حلقة 299: حكم رفع القبور - استخدام سيارة العمل في الأشياء الخاصة - مناسبة قول الرسول صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة - تعريف الصراط وحكم الإيمان به - السترة في الصلاة - الرضعات المحرمة - لبس ملابس الوالد المتوفي - علاج السحر والوساوس

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

49 / 50 محاضرة

حلقة 299: حكم رفع القبور - استخدام سيارة العمل في الأشياء الخاصة - مناسبة قول الرسول صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة - تعريف الصراط وحكم الإيمان به - السترة في الصلاة - الرضعات المحرمة - لبس ملابس الوالد المتوفي - علاج السحر والوساوس

1- توفي والدي رحمه الله، فعند زيارتي لقبر والدي أشاهد بعض القبور عليها حجارة كبيرة، وعليها اسم المتوفى، وليس على قبر والدي سوى التراب المركوم وحجارة صغيرة ليس عليها الاسم، فهل يجب عليَّ أن أفعل مثل ما في هذه القبور من كتابة الاسم، ووضع التراب عليها؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالسنة في القبور أن لا ترفع قدر أكثر من الشبر،........ تمييزاً لها عن غيرها حتى يعرف أنها قبور، أما رفعها أكثر من ذلك فلا يجوز، وهكذا لا يجوز الكتابة عليها، لا اسم صاحبها ولا غيره، لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنه نهى عن تجصيص القبور وعن البناء عليها، وعن الكتابة عليها)، فالبناية لا يجوز، وهكذا تجصيصها، لأن هذا من وسائل الشرك، من وسائل الغلو فيها، وهكذا بناء المساجد عليها والقباب كله لا يجوز، لأنه من وسائل الشرك، وهكذا ....... الكتابة عليها لأن الرسول نهى عنها -عليه الصلاة والسلام-، فلا يكتب عليها اسم الميت ولا غيره، وإذا وضع حجراً للعلامة لا بأس،إنما توضع النصائب لتحفظ التراب على أطراف القبر، أو يوضع عليه حصباء ويرش بالماء لحفظ التراب فلا بأس، أما الحصى الكبار فلا حاجة إليه، إنما توضع حصاة للعلامة لا بأس.  
 
2- ما حكم استخدام سيارة العمل في الأشياء الخاصة، علماً بأن المدير المباشر في المصلحة لا مانع لديه من ذلك؟
سيارة العمل تستخدم فيما تقتضيه التعليمات، وليس له أن يستعملها في غير ذلك، تكون خيانة، فإذا كانت التعليمات تبيح له أن يستعملها في كذا أو كذا فلا بأس، أما أنه يستعملها لأن المدير تساهل معه أو نائب المدير لا، الواجب أن يستعملها حسب التعليمات المتبعة التي قررتها الدولة.  
 
3- ما حكم من يذهب إلى العمرة في رمضان وهو يعمل إمام مسجد، ويترك الجماعة بدون إمام؟
الواجب عليه أن يعين من يقوم مقامه، أو يبلغ الجهة المختصة حتى تعين من يقوم مقامه ....... أجازه، أما أن يتساهل فلا يجوز، إما أن يعين من يقوم مقامه من هو مثله أو خيرٌ منه، أو يبلغ الجهة المختصة حتى تعين من يقوم مقامه إذا سمحت له، ولا يجوز له إهماله، لأن هذه أمانة، ولا يجوز الإخلال بالأمانة، يقول -سبحانه وتعالى-: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا[النساء: 58]، ويقول -سبحانه وتعالى- في وصف المؤمنين: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ[المؤمنون: 8]، فالواجب على الإمام إذا عرض عارض كعمرة أو حاجة أخرى أن يستعين من يقوم مقامه ولا يتساهل، فإن كان هناك حاجة إلى الاستئذان استأذن الجهة المختصة، أما إن كان بحاجة خفيفة فإنه يستنيب من يقوم مقامه ممن هو مثله أو خيرٌ منه والحمد لله.  
 
4- ما هي مناسبة قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة)؟
هذا قالها رسول -صلى الله عليه وسلم- لما كانوا يعذبون، كان ياسر وعمار وأم عمار يعذبون، فيقول لهم: صبراً يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة، لأن كفار قريش كانوا يعذبون المسلمين في مكة، ومن ذلك آل ياسر، وبلال وغيرهم، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- صبرهم وشجعهم على الصبر وأن لهم في ذلك الخير العظيم، وأن الله -سبحانه وتعالى- سوف يدخلهم الجنة على صبرهم على دين الله.  
 
5- ما هو الصراط المنصوب على متن جهنم، وما حكم الإيمان به، وهل كل من مر به أصابه أذى أم لا؟
هذا صراط ينصبه الله للمؤمنين، يمر عليه المؤمنون إلى الجنة، عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن مر عليه نجا، وقد يخطف بعض الناس فيسقط بذنوبه، وقد يخطف وينجوا ويسير، وهو صراط عظيم ثابت بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- يمر عليه الذين كتب الله لهم الجنة، وقد يسقط بعض الناس لبعض ذنوبه، ويعذب على قدر معصيته، لا يمر عليه إلا المؤمنون، أما الكفار لا يمرون على الصراط، إنما هذا لأهل الجنة، فمن مر عليه نجا، ومن سقط بذنوبه فيعذب على قدرها، وأما الكفار فيساقون إلى النار. نسأل الله العافية.  
 
6- نريد أن نعرف كل شيء حول السترة في الصلاة، وهل لا بد من وضع ساتر أمامي إذا كنت في الصلاة منفرداً، ولا خوف من مرور أحد أمام المصلي؟
الستر سنة مؤكدة أمام المصلي إذا كان منفرداً أو إماماً، لأن الرسول كان يصلي إليها -عليه الصلاة والسلام-، ويقول: (إذا صلّى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلى أحد ...... يستر الناس، فلا يدع أحدا يمر بين يديه)، فالسنة أن يضع ستراً أمامه، إما جدار وإما عمود وإما كرسي وإما عصا منصوبة ونحو ذلك، فإن لم يتيسر وضع العصا مطروحة أو خطاً بين يديه إذا لم يتيسر شيء قائم، هذا هو السنة، ولا يضره من مر من ورائها، لكنها غير واجبة، لأنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه في بعض الأحيان صلّى إلى غير سترة، فدل على أنها غير واجبة لكنها سنة مؤكدة، وإذا كان في مكان لا يخشى فيه مرور أحد فلا مانع أن يصلي إلى غير سترة، لكن إذا تيسرت السترة فهي أولى وأفضل عملاً بالسنة.  
 
7- حدثونا عن صفة النزول للسجود في الصلاة، هل الصحيح أن ينزل المصلي بيديه قبل ركبتيه، أم أن الأصح ما نراه من نزول المصلين بركبتيهم إلى السجود؟
هذا هو السنة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يهوي إلى سجوده على ركبتيه، ويقول: (لا يبرك أحدكم كما يبرك البعير)، والبعير يبرك على يديه، يقدم يديه، والسنة لمن عنده قوة أن ينزل على ركبته، وتكون يداه بعد ذلك، ثم وجهه هذا هو السنة، الركبتان ثم اليدان ثم الوجه، هذا إذا كان يقوى على ذلك، وهذا هو الأفضل، فإن أصابه ما يمنع من ذلك من كبر سن أو مرض سجد على يديه، والحمد لله.  
 
8- إذا دخلت المسجد ووجدت الإمام في جلوس التشهد الأخير، وبعد قيامي لإكمال الصلاة رأيت جماعة جديدة، فهل يمكنني قطع هذا القيام، والانضمام إلى الجماعة الجديدة للصلاة؟
لا حرج في ذلك، لأن هذا قطعٌ لما هو أفضل، وهو الصلاة معهم، وإن أتممت فلا حرج، إن أتتمت فلا حرج، وإن قطعتها وذهبت مع الجماعة فذلك أفضل بما في ذلك من أدائها جماعةً.
 
9- ما هي الرضعات المحرمة ؟
الرضاعة المحرمة لا بد أن تكون خمساً أو أكثر، كل رضعة مستقلة، يمص الثدي حتى يذهب اللبن إلى جوفه، ثم يقطع، ....... الثدي، ثم يعود في المجلس ذلك أو في مجلس آخر حتى يكمل خمساً، على ثدي واحد أو على الثديين، هذا هو الرضاع الشرعي المحرم، خمسٌ فأكثر، لقول -صلى الله عليه وسلم- لسهلة بنت سهيل: أرضعي سالماً خمس رضعات تحرمي عليه)، ولما ثبت في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك)، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام الترمذي في جامعه وهذا لفظه. فعلم بهذا أنه لا بد من خمس رضعات أو أكثر في الحولين، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا رضاع إلا في الحولين)، وكل رضعة مستقلة وحدها، يمص الثدي ويبلع اللبن، ويفصل الثدي عن فمه، إذا علمت هذا المرأة وشهدت بهذا المرأة الثقة أو أكثر من مرأة يعمل بذلك، خمس رضعات فأكثر، أما إذا كانت لا تعلم هل هي خمس أو أقل أو أكثر أو لا تعلم هل وصل اللبن إلى جوفه أم لا، هذا لا، ليس عليه عمل، ولا يثبت به أحكام الرضاعة، حتى يثبت أنه رضع خمساً كل واحدة مستقلة، وأن اللبن يصل إلى جوفه، وأن ذلك في الحولين، ويشهد بهذا ثقةٌ من النساء أو أكثر.  
 
10- هل يجوز لي أن أقرأ القرآن على قبر والدي، وأن أقرأ الفاتحة عليه، وهل يصل أجر قراءتي لهذا القرآن، أم أنني أكتفي بالدعاء؟
ليس لك القراءة، لا تجوز القراءة على القبور، ولكن الدعاء يكفي، النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا للموتى وقال -عليه الصلاة والسلام- لأصحابه، علمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكن العافية)، وفي اللفظ الآخر: (يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، هذا هو السنة، أما القراءة غير مشروع، بل بدعة.  
 
11- بالنسبة للملابس، ملابس والدي المتوفى، هل يجوز لي أن ألبس ملابس والدي الذي كان يلبسها وهو في حياته، علماً بأن بعضها لم تزل جديدة؟
لك أن تلبسها إذا كنت وحدك، أما إن كان معك شركاء فاستأذنهم، إن سمحوا لك ولا تباع مع التركة كلها، أما إذا كنت وحدك ما ورثة إلا أنت فلك أن تلبسها ولك أن تتصدق بها ولك أن تبيعها، أما إذا كان معك ورثة فلا بد من استئذانهم إذا سمحوا لك فلا بأس، وإلا توضع مع التركة.  
 
12- ما حكم قراءة القرآن الكريم من غير تجويد، وخصوصاً بأنه يعلم التلاميذ؟
لا حرج في ذلك، إذا قرأه باللغة العربية لا حرج، أن يقرأه بغير التجويد، إذا أوضح القراءة وبين الحروف وأوضحها فلا بأس، ولو كان لا يحسن الإدغام أو الترقيق أو الإظهار أو ما أشبه ذلك إنما ذلك مستحب، يعني التجويد مما يستحب ومما يحسن به التلاوة، وهو من تحسين التلاوة، ولكن لا يجب على الصحيح.  
 
13- أريد أن أتفقه في الدين وأنا طالب علم شرعي، حبذا لو ذكر لنا سماحة الشيخ عبد العزيز بعض الكتب في الفقه التي توصونني بقراءتها؟
نوصيك بالقرآن الكريم والإكثار من تلاوته فهو أعظم كتاب وأشرف كتاب، وفيه علمٌ عظيم يعلمك أصول دينك، ويعلمك الأحكام الشرعية بالصلاتك وغيرها، فنوصيك بالقرآن الكريم، والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، ثم نوصيك أيضاً بالسنة، حفظ ما تيسر من السنة مثل بلوغ المرام مثل عمدة الحديث، هذا كتابان عظيمان مختصران، وفائدتهما عظيمة، فنوصيك بحفظ ما تيسر منهما أو بحفظهما جميعاً، مع الأربعين النووية وتتمة ابن رجب خمسين حديثاً من جوامع الكلم فائدتها عظيمة، ونوصيك بكتب العقيدة مثل كتاب التوحيد، كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، الثلاثة والأصول والأربع القواعد له أيضاً، العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية كتاب عظيم مفيد في العقيدة، نوصي جميع الطلبة بهذه الكتب؛ لأنها مفيدة جداً والحاجة إليها ماسة، ونوصي الجميع أيضاً بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية الأخرى مثل التدمرية والحموية ومثل كتب ابن القيم -رحمه الله-، وعندهم أهل السنة والجماعة، ومثل شرح الطحاوية لابن أبي العز كتاب عظيم مفيد، وكتاب التوحيد لابن خزيمة، وأما الفقه فكتبه كثيرة، فإذا حفظ مثل زاد المستقنع للحجاوي، مثل كتاب الفقه للموفق، أو دليل الطالب، المقصود إذا تيسر له أحد الكتب المؤلفة في الفقه من الأئمة المعروفين من أهل السنة فلا بأس، يستعين بها على فهم النصوص، يستعين بهذا الكتاب لكن لا يقلد ولا يتعصب، وإنما يستعين به على فهم النصوص فهذا لا بأس به، زاد المستقنع، دليل الطالب، وما أشبه ذلك من الكتب التي ألفت في الفقه.  
 
14- ما هو العلاج الشرعي للسحر، وما هو العلاج الشرعي للوسواس، وهل هناك أدعية شرعية تنصحوننا فيها؟
علاج السحر بالتعوذات الشرعية، قراءة آية الكرسي وقل هو الله أحد والمعوذتين، وتكرار ذلك فهذا من أعظم العلاج، تدبر القرآن والاستفادة من القرآن، يقرأ ما يتيسر من القرآن الفاتحة وآية الكرسي، وقل الله أحد والمعوذتين، وكذلك ما تيسر من الآيات الأخرى، يقرأها على المسحور حتى يخلصه الله من ذلك، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله -جل وعلا- أزال عنه ما قد أصاب من السحر لما أنزل الله عليه سورة المعوذتين، وقال: (ما تعوذ المتعوذون بمثلهما) فالتعوذ بالمعوذتين مع قل هو الله أحد من أعظم الأسباب في زوال السحر، مع قراءة الفاتحة وآية الكرسي وما تيسر من الآيات القرآنية، كآخر سورة الحشر وغير ذلك، مع التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، يكررها، (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) (نعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)، كل هذا من العلاج، وإذا وجد طبيب حاذق أو إنسان يعرف علاجاً آخر مادي لا منكر فيه ولا شبهة فيه فلا بأس، مثل كونه يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ويدقها بين حجرين ثم يقرأ فيهما آية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد والمعوذتين وفاتحة الكتاب، ثم يشرب منها ويغتسل، هذا مجرب في علاج السحر، وقد نفع كثيراً، قد استعملناه مع ناسٍ كثيرٍ ونفعهم الله بذلك، وهو نافعٌ أيضاً للرجل إذا حبس عن زوجته، هذا العلاج جاء عن بعض السلف وهو مجرب ونافع للسحر ولحبس الرجل عن زوجته، لكن أعظم من ذلك العلاج بالقرآن، فاتحة الكتاب وآية الكرسي، وقل هو الله أحد والمعوذتين، وغير هذا من الآيات القرآنية، يقرأ وينفث ويتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فهذا كله علاجٌ عظيم قد نفع الله به نبينا - صلى الله عليه وسلم- ونفع به غيره من المسلمين. ولا يجوز إتيان السحرة ولا تصديقهم، لا يجوز العلاج عند السحرة ولا سؤالهم ولا تصديقهم، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من أتى عرّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاةً أربعين يوماً)، وقال: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-)، فالواجب الحذر من إتيان السحرة والكهان والمنجمين والعرافين والحذر من تصديقهم، لأن هذا كله لا يجوز، وهو شرٌ عظيم، فيجب الحذر منه. وبالنسبة للوسواس ما هو العلاج في نظركم؟ الوسواس التعوذ بالله من الشيطان، من بلي بالوسواس فليتعوذ بالله من الشيطان، جاء عثمان بن أبي العاص الثقفي -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبر أن الشيطان لبس عليه صلاته، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: (إذا وجدت ثلاث فاتفل عن يسارك ثلاث مرات، وقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات يذهب عنك)، قال عثمان: ففعلت هذا، فأذهبه الله عني، فالمقصود أن العلاج التعوذ بالله من الشيطان، وتكرار ذلك مع النفث عن يساره في الصلاة وخارجها.  
 
15- ما هو الحكم الشرعي في هذه المسائل -سماحة الشيخ-: عقد رجل على امرأة من غير وليها، فما الحكم في ذلك؟
العقد بدون ولي عقد فاسد، هذا على الصحيح عند جمهور أهل العلم، ليس المرأة العقد على نفسها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا نكاح إلا بولي)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزوج المرأة نفسها، ولا تزوج المرأة المرأة)، وكلاهما أحاديث صحيحة، فالواجب على المرأة أن ترفع الأمر إلى وليها، ووليها أبوها إن وجد أو جدها فإن لم يوجد أب ولا جد فابنها أو ابن ابنها، فإن لم يوجدوا فالأخ الشقيق ثم الأخ لأب وهكذا على حسب العصبة، لكن المقدم منهم الأب ثم الجد وإن علا، ثم الابن ثم ابن الابن وإن نزل، ثم الأخ الشقيق، ثم الأخ لأب، ثم ابن الأخ الشقيق، ثم ابن الأخ لأب، ثم العم الشقيق ثم العم لأب ثم أقرب العصبة هكذا، وليس لها أن تزوج نفسها، وإذا فعلت فالنكاح فاسد غير صحيح، يجب تجديده، ويجب التوبة من ذلك، ولكن لو فعلوا وحملت يكون الولد لاحقاً بأبيه، لأن الولد شبهة يحلق به لكن مع المعصية، يجب أن يجدد ويجب أن يؤدبا، يجب على ولي الأمر أن يؤدبها إذا فعلا ذلك، لأن هذا منكر، فالواجب تأديب من فعل ذلك وتجديد العقل بعقدٍ شرعي. إذن سماحة الشيخ يجدد العقد بشهود. بشاهدين، نعم.  
 
16- عقد رجل على امرأة معتدة من وفاة زوجها، فما الحكم في هذه المسألة؟
إذا عقد عليها بعد العدة بشاهدين وبوجود وليها لا بأس، الزواج يحضره أربعة، الزوج والولي وشاهدان، فإذا وجد الزوج والولي والشاهدان العدلان تم النكاح، أما تزويجها في العدة باطل، لا بد أن يكون بعد العدة، بعد خروجها من عدة الوفاة وعدة الطلاق إن كان طلاق، ثم يتم التزويج بعد ذلك، أما إذا كان الزواج في العدة فهو باطل.  
17- رجل طلق زوجته ثلاثاً ثم مات عنها وهي ما زالت في عدتها، أتعتد عدة وفاة، أم عدة طلاق؟
هذا يرفع إلى المحكمة والمحكمة تحكم في ذلك، يرفع الأمر إلى المحكمة في شأن العدة   
 
18- ما هي الأسباب التي تعين الإنسان على قيام الليل؟ جزاكم الله خيراً.
الأسباب التي تعين الإنسان على قيام الليل كثيرة، منها: الضراعة إلى الله وسؤاله الإعانة والتوفيق، والصدق في ذلك. ومنها عدم السهر، كونه ينام مبكراً لا يسهر، ومنها: أن يجتهد في أسباب القيام إما بمن يوقظه أو بوجود الساعة التي يوقتها على وقت القيام، فإذا اتخذ الأسباب يسر الله أمره، وأهما الصدق مع الله والإخلاص في هذا وعدم السهر.  
 
19- إذا كنت أستمع إلى تلاوة قرآنية وكان المؤذن يؤذن، هل أستمع إلى التلاوة، أم أردد مع المؤذن؟
السنة إيقاف القراءة وإجابة المؤذن، ثم بعد ذلك يقرأ القارئ، فالذي يقرأ إذا سمع الأذان يقف، فإن كانت تسمع من إذاعة تغلق الإذاعة وتسمع المؤذن، حتى إذا فرغ المؤذن عادة إلى السماع، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول)، فإن كان القارئ موجود سكت حتى يجيب المؤذن، وإن كانت تسمع من الراديو قفلت الراديو حتى تستمع الأذن، ثم تعيد الاستماع للقرآن.  
 
20- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أيما جسم نبت من الحرام فالنار أولى به، ما معنى ذلك؟
هذا من باب الوعيد والتحذير، يعني ينبت جسمه على أكل الربا أو على غصب أموال الناس أو على السرقة، متوعدٌ بالنار نعوذ بالله. فالواجب الحذر، وأن يكون كسب المسلم حلالاً، وأن يحذر ظلم الناس أو أكل الربا أو الغش في المعاملات، أو سرقة أموال الناس أو ما أشبه ذلك، نسأل الله العافية.
 
21- إنسان شرب في رمضان ظاناً بأن الأذان أُذن، ولم يؤذن، فماذا عليه في مثل هذه الحالة؟
إذا عرف أنه شرب قبل الغروب يعيد، أما إذا كان يظن الغروب بسبب العلامات الظاهرة فلا شيء عليه، أما إذا شرب يظن الغروب ثم بانت الشمس فإنه يقضي اليوم على الصحيح عند جمهور أهل العلم، وهذا هو الأحوط، وبعض أهل العلم لا يراه يقضي؛ لأنه معذور لم يتعمد، لكن الأقرب والأظهر أنه يقضي، وهكذا لو أكل بعد الفجر يسحب أنه ليل، فبان أنه أكل في النهار يقضي، هذا هو الأرجح.

330 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply