حلقة 688: حكم قراءة القرآن بعد الميت في المنزل لمدة أسبوع أو بعد الأربعين - حكم وضع الزهور على القبور في الأعياد - حكم قراءة القرآن على الميت في المقبرة - واجب الزوج تجاه زوجته وبناته اللاتي لا يصلين ولا يتحجبن

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

38 / 50 محاضرة

حلقة 688: حكم قراءة القرآن بعد الميت في المنزل لمدة أسبوع أو بعد الأربعين - حكم وضع الزهور على القبور في الأعياد - حكم قراءة القرآن على الميت في المقبرة - واجب الزوج تجاه زوجته وبناته اللاتي لا يصلين ولا يتحجبن

1-   عندما يتوفى مسلم يقرؤون عليه سورة ياسين على المقبرة وفي المنزل لمدة أسبوع، ويوم ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاته، هل هذا جائز؟ وجهوا الناس حيال هذا الموضوع فهو منتشر بكثرة، جزاكم الله خيراً

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا العمل الذي سأل عنه السائل بدعة لا أصل له، فلا يشرع أن يقرأ على الميت بعد موته لا في البيت ولا في المقبرة ولا على رأس الأربعين من وفاته ولا في غير ذلك بهذا القصد، بل هذه من البدع التي أحدثها الناس، وإنما المشروع أن يقرأ عنده حين الاحتضار قبل أن يموت إذا كان محتضراً شرع أن يقرأ عنده وإذا قرأ عنده سورة يس فذلك حسن، لأنه ورد فيها بعض الأحاديث، (اقرؤوا على موتاكم يس)، وإن كان في سنده كلام، لكن لا بأس، قد يتعظ بهذا وقد يستفيد بهذا، قبل أن يموت، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، يلقنوا)، يقال له: قل لا إله إلا الله، حتى يختم له بها، وفي الحديث: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة)، وذلك من أسباب دخول الجنة إذا مات على التوحيد والإيمان صادقاً مخلصاً. بالنسبة ذكر تلقين الميت أخونا يسأل عن هذا سماحة الشيخ أيضاً هل تضيفون شيء أو ما أوردتـموه؟ أما التلقين عند القبر، فهذا بدعة، الصحيح لا يقال بعد الدفن اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وبالقرآن إماماً هذا لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، والصواب أنه غير مشروع، هذا التلقين بعد الدفن عند القبر، يعني يلقن أن يجيب الملكين بالشهادتين وما ذكر معهما، هذا لا أصل له، أما التلقين قبل أن يموت بأن يلقن لا إله إلا الله فقد تقدم أنه سنة قبل أن يموت يقال له قل: لا إله إلا الله، فإذا قالها سكت عنه حتى يختم له بها.  
 
2- يوضع أزهار على القبور وخاصة يوم الأعياد، هل هذا جائز؟
ليس بجائز ولا مشروع، لا يوضع على القبور لا أزهار ولا غيرها وإنما وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - جريدتين على قبرين معذبين أطلع الله نبيه على أنهما يعذبان، فوضع عليهما جريدتين فقال: (لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا)، ولم يأمر بوضع الجريدة على القبور الأخرى، إنما وضعها على قبرين اطلع على عذاب أصحابهما، قال: (أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)، فهذا يبين لنا عظم الخطر في عدم التنـزه من البول، وعظم الخطر في النميمة، نسأل الله العافية، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة العناية بالطهارة، والحرص على السلامة من الأبوال في البدن وفي الثوب وفي المصلى، كذلك الحذر من النميمة والغيبة يجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذر من الغيبة والنميمة، والغيبة ذكرك أخاك بما يكره، فلان بخيل فلان كذا، فلان كذا، فلانة كذا، بما تكره، والنميمة نقل الكلام السيء، من فلان إلى فلان، فلان يقول فيك كذا، فلان يقول فيك كذا، فلانة تقول فيك كذا، فلانة تقول فيك كذا، هذه هي النميمة، وهي من الكبائر ومن أسباب البغضاء والشحناء بين المسلمين فالواجب الحذر منها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا يدخل الجنة نمام)، ولما سئل عن الغيبة، فقال: (ذكرك أخاك بما يكره، قيل يا رسول: إن كان في أخي ما أقول، قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبه وإن لم يكن فيه فقد بهته)، فالواجب الحذر والله يقول سبحانه: ولا يغتب بعضكم بعضاً، ويقول سبحانه: ولا تطع كل حلاف مهين، هماز مشاء بنميم، نسأل الله للمسلمين العافية.  
 
3-  هل تجوز قراءة القرآن على الميت في المقبرة؟
تقدم أنه لا يقرأ على الميت، لا يقرأ في القبور ولا على الموتى، ما فعل ذلك - صلى الله عليه وسلم -ولا أصحابه ولكن إذا زارهم يسلم عليهم: (السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر)، وإن شاء قال: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، هكذا كان النبي يعلم أصحابه عليه الصلاة والسلام، أما أنه يقرأ على القبور أو يقرأ عند القبور أو يصلي عند القبور كل هذا بدعة، أو يطوف عند القبور، كل هذا بدعة، وأعظم من ذلك أن يدعوهم أويستغيث بهم أو يدعو الميت أو يستغيث به، أو ينذر له أو يذبح له، كل هذا من الشرك الأكبر، فإذا قال: يا فلان، يا سيدي فلان، أو يا ولي الله فلان، انصرني أو اشف مريضي، أو المدد المدد أو ما أشبه ذلك مما يفعله عباد القبور، هذا من الشرك الأكبر، نسأل الله العافية، فيجب الحذر من هذه الأمور.   
 
4-   السؤال الأخير الذي نعرضه لأخينا في هذه الحلقة يقول: زوجتي لا تصلي، وبناتي أيضاً، ولا يتحجبون، فماذا أفعل؟ وجهوني جزاكم الله خيراً
الواجب عليك نصيحة الزوجة والبنات وتأديبهن على ترك الصلاة حتى يستقمن، هذا واجب عليك الصلاة عمود الإسلام، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين، (من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع)، والله يقول سبحانه: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، ويقول جل وعلا: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين، ويقول سبحانه: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم، فالواجب على المؤمنين التناصح والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، وزوجتك وبناتك من أحق الناس بنصيحتك وإرشادك، وأمرك لهن بالمعروف ونهيك لهن عن المنكر، ولا يجوز التساهل في هذا أبداً، ولو بالضرب ولو بضرب الزوجة ضرباً غير مبرح أو ضرب البنات ضرباً غير مبرح، حتى يستقمن، لأن الصلاة عمود الإسلام، من تركها كفر، نسأل الله العافية، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، نسأل الله العافية، فاتق الله يا أيها السائل واحرص على هداية زوجتك وبناتك، واستعن على ذلك أيضاً بأقاربك وأخوال بناتك إخوان الزوجة، أبيها أعمامها يساعدونك، اتفق معهم على أن يساعدوك على زوجتك وعلى بناتك حتى يقمن الصلاة وحتى يستقمن في دينهن لا تتساهل في هذا الأمر، فإن لم تستقم ففارقها وطلقها ولا يجوز بقاؤها معك وهي لا تصلي، فإما أن تتوب وإما أن تفارقها وهكذا البنات لا بد من تأديبهن حتى يتبن إلى الله وحتى يستقمن على الصلاة.  
 
5-  هل تصح الصلاة في المنزل إذا سمعت الأذان ولم أذهب إلى المسجد، أم لا بد أن تكون الصلاة في المساجد؟
الواجب أن تؤدي الصلاة في المساجد مع إخوانك المسلمين لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قال: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: (هل تسمع النداء بالصلاة، قال: نعم، قال: فأجب)، فهذا أعمى ليس له قائد يلائمه ومع هذا أمره النبي بالإجابة ولم يرخص له، فكيف بحال القادر البصير، فاتق الله أيها السائل واحذر من التساهل والمشابهة بأهل النفاق، واختلف العلماء هل تصح في البيت؟ على قولين: أحدهما أن تصح مع الإثم، وهذا هو الصواب، تصح مع الإثم، والقول الثاني: أنها لا تصح، وأن عليه أن يصلي في الجماعة، ولا تصح صلاته من دون الجماعة، ولكن القول الأول أصح، أنها تصح ولكن يأثم وعليه التوبة إلى الله، وأن يستقيم على أدائها في الجماعة، والله المستعان.  
 
6-   أخذني النوم ذات يوم عن صلاة الفجر، ولم أستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، واحترت هل أصلي النافلة أولاً رغيبة الفجر ثم الفريضة أم أبدأ بالفريضة، كيف يكون الحال لو تكرر الأمر مرة أخرى؟ جزاكم الله خيراً.
السنة أن تبدأ بسنة الفجر بالركعتين، تكون ركعتين خفيفتين سنة الفجر، ثم تصلي الفريضة، هكذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -لما ناموا عن الصلاة في بعض أسفاره نام عن الصلاة هو وأصحابه في بعض أسفاره فلم يستيقظوا إلا بحر الشمس، فلما استيقظوا أمر بالأذان فأذن بلال، وتوضئوا وصلى السنة الراتبة، ثم أمر بالإقامة وصلوا الفريضة، هذا هو المشروع.  
 
7-   حدث خلاف بين رجل مع أهل زوجته، وحلف وأقسم وقال: ستكون زوجتي طالقاً بالثلاث إذا ذهبت إلى زيارة أهلها، سواء كان والداها أو أخواتها أو أقاربها، ولكن لم يحدث خلاف بينه وبين زوجته بعد هذا القسم والحلف، ماذا يفعل الرجل إذا أراد أن يبرئ ذمته ويجعل زوجته تذهب إلى أهلها، علماً بأن ابنه سيتزوج من بيت أهل زوجته؟
يتصل بالمحكمة ويسأل المحكمة وهي تفيده عما وقع منه، أو يكتب لنا ونحن ننظر في الموضوع، ونفيده إن شاء الله بواسطة المحكمة. يكتب مرة أخرى؟ نعم، يكتب، ويذكر عنوانه. من المدينة المنورة فقط؟ لا، يذكر عنوانه الخاص، أولاً يذكر العنوان وبعد هذا نفيده إن شاء الله، أو يتصل بالمحكمة وفيها الكفاية.    
 
8-   رجل يقول أحياناً في دعواته: اللهم بشرف الرسول اشفني، ويسر أموري بجاه محمد -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته بأن هذا لا يجوز، وأن الدعاء يكون لله عز وجل بعظمته ومقدرته وبجاهه، وإذا أردت أن تقول بدلاً من هذا فافعل وقل: اللهم شفع فيَّ نبيك محمداً - صلى الله عليه وسلم-، هل ما قلت للرجل صحيح يا سماحة الشيخ؟! وما حكم الدعاء بشرف وجاه الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم-، وماذا أفعل إذا كنت مخطئاً في قولي هذا؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.
كلامك طيب وأنت مصيب، أنت مصيب فيما فعلت فلا يشرع التوسل بشرف الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولا بحق الرسول ولا بجاهه ولا بجاه فلان، ولا بحق الأنبياء ولا شرف الأنبياء، لأن الله سبحانه ما شرع لنا ذلك، إنما شرع لنا التوسل بأسمائه وصفاته وبالأعمال الصالحة، هذه الوسيلة في الدعاء، قال الله تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، وشرع لنا التوسل بصفاته، كما أن تسأله تقول: اللهم إني أسألك برحمتك بجودك وكرمك أن تغفر لي، بعلمك الغيب، بقدرتك على الخلق أن تغفر لي وأن ترحمني، أو توسل بأعمالك الصالحة، بتوبتك إليه وإيمانك به سبحانه وتوحيدك له، ومحبتك له، أو بطاعتك للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومحبتك للرسول - صلى الله عليه وسلم-، أو بأدائك الصلاة لله وحده أو ما أشبه ذلك من الأعمال الصالحات، أما التوسل بجاه فلان أو شرف فلان أو حق فلان، هذا لا يجوز على الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم، والأصل في هذا قوله سبحانه: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، وهكذا ما صح عن رسول الله من تعليم الناس في التوسل إلى الله بصفاته وأسمائه وبالأعمال الصالحات، وقد وقع ثلاثة في غار فانسد عليهم الغار بصخرة عظيمة لم يستطيعوا دفعها فقالوا فيما بينهم إنه لا يخلصكم من هذه المصيبة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعو الله وسألوه بصالح أعمالهم ففرج الله عنهم وأزاح عنهم الصخرة، أحدهم توسل ببره لوالديه والثاني توسل بعفته عن الزنا، والثالث توسل بأدائه الأمانة، ففرج الله عنه سبحانه وتعالى، هذه الوسيلة الشرعية.  
 
9-   إذا نذرت لله عز وجل ثلاث مرات في مناسبات مختلفة، هل علي صيام تسعة أيام لهذه النذور الثلاثة، أم يكفي صيام ثلاثة أيام فقط عن هذه النذور المجتمعة؟ أفيدوني أفادكم الله، وشكراً لكم.
النذر يختلف فإذا قلت لله علي نذر إن فعلت كذا أو فعلت كذا، وفعلته عليك كفارة اليمين، لأنك ما سميت شيء ما قلت أن أصوم أو أتصدق لكذا، فإذا كان النذر لم يسم عليك كفارة يمين، وإذا أتيت بنذر آخر فقلت لله علي نذر إن كلمت فلان غير نذرك الأول، وكلمته عليك أيضاً كفارة يمين، وإذا أتيت بنذر ثالث، فقلت لله علي نذر إن سافرت إلى كذا ثم سافرت عليك كفارة يمين، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم –: (كفارة النذر كفارة اليمين إذا لم يسم، كفارة النذر كفارة اليمين إذا لم يسم)، أما إذا سميت قلت لله علي أن أصوم ثلاثة أيام إن ولد لي ولد، لله علي أن أصوم عشرة أيام إن شفاني الله من كذا وكذا، فعليك أن تصوم إذا شفاك الله، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)، وهكذا لو قلت لله علي نذر أن أتصدق بمائة ريال أو بألف ريال إن شفا الله ولدي أو شفاني الله أنا أو شفا الله أبي أو أمي وحصل الشفاء فتصدق بما قلته، وهكذا ما أشبه ذلك.  
 
10-   أنا فتاة أصلي وفي كل صلاة أقرأ القرآن الكريم وأختمه في خلال أيام، ولكن لم أحفظ شيئاً غيباً من خلال قراءتي، أريد الحفظ وعدم النسيان، كيف ذلك؟ أرشدوني، جزاكم الله ألف خير.
عليك سؤال الرب جل وعلا، اسألي الله سبحانه واضرعي إليه أن الله يعينك على حفظ كتابه، واقرئي في الأوقات المناسبة التي فيها فراغ القلب في الليل أو في النهار على قليل قليل، كلما حفظت قليل انتقلي إلى قليل آخر، حتى تحفظين إن شاء الله، وعليك بالدعاء، دعاء الله جل وعلا، فهو القائل سبحانه: ادعوني أستجب لكم، وهو القائل سبحانه: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون، فاسألي الله جل وعلا في صلاتك في السجود في آخر الصلاة قبل السلام، في آخر الليل في يوم الجمعة، اسألي الله قولي اللهم يسر حفظ كتابك، اللهم أعني على حفظ كتابك، اللهم وفقني لحفظه والعمل به، اسألي الله واضرعي إليه وأبشري بالخير.  
 
11-   أنا فتاة بلغت العادة من قبل اثني عشر عاماً، وكنت لا أقضي ما أفطره في رمضان، وقد علمت بالذنب وتبت إلى الله تعالى، وقررت بل عاهدت الله بأن أصوم الشهر وأقضي الأيام التي أفطرت، ما حكم ذلك، هل أقضي السنوات الماضية أم ماذا أفعل، علماً بأني لا أستطيع القضاء؛ لأن صحتي ضعيفة جداً، وأيضاً لا أستطيع إطعام كل يوم مسكين لأنني فقيرة لا أملك المال؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.
عليك القضاء متى استطعت ولو مفرقاً كلما استطعت تصومين يوم يومين ثلاثة أربعة ثم تفطرين وهكذا تصومين بالتدريج حسب القوة والقدرة كلما استطعت وكلما قويت تصومين والحمد لله وتضبطين هذا تكتبينه تكتبين ما تصومين حتى تكملي ما عليك، والله يقول سبحانه: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، أبشري بالخير، فعليك التوبة الصادقة، والندم ثم استمري في القضاء، ولو كان القضاء متفرقاً على حسب طاقتك، نسأل الله لك العون والتوفيق.  
 
12-   أنا أحتجب عن أزواج أخواتي إلا واحداً تربيت معه، هل يجوز ذلك، ولا سيما إذا كان يصلي بي وبأخواتي؟ وجهوني حول هذا الموضوع، جزاكم الله خيراً.
عليك التحجب عن الجميع، حتى الذي تربى معك، كونه تربى معك لا يكون محرماً، فعليك أن تحتجبي من أزواج أخواتك مطلقاً حتى الذي تربى معك، ولو كان يصلي بكن تحجبن عنه وقت الصلاة، وهكذا في جميع الأحوال، وليس لك أيضاً الخلوة به وحدكما، لأن الخلوة من أسباب الشر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)، ولو كان قد تربى معك، ولو كان زوج أختك أو زوج عمتك لا تكشفي له، ولا تحصل خلوة معه.  
 
13-  أنا مصاب بمرض سلس البول، هل يجوز أن أؤم الناس في الصلاة؟
ينبغي ألا تأم الناس لأن جملة من أهل العلم نبهوا على هذا، لأن بك حدث دائم فالأولى بك ألا تأم الناس، وأن تصلي مأموماً وتوضأ لكل صلاة، كل وقت صلاة توضأ مثل المستحاضة عليك أن تتوضأ لوقت كل صلاة، وتصلي في الوقت، وتقرأ في الوقت، وتلمس المصحف حتى ينتهي الوقت، لأن هذه الطهارة طهارة ضرورة، فأنت صل مع الإمام ولا تصلي إماماً هذا هو الأحوط وفيه الأخذ بما قاله أهل العلم.  
 
14- تزوج والدي امرأة بعد وفاة والدتي رحمها الله، وهذه المرأة لها بنات، ولكن طلق والدي هذه المرأة ولم ينجب منها، هل يجوز لنا أن نصافح بناتها وبنات بناتها؟
لسن محارم لكم، إنما هن محارم لأبيك، لأنه زوج أمهن فهن ربائب، إذا كان قد وطأ أمهن، أما أنتم فهن أجانب لكم أن تتزوجوا بهن، لسن أخوات ولسن ربائب لكم، وإنما هن ربائب لأبيكم، فالحاصل أن هؤلاء البنات أجنبيات من أولاد الزوج.  
 
15-  هل يجوز أن يذهب الفرد من بلد إلى بلد ليصلي صلاة الجمعة في مسجد يقال له مسجد الشيخ فلان؟
إذا كان السفر من أجل أن يقال مسجد فلان لا، لا يشد الرحل من أجل المسجد الفلاني، ولا من أجل أنه ينسب إلى الشيخ فلان فالعمدة هذا إمامه الحاضر، إذا كان إمامه طيب والصلاة خلفه جيدة لأجل خشوعه وحسن تلاوته هذا إذا قصده الإنسان يصلي خلفه من أجل حسن تلاوته ومن أجل إقامته للصلاة وخشوعه هذا حسن، أما شد الرحل من أجل فضل المسجد المنسوب إلى فلان، هذا لا يجوز، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذه والمسجد الأقصى)، هكذا قال عليه الصلاة والسلام، لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، يعني مكة، ومسجدي هذا، مسجد المدينة، والمسجد الأقصى، مسجد القدس، أما المساجد الأخرى ما يشد الرحل لها، ولو كان صاحبها معروفاً بالخير، ينسب إلى شيخ معروف بالخير، أما إذا شد الرحل للتعلم أو للصلاة خلفه لا من أجل المسجد بل للصلاة خلفه، والإقامة عنده هناك ليتعلم عليه وليستفيد منه لا بأس، هذا من أجل طلب العلم.  
 
16-   لقد انتقلت من القرية لغرض العمل في مكان صحراوي لمدة أشهر، وكان قرب هذا المكان يوجد قرية وبها مسجد وفيه قبر، وفي بداية الأمر كنت أذهب لصلاة الجمعة إلى هذه القرية؛ لأنها الوحيدة القريبة منا، ولكن عندما اتضح بأن المسجد به قبر تركت الصلاة، وطول مدة عملي في هذا المكان وأنا لا أصلي الجمعة، علماً بأن جميع الفروض أصليها كاملة، فهل علي ذنب في تركي الصلاة طول هذه المدة، واعني صلاة الجمعة، جزاكم الله خيراً.
ليس عليك بأس لأن المساجد التي فيها القبور لا يصلى فيها، وعليك أن تعيد ما صليت في المسجد هذا، الذي فيه القبر، عليك أن تعيد صلواتك تعيدها ظهراً، وتصلي في محلك وإذا تيسر بقربك جيران يصلون فصل معهم وجب عليكم أن تصلوا جماعة بحيث تجتمع مع جيرانك وتصلون جماعة في بيت أحدكم أو في مسجد تقيمونه سليم من القبور، وعليكم أن تنصحوا أصحاب المسجد، تجتمع أنت وإخوانك الطيبون بالمسؤولين عن المسجد حتى يزال القبر من المسجد حتى ينقل إلى القبور، ينبش وينقل إلى القبور حتى يبقى المسجد سليماً من القبور، الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، فنهاهم عن اتخاذها مساجد، ورأى عمر أنس أراد أن يصلي حول قبر فقال له عمر: "القبر القبر" ننبه أن هناك قبر حتى لا يصلي حوله، المقصود أن الصلاة في المساجد التي فيها قبور، أو الصلاة في القبور أو في المقبرة كلها باطلة، فالواجب على المسلمين أن يحذروا ذلك وأن تكون مساجدهم سليمة من القبور، والواجب على العلماء أن ينبهوا الناس، الواجب على العلماء في كل مكان وفي كل دولة أن ينبهوا الناس على ذلك حتى تسلم المساجد من القبور، وكل مسجد فيه قبر يجب نبش القبر وإبعاده عن المسجد إلا إذا كان المسجد بني عليه والقبور سابقة والمسجد بني على القبور فإنه يهدم وتبقى القبور على حالها، أما إذا كان المسجد هو القديم، ثم دفن فيه عالم أو غيره، فإنه يجب نبشه ونقل الرفات إلى المقبرة العامة في حفرة خاصة يسوى ظاهرها كسائر القبور حتى يبقى المسجد سليماً، وحتى يصلي المسلمون فيه، هذا هو الواجب على الأمراء والعلماء أن يعنوا بهذا الأمر، وألا يتساهلوا فيه لأن هذا من الشعائر الظاهرة التي يجب العناية بها والله يهدي الجميع، نسأل الله للجميع الهداية. 

455 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply