حلقة 697: معنى قول تعالى والذين هم عن اللغو معرضون - هل كان الرسول يصلي قبل المغرب ركعتين - هل هناك دعاء يدعو به المصلي قبل تكبيرة الإحرام - حديث الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة - هل يكتفي المأموم بقراءة الفاتحة خلف الإمام

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

47 / 50 محاضرة

حلقة 697: معنى قول تعالى والذين هم عن اللغو معرضون - هل كان الرسول يصلي قبل المغرب ركعتين - هل هناك دعاء يدعو به المصلي قبل تكبيرة الإحرام - حديث الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة - هل يكتفي المأموم بقراءة الفاتحة خلف الإمام

1-  ما معنى قول الحق تبارك وتعالى: والذين هم عن اللغو معرضون؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فقد قال الله جل وعلا في كتابه العظيم يوصي عباده المؤمنين: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون (1-3) سورة المؤمنون، فسر العلماء اللغو، بأمور ثلاثة: أحدها: الشرك؛ لأنه باطل، وذلك يجب إطراحه والحذر منه. الثاني: المعاصي؛ لأنها باطلة أيضاً يجب الحذر منها. الثالث: كل شيء لا فائدة فيه، ولا مصلحة فيه، فهو من اللغو، والمؤمن يجتنبه، وهكذا المؤمنة وكل التفاسير صحيحة، فإن المؤمنين يجتنبون الشرك كله بأنواعه ويجتنبون المعاصي ويحذرونها ويجتنبون أيضاً كل شيء لا فائدة فيه ولا مصلحة؛ لأنه يشغلهم عما هو أهم، فهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون حذراً من أنواع الشرك كلها، ومن سائر ما حرم الله من المعاصي وحذر أيضاً مما يشغله عما هو أهم، من الأشياء التي لا فائدة فيها من قول، أو عمل.   
 
2-  هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي قبل المغرب ركعتين، أم بعد الصلاة؟
المعروف عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بعد المغرب ركعتين راتبة، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى قبل المغرب ركعتين، رواه ابن حبان، ولكن المشهور عنه صلى الله عليه وسلم إنما هو الصلاة بعد المغرب، بعد المغرب ركعتين، هذه ثابتة عنه في الصحيحين وغيرهما، وثبت عن الصحابة أنهم فعلوها بأمره صلى الله عليه وسلم وبإقراره، كان الصحابة يصلون ركعتين، وهو ينظر إليهم، وقد أمرهم بقوله: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال: في الثالثة: لمن شاء)، فهم يفعلونها وهو ينظر عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على سنيتها بعد الأذان، فهي ثابتة من قوله وتقريره، ثابتة من قوله وتقريره، أما فعله فهو محل نظر وإن صححه ابن حبان لكن محل نظر، لكنه ثابتة من قوله، (وهي صلوا قبل المغرب)، ومن تقريره الصحابة رضي الله عنهم.  
 
3-  إذا أقيمت الصلاة، هل هناك دعاء يدعو به المصلي قبل تكبيرة الإحرام؟
لا نعلم شيئاً في ذلك، وقد سئل أحمد عن هذا فأجاب أنه لا يعلم شيئاً في هذا، فإذا دعا بشيء فلا بأس، لكن ليس هناك شيء معروف سنة، فإذا دعا بشيء اللهم اغفر لي، أو اللهم ارحمني، أنجني من النار، أو أعتقني من النار، لا نعلم فيه شيئاً، لكن ليس في هذا شيء خاص يستحب.  
 
4-  هناك حديث أذكر معناه سماحة الشيخ: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة؟ هل هذا حاصل في هذا الباب؟
نعم، حديث لا بأس به، هذا بين الأذان والإقامة قبل الإقامة، يعني الدعاء بين الأذان والإقامة ترجى إجابته، ثبت هذا من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد)، فينبغي الإكثار من الدعاء بين الأذان والإقامة يعني قبل الإقامة وبعد الأذان. بعض الناس يفهمه أنه بعد الإقامة؟ لا، بين الأذان والإقامة يعني قبل الإقامة وبعد الأذن.  
 
5-  هل يكتفي المأموم بقراءة الفاتحة خلف الإمام أم يقرأ مع الفاتحة سورة قصيرة؟
في الجهرية لا، يكفي سورة الفاتحة، أما في السرية مثل الظهر والعصر فلا بأس يقرأ زيادة، في الأولى والثانية يقرأ زيادة على الفاتحة؛ لأنه ليس هناك قراءة يستمعها وينصت لها.  
 
6-  ما هو التسبيح المستحب بعد كل صلاة، وهل الحركة والوسوسة تبطل الصلاة؟
التسبيح المشروع بعد كل صلاة أنواع، أنواع لكن أكملها سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ثلاثة وثلاثين مرة، هذا أكمل الأنواع، ثم يختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، بعد كل صلاة، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة هذه تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)، خرجه مسلم في صحيحه، هذا يدل على فضل هذا الدعاء العظيم، وهذا الذكر العظيم، بعد كل صلاة، وفيه هذا الخير العظيم، وفي رواية عند مسلم رحمه الله، بدل لا إله إلا الله، التكبير أربعاً وثلاثون، بدل لا إله إلا الله يكبر أربعاً وثلاثين والتسبيح ثلاثاً وثلاثون، والتحميد ثلاثاً وثلاثون الجميع مائة يسبح ثلاثاً وثلاثين، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبر أربعاً وثلاثين هذه مائة، هذا نوع آخر، وفيه نوع ثالث، يسبح ثلاثاً وثلاثين ويحمد ثلاثاً وثلاثين ويكبر ثلاثاُ وثلاثين، ولا يأتي بشيء زيادة على هذا علم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء علمهم بهذا عليه الصلاة والسلام، وهناك نوع رابع وهو أن يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، خمساً وعشرين مرة يزيد فيها لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، خمساً وعشرين مرة الجميع مائة، كله طيب، وإذا فعل هذا تارة، وهذا تارة كله طيب، لكن أفضلها أن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم يختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. تكملة أيضاً لنفس سؤاله سماحة الشيخ لو تكرمتم، يسأل أيضاً ويقول: وهل الحركة والوسوسة تبطل الصلاة؟ الحركة فيها تفصيل، الحركة القليلة والوسوسة لا تبطل الصلاة، أما إذا كانت حركة كثيرة متوالية، فذكر بعض أهل العلم أنها تبطل الصلاة إذا كثرت وتوالت عمداً، أو سهواً؛ لأنه خرج بذلك عن الصلاة عن حد الصلاة، فينبغي للمؤمن أن يحذر ذلك، ينبغي للمؤمن أن تقل حركاته وأن يحذر الوساوس التي تسبب كثرة الحركة، حذراً من بطلان صلاته، ينبغي له أن يكون حذراً في هذا يعتني بالخشوع ويقبل على صلاته حتى لا يتحرك كثيراً.  
 
7-  هل يجهر المصلي في صلاة الفجر بعد طلوع الشمس، سواء كان منفرداً، أو جماعة؟
نعم، إذا فاتته الصلاة في الفجر، وصلاها منفرداً يجهر، حتى ولو بعد طلوع الشمس، يصليها جهراً، صلى النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس هو وأصحابه في بعض أسفاره صلاها جهراً عليه الصلاة والسلام، مثلما كان يصليها في الوقت عليه الصلاة والسلام، صلى السنة الراتبة، أمر بالأذان وصلى السنة الراتبة، ثم أقيمت الصلاة وصلى الفريضة عليه الصلاة و السلام.  
 
8-   إنني قد أفطرت يوماً من أيام رمضان؛ وذلك لأنه اشتد بي العطش وخشيت على نفسي من الضر، فهل الواجب علي أن أقضي يوماً واحداً، أم أنه يجب علي تطبيق حكم من أفطر متعمداً؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
ليس عليك إلا قضاء يوم واحد، وهكذا من أفطر متعمداً عليه التوبة ويقضي يوماً واحداً، أما حديث أنه لا يقضي عنه الدهر ولو صامه، فهو حديث ضعيف، من أفطر عامداً فعليه التوبة والقضاء لما أفطره يوم أو أكثر، يقضي ما أفطر والحمد لله مع التوبة النصوح، أما من اضطر إلى ذلك، كمسألتك التي خشيت معها الضرر البين، ثم أفطرت فإنك تقضي هذا اليوم وتمسك باقي النهار، إذا أفطرت تمسك وتقضي، إذ عند الضرورة، خوف من المرض الشديد، أو الموت. إذا لم يمسك سماحة الشيخ؟ إذا أفطر ولم يمسك بقية اليوم؟ يأثم، وعليه التوبة إلى الله.   
 
9-  أرجو منكم تفسير سورة الكوثر؟
يقول الله سبحانه: إنا أعطيناك الكوثر، هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم و الكوثر نهر في الجنة رآه لما عرج به عليه الصلاة والسلام، نهر عظيم في الجنة، يصب منه ميزابان يوم القيامة في حوضه صلى الله عليه وسلم الذي في الموقف يوم القيامة فصل لربك وانحر يعني شكراً لله، صل ما أمرك ربك من الصلاة وقال بعضهم: معناه صلاة العيد، وانحر: يعني اذبح الهدايا اذبح الضحايا، والآية أعم، تعم الصلوات كلها وتعم النحر كله، من الضحايا وغير الضحايا كلها تنحر لله سبحانه وتعالى لا لغيره جل وعلا، ولكن صلاة العيد وذبح النحر داخل في ذلك، فصل ربك لا لغيره، يعني صل له وحده سبحانه وتعالى، الصلوات الخمس صلاة العيد وصلاة الجمعة كلها لله وحده، وهكذا صلاة النافلة كلها لله، وهكذا النحر كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) سورة الأنعام، فالصلاة لله والنحر لله، كما أن الصدقة لله، والسجود لله، والدعاء لله، ليس للمسلم أن يدعو غير الله، ولا أن يسجد لغير الله، ولا أن ينحر لغير الله، بل يجب أن تكون أعماله لله وحده سبحانه وتعالى، إن شانئك هو الأبتر، الشائن المبغض المعادي والأبتر هو الناقص المقطوع، فمبغض النبي صلى الله عليه وشانئه هو الأبتر في الدنيا والآخرة، المقطوع الصلة بالله عز وجل، والصلة بأسباب السعادة وليس له إلا النار نعوذ بالله.  
 
10-   في بداية حياتها أي في السنة الأولى من سن بلوغها أفطرت ثمانية أيام من أول شهر رمضان حتى اليوم الثامن، وكانت هذه السنة هي أول سنة تشعر فيها بعلامات البلوغ، وكانت لا تدري بذلك، وواصلت من اليوم الثاني حتى نهاية الشهر والحمد لله حتى الآن هي مواظبة على صيامها المفروض والتطوع، وعلى صلواتها المفروضة والنوافل، وهي مؤمنة ومتدينة والحمد لله على ذلك، والآن قد ناهزت الثلاثين من عمرها، وتذكرت تلك الأيام الثمانية، وسألت أحد العلماء في السودان وأفتى لها بأن تصوم عن كل يوم شهرين، والآن ومن حوالي ستة شهور هي مواصلة في الصيام، ولا أدري هل هذا هو السبيل الوحيد، أم ماذا؟ خوفي عليها يكاد يقتلني، كيف تصوم أربعمائة وثمانين يوماً مقابل ثمانية أيام، وهي مصرة على إتمام الأربعمائة والثمانين يوما؟ فأفتونا جزاكم الله خيراً.
هذه الفتوى باطلة لا أساس لها من الصحة، هذا جهل كبير، ممن أفتاها بذلك، ليس عليها إلا الأيام الثمانية فقط، ليس عليها أن تصوم إلا الأيام الثمانية مع التوبة والاستغفار، وإطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع، كيلو ونصف من تمر، أو أرز عن كل يوم، تجمع وتعطى بعض الفقراء أربعة أصواع عن ثمانية أيام، أو اثنا عشر كيلو عن ثمانية أيام كل يوم عنه كيلو ونصف، يعطاها بعض الفقراء والصيام ثمانية أيام فقط، مثلما أفطرت، أما هذه الفتوى عن كل يوم شهرين فهذه فتوى باطلة، نسأل الله السلامة والعافية.  
 
11-   أنا أعمل بالعراق وأصبت في العمل في قدمي مما سبب لي عملية تدبيس، وبعدها علاج طبيعي، وقد استغرق هذه مدة أربعة شهور انقطعت فيها عن الصلاة، علماً أنني قبلها والحمد لله كنت مستمراً على الصلاة، والآن الحمد لله مداوم عليها، هل يجب علي إعادة هذه الصلاة، أم أنه يعتبر عذر شرعي؟
إن كنت تركت الصلاة تعتقد أن هذا عذر، وأنه لا شيء عليك من أجل هذا المرض فعليك القضاء، وإن كنت متساهلاً متعمداً ترك الصلاة؛ لقلة مبالاتك فعليك التوبة إلى الله عز وجل والرجوع إليه ولا قضاء عليك على الصحيح بل عليك التوبة إلى الله؛ لأن تركها كفر، والكافر ليس عليه إلا التوبة، ومن ترك الصلاة كفر، إذا تعمد ذلك؛ لقول الله عز وجل: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ (38) سورة الأنفال، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فإذا كنت عامداً تركها متساهلاً فالواجب عليك التوبة إلى الله والندم والعزم ألا تعود في ذلك ولا قضاء عليك على الصحيح، أما إن كنت تظن أنك معذور، وأنك بهذا المرض ليس عليك أن تفعل، فأنت مثل من نسيها، أو نام عنها يقضي، تقضيها ولا شيء عليك. ولعله يعتقد أنه معذور سماحة الشيخ؟ لعله، لعله إن شاء الله.  
 
12-   كنت أصلي الظهر بمفردي، وفي أثناء الركعة الثانية وجدت صلاة الجماعة تصلى أمامي، هل أنوي مع صلاة الجماعة وأنا واقف مكاني، أو أكمل الصلاة بمفردي؟
تقطعها وتدخل معهم، تقطع صلاتك وتدخل معهم من أول الصلاة تذهب معهم وتقضي بعد ذلك، إذا سلموا تقضي ما فاتك؛ لأن صلاة الجماعة مطلوبة وإن كملت فلا حرج، إن كملت فلا حرج، وإن قطعتها وانتقلت إليهم فإنك مأجور في هذا لأجل الجماعة، لأجل فضل الجماعة.  
 
13-   هل يجوز للمرأة التي تصلي في بيتها أن تصلي قبل إقامة الصلاة في الجامع، وأنا أصلي قبل الإقامة؛ وذلك لأن أكثر صلوات الفجر لم أصلها إلا قضاءً، وسبب ذلك أني أسمع الأذان وأقوم ولكن كثيراً ما يغلبني النعاس وأنام ولا أصحو إلا بعد زوال وقت الصلاة؛ وذلك لأني أنتظر مدة طويلة حتى يقيم الإمام، ولكني فضلت أن أسأل فأعمل بما أسمع منكم؟ جزاكم الله خيراً.
عليك أن تصلي إذا دخل الوقت وليس عليك أن تنتظري الإمام، هذا لا أصل له، صلاة المرأة مستقلة تصلي قبل الإمام، أو بعد الإمام، ليس لها تعلق بالإمام، فإذا دخل الوقت تصلي ولا تنتظري الإمام هذا شيء لا أصل له، صلاة المرأة مستقلة غير مربوطة بإمام الرجال، فلا تنتظري بل صلي والحمد لله.  
 
14-  تسأل سماحة الشيخ لو تكرمتم عن حكم سن الذهب والتفليج البسيط للمرأة؟
سن الذهب لا بأس به، أما التفليج فلا يجوز، الرسول نهى عن التفليج للحسن أما إذا كان لإصلاح الضرس لمرض به، أو لتلبيسه الذهب، أو لأشياء أخرى من العلاج فلا بأس، أما للتحسن، للحسن والزينة هذا لا يجوز، الرسول لعن المتفلجات للحسن، أما إذا كان حك الضرس، والعمل لإزالة ما فيه من عوج، أو زيادة، أو تقدم، أو تأخر فلا بأس ليس هذا من باب التفليج، إنما هو من باب العلاج لما حصل فيه من الخلل، أو لتلبيسه، أو لإزالة ما فيه من الدود والسوس لا حرج في ذلك.  
 
15-   إن والدها لا يهتم بإخوانها من حيث الصلاة، وإنها تصلي بهم من أجل تعويدهم، وأحياناً تصلي بهم وإن كانت معذورة شرعاً؛ لئلا تبين لهم عذر النساء، فما رأيكم؟
الواجب على أبيهم العناية بهم، إن كانوا ذكوراً يلزمهم بالصلاة مع الجماعة في المساجد ولو بالضرب حتى يستقيموا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (مروا أبنائكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع)، فالأب مسؤول عن أولاده وعليه أن يجتهد في إقامتهم الصلاة وصلاتهم مع الناس في المساجد حتى يعتادوها، ويستقيموا عليها أما إن كان الأولاد بنات، فإنه أيضاً يقوم عليهن ويلزمهن بالصلاة ويؤدبهن إذا تكاسلن عن الصلاة أما أنت فلا مانع أن تصلي بهن إذا كن بنات، تعلمينهن وتقفي وسطهن، وتعلمنهن الصلاة؛ لأنهن بنات، أما الأولاد لا، الذكور يلزمهم الخروج إلى المسجد، وليس للمرأة أن تصلي بهم، المرأة لا تصلي بالرجال، ولكن تقومين عليهم، وتوجهينهم إلى الصلاة في المسجد ولو بالتوبيخ إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولو بالضرب إذا كنت الكبيرة وهم الصغار إذا أهملهم أبوهم، ولا تصلين بهم، لا تصلي أنت بهم إذا كانوا ذكوراً، ولكن تأمرينهم وتجاهدينهم حتى يصلوا في الجماعة، وتشجعين الوالد على القيام عليهم وتطلبين منه العناية بهم من باب التعاون على البر والتقوى، أما البنات فلا بأس أن تصلي بهن وتعلمينهن حتى يعتدن ذلك، والإمامة تكون وسط النساء لا قدامهن، أما أن تصلي بهم وأنت في الحيض لا يجوز هذا، هذا منكر، ليس لك أن تصلي بهن وأنت حائض أو نفساء ولو قصدت الخير، ليس لك هذا، بل الحائض لا تصلي ولا تستعمل أعمال الصلاة، تقيم الصلاة، ولا تصلي وهي نفساء، ويحرم عليها هذا العمل، هذا شر عظيم ومنكر، نسأل الله السلامة. بالنسبة للمعلم إذا أراد أن يعلم الصبيان وهو على غير وضوء، يجوز له ذلك سماحة الشيخ؟ يعلمهم لكن مو بالصلاة، يقول الركوع كذا، والسجود كذا، ما فيه بأس، لا يصلي بهم على أنها صلاة. 
 
16-   مسلم مقيم ببلد غير إسلامي، وإن ذبح الأضحية قد لا يجد محتاجاً يطعمه منها، فهو يرى أن يرسل بثمنها لفقراء المسلمين، أو لتذبح بأرضهم، فما تعليقكم على هذا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
لا مانع في ذلك، إذا أرسلها تذبح هناك، هذا حسن بواسطة الثقات وإذا أرسل قيمتها فلا بأس، لكن كونه يذبحها عنده إذا تيسر من يأكله من أصحابه، أو إخوانه أفضل، يقيم السنة في محله، في الأقليات الإسلامية، ويهدي لإخوانه الطلبة المسلمين، ويهدي منها الكفار ما فيه إذا كانوا غير محاربين للإسلام، في محل أمن وعدم محاربة للإسلام؛ لأنها صدقة تطوع، وإن أرسلها للفقراء في أفريقيا، أو للمجاهدين في الأفغان، أو أرسل قيمتها فلا بأس في ذلك، ما كان عنده من يأكل منها ويستفيد منها.  
 
17-  عن الأضحية الواحدة، هل تكفي، أو تجزئ عني وعن والدي، علماً بأني متزوج ولي أسرة، وطبعاً الوالد له كذلك؟
إذا كنتما في بيت واحد، ذبيحة واحدة تكفي عنكما، السنة عنك وعن أبيك وزوجاتكما وأولادكما، أما إذا كنت في بيت مستقل وأبوك في بيت مستقل فالسنة أن يضحي كل واحد منكما عن نفسه وأهل بيته؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين، كان يضحي بكبشين أملحين أحدهما عنه وعن أهل بيته، والثاني عن أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أنك إذا كنت مستقلاً وهو مستقل، السنة أن يضحي كل واحد عن نفسه وأهل بيته، أما إذا كنتما في بيت واحد حالكم واحدة تكفي الواحدة، وإن ضحيتم بأكثر فلا بأس الأمر في هذا واسع، قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه الصحابي الجليل: كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نضحي بالشاة الواحدة يضحي بها الرجل عنه وعن أهل بيته.  
 
18-  لدى زوجتي بعض الحلي من الذهب، ولنا ثلاث سنوات لم نزكه، هل يجب على حلي النساء زكاة ؟ وما مقدارها؟
الصواب أن فيها الزكاة على الراجح من أقوال العلماء، فيها خلاف بين العلماء، لكن الصواب أن فيها الزكاة في كل ألف خمسة وعشرون، فإذا بلغت النصاب زكيت، والنصاب عشرون مثقالاً، ومقدراه اثنان وتسعون غرام، وفي الجنيه السعودي إحدى عشر جنيه ونصف، فإذا بلغت الحلي النصاب وحال عليها الحول، وجب فيها الزكاة في أصح أقوال أهل العلم، يعطاها الفقراء كسائر الزكوات، وعليكم أن تزكوا عن السنوات الماضية إذا كانت المرأة قد علمت بهذا في السنوات الماضية، فعليها أن تزكي عن السنوات الماضية، أما إذا كانت لم تعلم إلا أخيراً فإنها تزكي في المستقبل والحمد لله، والماضي يعفو الله عنه لعدم العلم.

388 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply