حلقة 300: الفرقة الناجية - السنة للمسافر أن يدع الرواتب - صفة صلاة النبي - كيفية الدعوة إلى الله - حتى يكون يومك في طاعة الله - وضع الإحرام على الرأس جهلاً قبل التحلل - تأخير قضاء رمضان - مذهب أهل السنة والجماعة - الدعاء للميت
50 / 50 محاضرة
1- حدثونا – يا سماحة الشيخ - عن الفرقة الناجية، وهل تنتمي إلى اسم معين؟ جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالفرقة الناجية من الفرق التي سارت على منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وأتباعهم بإحسان قولاً وعملاً وعقيدة، وهو المراد في في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل من هي؟ قال: الجماعة). وفي لفظ آخر قال: (من كان على ما أنا عليه وأصحابي) هؤلاء هم الفرقة الناجية المتمسكون بالكتاب العظيم والقرآن والسنة المطهرة السائرون على طريق الصحابة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعهم بإحسان، وهم الذين يعظمون كتاب ربهم ويحكمونه، وهكذا سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ويعرضون أقوال الناس على الكتاب والسنة عملاً بقول الله - عز وجل - : فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ [(59) سورة النساء]. وعملاً بقوله - سبحانه وتعالى - :وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [(10) سورة الشورى].
2- أيهما أفضل بالنسبة للمسافر: أن يؤدي السنن الرواتب، أو يتركها، وكذلك النوافل؟
المسافر السنة له أن يدع الرواتب، لا يأتي بها، كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل فإنه كان عليه الصلاة والسلام إذا سافر يترك سنة الظهر سنة المغرب سنة العشاء. أما سنة الفجر فكان يأتي بها عليه الصلاة والسلام، كان يصلي الفجر ويصلي راتبتها سفراً وحضراً. أما سنة الظهر والمغرب والعشاء فكان يترك ذلك عليه الصلاة والسلام في السفر أما العصر فليس لها راتبة، لكن كان يصلي قبلها أربعاً بعض الأحيان وربما صلى قبلها ثنتين بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (رحم الله امرئ صلى أربعاً قبل العصر). فالأفضل في السفر تركها لأنها تشبه الراتبة. أما النوافل الأخرى فالأفضل فعلها يعني سنة الضحى، التهجد في الليل الوتر هذه سنة في السفر والحضر سنة الوضوء إذا توضأ هذه نوافل مشروعة في السفر والحضر. كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي السنة وهو في السفر صلها عام الفتح ثمان ركعات عليه الصلاة والسلام، وكان يتهجد في الليل في السفر ويصلي على بعيره بعض الأحيان النافلة في السفر ويوتر على بعيره أيضاً عليه الصلاة والسلام. جزاكم الله خيراً.
3- سماحة الشيخ: كيف كانت صلاة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؟ وجهونا في ضوء سؤالنا؟.
كانت صلاته - صلى الله عليه وسلم - تخفيفاً في تمام كما قال أنس - رضي الله عنه - : ما صليت خلف أحد أتم صلاة ولا أخف صلاة من النبي عليه الصلاة والسلام كانت صلاته تخفيفاً في تمام يتم ركوعها وسجودها واعتدالها بعد الركوع وبين السجدتين ولكن لا يطيل إطالة تمل الناس وتشق عليهم. وهكذا السنة فيصلي المؤمن تخفيفاً في تمام، يعني الإمام والمنفرد أما المأموم فهو تابع للإمام. ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (أيكم أمَّ الناس يخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذو الحاجة). ويقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي -عليه الصلاة والسلام-). فالتخفيف أن تتأسى بصلاته - صلى الله عليه وسلم - وهي تخفيف في تمام. كان يصلي يقرأ في الظهر من أوساط المفصل، وفي العصر أقل من ذلك، أخف من الظهر، وفي المغرب من قصاره، وتارة من طواله وتارة من أوساطه، والغالب في المغرب أن يقرأ بالقصار، وكان يقرأ بالعشاء بقصار المفصل، وفي الفجر بطوال المفصل مثل ق والطور والذاريات ونحوها. وكان يركع ركوعاً فيه إتمام، وفيه تخفيف، ثم سبَّح سبع تسبيحات عشر تسبيحات سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم ويقول في ركوعه سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. سبوح قدوس رب الملائكة والروح. وكان إذا اعتدل بعد الركوع يطمئن حتى يعتدل يرجع كل فقار إلى مكانه. وكان يعتدل بعد الركوع حتى يصل المصلي إلى المسجد وهكذا بين السجدتين يعتدل بين السجدتين ويقول: ربي اغفر لي ربي اغفر لي. اللهم اغفر لي وارحمني واهدني ووفقني وعافني. ولا يعجل حتى يرجع كل فقار إلى مكانه. وكان في السجود أيضاً يطمئن ويسبح عدة تسبيحات عشر تسبيحات أو سبع تسبيحات. وكان أنس - رضي الله عنه - صلى بعد خلف الأئمة، فقال: إنه أشبه صلاة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان يعدل له بالركوع والسجود عشر تسبيحات، فإذا سبح عشراً أو سبعاً أو خمساً كل هذا على حسن سبحان ربي العظيم في الركوع سبحان ربي الأعلى في السجود ربي اغفر لي بين السجدتين لكن مع الطمأنينة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه هكذا كان - صلى الله عليه وسلم - يصلي تخفيفاً في تمام. والسنة للأئمة أن يتأسوا لقوله- صلى الله عليه وسلم -: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وكذلك المنفرد إذا صلى وحده لمرض أو غيره يتأسى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهكذا النساء يصلون كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي تخفيفاً في تمام. وقد سمعت صفة صلاته عليه الصلاة والسلام- كان يتم ركوعه وسجود وكان يعتدل بين السجدتين ويعتدل بعد الركوع فلا يعجل. وكان يقرأ في صلاة الظهر والعصر من قصار المفصل لكن في العصر أخف وفي المغرب من صغار المفصل وربما قرأ من طواله كالطور وغيرها . وربما قرأ بالمرسلات -عليه الصلاة والسلام- فتارة يطيل في المغرب وتارة يقصر في المغرب عليه الصلاة والسلام وفي العشاء بقصار المفصل مثل الغاشية مثل الفجر مثل سبح مثل السماء ذات البروج. وفي الفجر يصلي يقرأ بطوال المفصل مثل الذاريات وق والقرآن المجيد. مثل الطور مثل اقتربت الساعة مثل تبارك الذي بيده الملك، وأشبه ذلك. جزاكم الله خيراً.
4- ما كيفية الدعوة إلى الله - عز وجل - ، وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعي إلى الله - عز وجل -، وهل الدعوة إلى الله واجبة؟ جزاكم الله خيراً.
نعم الكيفية بينها الرب - عز وجل - قال سبحانه: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [(125) سورة النحل]. هكذا السنة، قال جل وعلا: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [(159) سورة آل عمران]. وقال الله لموسى وهارون لما بعثهم إلى فرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [(44) سورة طـه]. فالسنة للداعي أن يراعي وأن يجمع بين الحكمة والعلم قال الله قال الرسول. ويعتني بالموعظة الحسنة الترغيب والترهيب يذكر ما جاء من الوعيد في المعاصي وما جاء من الأجر العظيم والفائدة الكثيرة في الطاعات يجازي بالتي هي أحسن لما عنده من الشبه والاشتباه يجازي بالتي هي أحسن والبيان الواضح ولا يشدد بل يرفض لأن هذا أقرب إلى القبول والتأثر، ولا بد من شرط البصيرة، شرط العلم لا بد يكون الداعي عنده بصيرة وعنده علم، قال الله جل وعلا: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [(108) سورة يوسف]. فالواجب على الداعية أن يكون على بصيرة على علم، وأن يرفق في دعوته وأن يجادل بالتي هي أحسن حتى لا ينفر الناس من الحق. والواجب عليه أيضاً أن لا يخالف قوله فعله ولا فعله قوله، أن يقول الحق ويكون من أسرع الناس إليه، وأن ينهى عن الباطل وأن يكون من أبعد الناس من الباطل، هكذا يكون الداعي إلى الله، يدعو إلى الحق ويسارع إليه ويتخلق به، وينهى عن الباطل ويحذره ويبتعد عنه، ويرفق في دعوته، ويجتهد في ذكر الآيات والأحاديث لأن ذلك يؤثر في القلوب ويسبب القبول. والواجب عليه أن يكون من أسرع الناس إلى ما يدعو إليه، ومن أبعد الناس عما ينهى عنه من الواجبات والمحرمات أن يكون من أسرع الناس إلى كل واجب يدعو إليه ومن أبعد الناس عن كل محرم ينهى عنه حتى يتأسى في قوله وفعله قال الله جل وعلا: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [(21) سورة الأحزاب]. فهو - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو ويعمل، فهو الداعي إلى الله في قوله وفعله عليه الصلاة والسلام، فهكذا الدعاة المشروع لهم أن يكونوا دعاة إلى الله بأقوالهم وأفعالهم، وأن يكونوا على بصيرة، وأن يحذروا القول على الله بغير علم. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ.
5- ما هو أقل شيء يلزمني فعله ليكون نهاري في طاعة الله - عز وجل -؟.
عليك أن تحرص على أداء الواجبات وأن تحفظ لسانك وجوارحك عن محارم الله حتى تكون سعيداً موفقاً وتحرص على ما أوجب الله عليك من صلاة الفجر، ومن أداء حق أهل البيت من أولاد وزوجة، وحفظ جوارحك عما حرم الله من المعاصي في حق الله وفي حق عباده، وبهذا تكون ناجياً سليماً . وهكذا في الليل تحرص على أن تحفظ أوقاتك من سائر المعاصي وأن تعمرها بالطاعات، وأن تؤدي ما أوجب الله عليك من صلاة وغيرها هذا طريق النجاة هذا طريق السلامة الحرص على حفظ الوقت من ما حرم الله وعلى حفظه بأداء ما أوجب الله وعلى شغله بالأعمال الطيبة من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن وسائر وجوه الخير مع أداء واجب أهل البيت وحقهم من النفقة والمعاشرة الطيبة وحق الجيران من إكرامهم والإحسان إليهم وكف الأذى عنهم. جزاكم الله خيراً.
6- نويت العمرة فطفت ثم سعيت والحمد لله, وبعد ذلك وضعت الإحرام على رأسي جهلاً مني, وليس نسياناً أو تعمداً, ثم حلقت رأسي، فماذا عليّ؟
وضع الإحرام على الرأس جهلاً أو نسياناً لا شيء فيه، والحمد لله، فلو أن الإنسان غطى رأسه وهو محرم جاهلاً أو ناسياً أو تطيب جاهلاً أو ناسياً أو قص شعره أو ظفره جاهلاً أو ناسياً فلا شيء عليه، ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن إنساناً أحرم وعليه جُبة وضمها بالطيب فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينزع الجبة وأن يغسل أثر الخلوق ولم يأمره بفدية لأنه جاهل. جزاكم الله خيراً.
7- أنا طالب في المرحلة الثانوية ومجتهد والحمد لله, إلا أنني لا آتي بتقدير جيد جداً أو دون ذلك, ورغم ذلك فأنا أحافظ على الصلوات الخمس جماعة في المسجد, وأدعو الله أن يوفقني ويتحقق لي ما أصبو إليه, وهو أني أأتي بتقدير عالي, إلا أن هذا مستواي لم يتغير, فهل لله حكمة في أن جعلني لا أكون من المتفوقين, ومع هذا أجد شباباً دوني في المحافظة على الصلوات -هداهم الله- إلا أنهم أفضل مني في التفوق الدراسي, يأتون بتقدير امتياز, فبماذا تنصحونني؟
ربك حكيم عليم في كل شيء - سبحانه وتعالى - قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [(83) سورة الأنعام]. وقال الله جل وعلا: وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً [(17) سورة النساء]. - سبحانه وتعالى -. فله الحكمة البالغة، والعلم الكامل، فهو أعلم بأسباب عدم وصولك إلى الدرجة العليا. لعل من الأسباب ضعف فهمك، أو أن هناك أيضاً أسباب أخرى من كبر أو فخر على غيرك، أو ما أشبه ذلك فاتقي الله وحاسب نفسك وكن متواضعاً واسأل ربك التوفيق واجتهد وأبشر بخير -إن شاء الله- ولا تتهم ربك عليك بحسن الظن بالله - عز وجل - واعلم أنه عليم حكيم يضع الأشياء مواضعها وليس بظلام للعبيد - سبحانه وتعالى - وإنما مصيبة جاءت منك أنت إما لضعف فهمك وإما لأشياء تفعلها من فخر أو تكبر أو غير هذا مما يسبب نقصك ونزولك. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ.
8- ما حكم من أخر قضاء أيام من رمضان أحد عشر عاماً وأراد أن يقضيها، فقضاها, فهل يبقى عليه شيء؟
عليه التوبة من التأخير، وعليه القضاء وعليه إطعام مسكين عن كل يوم أخره كما أفتى بذلك جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -. ثلاثة أمور الأمر الأول القضاء يقضي الأمر الثاني التوبة من التأخير الأمر الثالث إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد من تمر أو حنطة أو أرز.
9- ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات؟
مذهب أهل السنة والجماعة إثبات أسماء الله وصفاته من الواردة في القرآن والسنة الصحيحة وامرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل؛ كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [(11) سورة الشورى]. كما نص على ذلك أهل العلم كابن القيم في كتبه كالصواعق والنونية وغيرها . وشيخ الإسلام بن تيمية في كتبه - رحمه الله تعالى - الحموية التدمرية الواسطية. والإمام ابن خزيمة - رحمه الله تعالى - في كتابه التوحيد. وعبد الله بن أحمد في كتابه السنة وغيرهم هذا طريق أهل السنة والجماعة يؤمنون بأسماء الله وصفاته ويمرونها كما جاء في القرآن والسنة الصحيحة إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل ويقولون إن أسمائه وصفاته تليق به جل وعلا لا يشابهه فيها خلقه - سبحانه وتعالى - ولهذا قال مالك وغيره: أمروها كما جاءت بلا كيف. وهكذا يقول سفيان الثوري وابن عيينة والأوزاعي وغيرهم من أهل العلم. وقد جمع جملة من كلامهم شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى - في الحموية وهكذا جمعها غيره من أهل العلم مثل ابن أبي العز في شرح الطحاوية، وابن القيم في الصواعق المرسلة وغيرهم. وكذلك ابن خزيمة - رحمه الله تعالى - وعبد الله بن أحمد والشيخ بن سعيد الدارمي في الرد على المريسي إلى غير ذلك المقصود أن مذهب أن أهل السنة والجماعة هو الإيمان بأسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة وإمرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا زيادة ولا نقص بل هي توقيفية حسب ما جاء في القرآن والسنة فيثبتونها إثباتاً بلا تمثيل وينزهون الله عن مشابة خلقه تنزيهاً بلا تعطيل - سبحانه وتعالى -
10- هل أكل لحم الإبل يبطل الوضوء؟
نعم ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمر بالوضوء من لحم الإبل، فإذا أكل الإنسان لحم إبل وجب عليه الوضوء.
11- إذا مات الميت ودعا له أحد من أهله, مثل: والدته أو أبوه أو إخوانه, هل يصله ذلك الدعاء، وهل يعلم بالشخص الذي دعا له؟
الدعاء ينفع الميت كما ذكر الله عن المؤمنين من السلف الصالح يقول الله عنهم: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ [(10) سورة الحشر]. فالدعاء ينفع الميت ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلى من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). وشرع الله صلاة الجنازة لأن المسلمين يدعون للميت في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثالثة ويستغفرون له ويترحمون عليه فالدعاء ينفع الميت بإجماع المسلمين. وهكذا الصدقة عنه. فإذا دعا له أقاربه أو غير أقاربه ينفعه ذلك وهكذا الصدقة عنه والحج عنه والعمرة كل هذا ينفعه، ويزاد من حسناته ومن ثقل ميزانه. أما كونه يعلم ذلك هذا إلى الله - سبحانه وتعالى -. جزاكم الله خيراً.
12- هل الميت بعد موته يلتقي بأهله وإخوانه الذين ماتوا من قبل ويعرفهم، وهل يلتقي أهل الخير ويتعارفون بعد موتهم؟
الله أعلم، لا أعلم في هذا نصاً ثابتاً، وإنما ذكر بعض أهل العلم هذا المعنى كابن القيم في كتاب الروح وغيره، ولكن هذه المسائل تحتاج إلى دليل هل المعصوم -عليه الصلاة والسلام- أي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أثبات اللقاء أما أرواح المؤمنين فهي في الجنة كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أرواح المؤمنين طائر يعلق بشجر الجنة حتى يردها الله إلى أجسادها، وأرواح الشهداء تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش هذه أرواح الشهداء المقتولة في سبيل الله. وأما أرواح المؤمنين فإنها تسرح في الجنة حتى يردها الله إلى أجسادها في صور طير تسرح في الجنة أما كونهم يتناقلون ويتعارفون فهذا يحتاج إلى دليل ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام. وأما كون أرواحهم تتلاقى ويتعارفون هذا يوجد بعض المضاهي أهل الصلاح والخير تدل على شيء من التلاقي، ولكن الجزم بذلك وأن هذا شيء ثابت لجميع الأرواح يحتاج إلى دليل ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام- لكن بعض الرؤى تدل على وقوع شيء من هذا.
13- هل يجوز لي أن أذهب إلى القبور وذلك للعبرة وليس للنياحة؛ لأنني أعلم بأنها محرمة على النساء, ولكنني أحب أن أتذكر الآخرة, وما الحكمة من منع النساء من زيارة القبور؟ جزاكم الله خيراً.
الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بزيارة القبور، قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة). ونهى عن زيارة القبور للنساء. ذكر أهل العلم أن الحكمة في ذلك أنهن في الغالب لا يصبرن ولأنهن فتنة فإذا زرن القبور قد يحصل لهن من البكاء والنياحة والشيء الذي لا ينبغي لقلة صبرهن في الغالب، ولأنهن قد يختلطن بالرجال ويكون فتنة. والله جل وعلا هو العليم والحكيم لا ينهى عن شيء إلى لحكمة بالغة - سبحانه وتعالى - هو الحكيم في قوله وفعله وشرعه وقدره جل وعلا-. ومن حكمته - سبحانه وتعالى - نهي النساء عن زيارة القبور إما لأنهن فتنة وإما لقلة صبرهن وإما لأمرين جميعاً، وإما لأمور آخر. ولكن الحمد لله لهن الدعاء يدعون لموتاهم في بيوتهم وفي كل مكان ويصلين على الجنائز في المسجد أو في المصلى هكذا كله مسموح لهن والحمد لله، فهي تدعو لقريبها ولزوجها في بيتها وفي كل مكان تستغفر له تتصدق عنه كل هذا ينفع الميت من الرجل والمرأة جميعاً. أما الزيارة للقبور فهي خاصة بالرجال لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة). ونهى زيارة القبور للنساء ومنعهن من ذلك ونهين عن إتباع الجنائز. جزاكم الله خيراً.
14- اعتاد بعض الناس عند ذهابهم للمقابر أن يقراوء الفاتحة والإخلاص والمعوذتين, فهل يصل الثواب للأموات، وما رأيكم -سماحة الشيخ- في توزيع الخبز والفواكه والخضروات عند القبور, وهل يجوز أكل هذه الأشياء؟ جزاكم الله خيراً
القراءة عند القبور غير مشروعة، بدعة، ما يجوز قصد القبور للقراءة عندها لا الفاتحة ولا غيرها، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم –: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً فإن الشيطان يفر من البيت التي تقرأ فيه سورة البقرة). فدل على أن القبور ليس بمحل صلاة ولا محل قراءة . البيوت والمساجد هي محل القراءة ومحل الصلاة فالمساجد محل صلاة الفريضة ومحل القرآة. والبيوت محل صلاة النافلة والقراءة أما المقابر فليست محلاً للصلاة ولا محلاً للقراءة ولكن من زارها يدعو للميتين يستغفرون لهم يترحمون عليهم ويتذكر الآخرة وأنه صائر إلى ما صاروا إليه حتى يعد العدة للقاء الله. جزاكم الله خيرا
15- هل مسح الرأس في الصلاة يكون مرة واحدة، وماذا تفعل المرأة، هل تمسح جميع الرأس، وماذا تفعل إذا كان الشعر طويلاً
مسح الرأس فرض من فروض الدعوة على الرجل والمرآة تمسح رأسها كما يمسح الرجل رأسه. والمقصود منابت الشعر من المقدمة إلى المؤخرة أما الذوائب فلا حاجة لمسحها، ولكن تمسح من مقدمه إلى مؤخره على الشعر. أما الذوائب النازلة عن ذلك فلا يجب مسحها وإذا كان من حناء وغيره فلا يضره فتمسح على الضمادات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا مسحت على ما في رأسها من الضماد من حناء أو غيره فلا بأس. جزاكم الله خيراً.
16- حصل وأن قمت ببيع بيت صغير مبني من الطين, وبعد البيع عثرت الوالدة على وثيقة لهذا البيت، ووجد فيها وقف في أُضحية من ريعه دون علمي, ولم يدخل عليّ من هذا البيت شيء من إيجاره, والمبلغ المبيوع به هذا البيت هو: خسمة آلاف ريال, منذ أكثر من عشر سنوات, فهل يسقط البيع شرعاً في هذه الحالة, أم يلزمني نقل الوقف ويبقى في ذمتي - سماحة الشيخ
عليك مراجعة المحكمة في إبطال البيع، وبقاء الوقف على حاله. وعرض الوثيقة على القاضي، والقاضي ينظر في الأمر. فإن لم يتيسر رد البيع فالثمن يجعل في وقف آخر إذا حال عليه يكون في وقف آخر. يكون في نخلة تقع وقفاً له. يكون في أواني تكون وقفاً له تستعمل وينتفع بها. المقصود تجعله في شيء ينفع الميت. نخلة أو نخلتين ينتفع بثمنها أو غير ذلك مما ينفع الميت، حسب التيسير
435 مشاهدة
-
1 حلقة 251: رجل رضع من جدته من أمه ثم تزوج ابنت خاله - زوجة العم وزوجة الخال أجنبيات - الحلف بالطلاق - حكم نقل الميت من مقبرة إلى أخرى لحاجة - الوصية بالدفن في مكان معين - أصحاب الكهف، وأصحاب الصخرة
-
2 حلقة 252: واجب المسلم تجاه غير المسلم - قول الرجل علي اليمين ترجع إلى نيته - ماتت ولم تتمكن من قضاء الصلاة والصيام - النذر للأئمة - حلف على زوجته بالطلاق ثلاثا
-
3 حلقة 253: اتباع مشايخ الطرق والطوائف هل هو واجب - الخلطة في مال الزكاة - حكم من ترك بعض الفرائض ثم تاب - لفظ التحريم ونية الطلاق - التسمية باسم عزيز - تزوير عقد نكاح
-
4 حلقة 254: رجل يغسل امرأة أجنبية بعد موتها - حكمة رجعة من قال زوجها في طلاقة طلاق لا رجعة فيه - تقبيل المصحف - زيادة وبركاته في السلام آخر الصلاة - حكم الاكتحال - خروج الدم من المحرم - مس أحد الزوجين الآخر بشهوة أثناء الإحرام
-
5 حلقة 255: رضاعة الكتابية للمسلم - تعليق التمائم على المريض - تسبيل الأرض في سبيل الله - الانقطاع عن الزوجة بسفر - أعمال تصل إلى الميت - من استعار فعليه الضمان
-
6 حلقة 256: حكم بلع الصائم الريق - حكم أكل من ظن بقاء الليل - حكم إسقاط الدين عن شخص وحسابها من الزكاة - هل يصلى على قاتل نفسه - الصلاة مع الجماعة باختلاف النية - لمسبوق هل تكفي تكبيرة الإحرام عن تكبيرة النقل - العبرة للمسافر بالبلد التي يقدم عليها
-
7 حلقة 257: حوادث السيارة يتحملها السائق إن فرط - استبدال الوقف بغيره - أبناء ضرائر المرضعة أخوة من الرضاعة - طعام أهل الكتاب - الصلاة وقت غروب الشمس - رفع السبابتين في التشهد
-
8 حلقة 258: النذر لله وثوابه للإمام - الوقف صدقة جارية - كل من اشتركوا في المرضعة صاروا إخوة - قراءة الفاتحة بعد الإمام - امرأة تزور قبر زوجها كل يوم
-
9 حلقة 259: قراءة الفاتحة للميت - الاجتماع للقراء في العزاء - من حلف بالطلاق وقصده التهديد - لبس الذهب الذي فيه تصاوير - اختلاف فرضي الإمام والمأموم - قطع الصلاة لرفع الضرر - حكم من حبست أرنباً ونسيته فمات - النذر وقت الغضب - تداوي المرأة عند رجل
-
10 حلقة 260: رضاع الكبير - خال الزوج وعمه ليسا محرمين - زكاة الحلي بالوزن أم بالعيار - التعديل في الوصية - حكم قول الرجل زوجتي طالق علي - النامصة والمتنمصة - الصلاة مع الصوفية أصحاب الموالد
-
11 حلقة 261: حكم من سلط غنمه على مزرعة غيره - حكم من لم يستطع العدل بين زوجتيه - حكم الطعام إذا قدم عند الإقامة - معرفة الواقع لا تناقض ثبات الدين - إسقاط النفقة على إحدى الزوجات - النفقة على الأولاد - آذيت وآنيت
-
12 حلقة 262: التواشيح قبل الأذان - هل يصح الفجر بأذان واحد فقط - الصلاة على النبي عقب الأذان - قول الإمام صفوا الأقدام في طاعة الرحمن - حكم البسط والفرش التي تحمل الصور - حكم السجود بعد التشهد لأجل الدعاء - قبول هدية تارك الصلاة وآكل الربا
-
13 حلقة 263: سماع الميت كلام من أتى لدفنه - الإنسان مسير ومخير - حكم تقديم النذور والذبائح للأنبياء والأموات - حكم الطلاق بالثلاث في مجلس واحد
-
14 حلقة 264: إذا تاب السارق ولم يجد صاحب المال المسروق - حكم من تزوج امرأة على أن زوجها قد استشهد ثم بعد مدة علم أنه حي - الدعاء دبر الصلوات - التبليغ خلف الأمام - حكم من نذر ولم يستطع الوفاء - صلاة الجماعة مع النساء - الإحداد أكثر من المشروع
-
15 حلقة 265: حكم وجود أذانين للجمعة - دفع التعارض حول أجساد الأنبياء بعد الموت - حكم مراجعة من طلق زوجته مرتين - حكم القنوت بعد الركعة الثانية من صلاة الفجر
-
16 حلقة 266: حكم الإيفاء بنذر - قول الرجل لزوجته أنت مثل أمي - الذكر المطلق لا يحدده إلا الشارع - هل بعد الخلع رجعة - حكم من طلق زوجته قبل أن يدخل بها ثم راجعها - بداية خلق الإنسان واعتراض الملائكة
-
17 حلقة 267: نصيحة في تعامل الولد مع قسوة أبيه - الطلاق أثناء الحيض أو السكر - نصيحة في العدل بين الأولاد - الدعاء بصوت جماعي عقب الصلوات أو قبلها - تناول حبوب منع الحمل - قول الرجل لزوجته وجهي من وجهك حرام
-
18 حلقة 268: الصلاة للوالد والحج عنه - هل يجوز القرض بفائدة - من ارتكب كبيرة ثم تاب قبل أن يقام عليه الحد ماذا عليه - قال لامراته لا اريد ان اراك هل هذا طلاق - حكم من ترك الصيام والصلاة بسبب شدة المرض
-
19 حلقة 269: المتسبب في القتل - المتوفى عنها زوجها وهي حامل ثم وضعت هل عليها عدة - الإزار - الحديث إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها - حكم السبحة - نقاب المرأة - حكم التمسح بحيطان الكعبة - حكم الإمساك بالهدهد
-
20 حلقة 270: المصافحة - حكم لبس المرأة القفازين - تحديد أيام العادة الشهرية - حجت وقطعت أوراق شجر من منى - أسماء الله وصفاته - حكم وجود الحبر في مواضع الوضوء - كلمة للأزواج في معاملة الزوجات - هل للمرأة أن تصلي مكشوفة القدمين
-
21 حلقة 271: حكم الوصية - دعاء الإستخارة - إزالة المكياج عند الوضوء - صلاة التسبيح - حكم صلاة الحاجة - ضرب الدف - المبيت في منى - التيمم لإدراك الجماعة - الموالاة في الوضوء - من زاد على ثلاث غسلات في الوضوء ينبه
-
22 حلقة 272: تفسير قوله تعالى على شفا جرف هار - البكاء على الميت - تفسير قوله تعالى أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت - تفسير قوله تعالى وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم - الصلاة والصيام عن الميت - الحكمة من التوضأ من أكل لحم الجزور
-
23 حلقة 273: مستقر الشمس - البرهان الذي رآه يوسف - استعمال لولب لمنع الحمل - اليمين الغموس - مس المصحف ودخول المسجد للحائض والنفساء - كيفية نصيحة الأب والأخ - من أفطر يوماً عمداً - مسح الرقبة في الوضوء - العمرة لمن حج منفرداً
-
24 حلقة 274: السبل المعينة على الدعوة - توجيه امرأة تعاني من الوساوس - الطلاق بألفاظ مختلفة - طريقة الحياة الزوجية السعيدة - حكم صلاة ركعتين بين الأذانين في الجمعة - قراءة آية الكرسي بعد كل فريضة - حكم الدعاء باللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه
-
25 حلقة 275: القنوط من رحمة الله - يصح للمرأة أن تذبح - من حج متمتعاً ولم يفدِ - المصيبة في الدين - معنى تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء - الضابط للجمع عند المطر - من له عذر من حضور الجمعة صلى ظهراً - المسح على الشراب
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد