حلقة 280: حكم من يدعو غير الله - عذر عباد القبور بالجهل - كفالة الأيتام الفقراء من الزكاة - الجمع بين المغرب والعشاء بسبب المطر - بلال بين يدي الرسول في الجنة - غسل الرجل للمرأة الميتة - الصلاة خلف المسبوق - الخروج من عرفات قبل الزوال

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

30 / 50 محاضرة

حلقة 280: حكم من يدعو غير الله - عذر عباد القبور بالجهل - كفالة الأيتام الفقراء من الزكاة - الجمع بين المغرب والعشاء بسبب المطر - بلال بين يدي الرسول في الجنة - غسل الرجل للمرأة الميتة - الصلاة خلف المسبوق - الخروج من عرفات قبل الزوال

1- في بلادنا ضل الكثير بسبب الطرق الصوفية، حيث يعبدون القبور ويدعون غير الله، ومنهم حفظة لكتاب الله وأئمة للمساجد، سؤالي يتكون من فقرات سماحة الشيخ: هل هؤلاء كفار بسبب ارتكابهم للشرك وبعدم معرفتهم للتوحيد إذا كانوا يجهلون معنى لا إله إلا الله، وهل يعذرون بالجهل أم هم كفار؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال،

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد دل الكتاب العزيز والسنة المطهرة على بيان توحيد الله جل وعلا، وعلى أنواع الشرك الأكبر، فمن تلبس بالشرك من سائر الناس وهو بين المسلمين ممن بلغه القرآن والسنة فإنه يحكم عليه بالشرك، قال الله جل وعلا:وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ (19)سورة الأنعام، وقال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ (67) سورة المائدة، وقال:فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ(40) سورة الرعد، فمن بلغه القرآن العظيم والسنة المطهرة، ثم تعاطى الشرك يحكم عليه بالشرك لتساهله وعدم عنايته بما أوجب الله عليه من التفقه في الدين ومن البصيرة، فإذا كان يدعو الأموات ويستغيث بالأموات أو بالنجوم أو بالأشجار والأحجار، أو بالأصنام، أو بالجن يدعوهم يستغيث بهم ينذر لهم فهذا شرك أكبر، يستتاب من ذلك يستتيبه ولي الأمر، فإن تاب وإلا وجب قتله على شركه بالله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم –: (من بدل دينه فاقتلوه)، والله بعث نبيه - صلى الله عليه وسلم – بالدعوة إلى الله وجهاد المشركين، فإذا كان الرجل بين المسلمين وفي بلاد المسلمين، أو بين قومٍ بلغهم القرآن والسنة ثم تساهل واستمر على ما هو عليه فإنه يحكم عليه بالشرك، إذا كان يدعو الأموات أو يستغيث بالأموات، وينذر لهم أو بالجن أو بالملائكة، أو بالأنبياء يقول يا سيدي فلان، أو يا نبي الله فلان اغفر لي أو أنجني من النار، أو أغثني أو اشف مريضي أو رد غائبي أو أنا في جوارك أنا في حسبك، يقول هذا للميت أو للجن أو للملائكة أو لغيرهم، هذا من الشرك الأكبر، لأن الله يقول - سبحانه وتعالى -:فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، ويقول - سبحانه وتعالى -:وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117) سورة المؤمنون، ويقول جل وعلا: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ(13) سورة فاطر، ويقول عن المشركين وهم جهال:وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(18) سورة يونس، ويقول - جل وعلا- عنهم: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى قال - سبحانه وتعالى -:إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ(3) سورة الزمر، فسماهم كذبة بزعمهم أن أصنامهم تقربهم إلى الله زلفى، وسماهم كفرة بعبادتهم إياها وشرهم إياها.   
 
2- سماحة الشيخ هل يعذر هؤلاء ، أي يعذر عباد القبور بالجهل رغم وجود دعاة التوحيد بينهم ؟
تقدم أنهم لا يعذرون، بل يجب عليهم أن يطلبوا العلم وأن يتبصروا وأن يفقهوا في الدين ويسألوا عما أشكل عليهم، هذا هو الواجب عليهم، فإذا سكتوا واستمروا على عبادة الأموات أو الأشجار والأحجار أو الأنبياء أو الملائكة أو الجن صاروا كفاراً بذلك بدعائهم إياهم وطلبهم منهم الشفاعة، أو شفاء مريض أو رد الغائب أو ما أشبه ذلك.  
 
3- هل تصح الصلاة خلف من عرف بأنه يدعو غير الله، وما حكم من يصلي خلفه؟
من صلّى خلف من يشرك بالله لا تصح صلاته، ما دام يدعو غير الله، يستغيث بغير الله أو ينذر بغير الله لا يصلى خلفه عند أهل العلم، لا يصلى خلف كافر ولا تصح الصلاة خلف الكافر، إنما الخلاف في الفاسق أما الكافر لا.  
 
4- هل تعتبر كفالة الأيتام من مصارف الزكاة -سماحة الشيخ-؟
إذا كان يتيم فقير هو من مصارف الزكاة، داخل في الفقراء والمساكين، إذا كان فقير ما خلَّف له والده ما يقوم بحاله، ولا عنده من ينفق عليه من أقاربه يعطى، أما إذا كان له مال ينفق عليه منه ما يعطى من الزكاة.  
 
5- من قام مع إمامه في صلاة التراويح ولم يقم معه في التهجد آخر الليل، هل يعتبر له قيام ليلة كاملة؟
من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة، إذا كان إمامه أوتر بهم صلّى بهم في أول الليل وأوتر بهم له قيام الليل، وإن صلّى مع من يصلي في آخر الليل زيادة فلا بأس، لكن لا يوتر وترين، إذا أوتر مع الأول لا يوتر مع الثاني، يصلي ما تيسر ولكن لا يوتر، إذا أوتر الثاني يصلي معه ويشفعها بركعة، لقوله - صلى الله عليه وسلم –: (لا وتران في ليلة)، هكذا قال - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أوتر مثلاً في الحرم أو في غير الحرم مع الذي صلّى في الأول؛ فإنه إذا أوتر مع الأول، إن كان الأول أوتر، وإن كان ما أوتر الحمد لله، لكن إذا أوتر الأول وأوتر معه فلا يوتر مع الثاني، لكن يصلي مع الثاني ما تيسر ولا يوتر معه، فإن أوتر معه الركعة الأخيرة شفعها بركعة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم – لا وتران في ليلة.  
 
6-  إذا كان فيه مطر كثير، وصليت في مسجد لم يجمع، ولما خرجت سمعت الإقامة لصلاة العشاء، هل يجوز أن أجمع معهم؟
ينبغي أن لا تجمع، لأنك فرقت بينهما تفريقاً كثيراً بين المغرب والعشاء، صار الفصل طويلاً، فينبغي أن تدع خروجاً من خلاف العلماء، صلِّ مع أصحابك العشاء إن شاء الله ولا تصلي مع هؤلاء؛ لأنك فرقت بينهما فرقاً طويلاً.  
 
7- في الحديث الذي فيه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم سمع خشخشة بلال -رضي الله عنه- أمامه في الجنة، فهل يفهم من هذا يا سماحة الشيخ أن بلالاً سبق بالدخول إلى الجنة، وهل كان الرسول - صلى الله عليه وسلم- يصلي ركعتي الوضوء؟
هذه القصة تدل على واقعة واحدة وقعت عند دخوله الجنة، واقعة واحدة لا يلزم منها أن يكون بلال مقدم عليه، فإن منزلة الرسول - صلى الله عليه وسلم – في أعلى الجنة-عليه الصلاة والسلام - لا يشابهه أحد، ولا يقاربه أحد - عليه الصلاة والسلام -، لكن هذا يدل على فضل ركعتي الوضوء، وأنها من أسباب دخول الجنة فالسنة المحافظة عليها، إذا توضأ الإنسان يصلي ركعتين، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلّى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه)، فيهما فضلٌ عظيم.  
 
8- بعض كبار السن يقرأ أول الفاتحة وهو جالس، ثم يواصل قراءة الفاتحة بعد قيامه، ما حكم هذا العمل؟
إذا كان عاجزاً ما يستطيع القيام الكلي، وإنما يستطيع بعض القيام هذا لا بأس به، أن يقرأها ويخاف أن تفوته إذا أخرها، أما إذا كان يتمثل من قراءته وهو قائم فيؤجلها حتى يقرأها وهو قائم، أما إن كان لا يستطيع وإن أجلها قد تفوته قد يركع الإمام فيقرأ بعضها في حال الجلوس ثم يكمل وهو قائم إذا كان عاجزاً، أما إن كان عن كسل وتساهل فلا يجوز، يجب أن يبادر بالقيام ولا يحل له الجلوس، فإذا جلس بطلت صلاته، لكن إذا كان عاجزاً له عذرٌ شرعي يشق عليه القيام حالاً هذا عذرٌ شرعي، وإذا قرأ بعض الفاتحة لأنه لا يتمكن من قراءتها وهو قائم، يركع الإمام قبله فلا بأس، عذرٌ شرعي، لأن الله يقول: (فاتقوا الله ما استطعتم)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم – لمن عجز عن الصلاة قائم، قال: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً)، فالمقصود أنه يراعي قوَّته.  
 
9- امرأة طلقت من زوجها ولم يدخل بها، هل لها عدة أم لا؟
إذا كان الزوج لم يدخل بالزوجة ولا خلع بها ما لها عدة، لقوله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا(49) سورة الأحزاب، هذا محل إجماع بين أهل العلم، إذا عقد عقداً ولم يخلو ولم يطأ ثم طلق فليس عليها عدة، أما إذا مات عنها فعليها العدة، الموت إذا مات عنها وما دخل بها ولا خلا بها عليها العدة أربعة أشهر وعشراً، أما الطلاق إذا طلق ولم يخلو بها ولم يدخل بها، لم يطأها فإنه لا عدة عليها، لها أن تتزوج في الحال بعد طلاقه لها، ليس لها عدة، إذا كان لم يدخل بها ولم يخلو بها خلوة خاصة، يعني يغلق عليهم الباب خلوة تامة، بحيث يغلق عليه الباب حتى يتمكن من جماعها لو أراد.  
 
10- هل يحق للرجل أن يغسل من مات من محارمه، وذلك مثل والدته أو ابنته أو عمته وخالته، أم يقتصر على غسل الزوجة فقط؟
ليس للرجل أن يغسل المرأة سواء كانت أمه أو أخته أو بنته إلا الزوجة فقط أو السُرْية التي يملكها ويباح له جماعها وهي مملوكة ومن عداهما من النساء ليس للرجل تغسيلها، ولكن يغسل النساء النساء، ويغسل الرجال الرجال، إلا الزوجة فقط، فقد غسل علي فاطمة - رضي الله عنها-، وقد غسلت زوجة الصديق أسماء بنت عميس؛ غسلت زوجها الصديق - رضي الله عنه-، وهكذا السُرْية مثل الزوجة، المملوكة التي يحل له جماعها، لأنها مملوكة له ملكاً شرعياً فإنها تغسله ويغسلها كالزوجة، أما كونه يغسل أمه أو بنته أو أخته فلا، ولكن إذا ما كان عندهم امرأة تُيَمَّم، يمسح وجهها ويديها بالتراب يُيَمِّمُها ويكفي، إذا كان ما عندهم نساء ولا زوج لها، فإنها تُيَمَّم، وليُّها يمسح وجهها بالتراب وجهها وكفيها، ثم يصلى عليه، يعني تيمم وتكفن ويصلى عليها.  
 
11- عندنا عادة وهي: أن المرأة المتوفى عنها زوجها إذا كانت في نصف العدة وشاهدها أحد الرجال الأجانب أو هي شاهدت أحد الأجانب فإنها تعود من بداية العدة من جديد، فما رأيكم في ذلك، وهل من كلمة يا سماحة الشيخ؟
هذا خطأ هذا غلط لا وجه له، لو شاهدها أجنبي أو شاهدت أجنبياً فليس عليها إعادة العدة عليها التكميل فقط، والمشاهدة للأجنبي إذا كان مع الحجاب لا حرج فيه، تشاهده، ترد عليه السلام، ويسلم عليها كابن عمها، كأحد جيرانها لا بأس، يسلم عليها يعزيها يسألها عن حاجة تسأله عن حاجة لا حرج في ذلك، ولكن مع الستر مع الحجاب، وعدم الخلوة، وهذا الذي يقوله بعض الناس هي خرافة من خرافات العامة كونها تعيد العدة من أولها لأنها شاهدت رجل أو كلمته أو شاهدها كل هذا غلط، وهكذا الصبي لو دخل عليها صبي يكلمها أو كلمته، ولو كان قد راهق من سن اثنى عشر أو ثلاثة عشر حول الحلم فلها أن تكلمه وله أن يكلمها، ولكن الحجاب إنما يجب بعد البلوغ؛ لأن الله يقول: (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا)، فإذا كان مراهق و ظنت أنه قد احتلم أو قارب الاحتلام فالحجاب عنه لأنه مظنة الاحتلام.   
 
12- هل يجوز للمقتدي أن يصلي بمن جاء من وراءه، مثلاً: رجل لم يلحق بالمغرب إلا بركعة واحدة، ثم قام ليكمل ما بقي، وجاء رجل آخر، فهل يقتدي به أم لا، وما صحة ذلك؟
إن اقتدى به فلا بأس، و إن صلّى وحده فهو أفضل، وإن اقتدى بالمسبوق جعله إماماً له فإذا سلم وكمل ما عليه فلا حرج عليه إن شاء الله على الصحيح.  
 
13- حجيت العام الماضي وبرفقتي مجموعة من النساء، وخرجنا من عرفة قبل الزوال بساعة تقريباً، خوفاً من الزحام،- يقصد أنه قبل الغروب-، وانتظرنا في السيارة أمام مطعم موجود عند مدخل عرفة في الخارج حتى زوال الشمس، هل علينا شيء في ذلك؟
هذا فيه تفصيل: الخروج من عرفة قبل الزوال ثم العودة إليها بعد الزوال حتى غروب الشمس لا شيء فيه، أما الخروج من عرفات قبل زوال الشمس قبل الظهر ولا يعود إليها لا في الليل ولا في النهار ما صح الحج، فاته الحج، إذا خرج قبل الزوال واستمر ولم يعد إلى عرفة لا في النهار ولا في الليل، لا في نهار عرفة ولا في ليلة النحر فإنه يفوته الحج، أما إذا كان المقصود أنه خرج قبل الزوال ثم عاد إليها بعد الزوال أو في الليل فلا حرج أدرك الحج.  
 
14- أحياناً لا أدري هل أنا محدث أم لا، وأتوضأ قطعاً للشك، فهل أنوي بهذا الوضوء بأنه عن رفع الحدث، أم أنوي بأنه وضوء شرعي فقط؟
كله طيب، إذا نويت عن رفع الحدث، أو نويت للوضوء الشرعي كفى والحمد لله.  
 
15- توجيه الميت إلى القبلة، هل هو مشروع ؟
نعم سنة، نعم عند الموت وفي القبر يوجه القبلة على جنبه الأيمن.  
16- السائل عادل خفاجي له مجموعة من الأسئلة يقول: أين تقف الزوجة إذا صلت مع زوجها؟
إذا صلت مع زوجها تقف خلفه، وإن كان معها نساء يقفن معها، ولا تقف مع الرجل لا مع زوجها ولا مع غيره، هكذا علم النبي - صلى الله عليه وسلم – النساء، كان يصلي في بعض الأيام ببعض النساء لما زارهن وكانت المرأة خلفه، والمرأة تصلي خلف الرجال، ولو أنها واحدة ولو أنه زوجها تصلي خلفه.. 
 
17- كيف للأب أن يعلم ابنه المعاق سمعياً ونطقياً للصلاة -سماحة الشيخ-؟
يعلمه بالطريقة التي يفهمها، إذا كان لا يسمع فإنه يريه إياه بالعمل، يصلي وهو معه، يركع معه، ويسجد معه ويرفع معه، وإن كان لا يبصر ولكنه يسمع، يصلي معه بسمعه بالتكبير والركوع والرفع من الركوع وهكذا حتى يفهمه، كيف السجود كيف الركوع كيف الرفع إلى آخر الصلاة، فالمقصود يفهمه بالطريقة التي يفهمها، بالسمع بالفعل، باللمس، بالشيء الذي يستطاع.  
 
18- نسمع أن الإنسان ينادى باسم أمه يوم القيامة، بحيث يقال له: يا فلان ابن فلانة! هل هذا صحيح سماحة الشيخ؟
ليس بصحيح، إنما يدعون بأسماء آبائهم لا بأمهاتهم، هذا من كلام العامة الباطل، الناس يوم القيامة يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم.  
 
19- ما حكم الترتيب بين الصلوات إذا كانت هذه الصلوات كثيرة، ويخاف الإنسان إن صلى هذه الفروض الفائتة أن يخرج وقت فرض الصلاة الذي يريد أن يؤديها؟ أفتونا بذلك.
يصلي حسب التيسير ويبدأ بالفرض الحاضر، إذا خاف الوقت خروج الوقت يصلي الفرض الحاضر قبل خروج الوقت، ثم يصلي بقية الفوائت التي عليه، وأما إذا كان الوقت واسع يبدأ بالفوائت أولاً، فإذا ضاق الوقت صلَّى الصلاة الحاضرة ثم صّلى بقية ما عليه، وعليه أن يعتني بهذا الأمر ويكون عنده العناية التامة.   
 
20- إذا توضأ الإنسان وكانت قدماه مبتلة بالماء، ومشى على فراشٍ به نجاسة جافة، فهل يلزمه أن يغسل قدميه، وهل تصح الصلاة في مكان به نجاسة جافة؟
إذا مشى على النجاسة الجافة، ورجله رطبة وجب عليه أن يغسلها إذا تجاوز المحل هذا، وهكذا لو مشى على محل رطب فيه نجاسة و رجله يابسة، ولكن محل رطب وفيه نجاسة وطأ عليها يغسل رجله أيضاً.  
 
21- من سافر مدة خمسة عشر شهراً عن زوجته لطلب الرزق ماذا عليه؟
إذا كان مضطراً لذلك لا حرج عليه، فاتقوا الله ما استطعتم، أما إذا تيسر أنه يأتي إليها بعد شهرين، ثلاثة، ستة حسب التيسير فهذا أحوط وأولى، لمصلحته ومصلحتها، لعفة فرج وعفة فرجها، يأتي إليها ثم يعود، ثم يأتي ثم يعود، هذا هو الأحوط إذا تيسر، أو ينقلها معه إذا تيسر، أما إذا اضطر إلى ذلك لشدة حاجته إلى المعيشة وعدم تيسر نقلها معه أو رجوعه إليها قبل المدة المذكورة فلا حرج والحمد لله.  
 
22- البعض من الناس يوصي بدفنه في المدينة النبوية، هل تنفذ مثل هذه الوصية، وهل لذلك فضل؟
الأقرب عدم التنفيذ لا حاجة إلى التنفيذ، يدفن في بلده مع المسلمين، ولا يكلف الورثة ولا يكلف الناس، يدفن في بلده إذا كان فيها مقبرة مسلمين، وإلا يقبر في محل مبتعد عن الكفار، ولا حاجة للنقل. سماحة الشيخ أيضاً من مات في بلد الكفار هل يدفن عندهم؟ يدفن في محل مستقل، ما هو مع قبورهم، إما في محل المسلمين أو في محل بعيد عن قبورهم، خارج عن قبورهم.  
 
23- أنا رجل أبلغ من العمر الخامسة والسبعين، لم أبدأ الصيام في السن الشرعي، وإنما صمت أياماً وأفطرت أياماً، وأنا لا أعرف عدد تلك الأيام، وقد كان ذلك في شبابي، أما الآن -وأحمد الله- فأنا مداوم على الصيام، وذلك من أكثر من ثلاثين عاماً، سماحة الشيخ: ماذا أفعل في الأيام التي فاتتني وأنا لا أعلم عدد هذه الأيام، علماً بأنني رجل عاجز ولا أستطيع أن أقضي؟ جزاكم الله خيراً
عليك أن تقضيها بالظن، تجتهد في ظنك في عددها ثم تقضيها، وإذا كنت لا تستطيع قضاءها لكبر السن والعجز تطعم عن كل يومٍ مسكيناً نصف صاع من قوت البلد، من تمر أو أرز أو حنطة عن كل يوم تجمعها وتعطيها بعض الفقراء حسب الظن عشرين يوم ثلاثين يوم أربعين يوم خمسين يوم حسب الظن، تصومها فإن عجزت بأنك كبير لا تستطيع صيام رمضان، إذا كنت عاجزاً؛ فإنك تطعم عن كل يوم مسكيناً، وهكذا العاجز عن رمضان يطعم عن كل يوم مسكيناً، أما إذا كنت تستطيع أن تقضي فعليك القضاء.  
 
24- ما حكم قراءة الفاتحة على الميت عند قبره؟
بدعة لا يقرأ على القبور، إذا زار الميت يسلم عليه، يقول: السلام عليك يا فلان، غفر الله لك، رحمنا الله وإياك، السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم، أما القراءة لا، لا يشرع، لا الفاتحة ولا غيرها، لا يقرأ عند القبور الفاتحة ولا غيرها، بل ذلك من البدع، ولا يصلي عند القبور أيضاً، ولكن يسلم عليهم، يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يغفر الله لنا ولكم، كما علم النبي - صلى الله عليه وسلم – أصحابه هذا الدعاء، هكذا يعلم أصحابه عليه الصلاة والسلام، أما القراءة عند القبور أو الطواف بها أو القراءة عندها؛ كل هذا لا يجوز، السؤال عندها بدعة والقراءة عندها بدعة، والطواف بها إذا أراد بذلك التقرب إلى الميت شرك أكبر، أما إذا ظن أن الطواف بها قربة وطاعة لله يعني فهذا بدعة، أما إذا صلّى لصاحب القبر أو طاف لصاحب القبر يتقرب إليه بذلك هذا من الشرك الأكبر.  
 
25- لي جارة وهي أختي من أم وأب، وأنا يا شيخ أتصدق عليها من فترةٍ إلى أخرى، ولكن بسبب خلافٍ بين زوجي وزوجها منع زوجي أن أتصدق عليها، أو أعطيها بعض الاحتياجات مثل الخضروات وغيرها، هل أنا آثمة إذا طلبت مني شيئاً ولم أعطها؛ بسبب منع زوجي، وما هي نصيحتكم لزوجي؟ جزاكم الله خيراً.
ما عليك، إذا كانت زوجها يقوم بحالها ما هي مضطرة، زوجها يقوم بحالها وينفق عليها، ليس لك عصيان زوجك بل عليك السمع والطاعة لزوجك، ولا تخالفي زوجك، أما إذا كانت مضطرة زوجها ما عنده شيء وهي مضطرة لإطعامها ينقذها من الموت فعليك أن تتصدقي عليها، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أما إذا كان عندها ما يقوم بحالها، زوجها ينفق عليها، وإنما هي تبرعات بخضروات .. هذا لا يحوز، بل عليك السمع والطاعة لزوجك، وهي بحمد الله يقوم بها زوجها والحمد لله حتى يرضى عنك زوجك، والنصيحة لزوجك أن يتقي الله وأن يسمح لك وأن يدفع الشر بالخير وأن يكون واسع البال، طيب الخلق ولو غضب على زوجها لا يمنع من أختك هذا المشروع له، نوصيه بذلك، نوصيه بأن يعينك على البر والصلة، وإذا غضب على زوجها لا يمنعك من صلتك بأختك، نوصيه بأن يكون له وفق ورحمة وعناية وأن يسمح لك بالصلة لأختك.

431 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply