافلة سوراً مخصوصة غير ما ذكر، بل يقرأ في النافلة مثل ما يقرأ في الفريضة ما تيسر، الله قال: فاقرؤوا ما تيسر منه، يقرأ في الفرائض والنوافل ما يسر الله بعد الفاتحة. أيضاً ثبت في صلاة الفجر يوم الجمعة أنه كان يقرأ بعد الفاتحة بسورة آلم تنـزيل السجدة، وفي الثانية بـ هل أتى على الإنسان، هذه في الفريضة، يقرأ هاتين السورتين بعد الفاتحة، صلاة الفجر يوم الجمعة، في الأولى بعد الفاتحة آلم تنـزيل السجدة، وفي الثانية: هل أتى على الإنسان، وكان يقرأ أيضاً في صلاة الجمعة، سبح والغاشية، بعد الفاتحة، وربما قرأ بالجمعة والمنافقين في صلاة الجمعة، وربما قرأ بالجمعة في الأولى، وبهل أتاك حديث الغاشية في الثانية، هذه أنواع ثلاثة، في قراءته في صلاة الجمعة عليه الصلاة والسلام، كلها محفوظة عنه عليه الصلاة والسلام، في صلاة الجمعة مع الأولى سبح والغاشية بعد الفاتحة، الثانية الجمعة والمنافقين، يعني سورة يسبح لله الجمعة، والمنافقين، سورة إذا جاءك المنافقون، والنوع الثالث يقرأ في الجمعة في الأولى ويقرأ في الثانية بهل أتاك حديث الغاشية بدلاً من المنافقين، كلها ثابتة عنه في صفة الصلاة، صلاة الجمعة، وكلها مستحبة، ليست واجبة، لو قرأ بغيرها من السور فلا حرج، وثبت عنه أنه قرأ في صلاة العيد ق واقتربت، وبسبح والغاشية كما قرأ في صلاة الجمعة عليه الصلاة والسلام.   
 
9- ما صحة هذا الحديث: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلى هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر؟
الحديث معروف في سنده بعض المقال، ولكن ليس خاصاً بالفراش من قال هذا الاستغفار يرجى له هذا الجزاء العظيم، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، هذا يقوله عند النوم، وفي اليقظة وفي الطريق وفي أي مكان، هذا دعاء جيد، وإن كان في سنده بعض المقال، ولكنه دعاء جيد، وينبغي أن يكون معه التوبة الصادقة، يقول: أتوب إليه وهو صادق في ذلك، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه، يقول ذلك صادقاً في التوبة والندم، حتى يحصل له هذا الموعود وهو المغفرة فالدعاء هذا محمول على من قاله صادقاً تائباً نادماً يحصل له هذا الموعود به والمغفرة، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا الله هو وأتوب إليه، ويستغفر باللسان ويتوب باللسان مع صدق القلب مع الندم والإقلاع وعدم الإصرار على المعاصي.   
 
10- إني أقسمت بوضع يدي على كتاب الله أن أقلع عن معصية معينة، وأقلعت فعلاً، ولكن حدث وأن عدت مرة ثانية، سؤالي: هل علي كفارة؟ أرجو إفادتي، جزاكم الله خيراً.
عليك التوبة والكفارة جميعاً، التوبة إلى الله إذا كانت معصية، إذا كان على المعصية وعليك كفارة كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم إطعام عشرة تكسيهم أو تغديهم أو تدفع لهم نصف صاع من التمر أو من الأرز أو من الحنطة ومعه إدام يكون أفضل، أو تكسوهم كسوة تجزؤه للصلاة، كالقميص أو إزار ورداء لكل واحد، أو تعتق رقبة إن قدرت، وإن عجزت عن الثلاثة تصوم ثلاثة أيام، هذه كفارة اليمين.  
 
11-  ما معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت؟
هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما تيجان بأيديهن سياط يضربون بها الناس يعني ظلماً ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)، وقد فسر العلماء هذا الحديث بأنهن كاسيات من نعم الله، عاريات من شكرها، وقال جماعة في تفسير الحديث: كاسيات بالثياب الرقيقة والقصيرة، عاريات لأن هذه الملابس لا تستر، فهن في حكم العاريات، وهذا منكر عظيم يجب على المرأة أن تتستر بالستر الكامل عن خادمها وعن زوج أختها وعن إخوان زوجها وعن غيرهم من الأجانب، يجب أن يكون الستر كاملاً في جميع بدنها ورأسها ووجهها عن غير محارمها، وإذا تركت بعض ذلك صارت في حكم الكاسيات العاريات، وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مائلات مميلات)، فمعناه عند أهل العلم، مائلات عن الصواب عن الحق عن العفة والاستقامة إلى الفساد والفحش، مميلات لغيرهن إلى ذلك، فهن مائلات عن العفة والاستقامة إلى الفساد والزنا والفواحش وغير الحق، مميلات لغيرهن من النساء يعني يدعين إلى الفاحشة، ويتوسطن في الفاحشة، أما من فسر ذلك بالمشطة المائلة فهذا غلط ليس بشيء، الصواب أن المراد مائلات عن الحق، عن العفاف والاستقامة إلى الفساد وغير الاستقامة، مميلات لغيرهن من النساء عن العفة والاستقامة إلى الفساد، نسأل الله العافية. أما رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، هذه علامة لهن من علاماتهن تنصيب الرؤوس يجمعن عليها أشياء تضخمها وتكبرها وكأنها علامة لهن في بعض البلدان اللاتي تتعاطى هذه الأعمال السيئة.  
 
12-  ما حكم لباس المرأة الضيق، والشفاف، والقصير تحت الركبة في المنزل، وعند اجتماعها بالنساء في مكان بعيد عن مخالطة الرجال؟
لا ينبغي ارتدائها لهذا لأن هذا يجرها إلى التساهل به عند خادم وعند أخي زوج وغير ذلك، فينبغي لها أن تكون الملابس ليست ضيقة تبدي حجم عورتها وحجم أعضائها تكون متوسطة لا واسعة ولا ضيقة بين ذلك، ولا تكون قصيرة ولا شفافة وإذا بدت من العورة ما بين السرة والركبة حرم ذلك حتى عند النساء، إذا كان شفاف يرى ما تحت السرة أو يرى فخذها هذا منكر، فإذا كانت تستر ما بين السرة والركبة عند النساء فلا بأس، لكن لا ينبغي لها اعتياد ذلك، لأن هذا يجر إلى التساهل حتى عند خادم أو سواق أو أخي زوج، أو زوج أخت، فينبغي سد الذريعة، ينبغي البعد عن أسباب الفتنة، ينبغي لها أن تعتاد الملابس الجيدة الساترة الوافية البعيدة عن الفتنة هذه نصيحتي لكل امرأة.  
 
13-  ما حكم تطويل أظافر المرأة، علماً بأنها تصلي وتؤدي جميع فرائضها؟
تطويل الأظافر ممنوع بحق الرجل والمرأة جميعاً، ــ واحد ليس للمرأة أن تطول أظافرها وليس للرجل أن يطول أظافره، والحد في ذلك أربعون، أربعون ليلة، فما زاد على هذا يجب عليها قص الظفر وعلى الرجل، قلم الظفر، وعلى الرجل كذلك، وهكذا نتف الإبط وحلق العانة وقص الشارب، يقول أنس رضي الله عنه: وقِّت لنا في قص الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط، وحلق العانة، ألا نترك ذلك أكثر من أربعين ليلة، رواه مسلم في صحيحه، ومعنى وقت لنا، يعني وقته النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهكذا جاء في رواية أحمد والنسائي وجماعة وقت لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتصريح أنه وقته صلى الله عليه وسلم، فالواجب على الرجال والنساء ألا يطولن الأظافر أكثر من هذه المدة، أما في هذه المدة فأقل فالأمر واسع، لكن لا يزدن على الأربعين لا في الظفر ولا في الإبط، ولا في العانة وهكذا الرجل في الشارب، وفق الله الجميع.  
 
14-  هل تجوز الصدقة على المساجد؟
نعم، الصدقة على المساجد، طيب، عمارة المساجد من أفضل القربات، إذا كانت صدقة تطوع من غير الزكاة، فإذا بنى مساجد أو رممها أو كمل نقصها أو فرشها فهذا عمل صالح وقربة إلى الله عز وجل، لكن من غير الزكاة، أما الزكاة فتكون في الأصناف الثمانية، المذكورة في قوله سبحانه: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، في سبيل الله هم المجاهدون.  
 
15-  هل يجوز إعطاء الزكاة للمساجد؟
لا، تصرف في غير المساجد، تبنى من غير الزكاة، لكن يصرف الزكاة في أهلها، في الفقراء في المجاهدين في أبناء السبيل عتق الرقاب، في فك أسرى المسلمين في الغارمين المحتاجين العاجزين.  
 
16-   صلاة الجمعة هل تصح بأقل من اثني عشر رجلاً؟
صلاة الجمعة في عددها خلاف كبير بين العلماء، وأرجح الأقوال ثلاثة، أقل الجماعة ثلاثة، الإمام واثنان معه إذا كان مستوطنين في قرية مقيمين بها تجب عليهم الجمعة فأكثر، أربعة خمسة، عشرة عشرين أما القول بأنه لا بد من اثني عشر أو من أربعين فلا أصل له، ليس عليه دليل واضح، وأقل ما قيل في ذلك ثلاثة وهو أرجحها لأنها أقل الجمع بالنسبة إلى الجمعة.

431 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply