حلقة 278: الزوجة ذات الخلق السيء - تربية الأبناء - ألعاب الأطفال المجسمة - قص الإصبع الزائدة - التشاؤم والتفاؤل برفرفة العين - التعصب للرأي والغضب عند المناقشة - عدد الرضعات التي تحرم - علاج الحسد من القرآن - المذاهب الأربعة - قص أجزاء من اللحية

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

28 / 50 محاضرة

حلقة 278: الزوجة ذات الخلق السيء - تربية الأبناء - ألعاب الأطفال المجسمة - قص الإصبع الزائدة - التشاؤم والتفاؤل برفرفة العين - التعصب للرأي والغضب عند المناقشة - عدد الرضعات التي تحرم - علاج الحسد من القرآن - المذاهب الأربعة - قص أجزاء من اللحية

1- زوجة صالحة ذات صلاة وعبادة ولكنها ذات خلق سيء، حيث ترفع كثيراً من صوتها على زوجها وأبنائها، تنظر إلى الأمور نظرة سوداوية متشائمة، وتحمل الأمور ما لم تتحمل، هل من كلمة توجهونها إلى مثل ذلك عبر الأثير، فلعلها تستمع إلى ما تقولون -سماحة الشيخ- حيث أنها أيضاً تستمع إلى برامج إذاعة القرآن الكريم؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فنوصي المرأة المذكورة وأشباهها بتقوى الله جل وعلا، والعناية بحسن الظن ومراعاة الأساليب الحسنة والبعد عن سوء الظن لا بأولادها ولا بغيرهم، يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثم(12) سورة الحجرات، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)، فالواجب على كل مسلم رجل أو امرأة الواجب الحذر من سوء الظن إلا بأسبابٍ واضحة، وإلا فالواجب ترك الظن السيء لا بالمرأة ولا بالزوج ولا بالأولاد، ولا بأخي الزوج ولا بأبيه ولا بغير ذلك، الواجب حسن الظن بالله، وحسن الظن بأخيك المسلم، أو بأختك المسلمة، وأن لا تسيء الظن إلا بأسبابٍ واضحة، توجب التهمة، وإلا فالأصل البراءة والسلامة، وسوء الظن يسبب الفرقة والاختلاف والشحناء والعداوة، حتى الرجل مع أولاده إذا ساء ظنه بهم والمرأة مع أولادها إذا ساء ظنها بهم ساءت الحال بينهم، فالواجب الحذر من ذلك، والواجب العناية بحسن الظن ما دام هناك مجالاً لحسن الظن، أما إذا وجد، وجدت أسباب تقتضي سوء الظن فلا بأس، كاجتماعه بمن يساء بهم الظن، وكوقوفه مواقف التهم، المقصود متى وجدت أمور واضحة تقتضي سوء الظن فلا بأس، ولهذا إذا قامت البينة عمل بها، وأسيء الظن بمن قامت عليه البينة؛ بأنه سرق أو زنى أو بأنه شرب الخمر، فإذا أقيمت عليه البينة الشرعية أقيم عليه الحد، وأسيء به الظن بسبب البينة، أما عند عدم البينات فالواجب ترك سوء الظن، والاعتماد على البراءة الأصلية، والسلامة الأصلية، والحذر من سوء الظن بالمسلم بغير الحق، نسأل الله للجميع الهداية.  
 
2- يهتم البعض من الآباء والأمهات بغذاء أبنائهم وبناتهم، ويغفلون عن تربيتهم التربية الإيمانية السليمة القائمة على حب الله ورسوله، وقراءة القرآن، والتأدب بآداب الإسلام، ما كلمتكم يا سماحة الشيخ؟
الواجب على كل مؤمن ومؤمنة العناية بالآداب الشرعية والغذاء الشرعي، أما الغذاء البدني هذا شأن البهائم، الواجب أن تكون العناية بتوجيه الأولاد إلى الخير وإرشادهم إلى أسباب النجاة، وتعليمهم الأخلاق الفاضلة والسيرة الحميدة، وترغيهم في قراءة القرآن الكريم والاستفادة من القرآن والتدبر، وترغيبهم في صحبة الأخيار ومجالسة الأخيار هذا أهم شيء، إصلاح دينهم أهم شيء من إصلاح أبدانهم،.......... بصلاح الأبدان، وتعليمهم ما ينفعهم من الدنيا و الآخرة، وتوجيههم إلى الخير وإرشادهم إلى أسباب النجاة هذا يتعلق بنجاتهم في الدنيا والآخرة، ويتعلق بصلاح القلوب وهذا أهم، فالواجب على الأقارب جميعاً أن يهتموا بما فيه صلاح القلوب والاستقامة على شرع الله، وأن يعلموا أولادهم وأيتامهم وقراباتهم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وما يرضي الله عنهم، ويشجعوهم على تعلم القرآن الكريم، والعناية بالقرآن وحفظه والإكثار من تلاوته، وحضور مجالس الذكر وحلقات العلم، وعليهم أن يوصوهم أيضاً بصحبة الأخيار والبعد عن صحبة الأشرار، كل هذه أمورٌ تتعلق بصلاح القلوب وصلاح الدين، وصلاح أمر الآخرة، أما ما يتعلق بالغذاء البدني والكسوة ونحو هذا فهذا أمرٌ ثانوي، لا مانع من العناية به ولكنه أمرٌ ثانوي، أمر الدين أهم و أعظم، نسأل الله للجميع الهداية.    
 
3- احتار كثير من الآباء والأمهات في حكم ألعاب الأطفال المجسمة والمشهورة باسم العرائس بين محللٍ لها وبين محرم، ما هو حكم الشرع -في نظركم سماحة الشيخ- في هذه المسألة، نأمل بسط الجواب مفصلاً بأدلته الشرعية، وذلك لتعم الفائدة ويحصل النفع؟
اللعب المصورة لا شك أنها داخلة في الأحاديث الصحيحة، الرسول لعن المصورين وقال - عليه الصلاة والسلام -: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)، فالواجب على المسلم تركها، أما وجود لعب ليس فيها تصوير، لعب عادية من العهن، من الصوف، من الخرق، يحصل بها تسهيل لعب الأطفال، وعدم إتعابهم لأهليهم هذا لا يسمى صورة، مثل ما كان في عهد الصحابة يشغلون أولادهم بصور من العهن، من الصوف أو من القطن أو نحو ذلك، تجعل لها كأنها صورة إنسان في عود أو في عظم أو في كذا، تخيط عليها كذا وتخيط عليها كذا كأنها صورة تلهي بها الطفل، أما الصور المعروفة كصور لذوات الأرواح فالذي يظهر من الأدلة الشرعية تحريمها، وأما ما ورد عن عائشة أنها كانت عندها لعب، فهو محمول على عادة الصحابة اللعب من العهن وأشباهها، عادة الصحابة في تصوير ما يلهي الأطفال من العهن والصوف ونحو ذلك لتشغيلهم وإلهائهم، حتى لا يشغلوا بالصياح ونحو ذلك، لأن الجمع بن النصوص أمر مناسب، والنصوص صريحة في تحريم الصور؛ صور ذوات الأرواح، صريحة في ذلك، فلا يجب أن نعارض في شيء ليس بصريح فيما يروى عن عائشة - رضي الله عنها-.  
 
4- هل يجوز للخاطب بعد عقد زواجه أن يذهب مع خطيبته لتأثيث المنزل، وشراء بعض الحاجيات؟
هي زوجةٌ له لكن يخشى أن يقع بها، وأن تحمل ثم يحصل فرقة وشكوك وأوهام في هذا الشيء، فالأحوط أن لا يخلو بها حتى يدخل الدخول الشرعي، حتى تزف إليه، هذا أبعد عن الخطر وإلا فهي زوجتك فلا حرج، هي زوجته، له أن يخلو بها وله أن يجامعها، لكن يخشى إذا وقع هذا قبل الزفاف أن يحصل فرقة ثم يتبرأ من الولد ويقول ما فعلت فيحصل فيحصل فساد وشر، فالأحوط اجتنابها حتى يكون الزفاف الشرعي، والدخول الشرعي المعلوم عند الجميع، هذا هو الأحوط والأولى، وإلا فهي زوجته لا شك، إذا خلا بها فلا حرج عليه.  
 
5- لدينا طفل يبلغ من العمر خمسة أشهر، ولديه إصبع زائد في اليد اليمنى، وقد قال لنا الدكتور: قصوه بعد سنة، هل قصه جائز أم غير جائز؟ وضحوا لنا ذلك.
الصواب لا حرج في ذلك، مواصفة الطبيب المختص بأنه.....وقد يؤذيه ويشق عليه ويتعبه، فإذا أزاله فلا بأس، الأصبع الزائدة في يده أو في رجله لا حرج في ذلك، هذا هو الصواب نعم.   
 
6- يوجد عندنا عاد منتشرة في قريتنا بأن العين إذا رفت من فوق، تأتيك حالة فرح وسرور، وإذا رفت من تحت تأتيك حالة حزن وبكاء وشؤم، هل هذا صحيح يا سماحة الشيخ؟
هذا لا أصل له، هذا شيء لا أصل له ولا يعول عليه، لا في خيره ولا في شره.  
 
7- أنا شاب ملتزم ولي إخوة في الله نجتمع جميعاً ونناقش أمور الشرع، وأثناء مناقشتنا لموضوع معين أغضب كثيراً، وأكون عصبي جداً، وأتعصب كثيراً لرأيي، وهذا يجعل إخواني في الله ينفرون مني، هل هذا من الشيطان؟
لا شك أن هذا من الشيطان، التعصب للرأي وسوء الخلق، والصياح عند الكلام لا شك أن هذا من تزيين الشيطان ومن سوء الأدب، فالواجب على المؤمن أن يقول رأيه برفق وحكمة وتواضع، ولا يتعصب بل يجتهد في إقامة الدليل ويوضح الدليل وهكذا أصحابه كل منهم يجتهد في إيضاح الدليل من القرآن ومن السنة، أو من الأصول المعتبرة مع الرفق ومع الحلم ومع طيب الكلام هذا الواجب، أما الغضب وسوء الخلق فهذا من الشيطان وهذا منكر لا يجوز، فالواجب تركه.  
 
8- كم عدد الرضعات المحرمة؟
خمس رضعات، العدد خمس رضعات في الحولين، إذا مص الثدي وابتلع اللبن ثم أطلق الثدي ثم عاد إليه في المجلس أو في مجلس آخر وارتضع حتى يكمل خمس صار بذلك ولداً للمرضعة وابناً لصاحب اللبن زوجها، أما إذا كان رضع أقل من خمس أو شك في ذلك، أو شك في حصول اللبن ووصوله إلى الجوف فلا يعتبر، فلا بد أن يتيقن أن هناك لبن وصل إلى جوفه، ولا بد من اليقين خمس رضعات أو أكثر، ولا بد من اليقين أن هذا في الحولين قبل تمام السنتين للطفل، فإذا كان خمس رضعات أو أكثر وتيقن، يصل فيها اللبن إلى جوف الطفل، وكان الرضاع في الحولين قبل الفطام، قبل تمام السنتين، صار الطفل ابناً للمرضعة وابناً لزوجها وأخاً لأولادها.  
 
9- هل لمرض الحسد غير القرآن علاج، وهل يأثم الحاسد؟
نعم، يتقي الله ويسأل ربه العافية، وإذا رأى شيئاً يدعو فيه بالبركة، يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله بارك الله بكذا، هذا من أسباب السلامة من الحسد والعين، ويسأل ربه العافية، وأن الله يكفيه شر عينه وشر نفسه الأمارة بالسوء، ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله كما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم – ذلك، فالواجب في مثل هذا إذا أحس الإنسان من نفسه بشيءٍ من الحسد أو العين أن يتقي الله وأن يسأل الله العافية، وأن يتعوذ بالله من الشيطان، وإذا رأى ما يعجبه برَّك عليه، قال: اللهم بارك فيه، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، كما جاء ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكما حكى الله عن صاحب الجنة، (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، هذا من أسباب السلامة، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، بارك الله فيه، اللهم بارك فيه، كل هذا من أسباب السلامة.  
 
10- هل المذاهب الأربعة المعروفة تأخذ بالسنة النبوية، وهل جميع ما جاء فيها مطابق للسنة النبوية الشريفة؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال سماحة الشيخ.
الأئمة الأربعة من خيرة العلماء - رحمة الله عليهم - وهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، محمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن محمد حنبل، هؤلاء الأربعة هم الأئمة الأربعة، وهناك أئمة آخرون في زمانهم وقبلهم وبعدهم كالأوزاعي، وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك وغيرهم من أئمة الإسلام يحيى بن سعيد القطان، عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، هم أئمة يتلمسون الحق ويتلمسون السنة، ويعتنون بذلك، وفتاواهم مدارها على الكتاب والسنة، قال الله وقال رسوله، ويتحروا الأصول التي دل عليها الكتاب والسنة، وعلى ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من الفتاوى، فمدار فتاواهم على القرآن العظيم والسنة المطهرة، والأصول المستنبطة من الكتاب والسنة وعلى فتاوى الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم-، وكل واحد يخطئ ويصيب، ليس من أحدٍ منهم معصوماً، كل واحد يخطئ ويصيب، كل واحد له أخطاء له أغلاط لم تطابق السنة، وهكذا غيرهم من الأئمة له أخطاء وله صواب، فالواجب عرض أقوالهم إذا اختلفوا على الكتاب والسنة، أما إذا أجمع العلماء فالإجماع حجة، والإجماع لا يكون إلا عن نص، فإذا اختلفوا فالوجب على طالب العلم وعلى الفقيه أن يعرض المسألة المختلف فيها على الأدلة الشرعية وأن يجتهد ويتحرى ما يقوم عليه الدليل فيأخذ به، عليه أن يتحرى لما وجهه الدليل من القرآن العظيم والسنة المطهرة أو من فتاوى الصحابة؛ حتى يطمئن إلى أرجح القولين أو أرجح الأقوال ثم يأخذ به.  
 
11- هل قص بعض أجزاء من اللحية جائز، خاصة إذا كان المراد تجميل اللحية؟
لا يجوز القص منها ولا النتف منها مطلقاً، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين)، واللفظ الثاني: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين)، واللفظ الثالث: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس)، فالأحاديث الصحيحة كلها دالة على وجوب إعفائها وتوفيرها، والحذر من جزها وقصها، ولو زعم أنه يعدلها.  
 
12- في الحديث: إذا دخل رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، هل معنى ذلك بأنه بعد رمضان يخلصون إلى ما يخلصون إليه، ويتمكنون من انحراف الإنسان؟
الشياطين مسلطون على هذا الإنسان كما قال تعالى: (إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوا عدواً)، وقال تعالى:وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ(200) سورة الأعراف، وقال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) سورة الأنعام، فالشياطين من الإنس والجن مسلطون والواجب على المؤمن أن يتقي شرهم بسؤال الله العافية، وبتعوذ الله من شرهم، والجد في طاعة الله ورسوله، والحذر مما نهى الله عنه ورسوله لعل الله أن يخلصه منهم، ولا ينبغي له التساهل بل يجب أن يحذر شر الشياطين من الإنس والجن، وأن يتعوذ بالله من نزغاتهم وشرورهم، وأن يأخذ حذره دائماً كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ (71) سورة النساء، فيحذر شر الشياطين، ويحذر طاعتهم، ويحذر وساوسهم، ويحذر ما يشيعون به من شياطين الإنس والجن، ويكون عنده ميزانان الكتاب والسنة، فيعرض ما يقع في خاطره وما توسوس به نفسه على الكتاب والسنة، فما أجازه كتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو إجماع أهل العلم أخذ به، وما ظهر له منعٌ في الكتاب له أو السنة له تركه، هكذا المؤمن يعرض مسائله على كتاب الله وسنة رسوله، قال الله جل وعلا: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ (59) سورة النساء، قال - سبحانه وتعالى -: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)، أما إن كان عامياً يسأل أهل العلم، إذا كان ما يحسن الترجيح ولا يعرف الترجيح يسأل أهل العلم في زمانه ولو بالسفر إليهم، يسأل علماء السنة علماء الحق المعروفون، يسأل العلماء المعروفين بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة والورع يتحرى حتى يسأل خيرهم وأفضلهم عما أشكل عليه والأمور عظيمة مهمة فلا بد من العناية بها، لا بد أن يعتني فلا يتساهل في الفتاوى، بل يعتني بسؤال أهل العلم المعروفين بالخوف من الله والخشية والعقيدة الطيبة والعلم النافع حتى يدلوه على شرعه الله وعلى ما أوجبه الله وعلى ما حرم الله، أما إن كان ذا علم وذا بصيرة فإنه ينظر إلى الأدلة الشرعية ويعتني بالأدلة الشرعية ثم يأخذ ما يراه أرجح وأقرب إلى الحق.  
 
13- كيف تصوم الجوارج في رمضان؟
صوم الجوارح بعدها عن ما حرم الله عليها، الإنسان يصوم عما حرم الله عليه من الغيبة والنميمة والكذب ونحو ذلك، فاليد تصوم عما حرم الله عليها من السرقة ومن الظلم ومن العدوان ونحو ذلك والقدم أيضاً تبتعد عما حرم الله عليها فلا يسير إلى ما حرم الله، وهكذا، لا يمشي إلى ما حرم الله، البطن يصان عن أكل الحرام، فيصوم بطنه عن أكل الحرام، ويصوم سمعه عن سماع ما حرم الله من آلات الملاهي، من الغيبة والنميمة إلى غير هذا.  
 
14- أعاني كثيراً من الرياء مع أنني أصلي وأصوم وأزكي وأعمل الأعمال الصالحة، فهل آثم في ذلك، وهل أدخل في الشرك الأصغر؟
عليك أن تحذر الرياء والرياء مراآت الناس بأعمالك، من قراءة أو صلاة أو صدقات أو غير ذلك، يجب أن تحذر وأن تعتمد الإخلاص لله في أعمالك، وأن لا تبالي بالمخلوق، يكون عملك لله وحده لا تقصد بها أحد من الناس، لا في القراءة وفي أمر بالمعروف ولا في نهي عن المنكر ولا في صلاة ولا في غير ذلك، تقصد وجه الله، وتقصد بأعمالك وجه الله والقربة لديه - سبحانه وتعالى -، ولو كان عندك أمك أو أبوك أو قراباتك الآخرون فاجعل القصد وجه الله - سبحانه وتعالى – واعمل لابتغاء مرضاته، سواء كان العمل مع أمك أو مع أبيك أو مع غيره، فالواجب أن تكون أعمالك كلها لله وحده ويقصد بها وجهه الكريم.  
 
15- إذا توفي الشخص، وهذا الشخص محافظ على أداء الصلوات، وعلى الصيام، وعلى صيام التطوع في بعض الأحيان يومي الإثنين والخميس مع صيام ستة أيام من شوال، وحج إلى بيت الله الحرام، ولم يشرك بالله وموحد لله، مع قراءة القرآن في بعض الأحيان، يقول: لكن هذا الإنسان لا يضمن نفسه من النميمة ومن الصغائر، السؤال يبقى: هل هذا الشخص إذا مات هل يعذب على هذه الذنوب؟
الله جل وعلا وعد المؤمنين بالجنة و الكرامة، وتوعد العصاة بالعقوبات، والنميمة من أقبح السيئات، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يدخل الجنة نمام)، وهو على خطر إذا مات على نميمة أو غيبة أو الزنا أو الخمر، لكنه تحت مشيئة الله يقول الله - عز وجل- في كتابه العظيم: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (116) سورة النساء، فإذا مات على أعمال صالحة وتقوى لله، ولكن عنده ذنوب وسيئات فهو أمره إلى الله جل وعلا، إن كانت صغائر غفرها الله بأعماله الصالحات، أما إن كان فيها كبائر كالنميمة وأشباهها فهو تحت مشيئة الله تعالى؛ لأن الله - سبحانه وتعالى – يقول: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31) سورة النساء، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر)، فإذا كان ما اجتنبها ما تكون هذه الصلوات كفارة، فإذا كان عنده الزنا مصر عليه، أو الخمر مصر عليه، ما يكفر بالصلاة ونحوها، يبقى عليه خطر، وهو تحت المشيئة، وهو كذلك إذا مات على عقوق الوالدين قطيعة الرحم الربا وما أشبه ذلك من الكبائر نسأل الله العافية، يكون تحت مشيئة الله على خطر، قد يدخل النار ويعذب على قدر المعاصي التي مات عليها من الكبائر، وقد يعفو الله عنه لأسبابٍ كثيرة من أعمالٍ صالحة من شفاعة بعض الشفعاء من المؤمنين، إلى غير ذلك.  
 
16- إذا كان الإنسان على خصام مع إنسان آخر، وهذا الخصام قد يستمر فترة طويلة، هل في ذلك إثم عليه، مع العلم بأن بعض الأشخاص تركهم أفضل من التحدث معهم؟
هذا الخصام فيه تفصيل: إن كان الخصام بحق خاصم بينهم في دعاوى يعتقد أنه مصيب فلا حرج عليه، إذا خاصمه يقول عنده بطلني حقي، عليه دين وبطله وهو مري، خاصم في أنه باع عليه سلعة وما عطاه إياها، خاصمه بأنه ضربه لأنه سبه، خاصم بأنه أخذ ماله.. إلى غير ذلك، يعني إذا خاصم بحق فعليه أن يعدل وعليه أن يتقي الله ويخاصم بحق من غير ظلم، يطلب الحق من دون ظلم الله، يطلب حقه لدى المحكمة أو لدى إخوانه الطيبين يصلح بينهم ولا حرج عليه في ذلك، أما إذا خاصم بغير حق يعلم أنه مبطل فهذا منكر، وعليه خطر في ذلك، لأنه مؤذٍ لأخيه بغير حق، فالواجب على المسلم أن لا يخاصم إلا بحق، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: أبغض الرجال إلى الله الألد خصاماً، فالخاصم، الخصومة بغير حق، إيذاء وظلم، أما إذا كان يخاصم بحق يعلم أنه محق وأن هذا الرجل أخذ ماله أو بطله حقه أو مري، أو قتل ولده أو قتل أخاه.. إلى غير هذا من الحقوق فلا بأس يطالب بحقه يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس .. وأموالهم. ولكن بين لنا المدة .... من كان.

308 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply