حلقة 846: حكم صلاة التراويح في المسجد للمرأة - حكم زيارة القبور للنساء - حكم من يستهزئ بالنساء المتحجبات - تلقين المحتضر الشهادتين - عذاب القبر ونعيمه - أحاديث لم تصح - حكم القضاء لمن ترك بعض الصلوات

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

46 / 50 محاضرة

حلقة 846: حكم صلاة التراويح في المسجد للمرأة - حكم زيارة القبور للنساء - حكم من يستهزئ بالنساء المتحجبات - تلقين المحتضر الشهادتين - عذاب القبر ونعيمه - أحاديث لم تصح - حكم القضاء لمن ترك بعض الصلوات

1- ما حكم الشرع في صلاة المرأة التراويح في المسجد؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن الأصل في صلاة المرأة أن بيتها أفضل لها وخير لها، كما جاء به الحديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، لكن إذا رأت المصلحة في الصلاة في المسجد مع التستر، والتحفظ؛ لأنه أنشط لها، أو لأنها تستمع للفائدة من الدروس العلمية، فهذا لا بأس به ولا حرج في ذلك والحمد لله، وهو أيضاً طيب لما فيه من الفائدة العظيمة، والنشاط للعمل الصالح.  
 
2- ما حكم الشرع في زيارة القبور للنساء يوم الجمعة؟
الزيارة للقبور مختصة للرجال، هذه السنة للرجال أن يزوروا القبور؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، وليس لها حد في الليل، أو في النهار، أما النساء فلا يجوز لهن زيارة القبور؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن زائرات القبور، فلا يجوز لهن الزيارة ولكن يدعون لموتاهم بالمغفرة والرحمة، بعد موتهم من أي مكان، أما الزيارة فتختص بالرجال وفق الله الجميع.
 
3- تسأل أختنا عن حكم من يستهزئ بالنساء المتحجبات، وخاصة من تغطي وجهها؟
هذا على كل حال حكمه أنه غالط، وأتى منكراً، فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلكن وأن يشجعهن على الحجاب، وليس له ولا لغيره الاستهزاء بالمحتجبات، بل الواجب شكرهن، وتشجيعهن على التحجب لما في هذا من المصلحة العظيمة، ولما فيها من إتباع الشرع، والتمسك بالأوامر التي جاء بها الكتاب والسنة، كما قال الله سبحانه في كتابه العظيم: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (33) سورة الأحزاب، وقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53) سورة الأحزاب، فالحجاب للمرأة فيه خير عظيم ومصالح جمة لها وللمسلمين.  
 
4- هل يشترط تلقين المتوفى الشهادتين، وإذا لم يكن أحد عند المتوفى هل يلفظ الشهادتين؛ لأننا سمعنا أن المتوفى قد يشغل عنها، وجهونا حول هذا الأمر؟
أنتن مشكورات على العناية بهذا البرنامج، ومعرفة قدره، ولا شك أنه برنامج مفيد عظيم، وأنا أوصي جميع إخواني في الله وأخواتي في الله بالعناية بهذا البرنامج، والاستماع له، والاستفادة منه فهو برنامج مفيد بحق، ويقوم عليه جماعة من خيرة أهل العلم، فأنا أوصي جميع إخواني، وأخواتي في الله الاستماع لهذا البرنامج، والاستفادة منه. وأما ما يتعلق بالتلقين فهو مستحب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، فيستحب تلقين الميت، بأن يقال له اذكر الله، أو الجالس يقول: لا إله إلا الله حتى يتأسى به المريض، فيقول مثل قوله، ولو مات ولم يلقن ما دام مات على التوحيد فالحمد لله لا يضره ذلك، إذا مات على التوحيد ولو ما لقنه أحد، ولو ما قال شيء عند الموت فهو على توحيده وعلى عقيدته التي مات عليها يرجى له الخير العظيم، لكن إذا قال: لا إله إلا الله، أو أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول، عند الموت فهذه بشارة خير، وهذا فيه فضل عظيم في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)، يعني مع الإيمان والتقوى، أما لو قال: لا إله إلا الله وهو مصر على المعاصي، فهذا تحت مشيئة الله على خطر إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه على معاصيه التي مات عليها لم يتب لقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء:إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء. فعلق ما دون الشرك بالمشيئة قال: (ويغفر ما دون ذالك) يعني ما دون الشرك لمن يشاء فدل ذلك على أن الذي يموت على المعاصي كالزنا، أو السرقة، أو الخمر، أو عقوق الوالدين، أو احدهما حكمه انه معلق أمره معلق بمشيئة الله إن شاء الله سبحانه غفر له وعفا عنه وان شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها إذا كان لم يتب قبل الموت.  
 
5- عندما يدفن الميت، هل ترجع روحه إليه في القبر، وإذا كان الأمر كذلك فإلى متى يبقى الميت في العذاب، أم تصعد روحه إلى السماء العليا؟ وهل تبقى أم يستمر العذاب حتى يوم الحساب؟ أفيدونا؛ لأن الذين ماتوا منذ زمان بعيد منذ قرون مضت هل يبقون في العذاب، أم ينتظر حتى يوم الحساب؟ نريد أن توضحوا لنا هذا الأمر،
القبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، كما جاءت به الأحاديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فالمؤمن ينعم في القبر، المؤمن في نعيم في قبره وروحه في نعيم في الجنة تنقل إلى الجنة أرواح المؤمنين تكون في الجنة في طائر يرد الجنة، ويأكل من ثمارها تكوه هذه الروح بشكل طائر يكون في الجنة وتأكل من ثمارها ويردها الله إلى جسده متى شاء سبحانه وتعالى عند السؤال وفي الأوقات التي يشاؤها الله جل وعلا، فهو في نعيم أبداً، روحه في نعيم، وجسده ما دام باقياً في نعيم، يناله نصيبه من النعيم كما يشاء الله سبحانه، والكافر في عذاب روحه في عذاب، وينال من جسده نصيبه من العذاب، أما المدة وكيف يعذب هذا إلى الله سبحانه ولا نعلمها نحن، المدة الله أعلم بها، لكن نعلم أن المؤمن في نعيم، وروحه في نعيم، والكافر في عذاب، أما تفصيل ذلك فيما يتعلق في العذاب، فما يبلغنا فيه ما يدل على التفصيل إلا أنه في عذاب روحه في عذاب، وجسده يناله نصيبه من العذاب، نسأل الله العافية. أما العاصي فهو تحت المشيئة قد يعاقب في قبره، قد يعذب وقد يعفى عنه، قد يعذب وقتاً دون وقت، فأمره إلى الله جل وعلا، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أنه مر على قبرين فإذا هما يعذبان، أحدهما: يعذب بالنميمة، والثاني: يعذب في عدم تنـزهه من البول، فالعاصي على خطر إذا مات على المعاصي ولم يتب، فهو متوعد بالعذاب لكن قد يعفى عنه لأسباب من أعمال صالحة كثيرة، أو بأسباب أخرى، وإذا عذب فالله أعلم سبحانه بكيفية العذاب واستمراره وانقطاعه هذا إلى الله سبحانه وتعالى، هو الذي يعلم كل شيء جل وعلا.  
 
6- إننا قرأنا أن من قرأ سورة الملك يومياً منع من عذاب القبر، ومن مات يوم الجمعة منع من عذاب القبر؟ وجهوا لنا هذا الأمر ووضحوه
هذا ليس له صحة، الأحاديث في موت يوم الجمعة ليس لها صحة، كذلك ما يتعلق بقراءتها يومياً، قراءة سورة تبارك، سورة الملك ليس لها أصل، هي سورة عظيمة، وفي قراءتها فضل، وأما تحديد قراءتها كل يوم كذا وكذا، فهذا لا أصل له.   
 
7- يسألن عن شخص كان يصلي، ولكنه كان يترك الصلاة أحياناً ويتابع أحياناً أخرى، لكنه الآن ولله الحمد والشكر مداوم على الصلاة وبانتظام، هل عليه أن يقضي ما فاته من تلك الصلوات، أم التوبة تكفيه؟
التوبة تكفيه والحمد لله، التوبة تكفيه والحمد لله، وليس عليه قضاء؛ لقول الله جل وعلا: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ (38) سورة الأنفال، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تجب ما قبلها)، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فترك الصلاة كفر، والتوبة تجب ذلك، وتغفر ذلك والحمد لله إذا تاب توبة صادقة بالندم على الماضي، والمحافظة على الصلاة والعزم الصادق ألا يعود، فالله يمحو عنه ما مضى وليس عليه قضاء.  
 
8- عندما نريد قراءة القرآن، أو بعض السور من القرآن الكريم إلى بعض أموات المسلمين، هل يشترط ذكر اسم المتوفى مع اسم والدته، أم لا؟ وهل يصل إليهم ثواب قراءة القرآن؟
الصحيح من أقوال العلماء أنه لا يشرع أن يقرأ القرآن عن الموتى، وإنما يقرأ الإنسان القرآن لنفسه ليستفيد ويتعلم وله الأجر، أما أن يقرأ عن الميت فهذا ليس لا أصل له، ليس عليه دليل، والراجح أنه لا يقرأ للميت ولكن يقرأ لنفسه ويستفيد، ويتدبر، ويتعقل، ويعمل، وله الأجر العظيم، كل حرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، لكن المؤمن يدعو لأمواته يدعو لهم بالمغفرة والرحمة، يتصدق عنهم، يحج عنهم، يعتمر، كل هذا طيب، ومن أهم شيء الدعاء، الدعاء للأموات بالمغفرة، والرحمة، بالنجاة من النار، بعلو الدرجات بمضاعفة الحسنات كله طيب، والحج عن الميت، والعمرة كذلك، والصدقات كله طيب، ينفع الميت.  
 
9- أتقدم لسماحتكم بقضية، وهي: أنني مصاب بكثرة التفكير أثناء تأدية الصلاة، وأحياناً أوسوس في الطهارة، ويحصل عندي شيء من الدوخة، وأيضاً ينشغل تفكيري وخاصة كما قلت في الصلاة، أرجو توجيهي إلى ما أعمل؟
الواجب عليك الحذر من الوساوس، واللجوء إلى الله في طلب العافية من ذلك، تسأل ربك أن الله يعافيك من هذا؛ لأن هذه الوسوسة من الشيطان، فالواجب أن تسأل ربك أن يعيذك من مكائده، ووساوسه، ــ قال الصحابي وهو عثمان بن أبي العاص، ففعلت ذلك فشفاني الله من ذلك، فالمقصود أنك تتعوذ من الشيطان حتى ولو في الصلاة، إذا كثرت عليك الوسوسة تتفل عن يسارك ثلاث مرات، تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويزول عن ذلك إن شاء الله، مع الحرص على إحضار قلبك بين يدي الله، وأنك بين يدي الله جل وعلا، وهو سبحانه الرقيب عليك فاحذر الوساوس وهكذا ــ.  
 
10- أنا رجل سعودي ومقيم في مكة المكرمة، وقد بلغت من العمر عتياً، وسبق بيني وبين زوجتي سوء تفاهم في منـزلي قبل ستة وثلاثين عاماً، ثم إني خرجت من المنـزل، ثم عدت إلى المنـزل فوجدت زوجتي في دكاني قائمة أمام درج النقود، وكان الدكان في نفس المنـزل، فقلت لها: ماذا تفعلين؟ فأجابتني بقولها: لا شيء. فقلت: وماذا أخذتي من نقود؟ فقالت: لم آخذ شيئاً. فقلت: أرجعي ما أخذت من نقود وإلا فأنت طالق! فقالت: إني لم آخذ شيئاً. فقلت: اذهبي لوالدك. فذهبت لوالدها، ثم إنه بعد أسبوع أتى بها والدها إلى عندي وقال: استلم زوجتك، إنها لم تأخذ شيئاً من النقود، ثم ذهب وتركها عندي وهي مقيمة -كما قلت- معي الآن، رُزقت منها بأولاد بنين وبنات، فأرجو أن توجهوني، ماذا علي فيما سلف؟
عليك أن تراجع المحكمة في ذلك وهي تفتيك إن شاء الله بما ترى، أو تحضر مع زوجتك وأبيها عند مندوبنا في مكة الشيخ جابر بن محمد المدخلي حتى يكتب كلامكم، وننظر في ذلك إن شاء الله.  
 
11- دخلت المسجد لأداء صلاة العصر فوجدت ثلاثة أشخاص يصلون، فصليت معهم بنية صلاة العصر، ولكن بعدما تفرقنا وفرغنا من صلاتنا أخبروني بأنهم صلوا صلاة الظهر؛ لأنها كانت فائتة بالنسبة لهم، ولما قاموا لصلاة العصر قمت وصليت معهم أيضاً، فهل صلاتي الأولى هي الصحيحة، أم الثانية؟
الأولى صحيحة، والثانية نافلة والحمد لله، الأولى صحيحة ما دامت في الوقت والحمد لله، يجوز أن يصلي الإنسان العصر خلف من يصلي الظهر إذا كان عليه العصر وهم يصلون الظهر في وقت العصر؛ لأنها فاتتهم؛ أو لأنهم قد جمعوا بين الظهر والعصر جمع تأخير فصلاته معهم بنية العصر إذا كان قد صلى الظهر صحيحة، هذا هو الصواب من قولي العلماء.  
 
12- هل هناك صلاة تدعى صلاة الغائب، ثم ما هي كيفيتها؟
لا أعرف شيئاً عن صلاة الغائب.
 
13- ما حكم من قتل نفسه انتحاراً خوفاً من ظهور عيب، أو مشكلة قاهرة؟
هذا أتى منكراً عظيماً، وأمره إلى الله تحت مشيئة الله؛ لأنه أتى معصية عظيمة وكبيرة، الانتحار من المعاصي كبيرة، والعاصي إذا مات على معصيته أمره إلى الله تحت المشيئة كما قال الله سبحانه لما ذكر الشرك، قال بعده: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء، وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن العاصي إذا مات على معصيته لم يتب فهو تحت مشيئة الله، لا يقال إنه مخلد في النار، ولا أنه في النار، بل تحت مشيئة الله، إن الله غفر عنه وإن شاء عذبه في النار على قدر المعصية التي مات عليها، ثم بعد التطهير يخرج من النار إلى الجنة هكذا يقول أهل السنة والجماعة، الموحد المؤمن لا يخلد في النار إذا دخلها بمعصية يعذب على قدر المعصية، ثم يخرجه الله من النار إلى الجنة، هذا قول أهل السنة والجماعة، في حق العصاة إذا ماتوا على معصية.  
 
14- إنني رضعت من أم والدتي مع خالتي أكثر من خمس رضعات مشبعات، وهي في نفس سني، والآن خالتي -أختي في الرضاعة- لها ابن يريد الزواج من أختي الصغيرة، فما الحكم؟
أنت في هذا الرضاع إذا كنت في الحولين صرت أخاً لأمك وأخاً لخالتك؛ لأنك رضعت من الجدة فأنت أخ لأمك وأخ لخالتك وخال لأولاد خالتك، خال لهم، وإذا أراد بعض أولاد أختك أن ينكح بنتاً لك فهو ينكح بنت خاله، ليس فيها شيء، إذا كان ــ رضاعاً آخر بناتك حل لأولاد خالتك التي هي صارت أختك لك من الرضاع. المقدم: المخطوبة بنت أخته، وليست بنته؟ الشيخ: تعيد السؤال؟ المقدم: لا بأس. إنني رضعت من أم والدتي مع خالتي أكثر من خمس رضعات مشبعات، وهي في نفس سني، والآن خالتي -أختي في الرضاعة- لها ابن يريد الزواج من أختي الصغيرة، فما الحكم؟ الشيخ: هو في أي محل. المقدم: هو في الظهران. حط السؤال على جنب مع عنوانه. المقدم: أبشر. الشيخ: نريك الجواب، يأتيك الجواب، يأتيك الجواب إن شاء الله بعد التأمل. المقدم: يا أخانا من الظهران سوف يصل إليك الجواب من البريد إن شاء الله تعالى.  
 
15- ما حكم الحج عن الجد المتوفى -أبو الوالدة- من مالي الخاص، وليس هناك له مال؟ وجهوني -جزاكم الله خيراً- إذ أنه لم يحج عن نفسه.
أنت مشكور جزاك الله خيراً، الحج عنه طيب، وجزاك الله خيراً، هذا من البر والصلة، إذا حججت عنه، فأنت مشكور وجزاك الله خيراً.  
 
16- تخاصم رجلان، وأراد الناس أن يصلحوا بينهما؛ فحلف أحدهما بالطلاق ثلاثاً ألا يصالح الثاني، وبعد فترة خفت ثورة الغضب وأراد مصالحة صاحبه، وفعلاً تم الصلح بينهما، فماذا عليه أن يفعل، وهل زوجته محرمة عليه، وإذا قال: علي الطلاق. وكان يقصد واحدة -أي: طلقةً واحدة- ولم تسبقها أي طلقة قبل ذلك، فماذا يفعل؟
هذا فيه تفصيل، إن كان أراد المنع فحكمه حكم اليمين، يعني الامتناع من المصالحة، وليس قصده إيقاع الطلاق، إنما قصد الامتناع من المصالحة فقط، فهذا حكمه حكم اليمين، وعليه كفارة اليمين، أما إن كان أراد إيقاع الطلاق إن صالح، فإنه يقع الطلاق، يقع به طلقة واحدة، بهذه المصالحة التي أراد بها إيقاع الطلاق، إذا كان أراد أنه إن صالح صاحبه، فإنه يقع عليه الطلاق، فيقع الطلاق، والأحسن أن يسأل المحكمة، أو يتصل بنا مع ولي زوجته حتى ينظر في الأمر على بصيرة، وإلا فهذا هو التفصيل، هذا هو التفصيل في حقه.  
 
17- يقول البعض: إن الخضر عليه السلام حي حتى الآن لشربه من ماء الحياة، مع أن الله عز وجل خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله في سورة الأنبياء: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ .. [الأنبياء:34] الآية، وجهونا جزاكم الله خيراً؟
الصواب أنه قد مات من مدة طويلة قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم، هذا هو الحق أنه قد مات وليس بحي ، وكُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [العنكبوت:57]، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته (أنه لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض بعد مائة عام عين تطرف)، فإن كان موجوداً ذلك الوقت فقد مات، مع أن الصحيح أنه قد مات قبل ذلك.
 
18- تسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: ((لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))[البقرة:284]؟
هذه الآية لما نزلت شقت على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجاؤوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وسألوه، فأنزل الله بعدها لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فما يقع في الصدور من الوساوس، ولا ينطق به اللسان ولا يعمل به، بل يعرض ويزول لا يؤاخذ به الإنسان، يعفى عنه، وإنما تكون المؤاخذة بالعمل، وهو القول؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إ(ن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم)، فالوساوس التي تعرض وتزول لا تضر الإنسان، إلا إذا قال، أو عمل عملاً واعتقده بقلبه أو جوارحه، كالتكبر بالقلب، التكبر والرياء بالقلب، فهذا يؤاخذ به؛ لأنه عمل، وهكذا القول أن يتكلم الإنسان أو بجوارحه، أما الوساوس التي تعرض على الإنسان ولكن لا تستقر تذهب وليست مستقرة فهذه يعفى عنها؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم)، ولعموم قوله جل وعلا: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا (286) سورة البقرة، فإن الوساوس لا يطيق العبد السلامة منها ولكن يحذر أن يعمل بالوسوسة الرديئة، عليه الحذر من العمل بالوساوس الرديئة، فيحذرها ويتركها ويعرض عنها.  
 
19- تسأل أختنا عن كيفية مسح المرأة لشعرها عند الوضوء، ما مقدار الجزء الذي تمسحه، وهل يكفي المسح، أم لابد من طريقة معينة،
مثل الرجل، تمسح من مقدم رأسها إلى قفاها إلى منابت الشعر أسفل، أما الجوانب ما له لزوم، وإنما تمسح من مقدم الشعر من مقدم الرأس إلى منتهى منابت الشعر من أسفل الرأس، وأما ذوائبها ــ فلا يشترط مسحها في الوضوء، ولكن تغسل في الجنابة والحيض. إذن الظفائر كما سمتها أختنا لا يجب على المرأة مسحها في الوضوء؟ نعم لا يجب، ولكن تغسل في غسل الحيض والجنابة.  

711 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply