حلقة 60: طريز بعض الفنايل - ما حكم لعب كل من الورقة والضومنة والكيرم - ما حكم التمذهب وكيف يعمل في الخلاف - هل ذكر عيوب الآخرين في نفسي يعتبر غيبة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

10 / 50 محاضرة

حلقة 60: طريز بعض الفنايل - ما حكم لعب كل من الورقة والضومنة والكيرم - ما حكم التمذهب وكيف يعمل في الخلاف - هل ذكر عيوب الآخرين في نفسي يعتبر غيبة

1- يوجد في بعض الأجهزة والإدارات الحكومية بمن يسمون مرضى القلوب وأصحاب النفوس الضعيفة، والذين يكونون أنفسهم على حساب سمعة الآخرين عند رؤساء ومدراء الأقسام والإدارات الحكومية بواسطة الحسد والرياء والنفاق -والعياذ بالله-، ما هو رأي وجواب فضيلتكم على ذلك، وعن كل من يسلك هذا السلوك الحقير؟

فهؤلاء الذين يسأل عنهم السائل إذا علموا في أي دائرة أو في أي عمل ينبغي لمن عرفهم أن ينصحهم، وأن يحذرهم من الرياء والحسد وغير هذا من الأعمال السيئة، فإن مرض النفوس يكون بالحسد ويكون بالرياء ويكون بالمعاصي ويكون بالأشياء الأخرى، فمن عرف من هؤلاء أحداً في أي دائرة فليتق الله ولينصح له حسب الطاقة، وليحذره من أعماله السيئة، وليشجعه على الإخلاص والصدق في عمله، وأن يكون ناصحاً لله ولعباده أينما كان، وأن يحذر التقرب إلى الرؤساء بالرياء والسمعة أو بظلم الآخرين، وحسد الآخرين هذا هو الطريق فيما أعلم. 
 
2- أسأل عن البرقع ما حكم لبسه إذا كانت المرأة تتستر من ورائه بالغشاء، علما بأن لبسه وبيعه وشراءه أصبح شائعا بين الكثير من النساء؟
لا أعلم بأساً في لبس البرقع إذا كان الخرق الذي فيه بقدر العين لا بأس في ذلك ؛ لأن هذا أمر معلوم من قديم الزمان ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى المرأة المحرمة أن تلبس النقاب، وهو يشبه البرقع، ينقب فيه العينين نقبان بقدر العينين، فإذا استخدمته الأنثى في حاجاتها في طريقها أو عند بعض من هو ليس محرماً لها كأخي زوجها ونحو ذلك فلا بأس في ذلك، وإذا كان فوقه شيء يستر العينين، ويحصل به قضاء حاجتها من دون أن يضرها ذلك فهذا من باب الكمال. 
 
3- عن بعض الملابس التي يكون تطريزها مشبوهاً ولكنها لا تضايق الجسم ولا تبين محاسنه، فما هو رأيكم بذلك؟
ما فهمت هذا السؤال، ولا أدري عنه. المقدم: يمكن أن يقصد بالتطريز مثلاً أنواع من الحيوانات وعليها أو ثقوب. الشيخ: ما أدري ، يوضح سؤال حتى يُجاب.   
 
4- يوجد في العراق بعض الناس يقال إنهم سادة: وأنهم من أحفاد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن هؤلاء السادة يتعاملون مع الناس معاملة تتنافى مع الإسلام حسب اعتقادي، ولكن لا أدري اعتقادي صحيح أم خطأ، وأهم هذه المعاملات: أنهم يأخذون من الناس نقود مقابل كتابة ودعاء للمريض... الخ، يأخذون من بعض الناس الذبائح والنقود كذلك، ويثيرون في نفوس الناس الشكوك؟
يوجد في أماكن كثيرة من يسمون بالسادة ومن يسمون بالأشراف وهم فيما نعلم، فيما يذكر من يعرفون بهم أنهم ينتسبون إلى أهل بيت النبي -عليه الصلاة والسلام-، بعضهم ينسب إلى الحسن ، وبعضهم ينتسب إلى الحسين ويسمى بعضهم شريفاً ويسمى بعضهم سيداً هذا أمر معلوم وواقع في اليمن وفي غير اليمن، والواجب عليهم تقوى الله، وإن لا يأكلوا بهذا النسب من أموال الناس، بل عليهم أن يحذروا ما حرم الله عليهم، وأن يكونوا من أبعد الناس عن كل شر؛ لأن هذا النسب الشريف جدير بأن يحترم وأن لا يتأكل به صاحبه ، لكن إذا أعطي ما أباح الله له من بيت المال أو من غير ذلك مما يحل له غير الزكاة فلا بأس. أما أن يتأكل بذلك ويزعم أن هذا النسب يوجب على الناس أن يعطوه كذا ويعطوه كذا هذا ويفعلوا به كذا فهذا أمر لا يصلح ، ولا يجوز ، فإن نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الأنساب، بنو هاشم أفضل العرب، فلا يليق بهم أن يدنسوا نسبهم بما لا ينبغي من الأعمال والأقوال والصفات الذميمة، أما إكرامهم ومعرفة أقدارهم؛ لأنهم من هذا البيت الشريف بإنصافهم وإعطائهم حقوقهم والعفو عن بعض الأشياء التي قد تقع من بعضهم على بعض الناس، تصفح عنهم، والتساهل في بعض الأخطاء التي لا تمس الدين، بل فيما يتعلق فيما بينه وبين الناس هذا أمر حسن، وقد جاء في الحديث : (أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي). فالإحسان إليهم والصفح عن بعض زلاتهم والتي تتعلق بالأمور الشخصية وتقديرهم فيما يتعلق في مواساتهم ومعرفة قدرهم في الوظيفة وعملٍ يقوم بحاجتهم أو ما أشبه ذلك مما هو إحسان وعناية بهم ورفق بهم وإيصال المعروف إليهم كل هذا طيب، وعليهم أن يتنزهوا عما حرم الله وأن يبتعدوا عن أن يعظموا بغير حق، نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق.  
 
5- ما حكم لعب كل من الورقة والضومنة والكيرم؟
أما الأوراق المعروفة التي فيها الصور وتسمى بأسماء متعددة فهذه لا تصلح، وهي تشبه الشطرنج من بعض الوجوه، وفيها من اللهو والصد عن الخير وإشغال النفوس بما قد يضرها ويعوقها عن ما هو أهم كرد السلام، وربما شغلت عن أداة الصلاة في الجماعة ، وربما شغلت عن أمورٍ أخرى مهمة، فالذي يظهر من حالها أنها من آلات اللهو وأنها محرمة. أما الضومنة ما أدري عن الضومنة؟ المقدم: لا تبعد عن الورقة؟ الشيخ: المقصود الأوراق التي يسمونها الكيرم أو يسمونها الزنجفة أو يسمونها كذا وهي أوراق يكون فيها صور مخصوصة يلعب بها الناس ويحصل بها لهو وغفلة ، ويحصل فيها مغالبة ، هذه كلها ممنوعة؛ لأنها من آلالات اللهو، وإذا كان في المال صار أشد في المنع ، أو كانت في مالها عوض فهذا أشد في المنع، وتكون من جملة الميسر، القمار. 
 
6-  تطويل القراءة في صلاة الفجر أم قصرها؟
السنة في الفجر الطول، لأنه كان يطولها -عليه الصلاة والسلام- وهي أطول الصلوات، كان يطول صلاة الصبح، وكان يقرأ فيها بالستين إلى المائة كما أخبر جابر وجماعة من الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم- كلهم أخبروا أنه كان يطيل صلاة الصبح وكان يقرأ فيها من الستين إلى المائة فالسنة فيها الإطالة وعدم التقصير ، هذا هو السنة في صلاة الصبح إلا إذا عرض عارض يقتضي التخفيف لمرضٍ اعترى الجماعة أو حادث أوجب التخفيف فلا بأس وإلا فالأصل فيها التطويل في قراءتها وركوعها وسجودها كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-. 
 
7- اختلط علي أمر المذاهب والناس يسألون دائماً من أي مذهب أنت؟ وسؤالي: هل يجب على المسلم أن يتقيد بمذهب من المذاهب، وقد علمت بقراءاتي أن في المذاهب خلاف، فمثلاً في الرضاعة، وجدت أن المذهبان أبي حنيفة ومالك يحرمان بمجرد الرضعة، بينما الشافعي وأحمد لا يحرمان إلا بخمس رضعات، فكيف يحتكم الإنسان المسلم في هذه الخلافات إذا أراد شاب أن يتزوج بفتاة رضعت رضعة واحدة من أمه؟
المذاهب المعروفة مذاهب الحق: الشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد كلها مذاهب تدعو إلى الحق ، وتلتزم الحق ، وهي مذاهب أهل السنة والجماعة لكن قد يقع للعالم بعض الغلط في بعض المسائل من الأئمة الأربعة وغيرهم ، وليس الواحد منهم معصوماً ، قد تخفى عليه بعض السنة وقد لا يبلغه الحديث الصحيح من طريق يثبت عنده، فلهذا يقع بعض الغلط في بعض المذاهب. وإذا اختلفت في المذاهب فالواجب تحكيم الدليل ، فأهل العلم ينظرون في الدليل ثم يرجحون ما يقتضيه الدليل في مسائل الخلاف ، وطالب العلم الذي لا يصل إلى هذا الحد يسأل أهل العلم ، وهكذا العامي يسأل أهل العلم عما يقتضيه الشرع المطهر مثل الرضاعة إذا وجد من ارتضع من أم أمك رضعة واحدة أو رضعتين تسأل أهل العلم ، والصواب في هذا قول من قال بالخمس؛ لأنه دل عليه الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والآية في إطلاق الرضاعة، والأحاديث الأخرى التي فيها إطلاق الرضاعة تحمل على المقيد ، على القاعدة المتبعة في الأصول أن المطلق من النصوص يحمل على المقيد، وقد ثبت من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي ­صلى الله عليه وسلم- قال لسهلة بنت سهيل : (أرضعي سهل خمس رضعات تحرمي عليه). وثبت أيضاً من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت : كانت فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمسٍ معلومات ، وتوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك) أخرجه مسلم في الصحيح في الترمذي وهذا لفظه. هذا هو الحَكَم عند النزاع ، الحكم هو السنة ، فإذا صحت السنة في شيء وجب الأخذ به وترجيح القول الذي يوافق السنة، وفي هذه المسألة من قال بالخمس فقوله هو الموفق للسنة، ومن قال: تكفي رضعة واحدة أو رضعتان أو ثلاث فقوله مرجوح ، وهكذا المسائل الخلافية؛ لأن الله قال : فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ [(59) سورة النساء]. وقال سبحانه : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [(10) سورة الشورى]. فإذا اختلف الناس في شيء وجب رده إلى الكتاب والسنة ، وأهل العلم هم الذين ينظرون في ذلك، وهم الرادون للكتاب والسنة فإذا نظروا في الأدلة وجب ترجيح ما قام عليه الدليل ، والعامي يسأل وطالب العلم القاصر الذي لم يبلغ درجة المجتهدين والعارفين بدرجات السنة يسأل العلم ويتحرى في أهل العلم من هو أقرب إلى العلم وفضله، ومن هو أقرب إلى أهل السنة؛ لأن هذا هو واجبه وهذا جهده. ولا يجب أن يلتزم الإنسان بمذهب معين بل يتحرى الحق ويسأل عن الحق فمتى وجد الحق أخذ به سواء كان مع مالكٍ أو الشافعي أو أبي حنيفة أو أحمد أو غيرهم من أهل العلم في المسائل الخلاف.  
 
8- إذا صليت الوتر بعد العشاء قبل أن أنام؛ خوفا من عدم القيام آخر الليل، ثم قمت آخر الليل، وأردت أن أصلي من آخر الليل فهل يجوز ذلك وأوتر في الأخير أم لا؟
إذا أوتر الإنسان من أول الليل احتياطاً هذا حق طيب ، النبي أوصى أبا الدرداء وأبا هريرة أن يوتر أول الليل. قال بعض أهل العلم إنما أوصاهما بذلك لأنهما يشتغلان بالعلم في أول الليل ويصعب عليهما القيام في آخر الليل ، فإذا أوتر الإنسان من أول الليل ثم يسر الله له القيام في آخر الليل فإنه يصلي ما تيسر من الركعات من دون وتر ، يكتفي الوتر الأول ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (لا وتران في ليلة). فيصلى ركعتين أو أربع ركعات أو ست ركعات أو أكثر من دون وتر في آخر الليل، ولا حرج في ذلك ، ولا بأس بذلك ، وإنما يؤمر بتأخير الوتر في آخر إذا كان لا يوتر في أول الليل، إذ تيسر له القيام في آخر الليل، فهذا يوصى بأن يكون وتره في آخر الليل إذا تيسر له ذلك؛ لأن آخر الليل أفضل ، فإذا يسر الله للعبد أن يوتر في آخر الليل فهذا أفضل ، أما إذا خاف وخشي أن لا يقوم من آخر الليل فإنه يأخذ بالحزم فوتر في أول الليل وإن رزقه الله القيام في آخر الليل صلَّى ما تيسر من دون وتر، كما جاء السنة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلَّى بعد الوتر ركعتين. ليبين للناس أن الصلاة بعد الوتر جائزة، ولا حرج فيها. 
 
9- إذا كان المسلم يصلي مع الجماعة في رمضان صلاة التراويح، وكانت له صلاة في آخر الليل، فأيهما أحسن وأولى يوتر مع الجماعة ويشفع وتره، أم يترك الشفع والوتر مع الجماعة ويوتر آخر الليل؟
الأفضل أنه يكمل مع الإمام كما شرع الله ؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال : (إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له بقية ليلته). وذلك لما صلَّى بالصحابة في بعض الليالي إلى ثلث الليل وبعضها إلى نصف الليل قالوا: يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ قال: إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له بقية ليلته). هذا هو الأفضل أنه يستمر مع الإمام حتى يوتر ثم إذا صلى في آخر الليل يكفيه الوتر الأول ما عليه وتر ثاني، والحمد لله. يوتر مع الإمام ويصلي ما تيسر في آخر الليل شفعاً من دون وتر، كما تقدم في السؤال الأول. المقدم: لو أوتر مع الإمام ثم شفع وتره؟ الشيخ: إن شفع فلا بأس. إن شفع مع الإمام ، سلم الإمام فقام وأتى بركعة شفع ثم جعل الوتر آخر الليل فلا بأس، لكن هذا قد يثقل على النفوس، قد يعني يخشى صاحبه أن يُعدَّ بهذا مرائياً فالحاصل أنه إذا اكتفى بالوتر، فالحمد لله يكفي، وإن شفعه فلا حرج. إن شفعه وأوتر في آخر الليل فلا حرج، وإن اكتفى بالوتر ثم صلَّى في آخر الليل ما تيسر ركعتين، أو أربع، أو ست، أو ثمان، أو أشباه ذلك، فلا حرج، ولا حاجة إلى وتر، يكفيه الوتر الأول.  
 
10- أنا كثيراً ما أتحدث لوحدي، طبيعة كذا، لم أستطع تركها فهل تعتبر غيبة إذا ذكرت إنسان بما يكره وأنا لوحدي، لم أذكره مع أحد من الناس، وإنما بيني وبين نفسي؟
النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره). فظاهر كلام النبي- صلى الله عليه ويسلم- العموم، وأنك متى ذكرت أخاك بما يكره سواء كنت وحدك أو عند الناس فهذا كله غيبة. فالوصية أن تحذر ذلك، وأن تعتاد السكوت إذا كنت وحدك إلا في ذكر الله –عز وجل-، لا دخل لك في الناس، اذكر ربك، اشتغل بشيء من ذكر الله: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر. اللهم اغفر لي. دع عنك الناس، عندك من الشغل ما يكفي، من ذكر الله واستغفاره، ودعائه – سبحانه وتعالى -. 

520 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply